تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل كنا معهم بآلامهم وآمالهم؟


طويلب علم مبتدئ
06 / 10 / 2015, 31 : 03 PM
1- هل كنّا معهم بآلامهم وآمالهم ؟بدعوة كريمة من الشيخ عبدالرحمن السميط أثابه الله تعالى خيرا سافرت مع بعض الإخوة إلى كينيا وبعد وصولنا ذهبنا إلى "قاريسيا" وهي مدينة حدودية لنرى الفارين واللاجئين من الحرب وصلنا "قاريسيا" صباحا, وبعد العصر ذهبنا إلى مكان الفارين من الحرب في الصومال , هناك رأيت أمرا عجبا جماعات من الناس ؛ شيوخ وشباب وأطفال من الذكور والإناث لبسوا لباس الجوع والمرض . قام بعضهم فصفوا خلف بعض وقام بعض الإخوة العاملين في إغاثة اللاجئين بتصنيع شراب لهم في حاوية ثم بدؤوا في سقياهم , وكان أولئك المساكين يحملون في أيديهم بعض العلب المعدنية أو البلاستيكية , وهي من مخلفات الجمعيات الخيرية التي تقوم بتقديم العون , وقد رأيت بعض أولئك المساكين يحمل بعض العلب الحديدية التي قد صدأ بعض جوانبها , ذهبت مع المترجم نمشي بين هؤلاء , فرأيت منظرين لن أنساهما البتة – بمشيئة الله – رأيت امرأة مضطجعة وعند رأسها صبي صغير يبكي ويحمل بيده ترابا ويضع على رأس أمه التي لم ترده عن فعله , وبجانب تلك المرأة وصبيها رجل هزيل قد جلس على هيئة الاحتباء , فقال لي المترجم : الطفل يبكي من الجوع والأم والأب كما ترى في أسوأ حالة , رجعنا بعد الجولة فإذا بالصبي قد سقط على الأرض وأمه كانت ميتة عندما كان يحثو عيها التراب . ثم رأيت صبيا عمره قرابة الثالثة عشرة ورأيت ساقيه كأنها أقلام من دقتها , وقد أخبرني أحد العاملين في الجمعيات الخيرية أن هذا الصبي قد تمكن منه مرض السل كل التمكن.وهذه الأحوال ينبغي أن تزيد تكاتف المسلمين فالوحدة الشعورية بين أفراد المجتمع المسلم أن يحزن المسلم لحزن أخيه ويفرح لفرحه , ويشارك إخوانه المسلمين شعورهم , يتألم لألمهم , ويؤمّل لأملهم , فهذا الشعور والتجانس ترجمة عملية لذلك الوصف النبوي البليغ (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً )) أخرجه الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه , وكذا قوله  : (( المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسهر )) . أخرجه مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما .فتلك الأوصاف النبوية لمجتمع المسلمين جامعة لحقيقة التكاتف والترابط .فالبنيان مجتمع في الجملة , ويزداد اجتماعا إذا كان متراصاً , وكمال التراصِّ : أن يشدّ بعضه بعضا , والجسم المسلم كلٌّ لا يتجزأ , يتألم جميعاً وينعم جميعاً , ولذا يتميز أفراد المجتمع المسلم عن جميع المجتمعات الأخرى بقوة ترابطهم وتكاتفهم , فلا طبقية ولا قومية , بل أواصر الدين وتعاليمه .كانت تلك المعالم جليّة واضحة في مجتمع الرعيل الأول , فلقد صور أصحاب النبي  أروع الأمثلة في توحّد شعورهم ألماً وأملاً .فكانوا خير أفراد لخير مجتمع , يُؤثر أحدهم أخاه بشطر ماله , ويقاسمه بيته , حتى بلغ الإيثار أوجه في عرض بعضهم نزوله عن امرأته , ليتزوجها صاحبه بعد انقضاء عدتها .بل كان غائبهم يشارك حاضرهم في شعورهم , يصدق قول ذلك النبي  لما رجع من غزوة تبوك : (( إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم )) قالوا : يا رسول الله , وهم بالمدينة ؟ قال : (( وهم بالمدينة , حبسهم العذر )) أخرجه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه . [ الخطب المنبرية 1/ ص 149- 150 ] .

ابراهيم عبدالله
06 / 10 / 2015, 57 : 09 PM
اخى ******
بارك الله فيك واثابك الجنة
لاحرمنا الله منكم