{ خلق الله عز وجل التربة يوم السبت } .. استفسار !؟

[ابو ناصر الغامدي]

السلام عليكم والرحمه الله وبركاته

اخواني عندي استفسار حبيت اطرحه عليكم , واعذروني اذا كان القسم غير مناسب لسؤالي , لكني على عجلة من أمري ولم ارى قسماً بين أقسام هذا الصرح انسب من هذا القسم لاستفساري

بداية حتى لا يفهمني البعض بشكل خاطئ ويظن اني ملحد , أو مشكك بالدين , معاذ الله
فأنا مسلم إبن مسلم والحمدلله ولو اجتمعت كل أهل الارض على ان يشككوني في ديني ما استطاعوا بعون من الله وتثبيته

الإستفسار حول هذا الحديث يا اخوان , هل هو صحيح أم لا .. !؟

قال الإمام مسلم – رحمه الله – :
حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي إسماعيل بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي آخِرِ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ

عندما قرأت هذا الحديث , استوقفتني عدة اجزاء منه

أولاً : ( خلق الشجر يوم الإثنين , وخلق النور يوم الأربعاء ) !!

كيف عاش الشجر قبل خلق النور !؟ .. من المعلوم ان الشجر والنبات بحاجه الى نور الشمس حتى يعيش !


ثانياً : ( خلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعه ) !!

افهم من هذا الحديث أن الله خلق آدم بعد خلق الأرض بـ 6 أيام !
والمعلوم ان الله سبحانه خـلق الجـن قبل آدم بـ 2000 عام ... وقـد عاش الجن في الأرض قبل أعوام مديده من خلق آدم
والدليل / قال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية : قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما : كانت الجن قبل آدم بألفي عام فسفكوا الدماء , فبعث إليهم جنداً من الملائكة , فطردوهم إلى الجزائر والبحور
وهذا يفسر قول الله تعالى في كتابه , لما أخبر الملائكة انه سيخلق آدم ويستخلفه في الأرض .. قالت الملائكة { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }
ولا إختلاف بين أهل العلم أن الجن خلقوا قبل الإنس
فكيف خُلق آدم بعد خلق الأرض بـ 6 أيام , وكيف خلقت الجن قبل آدم بـ 2000 عام !؟


اتمنى ان تجيبوني يا أهل العلم , فـقـد وقعـت في حيره من صحه هذا الحديث !

[طويلب علم مبتدئ]

السلام عليكم اولا حياك الله وبياك فنحن هنا لسنا لكي نطعن او نشكك في اسلام

ثانيا مثل هذه الاسئلة ان تسال اهل العلم المتمكنين والثقات في عقيدتهم ستجد الجواب ان شاء الله فقد سال امام دار الهجر في ثلاث وثمانين مسالة اجابة رحمه الله في ثلاثة مسائل ومن قال الله اعلم علمه الله ملا يعلم سبحانه .

هذه الشبهة كثيراً ما يرددها من ابتلوا بداء السعار على السنة فما إن تتحدث معهم عن أهمية الصحيحين حتى يبادروك إلى الطعن في صحيح مسلم أولاً ثم يبادرونك بذكر حديث التربة ثم بذكر هذه الشبهة وهي ان ابا هريرة أخذ الحديث عن كعب وليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!
وعندما تسأل هؤلاء عن مصدر شبهتهم بادروك بالإحالة على التاريخ الكبير للبخاري (1/413-414) هكذا كلهم يفعلون وكأنهم قد تواصوا به!


قال شيخ الإسلام :

وأجل ما يوجد فى الصحة ( كتاب البخارى ) وما فيه متن يعرف أنه غلط على الصاحب لكن فى بعض ألفاظ الحديث ما هو غلط وقد بين البخارى فى نفس صحيحه ما بين غلط ذلك الرواى كما بين إختلاف الرواة فى ثمن بعير جابر وفيه عن بعض الصحابة ما يقال إنه غلط كما فيه عن إبن عباس أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم والمشهور عند أكثر الناس أنه تزوجها حلالا وفيه عن أسامة أن النبى لم يصل فى البيت وفيه عن بلال أنه صلى فيه وهذا أصح عند العلماء .

وأما مسلم ففيه ألفاظ عرف أنها غلط كما فيه ( خلق الله التربة يوم السبت ) وقد بين البخارى أن هذا غلط وأن هذا من كلام كعب وفيه أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى الكسوف بثلاث ركعات فى كل ركعة والصواب أنه لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة وفيه أن أبا سفيان سأله التزويج بأم حبيبة وهذا غلط .

وهذا من أجل فنون العلم بالحديث يسمى علم ( علل الحديث ) .

" مجموع الفتاوى " ( 18 / 73 ) .

قال ابن القيم :

ويشبه هذا ما وقع فيه الغلط من حديث أبي هريرة خلق الله التربة يوم السبت الحديث وهو في صحيح مسلم ولكن وقع الغلط في رفعه وإنما هو من قول كعب الأحبار كذلك قال إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه الكبير وقاله غيره من علماء المسلمين أيضا وهو كما قالوا لأن الله أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما ستة أيام وهذا الحديث يقتضي أن مدة التخليق سبعة أيام والله تعالى أعلم .

" المنار المنيف " ( 78 ) .

قد أعل طائفة من أعيان أهل الحديث هذا الخبر، بأمور قوية جدا مثل:
الأول، أنه لم يذكر خلق السماء، وجعل خلق الأرض في ستة أيام
الثاني أنه جعل الخلق في سبعة أيام
والقرآن يبين أن خلق السموات والأرض كان في ستة أيام، أربعة منها للأرض ويومان للسماء
الثالث أنه مخالف للآثار القائلة: إن أول الستة يوم الأحد، وهو الذي تدل عليه أسماء الأيام: الأحد- الاثنان- الثلاثاء- الأربعاء- الخميس
ومن حيث الاسناد أعله ابن المديني بأن إبراهيم بن أبي يحيى قد رواه عن أيوب، قال ابن المديني: (( وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا عن إبراهيم ابن أبي يحيى )) انظر الأسماء والصفات ص 276، يعني و إبراهيم مرمي بالكذب فلا يثبت الخبر عن أيوب ولا من فوقه.
وكذلك البخاري يرى أنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو مما أخذه أبو هريرة عن كعب الأحبار كماقال في التاريخ الكبير .
وكذلك تابع ابن كثير البخاري على هذا القول

ارجوا ان اكون افدتك بعض الشيء والله اعلم

[ابو قاسم الكبيسي]

http://dc15.arabsh.com/i/03430/f91xljmkuqs8.gif
جزاكـــَ اللهُ خيـــرًا
أللـهـم إغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..
وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس ألأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابًا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا..
أللهــمَ آمـيـــــــــــــن. .