شريف حمدان
14 / 10 / 2013, 49 : 02 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/iya32406.gif
احبتي في الله
ذكر نصارى نجران وما أنزل الله فيهم
ما نزل فيهم من القرآن في آل عمران
فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم ،
واختلاف أمرهم كله ،
صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها ، فقال جل وعز :
( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) .
فافتتح السورة بتنزيه نفسه عما قالوا ،
وتوحيده إياه بالخلق والأمر ،
لا شريك له فيه ،
ردا عليهم ما ابتدعوا من الكفر ،
وجعلوا معه من الأنداد ،
واحتجاجا بقولهم عليهم في صاحبهم ،
ليعرفهم بذلك ضلالتهم ؛
فقال :
( الم الله لا إله إلا هو )
ليس معه غيره شريك في أمره
( الحي القيوم )
الحي الذي لا يموت ،
وقد مات عيسى وصُلب في قولهم .
والقيوم :
القائم على مكانه من سلطانه في خلقه لا يزول ،
وقد زال عيسى في قولهم عن مكانه الذي كان به ،
وذهب عنه إلى غيره .
( نزَّل عليك الكتاب بالحق ) ،
أي بالصدق فيما اختلفوا فيه
( وأنزل التوراة و الإنجيل ) :
التوراة على موسى ،
والإنجيل على عيسى ،
كما أنزل الكتب على من كان قبله
( وأنزل الفرقان ) ،
أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره .
( إن الذين كفرو بآيات الله ،
لهم عذاب شديد ، والله عزيز ذو انتقام ) ،
أي أن الله منتقم ممن كفر بآياته ،
بعد علمه بها ،
ومعرفته بما جاء منه فيها .
( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ) ،
أي قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى ،
إذ جعلوه إلها وربا ،
وعندهم من علمه غير ذلك ،
غِرَّة بالله ، وكفرا به .
( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) ،
أي قد كان عيسى ممن صُوّر في الأرحام ،
لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه ،
كما صُوِّر غيره من ولد آدم ،
فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل .
ثم قال تعالى إنزاها لنفسه ،
وتوحيدا لها مما جعلوا معه :
( لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) ،
العزيز في انتصاره ممن كفر به إذا شاء الحكيم في حجته وعذره إلى عباده .
( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب )
فيهن حجة الرب ،
وعصمة العباد ،
ودفع الخصوم والباطل ،
ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وُضعن علي
ه ( وأخر متشابهات )
لهن تصريف وتأويل ،
ابتلى الله فيهن العباد ،
كما ابتلاهم في الحلال والحرام ،
ألاّ يُصرفن إلى الباطل ،
ولا يحُرَّفن عن الحق .
يقول عز وجل :
( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) ،
أي ميل عن الهدى
( فيتَّبعون ما تشابه منه ) ،
أي ما تصرف منه ،
ليصدقوا به ما ابتدعوا وأحدثوا ،
لتكون لهم حجة ،
ولهم على ما قالوا شبهة
( ابتغاء الفتنة ) ،
أي اللبس
( وابتغاء تأويله ) .
ذلك على ما ركبوا من الضلالة في قولهم :
خلقنا وقضينا . يقول :
( وما يعلم تأويله ) ،
أي الذي به أرادوا ما أرادوا
( إلا الله ، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا )
فكيف يختلف وهو قول واحد ، من رب واحد .
ثم ردوا تأويل المتشابه على ما عرفوا
من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد ،
واتسق بقولهم الكتاب ،
وصدق بعضه بعضا ،
فنفذت به الحجة ،
وظهر به العذر ،
وزاح به الباطل ،
ودمغ به الكفر .
يقول الله تعالى في مثل هذا :
( وما يذكَّر )
في مثل هذا
( إلا أولوا الألباب . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) :
أي لا تمل قلوبنا ،
وإن مِلْنا بأحداثنا .
( وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) .
ثم قال :
( شهد الله أنه لا إله إلا هو الملائكة وأولوا العلم )
بخلاف ما قالوا
( قائما بالقسط ) ،
أي بالعدل فيما يريد
( لا إله إلا هو العزيز الحكيم . إن الدين عند الله الإسلام ) ،
أي ما أنت عليه يا محمد :
التوحيد للرب ،
والتصديق للرسل .
( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلامن بعد ما جاءهم العلم ) ،
أي الذي جاءك ،
أي أن الله الواحد الذي ليس له شريك
( بغيا بينهم ،
ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب . فإن حاجوك ) ،
أي بما يأتون به من الباطل من قولهم :
خلقنا وفعلنا وأمرنا ،
فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق
( فقل أسلمت وجهي لله ) ،
أي وحده ( ومن اتبعنِ ،
وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين )
الذين لا كتاب لهم
( أأسلمتم ، فإن أسلموا فقد اهتدوا ،
وإن تولوا فإنما عليك البلاغ ، والله بصير بالعباد ) .
http://up.ahlalalm.info/photo2/azz10534.gif
احبتي في الله
ذكر نصارى نجران وما أنزل الله فيهم
ما نزل فيهم من القرآن في آل عمران
فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم ،
واختلاف أمرهم كله ،
صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها ، فقال جل وعز :
( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) .
فافتتح السورة بتنزيه نفسه عما قالوا ،
وتوحيده إياه بالخلق والأمر ،
لا شريك له فيه ،
ردا عليهم ما ابتدعوا من الكفر ،
وجعلوا معه من الأنداد ،
واحتجاجا بقولهم عليهم في صاحبهم ،
ليعرفهم بذلك ضلالتهم ؛
فقال :
( الم الله لا إله إلا هو )
ليس معه غيره شريك في أمره
( الحي القيوم )
الحي الذي لا يموت ،
وقد مات عيسى وصُلب في قولهم .
والقيوم :
القائم على مكانه من سلطانه في خلقه لا يزول ،
وقد زال عيسى في قولهم عن مكانه الذي كان به ،
وذهب عنه إلى غيره .
( نزَّل عليك الكتاب بالحق ) ،
أي بالصدق فيما اختلفوا فيه
( وأنزل التوراة و الإنجيل ) :
التوراة على موسى ،
والإنجيل على عيسى ،
كما أنزل الكتب على من كان قبله
( وأنزل الفرقان ) ،
أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره .
( إن الذين كفرو بآيات الله ،
لهم عذاب شديد ، والله عزيز ذو انتقام ) ،
أي أن الله منتقم ممن كفر بآياته ،
بعد علمه بها ،
ومعرفته بما جاء منه فيها .
( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ) ،
أي قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى ،
إذ جعلوه إلها وربا ،
وعندهم من علمه غير ذلك ،
غِرَّة بالله ، وكفرا به .
( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) ،
أي قد كان عيسى ممن صُوّر في الأرحام ،
لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه ،
كما صُوِّر غيره من ولد آدم ،
فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل .
ثم قال تعالى إنزاها لنفسه ،
وتوحيدا لها مما جعلوا معه :
( لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) ،
العزيز في انتصاره ممن كفر به إذا شاء الحكيم في حجته وعذره إلى عباده .
( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب )
فيهن حجة الرب ،
وعصمة العباد ،
ودفع الخصوم والباطل ،
ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وُضعن علي
ه ( وأخر متشابهات )
لهن تصريف وتأويل ،
ابتلى الله فيهن العباد ،
كما ابتلاهم في الحلال والحرام ،
ألاّ يُصرفن إلى الباطل ،
ولا يحُرَّفن عن الحق .
يقول عز وجل :
( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) ،
أي ميل عن الهدى
( فيتَّبعون ما تشابه منه ) ،
أي ما تصرف منه ،
ليصدقوا به ما ابتدعوا وأحدثوا ،
لتكون لهم حجة ،
ولهم على ما قالوا شبهة
( ابتغاء الفتنة ) ،
أي اللبس
( وابتغاء تأويله ) .
ذلك على ما ركبوا من الضلالة في قولهم :
خلقنا وقضينا . يقول :
( وما يعلم تأويله ) ،
أي الذي به أرادوا ما أرادوا
( إلا الله ، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا )
فكيف يختلف وهو قول واحد ، من رب واحد .
ثم ردوا تأويل المتشابه على ما عرفوا
من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد ،
واتسق بقولهم الكتاب ،
وصدق بعضه بعضا ،
فنفذت به الحجة ،
وظهر به العذر ،
وزاح به الباطل ،
ودمغ به الكفر .
يقول الله تعالى في مثل هذا :
( وما يذكَّر )
في مثل هذا
( إلا أولوا الألباب . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) :
أي لا تمل قلوبنا ،
وإن مِلْنا بأحداثنا .
( وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) .
ثم قال :
( شهد الله أنه لا إله إلا هو الملائكة وأولوا العلم )
بخلاف ما قالوا
( قائما بالقسط ) ،
أي بالعدل فيما يريد
( لا إله إلا هو العزيز الحكيم . إن الدين عند الله الإسلام ) ،
أي ما أنت عليه يا محمد :
التوحيد للرب ،
والتصديق للرسل .
( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلامن بعد ما جاءهم العلم ) ،
أي الذي جاءك ،
أي أن الله الواحد الذي ليس له شريك
( بغيا بينهم ،
ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب . فإن حاجوك ) ،
أي بما يأتون به من الباطل من قولهم :
خلقنا وفعلنا وأمرنا ،
فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق
( فقل أسلمت وجهي لله ) ،
أي وحده ( ومن اتبعنِ ،
وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين )
الذين لا كتاب لهم
( أأسلمتم ، فإن أسلموا فقد اهتدوا ،
وإن تولوا فإنما عليك البلاغ ، والله بصير بالعباد ) .
http://up.ahlalalm.info/photo2/azz10534.gif