الربيع العاصف
23 / 06 / 2008, 00 : 01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الولاء لله ولأوليائه والبراءة من الشرك وأهله
قال الربيع :
إنَّ الولاءَ لله -عز وجل- ولأوليائِه ، والبراءةَ من الشرك وأهلِه هو التوحيدُ الذي من أجلِه بعتثِ الرسلُ وأنزلتِ الكتبُ وجرّدتِ السيوفُ ، إذ الموالاة والمعاداة أصلٌ من أصول الإسلام ، ...فالمؤمنُ مطالبٌ بحب من أخلصَ لله في العبادةِ...
و العبادةُ إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة... كما يقول شيخُ الإسلام بنُ تيميةَ -رحمه اللهُ – في رسالةِ[ العبودية ]ص4 ، ومطالَبٌ أيضًا بالبراءةِ من كل معبودٍ عُبِدَ من دونِ الله سواءً كان هذا المعبودُ بشرًا أو حجرًا أو قبرًا أو طاغوتًا [ والطاغوتُ كل ما تجاوز به العبدُ حده : من معبود أو متبوع أو مطاع ] كما يقول بن القيم -رحمه الله – في كتابه العجاب [إعلام الموقعين] ج1، ومطالبٌ أيضا بالبراءةِ من المشركين الذين عبدوا تلك الآلهةَ المزيفةَ مع الله أو من دونه ، قال الله تعالى ) : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ( [وهذا معنى لا إله إلا الله فإنها هي العروة الوثقى] كما قال صاحب كتاب [فتح المجيد شرح كتاب التوحيد] -رحمه الله- ص 19...قلت : لأن في كلمة التوحيد نفي وإثبات [لا إله] نفي جميع المعبودات الباطلة والبراءة ممن عبدوها من دون الله أو معه... ثم [إلا الله] إثبات الربوبية والألوهية والأسماء والصفات التي وصف الله بها نفسه والحاكمية… لله وحده لا شريك له . وفي الآية [فمن يكفر بالطاغوت ] قدم الكفر هنا كما تقدم في كلمة التوحيد، ثم الإيمان بالله [ويؤمن بالله] وهذا ما يسميه بعضُ العلماء بالتخلية قبل التحلية بمعنى أن تتبرأَ وتكفرَ بجميع الآلهة الباطلة وتطهر قلبك من شبهاتها ثم بعد ذلك تتحلى بالإيمان بالله عز وجل وبديهي أنَّ هذا لا يتأتى إلا بالبراء ثم الولاء كما قلت آنفا...قال الله -عزوجل-[ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ] قال شيخُ الإسلام محمدٌ بنُ عبدِ الوهابِ -رحمهُ اللهُ - فأمّا صفة الكفر بالطاغوت ، أن تعتقدَ بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها ، وتكفِّر أهلَها وتعاديهم .وأما معنى الإيمان بالله ، أن تعتقدَ أنَّ اللهَ هو الإلهُ المعبودُ وحده دونَ سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه وتحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك وتعاديهم ، وهذه ملة إبراهيم التي سفه الله من رغب عنها . انتهى من [ كتاب مجموعة التوحيد] ص14 بتصرف يسير.
إذا علمتَ هذا أخي الكريم -فاعلمْ وفقكَ اللهُ وجنبك الشبهةَ- أنَّ كثيرا من المنتسبين للإسلام بَلْهَ المنتسبين للعلم والدعوة قدْ انقلبتْ عندهم هذه الحقيقة فأصبحوا يوالون أعداءَ الله من الكفارِ الأصليين والمرتدينَ والمنافقينَ ويعادون إخوانَهم المسلمين الموحدين المجاهدين ، فأصبحتَ ترى وتسمع في أشرطة القوم وكتبهم لا هم لهم إلا التكلم في -دعاة ومشايخ وقفوا في وجه أمريكا وفي وجه الحرب الصليبية الحديثة- ؟؟ !!! بدعوى الجرح والتعديل ...فلان إرهابي علان قطبي -نسبة إلى سيد قطب – بكرٌ ليس على المنهاج وعمرٌو حزبي وهلمَّ شرَّا !!! ...... إذا كان الإمامُ الذهبيُّ والإمامُ بنُ حجرٍ وغيرُهما من أئمةِ الجرحِ والتعديلِ قد أخذوا هذا العلمَ من أجلِ التقرب إلى الله -عز وجل- لينفوا عن دين الله تحريفَ الغالين وانتحالَ المبطلين وتأويلَ الجاهلين ... فإنَّ أدعياءَ الجرحِ والتعديلِ ما إخالهم أخذوا هذا العلم إلا لإرضاء أسيادهم من المنافقين الذين تضرهم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحفاده و العلامة حمود بن عقلا الشعيبي والعلامة الأمين الشنقيطي وغيرهم كثير كثرهم الله ...وهم بتجريحهم هذا يريدون أنْ يُسقطوا أبطالَ الإسلام من قلوب العباد لأنَّ أولئك الأبطال -وفقهم الله- ينادون صباح مساء بتطبيق شريعة الله على أرض الواقع ونبذ القوانين الجائرة ، وإذا طُبِّقت الشريعةُ ذهبت نزوات وشهوات عِلْية القوم أدراجَ الرياح وهذا ما يؤرِّق مضجع الطغاة في كل زمان ومكان ، لذلك فهم يحولون بين المسلمين ودينهم ويصبحُ علماءُ التسول آلةً حادةً في وجه الموحدين.....
فأقول على رسلكم فإن القافلةَ تسيرُ والكلابَ تنبحُ ...وهل يضرُّ السحابَ نبحُ الكلاب ، فإنَّ هذا الدينَ له رجالٌ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظرُ وما بدلوا تبديلاً ، وسيكونُ النصرُ بإذن الله على يدِ من جاء بمثل ما جاء به سيِّدُ الأولين و الآخرين كما قال [ورقةُ بنُ نوفل] -تغمَّده الله برحمته- [لم يأتِ رجلٌ بمثل ما جئتَ به إلا عُودي] ونحن نرى اليومَ كيف عادى وحاربَ أعداءُ الرسلِ أتباعَ الرسلِ في هذا الزمان الذين لم يرضوا بالدنية في دينهم ...
قال الله -عز وجل- [ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبيس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله وبالنبي وما أنزل إليه مااتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون ] المائدة الآية 79
قال الإمامُ بنُ كثيرٍ -عليه رحمةُ الله -....أي لو آمنوا حقَّ الإيمان بالله والرسول والقرآن لما ارتكبوا ما ارتكبوه من موالاة الكافرين في الباطن ، ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل إليه ، [ولكن كثيرا منهم فاسقون] أي خارجون عن طاعة الله ورسوله ، مخالفون لآيات وحيه وتنزيله .انتهى[ تفسير القرآن العظيم ج 2 ص]88 فما بعدها...
وقال سبحانه : [ومن يتولهم منكم فإنّه منهم إن الله لا يهدي القومَ الظالمين]، قال بعضُ المفسرين: فيه زجرٌ شديدٌ عن إظهار صورة الموالاة لهم وإن لم تكن موالاة في الحقيقة.
قال الشيخُ العلاَّمةُ حمود التويجري -رحمه الله رحمةً واسعةً- : وأقلُّ الأحوال في هذه الآية أنها تقضي تحريم موالاة أعداء الله تعالى وإن كان ظاهرها يقتضي كفر من تولاهم، ولهذا روي عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر، وتلا هذه الآية....وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن موالاة أعدائه في مواضع كثيرة من القرآن، وأخبر أن موالاتهم تنافي الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وأنها سبب للفتنة والفساد في الأرض، وأن من والاهم ووادهم فليس من الله في شيء وأنه من الظالمين الضالين عن سواء السبيل، وأنه مستوجب لسخط الله وأليم عقابه في الآخرة، والآيات في هذا كثيرة. . انتهى من رسالة [تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة]
يقول العلامة حمد بن عتيق -رحمه الله- كما في رسالته المفيدة في هذا الباب [سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك] ص295 ضمن مجموعة التوحيد ...فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى أوجب ذلك وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم، بعد وجوب التوحيد وتحريم ضد. انتهى
ولو ذهبت أستقرئُ كلامَ العلماء والدعاة والشيوخ في هذه القضية الخطيرة لطال بنا المقام، ولا أظنني بحاجة إلى ذلك، فإني أكتبُ مقالي هذا وأنا أعلمُ علمَ يقين -إن شاء الله- أنَّ العلماء و جل طلبة العلم لا يخفى عليهم مثل ذلك، بل إني أظن أنَّ منهم من يحفظ أضعاف أضعاف ما أعرفه من تلك الأقوال السلفية المبتوتة في تواليف علماءِنا الأجلاء....
إنَّ في ذلك لذكرى لمنْ كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيدٌ .
هذا ما اختلج في صدري في يوم من الأيام فأحببت أن أدونه اليوم في هذه الورقة .
كتبه أبو عبد الرحمن الربيع العاصف
الولاء لله ولأوليائه والبراءة من الشرك وأهله
قال الربيع :
إنَّ الولاءَ لله -عز وجل- ولأوليائِه ، والبراءةَ من الشرك وأهلِه هو التوحيدُ الذي من أجلِه بعتثِ الرسلُ وأنزلتِ الكتبُ وجرّدتِ السيوفُ ، إذ الموالاة والمعاداة أصلٌ من أصول الإسلام ، ...فالمؤمنُ مطالبٌ بحب من أخلصَ لله في العبادةِ...
و العبادةُ إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة... كما يقول شيخُ الإسلام بنُ تيميةَ -رحمه اللهُ – في رسالةِ[ العبودية ]ص4 ، ومطالَبٌ أيضًا بالبراءةِ من كل معبودٍ عُبِدَ من دونِ الله سواءً كان هذا المعبودُ بشرًا أو حجرًا أو قبرًا أو طاغوتًا [ والطاغوتُ كل ما تجاوز به العبدُ حده : من معبود أو متبوع أو مطاع ] كما يقول بن القيم -رحمه الله – في كتابه العجاب [إعلام الموقعين] ج1، ومطالبٌ أيضا بالبراءةِ من المشركين الذين عبدوا تلك الآلهةَ المزيفةَ مع الله أو من دونه ، قال الله تعالى ) : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ( [وهذا معنى لا إله إلا الله فإنها هي العروة الوثقى] كما قال صاحب كتاب [فتح المجيد شرح كتاب التوحيد] -رحمه الله- ص 19...قلت : لأن في كلمة التوحيد نفي وإثبات [لا إله] نفي جميع المعبودات الباطلة والبراءة ممن عبدوها من دون الله أو معه... ثم [إلا الله] إثبات الربوبية والألوهية والأسماء والصفات التي وصف الله بها نفسه والحاكمية… لله وحده لا شريك له . وفي الآية [فمن يكفر بالطاغوت ] قدم الكفر هنا كما تقدم في كلمة التوحيد، ثم الإيمان بالله [ويؤمن بالله] وهذا ما يسميه بعضُ العلماء بالتخلية قبل التحلية بمعنى أن تتبرأَ وتكفرَ بجميع الآلهة الباطلة وتطهر قلبك من شبهاتها ثم بعد ذلك تتحلى بالإيمان بالله عز وجل وبديهي أنَّ هذا لا يتأتى إلا بالبراء ثم الولاء كما قلت آنفا...قال الله -عزوجل-[ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ] قال شيخُ الإسلام محمدٌ بنُ عبدِ الوهابِ -رحمهُ اللهُ - فأمّا صفة الكفر بالطاغوت ، أن تعتقدَ بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها ، وتكفِّر أهلَها وتعاديهم .وأما معنى الإيمان بالله ، أن تعتقدَ أنَّ اللهَ هو الإلهُ المعبودُ وحده دونَ سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه وتحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك وتعاديهم ، وهذه ملة إبراهيم التي سفه الله من رغب عنها . انتهى من [ كتاب مجموعة التوحيد] ص14 بتصرف يسير.
إذا علمتَ هذا أخي الكريم -فاعلمْ وفقكَ اللهُ وجنبك الشبهةَ- أنَّ كثيرا من المنتسبين للإسلام بَلْهَ المنتسبين للعلم والدعوة قدْ انقلبتْ عندهم هذه الحقيقة فأصبحوا يوالون أعداءَ الله من الكفارِ الأصليين والمرتدينَ والمنافقينَ ويعادون إخوانَهم المسلمين الموحدين المجاهدين ، فأصبحتَ ترى وتسمع في أشرطة القوم وكتبهم لا هم لهم إلا التكلم في -دعاة ومشايخ وقفوا في وجه أمريكا وفي وجه الحرب الصليبية الحديثة- ؟؟ !!! بدعوى الجرح والتعديل ...فلان إرهابي علان قطبي -نسبة إلى سيد قطب – بكرٌ ليس على المنهاج وعمرٌو حزبي وهلمَّ شرَّا !!! ...... إذا كان الإمامُ الذهبيُّ والإمامُ بنُ حجرٍ وغيرُهما من أئمةِ الجرحِ والتعديلِ قد أخذوا هذا العلمَ من أجلِ التقرب إلى الله -عز وجل- لينفوا عن دين الله تحريفَ الغالين وانتحالَ المبطلين وتأويلَ الجاهلين ... فإنَّ أدعياءَ الجرحِ والتعديلِ ما إخالهم أخذوا هذا العلم إلا لإرضاء أسيادهم من المنافقين الذين تضرهم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحفاده و العلامة حمود بن عقلا الشعيبي والعلامة الأمين الشنقيطي وغيرهم كثير كثرهم الله ...وهم بتجريحهم هذا يريدون أنْ يُسقطوا أبطالَ الإسلام من قلوب العباد لأنَّ أولئك الأبطال -وفقهم الله- ينادون صباح مساء بتطبيق شريعة الله على أرض الواقع ونبذ القوانين الجائرة ، وإذا طُبِّقت الشريعةُ ذهبت نزوات وشهوات عِلْية القوم أدراجَ الرياح وهذا ما يؤرِّق مضجع الطغاة في كل زمان ومكان ، لذلك فهم يحولون بين المسلمين ودينهم ويصبحُ علماءُ التسول آلةً حادةً في وجه الموحدين.....
فأقول على رسلكم فإن القافلةَ تسيرُ والكلابَ تنبحُ ...وهل يضرُّ السحابَ نبحُ الكلاب ، فإنَّ هذا الدينَ له رجالٌ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظرُ وما بدلوا تبديلاً ، وسيكونُ النصرُ بإذن الله على يدِ من جاء بمثل ما جاء به سيِّدُ الأولين و الآخرين كما قال [ورقةُ بنُ نوفل] -تغمَّده الله برحمته- [لم يأتِ رجلٌ بمثل ما جئتَ به إلا عُودي] ونحن نرى اليومَ كيف عادى وحاربَ أعداءُ الرسلِ أتباعَ الرسلِ في هذا الزمان الذين لم يرضوا بالدنية في دينهم ...
قال الله -عز وجل- [ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبيس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله وبالنبي وما أنزل إليه مااتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون ] المائدة الآية 79
قال الإمامُ بنُ كثيرٍ -عليه رحمةُ الله -....أي لو آمنوا حقَّ الإيمان بالله والرسول والقرآن لما ارتكبوا ما ارتكبوه من موالاة الكافرين في الباطن ، ومعاداة المؤمنين بالله والنبي وما أنزل إليه ، [ولكن كثيرا منهم فاسقون] أي خارجون عن طاعة الله ورسوله ، مخالفون لآيات وحيه وتنزيله .انتهى[ تفسير القرآن العظيم ج 2 ص]88 فما بعدها...
وقال سبحانه : [ومن يتولهم منكم فإنّه منهم إن الله لا يهدي القومَ الظالمين]، قال بعضُ المفسرين: فيه زجرٌ شديدٌ عن إظهار صورة الموالاة لهم وإن لم تكن موالاة في الحقيقة.
قال الشيخُ العلاَّمةُ حمود التويجري -رحمه الله رحمةً واسعةً- : وأقلُّ الأحوال في هذه الآية أنها تقضي تحريم موالاة أعداء الله تعالى وإن كان ظاهرها يقتضي كفر من تولاهم، ولهذا روي عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر، وتلا هذه الآية....وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن موالاة أعدائه في مواضع كثيرة من القرآن، وأخبر أن موالاتهم تنافي الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وأنها سبب للفتنة والفساد في الأرض، وأن من والاهم ووادهم فليس من الله في شيء وأنه من الظالمين الضالين عن سواء السبيل، وأنه مستوجب لسخط الله وأليم عقابه في الآخرة، والآيات في هذا كثيرة. . انتهى من رسالة [تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة]
يقول العلامة حمد بن عتيق -رحمه الله- كما في رسالته المفيدة في هذا الباب [سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك] ص295 ضمن مجموعة التوحيد ...فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى أوجب ذلك وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم، بعد وجوب التوحيد وتحريم ضد. انتهى
ولو ذهبت أستقرئُ كلامَ العلماء والدعاة والشيوخ في هذه القضية الخطيرة لطال بنا المقام، ولا أظنني بحاجة إلى ذلك، فإني أكتبُ مقالي هذا وأنا أعلمُ علمَ يقين -إن شاء الله- أنَّ العلماء و جل طلبة العلم لا يخفى عليهم مثل ذلك، بل إني أظن أنَّ منهم من يحفظ أضعاف أضعاف ما أعرفه من تلك الأقوال السلفية المبتوتة في تواليف علماءِنا الأجلاء....
إنَّ في ذلك لذكرى لمنْ كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيدٌ .
هذا ما اختلج في صدري في يوم من الأيام فأحببت أن أدونه اليوم في هذه الورقة .
كتبه أبو عبد الرحمن الربيع العاصف