الشرح والتبيان: تَعْريف الحيض لغةً! :"الشرح والتبيان: " تَعْريف الحيض : [ أ . ] :" الشرح والتبيان من حيث اللُغة: " * . ]: " وَلْنُقَدِّمِ الْكَلَامَ عَلَىٰ: ( ١ . ) لَفْظِهِ ، وَ ( ٢ . ) حَقِيقَتِهِ ، وَ ( ٣ . ) سَبَبِهِ ، ثُمَّ الْكَلَامَ عَلَىٰ ( ٤ . ) فِقْهِهِ . :" أَمَّا : ( ١ . ) لَفْظُهُ .أيْ. تَفْسِيرُهُ لُغَةً :. 1 . ] الحيضُ لغةً : " الْحَاءُ وَالْيَاءُ وَالضَّادُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ "حَيَضَ".[(1)] . 2 . ] فـ عند ابن نجم لُغَةً : .. فَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ أَصْلُهُ[(2)] [أي الحيض في اللُغة عبارة عن[(3)] السَّيَلَانُ.. وَأَصْلُ الْكَلِمَةِ مِنَ السَّيَلَانِ[(4)] وَالِانْفِجَارِ[(5)]، فــ:" قال صاحب الفتح؛ ابن حجرالعسقلاني : " أصله السيلان "؛ يُقَالُ حَاضَ السَّيْلُ وَ الْوَادِي.. أَيْ سَالَ مَاؤُهُ[(6)] ؛ فــ جاء في تاج العروس :" هذا من قَوْلهم : حَاضَ السَّيْلُ إِذا فاضَ .". فَسُمِّيَ حَيْضًا لِسِيلَانِهِ فِي أَوْقَاتِهِ "[(7)]... فــ قال صاحب المرقاة؛ ملا علي القاري : " وَهُوَ فِي أصل اللُغة مصدَرُ حاضَ يَحيضُ إذا سال[(8)] و يقول صاحب رسالة في الدماء الطبيعية للنساء؛ ولقد أحسن اختيار اسم رسالته : 2. ] الحيضُ لُغةً : سيلان الشيء وجريانه[(9)] : " فـــ لَفْظُهُ : حَكَىٰ صَاحِبُ التَّنْبِيهَاتِ [الحديث للــ القرافي؛ المالكي] فِيهِ احْتِمَالَيْنِ : [ ١ . ] : الْأَوَّلُ : أَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ : حَاضَتِ السَّمُرَةُ إِذَا خَرَجَ مِنْهَا مَاءٌ أَحْمَرُ[(10)] ؛ و جاء بلفظ :" وَحَاضَتْ الشَّجَرَةُ إذَا سَالَ مِنْهَا الصَّمْغُ الْأَحْمَرُ [(11)] [(12)] ؛ أَيْ سَالَتْ رُطُوبَتُهَا[(13)] ؛ فَشَبَّهَ دَمَ الْحَيْضِ بِهِ[(14)] . وَحَاضَتْ الْأَرْنَبُ[(15)] [(16)] :" وَ [ ٢ . ] : ثَانِيهِمَا : أَنَّ الْحَيْضَ ، وَالْمَحِيضَ مُجْتَمَعُ الدَّمِ ، وَمِنْهُ الْحَوْضُ لِاجْتِمَاعِ الْمَاءِ فِيهِ ، إشكال لُغوي ينبه إليه القرافي في الذخيرة .. فيقول: وَهُوَ مُشْكِلٌ [من حيث اللغة]؛ لِأَنَّ الْحَوْضَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ ، وَالْحَيْضَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ ،فَهُمَا مُتَبَايِنَانِ ، وَلِذَلِكَ جَعَلَهُمَا صَاحِبُ الصِّحَاحِ فِي بَابَيْنِ[(17)] .. بيد أن صاحب تحفة المحتاج تكلم عن أمر آخر فاضاف: "وَيُقَالُ إنَّ الْحَوْضَ مِنْهُ لِحَيْضِ الْمَاءِ أَيْ سَيَلَانِهِ] [(18)] وَ الْعَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ عَلَى الْيَاءِ وَبِالْعَكْسِ نِهَايَةٌ أَيْ تَأْتِي بِأَحَدِهِمَا بَدَلَ الْآخَرِ[(19)]، .. وَتَقُولُ : حَاضَتِ الْمَرْأَةُ تَحِيضُ حَيْضًا ، وَمَحِيضًا ، فَهِيَ حَائِضٌ[(20)]، وَحَائِضَةٌ ، قال صاحب الذخيرة؛ الإمام القرافي :" وَقَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ : إِنْ أَرَدْتَ الْحَالَةَ الْمُسْتَمِرَّةَ ، وَالصِّفَةَ الْمُعْتَادَةَ قُلْتَ : - حَائِضٌ ، وَ - طَاهِرٌ ، وَ - طَالِقٌ ، وَإِنْ أَرَدْتَ الْحَالَةَ الْحَاضِرَةَ قُلْتَ: - حَائِضَةٌ ، وَ - طَاهِرَةٌ ، وَ - طَالِقَةٌ[(21)] ، وَ الْحَيْضَةُ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ وَلَوْ دَفْعَةً بِفَتْحِ الْحَاءِ ؛ وَلَكِنَّ اصْطِلَاحَ الْمَذْهَبِ ـ المالكي ـ عَلَى أَنَّهَا الْمُدَّةُ الَّتِي تَعْتَدُّ بِهَا مِنْ زَمَانِ الْحَيْضِ فِي الْعَدَدِ ، وَالِاسْتِبْرَاءِ ، وَالْحِيضَةُ - بِكَسْرِ الْحَاءِ - الِاسْمُ ، وَالْخِرْقَةُ[(22)] الَّتِي تَسْتَثْفِرُ بِهَا ، وَكَذَلِكَ الْمَحِيضَةُ . -*-*-* إذاً: 3. ] الْحَيْضُ فِي اللُّغَةِ : هُوَ الدَّمُ الْخَارِجُ[(23)] و عند بن مازه تقرأ :" الحيض لغة: اسم لــ درور الدم من أي شخص كان، تقول العرب حاضت الأرنب إذا خرج الدم من فرجها[(24)] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعليه : " فَــ الْحَيْضُ فِي اللُّغَةِ اسْمٌ لِخُرُوجِ الدَّمِ مِنْ الْفَرْجِ عَلَى أَيِّ صِفَةٍ كَانَ مِنْ آدَمِيَّةٍ أَوْ غَيْرِهَا حَتَّى قَالُوا حَاضَتْ الْأَرْنَبَةُ إذَا خَرَجَ مِنْ فَرْجِهَا الدَّمُ[(25)] *-*-*- والمتابع للُغة العرب الأقحاح يجد : كَيْدُ النساء وَ رُبَّمَا سَمَّوُا الْحَيْضَ كَيْدًا قال صاحب لسان العرب :" وَكَادَتِ الْمَرْأَةُ تَكِيد كَيْداً : حَاضَتْ ؛ وَ مِنْهُ حَدِيثُابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى جَوَارٍ قَدْ كِدْنَ فِي الطَّرِيقِ فَأَمَرَ أَنْ يَتَنَحَّيْنَ ؛ مَعْنَاهُ حِضْنَ فِي الطَّرِيقِ . ". ثم يكمل فيقول:" يُقَالُ : كَادَتْ تَكِيدُ كَيْدًا إِذَا حَاضَتْ . ". و الطريف في المسألة لغةً قولهم : " وَكَادَ الرَّجُلُ : قَاءَ . ". فـ الْكَيْدُ : الْقَيْءُ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتَادَةَ: إِذَا بَلِغَ الصَّائِمُ الْكَيْدَ أَفْطَرَ". فـ الْكَيْدُ : الْحَيْضُ . قال صاحب لسان العرب :" وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَخْرُجُ الْمَرْأَةُ إِلَى أَبِيهَا يَكِيدُ بِنَفْسِهِ أَيْ عِنْدَ نَزْعِ رُوحِهِ وَمَوْتِهِ. " ولعل هذا كان من عادات حرائر العرب وقتذاك!. -*-*-*-* :" نأتي لتعبير آخر لُغوي وأيضاً شرعي : الْــ قُرْءُ: وَالْقُرْءُ : الْحَيْضُ وَالطُّهْرُ ضِدٌّ . وَذَلِكَ أَنَّ الْقَرْءَ الْوَقْتُ؛ فَقَدْ يَكُونُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : الْقَرْءُ يَصْلُحُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ . قَالَ : وَأَظُنُّهُ مِنْ أَقْرَأَتِ النُّجُومُ إِذَا غَابَتْ . وَ الْأَقْرَاءُ: الْأَطْهَارُ ؛ وَأَصْلُهُ مِنْ دُنُوِّ وَقْتِ الشَّيْءِ . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :" الْقَرْءُ : اسْمٌ لِلْوَقْتُ فَلَمَّا كَانَ الْحَيْضُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ وَالطُّهْرُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ جَازَ أَنْ يَكُونَ الْأَقْرَاءُ حِيَضًا وَ أَطْهَارًا . قَالَ : وَدَلَّتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ بِقَوْلِهِ :" وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ": الْأَطْهَارَ، وَذَلِكَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمَّا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ، وَهِيَ حَائِضٌ فَاسْتَفْتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا فَعَلَ، فَقَالَ : مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا ، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ. ــــــــــــ قلتُ: مسائل عدة متعلقة بالحيض والقرء سنبحثها في مكانها؛ بإذنه تعالى .... فالمسألة ليست فقط دورة [عادة] شهرية وتنتهي بل أحكام شرعية متعلقة بها ، نصيبٌ منها يخصصاحبة الحيض ونصيبٌ يخص مرافق الحائض ـ ـــــــــــ وَقَالَ أَبُوإِسْحَاقَ:"الَّذِي عِنْدِي فِي حَقِيقَةِ هَذَا أَنَّ " الْقَرْءَ " فِي اللُّغَةِ:" الْجَمْعُ "، وَأَنَّ قَوْلَهُمْ قَرَيْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ أُلْزِمَ الْيَاءَ فَهُوَ جَمَعْتُ ، وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ: لَفَظْتُ بِهِ مَجْمُوعًا[(26)] قلتُ: الإشتراك في اللغة : لفظة تعطي معنيان متغايران أو عدة معان مختلفة ؛ كــ - العين: تطلق على العين الباصرة في الإنسان؛ و عين الماء [البئر] ؛ والعين علينا أي الجاسوس . وَالْحَيْضُ، وَالطُّهْرُ يُسَمَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قُرْءًا، وَ قُرْءًا بِضَمِّ الْقَافِ ، وَفَتْحِهَا . بحث المسألة :" القرء" :" اللفظ مَوْضُوعٌ لِلْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ ، وَاخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ الْمُشْتَرَكِ ، فَــ قِيلَ :اجْتِمَاعُ الدَّمِ فِي الْجَسَدِ زَمَانَ الطُّهْرِ ، أَوْ فِيالرَّحِمِ زَمَانَ الْحَيْضِ ، فَإِنَّ أَصْلَ الْقُرْءِ الْجَمْعُ ، وَمِنْهُ قَرَأْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ إِذَا جَمَعْتُهُ، وَمِنْهُ الْقِرَاءَةُ لِلْكُتُبِ ، فَإِنَّهُ جَمْعُ حَرْفٍ إِلَى حَرْفٍ ، وَكَلِمَةٍ إِلَى كَلِمَةٍ ، هذا قولٌ؛ والثاني : وَقِيلَ: الْمُشْتَرَكُ الزَّمَانُ لِقَوْلِهِمْ : جَاءَ فُلَانٌ لِقُرْئِهِ ؛ أَيْ : لِزَمَانِهِ ، وَلَمَّا كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَمَانٌ يَخُصُّهُ قِيلَ لَهُ قُرْءٌ ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ : اسْتُحِيضَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا اسْتَمَرَّ دَمُهَا بَعْدَأَيَّامِهِ ، فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ[(27)] ، وَ تَحَيَّضَتْ ؛ أَيْ : قَعَدَتْ أَيَّامَ حَيْضِهَا ، وَفِي الْحَدِيثِ : ( تَحَيَّضِي فِي عِلْمِ اللَّهِ سِتًّا ، أَوْ سَبْعًا ). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ [(1)] معجم مقاييس اللغة؛ أبوالحسين أحمد بن فارس بن زكريا؛ دار الجيل؛ 1420هـ /1999م] . [(2)] أصلُ الحيضِ في اللغة : السيلان؛ والمراد هنا الدم الخارج من قُبل المرأة حال صحتها من غير ولادة ولا افتضاض. أنظر: - سابق: ج: (1) ؛ ص: (102)؛ و انظر أيضاً : - كفاية الأخيار؛ الحصني؛ص: (143) . [(3)] مجمع الأنهر شرح ملتقىٰ الأبحر في الفقه الحنفي . [(4)] تفسير القرطبي: الجامع؛ مج: ( 2 )؛ ج: ( 3 )؛ ص: ( 55 ) . [(5)] قلتُ: لم أجد هذا القول للقرطبي في كتب اللغة وسوف أعود إليه: إما عند التفسير أو في بحث الحيض هذا.. [(6)] تحفة المحتاج شرح المنهاج . [(7)] البحر الرائق ؛( بَابُ الْحَيْضِ ). وانظر : مجمع الأنهر شرح ملتقىٰ الأبحر في الفقه الحنفي . [(8)] شرح الوقاية؛ عليُّ بن سلطان محمد القاري الحنيفي الحنفي . [(9)] محمد بن صالح العثيمين؛ رسالة في الدماء الطبيعية للنساء؛ مجموع فتاوى ورسائل - المجلد الحادي عشر . [(10)] القرافي؛ الذخيرة. [(11)] تَبْيِينِ الْحَقَائِقِ شَرْحٌ كَنْزِ الدَّقَائِقِ:( بَابُ الْحَيْضِ ) . [(12)] قَالَه : الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْأَجَلُّ الزَّاهِدُ شَمْسُ الْأَئِمَّةِ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ السَّرَخْسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إمْلَاءً]؛ وانظر :" العناية شرح الهداية ". [(13)] تفسير القرطبي. [(14)] القرافي؛ الذخيرة. [(15)] القرافي؛ الذخيرة. [(16)] قَالَه : الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْأَجَلّ ُالزَّاهِدُ شَمْسُ الْأَئِمَّةِ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ السَّرَخْسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إمْلَاءً]؛ وانظر : " العناية شرح الهداية ".. [(17)] القرافي؛ الذخيرة.. [(18)] و زَادَ أَبوإِسْحَاقَ : "ومَحَاضاً فَهِيَ حَائِضٌ ، وَحَائِضَةٌ : أي سال دمها؛ والمحيض اسم ومصدر ومنه الحوض لأن الماء يسيل إليه. والانفجار. انظر:" نيل الأوطار؛ الشوكاني؛ج: (1) ؛ ص: (338). " . [(19)] تحفة المحتاج شرح المنهاج . [(20)] وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ : " وَيُقَالُ حَاضَتْ الْمَرْأَةُ تَحِيضُ حَيْضًا وَمَحِيضًا وَمُحَاضًا فَهِيَ حَائِضٌ بِحَذْفِ التَّاءِ؛ لِأَنَّهُ صِفَةُ الْمُؤَنَّثِ خَاصَّةً فَلَا تَحْتَاجُ إلَى عَلَامَة ِالتَّأْنِيثِ بِخِلَافِ قَائِمَةٍ وَمُسْلِمَةٍ هَذِهِ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ الْمَشْهُورَةُ . ابن نجم . " [انظر ابن نجم] .. بيد أن القرطبي في تفسيره في :" قَوْلُهِ تَعَالَى { .. عَنِ الْمَحِيضِ ..} [البقرة:222] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ : عَنِ الْمَحِيضِ الْمَحِيضُ : الْحَيْضُ وَهُوَ مَصْدَرٌ، يُقَالُ : حَاضَتِ الْمَرْأَةُ حَيْضًا وَمَحَاضًا وَمَحِيضًا، فَهِيَ حَائِضٌ، وَحَائِضَةٌ أَيْضًا، عَنِ الْفَرَّاء ِوَأَنْشَدَ : كَحَائِضَةٍ يُزْنَى بِهَا غَيْرَ طَاهِرِ وَنِسَاءٌ حُيَّضٌ وَحَوَائِضٌ. وَالْحَيْضَةُ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ . وَالْحِيضَةُ (بِالْكَسْرِ) الِاسْمُ، وَالْجَمْعُ الْحِيَضُ. وَ الْحِيضَةُ أَيْضًا : الْخِرْقَةُ الَّتِي تَسْتَثْفِرُ بِهَا الْمَرْأَةُ. قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : لَيْتَنِي كُنْتُ حِيضَةً مُلْقَاةً. وَ كَذَلِكَ الْمَحِيضَةُ، وَالْجَمْعُ الْمَحَائِضُ. ". [(21)] القرافي؛ الذخيرة. [(22)]قلتُ: هذ ا ؛ " الخِرقة" إستعمال السادة العلماء في القديم على وصف الحال وما كانت تقوم وتستخدمه النساء في تلك الأزمان السابقة؛ واليوم توجد مسميات متعددة مثل "فوطة" نسائية. وتوجد في المحلات عدة شركات تطرح مثل هذه بأشكال متعددة وأحجام مختلفة. [(23)] قَالَه :الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْأَجَلُّ الزَّاهِدُ شَمْسُ الْأَئِمَّةِ أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ السَّرَخْسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى إمْلَاءً]؛ وانظر :" العناية شرح الهداية ".. [(24)] المحيط البرهاني في الفقه النعماني ؛ محمود البخارى بن مازه . [(25)] [الجوهرة النيرة ؛ شرح مختصر القدوري في فروع الحنفية ؛ أبوبكربن علي بن محمد الحداد الزبيدي ] [(26)] لسان العرب؛ ابن منظور . [(27)] والمستحاضة لها حكمها في الشرع ؛ وهذا الحالة قد تكون عند بعض النساء ؛ فوجب معرفة حكمها ؛ و هل هي حالة مرضية!؟ أم هذه هي طبيعة جسمها. وهذه تحتاج إلى طبيب متخصص؛ وليس ما يقال في صالونات الهوانم. -*-*-*-*- نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . ** سلسلة بحوث ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾ „ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة ‟ سلسلة "التصفية والتربية "؛ السلسلة الثالثة : العبادات؛ مسائل الطهارة باب الحيض والنفاس مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ الرَّمَادِيّ ُبِـ ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِـ مِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى - Dr. MUHAMMAD ELRAMADY حُرِّرَ في يوم الجمعة ٢١ من شهر ربيع الثاني ١٤٤٣ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٢٦ من شهر نوفمبر عام ٢٠٢١ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام. |
رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ: هل النَّظافَةُ هي عينها الطهارة !؟ . هل النَّظافَةُ هي عينها الطهارة !؟ . يعني.. هل هما مترادفتان لمعنى واحدٍ!؟ أي : هل النظافة الشخصية هي الطهارة الشخصية!؟ أم أنهما يقتربان في مواضع ويفترقان في مسائل آخر!؟ وهل الدين (الأديان : السماوية .. أو الوضعية) تدخلت في مسألة الطهارة أم تحدثت عن النظافة . وهل عادات وتقاليد الشعوب والأمم تدخلت في هذه المسألة ! وهل الطب الحديث .. مسألة الطب الوقائي.. ونحن في وسط أزمة فيروس كورونا المستجد تدخل بشكل جذري في النظافة الشخصية !؟.. وهل حكومات العالم تدخلت وأقرت في برلماناتها بقوانين ملزمة بالنظافة الشخصية !؟؟.. وهل اصبح الدخول إلى البيوت الخاصة والمحلات العامة تلزم -تأدباً.. أو إلزاماً- بغسل الأيدي وإجراءات صحية بعينها !؟؟.. وهل ستستمر هذه المسألة بعد إنتهاء-إن شاء الخالق - الجائحة كتقليد عاش فيه سكان الأرض ما يزيد عن عامين -حتى كتابة هذه السطور-.. أم يعود الأمر لما كان عليه !؟؟.. وهنا .. أعود لما بدأته من الحديث... لتأكيد أن الإسلام تدخل في الحياة الخاصة - كــ كيفية قضاء الحاجة.. -مثلاً- وكيفيه الدخول إلى بيت الخلاء وكيفية الجلوس بداخله بل وما يجب أن يقوله الداخل وما يصح أن يقوله الخارج منه.. مع أنها مسألة تتم في اليوم والليلة عدة مرات وفي أماكن مختلفة متعددة ... كالمَنزل .. البيت .. المدرسة أماكن العمل .. المكاتب العامة كــ مبان الوزارات والجهات الحكومية .. المطاعم النُزل-أوتيل- في الطائرة أو ضيوف عند أحد.. في الصحراء .. والمزارع.. .. فهل توقف الإسلام عند هذا الحد وتلك المسألة... كلا! بل تدخل الإسلام في الحياة الخاصة والعلاقة الحميمية بين الزوج وزوجه-أيضاً كمثال- (ولنا تنبيه جاءت به أم المؤمنين عائشة زوج النبي المصطفى -عليها الرضوان-.. ) وعلية يظهر بوضوح تام لمن يتتبع أحكام الإسلام العملية -آيات القرآن الكريم .. وأحاديث المصطفى- أن الوحي بيَّن كيفية حياة المسلمــ(ــة) في النهار والليل.. ما يجعلني أركز على أن الإسلام طريقة معينة في الحياة وطراز خاص من العيش .. لا يشبهه نظام آخر!!! لذا وجب معرفة الفارق بين النظافة الشخصية ... والطهارة .. ومسائل الطب الوقائي.. والإجراءات الصحية ! |
رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ عند تصفح كتب الفقه المعتبرة لا تجد باباً يتكلم عن النظافة.. أو كتابا تحت عنوان النظافة بل تجد فقط : " كِتَاب الطَّهَارَةِ " وهذا ما سأعتمده خلال الصفحات القادمة مع ذكر معنى النظافة لغةً وبحوث حولها . وما وجدته في بعض التعريفات أن عند تعريف الوضوء مثلاً يستخدم تعبير نظافة ... |
رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ: لُغة الضاد! .. استسمح القارئةَ العزيزة والمتصفحةَ الكريمة : أن تُعطي لـ مـوضوع يهمها في حياتها كلها؛ قدراً مِن الإهتمام؛ فـ أنت حين تتزوجين ويشاء الله تعالى فتنجبين تصبحين أماً ويجاورك الأب ينتظر متى سـ تبلغ ابنته سن النساء ومبلغ السيدات فـ تصير شابة كاملة الخصوبة؛ أنثى كاملة؛ تودع أعوام الطفولة؛ لترعى هي بنفسها رجالَ المستقبل والسيدات الهوانم؛ لتكون صالحة أن تكوّن أسرة وتبني مستقبل أمة ؛ أقصد هنا : موضوع الحيض. واتمنى أن ترافقني فـ تـبحرِ معي إلى لغة العرب ـ ثوان ـ ؛ وتفهم وتدرك معي أن العرب حين نزل :"دستور" الأمة الإسلامية من فوق سبع سموات طباقاً.. و"منهاج" حياتهم ـ القرآن الكريم ـ بلغتهم؛ أدركوا وفهموا أن في لغتهم ميزة تختلف عن بقية اللغات وسائر الألسنة ؛ وحين تحدث المصطفى الهادي -صلوات الله وسلامه عليه وآله- قائلاً :" أوتيتُ جوامع الكلم "؛ بلغة العرب ويعتز ويفتخر بـ قرشيته كــ لغة ؛ وأنه تربى في صغره في ديار بني سعد [بكر] مع أمه من الرضاع السيدة " حليمة السعدية " : إذ هي اللغة التي لديها قدرأ هائلاً من التأثير؛ والقدرة على الإنتشار؛ والقدرة على التوسع، فـ تسيدوا العلم؛ وركبوا على أشرعة الثقافة وعصروا سحاب المدنية فـ سعدت البشرية ؛ وانزلوا من المزن مبادئ الحضارة الإسلامية الراقية ؛ فعم الخير والعدل ؛ فـ تمكنوا من لغة الضاد في فقه الأحكام الشرعية العملية ؛ وحين تكلمنا بـ لغة ركيكة ولهجة محلية .. عامية : إسكندرانية.. أو بورسعيدية.. أو خليجية أو مغاربية أو لغة القرى والنجوع ضاعت هويتهم وصاروا في مهب ريح بقية الأمم فـ تمكنت منهم بقية الشعوب واحتلتهم لصوص الأمم... لذا أختي الكريمة ! أود أن ترافقيني ركوباً في زورق لغة الضاد ؛ لنعلم كيف بحث رجال القلم وندرك ما سطروه في قرطاس العلم .... لنتابع المحصول العلمي الذي نقدمه بعد إنحناءة العز والإفتخار أمام المرأة التي تحيض.. فهي مشروع مستقبل .. إذا كنت لا تحسنين السباحة بين دفتي بحر العلم فـ بـ ضوء عينيك سأتمكن من البحث والتعريف ... إذاً نـ نطلق على بركة الله تعالى وهدي رسوله الأعظم..... |
رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ: الحيض لُغةً " الْحَيْضُ " قال صاحب المرقاة؛ علي القاري :" وَهُوَ فِي اللُّغَةِ : مَصْدَرُ حَاضَ إِذَا سَالَ " ؛ جاء في تاج العروس :" هذا مِن قَوْلهم : حَاضَ السَّيْلُ إِذا فاضَ ". و قال في صاحب الفتح؛ ابن حجر العسقلاني : أصله السيلان(1). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أصل الحيض في اللغة : السيلان؛ والمراد هنا الدم الخارج من قُبل المرأة حال صحتها من غير ولادة ولا افتضاض. [أنظر : سابق: ج:1 ؛ ص: 102؛ وانظر أيضاً : كفاية الأخيار؛ الحصني؛ ص143]. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقال محمد بن صالح العثيمين :" أي سَيَلان الشيء وجريانه ؛ قال في تاج العروس :" حَاضَتِ المَرْأَةُ تَحِيضُ حَيْضاً ومَحِيضاً "، و زَادَ أَبو إِسْحَاقَ : " ومَحَاضاً فَهِيَ حَائِضٌ ، وَحَائِضَةٌ : أي سال دمها؛ والمحيض اسم ومصدر ومنه الحوض لأن الماء يسيل إليه (2).والانفجار(3) ؛ ــــــــــــــــــــــــــ (2) نيل الأوطار؛ الشوكاني؛ ج1؛ 338. (3) الجامع؛ القرطبي؛ مج 2؛ ج3؛ ص55. . قلتُ: لم أجد هذا القول للقرطبي في كتب اللغة وسوف أعود إليه ؛ إما عند التفسير أو في بحث الحيض هذا. ــــــــــــــــــــــ وَالْحَيْضَةُ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ وَلَوْ دَفْعَةً بِفَتْحِ الْحَاءِ ؛ وَلَكِنَّ اصْطِلَاحَ الْمَذْهَبِ ـ المالكي ـ عَلَى أَنَّهَا الْمُدَّةُ الَّتِي تَعْتَدُّ بِهَا مِنْ زَمَانِ الْحَيْضِ فِي الْعَدَدِ ، وَالِاسْتِبْرَاءِ ، وَالْحِيضَةُ - بِكَسْرِ الْحَاءِ - الِاسْمُ ، وَالْخِرْقَةُ(*) الَّتِي تَسْتَثْفِرُ بِهَا ، وَكَذَلِكَ الْمَحِيضَةُ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) قلتُ: هذ ا ؛ "الخِرقة" إستعمال السادة العلماء في القديم على وصف الحال وما كانت تقوم وتستخدمه النساء في تلك الأزمان السابقة ؛ واليوم توجد مسميات متعددة مثل "فوطة" نسائية. وتوجد في المحلات عدة شركات تطرح مثل هذه بأشكال متعددة وأحجام مختلفة.. حسب ظروف ا لحائض وحالتها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نأتي لتعبير آخر لُغوي وأيضاً شرعي : الْقُرْءُ: وَالْقُرْءُ : الْحَيْضُ وَالطُّهْرُ ضِدٌّ . وَذَلِكَ أَنَّ الْقَرْءَ الْوَقْتُ ؛ فَقَدْ يَكُونُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : الْقَرْءُ يَصْلُحُ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ . قَالَ : وَأَظُنُّهُ مِنْ أَقْرَأَتِ النُّجُومُ إِذَا غَابَتْ . وَالْأَقْرَاءُ : الْأَطْهَارُ ؛ وَأَصْلُهُ مِنْ دُنُوِّ وَقْتِ الشَّيْءِ . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " الْقَرْءُ : اسْمٌ لِلْوَقْتُ فَلَمَّا كَانَ الْحَيْضُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ وَالطُّهْرُ يَجِيءُ لِوَقْتٍ جَازَ أَنْ يَكُونَ الْأَقْرَاءُ حِيَضًا وَأَطْهَارًا . قَالَ : وَدَلَّتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ بِقَوْلِهِ :" وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ": الْأَطْهَارَ ، وَذَلِكَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمَّا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ، وَهِيَ حَائِضٌ فَاسْتَفْتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا فَعَلَ ، فَقَالَ : مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا ، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ . ـــــــــــــــــــــــــــــ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : " الَّذِي عِنْدِي فِي حَقِيقَةِ هَذَا أَنَّ " الْقَرْءَ " فِي اللُّغَةِ :" الْجَمْعُ "، وَأَنَّ قَوْلَهُمْ قَرَيْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ أُلْزِمَ الْيَاءَ فَهُوَ جَمَعْتُ ، وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ : لَفَظْتُ بِهِ مَجْمُوعًا(*) ـــــــــــــــــــــــــــ (*) لسان العرب؛ ابن منظور . ـــــــــــــــــــــ وَفِي الْعُرْفِ : " جَرَيَانُ دَمِ الْمَرْأَةِ مِنْ مَوْضِعٍ مَخْصُوصٍ فِي أَوْقَاتٍ مَعْلُومَةٍ " ؛ كما قال صاحب الفتح. قال السعدي : " دمُ الحيضِ الطبيعي؛ هو الدم الذي تراه الحُيّضُ من النساء ويَعرفْنه. وقال صاحب التعاريف : " وهو معاهدة اندفاع الدم العفن الذي هو في الدم بمنـزلة البول والعذرة في فضلتي الطعام والشراب من الفرج .(1) قال الأزهري والهروي وغيرهما من الأئمة :" الحيض : جريان دم المرأة بعد بلوغها " .(2) ؛ واضاف ابن قدامة : فـ إذا بلغت المرأة يعتادها في روينا معلومة لحكمة تربية الولد، فإذا حملت انصرف ذلك الدم بإذن الله إلى تغذيته ولذلك لا تحيض الحامل، فإذا وضعت الولد قلبه الله تعالى بحكمته لبنا يتغذى به ؛ ولذلك قلما تحيض المرضع، فإذا خلت المرأة من حمل وضاع بقي ذلك الدم لا مصرف له فيستقر في مكان ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة، وقد يزيد على ذلك ويقل، ويطول شهر المرأة يقصر على حسب ما ركبه الله تعالى في الطباع .(3) قال صاحب الذخيرة القرافي المالكي في :" كِتَابُ الطَّهَارَةِ : " الطَّهَارَةُ فِي اللُّغَةِ: التَّبْرِئَةُ مِنَ الْأَدْنَاسِ ، وَيُقَالُ طَهُرَ بِضَمِّ الْهَاءِ ، وَفَتْحِهَا طَهَارَةً فِيهِمَا ، وَ الطُّهْرُ ، وَهُوَ أَيْضًا ضِدُّ الْحَيْضِ ، وَ الْمَرْأَةُ طَاهِرَةٌ مِنَ الدَّنَسِ ، وَالْعُيُوبِ ، وَ طَاهِرٌ مِنَ الْحَيْضِ بِالتَّاءِ فِي الْأَوَّلِ [الْمَرْأَةُ طَاهِرَةٌ مِنَ الدَّنَسِ] دُونَ الثَّانِي [طَاهِرٌ مِنَ الْحَيْضِ] ، وَ تُسْتَعْمَلُ الطَّهَارَةُ مَجَازًا فِي التَّنَزُّهِ عَنِ الْعُيُوبِ ، فَيُقَالُ قَلْبٌ طَاهِرٌ ، وَعِرْضٌ طَاهِرٌ تَشْبِيهًا لِلدَّنَسِ الْمَعْلُومِ بِالدَّنَسِ الْمَحْسُوسِ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) التعاريف (1/303) ؛ لمحتُ في مكتبة جدي -رحمه الله تعالى- الكتاب؛ ولم اتمكن من العودة إليه لسبب السفر . (2) شرح النووي على صحيح مسلم (3/204) . (3) المغني؛ ابن قدامة الحنبلي: (1/188) . ـــــــــــــــــــــــــــــــــ |
رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ: الحَيْضُ .. شرعاً! أما شرعاً: فـ الحَيْضُ خِلقةٌ في النساء؛ وطَبعٌ معتاد معروف منهنَّ. قال صاحب المرقاة :" وَفِي الشَّرْعِ دَمٌ يَنْفُضُهُ رَحِمُ امْرَأَةٍ سَلِيمَةٍ مِنَ الدَّاءِ ؛ وَالصِّغَرِ". فهو : دمٌ يحدث للأنثى بمقتضى الطبيعة بدون سبب في أوقات معلومة. فهو دم على سبيل الصحة وليس له من مرض أو جرح أو سقوط أو ولادة. وبما أنه دم طبيعي فإنه يختلف بحسب حال الأنثى وبيئتها وجوّها. ولذلك تختلف فيه النساء اختلافاً متبايناً ظاهراً . فـ الحيضُ دمٌ [١] طبيعة (سجية[٢]) وجِبِلَّة (خلقه الله سبحانه وتعالى وكتبه على بنات آدم؛ يرخيه الرحم إذا بلغت المرأة ثم يعتادها في أوقات معلومة و (يخرج من قعر الرحم [3])؛ فهو دم طبع الله عز وجل النساءَ وجبلهن عليه وليس بـ دم فساد. ــــــــ [١] يخرج من الفرج ثلاثة دماء: (أ) دم الحيض، (ب) ودم النِّفاس (ج) ودم الإستحاضة؛ كفاية الأخيار؛ الحصني, ص143. [٢] المبدع في شرح المقنع؛ بن مفلح المؤرخ الحنبلي؛ ج1؛ ص258. [٣] المبدع في شرح المقنع؛ بن مفلح المؤرخ الحنبلي؛ ج1؛ ص258. ** عرفَ أن أصل الدم الخارج من الأنثى حيض لأن وجوده في وقته يدل على الصحة والاعتدال ؛ أماعدمه يدل على ضد ذلك ؛ وهذا المعنى متفق عليه بين أهل العلم بالشرع ؛ والعلم بالطب ، بل معارف الناس وعوائدهم وتجاربهم دلتهم على ذلك. ولذلك قال العلماء في حده هو :" دم طبيعة وجبلة يأتي الأنثى في أوقات معروفة ، والتسمية تابعة لذلك ، والشارع أقر النساء على هذه التسمية لهذا الدم الخارج منهن ، وعلق عليه من الأحكام الشرعية ما علق، فـ فهمَ الناسُ عنه هذه الأحكام وعلقوها على وجود هذا الدم ، ومتى زال زالت لأن الحكم يدور مع علته وجوداً ، فلهذا كان الصحيح بل الصواب المقطوع به أنه لا حد لــ أقل الحيض سناً وزمناً ولا لــ أكثره ولا لــ أقل الطهر بين الحيضتين ، بل الحيض هو وجود الدم والطهر فقده ولو زاد أو نقص أو تأخر أو تقدم لظاهر النصوص الشرعية وظاهر عمل المسلمين ولأنه لا يسع النساء العمل بغير هذا القول ، بل خلقه الخبير العليم لحكمة غذاء الولد (المخلوق من مائهما (1) ولتربيتة؛ ـــــــــــــ [١]المبدع في شرح المقنع, بن مفلح المؤرخ الحنبلي, ج1, ص258. ــــــــــــ ** والحكمة فيه أنه لما كان الجنين في رحم أمه لا يمكن أن يتغذى به من كان خارج البطن ولا يمكن لــ أرحم الخلق به أن يوصل إليه شيئاً من الغذاء حينئذ جعل الله تعالى في الأنثى افرازات دموية يتغذى بها الجنين في رحم أمه بدون الحاجة إلى أكل وهضم تنفذ إلى جسمه من طريق السرة حيث يتخلل الدم عروقه فيتغذى به فتبارك الله أحسن الخالقين. فــ هذه هي الحكمة في هذا الحيض ولذلك إذا حملت المرأة انقطع الحيض عنها فلا تحيض إلا نادراً. وكذلك المراضع يقل من تحيض منهن لا سيما في أول زمن الرضاع. ولذلك من حكمة وجود منها أنه أحد أركان مادة حياة الإنسان ففي رحم الأم يتغذى بالدم. فإذا حملت انصرف ذلك الدم بإذن الله إلى تغذيته : إذ لو شاركها في غذائها ؛ لضعفت قواها ، فـ جعل الله له هذا الغذاء، لذلك لا تحيض الحامل، وجاء في الملخلص الفقهي : قل أن تحيض الحامل؛ فإذا وضعت الولد قلبه الله تعالى بحكمته لبناً يتغذى به الطفل لذلك قلما تحيض المرضع؛ فإذا خلت المرأة من حمل ورضاع بقي ذلك الدم لا مصرف له فيستقر في مكان من رحمها ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة وقد يزيد على ذلك ويقل ؛ ويطول شهر المرأة ويقصر على حسب ما ركبه الله تعالى في الطباع (1)، ** ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بــ "بر الأم " ؛ ثلاث مرات، وبــ "بر الأب " مرة واحدة [2)]ـــــ [1] المغني ابن قدامة ج1 ص 347. [2] المبدع في شرح المقنع, بن مفلح المؤرخ الحنبلي, ج1, ص259. ــــــ |
رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ : أسماء..! والمرأة في وقت نزول الدم عليها لها ثمانية أسماء: 1 : ] الأول: الحائض، 2 : ] الثاني: عارك؛ 3 : ] الثالث: فارِك، 4 : ] الرابع: طامس، 5 : ] الخامس: دارِس، 6 : ] السادس: كابر؛ 7 : ] السابع: طامث؛ 8 : ] الثامن: ضاحك. وله أسماء: 1 : ] الأول: حَيْضٌ؛ 2 : ] الثاني: عِرَاكٌ؛ 3 : ] الثالث: ضَحِكٌ ؛ 4 : ] الرابع: إِكْبَارٌ؛ 5 : ] الخامس: إِعْصَارٌ؛ 6 : ] السادس: طَمْثٌ؛ 7 : ] السابع: دِرَاسٌ؛ 8 : ] الثامن: فِرَاك 9 : ] التاسع: طَمْسٌ 10 : ] العاشر: نِفَاسٌ وَزَادَ بَعْضُهُمْ 11 : ] " طَمْتٌ " بِالْمُثَنَّاةِ وَ 12 : ] طَمْءٌ بِالْهَمْزَةِ(*) ــــــ (*) انظر كفاية الأخيار؛ الحصني؛ ص143، وأيضاً البحر الرائق شرح كنز الدقائق. |
رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ: الحيض ﴿الحيض ﴾ "مخرجه : الحيض يخرج من قعر رحم المرأة١ أجمع العلماء على أن للمرأة ثلاثة أحكام في رؤيتها الدَّمَ الظّاهر السائلَ من فرجها، فمن ذلك الحيضُ المعروف، ودمُه أسودُ خاثِرٌ تعلوه حُمرةٌ؛ تترك له الصلاة والصومَ لا خلاف في ذلك. وقد يتصل وينقطع؛ فإن اتصل فالحكمُ ثابتٌ له، وإنْ انقطع فرأت الدم يوماً والطّهر يوماً أو رأت الدَّمَ يومين والطهر يومين أو يوماً فإنها تترك الصلاة في أيام الدّم، وتغتسل عند انقطاعه وتصلّي، ثم تُلفِّق٢ أيام الدَم وتُلغي أيامَ الطهر المتخللة لها، ولا تحتسب بها طهراً في عدّة ولا استبراء٣. فدم الحيض وهو الخارج على جهة الصحة٤. ـــــــــــــــــــــــ ١سبل السلام شرح بلوغ المرام، الصنعاني، ج 1؛ ص 107، انظر ايضا كفاية الأخيار؛ الحصني؛ ص143. ٢. سنفرد للتلفيق بحثاً خاصاً تحت عنوان "التلفيق". ٣. الجامع؛ القرطبي؛ مج 2ج3ص55. ٤. ابن رشد القرطبي؛ ص 36. |
رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [ آية 30؛سورةالنمل 27] رَبِ يَسِّرْ .. الْكَلَامُ فِي „ الحيض ” فِي عَشَرَةِ مَوَاضِعَ : تَفْسِيرِهِ [١] لُغَةً [تكلمتُ عنه في الصفحات السابقة] وَ [٢] شَرْعًا [تكلمتُ عنه في الصفحات السابقة] وَ [٣] سَبَبِهِ وَ [٤] رُكْنِهِ وَ [٥] شَرْطِهِ وَ [٦] قَدْرِهِ وَ [٧] أَلْوَانِهِ وَ [٨] أَوَانِهِ وَ [٩] وَ قْتِ ثُبُوتِهِ وَ [١٠] الْأَحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ . -*//*- مع أطيب تحياتي الوردية والبنفسجية الزاهية ؛ وخالص تمنياتي القلبية بصحة وعافية وأوقات سعيدة دون متاعب.. محمد |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي