شريف حمدان
26 / 04 / 2013, 23 : 12 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/iya32406.gif
احبتي في الله
كيف اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم؟
http://www.gattours.com/photos/section_6_photos/428_222.jpg
في صحيح مسلم أن أنسًا- رضي الله عنه- أخبر: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربع عُمَر، كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته:
1- عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة.
2- عمرة من العام المقبل في ذي القعدة.
3- عمرة من جعرانة، حيث قسَّم غنائم حنين في ذي القعدة.
4- عمرة مع حجته. العمرة الأولى من هذه الرواية عن أنس يتبين أنه عدّ عمرات النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعًا على أساس أن عمرة الحديبية التي صده المشركون عنها قد حُسِبت؛ فالنبي والمسلون قد نَوَوها، ثم حُوصِروا؛ فتحللوا منها، ونية المؤمن أبلغ من عمله. العمرة الثانية يُسمِّيها العلماء عمرة القضاء أو عمرة القصاص؛ فالتسمية الأولى باعتبارها قضاء عن عمرة الحديبية، والتسمية الثانية باعتبارها قصاصًا عن صد المشركين للنبي- صلى الله عليه وسلم- وصحبه- رضوان الله عليهم- وفيها نزل قوله تعالى: "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاص…" البقرة 194
وكان موقفًا مشهودًا حين دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون مكة بعد سبع سنين طوال، وتجمع الرجال والنساء والصبيان في مكة وتزاحموا؛ ليروا هذا النبي القائد يحيط به المهاجرون والأنصار، وأثار هذا التجمع الحسد والبغض والغيظ لدى بعض أئمة الكفر، فخرجوا إلى الجبال حتى لا يروا هذا الموقف العظيم، وتناقل بعض المغرضين أخبارًا كاذبة عن أحوال المسلمين، وزعموا أن حُمّى يثرب وهنتهم، وأنهم أصابهم الهزال والضعف.
فلما دخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده اليمنى، ثم قال: رحم الله امرءًا أراهم اليوم من نفسه قوة. ثم استلم الحجر الأسود وخرج يهرول ويهرول معه أصحابه، حتى إذا واراه البيت من المشركين المحدقين به واستلم الركن اليماني مشى حتى الحجر الأسود. العمرة الثالثة هي عمرة الجعرانة في ذي القعدة من العام الثامن، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما فتح مكة في رمضان حدث أن جمعت قبيلة هوزان جيشا كبيرًا لمطاردة المسلمين وملاحقة النصر المؤزر الذي توج جهاد المسلمين.
وعرف هذا اليوم في تاريخ السيرة بيوم حنين، وقصته مشهورة في القرآن والسنة.
قال الله تعالى: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، وأنزل جنودًا لم تروها وعذب الذين كفروا، وذلك جزاء الكافرين. التوبة 25-26. وشاهت وجود الكفار، وغنم المسلمون غنائم كثيرة، ولما انهزم المشركون أتوا الطائف وعسكر بعضهم بأوطاس، فسار إليهم الرسول بنفسه، وحاصرهم، ثم واصل مسيرته الطاهرة المطهرة إلى الطائف، وقاتل بنفسه، وكان أول من رمي في الإسلام بالمنجنيق، رمي به أهل الطائف، وخلال عودته عسكر بالجعرانة ومعه السبي والغنائم وحصلت عنذئذ عملية التقسيم بين المجاهدين، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلاً معتمرًا، فدخل مكة وقضى عمرته ثم أصبح بين أصحابه بالجعرانة، ولذا خفيت هذه العمرة على كثير من الناس حتى أنكرها ابن عمر. العمرة الأولى هي التي أداها الرسول مع حجة الوداع.
والملاحظة على هذه العمرات للنبي صلى الله عليه وسلم أنها وقعت في ذي القعدة، حتى العمرة التي كانت مع حجة الوداع، نواها في ذي القعدة وأداها في ذي الحجة، أي أنها كلها وقعت في أشهر الحج.
وفي ذلك مخالفة لأهل الجاهلية الذينيرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور. وهناك رواية عن ابن عمر يذهب فيها إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم اعتمر واحدة في رجب، وقد أنكرها العلماء، كما ردتها السيدة عائشة رضي الله عنها.
كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة، وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن فقلت: يا أبا عبد الرحمن، اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ـ في رجب؟قال : نعم قلت لعائشة: أي أمتاه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: وما يقول؟ قلت: يقول اعتمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم في رجب فقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري ما اعتمر في رجب، وما اعتمر من عمرة إلا وإنه معه قال: وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم، سكت هذا وربما يتساءل البعض: لماذا لم يعتمر الرسول في رمضان، مع ما للعمرة فيه من شأن خاص؟
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار، ما منعك أن تحدي معنا؟ قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان (الناضح : هو البعير يستقي عليه الماء)، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح، وترك لنا ناضحًا ننضح عليه. قال: فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة.
والجواب ـ كما قال ابن القيم في أحد رأييه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشتغل في رمضان من العبادات بما هو أهم من العمرة، ولم يكن يمكنه الجمع بين تلك العبادات في رمضان، مع ما في ترك ذلك من الرحمة بأمته والرأفة بهم، فإنه لو اعتمر في رمضان لبادرت الأمة إلى ذلكـ وكان يشق عليها الجمع بين العمرة والصوم، وربما لا تسمح أكثر النفوس بالفطر في هذه العبادة حرصًا على تحصيل العمرة وصوم رمضان فتحصل المشقة فأخرها إلى اشهر الحج، وقد كان يترك كثيرًا من العمل وهو يحب أن يعمله خشية المشقة عليهم
احبتي في الله
كيف اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم؟
http://www.gattours.com/photos/section_6_photos/428_222.jpg
في صحيح مسلم أن أنسًا- رضي الله عنه- أخبر: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربع عُمَر، كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته:
1- عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة.
2- عمرة من العام المقبل في ذي القعدة.
3- عمرة من جعرانة، حيث قسَّم غنائم حنين في ذي القعدة.
4- عمرة مع حجته. العمرة الأولى من هذه الرواية عن أنس يتبين أنه عدّ عمرات النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعًا على أساس أن عمرة الحديبية التي صده المشركون عنها قد حُسِبت؛ فالنبي والمسلون قد نَوَوها، ثم حُوصِروا؛ فتحللوا منها، ونية المؤمن أبلغ من عمله. العمرة الثانية يُسمِّيها العلماء عمرة القضاء أو عمرة القصاص؛ فالتسمية الأولى باعتبارها قضاء عن عمرة الحديبية، والتسمية الثانية باعتبارها قصاصًا عن صد المشركين للنبي- صلى الله عليه وسلم- وصحبه- رضوان الله عليهم- وفيها نزل قوله تعالى: "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاص…" البقرة 194
وكان موقفًا مشهودًا حين دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون مكة بعد سبع سنين طوال، وتجمع الرجال والنساء والصبيان في مكة وتزاحموا؛ ليروا هذا النبي القائد يحيط به المهاجرون والأنصار، وأثار هذا التجمع الحسد والبغض والغيظ لدى بعض أئمة الكفر، فخرجوا إلى الجبال حتى لا يروا هذا الموقف العظيم، وتناقل بعض المغرضين أخبارًا كاذبة عن أحوال المسلمين، وزعموا أن حُمّى يثرب وهنتهم، وأنهم أصابهم الهزال والضعف.
فلما دخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده اليمنى، ثم قال: رحم الله امرءًا أراهم اليوم من نفسه قوة. ثم استلم الحجر الأسود وخرج يهرول ويهرول معه أصحابه، حتى إذا واراه البيت من المشركين المحدقين به واستلم الركن اليماني مشى حتى الحجر الأسود. العمرة الثالثة هي عمرة الجعرانة في ذي القعدة من العام الثامن، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما فتح مكة في رمضان حدث أن جمعت قبيلة هوزان جيشا كبيرًا لمطاردة المسلمين وملاحقة النصر المؤزر الذي توج جهاد المسلمين.
وعرف هذا اليوم في تاريخ السيرة بيوم حنين، وقصته مشهورة في القرآن والسنة.
قال الله تعالى: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، وأنزل جنودًا لم تروها وعذب الذين كفروا، وذلك جزاء الكافرين. التوبة 25-26. وشاهت وجود الكفار، وغنم المسلمون غنائم كثيرة، ولما انهزم المشركون أتوا الطائف وعسكر بعضهم بأوطاس، فسار إليهم الرسول بنفسه، وحاصرهم، ثم واصل مسيرته الطاهرة المطهرة إلى الطائف، وقاتل بنفسه، وكان أول من رمي في الإسلام بالمنجنيق، رمي به أهل الطائف، وخلال عودته عسكر بالجعرانة ومعه السبي والغنائم وحصلت عنذئذ عملية التقسيم بين المجاهدين، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلاً معتمرًا، فدخل مكة وقضى عمرته ثم أصبح بين أصحابه بالجعرانة، ولذا خفيت هذه العمرة على كثير من الناس حتى أنكرها ابن عمر. العمرة الأولى هي التي أداها الرسول مع حجة الوداع.
والملاحظة على هذه العمرات للنبي صلى الله عليه وسلم أنها وقعت في ذي القعدة، حتى العمرة التي كانت مع حجة الوداع، نواها في ذي القعدة وأداها في ذي الحجة، أي أنها كلها وقعت في أشهر الحج.
وفي ذلك مخالفة لأهل الجاهلية الذينيرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور. وهناك رواية عن ابن عمر يذهب فيها إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم اعتمر واحدة في رجب، وقد أنكرها العلماء، كما ردتها السيدة عائشة رضي الله عنها.
كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة، وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن فقلت: يا أبا عبد الرحمن، اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ـ في رجب؟قال : نعم قلت لعائشة: أي أمتاه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: وما يقول؟ قلت: يقول اعتمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم في رجب فقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري ما اعتمر في رجب، وما اعتمر من عمرة إلا وإنه معه قال: وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم، سكت هذا وربما يتساءل البعض: لماذا لم يعتمر الرسول في رمضان، مع ما للعمرة فيه من شأن خاص؟
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار، ما منعك أن تحدي معنا؟ قالت: لم يكن لنا إلا ناضحان (الناضح : هو البعير يستقي عليه الماء)، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح، وترك لنا ناضحًا ننضح عليه. قال: فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة.
والجواب ـ كما قال ابن القيم في أحد رأييه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشتغل في رمضان من العبادات بما هو أهم من العمرة، ولم يكن يمكنه الجمع بين تلك العبادات في رمضان، مع ما في ترك ذلك من الرحمة بأمته والرأفة بهم، فإنه لو اعتمر في رمضان لبادرت الأمة إلى ذلكـ وكان يشق عليها الجمع بين العمرة والصوم، وربما لا تسمح أكثر النفوس بالفطر في هذه العبادة حرصًا على تحصيل العمرة وصوم رمضان فتحصل المشقة فأخرها إلى اشهر الحج، وقد كان يترك كثيرًا من العمل وهو يحب أن يعمله خشية المشقة عليهم