شريف حمدان
24 / 06 / 2013, 17 : 08 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/iya32406.gif
احبتي في الله
شعر أبي طالب في مدح النفر الذين نقضوا الصحيفة
قال ابن إسحاق : فلما مزقت الصحيفة وبطل ما فيها ، قال أبو طالب ، فيما كان من أمر أولئك النفر الذين قاموا في نقضها يمدحهم :
ألا هل أتى بحريِّنا صنع ربنا * على نأيهم والله بالناس أرودُ
فيخبرهم أن الصحيفة مزقت * وأنْ كل ما لم يرضه الله مفسد
تراوحها إفك وسحر مجمع * ولم يُلف سحر آخر الدهر يصعد
تداعى لها من ليس فيها بقرقر * فطائرها في رأسها يتردد
وكانت كفاء رقعة بأثيمة * ليُقطع منها ساعد ومقلَّد
ويظعن أهل المكتين فيهربوا * فرائصهم من خشية الشر ترعد
ويُترك حرّاث يقلب أمره * أيُتهم فيهم عند ذاك ويُنجد
وتصعد بين الأخشبين كتيبة * لها حدج سهم وقوس ومِرهد
فمن يَنْشَ من حضّار مكة عزه * فعزتنا في بطن مكة أتلد
نشأنا بها والناس فيها قلائل * فلم ننفكك نزداد خيرا ونحمد
ونُطعم حتى يترك الناس فضلهم * إذا جعلت أيدي المفيضين تُرعد
جزى الله رهطا بالحجون تبابعوا * على ملأ يهدي لحزم ويرشد
قعودا لدى خطم الحجون كأنهم * مقاولة بل هم أعز وأمجد
أعان عليها كل صقر كأنه * إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد
جريّ على جُلَّى الخطوب كأنه * شهاب بكفَّيْ قابس يتوقَّد
من الأكرمين من لؤي بن غالب * إذا سيم خسفا وجهه يتربد
طويل النجاد خارج نصفُ ساقه * على وجهه يُسقى الغمام ويسعد
عظيم الرماد سيد وابن سيد * يحض على مَقْرَى الضيوف ويحشد
ويبني لأبناء العشيرة صالحا * إذا نحن طفنا في البلاد ويمهد
ألظَّ بهذا الصلح كل مبرَّأ * عظيم اللواء أمره ثم يحُمد
قضوا ما قضوا في ليلهم ثم أصبحوا * عل مهل وسائر الناس رُقَّدُ
همُ رجعوا سهل بن بيضاء راضيا * وسُرّ أبو بكر بها ومحمد
متى شُرّك الأقوام في جل أمرنا * وكنا قديما قبلها نُتودد
وكنا قديما لا نُقرّ ظُلامة * وندرك ما شئنا ولا نتشدد
فيا لقصي هل لكم في نفوسكم * وهل لكم فيما يجىء به غد
فإني وإياكم كما قال قائل * لديك البيان لو تكلمت أسود
ما رثى به حسان المطعم بن عدي ، وذكره نقضه الصحيفة
وقال حسان بن ثابت : يبكي المطعم بن عدي حين مات ، ويذكر قيامه في نقض الصحيفة :
أيا عين فابكي سيد القوم واسفحي * بدمع وإن أنزفته فاسكبي الدما
وبكِّي عظيم المشعرين كليهما * على الناس معروفا له ما تكلما
فلو كان مجد يخلد الدهر واحدا * من الناس ، أبقى مجده اليوم مُطعما
أجرت رسول الله منهم فأصبحوا * عبيدك ما لبى مُهِلّ وأحرما
فلو سئلت عنه معد بأسرها * وقحطان أو باقي بقية جرهما
لقالوا هو الموفى بخُفرة جاره * وذمته يوما إذا ما تذمما
فما تطلع الشمس المنيرة فوقهم * على مثله فيهم أعز وأعظما
وآبى إذا يأبي وألين شيمة * وأنوم عن جار إذا الليل أظلما
فذهب إلى البختري بن هشام ، فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدي ، فقال : وهل من أحد يُعين على هذا ؟ قال : نعم ؛ قال : من هو ؟ قال : زهير بن أبي أمية ، والمطعم بن عدي ، وأنا معك ؛ قال : أبغنا خامسا .
قال ابن هشام : قوله ( كليهما ) عن غير ابن إسحاق .
قال ابن هشام : وأما قوله : ( أجرت رسول الله منهم ) ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف عن أهل الطائف ، ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه ، من تصديقه ونصرته ، صار إلى حراء ، ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره ، فقال : أنا حليف ، والحليف لا يجير . فبعث إلى سهيل بن عمرو ، فقال : إن بني عامر لا تجير على بني كعب . فبعث إلى المطعم بن عدي فأجابه إلى ذلك ، ثم تسلح المطعم وأهل بيته ، وخرجوا حتى أتوا المسجد ، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ادخل ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطاف بالبيت وصلى عنده ، ثم انصرف إلى منـزله . فذلك الذي يعني حسان بن ثابت .
.
احبتي في الله
شعر أبي طالب في مدح النفر الذين نقضوا الصحيفة
قال ابن إسحاق : فلما مزقت الصحيفة وبطل ما فيها ، قال أبو طالب ، فيما كان من أمر أولئك النفر الذين قاموا في نقضها يمدحهم :
ألا هل أتى بحريِّنا صنع ربنا * على نأيهم والله بالناس أرودُ
فيخبرهم أن الصحيفة مزقت * وأنْ كل ما لم يرضه الله مفسد
تراوحها إفك وسحر مجمع * ولم يُلف سحر آخر الدهر يصعد
تداعى لها من ليس فيها بقرقر * فطائرها في رأسها يتردد
وكانت كفاء رقعة بأثيمة * ليُقطع منها ساعد ومقلَّد
ويظعن أهل المكتين فيهربوا * فرائصهم من خشية الشر ترعد
ويُترك حرّاث يقلب أمره * أيُتهم فيهم عند ذاك ويُنجد
وتصعد بين الأخشبين كتيبة * لها حدج سهم وقوس ومِرهد
فمن يَنْشَ من حضّار مكة عزه * فعزتنا في بطن مكة أتلد
نشأنا بها والناس فيها قلائل * فلم ننفكك نزداد خيرا ونحمد
ونُطعم حتى يترك الناس فضلهم * إذا جعلت أيدي المفيضين تُرعد
جزى الله رهطا بالحجون تبابعوا * على ملأ يهدي لحزم ويرشد
قعودا لدى خطم الحجون كأنهم * مقاولة بل هم أعز وأمجد
أعان عليها كل صقر كأنه * إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد
جريّ على جُلَّى الخطوب كأنه * شهاب بكفَّيْ قابس يتوقَّد
من الأكرمين من لؤي بن غالب * إذا سيم خسفا وجهه يتربد
طويل النجاد خارج نصفُ ساقه * على وجهه يُسقى الغمام ويسعد
عظيم الرماد سيد وابن سيد * يحض على مَقْرَى الضيوف ويحشد
ويبني لأبناء العشيرة صالحا * إذا نحن طفنا في البلاد ويمهد
ألظَّ بهذا الصلح كل مبرَّأ * عظيم اللواء أمره ثم يحُمد
قضوا ما قضوا في ليلهم ثم أصبحوا * عل مهل وسائر الناس رُقَّدُ
همُ رجعوا سهل بن بيضاء راضيا * وسُرّ أبو بكر بها ومحمد
متى شُرّك الأقوام في جل أمرنا * وكنا قديما قبلها نُتودد
وكنا قديما لا نُقرّ ظُلامة * وندرك ما شئنا ولا نتشدد
فيا لقصي هل لكم في نفوسكم * وهل لكم فيما يجىء به غد
فإني وإياكم كما قال قائل * لديك البيان لو تكلمت أسود
ما رثى به حسان المطعم بن عدي ، وذكره نقضه الصحيفة
وقال حسان بن ثابت : يبكي المطعم بن عدي حين مات ، ويذكر قيامه في نقض الصحيفة :
أيا عين فابكي سيد القوم واسفحي * بدمع وإن أنزفته فاسكبي الدما
وبكِّي عظيم المشعرين كليهما * على الناس معروفا له ما تكلما
فلو كان مجد يخلد الدهر واحدا * من الناس ، أبقى مجده اليوم مُطعما
أجرت رسول الله منهم فأصبحوا * عبيدك ما لبى مُهِلّ وأحرما
فلو سئلت عنه معد بأسرها * وقحطان أو باقي بقية جرهما
لقالوا هو الموفى بخُفرة جاره * وذمته يوما إذا ما تذمما
فما تطلع الشمس المنيرة فوقهم * على مثله فيهم أعز وأعظما
وآبى إذا يأبي وألين شيمة * وأنوم عن جار إذا الليل أظلما
فذهب إلى البختري بن هشام ، فقال له نحوا مما قال للمطعم بن عدي ، فقال : وهل من أحد يُعين على هذا ؟ قال : نعم ؛ قال : من هو ؟ قال : زهير بن أبي أمية ، والمطعم بن عدي ، وأنا معك ؛ قال : أبغنا خامسا .
قال ابن هشام : قوله ( كليهما ) عن غير ابن إسحاق .
قال ابن هشام : وأما قوله : ( أجرت رسول الله منهم ) ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف عن أهل الطائف ، ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه ، من تصديقه ونصرته ، صار إلى حراء ، ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره ، فقال : أنا حليف ، والحليف لا يجير . فبعث إلى سهيل بن عمرو ، فقال : إن بني عامر لا تجير على بني كعب . فبعث إلى المطعم بن عدي فأجابه إلى ذلك ، ثم تسلح المطعم وأهل بيته ، وخرجوا حتى أتوا المسجد ، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ادخل ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطاف بالبيت وصلى عنده ، ثم انصرف إلى منـزله . فذلك الذي يعني حسان بن ثابت .
.