طويلب علم مبتدئ
11 / 09 / 2015, 59 : 11 AM
إعداد - عفاف بنت يحيى آل حريد
كتاب العلم لابن عثيمين. وتذكرة السامع لابن جماعة
فالعلم لغة: ضد الجهل، وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما، واصطلاحا: قال بعض العلماء هو المعرفة وهو ضد الجهل، وقال آخرون من أهل العلم: أن العلم أوضح من أن يُعرّف.
والذي يعنينا هو العلم الشرعي والمراد به: علم ما أنزل الله على رسوله من البينات والهدى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ) من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ( ، إذن فالعلم الشرعي هو الذي يكون فيه الثناء ويكون الحمد لفاعله، قال الشيخ ابن عثيمين: ولكني مع ذلك لا أنكر أن يكون للعلوم الأخرى فائدة ولكنها فائدة ذات حدين، إن أعانت على طاعة الله ونصرة دينه وانتفع بها عباد الله، فيكون ذلك خيرا ومصلحة.
لقد مدح -الله عز وجل– العلم وأهله وحث عباده على العلم والتزود منه وكذلك السنة المطهرة. فالعلم من أفضل الأعمال الصالحة، وهو من أجل العبادات، عبادات التطوع، وهو نوع من الجهاد في سبيل الله فإن دين الله عز وجل إنما قام بأمرين:
* العلم والبرهان.
* القتال والسنان.
والأول منهما مقدم على الثاني، ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يُغير على قوم حتى تبلغهم الدعوة إلى الله –عز وجل- فيكون العلم سبق الجهاد.
لا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، كما لا يستوي الحي والميت، قال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ (سورة المجادلة آية: 11) ، ومن فضائل العلم أن الإنسان يعبد الله على بصيرة، فيتعلق قلبه بالعبادة ويتنور قلبه بها، ومن فضائله أيضا أنه إرث الأنبياء، وأنه يبقى والمال يفنى، وأنه طريق الجنة كما دل على ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) من سلك طريقا يلتمس منه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة (، أي أن الله يرفع أهل العلم في الدنيا والآخرة، وفي الآخرة يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله –عز وجل- والعمل لما علموا، وفي الدنيا يرفعهم الله بين عباده.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب (، قال العلماء في وضع الملائكة أجنحتها لطالب العلم: التواضع له، وقيل: النزول عنده والحضور معه، وقيل: التوقير والتعظيم له، وقيل: تحمله عليها فتعينه على بلوغ مقصده.
وقال بعض السلف: (خير المواهب العقل، وشر المصائب الجهل)، واعلم أن جميع ما ذكر من فضيلة العلم والعلماء إنما هو في حق العلماء العاملين الأبرار المتقين، الذين قصدوا به وجه الله الكريم، والزلفى لديه في جنات النعيم، لا من طلبه بسوء نية أو خبث طوية أو لأغراض دنيوية من جاه، أو مال، أو مكاثرة في الأتباع والطلاب، فقد رُوي عن النبي –صلى الله عليه وسلم-: ) من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو يكاثر به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار (.
إن هذه المنزلة العظيمة التي احتلها العلم في الإسلام وهذه المكانة العالية للعالم لها مبررها، فالعبادة بدون علم قد لا تكون عبادة من العبادات، بل تلحق بصاحبها الضرر، فالعلم مصحح لغيره من العبادات، وهي -أي العبادات- تفتقر إليه وتتوقف عليه، ولعمر بن عبد العزيز قول يؤكد هذا المعنى: (من عبد الله بجهل كان ما يُفسد أكثر مما يصلح)، ومن ناحية أخرى فإن العبادة نفعها على صاحبها، أما العلم فيعم نفعه قائله ومستمعه ومبلغه والقائم به والقائم عليه.
وعلى الرغم من فضل وثواب النوافل من العبادات من صلاة وصوم وصدقة، إلا أن العلم تعليما وتعلما عُدَّ أفضل منها، رُوي عن الزهري قوله: (ما عُبد الله بمثل الفقه)، وروى مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ) فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع (.
كتاب العلم لابن عثيمين. وتذكرة السامع لابن جماعة
فالعلم لغة: ضد الجهل، وهو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما، واصطلاحا: قال بعض العلماء هو المعرفة وهو ضد الجهل، وقال آخرون من أهل العلم: أن العلم أوضح من أن يُعرّف.
والذي يعنينا هو العلم الشرعي والمراد به: علم ما أنزل الله على رسوله من البينات والهدى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ) من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ( ، إذن فالعلم الشرعي هو الذي يكون فيه الثناء ويكون الحمد لفاعله، قال الشيخ ابن عثيمين: ولكني مع ذلك لا أنكر أن يكون للعلوم الأخرى فائدة ولكنها فائدة ذات حدين، إن أعانت على طاعة الله ونصرة دينه وانتفع بها عباد الله، فيكون ذلك خيرا ومصلحة.
لقد مدح -الله عز وجل– العلم وأهله وحث عباده على العلم والتزود منه وكذلك السنة المطهرة. فالعلم من أفضل الأعمال الصالحة، وهو من أجل العبادات، عبادات التطوع، وهو نوع من الجهاد في سبيل الله فإن دين الله عز وجل إنما قام بأمرين:
* العلم والبرهان.
* القتال والسنان.
والأول منهما مقدم على الثاني، ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يُغير على قوم حتى تبلغهم الدعوة إلى الله –عز وجل- فيكون العلم سبق الجهاد.
لا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، كما لا يستوي الحي والميت، قال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ (سورة المجادلة آية: 11) ، ومن فضائل العلم أن الإنسان يعبد الله على بصيرة، فيتعلق قلبه بالعبادة ويتنور قلبه بها، ومن فضائله أيضا أنه إرث الأنبياء، وأنه يبقى والمال يفنى، وأنه طريق الجنة كما دل على ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) من سلك طريقا يلتمس منه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة (، أي أن الله يرفع أهل العلم في الدنيا والآخرة، وفي الآخرة يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله –عز وجل- والعمل لما علموا، وفي الدنيا يرفعهم الله بين عباده.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: ) وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب (، قال العلماء في وضع الملائكة أجنحتها لطالب العلم: التواضع له، وقيل: النزول عنده والحضور معه، وقيل: التوقير والتعظيم له، وقيل: تحمله عليها فتعينه على بلوغ مقصده.
وقال بعض السلف: (خير المواهب العقل، وشر المصائب الجهل)، واعلم أن جميع ما ذكر من فضيلة العلم والعلماء إنما هو في حق العلماء العاملين الأبرار المتقين، الذين قصدوا به وجه الله الكريم، والزلفى لديه في جنات النعيم، لا من طلبه بسوء نية أو خبث طوية أو لأغراض دنيوية من جاه، أو مال، أو مكاثرة في الأتباع والطلاب، فقد رُوي عن النبي –صلى الله عليه وسلم-: ) من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو يكاثر به العلماء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار (.
إن هذه المنزلة العظيمة التي احتلها العلم في الإسلام وهذه المكانة العالية للعالم لها مبررها، فالعبادة بدون علم قد لا تكون عبادة من العبادات، بل تلحق بصاحبها الضرر، فالعلم مصحح لغيره من العبادات، وهي -أي العبادات- تفتقر إليه وتتوقف عليه، ولعمر بن عبد العزيز قول يؤكد هذا المعنى: (من عبد الله بجهل كان ما يُفسد أكثر مما يصلح)، ومن ناحية أخرى فإن العبادة نفعها على صاحبها، أما العلم فيعم نفعه قائله ومستمعه ومبلغه والقائم به والقائم عليه.
وعلى الرغم من فضل وثواب النوافل من العبادات من صلاة وصوم وصدقة، إلا أن العلم تعليما وتعلما عُدَّ أفضل منها، رُوي عن الزهري قوله: (ما عُبد الله بمثل الفقه)، وروى مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ) فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع (.