مشاهدة النسخة كاملة : قصة بروز الشيخ محمد المنجد ، والرجل الذي تسبب في إظهاره .
طويلب علم مبتدئ
28 / 07 / 2008, 26 : 08 PM
الإخوة الأفاضل /
ابتدءً أقول : ما رأيت مثل الشيخ محمد صالح المنجد وفقه الله في بركة وقته ، وكثرة نفعه ، وتأثيره بين الناس .
قد لا ألمس أنا وأنت هذا التأثير ، لكن إذا دخلنا موقعه ( www.islam.ws (http://www.islam.ws/) ) فرأينا الأسئلة ، والاستشارات ، والإشكالات ؛ من جميع الجنسيات العربية وغير العربية ، ومن المسلمين ومن غيرهم .... عرفنا تأثير هذا الرجل .
إذا دخلنا التسجيلات ومواقع الصوتيات ( هنــــا (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=44)) فرأينا كثرة المحاضرات والدروس للشيخ وفقه الله ، وبشكل دوري مستمر ، وبعناوين ملفتة ومهمة ، وقد يصعب على أكثرنا جمع مادتها ، والتفكير في مباحثها ، في حين نجد أن الشيخ وفقه الله قد سبق إليها وجمع مادتها ، ولمّ أطرافها وشتاتها .... بشكل عجيب ملفت يعجب السامعين .
إذا رأيت مشاركات الشيخ العلمية والتربوية والتوجيهية في القنوات والإذاعات عجبنا من تفرغه لمثل هذا !! وإبداعه في الجمع والطرح ( جمع المادة ، وطرحها على المستمعين ).
لن أطيل حتى لا أبالغ فأقع بما مضى في موضوع ( المبالغون (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143302)).
--
لكن أقول /
أما قبل :
فالله تعالى هو الموفق والميسر والمعين ، ذو الفضل العظيم الذي يؤتيه من يشاء ، ولولا الله لما كان للشيخ محمد المنجد حفظه الله هذا التوفيق والتسديد ، فالحمدلله وحده .
وأما الرجل الذي تسبب في إقحام الشيخ محمد المنجد وفقه الله في المجالات الدعوية ، وتسهيلها له ، وإزالة العقبات من أمامه - بعد توفيق الله - فهو سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
--
وسأنقل لكم قصته بإذن الله :
وهذا نص السؤال :
سُئل وفقه الله في آخر محاضرته ( لاتزال كلماته في أذني ) عن الكلمة التي لا زالت في أذنه ؟.
طويلب علم مبتدئ
28 / 07 / 2008, 28 : 08 PM
القصة بحروفها - حسب الاستطاعة - من محاضرة ( لاتزال كلماته في أذني ):
السؤال :
هل حصل معك موقف مع أحد العلماء ، ولاتزال تتذكر كلماته ؟.
فقال الشيخ حفظه الله :
كان لي شيخ ، درستُ عنده ، وفي يوم من الأيام أردتُ أن أذهب في سفر ، فتوقفتُ عن الدرس للسفر للدراسة في الجامعة في هذه المنطقة ( قلت : الشرقية ) ...
فقلت له : أوصني .
ففكر ، ثم قال : أوصيك بكتاب الله ؛ قراءة ، وتدبرا ، وتفسيرا ، وحفظا .
وفي الحقيقة أنني وجدت في الدروس :
أن الاشتغال بكتاب الله تعالى ... أوجب ما يكون ، وأن الإنسان قد يندم على أنواع من العلوم إلا في الاشتغال بكتاب الله - يعني في التفسير - ، ولا نزال إلى ألآن في دروس الفجر ؛ أكثر ما فيها تفسير ، وأنا مطمئن ومنشرح إلى أن الاشتغال بالتفسير أولى من غيره .
وإذا أضفنا إليه شرح السنة من حديث النبي عليه الصلاة والسلام ؛ فلا تكاد تحتاج بعدها إلى شيء .
فإذا عندك أشياء من علوم الآلة ، يعني في اللغة ، في الأصول ، مقدمات في اللغة وأصول الفقه ، بعدها : الكتاب والسنة ، تفسير وشروح الأحاديث ، ولا تكاد تجد ألذّ من ذلك ، ولا أشهى ، ولا أحسن ، ولا أكثر تأثيرا ، ولا أنفع من شرح القرآن وشرح السنة .
ولكنني أذكر من هذه المواقف :
ولو رجعت بذاكرتي فسألتُ نفسي : أنني درست في جامعة لا تدرس العلوم الشرعية ، ولم تكن الدراسة في مجال من مجالات الشريعة ، وعندما تخرجتُ كنت أتوقع أن تكون الخطوة التي بعدها في مصنع من المصانع ، بحسب التخصص الذي درستُ فيه ، والذي كان في الجامعة .
لكن يا إخوان : الواحد تمر فيه مواقف في الحياة ... عجيبة .
فلو قلت لنفسي :
ما الذي صرفني عن العمل بالشهادة التي درستها ؟ .
كان موقف واحد ...
الفضل فيه بعد الله لذلك الرجل الذي استفدت منه أسئلة وإجابات على مدى ( 15) عاما ، وهو :
الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
أتيته على التخرج ، أو بعد التخرج مباشرة ، وكنت آتيه في الإجازات وأسأله بعض الأسئلة .
فقال لي : أين تدرس ؟.
فقلت : في جامعة كذا وكذا .
فقال : وإيش اللي وداك هناك . ( مالذي ذهب بك إلى هناك ) .
فقلت : هذا قدر الله ، وكانت هذه رغبة الأهل ، قُبلت في كذا جامعة ، وكان أول قبول لي في هذه الجامعة .
فقال : يافلان ... - دعا الكاتب الذي عنده - ، وقال : اكتب .
فقلت : ماذا يريد أن يكتب الشيخ ؟!.
فقال رحمه الله : اكتب :
( من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى مدير إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المنطقة الشرقية : فلان الفلاني "الشيخ محمد المنجد" يتعاون معكم في إلقاء الكلمات والدروس المحاضرات في المنطقة ) .
قال الشيخ المنجد : أنا ما عمري ألقيت محاضرة ، ولا .... خطبة .
خطاب ثاني : اكتب :
( من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى مدير إدارة الأوقاف والمساجد - فرع الوزارة في المنطقة الشرقية - لتسليمه مسجد مناسب للإمامة والخطابة ) .
قال الشيخ المنجد متبسما ومعلقا ومتعجبا : خطابة ... كيف ؟! ، خطابة إيش ؟! ، أنا ألحين رايح لمصنع في الجبيل أو ينبع .... خطابة ؟!.
ثم قال : اكتب :
( إلى مدير الجامعة ليدرس فيها العلوم الشرعية ) ...
فقلت : هذه صعبة !.
فقلتُ له : إيش هذا ؟!.
فقال رحمه الله : خذ الخطابات ، واستعن بالله ، وعليك بالاخلاص .
دعوتين .... والشيخ انطلق بالسيارة ، وتركني في الشارع .... مع الخطابات !
والله يا إخوان أني تعجبت ، وقلت : إيش محاضرات ؟!، وإيش خطب ؟! ... وأين .. وكيف ؟! .
ثم أخذت الخطابات وقلت : خلاص ... ما دام الشيخ أمرني بهذا ( يعني يلزمني الطاعة ).
فذهبت إلى مدير مركز الدعوة في ذلك الوقت ، وقلت : هذا الخطاب ... فتح الخطاب ... ثم أمر من يقرأ عليه الخطاب - وكان ضريرا - ، وإذا فيه : إلقاء المحاضرات والدروس في المساجد ... في المنطقة الشرقية .
فقال : أنت ... أين درست ؟.
فقلت : في جامعة كذا .
فقال : وكيف الشيخ يكتب هذا ؟!.
فقلت له : جئتك بالخطاب ، وأنا مستغرب مثلك
فجلس يفكر ، ويقلب ثم قال : ما عندك شهادة شرعية ؟.
قلت : ما عندي إلا هذه ... ورقة الشهادة .
ولما كان الشيخ هو الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد لا بد أن ينفذ كلامه ، هذا مديره .
فقال : أنت ... إيش تبغى ... أين تلقي كلمات ؟.
فقلت : والله ما أدري !.
فقال : في المدارس ، في الدوائر ؟.
ثم قال لسكرتيره : هات جدول المدارس ، والدوائر ... ثم وضعوا الاسم في جدول المحاضرات والدروس .
ثم قال : خلاص ، الدروس ترتّب ويعلن عنها عن طريق المكتب .
أخذت الخطاب ، والمواعيد ، والجدول ... ثم خرجت ، وأخذت أفكّر وأقول لنفسي : إيش هذا ... ؟!.
ثم ذهبت إلى مدير الأوقاف والمساجد ، وأعطيته الخطاب ... فتح الخطاب ... ثم وجه إلى بالتعيين في هذا المسجد ، وهو المسجد الذي بدأت به الإمامة . ( مسجد الشيخ الحالي ).
وهذا المسجد لا يوجد فيه إلا عمودين ، فذهبت إلى مسجد في السوقه لأخطب في... أكثرهم أعاجم ، وأكثره أعمدة ، والمنبر مغطى ، وجعلت أتستر بالجدار ، وأخذت الورقة وغطيت بها وجهي
وخطبتُ أول خطبة في حياتي في مسجد ، ثم في المسجد الذي أنا فيه .. صرتُ أخطب فيه ، وبدأنا المحاضرات والدروس .... وانصرفت عن المجال الأصلي أو الأول في الدراسة .
أنا إذا رجعت الآن وسألت نفسي :
سلوك مجال الدروس ، والمحاضرات ، والخطب ، والكتب ، والمؤلفات ... هذا ... من أين ، ومن كان السبب ، وكيف صار ؟.
ما فيه إلا خطابات وأوامر ذلك الرجل .
كل هذا ... من حسنات ذلك الرجل .
هو قدر الله .... أنا إلى الآن مستغرب ... كيف الشيخ كتب هذه الخطابات ؟!.
لا فيه مؤهل شرعي ، ولا سبق أن خطبت من قبل ... ما خطبت !!.
ليس لنا الآن إلا الدعاء له أن يرحمه الله ، ويرفع درجته ، ومنزلته ، ويغفر له ، ويجعله فوق كثير من خلقه يوم الدين .
لأن - فعلا - ماعندي سبب : لا أثبتّ جدارة ، ولا كنت مجربا ، ولا كان أبي خطيبا ولا معلما ولا طالب علم .
فسبحان الله :
يأتي قدر الله بأشخاص أو أشياء يقيضها الله لتغير مسار الإنسان وتغير من مجالاته واهتماماته .
http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=161521 (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=161521)
---
ما بين الأقواس زيادة إيضاح من الكاتب وهو احد الاخوة الفضلاء الطيبين جزاه الله عنا كل خير
كريم القوصي
29 / 07 / 2008, 41 : 01 AM
بارك الله فيك اخي الكريم طويلب
جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir