طويلب علم مبتدئ
10 / 12 / 2013, 34 : 10 PM
قوله : ( ومن لم يتوق النفي والتشبيه ، زل ولم يصب التنزيه ) .
ش : النفي والتشبيه مرضان من أمراض القلوب ، فإن أمراض القلوب نوعان : مرض شبهة ، ومرض شهوة ، وكلاهما مذكور في القرآن ، قال تعالى : فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( الأحزاب : 32 ) . فهذا مرض الشهوة ، وقال تعالى : في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( البقرة : 10 ) . وقال تعالى : وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( التوبة : 125 ) . فهذا مرض الشبهة ، وهو أردأ من مرض الشهوة ، إذ مرض الشهوة يرجى له الشفاء بقضاء الشهوة ، ومرض الشبهة لا شفاء له إن لم يتداركه الله برحمته .
[ ص: 259 ] والشبهة التي في مسألة الصفات نفيها وتشبيهها ، وشبهة النفي أردأ من شبهة التشبيه ، فإن شبهة النفي رد وتكذيب لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشبهة التشبيه غلو ومجاوزة للحد فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . وتشبيه الله بخلقه كفر فإن الله تعالى يقول : ليس كمثله شيء (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( الشورى : 11 ) ، ونفي الصفات كفر ، فإن الله تعالى يقول : وهو السميع البصير (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( الشورى : 11 ) . وهذا أحد نوعي التشبيه ، فإن التشبيه نوعان : تشبيه الخالق بالمخلوق ، وهذا الذي يتعب أهل الكلام في رده وإبطاله ، وأهله في الناس أقل من النوع الثاني ، الذين هم أهل تشبيه المخلوق بالخالق ، كعباد المسيح ، وعزير ، والشمس والقمر ، والأصنام ، والملائكة ، والنار ، والماء ، والعجل ، والقبور ، والجن ، وغير ذلك . وهؤلاء هم الذين أرسلت لهم الرسل يدعونهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له .
من شرح العقيدة الطحاوية
ش : النفي والتشبيه مرضان من أمراض القلوب ، فإن أمراض القلوب نوعان : مرض شبهة ، ومرض شهوة ، وكلاهما مذكور في القرآن ، قال تعالى : فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( الأحزاب : 32 ) . فهذا مرض الشهوة ، وقال تعالى : في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( البقرة : 10 ) . وقال تعالى : وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( التوبة : 125 ) . فهذا مرض الشبهة ، وهو أردأ من مرض الشهوة ، إذ مرض الشهوة يرجى له الشفاء بقضاء الشهوة ، ومرض الشبهة لا شفاء له إن لم يتداركه الله برحمته .
[ ص: 259 ] والشبهة التي في مسألة الصفات نفيها وتشبيهها ، وشبهة النفي أردأ من شبهة التشبيه ، فإن شبهة النفي رد وتكذيب لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشبهة التشبيه غلو ومجاوزة للحد فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . وتشبيه الله بخلقه كفر فإن الله تعالى يقول : ليس كمثله شيء (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( الشورى : 11 ) ، ونفي الصفات كفر ، فإن الله تعالى يقول : وهو السميع البصير (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=136&idto=136&bk_no=106&ID=159#docu)( الشورى : 11 ) . وهذا أحد نوعي التشبيه ، فإن التشبيه نوعان : تشبيه الخالق بالمخلوق ، وهذا الذي يتعب أهل الكلام في رده وإبطاله ، وأهله في الناس أقل من النوع الثاني ، الذين هم أهل تشبيه المخلوق بالخالق ، كعباد المسيح ، وعزير ، والشمس والقمر ، والأصنام ، والملائكة ، والنار ، والماء ، والعجل ، والقبور ، والجن ، وغير ذلك . وهؤلاء هم الذين أرسلت لهم الرسل يدعونهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له .
من شرح العقيدة الطحاوية