شريف حمدان
15 / 02 / 2014, 18 : 03 AM
http://up.ahlalalm.info/photo2/iya32406.gif
احبتي في الله
غزوة حنين في سنة ثمان بعد الفتح
شعر آخر لابن مرداس في يوم حنين :
قال ابن إسحاق :
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
يا خاتم النباء إنك مرسل * بالحق كل هدى السبيل هداكا
إن الإله بنى عليك محبة * في خلقه ومحمداً سماكا
ثم الذين وفوا بما عاهدتهم * جند بعثت عليهم الضحاكا
رجلاً به ذرب السلاح كأنه * لما تكنفه العدو يراكا
يغشى ذوي النسب القريب وإنما * يبغى رضا الرحمن ثم رضاكا
أنبيك أني قد رأيت مكرة * تحت العجاجة يدمغ الإشراكا
طوراً يعانق باليدين وتارة * يفرى الجماجم صارما بتاكا
يغشى به هام الكماة ولو ترى * منه الذي عاينت كان شفاكا
وبنو سليم معنقون أمامه * ضربا وطعنا في العدو دراكا
يمشون تحت لوائه وكأنهم * أسد العرين أردن ثم عراكا
ما يرتجون من القريب قرابة * إلا لطاعة ربهم وهواكا
هذي مشاهدنا التي كانت لنا * معروفة وولينا مولاكا
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
إما ترى يا أم فروة خيلنا * منها معطلة تقاد وظلع
أوهى مقارعة الأعادي دمها * فيها نوافذ من جراح تنبع
فلرب قائلة كفاها وقعنا * أزم الحروب فسربها لا يفزع
لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا * سببا بحبل محمد لا يقطع
وفد أبو قطن حزابة منهم * وأبو الغيوث وواسع والمقنع
والقائد المائة التي وفى بها * تسع المئين فتم ألف أقرع
جمعت بنو عوف ورهط مخاشن * ستا وأحلب من خفاف أربع
فهناك إذ نصر النبي بألفنا * عقد النبي لنا لواء يلمع
فزنا برايته وأورث عقده * مجد الحياة وسودداً لا ينزع
وغداة نحن مع النبي جناحه * ببطاح مكة والقنا يتهزع
كانت إجابتنا لداعى ربنا * بالحق منا حاسر ومقنع
في كل سابغة تخير سردها * داود إذ نسج الحديد وتبع
ولنا على بئري حنين موكب * دمغ النفاق وهضبة ما تقلع
نصر النبي بنا وكنا معشرا * في كل نائبة نضر وننفع
ذدنا غداتئذ هوازن بالقنا * والخيل يغمرها عجاج يسطع
إذ خاف حدهم النبي وأسندوا * جمعا تكاد الشمس منه تخشع
تدعى بنو جشم وتدعى وسطه * أفناء نصر والأسنة شرع
حتى إذا قال الرسول محمد * أبني سليم قد وفيتم فارفعوا
رحنا ولولا نحن أجحف بأسهم * بالمؤمنين وأحرزوا ما جمعوا
وقال عباس بن مرداس أيضاً في يوم حنين :
عفا مجدل من أهله فمتالع * فمطلا أريك قد خلا فالمصانع
ديار لنا يا جمل إذ جل عيشنا * رخي وصرف الدار للحي جامع
حبيبة ألوت بها غربة النوى * لبين فهل ماض من العيش راجع
فإن تبتغي الكفار غير ملومة * فإني وزير للنبي وتابع
دعاني إليهم خير وفد علمتهم * خزيمة والمرار منهم وواسع
فجئنا بألف من سليم عليهم * لبوس لهم من نسج داود رائع
نبايعه بالأخشبين وإنما * يد الله بين الأخشبين نبايع
فجسنا مع المهدي مكة عنوة * بأسيافنا والنقع كاب وساطع
عدنية والخيل يغشى متونها * حميم وآن من دم الجوف ناقع
ويوم حنين حين سارت هوازن * إلينا وضاقت بالنفوس الأضالع
صبرنا مع الضحاك لا يستفزنا * قراع الأعادي منهم والوقائع
أمام رسول الله يخفق فوقنا * لواء كخذروف السحابة لا معض
عشية ضحاك بن سفيان معتص * بسيف رسول الله والموت كانع
نذود أخانا عن أخينا ولو نرى * مصالاً لكنا الأقربين نتابع
ولكن دين الله دين محمد * رضينا به فيه الهدى والشرائع
أقام به بعد الضلالة أمرنا * وليس لأمر حمه الله دافع
وقال عباس بن مرداس أيضاً في يوم حنين :
تقطع باقي وصل أم مؤمل * بعاقبة واستبدلت نية خلفا
وقد حلفت بالله لا تقطع القوى * فما صدقت فيه ولا برت الحلفا
خفافية بطن العقيق مصيفها * وتحتل في البادين وجرة فالعرفا
فإن تتبع الكفار أم مؤمل * فقد زودت قلبي على نأيها شغفا
وسوف ينبيها الخبير بأننا * أبينا ولم نطلب سوى ربنا حلفا
وأنا مع الهادي النبي محمد * وفينا ولم يستوفها معشر ألفا
بفتيان صدق من سليم أعزة * أطاعوا فما يعصون من أمره حرفا
خفاف وذكوان وعوف تخالهم * مصاعب زافت في طروقتها كلفا
كأن النسيج الشهب والبيض ملبس * أسوداً تلاقت في مراصدها غضفا
بنا عز دين الله غير تنحل * وزدنا على الحي الذي معه ضعفا
بمكة إذ جئنا كأن لواءنا * عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا
على شخص الأبصار تحسب بينها * إذا هي جالت في مراودها عزفا
غداة وطئنا المشركين ولم نجد * لأمر رسول الله عدلا ولا صرفا
بمعترك لا يسمع القوم وسطه * لنا زجمة إلا التذامر والنقفا
ببيض تطير الهام عن مستقرها * ونقطف أعناق الكماة بها قطفا
فكائن تركنا من قتيل ملحب * وأرملة تدعو على بعلها لهفا
رضا الله ننوي لا رضا الناس نبتغي * ولله ما يبدو جميعا وما يخفى
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
ما بال عينك فيها عائر سهر * مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر
عين تأوبها من شجوها أرق * فالماء يغمرها طوراً وينحدر
كأنه نظم در عند ناظمة * تقطع السلك منه فهو مئتثر
يا بعد منزل من ترجو مودته * ومن أتى دونه الصمان فالحفر
دع ما تقدم من عهد الشباب فقد * ولى الشباب وزار الشيب والزعر
واذكر بلاء سليم في مواطنها * وفي سليم لأهل الفخر مفتخر
قوم هم نصروا الرحمن واتبعوا * دين الرسول وأمر الناس مشتجر
لا يغرسون فسيل النخل وسطهم * لا تخاور في مشتاهم البقر
إلا سوابح كالعقبان مقربة * في دارة حولها الأخطار والعكر
تدعى خفاف وعوف في جوانبها * وحي ذكوان لا ميل ولا ضجر
الضاربون جنود الشرك ضاحية * ببطن مكة والأرواح تبتدر
حتى دفعنا وقتلاهم كأنهم * نخل بظاهرة البطحاء منقعر
ونحن يوم حنين كان مشهدنا * للدين عزا وعند الله مدخر
إذ نركب الموت مخضرا بطائنه * والخيل ينجاب عنها ساطع كدر
تحت اللواء مع الضحاك يقدمنا * كما مشى الليث في غاباته الخدر
في مأزق من مجر الحرب كلكلها * تكاد تأفل منه الشمس والقمر
وقد صبرنا بأوطاس أسنتنا * لله ننصر من شئنا وننتصر
حتى تأوب أقوام منازلهم * لولا المليك ولولا نحن ما صدروا
فما ترى معشراً قلوا ولا كثروا * إلا قد أصبح منا فيهم أثر
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
يا أيها الرجل الذي تهوي به * وجناء مجمرة المناسم عرمس
إما أتيت على النبي فقل له * حقاً عليك إذا اطمأن المجلس
يا خير من ركب المطي ومشى * فوق التراب إذا تعد الأنفس
إنا وفينا بالذي عاهدتنا * والخيل تقدع بالكماة وتضرس
إذ سال من أفناء بهثة كلها * جمع تظل به المخارم ترجس
حتى صبحنا أهل مكة فيلقا * شهباء يقدمها الهمام الأشوس
من كل أغلب من سليم فوقه * بيضاء محكمة الدخال وقونس
يروي القناة إذا تجاسر في الوغى * وتخاله أسداً إذا ما يعبس
يغشى الكتيبة معلما وبكفه * عضب يقد به ولدن مدعس
وعلى حنين قد وفى من جمعنا * ألف أمد به الرسول عرندس
كانوا أمام المؤمنين دريئة * والشمس يومئذ عليهم أشمس
نمضي ويحرسنا الإله بحفظه * والله ليس بضائع من يحرس
ولقد حبسنا بالمناقب محبسا * رضي الإله به فنعم المحبس
وغداة أوطاس شددنا شدة * كفت العدو وقيل منها : يا احبسوا
تدعو هوازن بالأخاوة بيننا * ثدي تمد به هوازن أيبس
حتى تركنا جمعهم وكأنه * عير تعاقبه السباع مفرس
قال ابن هشام : أنشدني خلف الأحمر قوله : وقيل منها يا احبسوا .
قال ابن إسحاق : وقال عباس بن مرداس أيضاً :
نصرنا رسول الله من غضب له * بألف كمي لا تعد حواسره
جملنا له في عامل الرمح راية * يذود بها في حومة الموت ناصره
ونحن خضبناها دما فهو لونها * غداة حنين يوم صفوان شاجره
وكنا على الإسلام ميمنة له * وكان لنا عقد اللواء وشاهره
وكنا له دون الجنود بطانة * يشاورنا في أمره ونشاوره
دعانا فسمانا الشعار مقدما * وكنا له عونا على من يناكره
جزى الله خيرا من نبي محمداً * وأيده بالنصر والله ناصره
قال ابن هشام :
أنشدني من قوله :
وكنا على الإسلام .
إلى آخرها ،
بعض أهل العلم بالشعر ،
ولم يعرف البيت الذي أوله :
حملنا له في عامل الرمح راية ،
وأنشدني بعد قوله :
وكان لنا عقد اللواء وشاهره
، ونحن خضبناه دما فهو لونه .
قال ابن إسحاق :
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
من مبلغ الأقوام أن محمدا * رسول الإله راشد حيث يمما
دعا ربه واستنصر الله وحده * فأصبح قد وفى إليه وأنعما
سرينا وواعدنا قديداً محمداً * يؤم بنا أمراً من الله محكما
تماروا بنا في الفجر حتى تبينوا * مع الفجر فتيانا وغابا مقوما
على الخيل مشدودا علينا دروعنا * ورجلا كدفاع الأتي عرمرما
فإن سراة الحي إن كنت سائلا * سليم وفيهم منهم من تسلما
وجند من الأنصار لا يخذلونه * أطاعوا فما يعصونه ما تكلما
فإن تك قد أمرت في القوم خالدا * وقدمته فإنه قد تقدما
بجند هداه الله أنت أميره * تصيب به في الحق من كان أظلما
حلفت يمينا برة لمحمد * فأكملتها ألفا من الخيل ملجما
وقال نبي المؤمنين تقدموا * وحب إلينا أن نكون المقدما
وبتنا بنهي المستدير ولم يكن * بنا الخوف إلا رغبة وتحزما
أطعناك حتى أسلم الناس كلهم * وحتى صبحنا الجمع أهل يلملما
يضل الحصان الأبلق الورد وسطه * ولا يطمئن الشيخ حتى يسوما
سمونا لهم ورد القطا زفة ضحى * وكل تراه عن أخيه قد أحجما
لدن غدوة حتى تركنا عشية * حنينا وقد سالت دوافعه دما
إذا شئت من كل رأيت طمرة * وفارسها يهوي ورمحا محطما
وقد أحرزت منا هوازن سربها * وحب إليها أن نخيب ونحرما
ولا تنسونا بصالح الدعاء
http://up.ahlalalm.info/photo2/azz10534.gif
احبتي في الله
غزوة حنين في سنة ثمان بعد الفتح
شعر آخر لابن مرداس في يوم حنين :
قال ابن إسحاق :
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
يا خاتم النباء إنك مرسل * بالحق كل هدى السبيل هداكا
إن الإله بنى عليك محبة * في خلقه ومحمداً سماكا
ثم الذين وفوا بما عاهدتهم * جند بعثت عليهم الضحاكا
رجلاً به ذرب السلاح كأنه * لما تكنفه العدو يراكا
يغشى ذوي النسب القريب وإنما * يبغى رضا الرحمن ثم رضاكا
أنبيك أني قد رأيت مكرة * تحت العجاجة يدمغ الإشراكا
طوراً يعانق باليدين وتارة * يفرى الجماجم صارما بتاكا
يغشى به هام الكماة ولو ترى * منه الذي عاينت كان شفاكا
وبنو سليم معنقون أمامه * ضربا وطعنا في العدو دراكا
يمشون تحت لوائه وكأنهم * أسد العرين أردن ثم عراكا
ما يرتجون من القريب قرابة * إلا لطاعة ربهم وهواكا
هذي مشاهدنا التي كانت لنا * معروفة وولينا مولاكا
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
إما ترى يا أم فروة خيلنا * منها معطلة تقاد وظلع
أوهى مقارعة الأعادي دمها * فيها نوافذ من جراح تنبع
فلرب قائلة كفاها وقعنا * أزم الحروب فسربها لا يفزع
لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا * سببا بحبل محمد لا يقطع
وفد أبو قطن حزابة منهم * وأبو الغيوث وواسع والمقنع
والقائد المائة التي وفى بها * تسع المئين فتم ألف أقرع
جمعت بنو عوف ورهط مخاشن * ستا وأحلب من خفاف أربع
فهناك إذ نصر النبي بألفنا * عقد النبي لنا لواء يلمع
فزنا برايته وأورث عقده * مجد الحياة وسودداً لا ينزع
وغداة نحن مع النبي جناحه * ببطاح مكة والقنا يتهزع
كانت إجابتنا لداعى ربنا * بالحق منا حاسر ومقنع
في كل سابغة تخير سردها * داود إذ نسج الحديد وتبع
ولنا على بئري حنين موكب * دمغ النفاق وهضبة ما تقلع
نصر النبي بنا وكنا معشرا * في كل نائبة نضر وننفع
ذدنا غداتئذ هوازن بالقنا * والخيل يغمرها عجاج يسطع
إذ خاف حدهم النبي وأسندوا * جمعا تكاد الشمس منه تخشع
تدعى بنو جشم وتدعى وسطه * أفناء نصر والأسنة شرع
حتى إذا قال الرسول محمد * أبني سليم قد وفيتم فارفعوا
رحنا ولولا نحن أجحف بأسهم * بالمؤمنين وأحرزوا ما جمعوا
وقال عباس بن مرداس أيضاً في يوم حنين :
عفا مجدل من أهله فمتالع * فمطلا أريك قد خلا فالمصانع
ديار لنا يا جمل إذ جل عيشنا * رخي وصرف الدار للحي جامع
حبيبة ألوت بها غربة النوى * لبين فهل ماض من العيش راجع
فإن تبتغي الكفار غير ملومة * فإني وزير للنبي وتابع
دعاني إليهم خير وفد علمتهم * خزيمة والمرار منهم وواسع
فجئنا بألف من سليم عليهم * لبوس لهم من نسج داود رائع
نبايعه بالأخشبين وإنما * يد الله بين الأخشبين نبايع
فجسنا مع المهدي مكة عنوة * بأسيافنا والنقع كاب وساطع
عدنية والخيل يغشى متونها * حميم وآن من دم الجوف ناقع
ويوم حنين حين سارت هوازن * إلينا وضاقت بالنفوس الأضالع
صبرنا مع الضحاك لا يستفزنا * قراع الأعادي منهم والوقائع
أمام رسول الله يخفق فوقنا * لواء كخذروف السحابة لا معض
عشية ضحاك بن سفيان معتص * بسيف رسول الله والموت كانع
نذود أخانا عن أخينا ولو نرى * مصالاً لكنا الأقربين نتابع
ولكن دين الله دين محمد * رضينا به فيه الهدى والشرائع
أقام به بعد الضلالة أمرنا * وليس لأمر حمه الله دافع
وقال عباس بن مرداس أيضاً في يوم حنين :
تقطع باقي وصل أم مؤمل * بعاقبة واستبدلت نية خلفا
وقد حلفت بالله لا تقطع القوى * فما صدقت فيه ولا برت الحلفا
خفافية بطن العقيق مصيفها * وتحتل في البادين وجرة فالعرفا
فإن تتبع الكفار أم مؤمل * فقد زودت قلبي على نأيها شغفا
وسوف ينبيها الخبير بأننا * أبينا ولم نطلب سوى ربنا حلفا
وأنا مع الهادي النبي محمد * وفينا ولم يستوفها معشر ألفا
بفتيان صدق من سليم أعزة * أطاعوا فما يعصون من أمره حرفا
خفاف وذكوان وعوف تخالهم * مصاعب زافت في طروقتها كلفا
كأن النسيج الشهب والبيض ملبس * أسوداً تلاقت في مراصدها غضفا
بنا عز دين الله غير تنحل * وزدنا على الحي الذي معه ضعفا
بمكة إذ جئنا كأن لواءنا * عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا
على شخص الأبصار تحسب بينها * إذا هي جالت في مراودها عزفا
غداة وطئنا المشركين ولم نجد * لأمر رسول الله عدلا ولا صرفا
بمعترك لا يسمع القوم وسطه * لنا زجمة إلا التذامر والنقفا
ببيض تطير الهام عن مستقرها * ونقطف أعناق الكماة بها قطفا
فكائن تركنا من قتيل ملحب * وأرملة تدعو على بعلها لهفا
رضا الله ننوي لا رضا الناس نبتغي * ولله ما يبدو جميعا وما يخفى
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
ما بال عينك فيها عائر سهر * مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر
عين تأوبها من شجوها أرق * فالماء يغمرها طوراً وينحدر
كأنه نظم در عند ناظمة * تقطع السلك منه فهو مئتثر
يا بعد منزل من ترجو مودته * ومن أتى دونه الصمان فالحفر
دع ما تقدم من عهد الشباب فقد * ولى الشباب وزار الشيب والزعر
واذكر بلاء سليم في مواطنها * وفي سليم لأهل الفخر مفتخر
قوم هم نصروا الرحمن واتبعوا * دين الرسول وأمر الناس مشتجر
لا يغرسون فسيل النخل وسطهم * لا تخاور في مشتاهم البقر
إلا سوابح كالعقبان مقربة * في دارة حولها الأخطار والعكر
تدعى خفاف وعوف في جوانبها * وحي ذكوان لا ميل ولا ضجر
الضاربون جنود الشرك ضاحية * ببطن مكة والأرواح تبتدر
حتى دفعنا وقتلاهم كأنهم * نخل بظاهرة البطحاء منقعر
ونحن يوم حنين كان مشهدنا * للدين عزا وعند الله مدخر
إذ نركب الموت مخضرا بطائنه * والخيل ينجاب عنها ساطع كدر
تحت اللواء مع الضحاك يقدمنا * كما مشى الليث في غاباته الخدر
في مأزق من مجر الحرب كلكلها * تكاد تأفل منه الشمس والقمر
وقد صبرنا بأوطاس أسنتنا * لله ننصر من شئنا وننتصر
حتى تأوب أقوام منازلهم * لولا المليك ولولا نحن ما صدروا
فما ترى معشراً قلوا ولا كثروا * إلا قد أصبح منا فيهم أثر
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
يا أيها الرجل الذي تهوي به * وجناء مجمرة المناسم عرمس
إما أتيت على النبي فقل له * حقاً عليك إذا اطمأن المجلس
يا خير من ركب المطي ومشى * فوق التراب إذا تعد الأنفس
إنا وفينا بالذي عاهدتنا * والخيل تقدع بالكماة وتضرس
إذ سال من أفناء بهثة كلها * جمع تظل به المخارم ترجس
حتى صبحنا أهل مكة فيلقا * شهباء يقدمها الهمام الأشوس
من كل أغلب من سليم فوقه * بيضاء محكمة الدخال وقونس
يروي القناة إذا تجاسر في الوغى * وتخاله أسداً إذا ما يعبس
يغشى الكتيبة معلما وبكفه * عضب يقد به ولدن مدعس
وعلى حنين قد وفى من جمعنا * ألف أمد به الرسول عرندس
كانوا أمام المؤمنين دريئة * والشمس يومئذ عليهم أشمس
نمضي ويحرسنا الإله بحفظه * والله ليس بضائع من يحرس
ولقد حبسنا بالمناقب محبسا * رضي الإله به فنعم المحبس
وغداة أوطاس شددنا شدة * كفت العدو وقيل منها : يا احبسوا
تدعو هوازن بالأخاوة بيننا * ثدي تمد به هوازن أيبس
حتى تركنا جمعهم وكأنه * عير تعاقبه السباع مفرس
قال ابن هشام : أنشدني خلف الأحمر قوله : وقيل منها يا احبسوا .
قال ابن إسحاق : وقال عباس بن مرداس أيضاً :
نصرنا رسول الله من غضب له * بألف كمي لا تعد حواسره
جملنا له في عامل الرمح راية * يذود بها في حومة الموت ناصره
ونحن خضبناها دما فهو لونها * غداة حنين يوم صفوان شاجره
وكنا على الإسلام ميمنة له * وكان لنا عقد اللواء وشاهره
وكنا له دون الجنود بطانة * يشاورنا في أمره ونشاوره
دعانا فسمانا الشعار مقدما * وكنا له عونا على من يناكره
جزى الله خيرا من نبي محمداً * وأيده بالنصر والله ناصره
قال ابن هشام :
أنشدني من قوله :
وكنا على الإسلام .
إلى آخرها ،
بعض أهل العلم بالشعر ،
ولم يعرف البيت الذي أوله :
حملنا له في عامل الرمح راية ،
وأنشدني بعد قوله :
وكان لنا عقد اللواء وشاهره
، ونحن خضبناه دما فهو لونه .
قال ابن إسحاق :
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
من مبلغ الأقوام أن محمدا * رسول الإله راشد حيث يمما
دعا ربه واستنصر الله وحده * فأصبح قد وفى إليه وأنعما
سرينا وواعدنا قديداً محمداً * يؤم بنا أمراً من الله محكما
تماروا بنا في الفجر حتى تبينوا * مع الفجر فتيانا وغابا مقوما
على الخيل مشدودا علينا دروعنا * ورجلا كدفاع الأتي عرمرما
فإن سراة الحي إن كنت سائلا * سليم وفيهم منهم من تسلما
وجند من الأنصار لا يخذلونه * أطاعوا فما يعصونه ما تكلما
فإن تك قد أمرت في القوم خالدا * وقدمته فإنه قد تقدما
بجند هداه الله أنت أميره * تصيب به في الحق من كان أظلما
حلفت يمينا برة لمحمد * فأكملتها ألفا من الخيل ملجما
وقال نبي المؤمنين تقدموا * وحب إلينا أن نكون المقدما
وبتنا بنهي المستدير ولم يكن * بنا الخوف إلا رغبة وتحزما
أطعناك حتى أسلم الناس كلهم * وحتى صبحنا الجمع أهل يلملما
يضل الحصان الأبلق الورد وسطه * ولا يطمئن الشيخ حتى يسوما
سمونا لهم ورد القطا زفة ضحى * وكل تراه عن أخيه قد أحجما
لدن غدوة حتى تركنا عشية * حنينا وقد سالت دوافعه دما
إذا شئت من كل رأيت طمرة * وفارسها يهوي ورمحا محطما
وقد أحرزت منا هوازن سربها * وحب إليها أن نخيب ونحرما
ولا تنسونا بصالح الدعاء
http://up.ahlalalm.info/photo2/azz10534.gif