طويلب علم مبتدئ
09 / 06 / 2013, 13 : 01 PM
مسألة : هل الأولى للإنسان إذا أُكرِه على الكفر أن يصبر ولو قتل ، أو يوافق ظاهراً ويتأول ؟.
مسألة : هل الأولى للإنسان إذا أُكرِه على الكفر أن يصبر ولو قتل ، أو يوافق ظاهراً ويتأول ؟.
هذه المسألة فيها تفصيل :
أولاً : أن يوافق ظاهراً وباطناً ، وهذا لا يجوز لأنه ردة .
ثانياً : أن يوافق ظاهراً لا باطناً ، ولكن يقصد التخلص من الإكراه ، فهذا جائز .
ثالثاً : أن لا يوافق لا ظاهراً ولا باطناً ويقتل ، وهذا جائز ، وهو من الصبر .
لكن أيهما أولى أن يصبر ولو قتل ، أو أن يوافق ظاهراً ؟ .
فيه تفصيل :
1- إذا كان موافقة الإكراه لا يترتب عليه ضرر في الدين للعامة ، فإن الأولى أن يوافق ظاهراً لا باطناً ، لا سيما إذا كان بقاؤه فيه مصلحة للناس ، مثل : صاحب المال الباذل فيما نفع أو العلم النافع وما أشبه ذلك ، حتى وإن لم يكن فيه مصلحة ، ففي بقائه على الإسلام زيادة عمل ، وهو خير ، وهو قد رخص له أن يكفر ظاهراً عند الإكراه ، فالأولى أن يتأول ، ويوافق ظاهراً لا باطناً .
2- أما إذا كان في موافقته وعدم صبره ضرر على الإسلام ، فإنه يصبر ، وقد يجب الصبر ، لأنه من باب الصبر على الجهاد في سبيل الله ، وليس من باب إبقاء النفس ، ولهذا لما شكى الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ما يجدونه من مضايقة المشركين ، قص عليهم قصة الرجل فيمن كان قبلنا بأن الإنسان كان يمشط ما بين لحمه وجلده بأمشاط الحديد ويصبر ، فكأنه يقول لهم : اصبروا على الأذى . ولو حصل من الصحابة رضي الله عنهم في ذلك الوقت موافقة للمشركين وهم قلة ، لحصل بذلك ضرر عظيم على الإسلام .
والإمام أحمد رحمه الله في المحنة المشهورة لو وافقهم ظاهراً ، لحصل في ذلك مضرة على الإسلام .
من شرح الإمام ابن عثيمين-رحمه الله - على كتاب التوحيد
(ج1/229)
مسألة : هل الأولى للإنسان إذا أُكرِه على الكفر أن يصبر ولو قتل ، أو يوافق ظاهراً ويتأول ؟.
هذه المسألة فيها تفصيل :
أولاً : أن يوافق ظاهراً وباطناً ، وهذا لا يجوز لأنه ردة .
ثانياً : أن يوافق ظاهراً لا باطناً ، ولكن يقصد التخلص من الإكراه ، فهذا جائز .
ثالثاً : أن لا يوافق لا ظاهراً ولا باطناً ويقتل ، وهذا جائز ، وهو من الصبر .
لكن أيهما أولى أن يصبر ولو قتل ، أو أن يوافق ظاهراً ؟ .
فيه تفصيل :
1- إذا كان موافقة الإكراه لا يترتب عليه ضرر في الدين للعامة ، فإن الأولى أن يوافق ظاهراً لا باطناً ، لا سيما إذا كان بقاؤه فيه مصلحة للناس ، مثل : صاحب المال الباذل فيما نفع أو العلم النافع وما أشبه ذلك ، حتى وإن لم يكن فيه مصلحة ، ففي بقائه على الإسلام زيادة عمل ، وهو خير ، وهو قد رخص له أن يكفر ظاهراً عند الإكراه ، فالأولى أن يتأول ، ويوافق ظاهراً لا باطناً .
2- أما إذا كان في موافقته وعدم صبره ضرر على الإسلام ، فإنه يصبر ، وقد يجب الصبر ، لأنه من باب الصبر على الجهاد في سبيل الله ، وليس من باب إبقاء النفس ، ولهذا لما شكى الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ما يجدونه من مضايقة المشركين ، قص عليهم قصة الرجل فيمن كان قبلنا بأن الإنسان كان يمشط ما بين لحمه وجلده بأمشاط الحديد ويصبر ، فكأنه يقول لهم : اصبروا على الأذى . ولو حصل من الصحابة رضي الله عنهم في ذلك الوقت موافقة للمشركين وهم قلة ، لحصل بذلك ضرر عظيم على الإسلام .
والإمام أحمد رحمه الله في المحنة المشهورة لو وافقهم ظاهراً ، لحصل في ذلك مضرة على الإسلام .
من شرح الإمام ابن عثيمين-رحمه الله - على كتاب التوحيد
(ج1/229)