المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البطلان: قنفذ وخلد@@@@


محمد نصر
31 / 05 / 2008, 57 : 07 PM
البطلان: قنفذ وخلد

قالت الرواية: حكاية اليوم تتناول مشكلة قامت بين بطلين، هما قنفذ وخلد.
كان القنفذ يتنزه في الحقل حين شاهد اكواماً صغيرةً من التراب الناعم الاملس.
قال القنفذ: غريب! ما هذا التراب؟ اسمع حفيفاً واهياً قريباً مني. هه! من هذا الحيوان الصغير الذي يحفر الارض ويدفع التراب بقوائمه ويقيم كومة من التراب جديدة؟
وجاء صوت الخلد: سه، سه، سه!
فصرخ القنفذ: من انت يا مسأسئ؟
اجاب الخلد: قل لي من انت اولا لأقول لك من انا ثانياً؟
حسناً. انا القنفذ، وانت؟
وانا الخلد، اسمي الخلد. الم تسمع بالخلد من قبل يا حضرة القنفذ؟
فقال القنفذ: كم انت رقيق وممتاز. انا نادم لأني لم اتعلم ان احفر بنفسي في التراب مثلك. والحقيقة اني لم اشاهد في حياتي كلها خلداً.
قال الخلد ضاحكا: شكراً لك على ثنائك. والآن بعد ان شاهدتني اصبحت تعرف الخلد؟
نعم، ولي الشرف بذلك.
صاح الخلد: اخجلك تواضعي!
قال القنفذ: سأجلس هنا بالقرب من اوكارك وارى كيف تقوم بالحفر وقلب التراب وتكديسه في اكوام صغيرة.
اهلاً وسهلاً، اهلاً وسهلاً. تفضل، تفضل. هل لك يا صاحبي القنفذ ان تشرب فنجاناً من القهوة؟
لا شكراً، بالافراح.
ما بالك يا صاحبي الخلد؟
خطرت على بالي فكرة.
فكرة؟ اية فكرة؟
ما رأيك ايها الصديق العزيز؟
رأيي؟ بماذا؟
ان نكون شريكين معاً في زراعة القمح؟
شريكين في زراعة القمح؟
بالضبط يا رفيقي. فأنا املك حقلاً واسعاً، ولكني لا اجيد الحفر والحراثة وقلب التربة مثلك هه، هه، بدأت افهم.
ممتاز اذن. انت يا عزيزي الخلد تحرث الارض وانا ابذرها واتعهدها بالسقاية والعناية. وسيكون عندنا بعد ذلك انتاج وفير نتقاسمه بالتساوي.
هاه..
هه! ماذا؟ لم تبد لي رأيك؟
موافق، موافق. هات يدك يا صديقي القنفذ نتصافح عربوناً للاخلاص والمحبة والوفاء شد على يدي كما اشد على يدك.
يا صديقي انا اعاهدك.
وانا اعاهدك.
حرث الخلد الارض بدقة واهتمام. وبعد ان بذر القنفذ القمح، اعاد الخلد حراثة الارض مجدداً حتى تمكن من طمر جميع البذور في التراب. وراح الاثنان ينتظران.
سأل الخلد: والآن ايها القنفذ العزيز، ماذا ستفعل؟
فأجابه القنفذ: سأهتم بالمزرعة، واعتني بسقايتها وتعشيبها وحمايتها من فئران الحقول.
حسناً تفعل، وانا اساعدك ايضاً.
طبعاً. فغداً سينمو القمح، وستكون سنابله كثيرة وغنية بالحبوب.
وعندها سيكون نصيب كل منا وفيراً.
طبعاً، طبعاً.
كان الموسم وافراً. وتعهد القنفذ حصاده وجمعه اكداساً كبيرة، ثم درس القمح وذراه فصار كحبات اللؤلؤ. وحان اوان اقتسام المحصول.
قال الخلد: أرأيت ما اوفر الموسم؟
فأجابه القنفذ: طبعاً، طبعاً؟
هيا، هيا نقتسم الغلة.
حاضر، حاضر.
ماذا تنتظر؟ هيا نقتسم، نصف الغلة لي، ونصفها لك.
دعها للغد، وان غداً لناظره قريب.
اذا صباحاً نقتسم الغلة.
ألم تسمع ما قلت؟
قلت غداً.
وقلت ايضاً ان غداً لناظره قريب.
فكر الخلد: ان غداً لناظره قريب؟ ماذا يعني؟
قال القنفذ لنفسه: لم يكن الخلد شريكي؟ الم اعمل اكثر منه؟ انه لا يستحق نصف المحصول. انا تعبت اكثر منه. يجب ان آخذ حصة اكبر. وماذا يستطيع الخلد ان يفعل ان اخذت اكثر؟ فانا عندي اشواك كثيرة حادة تلف جسمي، استطيع ان اقذفه بها واحمي نفسي منه ان اراد ان يقاتلني. فلأذهب الى الحقل وآخذ نصيي.
وفي الحقل كان الخلد ينتظر من قبل الفجر.
اراك جئت مبكراً يا صديقي القنفذ؟
فكر القنفذ لنفسه: ما به سبقني الى الحقل؟ - ثم قال بصوت عادي: جئت للاقتسام هيا! باشر.
لماذا نتعب انفسنا يا خلدي الجميل؟ سأعطيك حصتك الآن، هذه حصتك.
ماذا؟ حصتي؟ حصتي؟ هذه حصتي؟ اراك اعطيتني كومة صغيرة وابقيت كل الغلة لك.
طبعاً. فانا اعتنيت بالموسم من اوله الى آخره.
وانا حفرت الارض وساعدتك.
هذه حصتك يا خلد وكفى!
ولكننا اشتركنا معاً على اساس ان يكون النصف لي والنصف الآخر لك.
هذه حصتك، وافعل ما تشاء!
انا لا اقبل بهذا! لا، لا، لا اقبل.
لا تقبل؟ انت حر. هذا ما لك عندي. خذه وامش.
ما هذا الكلام يا قنفذ؟
هذا الكلام لك.
انت لص خسيس ودنيء.
اسكت يا خلد والا لن تعرف ما يحل بك!
ماذا يحل بي؟
صاح القنفذ: اقذفك بشوكي.
فأجابه الخلد: اسمع يا صاحبي. لم النزاع؟ نرفع قضيتنا الى الثعلب. فهو قد اقام محكمة للنظر في قضايا المظلومين، وما يقول نعمل به.
حسناً. فلنذهب الى الثعلب.
ضحك الثعلب طويلاً، وقال: نعم، نعم، فهمت. هل لأي منكما ان يقول شيئاً آخر؟
قال الخلد: اريد حصتي كاملة.
وقال القنفذ: انا تعبت واريد نصيبي.
حسناً، قال الثعلب، دعاني افكر بالامر، كي اصل بكما الى حل عادل يرضيكما معاً. اذهبا الآن غداً في مثل هذا الوقت، نلتقي معاً في الحقل.
وجاء حكم الثعلب في الغد، فقال للقنفذ: ايها القنفذ المسكين! لقد تعبت كثيراً وبذلت مجهوداً كبيراً تستحق المكافأة عليه. وحق لك ان تستريح من عناء العمل الشاق. فقد حصلت من جراء دراسة القمح وتذريته على قش وتبن كثير، تستفيد منه في بناء اكثر من بيت لك، وفي صنع فرش عديدة تحميك شر البرد، وتوفر لك الراحة والنعيم الدائم. فكل القش والتبن لك وحدك، لا يحق للخلد مشاركتك فيهما.
وقال للخلد: اما انت ايها الخلد الطيب، فانك لست بحاجة الى شيء من القش والتبن. انك بحاجة الى غذاء يحميك من الجوع، تختزنه في بيتك لوقت الحاجة. خذ هذه حفنة من حبات القمح اماناً لك من الجوع والفقر.
واضاف الثعلب: اما انا فسأكتفي بما تبقى من حبات القمح هنا كأجر لأتعابي في احلال السلام بينكما.
تساءل الخلد: يعني.. لن يصيبنا شيء من قمحنا؟
وقال القنفذ: وتعبنا؟
فأجابهما الثعلب: هذا هو حكم الثعلب.
نظر الخلد الى صديقه القنفذ وقال له: أرأيت؟ أرأيت ما حل بنا بسبب طمعك؟
فأجاب القنفذ: انت لم تقبل بما اخترت انا.
ضحك الخلد وقال: ما احلى ظلم القنفذ! انه خير الف مرة من حكم الثعلب.
بينما تحسر القنفذ على ما خسر وقال: آه! ما ضرني لو لم اطمع واستولي على حصتي وحصة شريكي!

كريم القوصي
31 / 05 / 2008, 00 : 08 PM
بارك الله فيك اخي الكريم محمد نصر

جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك

جيهان محمد نصر
31 / 05 / 2008, 31 : 08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك اخي الكريم
جزاك الله خير الجزاء
و
بارك الله فيك
جعله الله لك في ميزان حسناتك
ان شاء الله

محمد نصر
28 / 07 / 2009, 36 : 09 PM
الله يبارك فيكم اخي ****** كريم

اختنا الكريمه جيهان

للمرور الطييب

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

أم نيره
30 / 07 / 2009, 48 : 12 PM
بارك الله فيك على الطرح الطيب والمميز وفقك الله الى ما فيه الخير

محمد نصر
31 / 07 / 2009, 24 : 11 PM
الله يبارك فيكي اختنا الكريمه ام نيره

اكرمكي الله وجزاكي الله خيرا