طويلب علم مبتدئ
17 / 02 / 2013, 38 : 03 PM
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/basmalh.png
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
ففي القرآن الكريم من البراهين العظيمة على إثبات التوحيد والإخلاص لله تعالى وحده
ونقض الشرك والرد على المشركين
وهي مبثوثة في سور القرآن الكريم
فرأيت أن أجمع ما تيسر منها مع تفسيرها
للعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/rhm.png تعالى
من تفسيره العظيم تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان،
عسى الله تعالى أن يكرمنا وسائر المسلمين بالعلم النافع والعمل الصالح، وأسميته
من براهين التوحيد في القرآن المجيد
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.png**
البرهان ( 1 ) : سورةالفاتحة
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png 1 - 7 http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png بِسْمِ اللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ( 1 )
ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ( 2) ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ( 3)
مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ ( 4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( 5)
ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ( 6)
صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ ٱلضَّالّينَ ( 7)http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png بِسْمِ اللَّهِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى,
لأن لفظ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png اسم http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [الحسنى].
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png اللَّهِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة,
لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة
التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي,
وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة,
ومن عداهم فلهم نصيب منها.
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها,
الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات.
فيؤمنون مثلا, بأنه رحمن رحيم,
ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم.
فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته,
وهكذا في سائر الأسماء.
يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم [به] كل شيء,
قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلْحَمْدُ للَّهِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [هو] الثناء على الله بصفات الكمال,
وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الرب, هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله-
بخلقه إياهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة,
التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة, فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم,
التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكمله لهم,
ويدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه,
وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير, والعصمة عن كل شر.
ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب.
فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فدل قوله:http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png على انفراده بالخلق والتدبير والنعم,
وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه, بكل وجه واعتبار.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png المالك: هو من اتصف بصفة الملك
التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب,
ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات,
وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم,
خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم يظهر للخلق تمام الظهور
كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق.
حتى [إنه] يستوي في ذلك اليوم, الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته,
راجون ثوابه, خائفون من عقابه,
فلذلك خصه بالذكر, وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.
وقوله:http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة,
فكأنه يقول: نعبدك, ولا نعبد غيرك, ونستعين بك, ولا نستعين بغيرك.
وقدم العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص,
واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.
و [ العبادة ] اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
و [ الاستعانة ] هي الاعتماد على الله تعالى في *** المنافع, ودفع المضار,
مع الثقة به في تحصيل ذلك.
والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية,
والنجاة من جميع الشرور, فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما.
وإنما تكون العبادة عبادة,
إذا كانت مأخوذة عن رسول الله http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/slah.png مقصودا بها وجه الله.
فبهذين الأمرين تكون عبادة,
وذكر [ الاستعانة ] بعد [ العبادة ] مع دخولها فيها,
لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى.
فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي.
ثم قال تعالى: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم,
وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته,
وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط.
فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان,
والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا.
فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد
ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته,
لضرورته إلى ذلك.
وهذا الصراط المستقيم هو: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png غَيْرِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png صراط
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم.
وغير صراط
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلضَّالّينَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.
فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن,
فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة:
توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة,
يؤخذ من لفظ: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png اللَّهِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png ومن قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png إِيَّاكَ نَعْبُدُhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى,
التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله
من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه,
وقد دل على ذلك لفظ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلْحَمْدُ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png كما تقدم.
وتضمنت إثبات النبوة في قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية.
بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله:
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png لأنه معرفة الحق والعمل به.
وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك.
وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
فالحمد لله رب العالمين.
كتبه محمد القرني
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
ففي القرآن الكريم من البراهين العظيمة على إثبات التوحيد والإخلاص لله تعالى وحده
ونقض الشرك والرد على المشركين
وهي مبثوثة في سور القرآن الكريم
فرأيت أن أجمع ما تيسر منها مع تفسيرها
للعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/rhm.png تعالى
من تفسيره العظيم تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان،
عسى الله تعالى أن يكرمنا وسائر المسلمين بالعلم النافع والعمل الصالح، وأسميته
من براهين التوحيد في القرآن المجيد
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.pnghttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/point.png**
البرهان ( 1 ) : سورةالفاتحة
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png 1 - 7 http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png بِسْمِ اللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ( 1 )
ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ( 2) ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ( 3)
مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ ( 4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( 5)
ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ( 6)
صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ ٱلضَّالّينَ ( 7)http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png بِسْمِ اللَّهِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى,
لأن لفظ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png اسم http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [الحسنى].
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png اللَّهِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة,
لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة
التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي,
وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة,
ومن عداهم فلهم نصيب منها.
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها,
الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات.
فيؤمنون مثلا, بأنه رحمن رحيم,
ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم.
فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته,
وهكذا في سائر الأسماء.
يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم [به] كل شيء,
قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلْحَمْدُ للَّهِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [هو] الثناء على الله بصفات الكمال,
وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الرب, هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله-
بخلقه إياهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة,
التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة, فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم,
التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكمله لهم,
ويدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه,
وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير, والعصمة عن كل شر.
ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب.
فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فدل قوله:http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png على انفراده بالخلق والتدبير والنعم,
وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه, بكل وجه واعتبار.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png المالك: هو من اتصف بصفة الملك
التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب,
ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات,
وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم,
خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم يظهر للخلق تمام الظهور
كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق.
حتى [إنه] يستوي في ذلك اليوم, الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته,
راجون ثوابه, خائفون من عقابه,
فلذلك خصه بالذكر, وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.
وقوله:http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة,
فكأنه يقول: نعبدك, ولا نعبد غيرك, ونستعين بك, ولا نستعين بغيرك.
وقدم العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص,
واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.
و [ العبادة ] اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
و [ الاستعانة ] هي الاعتماد على الله تعالى في *** المنافع, ودفع المضار,
مع الثقة به في تحصيل ذلك.
والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية,
والنجاة من جميع الشرور, فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما.
وإنما تكون العبادة عبادة,
إذا كانت مأخوذة عن رسول الله http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/slah.png مقصودا بها وجه الله.
فبهذين الأمرين تكون عبادة,
وذكر [ الاستعانة ] بعد [ العبادة ] مع دخولها فيها,
لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى.
فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي.
ثم قال تعالى: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم,
وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته,
وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط.
فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان,
والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا.
فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد
ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته,
لضرورته إلى ذلك.
وهذا الصراط المستقيم هو: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png غَيْرِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png صراط
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم.
وغير صراط
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلضَّالّينَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.
فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن,
فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة:
توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة,
يؤخذ من لفظ: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png اللَّهِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png ومن قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png إِيَّاكَ نَعْبُدُhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى,
التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله
من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه,
وقد دل على ذلك لفظ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱلْحَمْدُ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png كما تقدم.
وتضمنت إثبات النبوة في قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية.
بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله:
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png لأنه معرفة الحق والعمل به.
وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك.
وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png
فالحمد لله رب العالمين.
كتبه محمد القرني