تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شعر أبي طالب في معاداة خصومه


شريف حمدان
10 / 06 / 2013, 21 : 10 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/iya32406.gif



احبتي في الله




شعر أبي طالب في معاداة خصومه

فلما خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه ، قال قصيدته التى تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانه منها ، وتودد فيها أشراف قومه ، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره أنه غير مسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه ، فقال ‏‏:‏‏

ولما رأيت القوم لا ود فيهمُ * وقد قطعوا كل العرى والوسائل

وقد صارحونا بالعداوة والأذى * وقد طاوعوا أمر العدو المزايل

وقد حالفوا قوما علينا أظنّة * يعضون غيظا خلفنا بالأنامل

صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة * وأبيض عضب من تراث المقاول

وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي * وأمسكت من أثوابه بالوصائل

قياما معا مستقبلين رتاجه * لدي حيث يقضي حلفه كل نافل

وحيث يُنيخ الأشعرون ركابهم * بمفضَى السيول من إساف ونائل ‏

موسمَّة الأعضاد أو قصراتها * مخُيَّسة بين السَّديس وبازل

ترى الودع فيها والرخام وزينة * بأعناقها معقودة كالعثاكل

أعوذ برب الناس من كل طاعن * علينا بسوء أو مُلحّ بباطل

ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة * ومن ملحق في الدين ما لم نحاول

وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه * وراق ليرقى في حراء ونازل

وبالبيت ، حق البيت ، من بطن مكة * وبالله إن الله ليس بغافل

وبالحجر المسودّ إذ يمسحونه * إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل

وموطىء إبراهيم في الصخر رطبة * على قدميه حافيا غير ناعل ‏

وأشواط بين المروتين إلى الصفا * وما فيهما من صورة وتماثل

ومن حج بيت الله من كل راكب * ومن كل ذي نذر ومن كل راجل

وبالمشعر الأقصى إذا عمدوا له * إلالٌ إلى مُفضَى الشراج القوابل

وتوقافهم فوق الجبال عشية * يقيمون بالأيدي صدور الرواحل

وليلة جمع والمنازل من منى * وهل فوقها من حرمة ومنازل

وجمع إذا ما المقربات أجزنه * سراعا كما يخرجن من وقع وابل

وبالجمرة الكبرى إذا صمدوا لها * يؤمون قذفا رأسها بالجنادل

وكندة إذ هم بالحصاب عشية * تجيز بهم حُجَّاج بكر بن وائل

حليفان شدا عقد ما احتلفا له * وردَّا عليه عاطفات الوسائل

وحطمهمُ سمُر الصفاح وسرحه * وشبرقة وَخْدَ النعام الجوافل ‏‏

فهل بعد هذا من معاذ لعائذ * وهل من معيذ يتقى الله عاذل

يُطاع بنا أمر العدَّى وودّوا لو اننا * تُسد بنا أبواب ترك وكابل

كذبتم وبيت الله نترك مكة * ونظعن إلا أمركم في بلابل

كذبتم وبيت الله نُبزَى محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع حوله * و نذهل عن أبنائنا والحلائل

وينهض قوم في الحديد إليكمُ * نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل

وحتى ترى ذا الضغن يركب * رَدْعه من الطعن فعل الأنكب المتحامل

وإنا لعمر الله إنْ جدَّ ما أرى * لَتلتبسنْ أسيافنا بالأماثل

بِكفَّيْ فتى مثل الشهاب سميدع * أخي ثقة حامي الحقيقة باسل

شهورا وأياما وحولا مجَرَّما * علينا وتأتي حِجة بعد قابل

وما ترك قوم ، لا أبا لك ، سيدا * يحوط الذمار غير ذرب مواكل

وأبيض يستقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهُلاّف من آل هاشم * فهم عنده في رحمة وفواضل‏

لعمري لقد أجرى أسيد وبكره * إلى بغضنا وجزّآنا لآكل

وعثمان لم يربع علينا وقنفذ * ولكن أطاعا أمر تلك القبائل

أطاعا أُبيّا وابن عبد يغوثهم * ولم يرقبا فينا مقالة قائل

كما قد لقينا من سُبيع ونوفل * وكلٌّ تولى معرضا لم يجُامل

فإن يُلْقيا أو يمُكن الله منهما * نكلْ لهما صاعا بصاع المُكايل

وذاك أبو عمرو أبي غير بُغضنا * ليُظعننا في أهل شاء وجامل

يناجي بنا في كل ممسى ومصبح * فناج أبا عمرو بنا ثم خاتل

ويُؤْلى لنا بالله ما إن يغشُّنا * بلى قد نراه جهرة غير حائل

أضاق عليه بغضنا كل تلعة * من الأرض بين أخشب فمجادل

وسائلْ أبا الوليد ماذا حبوتنا * بسعيك فينا معرضا كالمخاتل

وكنت امرأ ممن يُعاش برأيه * ورحمته فينا ولست بجاهل

فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح * حسود كذوب مبغض ذي دغاول

ومر أبو سفيان عني معرضا * كما مر قَيْلٌ من عظام المقاول

يفر إلى نجد وبرد مياهه * ويزعم أني لست عنكم بغافل

ويخبرنا فعل المناصح أنه * شفيق ويخفي عارمات الدواخل

أمطعمُ لم أخذلك في يوم نجدة * ولا معظم عند الأمور الجلائل

ولا يوم خصم إذا أتوك ألدّة * أُولي جدل من الخصوم المساجل

أمطعم إن القوم ساموك خطة * وإني متى أُوكلْ فلست بوائل

جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا * عقوبة شر عاجلا غير آجل

بميزان قسط لا يخُسّ شعيرة * له شاهد من نفسه غير عائل

لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا * بني خلف قيضا بنا والغياطل

ونحن الصميم من ذؤابة هاشم * وآل قصي في الخطوب الأوائل

وسهم ومخزوم تمالوا وألَّبوا * علينا العدا من كل طمل وخامل

فعبد مناف أنتم خير قومكم * فلا تشركوا في أمركم كل واغل

لعمري لقد وهنتمُ وعجزتمُ * وجئتم بأمر مخطىء للمفاصل

وكنتم حديثا حطب قدر وأنتم الْ آن * حطاب أَقدُر ومراجل

ليهنىء بني عبد مناف عقوقنا * وخذلاننا وتركنا في المعاقل

فإن نك قوما نتَّئر ما صنعتمُ * وتحتلبوها لقحة غير باهل

وسائط كانت في لؤي بن غالب * نفاهم إلينا كل صقر حُلاحل

ورهط نفيل شر من وطىء الحصى * وألأم حاف من معد وناعل

فأبلغ قصيا أن سيُنشر أمرنا * وبشر قصيا بعدنا بالتخاذل

ولو طرقت ليلا قصيا عظيمة * إذا ما لجأنا دونهم في المداخل

ولو صدقوا ضربا خلال بيوتهم * لكنا أٌسى عند النساء المطافل

فكل صديق وابن أخت نعده * لعمري وجدنا غِبَّه غير طائل

سوى أن رهطا من كلاب بن مرة * براء إلينا من معقَّة خاذل ‏

وهنَّا لهم حتى تبدد جمعهم * ويحسر عنا كل باغ وجاهل

وكان لنا حوض السقاية فيهم * ونحن الكُدى من غالب والكواهل

شباب من المطيِّبين وهاشم * كبيض السيوف بين أيدي الصياقل

فما أدركوا ذحلا ولا سفكوا دما * ولا حالفوا إلا شرار القبائل

بضرب ترى الفتيان فيه كأنهم * ضواري أسود فوق لحم خرادل

بني أمة محبوبة هندكية * بني جمح عُبيد قيس بن عاقل

ولكننا نسل كرام لسادة * بهم نُعي الأقوام عند البواطل

ونعم ابن أخت القوم غير مكذَّب * زهير حساما مفردا من حمائل

أشمُّ من الشم البهاليل ينتمي * إلى حسب في حومة المجد فاضل

لعمري لقد كُلِّفت وجدا بأحمد * وإخوته دأب المحب المواصل

فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها * وزينا لمن والاه رب المشاكل

فمن مثله في الناس أي مُؤمَّل * إذا قاسه الحكام عند التفاضل

حليم رشيد عادل غير طائش * يوالي إلاها ليس عنه بغافل

فوالله لولا أن أجيء بسنة * تجُر على أشياخنا في المحافل

لكنا اتبعناه على كل حالة * من الدهر جِدّا غير قول التهازل

لقد علموا أن ابننا لا مكذَّب * لدينا ولا يُعنى بقول الأباطل ‏

فأصبح فينا أحمد في أرومة * تُقصِّر عنه سورة المتطاول

حدبت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرا والكلاكل

فأيده ربُّ العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير باطل

رجال كرام غير مِيل نماهم * إلى الخير آباء كرام المحاصل

فإن تك كعب من لؤي صُقيبة * فلا بد يوما مرة من تزايل

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ هذا ما صح لي من هذه القصيدة ، وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها ‏‏.‏‏‏‏‏‏ ‏‏(‏‏2/ 108‏‏)‏‏‏‏

عمر عبدالجواد
11 / 06 / 2013, 01 : 05 PM
http://up.ahlalalm.info/photo1/g1K33816.gif



واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز

شريف حمدان
17 / 06 / 2013, 45 : 03 PM
شرفت بمروركم
الطيب
وسعدت بكم كثيرا
حبيبي
الغالي
عمر