المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من وجود للكرامات ؟؟


يواقيت الجنان
15 / 06 / 2008, 22 : 07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ماهي الكرامة؟

وهل من يدعو بدعاء ويستجاب له تعتبر كرامة ؟

وهل صحيح ما يتناقل بركمات بعض الأولياء ؟؟

لماذا لم يكن للكرامات حديث في زمن الصحابة ؟

إن كان لها وجود فعلا .. أريد قصص عنها

بارك الله فيكم وجزاكم عني خير الجزاء


الجواب :


الكرامة هي ظهور أمْر خَارِق للعادة يُجريه الله عزّ وَجَلّ على يد عبد مِن عباده الصالحين .
ومن معتقد أهل السنة والجماعة إثبات الكرامات .
والناس فيها طَرفان ووسط ؛ فَطَرَف ينفيها ولا يُثبتها ، وطَرَف يُثبت كل أمْر كرامة ، بل قد يدّعِيها !
والوسط إثبات الكرامات للصالحين دون غيرهم ؛ لأن ما يكون على أيدي غير الصالحين يُسمّى " خوارق " ، وهي ما تُحدثه شياطين الجنّ خدمة لأوليائهم من شياطين الإنْس !

وقد ذَكَر أبو نُعيم أن قائلا قال لأبي يزيد البسطامي : بلغني أنك تَمُرّ في الهواء ! فقال : وأي أعجوبة في هذا ؟! طير يأكل الميتة ، ويَمُرّ في الهواء ، والمؤمن أشرف من طير .
قال الصنعاني :
ولا يُعاب الطير بأنه يأكل من الميتة ، بل هي رزقه ولم يُحرّم عليه ، كما أنها حُرِّمت الزكاة على الغني ، وأُحِلَّت للفقير ، والله سبحانه وتعالى لَمَّا أسْرَى برسوله صلى الله عليه وسلم لم يَطِرْ في السماء ، بل أرسل إليه البُراق ، ثم صَعد إليها على المعراج . فما هذا الكلام الفارغ الذي ينقلونه عن أبي يزيد إن صحّ ، فهو من شطحات هؤلاء المتهوّكة ! ولقد راجت هذه الدعاوى الفارغة على جماعة من علماء الإسلام صاروا كالعامة في قبول الْمُحَالات ! . اهـ .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وكثير من هؤلاء يَطير في الهواء ، وتكون الشياطين قد حملته ، وتذهب به إلى مكة وغيرها ، ويكون مع ذلك زنديقا يجحد الصلاة وغيرها مما فرض الله ورسوله ، ويستحلّ المحارم التي حرمها الله ورسوله ، وإنما يقترن به أولئك الشياطين لما فيه من الكفر والفسوق والعصيان . اهـ .

والكرامة يُجريها الله عزّ وَجَلّ على أيدي بعض عباده الصالحين إما لِحُجَّة أو لِحاجة ؛ فالْحُجَّة كما تكون لإقامة الحجة على الخصم ، وإظهار صِدق المتكلِّم .
والحاجة لتثبيت عبد مؤمن ، ونحو ذلك .

وقد أجرى الله عزّ وَجَلّ الكرامات على أيدي الصالحين ، من زمن الصحابة رضي الله عنهم إلى يومنا هذا .

فقد روى البخاري ومسلم عن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جَالَتِ الفرس فسكت فسكتت ، فقرأ فَجَالَتِ الفرس فسكت وسكتت الفرس ، ثم قرأ فَجَالَتِ الفرس فانصرف ، وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه ، فلما اجْتَرَّه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حَدَّث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا ابن حضير ، اقرأ يا ابن حضير . قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى ، وكان منها قريبا ، فرفعت رأسي فانصرفت إليه ، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظُّـلة فيها أمثال المصابيح ، فَخَرَجَتْ حتى لا أراها . قال : وتدري ما ذاك ؟ قال : لا . قال : تلك الملائكة دَنَتْ لصوتك ، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم .

وروى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن رَجُلين خَرَجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة وإذا نور بين أيديهما حتى تفرّقا فتفرق النور معهما .
وفي رواية له : كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند النبي صلى الله عليه وسلم .

وروى البيهقي في " الاعتقاد " واللالكائي في " كرامات الأولياء " من طريق نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمَّر عليهم رجلا يُدعى سارية ، قال : فبينا عمر يخطب قال : فجعل يصيح وهو على المنبر : يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل . قال : فَقَدِم رسول الجيش فسأله فقال : يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا ، وإن الصائح ليصيح : يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل ، فَشَدَدْنا ظُهورنا بالجبل فهزمهم الله . فقيل لِعُمَر : إنك كنت تصيح بذلك .

وقد تكون الكرامة بإجابة الدعاء .

روى ابن عساكر من طريق ثابت البناني قال : جاء قَيِّم أرض أنس ، فقال : عطشت أرضوك، فتردى أنس ، ثم خرج إلى البرية ، ثم صلى ودعا ، فثارت سحابة ، وغشيت أرضه ومطرت ، حتى ملأت صهريجه وذلك في الصيف ، فأرسل بعض أهله ، فقال : انظر أين بلغت ؟ فإذا هي لم تَعْدُ أرْضه إلاَّ يسيرا .
قال الذهبي : هذه كرامة بَيِّنَة ثَبَتَتْ بإسنادين .

عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ أَرْوَىَ بِنْتَ أُوَيْسٍ ادّعَتْ عَلَىَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنّهُ أَخَذَ شَيْئاً مِنْ أَرْضِهَا ، فَخَاصَمَتْهُ إِلَىَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، فَقَال سَعِيدٌ : أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئاً بَعْدَ الّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ قال : وما سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ قَال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَقُولُ : مَنْ أَخَذَ شِبْراً مِنَ الأَرْضِ ظُلْماً طَوّقَهُ إِلَىَ سَبْعِ أَرضِينَ . فَقَال لَهُ مَرْوَانُ : لاَ أَسْأَلُكَ بَيّنَةً بَعْدَ هَذَا ، فَقَال : اللّهُمّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَعَمّ بَصَرَهَا ، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا . قَال : فَمَـا مَاتَتْ حَتّىَ ذَهَبَ بَصَرُهَا ثُمّ بَيْنَا هِيَ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ فَمَاتَتْ .
وفي رواية : قال : فرأيتها عمياء تلتمس الجدر ، تقول : أصابتني دعوة سعيد بن زيد فبينما هي تمشي في الدار مرّت على بئر في الدار ، فوقعت فيها فكانت قبرها . رواه البخاري مُختصرا ومسلم بِطوله .

دعوةُ سعد بن أبي وقاص - أحد العشرة المبشرين بالجنة - على أسامة بن قتادة :
عن عبدُ الملكِ بنُ عُميرٍ عن جابرِ بنِ سَمُرةَ قال : شَكا أهلُ الكوفةِ سَعدَ بن أبي وقاص إِلى عمرَ – رضي الله عنه – فعزَلَهُ واستعملَ عليهم عَمّاراً ، فشَكَوا حتى ذَكروا أَنّهُ لا يُحسِنُ يُصلّي ، فأَرسلَ إِليه فقال : يا أبا إسحاق ! إنّ هَؤلاء يَزعُمونَ أَنّكَ لا تُحسِنُ تُصلّي ! قال أبو إِسحاقَ : أمّا أنا واللهِ فإني كنتُ أُصلي بـهم صلاةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما أخرِمُ عنها ، أُصلّي صلاةَ العِشاءِ فأَركُدُ في الأُولَيَيْنِ وَأُخِفّ في الأُخرَيَينِ . قال : ذاكَ الظنّ بكَ يا أبا إِسحاقَ ، فأَرسلَ معه رجُلاً – أو رجالاً – إلى الكوفةِ فسألَ عنه أهلَ الكوفةِ ، ولم يَدَعْ مسجداً إِلاّ سـألَ عنه ، وَيُثنونَ مَعروفاً ، حتى دخلَ مسجداً لِبني عبسٍ ، فقامَ رجلٌ منهم يُقالُ له : أُسامةُ بنُ قَتادةَ ، يُكْنىَ أَبا سَعدةَ قال : أمّا إِذ نَشَدْتَنا فإِنّ سَعداً كان لا يَسيرُ بالسرِيّةِ ، ولا يَقسِمُ بالسّوِيّة ، ولا يَعدِلُ في القَضيّة .
قال سعدٌ : أَما وَاللهِ لأدْعوَنّ بثَلاثٍ : اللّهمّ إِن كان عبدُكَ هذا كاذباً قامَ رِياءً وَسُمعةً ، فأَطِلْ عمرَهُ ، وَأَطِلْ فَقرَهُ ، وَعَرّضْهُ بالفِتَنِ ، وكان بَعدُ إِذا سُئلَ يقول: شَيخٌ كبيرٌ مَفتون أصابَتْني دَعوةُ سعد . قال عبدُ الملكِ - أي ابن عمير- : فأنا رأيتُه بعدُ قد سَقطَ حاجِباهُ عَلَى عَينيهِ منَ الكِبَرِ ، وإِنه ليَتعرّضُ للجواري في الطّرقِ يغمزهُنّ .
وفي رواية : فما مـات حتى عميَ ، فكان يلتمس الجدران ، وافتقر حتى سأل ، وأدرك فتنة المختار فقُتِلَ فيها . رواه البخاري ومسلم .

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : أقبل سعدٌ من أرضٍ له ، فإذا الناس عكوفٌ على رجل ، فاطّلع فإذا هو يسبُّ طلحة والزبير وعلياً ، فنهاه ، فكأنما زاده إغراءً ، فقال : فقال : ويلك ! تريدُ أن تسـبَّ أقواماً هم خيرٌ منك ؟ لتنتهينّ أو لأدعونّ عليك . فقال :كأنما تخوفُني نبيّ من الأنبياء ! فانطلق فدخل داراً فتوضأ ، ودخل المسجد ثم قال : اللهم إن كان هذا سبّ أقواماً قد سبقت لهم منك حسنى ، أسخطك سبُه إياهم ، فأرني اليوم آيةً تكونُ للمؤمنين آيةً . قال : وتخرج بُختيةٌ من دار بني فلان لا يردُها شيء حتى تنتهي إليه ، ويتفرّقَ الناسُ ، وتجعلَه بين قوائمها وتطـأه حتى طفـي ، قال : فأنا رأيت سعـداً يتبعـه الناس يقولون : استجـاب الله لك يا أبا إسحـاق - مرتين - . رواه ابن أبي شيبة مختصراً ورواه الطبراني في الكبير ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني ورجـاله رجـال الصحيح .

قال الذهبي : في هذا كرامة مشتركة بين الداعي ، والذين نِيلَ منهم

وعن قَبيصة بن جابر قال : قال ابن عـمّ لنا يوم القادسية :
ألم تر أن الله أنـزل نصـره وسعدٌ بباب القادسيـة معصَمُ
فأُبنا وقد آمت نساءٌ كثيرةٌ ونسوةُ سعد ليس فيهن أيّـمُ
فلما بلغ سعداً . قال : اللهم اقطع عنّي لسانه ويده ، فجاءت نُشّابَةٌ أصابت فاه فخرس ، ثم قُطعت يدُه في القتال ، وكان في جسد سعد قروح فأخبر الناس بعذره عن شهود القتال ، فعذروه ، وكان سعد لا يجبن ، وقال : إنما فعلت هذا لما بلغني من قولكم . واه الطبراني في الكبير ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات .

قال الصنعاني :
واعلم أن إعطاء الله المؤمن الكرامات ، بإجابات الدعوات ، وتيسير الطلبات ؛ أمْرٌ لا شك فيه ، ولكن هذا لا تختص به طائفة معينة بل هو حاصل للمؤمنين إذا أخلصوا النيات ، وأقبلوا على الله تعالى إقبال صِدق وثبات ، ووثوق بتيسير المطلوبات ، مراعاة لمواقع الإحسان .

ومن أراد الاستزادة فليُراجِع كتاب " كرامات الأولياء " للإمام اللالكائي ، و " الإنصاف في حقيقة الأولياء" للصنعاني .

والله تعالى أعلم

كريم القوصي
15 / 06 / 2008, 09 : 07 PM
بارك الله فيكي اختي الكريمة يواقيت الجنان

جزاكي الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك

يواقيت الجنان
16 / 06 / 2008, 00 : 12 AM
شكراً لك اخي الكريم

محب الشيخ علي جابر
16 / 06 / 2008, 28 : 03 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم

يواقيت الجنان
17 / 06 / 2008, 26 : 12 AM
جزاكم الله خيرا