تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديث احتجاج آدم على موسى وبيان معناه


طويلب علم مبتدئ
10 / 12 / 2013, 27 : 10 PM
فإن قيل : فما تقولون في احتجاج آدم على موسى عليهما السلام بالقدر ، إذ قال له : أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن أخلق بأربعين عاما ؟ وشهد النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم حج موسى ، أي : غلب عليه بالحجة ؟ [ ص: 136 ] قيل : نتلقاه بالقبول والسمع والطاعة ، لصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نتلقاه بالرد والتكذيب لراويه ، كما فعلت القدرية ، ولا بالتأويلات الباردة . بل الصحيح أن آدم لم يحتج بالقضاء والقدر على الذنب ، وهو كان أعلم بربه وذنبه ، بل آحاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر ، فإنه باطل . وموسى عليه السلام كان أعلم بأبيه وبذنبه من أن يلوم آدم على ذنب قد تاب منه وتاب الله عليه واجتباه وهداه ، وإنما وقع اللوم على المصيبة التي أخرجت أولاده من الجنة ، فاحتج آدم بالقدر على المصيبة ، لا على الخطيئة ، فإن القدر يحتج به عند المصائب ، لا عند المعائب . وهذا المعنى أحسن ما قيل في الحديث . فما قدر من المصائب يجب الاستسلام له ، فإنه من تمام الرضى بالله ربا ، وأما الذنوب فليس للعبد أن يذنب ، وإذا أذنب فعليه أن يستغفر ويتوب . فيتوب من المعائب ، ويصبر على المصائب . قال تعالى : فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=78&idto=78&bk_no=106&ID=93#docu)( المؤمن : 55 ) . وقال تعالى : وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=78&idto=78&bk_no=106&ID=93#docu)( آل عمران : 120 ) .

وأما قول إبليس : رب بما أغويتني (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=78&idto=78&bk_no=106&ID=93#docu)، إنما ذم على احتجاجه بالقدر ، لا على اعترافه بالمقدر وإثباته له . ألم تسمع قول نوح عليه السلام : ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=78&idto=78&bk_no=106&ID=93#docu)( هود : 34 ) . ولقد أحسن القائل :


[ ص: 137 ] فما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
وعن وهب بن منبه (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17285)، أنه قال : نظرت في القدر فتحيرت ، ثم نظرت فيه فتحيرت ، ووجدت أعلم الناس بالقدر أكفهم عنه ، وأجهل الناس بالقدر أنطقهم به .


من شرح العقيدة الطحاوية

شريف حمدان
10 / 12 / 2013, 12 : 11 PM
http://up.ahlalalm.info/photo2/rxj34209.gif