المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشروع في العلم يلزم كالشروع في الحج! كلامٌ عظيم لشيخ الإسلام ابن تيميَّة


طويلب علم مبتدئ
31 / 01 / 2008, 20 : 01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فلشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كلامٌ عظيم في مسئولية العالم وطالب العلم، وما يلزمهما
من صيانة العلم؛ باالمحافظة عليه والعمل به وتبليغه
وقد أشار إلى شيء منه تلميذه الإمام ابن مفلح في كتابه الفروع
فأحببت إفادة نفسي ووعظها أولاً، وإفادة الإخوة نفع الله بهم:


يقول رحمه الله:



(...وكذلك أهلُ العلم الذين يحفظون على الأمة الكتاب والسنة صورةً ومعنى؛ مع أنَّ حفظ ذلك واجب على الأمة عموماً على الكفاية منهم، ومنه ما يجب على أعيانهم، وهو علم العين الذي يجب على المسلم في خاصة نفسه، لكن وجوب ذلك عيناً وكفايةً على أهل العلم الذين رأَسوا فيه أو رُزقوا عليه أعظم من وجوبه على غيرهم، لأنه واجب بالشرع عموماً، وقد يتعيَّن عليهم لقدرتهم عليه، وعجز غيرهم.

ويدخل في القدرة استعدادُ العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرق الموصلة إليه؛ من الكتب المصنفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم.

ولهذا مَضَت السنة بأنَّ الشروع في العلم والجهاد يلزمُ كالشروع في الحج، يعنى أنَّ ما حفظه من علمِ الدِّين وعلم الجهاد ليس له إضاعته؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأ القرآنَ
ثمَّ نسيَه لقيَ اللهَ وهو أجذم" رواه أبو داود.
وقال: "عُرِضَت عليَّ أعمالُ أمتي حسنها وسيِّئها فرأيتُ في مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه اللهُ
آيةً من القرآن ثم ينام عنها حتى ينساها".
وقال: "من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيَه فليس منا" رواه مسلم.

وكذلك الشروع في عمل الجهاد فإنَّ المسلمين إذا صافُّوا عدواً أو حاصروا حصناً ليس لهم الانصرافُ عنه حتى يفتحوه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي لنبيٍّ إذا لَبِسَ لأمتَه أن ينزعَها حتى يحكمَ الله بينه وبين عدوِّه".

فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظُ علم الدين وتبليغه، فإذا لم يبلغِّوهم علمَ الدين أو ضيَّعوا حفظَه كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين.
ولهذا قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).

فإنَّ ضررَ كتمانهم تعدَّى إلى البهائم وغيرها، فلعنَهم اللاعنون حتى البهائم، كما أنَّ معلم الخير يصلي عليه الله وملائكته ويستغفر له كلُّ شيءٍ حتى الحيتان في جوف البحر والطير في جو السماء.

وكذلك كذبهم في العلم من أعظم الظلم وكذلك إظهارهم للمعاصي والبدع التي تمنع الثقة بأقوالهم وتصرف القلوبَ عن اتِّباعهم، وتقتضي متابعة الناس لهم فيها= هي من أعظم الظلم، ويستحقون من الذمِّ والعقوبة عليها مالا يستحقُّه مَنْ أظهرَ الكذبَ والمعاصي والبدع من غيرهم، لأنَّ إظهارَ غير العالم وإن كان فيه نوعُ ضرر فليس هو مثلَ العالم في الضرر الذي يمنع ظهورَ الحقِّ، ويوجب ظهورَ الباطل، فإنَّ إظهارَ هؤلاء للفجور والبدع بمنزلة إعراض المقاتلة عن الجهاد ودفع العدو
ليس هو مثل إعراض آحاد المقاتلة، لما في ذلك من الضرر العظيم على المسلمين.

فتركُ أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد، وتركُ أهل القتال للقتال
الواجب عليهم كترك أهل العلم للتبليغ الواجب عليهم، كلاهما ذنبٌ عظيمٌ، وليس
هو مثلَ ترك ماتحتاج الأمة إليه مما هو مفوَّضٌ إليهم، فإنَّ تركَ هذا أعظمُ من ترك أداءِ
المال الواجب إلى مستحقِّه، وما يُظهرونه من البدع والمعاصي التي تمنعُ قبولَ قولهم
وتدعو النفوسَ إلى موافقتهم وتمنعهم وغيرَهم من إظهار الأمر بالمعروف والنهى عن
المنكر أشدُّ ضرراً للأمة وضرراً عليهم من إظهار غيرهم لذلك.

ولهذا جبلَ الله قلوب الأمة على أنها تستعظمُ جُبنَ الجندي وفشلَه وتركَه للجهاد
ومعاونتَه للعدو أكثر مما تستعظمه من غيره، وتستعظمُ إظهارَ العالم الفسوق والبدع
أكثر مما تستعظم ذلك من غيره، بخلاف فسوق الجندي وظلمه وفاحشته، وبخلاف
قعود العالم عن الجهاد بالبدن.

ومثل ذلك ولاة الأمور كلٌّ بحسبه؛ من الوالي والقاضي، فإنَّ تفريطَ أحدهم فيما عليه رعايته من مصالح الأمة أو فعل ضدِّ ذلك من العدوان عليهم يُستعظَمُ أعظمَ
مما يُستعظَمُ ذنبٌ يخصُّ أحدَهم).

مجموع الفتاوى (28/186-189)

صقر الاسلام
31 / 01 / 2008, 47 : 06 PM
الاخ طويلب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع غاية في الاهمية جُزيت خيرا على طرحك له ... واسأل الله ان يبارك في علمك وأن تُفيدنا في هالملتقى بالعلم النافع .

شريف حمدان
23 / 10 / 2010, 47 : 08 PM
حشرك الله
مع النبيين والصدقين والشهداءوالصا لحين
وحسن اولئك رفيقا
اخى الكريم