المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جئتكم بخبر جيل لن يتكرر .. شابان ورجل وعظيمان من عظام هذه الأمة


بنت خير الأديان
20 / 06 / 2008, 20 : 12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جئتكم بخبر جيل لن يتكرر
فاسمعوا رعاكم الله وحفظكم :

أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه

‏قال عمر : ما هذا

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

‏قال : أقتلت أباهم ؟

‏قال : نعم قتلته !

‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته
فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً فوقع على رأسه فمات ...

‏قال عمر : القصاص ... ‏الإعدام

قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة
لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل
هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ‏ما مركزه في المجتمع ؟
كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله
ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله
ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..


‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة
لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية
فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ ؟

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله
فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة
إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..

‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟
ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟

فسكت الصحابة وعمر مُتأثر ، لأنه وقع في حيرة
هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك
أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول
وسكت الناس

ونكّس عمر ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟

‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين ..

‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال :
‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

‏قال عمر : هو قَتْل

قال : ولو كان قاتلا !

‏قال : أتعرفه ؟

‏قال : ما أعرفه

قال : كيف تكفله ؟

‏قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين
فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏ الله

‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !

‏قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين ...

‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ
يُهيئ فيها نفسه، ويُودع ‏أطفاله وأهله
وينظر في أمرهم بعده
ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....

‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً
وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة

فجاء الشابان واجتمع الناس
وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر

قال عمر: أين الرجل ؟

قال : ما أدري يا أمير المؤمنين !

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها
وسكت ‏الصحابة واجمين
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.

‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد

‏لكن هذه شريعة ، هذا منهج ، هذه أحكام ربانية
لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان ...

‏وقبل الغروب بلحظات ، إذ بالرجل يأتي
فكبّر عمر ، وكبّر المسلمون‏ معه

‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!

‏قال : يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!

ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئتُ لأُقتل ..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس


فسأل عمر بن الخطاب أبا ذر : لماذا ضمنته ؟؟؟

فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟

‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه ..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !

‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ...


*****

‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما

وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته

وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ...

‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....


‏قال أحد المحدثين :

والذي نفسي بيده ، لكأنما دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام

في أكفان عمر !!.

منقول للفائدة
ولا تنسونا من صالح الدعاء

محمد عصام
20 / 06 / 2008, 06 : 03 PM
بنى الله لكى قصرا فى جنات عدن وجزاكى الله خير الجزاء وبارك الله فيكى اختى الكريمة والفاضلة بنت خير الأديان

طويلب علم مبتدئ
20 / 06 / 2008, 00 : 04 PM
اختي في الله بارك الله فيك موضوع قيم لاحرمك الله الاجر

امة الله
20 / 06 / 2008, 34 : 06 PM
جزاك الله اختي خير الجزاء و نفع بك و بارك فيك و هداك سبله
سلمت وسلمت يمينك على النقل الطيب

كريم القوصي
20 / 06 / 2008, 39 : 06 PM
بارك الله فيكي اختي الكريمة بنت خير الاديان

جزاكي الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك

محمد نصر
09 / 09 / 2009, 55 : 01 AM
بارك الله فيكي اختنا الكريمه

اكرمكي الله وجزاكي الله خيرا