شريف حمدان
11 / 09 / 2013, 13 : 03 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/iya32406.gif
احبتي في الله
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
قريش تتشاور في أمره عليه الصلاة و السلام
قال ابن إسحاق :
ولما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم ،
ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم ، عرفوا أنهم قد نزلوا دارا ،
وأصابوا منهم منعة ، فحذروا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ،
وعرفوا أنهم قد أجمع لحربهم .
فاجتمعوا له في دار الندوة - وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها
يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين خافوه .
قال ابن إسحاق :
فحدثني من لا أتهم من أصحابنا ، عن عبدالله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبير أبي الحجاج ،
وغيره ممن لا أتهم ،
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال :
لما أجمعوا لذلك ، واتعدوا أن يدخلوا في دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
غدوا في اليوم الذي اتعدوا له ،
وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة ، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل ،
عليه بتلة ، فوقف على باب الدار ، فلما رأوه واقفا على بابها ،
قالوا : من الشيخ ؟ قال : شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له ،
فحضر معكم ليسمع ما تقولون ، وعسى أن لا يُعدمكم منه رأيا ونصحا ،
قالوا : أجل ، فادخل ، فدخل معهم ، وقد اجتمع فيها أشراف قريش ؛
من بني عبد شمس : عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب .
ومن بني نوفل بن عبد مناف : طعيمة بن عدي ، وجبير بن مطعم ، والحارث بن عامر بن نوفل . ومن بني عبدالدار بن قصي : النضر بن الحارث بن كلدة .
ومن بني أسد بن عبدالعزى : أبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود بن المطلب ، وحكيم بن حزام
ومن بني مخزوم : أبو جهل بن هشام .
ومن بني سهم : نُبيه ومنبَّه ابنا الحجاج ، ومن بني جمح :
أمية بن خلف ، ومن كان معهم وغيرهم ممن لا يعد من قريش .
فقال بعضهم لبعض :
إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم ،
فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا ،
فأجمعوا فيه رأيا . قال : فتشاوروا ، ثم قال قائل منهم : احبسوه في الحديد ،
وأغلقوا عليه بابا ، ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله ،
زهيرا والنابغة ، ومن مضى منهم ، من هذا الموت ، حتى يصيبه ما أصابهم .
فقال الشيخ النجدي :
لا والله ، ما هذا لكم برأي . والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه ، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم ، فينزعوه من أيديكم ،
ثم يكاثروكم به ، حتى يغلبوكم على أمركم ، ما هذا لكم برأي ، فانظروا في غيره .
فتشاوروا . ثم قال قائل منهم : نخرجه من بين أظهرنا ، فننفيه من بلادنا ،
فإذا أُخرج عنا ، فوالله ما نبالي أين ذهب ،
ولا حيث وقع ، إذا غاب عنا وفرغنا منه ، فأصلحنا أمرنا وأُلْفتنا كما كانت .
فقال الشيخ النجدي : لا والله ، ما هذا لكم برأي ،
ألم تروا حُسْن حديثه ، وحلاوة منطقه ، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ،
والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب ،
فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه ،
ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم في بلادكم ، فيأخذ أمركم من أيديكم ،
ثم يفعل بكم ما أراد ، دبروا فيه رأيا غير هذا .
قال : فقال أبو جهل بن هشام : والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد ؛
قالوا : وما هو يا أبا الحكم ؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا ،
ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ،
ثم يعمدوا إليه ، فيضربوه بها ضربة رجل واحد ، فيقتلوه ،
فنستريح منه . فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا ،
فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا ، فرضوا منا بالعَقْل ، فعقلناه لهم .
قال : فقال الشيخ النجدي :
القول ما قال الرجل ، هذا الرأي الذي لا رأي غيره ، فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له .
احبتي في الله
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
قريش تتشاور في أمره عليه الصلاة و السلام
قال ابن إسحاق :
ولما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم ،
ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم ، عرفوا أنهم قد نزلوا دارا ،
وأصابوا منهم منعة ، فحذروا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ،
وعرفوا أنهم قد أجمع لحربهم .
فاجتمعوا له في دار الندوة - وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها
يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين خافوه .
قال ابن إسحاق :
فحدثني من لا أتهم من أصحابنا ، عن عبدالله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن جبير أبي الحجاج ،
وغيره ممن لا أتهم ،
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال :
لما أجمعوا لذلك ، واتعدوا أن يدخلوا في دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
غدوا في اليوم الذي اتعدوا له ،
وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة ، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل ،
عليه بتلة ، فوقف على باب الدار ، فلما رأوه واقفا على بابها ،
قالوا : من الشيخ ؟ قال : شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له ،
فحضر معكم ليسمع ما تقولون ، وعسى أن لا يُعدمكم منه رأيا ونصحا ،
قالوا : أجل ، فادخل ، فدخل معهم ، وقد اجتمع فيها أشراف قريش ؛
من بني عبد شمس : عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب .
ومن بني نوفل بن عبد مناف : طعيمة بن عدي ، وجبير بن مطعم ، والحارث بن عامر بن نوفل . ومن بني عبدالدار بن قصي : النضر بن الحارث بن كلدة .
ومن بني أسد بن عبدالعزى : أبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود بن المطلب ، وحكيم بن حزام
ومن بني مخزوم : أبو جهل بن هشام .
ومن بني سهم : نُبيه ومنبَّه ابنا الحجاج ، ومن بني جمح :
أمية بن خلف ، ومن كان معهم وغيرهم ممن لا يعد من قريش .
فقال بعضهم لبعض :
إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم ،
فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا ،
فأجمعوا فيه رأيا . قال : فتشاوروا ، ثم قال قائل منهم : احبسوه في الحديد ،
وأغلقوا عليه بابا ، ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله ،
زهيرا والنابغة ، ومن مضى منهم ، من هذا الموت ، حتى يصيبه ما أصابهم .
فقال الشيخ النجدي :
لا والله ، ما هذا لكم برأي . والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه ، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم ، فينزعوه من أيديكم ،
ثم يكاثروكم به ، حتى يغلبوكم على أمركم ، ما هذا لكم برأي ، فانظروا في غيره .
فتشاوروا . ثم قال قائل منهم : نخرجه من بين أظهرنا ، فننفيه من بلادنا ،
فإذا أُخرج عنا ، فوالله ما نبالي أين ذهب ،
ولا حيث وقع ، إذا غاب عنا وفرغنا منه ، فأصلحنا أمرنا وأُلْفتنا كما كانت .
فقال الشيخ النجدي : لا والله ، ما هذا لكم برأي ،
ألم تروا حُسْن حديثه ، وحلاوة منطقه ، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ،
والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب ،
فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه ،
ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم في بلادكم ، فيأخذ أمركم من أيديكم ،
ثم يفعل بكم ما أراد ، دبروا فيه رأيا غير هذا .
قال : فقال أبو جهل بن هشام : والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد ؛
قالوا : وما هو يا أبا الحكم ؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا ،
ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ،
ثم يعمدوا إليه ، فيضربوه بها ضربة رجل واحد ، فيقتلوه ،
فنستريح منه . فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا ،
فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا ، فرضوا منا بالعَقْل ، فعقلناه لهم .
قال : فقال الشيخ النجدي :
القول ما قال الرجل ، هذا الرأي الذي لا رأي غيره ، فتفرق القوم على ذلك وهم مجمعون له .