تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشوقُ للحج والحنينُ لرؤية بيت الله تعالى المشرف


أم نيره
05 / 10 / 2008, 04 : 12 AM
السلام عليكم ورحمة الله

أعضاء وزوار ملتقانا الغالى ( ملتقى أهل العلم )

فهذه المسألة من المسائل المهمة إذن هذه الأيام كيف يظهر المرء شوقه لله تعالى إلى بيته ، ولا يظن أن هناك عقبة يمكن أن تحول بينه وبين ذلك البيت إلا وأن الله تبارك وتعالى يذللها ، وأي عائق من هذه العوائق إلا والله تبارك وتعالى الكريم القادر يمكن أن يرفعه من طريقه ، وأن يذلل له تلك العقبات وتلك الصعاب ، وفجأة يجد نفسه في الحرم الشريف في بيت الله تعالى .
هل استعد الناس لذلك وتفكروا فيه واشتاقوا له ، وبدأ يظهر عليهم الشوق والحنين لبيت الله تعالى ليغفر لهم ؟ وهل بدا عليهم الحزن والألم لما فاتهم من هذه الأعمال الصالحة ، ولما فاتهم من تلك المشاهد المعظمة التي هي سبب مغفرة الذنوب العظام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أنه لا يزال في غفلة عن هذه المعاني وفي البعد عنها ، ولا يتخيل أنها يمكن أن تقع له ، أو يمكن أن يساق إليها ؛ فصرف نفسه ابتداءً ولم يفكر فيها من الأصل في الموضوع ، لا يليق إذًا بأهل الإيمان هذا المعنى ، إنما اللائق بهم الشوق إلى بيته دليل الشوق إليه سبحانه وتعالى والحنين لذلك قال في قوله : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا) [ الْبَقَرَةِ : 125] "مثابة" يعني : يثوبون إليه.. يحنون إليه.. يذهبون إليه.. ثم يرجعون لا يظنون أنهم قد قضوا وطرهم !
يعني : يحجون البيت المرة بعد المرة ، أو يعتمرون المرة بعد المرة ولا يزال حنينهم في ازدياد إلى هذا البيت ، لا يظنون أنهم قد قضوا وطرهم منه ، ولا يظنون أنهم قد أخذوا حظهم منه ، بل لا يزال حنينهم إليه مرتفعا وشوقهم إليه عاليا, كلما رجعوا اشتاقوا إليه .. كلما رجعوا اشتاقوا إليه, وهكذا فهم في شوق دائم إلى بيت الله تعالى ، حتى يلاقوا ربهم ؛ ليكون شوقهم الأعظم إلى رؤية الله تعالى ولذة النظر إلى وجهه الكريم سبحانه وتعالى في الآخرة .


----- فضل الحج -----
هذه المقدمة في هذا المعنى ، وهذه المقدمة ينبغي كذلك أن تسوقنا إلى أهمية أن يعلم المرء ، وأن يتعرف على فضل الحج ، وهذا ليس شيئا يحتاج إلى أن نذكر به ؛
خروج المرء من بيته إلى البيت الحرام يقصده كل خطوة يخطوها له بها حسنة ، ويحط عنه بها سيئة ،
وإذا طاف بالبيت غفر له ،
وإذا نزل من عرفات أفيضوا عبادي مغفورا لهم ،
وإذا حلق شعره فإن له بكل شعرة حسنة ،
وإذا سعى بين الصفا والمروة كانت تعادل سبعين رقبة من ولد إسماعيل ،
هذه المعاني كثيرة وفضائل عظيمة يجمعها حديث النبي صلى الله عليه وسلم « وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ » . ([3]) ، فهذا المعنى ينبغي أن نتفكر فيه ، ولا يمنع المرء أن يتخيل أنه لا مال له ، وأنه لا يمكن أن يحج , كلا ؛ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الأمر فقال : ((ما أمعر حاج قط)) ([4]) ،أي ما افتقر حاج قط ما بذل , ويوم أن تشتاق ويحملك المولى سبحانه وتعالى إلى بيته انتهى قد ذلل لك ذلك كله ، لا تظن أنه سيكون المال عائقا ، ولا يكون المال سببا من أسباب الصعاب والعقبات التي تقف في طريقك لا ، ولا يظن المرء بعد ذلك أنه إن نقص ماله في الحج أو في العمرة أنه قد يفتقر أو يقل هذا المال لا ، قال صلى الله عليه وسلم : ((ما أمعر حاج قط )) ؛ لأن النفقة في الحج كما ورد في الحديث الحسن النفقة في الحج الدرهم بسبعمائة درهم يخلفه الله تعالى عليه ، فقد ذلل لك سبحانه وتعالى كل العقبات في هذا الموسم كما قد ذللها في موسم رمضان كذلك بأن جعل في رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، وفتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وقيل : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، وسلسلت الشياطين إلى آخر المعاني التي ذكرنا , هكذا في موسم الحج فإن الله تبارك وتعالى قد ذلل له ذلك كله ، وما ينتظر سبحانه وتعالى من عباده إلا شوقهم إليه جل وعلا وحنينهم إلى بيته ليدلوا بذلك على شوقهم لربهم ومحبتهم له ومسارعتهم إلى بيته مسارعة إلى طاعته والتقرب إليه ، ودليلا على أنهم بوصولهم إلى البيت يصلون إلى رب البيت إن شاء الله تعالى .


([1]) رواه البخاري (1521) كتاب الحج ، باب فضل الحج المبرور ، ومسلم (1350) كتاب الحج ، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة , ولفظه في البخاري: عن أَبَي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: « مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ » . .


([2]) رواه البخاري (1521) كتاب الحج ، باب فضل الحج المبرور ، ومسلم (1350) كتاب الحج ، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة .


([3]) رواه البخاري (1773) كتاب الحج ، باب وجوب العمرة وفضلها ، ومسلم (1349) كتاب الحج ، باب في فضل الحج والعمرة ويوم عرفة .


([4])رواه الطبراني في الأوسط (5/245 الحرمين) , قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجاله رجال الصحيح , قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/478 دار الفكر): رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجاله رجال الصحيح , قال الحافظ في مختصر البزار : فيه محمد بن أبي حميد و قد توبع (1/433مؤسسة الكتب الثقافية ط2) .

كريم القوصي
05 / 10 / 2008, 25 : 12 AM
بارك الله فيكي اختي الكريمة ام نيرة علي هذه المواضيع الرائعة

جزاكي الله عنا كل خير وجعله في ميزان حسناتك

اللهم يكتبها لنا ولسائر المسلمين يا رب العالمين

محمد عصام
09 / 12 / 2008, 41 : 07 PM
بنى الله لكى قصرا فى جنات عدن وجزاكى الله خير الجزاء وبارك الله فيكى اختى الكريمة والفاضلة ام نيرة

محمد نصر
09 / 12 / 2008, 27 : 09 PM
اشتاقوا إليه .. كلما رجعوا اشتاقوا إليه, وهكذا فهم في شوق دائم إلى بيت الله تعالى ، حتى يلاقوا ربهم ؛ ليكون شوقهم الأعظم إلى رؤية الله تعالى ولذة النظر إلى وجهه الكريم سبحانه وتعالى في الآخرة .

ما احلي هذا الشوق

يحن الي ارض الحجاز فؤادي

بارك الله فيكي اختنا الكريمه ام نيره

مزنه
10 / 12 / 2008, 47 : 01 AM
الله موضوووع جميل بجمال روحك الطيبة يا ام نيره

سلمت يداك

ابو قاسم الكبيسي
23 / 11 / 2009, 12 : 11 PM
http://www9.0zz0.com/2009/04/28/17/956089226.gif

صمت القمر
24 / 11 / 2009, 31 : 01 PM
بارك الله فيك اختى الفاضلة طرح موفق باذن الله

عمرو القوصي
26 / 11 / 2009, 57 : 02 AM
أحسن الله إليك

اللهم اكتب لنا زياره بيتك الحرام