تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكم وعبر في تعاقب الأعوام


طويلب علم مبتدئ
06 / 10 / 2015, 33 : 03 PM
حكم وعبر في تعاقب الأعوام
أولا:إثبات عظمة الله تعالى وأنه المدبر الخالق للزمن وأهله وإذا كان ذلك كذلك فهو المستحق للعبادة لا معبود بحق إلا الله.
ثانيا: بطلان اعتقاد وقبح من عبد الدهر أو عبد غير الله لأن ذلك عين التناقض للفطر السليمة والعقول المستقيمة فكيف تعبد مخلوقات ويترك الخالق وهذا المسلك-أعني إبطال كل معبود سوى الله-يذكره بعض أهل العلم عند تغير السنن الكونية.
ثالثا: ضعف الخلق وقوة الخالق وافتقار الخلق وغنى الخالق شاهد ذلك تعاقب الأيام ومداولتها بين الناس وما يعتري الناس من ذلك المسير من تغير أحوالهم وضعف الأبدان بالمرض أو تقادم السنين.
رابعا: إثبات أن البقاء الأزلي لله تعالى فتلك الأعوام يقضي الله في طياتها بموت الناس وهكذا سنه الحياة التي قدرها الله تعالى:(( كل من عليها فان *ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )) ((كل شيء هالك إلا وجهه )) ((هو الأول والأخر والظهر والباطن ))
خامسا: احتقار عمر الدنيا ونعيمها عند عمر الآخرة ونعيمها فعمر الدنيا ونعيمها لا مقاربة له بل لا مقارنة له بعمر الآخرة ونعيمها فعمر الدنيا قليل وأجل الإنسان فيها محدود أما الجنة ((خالدين فيها أبدا)) ونعيم الدنيا يعتريه النقص والزوال والمنازعة مع الآخرين أما نعيم الآخرة الجنة ((فروح وريحان)) لأصحابها لا منازعة فيها ولا نغص((ونزعنا مافي صدورهم من غل)) بل مع ذلك فيها زيادة وتفضل من رب العالمين
سادسا:على الإنسان أن يتفقد نفسه ذلك أنه كلما مرت لحظة من عمر المرء فهو مسئول عنها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:[[لا تزول قدما عبد حتى يسأل أربع:عن عمره فيم أفناه،وعن عمله ما فعل فيه،وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه،وعن جسمه فيم أبلاه]]-أخرجه الترمذي–فإذا كان سؤال العبد عن ساعة فيه شدة عليه فكيف بيوم فكيف بعام ؟
سابعا: أن يزداد الإنسان شكرا لله إن كان حاله هانئاً ويزداد صبراً واحتساباً إن كان في حياته ما يكدر صفوها وليعلم بل ليستيقن أن تقادم الأيام مع شكره في السراء وصبره في الضراء مما يضاعف له الأجر والمثوبة ذلك أن بعض الناس مع تقادم الأيام قد يغفل عن الشكر في السراء وقد يغلبه اليأس والقنوط في الضراء.
ثامنا: تذكر حال إخوانه من ضعفاء المسلمين وأن الأعوام تمر على بعضهم وهم في ضيق وفقر وخوف وتهديد بينما هو في رغد من العيش وسعة من الرزق فإذا تذكر ذلك شارك إخوانه المسلمين آلامهم وآمالهم فيضاعف الدعاء لهم.
اللهم أصلح أحوال المسلمين واجمع شملهم على ما يصلح أمور دينهم ودنياهم اللهم اجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم.
2 / 1 / 1434هــ