شريف حمدان
05 / 08 / 2013, 55 : 12 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/iya32406.gif
احبتي في الله
عرضه صلى الله عليه وسلم نفسه على سويد بن صامت
قال ابن إسحاق :
وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، ثم الظفري عن أشياخ من قومه ، قالوا :
قدم سويد بن صامت ، أخو بني عمرو بن عوف ، مكة حاجا أو معتمرا ، وكان سويد إنما يسميه قومه فيهم : الكامل ، لجلده وشعره وشرفه ونسبه ، وهو الذي يقول :
ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى * مقالته بالغيب ساءك ما يفري
مقالته كالشهد ما كان شاهدا * وبالغيب مأثور على ثُغْرة النحر
يسرك باديه وتحت أديمه * نميمة غش تبتري عقب الظهر
تُبين لك العينان ما هو كاتم * من الغل والبغضاء بالنظر الشزر
فَرِشْني بخير طالما قد بريتني * فخير الموالي من يريش ولا يبري
وهو الذي يقول : ونافر رجلا من بني سليم ، ثم أحد بني زِعب بن مالك على مائة ناقة ، إلى كاهنة من كهان العرب ، فقضت له . فانصرف عنها هو والسلمي ، ليس معهما غيرها ، فلما فرقت بينهما الطريق ، قال : مالي ، يا أخا بني سليم ، قال : أبعث إليك به ؛ قال : فمن لي بذلك إذا فُتَّني به ؟ قال : كلا ، والذي نفس سويد بيده ، لا تفارقنـِّي حتى أُوتَى بمالي ، فاتخذا فضرب به الأرض ، ثم أوثقه رباطا ، ثم انطلق به إلى دار بني عمرو بن عوف ، فلم يزل عنده حتى بعثت إليه سليم بالذي له ، فقال في ذلك :
لا تحسبنـِّي يا ابن زغب بن مالك * كمن كنت تُردي بالغيوب وتختلُ
تحولت قِرنا إذ صُرعت بعزة * كذلك إن الحازم المتحول
ضربت به إبط الشمال فلم يزل * على كل حال خده هو أسفل
في أشعار كثيرة كان يقولها .
فتصدى له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به ، فدعاه إلى الله وإلى الإسلام ، فقال له سويد : فلعل الذي معك مثل الذي معي ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما الذي معك ؟ قال : مجلة لقمان - يعني حكمة لقمان - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعرضها علي ، فعرضها عليه ؛ فقال له : إن هذا لكلام حسن ، والذي معي أفضل من هذا ، قرآن أنزله الله تعالى علي ، هو هدى ونور .
فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ، ودعاه إلى الإسلام ، فلم يبعد منه ، وقال : إن هذا لقول حسن . ثم انصرف عنه ، فقدم المدينة على قومه ، فلم يلبث أن قتلته الخزرج ، فإن كان رجال من قومه ليقولون : إنا لنراه قد قُتل وهو مسلم . وكان قتله قبل يوم بعاث
احبتي في الله
عرضه صلى الله عليه وسلم نفسه على سويد بن صامت
قال ابن إسحاق :
وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، ثم الظفري عن أشياخ من قومه ، قالوا :
قدم سويد بن صامت ، أخو بني عمرو بن عوف ، مكة حاجا أو معتمرا ، وكان سويد إنما يسميه قومه فيهم : الكامل ، لجلده وشعره وشرفه ونسبه ، وهو الذي يقول :
ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى * مقالته بالغيب ساءك ما يفري
مقالته كالشهد ما كان شاهدا * وبالغيب مأثور على ثُغْرة النحر
يسرك باديه وتحت أديمه * نميمة غش تبتري عقب الظهر
تُبين لك العينان ما هو كاتم * من الغل والبغضاء بالنظر الشزر
فَرِشْني بخير طالما قد بريتني * فخير الموالي من يريش ولا يبري
وهو الذي يقول : ونافر رجلا من بني سليم ، ثم أحد بني زِعب بن مالك على مائة ناقة ، إلى كاهنة من كهان العرب ، فقضت له . فانصرف عنها هو والسلمي ، ليس معهما غيرها ، فلما فرقت بينهما الطريق ، قال : مالي ، يا أخا بني سليم ، قال : أبعث إليك به ؛ قال : فمن لي بذلك إذا فُتَّني به ؟ قال : كلا ، والذي نفس سويد بيده ، لا تفارقنـِّي حتى أُوتَى بمالي ، فاتخذا فضرب به الأرض ، ثم أوثقه رباطا ، ثم انطلق به إلى دار بني عمرو بن عوف ، فلم يزل عنده حتى بعثت إليه سليم بالذي له ، فقال في ذلك :
لا تحسبنـِّي يا ابن زغب بن مالك * كمن كنت تُردي بالغيوب وتختلُ
تحولت قِرنا إذ صُرعت بعزة * كذلك إن الحازم المتحول
ضربت به إبط الشمال فلم يزل * على كل حال خده هو أسفل
في أشعار كثيرة كان يقولها .
فتصدى له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به ، فدعاه إلى الله وإلى الإسلام ، فقال له سويد : فلعل الذي معك مثل الذي معي ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما الذي معك ؟ قال : مجلة لقمان - يعني حكمة لقمان - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : اعرضها علي ، فعرضها عليه ؛ فقال له : إن هذا لكلام حسن ، والذي معي أفضل من هذا ، قرآن أنزله الله تعالى علي ، هو هدى ونور .
فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ، ودعاه إلى الإسلام ، فلم يبعد منه ، وقال : إن هذا لقول حسن . ثم انصرف عنه ، فقدم المدينة على قومه ، فلم يلبث أن قتلته الخزرج ، فإن كان رجال من قومه ليقولون : إنا لنراه قد قُتل وهو مسلم . وكان قتله قبل يوم بعاث