شريف حمدان
11 / 06 / 2013, 07 : 04 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/iya32406.gif
احبتي في الله
شعر ابن الأسلت في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : فقال أبو قيس بن الأسلت - وكان يحب قريشا ، وكان لهم صهرا ، كانت عنده أرنب بنت أسد بن عبدالعزى بن قصي ، وكان يقيم عندهم السنين بامرأته - قصيدة يعظم فيها الحرمة ، وينهى قريشا فيها عن الحرب ، ويأمرهم بالكف بعضهم عن بعض ، ويذكر فضلهم وأحلامهم ، ويأمرهم بالكف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويذكرهم بلاء الله عندهم ، ودَفْعَه عنهم الفيل وكيده عنهم ، فقال :
يا راكبا إما عرضت فبلغن * مغلغلة عني لؤي بن غالب
رسول امرئ قد راعه ذات بينكم * على النأي محزون بذلك ناصب
وقد كان عندي للهموم معرَّس * فلم أقض منها حاجتي ومآربي
نُبيِّتكم شرجين كل قبيلة * لها أزمل من بين مُذْك وحاطب
أعيذكم بالله من شر صنعكم * وشر تباغيكم ودس العقارب
وإظهار أخلاق ونجوى سقيمة * كوخز الأشافي وقعها حق صائب
فذكِّرهم بالله أول وهلة * وإحلال أحرام الظباء الشوازب
وقل لهم والله يحكم حكمه * ذروا الحرب تذهب عنكم في المراحب
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة * هي الغُول للأقصَين أو للأقارب
تُقطِّع أرحاما وتهلك أمة * وتَبرْي السديف من سنام وغارب
وتستبدلوا بالأتحمية بعدها * شليلا وأصداء ثياب المحارب
وبالمسك والكافور غُبرْا سوابغا * كأن قتيرَيْها عيون الجنادب
فإياكمُ والحرب لا تعلقنَّكم * و حوضا وخِيم الماء مر المشارب
تزين للأقوام ثم يرونها * بعاقبة إذ بيَّنت ، أم صاحب
تحرق لا تُشوي ضعيفا وتنتحي * ذوي العز منكم بالحتوف الصوائب
ألم تعلموا ما كان في حرب داحس * فتعتبروا أو كان في حرب حاطب
وكم قد أصابت من شريف مسوَّد * طويل العماد ضيفُه غير خائب
عظيم رماد النار يحُمد أمره * وذي شيمة محض كريم المضارب
وماء هُريق في الضلال كأنما * أذاعت به ريح الصبا والجنائب
يخبركم عنها امرؤ حق عالم * بأيامها والعلم علم التجارب
فبيعوا الحراب مِلْمُحارب واذكروا * حسابكم والله خير محاسب
وليّ امرىء فاختار دينا فلا يكن * عليكم رقيبا غير رب الثواقب
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم * لنا غاية قد يهتدى بالذوائب
وأنتم لهذا الناس نور وعصمة * تُؤَمُّون ، والأحلام غير عوازب
وأنتم ، إذا ما حصل الناس ، جوهر * لكم سرة البطحاء شم الأرانب
تصونون أجسادا كراما عتيقة * مهذبة الأنساب غير أشائب
ترى طالب الحاجات نحو بيوتكم * عصائب هلكى تهتدي بعصائب
لقد علم الأقوام أن سراتكم * على كل حال خير أهل الجباجب
وأفضله رأيا وأعلاه سنة وأَقولُه للحق وسط المواكب *
فقوموا فصلوا ربكم وتمسحوا * بأركان هذا البيت بين الأخاشب
فعندكم منه بلاء ومصدق * غداة أبي يكسوم هادي الكتائب
كتيبته بالسهل تمُسي ورَجْلُه * على القاذفات في رءوس المناقب
فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم * جنود المليك بين ساف وحاصب
فولوا سراعا هاربين ولم يؤب * إلى أهله مِلْحُبْش غير عصائب
فإن تهلكوا نهلكْ وتهلكْ مواسم * يُعاش بها ، قول امرئ غير كاذب
قال ابن هشام : أنشدني بيته : ( وماء هريق ) ، وبيته : ( فبيعوا الحراب ) ، وقوله : ( ولي امرىء فاختار ) ، وقوله :
على القاذفات في رءوس المناقب *
أبو زيد الأنصاري وغيره .
حرب داحس والغبراء
قال ابن هشام : وأما قوله :
ألم تعلموا ما كان في حرب داحس *
فحدثني أبو عبيدة النحوي : أن داحسا فرس كان لقيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن الحارث بن مازن بن قُطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان ؛ أجراه مع فرس لحذيفة بن بدر بن عمرو بن زيد بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ، يقال لها : الغبراء .
فدس حذيفة قوما وأمرهم أن يضربوا وجه داحس إن رأوه قد جاء سابقا ، فجاء داحس سابقا فضربوا وجهه ، وجاءت الغبراء . فلما جاء فارس داحس أخبر قيسا الخبر ، فوثب أخوه مالك بن زهير فلطم وجه الغبراء ، فقام حمَل بن بدر فلطم مالكا . ثم إن أبا الجُنَيْدب العبسي لقي عوف بن حذيفة فقتله ، ثم لقي رجل من بني فزارة مالكا فقتله ، فقال حمل بن بدر أخو حذيفة بن بدر :
قتلنا بعوف مالكا وهو ثأرنا * فإن تطلبوا منا سوى الحق تندموا
وهذا البيت في أبيات له . وقال الربيع بن زياد العبسي :
أفبعد مقتل مالك بن زهير * ترجو النساء عواقب الأطهار
وهذا البيت في قصيدة له .
فوقعت الحرب بين عبس وفزارة ، فقتل حذيفة بن بدر وأخوه حمل بن بدر ، فقال قيس بن زهير بن جذيمة يرثي حذيفة ، وجزع عليه :
كم فارس يُدعى وليس بفارس * وعلى الهباءة فارس ذو مَصْدَقِ
فابكوا حذيفة لن تُرَثُّوا مثله * حتى تبيد قبائل لم تخلق
وهذان البيتان في أبيات له . وقال قيس بن زهير :
على أن الفتى حمل بن بدر بغى والظلم مرتعه وخيم *
وهذا البيت في أبيات له . وقال الحارث بن زهير أخو قيس بن زهير:
تركت على الهباءة غير فخر * حذيفة عنده قصد العوالي
وهذا البيت في أبيات له .
قال ابن هشام : ويقال : أرسل قيس داحسا والغبراء ، وأرسل حذيفة الخطار والحنفاء ، والأول أصح الحديثين . وهو حديث طويل منعني من استقصائه قطعه حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حرب حاطب
قال ابن هشام : وأما قوله : ( حرب حاطب ) . فيعني حاطب بن الحارث ابن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، كان قتل يهوديا جارا للخزرج ، فخرج إليه يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج - وهو الذي يقال له : ابن فُسحم ، وفسحم أمه ، وهي امرأة من القين بن جسر - ليلا في نفر من بني الحارث بن الخزرج فقتلوه ، فوقعت الحرب بين الأوس والخزرج فاقتتلوا قتالا شديدا ، فكان الظفر للخزرج على الأوس ، وقتل يومئذ سويد بن صامت بن خالد بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، قتله المجذَّر بن ذياد البلوي ، واسمه عبدالله ، حليف بني عوف بن الخزرج .
فلما كان يوم أحد خرج المجذر بن ذياد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخرج معه الحارث بن سويد بن صامت ، فوجد الحارث بن سويد غِرَّة من المجذر فقتله بأبيه . وسأذكر حديثه في موضعه إن شاء الله تعالى . ثم كانت بينهم حروب منعني من ذكرها واستقصاء هذا الحديث ما ذكرت في حديث حرب داحس .
احبتي في الله
شعر ابن الأسلت في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق : فقال أبو قيس بن الأسلت - وكان يحب قريشا ، وكان لهم صهرا ، كانت عنده أرنب بنت أسد بن عبدالعزى بن قصي ، وكان يقيم عندهم السنين بامرأته - قصيدة يعظم فيها الحرمة ، وينهى قريشا فيها عن الحرب ، ويأمرهم بالكف بعضهم عن بعض ، ويذكر فضلهم وأحلامهم ، ويأمرهم بالكف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويذكرهم بلاء الله عندهم ، ودَفْعَه عنهم الفيل وكيده عنهم ، فقال :
يا راكبا إما عرضت فبلغن * مغلغلة عني لؤي بن غالب
رسول امرئ قد راعه ذات بينكم * على النأي محزون بذلك ناصب
وقد كان عندي للهموم معرَّس * فلم أقض منها حاجتي ومآربي
نُبيِّتكم شرجين كل قبيلة * لها أزمل من بين مُذْك وحاطب
أعيذكم بالله من شر صنعكم * وشر تباغيكم ودس العقارب
وإظهار أخلاق ونجوى سقيمة * كوخز الأشافي وقعها حق صائب
فذكِّرهم بالله أول وهلة * وإحلال أحرام الظباء الشوازب
وقل لهم والله يحكم حكمه * ذروا الحرب تذهب عنكم في المراحب
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة * هي الغُول للأقصَين أو للأقارب
تُقطِّع أرحاما وتهلك أمة * وتَبرْي السديف من سنام وغارب
وتستبدلوا بالأتحمية بعدها * شليلا وأصداء ثياب المحارب
وبالمسك والكافور غُبرْا سوابغا * كأن قتيرَيْها عيون الجنادب
فإياكمُ والحرب لا تعلقنَّكم * و حوضا وخِيم الماء مر المشارب
تزين للأقوام ثم يرونها * بعاقبة إذ بيَّنت ، أم صاحب
تحرق لا تُشوي ضعيفا وتنتحي * ذوي العز منكم بالحتوف الصوائب
ألم تعلموا ما كان في حرب داحس * فتعتبروا أو كان في حرب حاطب
وكم قد أصابت من شريف مسوَّد * طويل العماد ضيفُه غير خائب
عظيم رماد النار يحُمد أمره * وذي شيمة محض كريم المضارب
وماء هُريق في الضلال كأنما * أذاعت به ريح الصبا والجنائب
يخبركم عنها امرؤ حق عالم * بأيامها والعلم علم التجارب
فبيعوا الحراب مِلْمُحارب واذكروا * حسابكم والله خير محاسب
وليّ امرىء فاختار دينا فلا يكن * عليكم رقيبا غير رب الثواقب
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم * لنا غاية قد يهتدى بالذوائب
وأنتم لهذا الناس نور وعصمة * تُؤَمُّون ، والأحلام غير عوازب
وأنتم ، إذا ما حصل الناس ، جوهر * لكم سرة البطحاء شم الأرانب
تصونون أجسادا كراما عتيقة * مهذبة الأنساب غير أشائب
ترى طالب الحاجات نحو بيوتكم * عصائب هلكى تهتدي بعصائب
لقد علم الأقوام أن سراتكم * على كل حال خير أهل الجباجب
وأفضله رأيا وأعلاه سنة وأَقولُه للحق وسط المواكب *
فقوموا فصلوا ربكم وتمسحوا * بأركان هذا البيت بين الأخاشب
فعندكم منه بلاء ومصدق * غداة أبي يكسوم هادي الكتائب
كتيبته بالسهل تمُسي ورَجْلُه * على القاذفات في رءوس المناقب
فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم * جنود المليك بين ساف وحاصب
فولوا سراعا هاربين ولم يؤب * إلى أهله مِلْحُبْش غير عصائب
فإن تهلكوا نهلكْ وتهلكْ مواسم * يُعاش بها ، قول امرئ غير كاذب
قال ابن هشام : أنشدني بيته : ( وماء هريق ) ، وبيته : ( فبيعوا الحراب ) ، وقوله : ( ولي امرىء فاختار ) ، وقوله :
على القاذفات في رءوس المناقب *
أبو زيد الأنصاري وغيره .
حرب داحس والغبراء
قال ابن هشام : وأما قوله :
ألم تعلموا ما كان في حرب داحس *
فحدثني أبو عبيدة النحوي : أن داحسا فرس كان لقيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن الحارث بن مازن بن قُطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان ؛ أجراه مع فرس لحذيفة بن بدر بن عمرو بن زيد بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ، يقال لها : الغبراء .
فدس حذيفة قوما وأمرهم أن يضربوا وجه داحس إن رأوه قد جاء سابقا ، فجاء داحس سابقا فضربوا وجهه ، وجاءت الغبراء . فلما جاء فارس داحس أخبر قيسا الخبر ، فوثب أخوه مالك بن زهير فلطم وجه الغبراء ، فقام حمَل بن بدر فلطم مالكا . ثم إن أبا الجُنَيْدب العبسي لقي عوف بن حذيفة فقتله ، ثم لقي رجل من بني فزارة مالكا فقتله ، فقال حمل بن بدر أخو حذيفة بن بدر :
قتلنا بعوف مالكا وهو ثأرنا * فإن تطلبوا منا سوى الحق تندموا
وهذا البيت في أبيات له . وقال الربيع بن زياد العبسي :
أفبعد مقتل مالك بن زهير * ترجو النساء عواقب الأطهار
وهذا البيت في قصيدة له .
فوقعت الحرب بين عبس وفزارة ، فقتل حذيفة بن بدر وأخوه حمل بن بدر ، فقال قيس بن زهير بن جذيمة يرثي حذيفة ، وجزع عليه :
كم فارس يُدعى وليس بفارس * وعلى الهباءة فارس ذو مَصْدَقِ
فابكوا حذيفة لن تُرَثُّوا مثله * حتى تبيد قبائل لم تخلق
وهذان البيتان في أبيات له . وقال قيس بن زهير :
على أن الفتى حمل بن بدر بغى والظلم مرتعه وخيم *
وهذا البيت في أبيات له . وقال الحارث بن زهير أخو قيس بن زهير:
تركت على الهباءة غير فخر * حذيفة عنده قصد العوالي
وهذا البيت في أبيات له .
قال ابن هشام : ويقال : أرسل قيس داحسا والغبراء ، وأرسل حذيفة الخطار والحنفاء ، والأول أصح الحديثين . وهو حديث طويل منعني من استقصائه قطعه حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حرب حاطب
قال ابن هشام : وأما قوله : ( حرب حاطب ) . فيعني حاطب بن الحارث ابن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، كان قتل يهوديا جارا للخزرج ، فخرج إليه يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج - وهو الذي يقال له : ابن فُسحم ، وفسحم أمه ، وهي امرأة من القين بن جسر - ليلا في نفر من بني الحارث بن الخزرج فقتلوه ، فوقعت الحرب بين الأوس والخزرج فاقتتلوا قتالا شديدا ، فكان الظفر للخزرج على الأوس ، وقتل يومئذ سويد بن صامت بن خالد بن عطية بن حوط بن حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، قتله المجذَّر بن ذياد البلوي ، واسمه عبدالله ، حليف بني عوف بن الخزرج .
فلما كان يوم أحد خرج المجذر بن ذياد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخرج معه الحارث بن سويد بن صامت ، فوجد الحارث بن سويد غِرَّة من المجذر فقتله بأبيه . وسأذكر حديثه في موضعه إن شاء الله تعالى . ثم كانت بينهم حروب منعني من ذكرها واستقصاء هذا الحديث ما ذكرت في حديث حرب داحس .