![]() |
صيغ التكبير لصلاة العيد! صيغ التكبير لصلاة العيد! السؤال : في التكبير الجماعي بعد الصلاة في العيد نجد صيغا مختلفة، ففي بعض المساجد في مِصر يتبعون التكبير بــ [1 . ] الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى [ 2 . ] آل سيدنا محمد وعلى [ 3 . ] أصحاب سيدنا محمد وعلى [ 4 . ] أنصار سيدنا محمد وعلى [ 5 . ] أزواج سيدنا محمد وعلى [ 6 . ] ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا، وذلك في جماعة، والسؤال : فهل هذا جائز!؟. فــ الإجابــة : [ 1 . ] التكبير بصورة جماعية في العيدين من المسائل التي وقع فيها الخلاف: فــ - ذهب بعض العلماء إلى عدم مشروعيته. ولكن الراجح جوازه وأنه لا حرج فيه، - قَالَ الشّاَفعيُّ -رحمه الله-:" فإذا رَأَوْا هِلاَلَ شَوَّالٍ أَحْبَبْتُ - أي سيدنا الإمام الشّاَفعيُّ- أَنْ يُكَبِّرَ الناس : [ أ . ] جَمَاعَةً وَ [ ب . ] فُرَادَى في : [ أ . ] الْمَسْجِدِ وَ [ ب . ] الأَسْوَاقِ وَ [ ج . ] الطُّرُقِ وَ [ د . ] الْمَنَازِلِ وَ [ 1. ] مُسَافِرِينَ وَ [ 2. ] مُقِيمِينَ - في كل حَالٍ- وَ أَيْنَ كَانُوا وَ أَنْ يُظْهِرُوا التَّكْبِيرَ وَلاَ يَزَالُونَ يُكَبِّرُونَ حتى يَغْدُوَا إلَى الْمُصَلَّى وَبَعْدَ الْغُدُوِّ حتى يَخْرُجَ الإِمَامُ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ يَدَعُوا التَّكْبِيرَ، وَكَذَلِكَ أُحِبُّ في لَيْلَةِ الأَضْحَى لِمَنْ لم يَحُجَّ، فَأَمَّا الْحَاجُّ فَذِكْرُهُ التَّلْبِيَةُ" . انتهى. " . وأما صيغ التكبير: فالأمر فيها واسع، ومهما كبر به مما ورد عن السلف فحسن، - قال ابن القيم في الهدي: " ويُذكر عنه -صلى الله عليه وسلم-: " أنه كان يُكبِّر من صلاة الفجر يومَ عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق... فــ يقول: ( اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، والله أكْبَرُ الله أكبر ولِلَّهِ الحَمْدُ ) ، و هذا وإن كان لا يصح إسناده(!)، فالعمل عليه(!)، و لفظه هكذا يشفع التكبير، وأما كونه ثلاثاً، فإنما رُوى عن جابر وابن عباس مِن فعلهما ثلاثاً فقط، وكِلاهما حسن. قال الشافعي: " إن زاد فقال: ( الله أكبرُ كبيراً، والحمدُ للَّه كثيراً، وسُبْحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلاً، لا إلهَ إلا اللهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، مخلصين له الدِّينَ ولو كره الكافرون، لا إله إلا اللهُ وحدَهُ، صدَقَ وعده، ونصرَ عبدَه، وهزم الأحزابَ وحده، لا إله إلا الله واللهُ أكبرُ ) ـ كان حسناً. انتهى. - وقال الصنعاني في سبل السلام: " وَفِي الشَّرْحِ صِفَاتٌ كَثِيرَةٌ وَاسْتِحْسَانَاتٌ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى التَّوْسِعَةِ فِي الْأَمْرِ، وَإِطْلَاقُ الْآيَةِ يَقْتَضِي ذَلِكَ ". انتهى. - وقال الحافظ في الفتح: " وأما صيغة التكبير فأصح ما ورد فيه ما أخرجه عبدالرزاق بسند صحيح عن سلمان قال: " كبروا الله: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا ). - ونقل عن سعيد بن جبير ومجاهد وعبدالرحمن بن أبي ليلى - وهو قول الشافعي - وزاد: ( ولله الحمد ) . و - قيل: يكبر ثلاثا ويزيد : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. ) إلخ. - وقيل: يكبر ثنتين بعدهما: ( لا إله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) ، جاء ذلك عن عمر وعن ابن مسعود نحوه وبه قال أحمد وإسحاق. و قد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها. انتهى. - وأما زيادة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه: فقد استحسنها بعض أهل العلم لعدم منافاتها للوارد و خالفهم آخرون، - جاء في حواشي التحفة في بيان خلاف فقهاء الشافعية في هذه المسألة: " صَرِيحُ كَلَامِهِمْ أَنَّهُ لَا تُنْدَبُ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ التَّكْبِيرِ، لَكِنَّ الْعَادَةَ جَارِيَةٌ بَيْنَ النَّاسِ بِإِتيَانِهِمْ بِهَا بَعْدَ تَمَامِ التَّكْبِيرِ، وَلَوْ قِيلَ بِاسْتِحْبَابِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ: { رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } . وَعَمَلًا بِقَوْلِهِمْ: إنَّ مَعْنَاهُ: [ لَا أُذْكَرُ إلَّا وَتُذْكَرُ مَعِي] لَمْ يَكُنْ بَعِيدًا. ـ عِبَارَةُ شَيْخِنَا: وَتُسَنُّ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَنْصَارِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ" . قَوْلُ الْمَتْنِ انتهى. - ونقل النووي في المجموع عن الشافعي أنه قال في المختصر: وما زاد من ذكر الله فحسن. - وكلام ابن جبرين -رحمه الله- يدل على أنه لا بأس بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد التكبير ؛ فقد جاء في فتاواه: " فيسن للمسلمين إظهار التكبير والجهر به، فهو من شعائر ذلك اليوم، وصفته: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد ) . وإن شاء قال: ( الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً أصيلا، وتعالى الله جباراً قديراً، وصلى الله على محمد النبي وسلم تسليماً كبيراً ) ، أو نحو ذلك من التكبير" . انتهى. -*- وبما تقدم نخلص إلى أن هذه الزيادة مختلف فيها والأولى تركها والاقتصار على ما ورد عن السلف فهو أفضل وأطيب، وخروجا من خلاف من لم ير مشروعيتها، وأن زيادتها من الأمور التي لا تنكر على من جاء بها، فإن الأمر في هذا واسع ـ كما رأيت ـ في كلام العلماء المتقدم، والمسألة من مسائل الاجتهاد. والله أعلم. |
خريطة جديدة للإسلام السياسي على أرض النمسا! „die neue Islam-Landkarte‟ „ أحياناً أتمنىٰ أن يكون هناك مجلس أو مركز عربي للشؤون الخارجية علىٰ نمط ذلك الأميركي في نيويورك حيث يطلق لأفكار وخيالات المتخصصين العنان دونما تمييز، ليس فقط عن أحوال أميركا، وإنما العالم كله ‟. (د. عبدالمنعم سعيد؛ نظام عالمي جديد مرة أخرى؛ الأربعاء - 7 شوال 1442 هـ - 19 مايو 2021 م ـ الشرق الأوسط؛ العدد [15513] ) وبناءً على مقولة د. سعيد؛ كم كنتُ أتمنى أن توجد دراسات للمجتمعات الأورُبية وسياسة دولها وتوجهات أحزابها؛ وتغيير وتبدل مزاج شعوبها .. أو ما أطلق عليه علم „الاستغراب‟ تتولى الإشراف عليها الهيئة الإسلامية المعتمدة من قِبل الدولة؛ خاصةً بما يتعلق بالنظرة إلى التجمعات ذات الصبغة الإسلامية في بلاد الغرب.. .. لذا يمكنني القول بأن يوجد إخفاق لكل من : المنظمات الإقليمية كــ - مجلس التعاون لدول الخليج العربية (6 دول؛ تأسس في 25 مايو 1981م بالاجتماع المنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي)؛ أو الجامعة العربية (22 دولة؛ نشأت عام 1945م)؛ أو مجلس التعاون الإسلامي (57 دولة؛ أُنشئت منظمة التعاون الإسلامي بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عُقدت في الرباط بالمملكة المغربية في 25 من سبتمبر 1969 ردًا علىٰ جريمة إحراق المسجد الأقصىٰ) .. تلك المنظمات (مجموع تلك المنظمات الإقليمية: 85 دولة) في المنطقة العربية أو الأماكن التي يقطنها مسلمون ؛ لا تقوم فعليا برعاية شؤون شعوبها أو مَن هاجر منهم إلى دول الغرب والأمريكيتين أو كندا وأستراليا.. .. وقد نشأت „اتحادات‟ أخرىٰ، في المنطقة العربية تضم كل منها دولتين أو أكثر، ابتداء مِن أوائل الخمسينات في القرن العشرين إلىٰ أوائل القرن الواحد والعشرين، وكلها للأسف كانت فاشلة[(1)]؛ ما عدا واحدتين: - الأولىٰ عندما توحدت طرابلس الغرب وبرقه وفزّان باسم المملكة الليبية المتحدة عام م1951، في عهد الملك إدريس السنوسي، و - الثانية عندما توحدت إمارات الساحل الخليجي تحت اسم الإمارات العربية المتحدة[(2)].. .. يجاور هذه المنظمات-الجامعةالعربية؛ مجلس التعاون الخليجي؛ منظمة التعاون الإسلامي- يجاورها الهيئات العالمية كــ -الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها العاملة والفاعلة (193 دولة + الكرسي الرسولي [الفاتيكان] وفلسطين بصفتهما مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة)؛ ومن المضحك المبكي أن : „مجلس الأمن‟ التابع لها يتحمل المسؤولية الرئيسية عن صون: أ . ] السلم؛ و ب . ] الأمن الدوليين. ولدىٰ مجلس الأمن 15 عضوا، وأيضاً - الإتحاد الأورُبي (27 دولة؛ تأسس بناءً علىٰ اتفاقية معروفة باسم معاهدة „ماستريخت” الموقعة عام 1991م، ولكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماضي.)- ومعهما-المنظمات الإقليمية والهيئات العالمية- - منظمات حقوق الإنسان.. بل واضف : - الثورات-إيران؛ مثلاً- و - الأحزاب والتكتلات ذات الوشاح الإسلامي والتي تمكنت لبرهة مِن الوقت مِن الظهور؛ ومن ثم الوصول إلىٰ كرسي الحكم كـ- جماعة إخوان في مِصر؛ السودان؛ تونس؛ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة؛ دولة إسلامية في العراق والشام (إعلامياً : داعش).. اقول (الرمادي): أخفق هؤلاء جميعاً-بالصفة الحزبية أو التكتلية أو الجمعية وقت اعتلاء كرسي الحكم- في نصرة المستضعف وإواء المقهور؛ ومنع الغالب مِن بطشه بالمغلوب علىٰ أمره؛ كما وفشلت في إظهار الصبغة الإسلامية الصحيحة من خلال إحسان تطبيق أحكام الدين الحنيف وتفعيل إنسانية وشمولية سنة رسول الله الكريم؛ والأحداث المتتالية والمتسارعة في عدة بقاع مِن الأرض ومنذ ما يقترب مِن 100 عام- أقول (الرمادي): أحدد عام 1924م-تثبت صحة ودقة ما ذهبت إليه مِن القول! .. والإشكال لا يعود لكثرتها أو أعدادها أو تنوعها بل يعود لـ : - الأساس الفكري؛ و - المبدأ الأساسي و - المنطلق الاستراتيجي و - الكيفية العملية والتي بنيت عليه هذه المنظمات والهيئات كيانها! .. والتخبط الظاهر في عدة مناطق وكيفية معالجة المسائل وحل المشاكل يؤكد هذا! -*- - إعادة نظر „عَوْدٌ عَلَىٰ بَدْءٍ‟: إنَّ انتشارَ الإسلامِ نتيجة هذه الشدَّة مِن أهل مكة-في بدايات الدعوة الإسلامية وبدايات الرسالة المحمدية؛ وزمن العهد المكي- ليس أمرًا عجيبًا؛ إنَّما هو سُنَّةٌ مطَّردة! ولو بحثنا في أصول التجمعات المسلمة في أورُبا وأميركا -علىٰ سبيل المثال وليس الحصر- في زماننا المعاصر، فسنجد أنَّ السبب الرئيسِ في تكوينها هو حالة التضييق الشديدة التي تعرَّض لها أهل الإسلام في مِصر، وليبيا، وتونس، وسوريا، والمغرب، وغيرها مِن البلاد العربيَّة؛ وبلاد آخرىٰ يقطنها مسلمون، وذلك في الفترة مِن الخمسينيَّات إلىٰ الثمانينيَّات مِن القرن العشرين الميلادي؛ فقد أدَّىٰ هذا التضييق إلىٰ خروج أعدادٍ منهم إلىٰ معظم بلاد أورُبا وأميركا، أضف سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والملاحقات الأمنية والقبضة الحديدية الاستخباراتية.. والتهجير القسري.. فتكوَّنت ما نراه اليوم مِن تلك التجمعات[(3)]المسلمة الكبرىٰ.. ثم حصول الكثير منهم علىٰ جنسية تلك الدول الغربية؛ والتزاوج فتوالد الجيل الثاني والثالث.. كما وأُنْشِئت الهيئات الإسلامية والممثلة شرعياً لهم؛ والمعتمدة مِن قِبل الدولة الأورُبية؛ أو مع مَن تخاطبهم حكومات الدول الغربية، ووجدت المراكز الإسلاميَّة بتمويل مالي مِن الخارج(!) ودعم لوجستي(!) مِن بعض الدول-ما اثار حفيظة بعض الحكومات في الغرب-؛ وفُتح العديد مِن المساجد وانتشرت المصليات الأهلية؛ تحت مسميات:" إتحادات عربية/غربية" أو "ثقافية"، وبالتوازي كثرت المؤسَّسات الاقتصاديَّة والتي يملكها مسلمون؛ وفُتح العديد مِن المحلات التجارية كالبقالة واللحوم والفاكهة والخضروات، بل والعيادات الطبية والصيدليات والورش الصناعية والفنية، وصار للمسلمين مراكز دعويَّة تخبر(!) عن أحكام الدين، وتدعو غير المسلمين(!)؛ بل وتُساعد المسلمين في بلدان إسلاميَّة بصورةٍ أو بأخرىٰ.. بل وتجد اليوم-في الغرب- المعلم والمهندس والمحام والطبيب والصيدلي والفني-المتخرج من مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم-؛ ولهم مكاتبهم أو عياداتهم أو صيدليتهم أو ورشهم داخل النسيج الاجتماعي والمهني في المجتمع الغربي؛ ويلاحظ بصفة عامة أن المسلمين في بلاد الغرب يعيشون في أمانٍ-إلىٰ حدٍ كبير جداً؛ ماعدا بعض التصرفات الطائشة والحاقدة- في كنفهم، ومع أنَّهم كانوا يُعانون مِن : - آلام الغربة، و - متاعب البيئة الجديدة و - طبيعة المناخ العام، و - مسائل الوسط الإجتماعي و - مشاكل الوضع الاقتصادي والسياسي؛ وبعض - المشكلات السياسيَّة العابرة؛ ومازالوا يعانون مِن - النظرة النمطية التقليدية الخاطئة للمسلم من خلال وسائل الإعلام وخاصة المسلمات؛ لكن بشكلٍ عامٍّ يعيش المسلمون مطمئِنِّين، و«بخير دار»(!)؛ مِن حيث الرعاية الصحية والتعليمية والعلمية والمهنية وكافة رعاية شؤونهم، وينبغي أن نعترف-ولو ضمنياً دون التصريح العلني- بــ هذا الوضع الآمِن الجديد الذي يُسعد المهاجرين بتواجدهم في الغرب، وهي سعادةٌ حقيقيَّةٌ لن يشعر بها إلَّا مَنْ هُدِّد في رزقه وأَمْنه وصحته؛ ولقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عُبَيْدُاللهِ بْنُ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ -رضي الله عنه-: « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ.. مُعَافًى فِي جَسَدِهِ .. عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ .. فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا »[(4)] وهؤلاء.. المهاجرون ... حقَّقُوا الثلاثة [الآمِن .. والمُعَافاة فِي الجَسَدِ .. وقُوتُ اليَوْمِ] بفضل الله-سبحانه وتعالى-، فيالسعادتهم![(5)]. كما يجب أن نعترف بوجود بعض التجاوزات والتي تؤدي إلىٰ التعسف أو العنف وأحياناً تصل إلىٰ القتل وإزهاق الأرواح(!). أضف : أنَّ أخبار وأحوال بلاد المنشأ-وهم يعيشون في الوطن البديل- لم تنقطع قطُّ عنهم؛ بل تأتي إليهم مباشر من خلال قنوات الاتصال؛ فنجدهم يُتابعون الأحداث، ويتفاعلون معها، ولهم في كثيرٍ من الأحيان ردُّ فعلٍ يُناسب الحدث.. وواضحٌ أنَّ وجود المهاجرين في الغرب؛ أو مَن يحملون جنسية غربية منهم لم يكن يُسعدهم وحدهم؛ بل كان يُسعد أهليهم كذلك؛ لأنَّه مِن جانبٍ : كانوا يطمئنُّون عليهم-دون أذًى أو ألم-، ومن جانبٍ آخر-قد لا يفطن إليه الكثير- : يطمئنُّ المرء علىٰ وجود منطلقات جديدةٍ للمسلمين تُحافظ علىٰ بقائهم، فهم يُمَثِّلون مخزونًا استراتيجيًّا مهمًّا يُطمئِنُّ إليه بشكلٍ عامٍّ[(5)].-انظر أحداث غزة الأخيرة بدءً مِن 25 رمضان 1442 وحتىٰ إلىٰ ما بعد عيد الفطر- ؛ ولا ينبغي أن نغفل الرعاية المالية والمعنوية بصفة عامة لأهل وذوي هؤلاء [انظر حال دولة لبنان؛ والتحويلات البنكية]... .. والمراقب الواعي يرىٰ بوضوح تحرك إيجابي مرموق وتواجد حي مؤثر لــ أبناء-الشباب والشابات- التجمعات الإسلامية مِن الجيل الثاني والثالث؛ ونحن علىٰ مشارف الجيل الرابع في كافة المجالات العلمية والتخصصية؛ الاقتصادية والتجارية.. فيخبرنا هذا التحرك بمستقل زاهر؛ وهذا التواجد المؤثر والحي ينبئ عن تغيير جذري في البنية الأساسية للمجتمع الغربي.. وهذا ما تثبته الكثير من الدراسات الميدانية.. -*- ولنحدد مثالاً! .. تضارب الحكومات المتعاقبة مِن بعد عهد المستشار „Dr. Bruno Kreisky‟ (SPOE) في اتخاذ قرار سياسي صائب والتأرجح بين الفعل ونقيضه؛ واعتماد قانون يعارض الدستور الأساسي للبلاد؛ يرافق هذا تناوب أحزاب يمينية تتمقعد بالقرب مِن كرسي المستشارية؛ هذا.. اربك المشهد السياسي العام للدولة؛ واليوم-أول يونيو 2021م- وبناءً علىٰ الوضع-الإجتماعي والشعبوي والسياسي والاقتصادي؛ وعدم القدرة على السيطرة على وباء (SARS-CoV-2) - الحالي بشقيه السلبي والإيجابي فقد أخبرتْ السيدة وزيرة الاندماج „Susanne Raab‟ (OEVP) فأعلنتْ عن بحث استقصائي يوم الخميس 27 مايو 2021م عن خريطة تبين تواجد ما يزيد عن (623) تجمع إسلامي سياسي -اتحادات.. جمعيات إسلامية ذات الصبغة السياسية؛ وفق تقسيم الوزيرة- „die neue Islam-Landkarte‟ علىٰ الأرض النمساوية مع تعريف دقيق لكل منها وتحليل؛ وبينت الخارطة وفق هذا البحث الاستقصائي ما يزيد عن (230) اتحادا في العاصمة فيينا؛ و(86) في ولاية النمسا السفلى؛ ومقاطعة النمسا العليا (78)[(6)]، مما دعىٰ عمدة ولاية فيينا-العاصمة- : „Dr. Michael Ludwig‟»(SPOE) أن يقول : ما حدث هو:„تفريق سلبي تجاه الأديان؛ وأن هذه الخارطة لا تعمل علىٰ الإندماج بل تسعىٰ إلىٰ انشطار المجتمع الواحد وتقسيمه‟.. وتوالت ردود الفعل الغاضبة من النمساويين المتنفذين أنفسهم؛ وما زاد الأمر تعقيدا أمام أجهزة دول القارة العجوز؛ وحالة عدم رضا مِن كثيرين من سكانها: نزوح الآلاف مِن مناطق الصراع الدموي والتدمير.. مما نشَّط الأحزاب اليمينية تجاه المهاجرين؛ ومما زاد الأمر تعقيدا استطلاع غربي للرأي، يبين الخلفية الذهنية للغربيين؛ نُشرت نتائجه في ديسمبر 2016م، كشف أن هناك فجوة شاسعة بين معتقدات الشعوب الغربية والحقائق علىٰ أرض الواقع بشأن أعداد المسلمين في بلادهم، التي غالباً ما تميزت بــ : „المبالغة” .. فقد أظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد :„إبسوس موري”، وشمل أكثر مِن 27 ألف (27,000) شخص في نحو 40 دولة غربية بين (22 سبتمبر و6 نوفمبر 2016م)، أن غالبية الأورُبيين تبالغ في تقدير نسبة المسلمين في دولهم، وكذلك في تقدير مقدار وحجم نمو هذه التجمعات الإسلامية. وأشار الاستطلاع إلىٰ أن ذلك يعود في الأساس إلىٰ ميل الشعوب بشكل عام إلىٰ المبالغة في تقدير أسباب القلق لديهم، بالإضافة إلىٰ :„التشاؤم حيال مسألتي السعادة والتسامح”. ومن الأمثلة علىٰ ذلك أن : - الأستراليين أجابوا علىٰ سؤال بشأن نسبة المسلمين في بلادهم حاليا بأنها تصل إلىٰ :„12.5%”، في حين أن النسبة الحقيقة تصل إلى :„2.4%” فقط، وقالوا إن هذه النسبة ستصل إلى :„21%” عام م2020، بينما تشير التوقعات المبنية علىٰ الأرقام الحقيقية إلىٰ أنها لن تتجاوز :„3%” . .. إذاً .. الشعوب الغربية تبالغ بتقدير نسبة المسلمين المتواجدون بالفعل على أرضي أورُبية؛ فيا ترى ما هو الدافع أو الباعث أو اي معلومات خاطئة سُربت أو نُشرت خلال وسائل الإعلام أو السياسيين المناهضين لتواجد عربي/افريقي/أسيوي على أرض القارة العجوز الأورُبية.. وقضية سوء معاملة أصحاب البشرة السمراء في أمريكا ليس ببعيد عن الضفة الشرقية للمحيط الأطلسي! وإليك البيان: فــ الفرنسيون والبلجيكيون والألمان والبريطانيون يبالغون بخصوص هذه المسألة وتوقعات نموهم في المستقبل، وفقا لما ذكرته صحيفة "غارديان" البريطانية. - وكان الفرنسيون الأكثر مبالغة في تقديرهم لعدد المسلمين في بلادهم حالياً ومستقبلاً، إذ يعتقدون أن نسبة المسلمين في فرنسا تصل إلىٰ :„31%”، في حين أنها لم تتجاوز :„7.5%” عام 2010، أي بمعدل مسلم واحد بين كل 13 فرنسي. كذلك توقع الفرنسيون أن تصل نسبة المسلمين في بلادهم عام 2020 إلىٰ أكثر من :„40%”، بينما هي لن تتجاوز :„8.3%” بحسبت توقعات دراسة أجراها معهد :„بيو” للأبحاث. - والأمر نفسه ينطبق على الإيطاليين والألمان والبلجيكيين، حيث لا تتجاوز نسبة المسلمين الحقيقية في بلادهم : „%3.7” في إيطاليا؛ و :„5%” في ألمانيا؛ و :„7 %” في بلجيكا.".[(7)] - ..والوضع الحالي-خاصة في جمهورية النمسا- قد أخذ شكلًا جديدًا متميِّزًا، يجدر بنا أن نقف معه وندرسه بعناية؛ خاصة بعد انخراط شباب -يحمل الجنسية النمساوية- البعض منهم من أصول عربية في صفوف „داعش‟.. ثم أحداث بداية نوفمبر الماضي الدامية، والقبض وملاحقة افراد من جماعة إخوان وحماس.. والقبض علىٰ تنظيم يميني يخزن أسلحة؛ ثم دخول تنظيمان تركيان :„Milli Goerues‟،„ATIB‟ على خط المواجهة وأضف:„die Grauen Woelfe‟.. هذا.. مما يستلزم مِن الهيئة الإسلامية المعتمدة أمام الدولة والحكومة-أولاً- والواعيين المخلصين مِن المسلمين-ثانياً- من اتخاذ إجراءات إيجابية فاعلة؛ ووضع خطة شاملة مستقبلية ووقائية ودعوية ترتقي لما يجري في أروقة السياسة؛ خاصةً مِن تجمعات اليمين المتطرف؛ وأحزابه الشعبوية! . يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ : * ~ الأربعاء، 22 شوال، 1442هــ~02 يونيو 2021م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ [(1)] تقرأ في كتاب عن : „ تاريخ اليمن في عهد الإمام أحمد ” الذي ما أن سمع عن „ اتحاد الجمهورية العربية المتحدة بين مِصر وسوريا ”، وفي نفس الوقت م1958 قيام „ الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن ”، حتىٰ تحمس وأراد أن يُدخل اليمنَ في أحدهما، فسأل (عرّاف) القصر أيهما أرجح(!!؟)، فقال له العرّاف: „ إن نجم جمال عبدالناصر يعلو علىٰ كل النجوم ”، لهذا أرسل للرئيس جمال البرقية التالية:“ بالله لا تنفضوا قبل أن تضمونا إليكم، وأرسلت (الولد) البدر - علىٰ حد تعبيره - إلىٰ القاهرة يحمل بقية التفاصيل„ ”. وقرأ عبدالناصر البرقية ثم ناولها لشكري القوتلي، فقال شكري: „ خير، خير ضمه إلينا ”. وتحدث القوتلي في ذلك الوقت قائلاً: „ إنه بصرف النظر عن مسائل النجوم والعرافين، فإنه يرى قبول عرض الإمام للأسباب التالية ... أولاً؛ أنها خطوة وحدوية لا يجب التردد فيها، ثانياً؛ أنها ستفتح طريقاً للحضارة حتىٰ تدخل اليمن، وثالثاً؛ أنها تخفف من الضغط علىٰ العناصر الوطنية في اليمن. وفشلت الوحدتان فشلاً ذريعاً، حين انهارت „ الوحدة الهاشمية ” في نفس السنة عندما قام انقلاب عبدالكريم قاسم، وانهارت „ الجمهورية العربية المتحدة ” عام 1961م بسبب أن عبدالناصر بعث صديقه المشير عبدالحكيم عامر ليكون الحاكم الآمر الناهي وحده علىٰ سوريا، من هنا حصل الانفصال، وكان أول من ندم على مساهمته في هذه الوحدة الفاشلة هو شكري القوتلي نفسه. وبما أن الإمام أحمد يقرض الشعر، فقد قال في هذا الصدد قصيدة هجائية، أقتطع لكم بعضاً من أبياتها التي يقول فيها: ما لي أراكم تملؤون الأرضا * قولاً يفيض حسداً وبغضا وتفعمون الجو بالشتائم * وتصفعون جبهة المكارم وتصرخون من فم المذياع * بكل صوت ناشز الإيقاع نسيتمُ عدونا المشتركا * وصرتمُ بعضاً لبعض شركا شننتمُ الحروب فيما بينكم * ودستم العهد الذي يصونكم [(2)] جريدة الشرق الأوسط؛ الثلاثاء - 20 شوال 1442 هـ - 01 يونيو 2021 م ـ العدد: (15526). [(3)] أولاً: لا اتفق مع مَن يطلق على المسلمين في الغرب وأميركا وكندا واستراليا لفظة : „جالية” أو „اقلية” !.. وهي مسألة تحتاج لتسليط الضوء عليها من الناحية اللُغوية والقانونية والتشريعية!! العدد الدقيق للمسلمين-حاليا- في أورُبا غير معروف. والأرقام متضاربة وأذكرها : بيد أن الإسلام دخل أورُبا من خلال أجزاء مِن الجزر والسواحل الأوروبية الواقعة علىٰ البحر الأبيض المتوسط خلال القرن السابع [أي منذ سنة 670 بعد الميلاد]، ووفقًا لمركز الأرشيف الألماني للإسلام معهد (دي)، يبلغ عدد المسلمين في أوروبا حوالي 53 مليون (5.2%)، يشمل الرقم كل من روسيا والقسم الأورُبي لتركيا. ويبلغ عدد المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي حوالي 16 مليون (3.2%). In Europa leben gegenwuertig knapp 53 Millionen Muslime; http://www.islamicpopulation.com/europe_islam.html and كتاب حقائق العالم 2007 نسخة محفوظة 24 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين. وفقًا لآخر إحصائية من عام 2010، قام بها معهد "بيو" وصل عدد المسلمين في كل أوروبا، عدا تركيا، إلى 44 مليون نسمة، أي ما يُشكل حوالي 6% من إجمالي سكان أوروبا. مركز بيو للأبحاث، The Future of the Global Muslim Population, January 2011, نسخة محفوظة 9 فبراير 2011 على موقع واي باك مشين., نسخة محفوظة 23 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.] يشكل الإسلام ثاني أكبر دين في العالم. وفقا لدراسة أجريت في عام 2015، يبلغ تعداد المسلمين 1.8 مليار شخص ويشكلون حوالي 24.1% من سكان العالم. "Why Muslims are the world's fastest-growing religious group". Pew Research Centre. April 2017. مؤرشف من الأصل في 14 مايو 2019. اطلع عليه بتاريخ 24 أبريل 2017. ستضيف أوروبا الغربية العديد من المهاجرين المسلمين في المجتمعات حيث يعتبر الإسلام هو ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية، حيث يمثل 6% من مجموع السكان أو نحو 24 مليون نسمة. التحول إلى الإسلام والجاليات المهاجرة الإسلامية توجد في كل جزء تقريبا من العالم. 1- عدد المسلمون في أمريكا 8 ملايين والنسبة تتزايد بدرجة كبيرة . 2- عدد المسلمون في قارة أورُبا 30 مليون مسلم ، في فرنسا فقط 5 مليون ويتوقع أن يتزايد العدد في فرنسا فيصبح 20 مليون بحلول عام 2050 . 3- قال الباحث الروسي د. "بيلو" توقعه أن عدد المسلمين في بلدان أوربا الغربية والولايات المتحدة سيتزايد بشكل كبير جداً . 4- عدد المسلمون في روسيا 13 مليون شخص في عام 2002 أي بنسبة 9% من السكان ، وفي دراسة أنه في عام 2050 احتمال سيصل نسبة المسلمين 50% ! . 5- في المانيا عدد المسلمين 1.7 مليون مسلم واحتمال يصل العدد إلى 5 مليون خلال العشر السنوات القادمة . 6- النمسا : تقدير عام م2016 (نسبة المسلمين: 6.9 % ). [(4)] انظر : الترمذي: كتاب الزهد، باب في التوكل على الله (2346)، وقال: حديث حسن. وابن ماجه (4141)، وابن حبان (671)، والطبراني: المعجم الأوسط (1828)، وحسنه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (2317). [(5)] د. راغب السرجاني . [(6)] [oe24, NR.697, Freitag,28. Mai 2021] [(7)] معهد إبسوس موري. ديسمبر 2016م. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
الندية مع فارق التفوق! *الندية مع فارق التفوق! [ ولا ينبغي سماع محاضرة أخلاقية في مسألة حقوق الإنسان ] . في اللحظة التي تشهد مناطق عدة في العالم صراعات عنيفة دامية وأماكن توترات مقلقة وغياب الشفافية في العديد من مباحث القضايا وسوء معاملة إنسان لابن جلدته.. في نفس اللحظة يجتمع الزعيم الروسي مع نظيره الرئيس الأمريكي علىٰ أرض محايدة؛ والذي وصفه الآخير بأنه: „ قاتل‟؛ فرد عليه الأول بأنه ينبغي أن:„ يهتم بصحته ‟ ». في وصف لكلا الجانبين بأن العلاقات بينهما في الحضيض، وليس لديهما -في العاصمة الروسية موسكو أو الأمريكية واشنطن- تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء حاليا، كما يخضع كبار المسؤولين الروس لعقوبات أمريكية لأسباب عدة، بيد أن الولايات المتحدة تنطلق بواسطة رئيسها وتقف خلفه تحالفات:„ G7 ‟ والــ :„ ناتو ‟وتواجدت بجواره رئيسة المفوضية الأورُبية؛ ويمكن القول بأن العالم الغربي الديموقراطي الحر يقف خلف الرئيس الأمريكي أمام مقابلة : „ القيصر ‟ الروسي؛ إذ توجد إلى حد ما جبهة موحدة من :„G7 ‟، و الــ : „ ناتو ‟ فلم يكن اللقاء صدفة أو مصادفة أن يحدث بعد هذا الحشد من اللقاءات والتأييد والوقوف خلف أمريكا بعودتها مرة ثانية للحلبة العالمية وإدارة الصراع ؛ فالمقصود ولو بأدنى قدر مصارعة الصين ومحاولة احتواء روسيا؛ ومن يقف بجوار أو خلف بوتين دول مهزوزة أو وجه إليها أصابع اتهام كــ الصين.ومن المسائل الشائكة (أو وفق المسمى الأمريكي: „ الخطوط الحمر ‟ ) التي سوف تبحث على طاولة النقاش : 1.] مسألة الديموقراطية المجروحة في كلٍ من أمريكا وروسيا وما يسعى بوتين إلى اكتسابه هو رضا الشأن الداخلي عند شعبه لسوء الوضع الاقتصادي والإجتماعي وفي استطلاع للرأي ابدى بايدن تقدما ملحوظاً لنيل رضا الشارع عن أداءه مقارنة بسلفه بوتين قد جمع فاحضر خلفه وفدا روسيا موسعاً؛ للتفاوض حول قضايا مادية وليس احتواء روسيا؛ إذ هناك ملفات عدة ولكل منها مَنْ يحملها؛ فالوفد الروسي ذو تشكيله تحمل قضايا؛ إذ أن كل شخصية في الوفد تحمل ملفاً خاصاً: 1.] وزير يحمل الملف الروسي : سفير موسكو للعلاقات الدبلوماسية 2.] مساعد الرئيس يحمل ملف أوكرانيا.. 3.] نائب وزير الخارجية ملف النووي الإيراني والملف السوري 4.] رئيس الأركان يحمل ملف التسلح والصراع التكنولوجي ومن الملفات التي لا ترغب الإدارة الروسية طرحها أو مباحثتها : 1.] قضية بيلاروسيا؛ فرئيسها ومنذ 1994 قابعا على كرسي الحكم وبتزوير إنتخابات 2.] قضية أوكرانيا 3.] التعاون الروسي لــ إيران (النووي) 4.] التواجد على أرض سوريا (دول الممانعة) 5.] الحرب السيبرانية 6.] تطور الأسلحة البعيدة والمتوسطة المدى 7.] التواجد في البحيرة المتوسطية (ليبيا) 8.] كوريا الشمالية 9.] أفغانستان 10.] القطب الشمالي المتجمد وذوابانه مما يجعل روسيا تستغل الذوبان لأغراض عسكرية وأقتصادية لذا فقد قدمت أمريكا على حرب نفسية ضد الزعيم الروسي؛ مثل ما قامت به إدارته من تسميم معارض أو أعتقال آخر.. وتوجيه أصبه الاتهام بــ الهجمات الإلكترونية على المنشأت الحيوية الأمريكية، مما جعل بايدن يريد أن يضع خطوطا حمرا أمام بوتين؛ وتوقعات بمطالب أكثر صرامة؛ والإدارة الأمريكية ترى روسيا دولة عدائية من خلال تحركاتها ضد الولايات المتحدة!.. وما يزعج إدارة بوتين : 1.] حماية أمريكا للمعارضين في الخارج 2.] دعمها لمعارضي الداخل.. 3.] طلب أمريكا إطلاق صراح اثنين من الأمريكان محجوزين في روسيا إذ يعمل بوتين على إزالة المعارضة من أمامه خاصا لإنتخابات سبتمبر القادم لـ يحصل حزب روسيا الموحدة على الأغلبية المطلقة فهل سيستجيب : „ القيصر ‟ الروسي!؟ ما شُوهد اليوم [منتصف نهار الأربعاء: 16 يونيو 2021م من جنيف] من خلال قنوات التلفاز اريحية بايدن في جلوسه أمام بوتين؛ وحالة من القلق (التوتر) بادية على بوتين أمام بايدن فهل يمكننا التحدث عن استقرار مع كل المخالفات!؟ وهل يمكن بناء ثقة بينهما!؟ العالم كله ينتظر ما سوف تسفر عنه اللقاءات؛ فنحن في يومنا الأول! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ الأربعاء، 16 يونيو، 2021 م ~ الأربعاء، 07 ذو القعدة، 1442هــ * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
بلدان الغد! بلدان الغد « „ طفل اليوم هو رجل الغد؛ وأب المستقبل.. وطفلة اليوم هي المستقبل كله‟ »... فهناك بلدان تضع شعوبها دوماً علىٰ عتبة الغد. « „ تراجعت نسبة المواليد في الولايات المتحدة خلال السنوات الست الماضية بنسبة عالية وخاصة في زمن وباء كورونا ‟ ».[دراسة أمريكية : يونيو 2021م] نحن جميعاً نقف على أعتاب عطلة.. أم اجازة.. أو راحة صيفية!؛ أم الحديث عن استجمام.. أم مواصلة دراسة والاعداد للمستوى التالي وزيادة تثقف.. وتنمية هوايات مع صقل مهارات فتعزيز قدرات!.. البعض يفضل استثمارها وآخرون يقصرونها على الترفيه... قد يتساءل آحدهم راحة مِن أي شئ! في الدول الغربية تختلف تواريخ العطلة الصيفية حسب الولايات والمحافظات، والراحة تستمر تسعة أسابيع في جميع أنحاء البلاد (جمهورية النمسا الاتحادية)، تنتهي المدرسة عادة في أوائل يوليو ( هذا العام : 02.07.2021م) وتبدأ في أوائل سبتمبر (06.09.2021م ). ويتم تقسيم الإجازات السنوية إلى عطلات شتوية (حوالي أسبوعين : عطلة عيد الميلاد) ، وعطلة عيد الفصح (حوالي أسبوعين تقريبًا) ، وعطلة صيفية (حوالي تسعة أسابيع) ، وعطلات الخريف (حوالي أسبوع)؛ اضف بعض المناسبات القومية الوطنية والدينية المسيحية؛ ويسمح للطالب المسلم في عيد الفطر والأضحى التغيب عن الدراسة؛ دون المدرس ويصفي التدريس في العام الواحد على ما يقترب من 35 إسبوعاً.. اضف أثناء الراحة الصيفية توجد أنشطة متعددة وتشارك الجامعة في ذلك. فتركز معسكرات التقنية على التعليم التكنولوجي. فتعمل هذه المعسكرات الصيفية علىٰ تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين في مجالات مثل : - تصميم الألعاب، و - إنشاء الألعاب ثلاثية الأبعاد، و - تصميم الويب، و - التصميم الجرافيكي، و - بناء الروبوتات، و - لغات البرمجة؛ تقام هذه المعسكرات الصيفية عادة في حرم الجامعات. فهي تركز على التكنولوجيا كوسيلة للوصول إلىٰ طلاب المستقبل، وتوفير التوعية لخدمة المجتمع! في مصر ، تستمر العطلة الصيفية من بداية أو منتصف شهر يونيو حتى منتصف سبتمبر (3 أشهر / 14 أسبوعًا) في المدارس الحكومية ، على الرغم من اختلاف طولها قليلاً حسب العمر. في معظم المدارس الخاصة ، تمتد العطلة الصيفية من منتصف أو نهاية يونيو إلى بداية سبتمبر (2.5 شهر / 10 أسابيع).. هذا العام بدأت في أبريل. -* تمهيد : الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان كالدماغ والقلب والرئتين والمعدة وجهاز المناعة -على سبيل المثال لا الحصر- تعمل بصفة منتظمة ودائمة طوال حياة الكائن الحي؛ وتبطؤ مِن نشاطها إثناء فترة الراحة أو النعاس والنوم(*)؛ ويزداد نشاطها عند المجهود العضلي أو الذهني؛ ولكنها لا تتوقف (لا تتعطل) عن العمل؛ طالما أن هذا الإنسان يعيش؛ ومن صفات الكائن الحي البشري أنه يحتاج لمعلومات دائمة حديثة تتناسب مع عمره مرتبطة بوجوده؛ وكينونته وأصله واعضائه؛ وكذا عن محيطه وبيئته كي يتمكن مِن استمراره في الحياة، ويستمد هذه المعلومات مِن الآخرين الذين سبقوه؛ مع تجارب سلفت اكتسبها أو مِن ملاحظة الكائنات الآخرى والتي تعيش معه في نفس البيئة أو المناخ؛ أو بواسطة التحصيل العلمي بمفهومه الواسع سواء الديني بغض الطرف عن مسمى الدين -سماوي أو وضعي؛ يُقنع العقل ويدركه الذهن فتطمئن النفس فيهدأ الوجدان وتستريح الروح؛ كما أنه يخاطب البدن- أو المدني التجريبي فيتحصل على معلومات تصله من خلال وسائط شتىٰ كالأسرة والمجتمع بمكوناته المتعددة أو نشرات الأخبار ومراكز الأبحاث.. والطفل منذ صغره يبدء في تحسس جسده وأعضائه ويقارن بينه وبين غيره؛ فإذا كان ذكرا يقارن نفسه بالأنثى؛ وبعد حين يقارن نفسه ببقية المخلوقات؛ ويسعىٰ لاكتشاف ما غمض عنده؛ وتفحص بعض أعضاءه الظاهرة؛ ومن هنا تكثر أسئلة الأطفال عن جميع الأشياء؛ وفي سن مبكرة؛ وقد يخسر ثقة الوالدين أو رجل الدين بمفهومه الكهنوتي إذا كانت الإجابة خاطئة أو مغايرة للواقع المشاهد -إذا علم فيما بعد دقة وصحة الإجابة عن سؤاله مِن طرف آخر- وتزداد الفجوة بين الطفل ومَن هم في محيطه الضيق -الأسرة أو بيت الآله حسب كل دين- إذا كان السؤال مخجل ويستحي أحد الوالدين أو راعي البيت الديني مِن الإجابة؛ فيبحث عن مصدر آخر ليعطيه إجابة.. قد لا تقنعه أو تسكته .. فيبدء من جديد في البحث.. ولعل التقدم العلمي والتكنولوجيا الحالية كانت نتيجة العديد مِن الأسئلة والاستفسارات؛ وعدم مواكبة التقدم العلمي يوقع الكثير في إجابات مضللة أو خاطئة! ما يهمنا قوله في هذا الصدد أنه إثناءالنوم أو اليقظة تعمل الأجهزة داخل الجسم فلا ترتاح... ومِن هذا المدخل أو التمهيد اريد التحدث عن الراحة الصيفية؛ وخاصةً لطلبة المدارس؛ المستوىٰ الإلزامي؛ والملاحظ أن الكثير مِن العائلات ونحن مازلنا في وسط جائحة كوفيد 19 ستغادر دول الغرب في طريقها لقضاء عطلة صيفية في بلد المنشأ -للوالدين- وهنا يتبادر للذهن العديد من الأسئلة: 1.] كيف سيُعد الطفل خاصةً المستوىٰ الابتدائي والاعدادي.. إذ أن ما فوق هذا التعليم الألزامي لا يرغب الإبنــ(ــة) في الذهاب لبلد المنشأ ويرغب في البقاء في الوطن البديل(!) 2.] هل أعدت الأسرة برنامج كامل؛ ترفيهي تثقيفي تعليمي إجتماعي رياضي ذهني وبدني! 3.] بعض مِن ابناء الجيل الأول (الأباء والأمهات) يتحدثون بسلبية عن بلد المنشأ؛ خاصةً مَن لديهم حسابات خاصة مع النظام الحاكم أو مَن لديهم مشاكل مع أحد افراد الأسرة؛ سواء مسائل الميراث؛ وتقسيم التركة؛ أو طمع أحد الأفراد في الآخر مع ملاحظة تحصيل مال مَن في الغرب لمواجهة تكاليف المعيشة (تحويلات بنكية) أو للدواء...إلخ 4.] يترتب علىٰ السابق مقارنة -غير عادلة- بين الخدمات العامة (التطبيب التعليم الأمن والمواصلات مثلا) وامتيازات خاصة (المساعدات المالية للسكن أو الإنجاب أو البطالة) التي تقدم مِن آحدىٰ دول الاتحاد الأوروبي لمن يعيش علىٰ أراضيه؛ حتىٰ وإن كان لاجئاً، وبين دولة عضو في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي 5.] لعدم توفر عامل المساواة(**) في المقارنة يترتب عليه حالة من الضيق. ينبغي بل يجب علىٰ الوالدين إظهار الوجه الحضاري لبلد المنشأ؛ خاصةً وأنها تتميز بقدر هائل مِن الاثار النادرة والأماكن ذات الطابع الحضاري؛ فهي -مِصر- تملك 1/3 أو (2/3) آثار العالم: سواء الفرعونية أو الإسلامية!؛ لغزارتها ووفرتها علىٰ جميع أرض مِصر. كاتب هذه السطور قد عرض فكرة أن طلاب المستوىٰ الإعدادي والثانوي القادمين من الغرب يقدمون خدمة تعليمية/تثقيفية لمن يريد أتقان أو إحسان التحدث باللغة الإلمانية/الإنجليزية/ الفرنسية / الإيطالية... من طلاب مِصر؛ أو معرفة تفصيلية عن دول الغرب؛ وعليه تقوم وزارة التربية والتعليم والسياحة وهيئة الطيران والوزارات المعنية بترتيب هذا المحاضرات خلال معسكرات الراحة الصيفية؛ مع برنامج ترفيهي/تثقيفي يصلح أن يكون تحت مسمى "اعرف مِصر". والظاهر أن المسألة ليست في الأفكار التي تطرح سواء من داخل الصندوق أو خارجه بقدر أن المسألة في كيفية تشغيل وتفعيل مثل هذه الأفكار هل ينظر إلىٰ الإجازة علىٰ أنها مجرد فراغ؛ فـ يحيل كل الإيجابية التي وضعت الإجازة لأجلها إلىٰ سلبية مضاعفة؛ وعليه ينبغي التعامل مع الراحة الصيفية بأنها فرصتك الذهبية النادرة أو الوحيدة المتاحة لاجتياز درب وعر إلىٰ ضفة سهلة؛ إذن نحن مقبلون علىٰ فراغ زمني طويل (تسعة أسابيع)، انتظره الشباب والأطفال بصبر على صبر، والإشكال أن بعضهم لا يدرون لماذا يرغبون في هذا الفراغ؟ يسمّىٰ هذا الفراغ بالعطلة نسبة إلىٰ بقاء العامل بلا عمل، ويسمىٰ كذلك بالإجازة بمعنىٰ الرخصة، وهي في المجمل استراحة أو محطة أو لعلها فاصلة قصيرة للطلبة بين مستويين غالباً، وبين فاصل جزئي من الروتين الوظيفي والعملي أحياناً. حقيقة الأمر أن الإجازة استراحة تأتي لهدف : - تجديد الهمة، و - التخفف مِن الضغط، - مع الاسترخاء والاستجمام، - وشحن النفس والروح بطاقة إيجابية، لكن النظر إليها علىٰ أنها فراغ - مجرد فراغ - يمكن أن يحيل كل الإيجابية التي وضعت الإجازة لأجلها إلىٰ سلبية مضاعفة، فيعود بعدها الإنسان بنفس قاتمة وهمة فاترة وروح منكسرة فيكون أكثر ضعفاً. ما الذي يمكن أن يجعلها سلبية؟ الكثير مِن العوامل والأسباب التي تجعل الشاب لا ينتبه إلىٰ أن الإجازة مثل انعدامها، فالحكم في الأمر أن ذلك كله يدخل ضمن وقت وعمر الإنسان، وهو محاسب علىٰ كل ثانية منه، وتنظيم الوقت واستثماره هو الكفيل الأول لمضاعفة إيجابية الإنسان وجدوىٰ ما يفعله. وأغلب أسباب انقلاب الإيجابي إلىٰ سلبي مقعّر ومضاعف هو أحد الأسباب التالية: 1. ضياع الهدف: ويتساوىٰ في ذلك عدم وجوده مع تحديده بشكل خاطئ؛ لأن ذلك يعني تضييع الوقت في التجريب بما لا يفيد، وصرف المزيد مِن الجهد وربما المال في غير مكانه، حتىٰ إذا اكتشف الإنسان خطأه كان الأوان قد فات. 2. الفوضى: ترك الأمور تجري بلا خطة واضحة يتم ترتيب الأولويات والأوقات فيها هو باب واسع للكسل والسلبية والفشل المحقق ، وذلك يجعل الإنسان عرضة لكل ما هو مستجد وطارئ وغير محسوب، فتتعدد أمامه الالتزامات وتغيم الرؤية بشكل يمكنه أن يعكّر عليه تفكيره فتمر أيامه كأنه لم يخطط لشيء. 3. التركيز على جانب واحد: وحينما يكون الترفيه هو أكثر ما يفكر الإنسان بممارسته، فيبقىٰ بينه وبين الجدوىٰ مسافات طويلة . إذن ما الذي يجب أن نفعله؟ بما أن الإنسان مركب من روح وجسد؛ نفس وبدن.. فيجب مراعاة غذاء الروح بالتوازي مع غذاء الجسد: 1. اجعل لروحك الجزء الأكبر مِن الاهتمام عبر المتاح من العبادات.. عوّد نفسك علىٰ قراءة القرآن.. وحفظه. 2. تقرّب مِن أهلك ومجتمعك اللصيق بشكل أكبر، عش اهتماماتهم، وطموحاتهم، ساعدهم وساندهم وخفف من همومهم ومشاكلهم. 3. نظّم رحلات وبرامج علىٰ المستوىٰ العائلي وعلىٰ مستوىٰ الأصدقاء والزملاء، تتقارب فيها النفوس والعقول وتجدد الطاقة. 4. غذّ عقلك بساعة قراءة يومية للكتب في أي مجال تحبه، أو الاستماع لما تريد التزود به من ثقافات ومحاضرات وكتب صوتية، أو شاهد برامج مفيدة عبر الإنترنت والتلفاز. 5. واظب علىٰ حفظ شيء يهمك أن تحفظه كالقرآن والأذكار مثلاً، أو بعض المأثورات والأقوال المفيدة والجمل الريادية. 6. تواصل مع جيرانك ومعارفك الذين لم تتواصل معهم منذ زمن، وفتش عن نقاط تعيد التواصل لما كان عليه سابقاً. 7. سافر إن استطعت السفر، لمناطق الآثار؛ ففي السفر عشرات الفوائد، وهو باب للنجاح والتقدم والتغيير. 8. الغالب أننا نتحدث اللهجة العامية ونغفل اللغة العربية الفصحى؛ وهذه فرصة جيدة لتعلمها من خلال النحو والبلاغة وعلم البيان. 9. اكتشف موهبة لديك واعمل علىٰ تنميتها، أو طوّر موهبة موجودة لديك واشتهرت بها، فكل شيء أصبح متاحاً عبر الإنترنت. 10. طوّر نفسك عبر دورات تدريبية تخص مجال دراستك المستقبلية واهتمامك، لكي تتفوق حتىٰ علىٰ نفسك في الفترة القادمة. 11. شارك في الفعاليات التي يقيمها المجتمع والتعرف من خلالها علىٰ كل ما يخص بلاد-المنشأ- أو المكان الذي تعيش فيه-الوطن البديل-. 12. تطوّع أو شارك في مؤسسة أو نادٍ أو جمعية خيرية في المجال الذي تحبه وتختاره بما يزيد رصيدك المعرفي وحتى الروحي والإنساني. 13. شارك في أحد المخيمات والمراكز الصيفية التي تتيح تنمية القدرات الفردية الخاصة سواء كان المخيّم عاماً أم متخصصاً. 14. رفّه عن نفسك ومن حولك بأساليب وطرق تناسبك وتشعرك بالاسترخاء ، كالرحلات، التسوّق، اللعب، السياحة والتعرف على آثار ومعالم البلد. 15. إذا تيسر: نظّم زيارات خيرية للأيتام، للأسر الفقيرة، للمرضى في المشافي، للمقابر، للأسر المكلومة؛ مع ملاحظة التقييد الكامل بالإجراءات الوقائية فنحن ما زلنا في وسط جائحة كورونا . وهو ما نسميه تقسيم وترتيب الوقت أو ساعات النهار والليل! كما أضيف : نصائح لعطلة صيفية ممتعة وصحية : ١. شجعوا أطفالكم على زيارة أصدقائهم في الحارة او في الحي المجاور بدل من محادثاتهم هاتفيا. ٢. ألحقوا أطفالكم ببرامج تطوعية مفيدة خارج إطار المنزل. ٣. اطفئوا اجهزة الحاسوب والآيباد والاجهزة الالكترونية، واطلبوا من أطفالكم اللعب مع الأصدقاء خارجا. ٤. ألحقوا أطفالكم بدورات رياضية مثل السباحة، ألعاب كرة القدم، وغيرها من الرياضات المفيدة . ٥. على الأطفال ان يتحركوا وان يمارسوا الفعاليات الجسمانية، فستين دقيقة أسبوعية من الحركة والجهد الجسماني مرغوبة لصحة أطفالكم. ٦. مارسوا نوعا من انواع الرياضة المحبب عليكم مع أطفالكم. اما بالنسبة لأتباع نظام غذائي صحي خلال العطلة الصيفية : ١. اطلبوا من أطفالكم مشاركتكم في عملية تحضير الطعام من البداية وحتى تجهيز المائدة. والمقصد شاركوهم في شراء الخضروات والفواكه والحاجيات في الدكان حتى المرحلة النهائية من ترتيب سفرة الطعام وتقديمه. هذه المشاركة تقحم الطفل وتشاركه بمكونات صحنه وبنوعية وصحة المركبات التي يتناولها، وتعطيه مفهوما واضحا اكثر عن عملية تحضير الطعام البيتي وأهميته، كما وتحركه جسمانيا أيضاً. ٢. شجعوا أطفالكم على النوم باكرا، فالسهرات تشجع تناول الطعام وأحيانا يتمادى الأطفال بتناول النقارش والمسليات الدهنية التي تسبب السمنة. من المهم ان ينام طفلك من ٨ حتى ٩ ساعات ليلية . ٣. حضروا لأطفالكم المسليات الصحية مثل الفشار المخفف الدهن، والمحضر بالبيت وانتبهوا بان لا تشتروا الفشار الجاهز لانه يحوي على نسب هائلة من الدهنيات. قطعوا الخضروات مثل الجزر، الخيار، الكولورابي، والفواكه بطريقة مشهية وقدموها بطريقة مبدعة لارغاب طفلك بتناولها. مع الابتعاد عن المشروبات الغازية (انظر ماذا فعل رونالدو؛ لعب الكرة مع زجاجة كوكاكولا) ٤. قطعوا البطيخ والشمام البارد لطفلك وشاركوه تناولها. ٥. حاولوا ان تحافظوا على نمط غذائي سليم، واحرصوا على ان يتناول الأطفال ثلاث وجبات: الفطور، الغذاء، والعشاء ونوعوا بتحضيرها. ". اتمنىٰ -كاتب هذه السطور- والموقع راحة صيفية ممتعة مع الأخذ في الاعتبار الحيطة الزائدة باستخدام الإجراءات الصحية والوقائية للحماية من المتحور "دلتا" (ويُعرف أيضا باسم B.1.167.2، وهو واحد من ثلاثة سلالات فرعية معروفة لـB.1.167.) وكشفت البيانات أن لقاحات فايزر وأسترازينيكا قللت من دخول المستشفى بنسبة تقارب الـ90 بالمئة وخفضت نسبة حدوث التهابات والمضاعفات بنسبة 17 بالمئة). يسعدني مشاركتم بالأفكار والنقاش! (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الأربعاء، 30 يونيو ، 2021 م ~ الأربعاء، 21 ذو القعدة، 1442هــ (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
غرة شهر ذي الحجة : الأحد القادم : 11 يوليو! :« „ يتوقع فلكياً أن تكون غرة شهر ذي الحجة لعام 1442 هــ يوم الأحد القادم الموافق 11 من يوليو 2021م ‟ ». ـــــــــــــــــــــــــــ لذا فتوجد بحوث ينبغي أن يعلمها المسلم ويتذكرها المؤمن؛ ونبيّنها لغير المسلمين؛ ولعل من أهم المسائل الشرعية الدعوية وفقا لهدي النبي الأعظم والرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- تبيان الأحكام الشرعية العملية في مناسبتها ووقتها ؛ إذ أن الإسلام في ابسط تعاريفه أنه : « „ نظام حياة ‟ » فهو مجموعة من : - الأفكار والمبادئ؛ وحزمة من : - القناعات والقيم؛ وكتلة من : - المفاهيم والقناعات عن الحياة الدنيا ثم ما بعدها.. وغياب طرح هذا النظام - الأحكام الشرعية العملية المستنبطة من الوحي بواسطة أمين السماء جبريل - عليه السلام - نزل به على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله -صلى الله تعالى عليه وبارك وانعم وكرم - بشقيه : - الكتاب الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين؛ - والسنة النبوية العطرة.... أقول(الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) غياب هذا الطرح الإسلامي في المنتديات وخطاب غير المسلمين أضف : حالة الضعف الشديد الذي طرأ على اذهان المسلمين في فهم الإسلام أوصلا -الطرح الصحيح والضعف الشديد- الأمة الإسلامية في مجموعها وفي العديد من مناطقها لما نراه ونسمعه ونشاهده ليل نهار.. فالله المستعان وعليه التكلان؛ ومنه الهداية ونرجوه المغفرة! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ 25 من ذي القعدة 1442 هــ ~ 05 يوليو 2021م |
Leonie الطفلة المغتصبة والمقتولة! Leonie الطفلة المغتصبة والمقتولة! جريمة نكراء بكافة المقاييس؛ وحادثة شنعاء في عُرف البشرية المعذبة من قِبل قلة مِن افرادها! ودماء -حمراء تغلي غضباً وحنقاً- بريئة طاهرة؛ صاحبتها لم تصل-بعد- إلى سن النضج وزمن التكليف ولم تبلغ مبلغ النساء؛ كي تدرك ما يدور حولها أو ما سيحدث بها؛ سُفكت دماءُها بجوار مجرىٰ نهر الدانوب الأزرق؛ والّذي تغسل عاصمة دولة الآلب؛ وولاياتها الأولى قدميها صباح مساء على حافته المتدفقة والتي تغسل الحجر قبل أن تروي البشر وتلقي بشعرها الذهبي خلف ظهرها بعد تمشيطه مبللة خصلات جدائلها بماءه العذب.. ثم أُلقي جثمان القتيلة ملفوفاً بسجادة قذرة داست عليها مخالب ذئب بشري علىٰ قارعة الطريق للتخلص مِن آثار الجريمة تحت شجرة مثمرة.. روتها مياه المُزن الطاهرة.. فما كان مِن رابع الذئاب-أصغرهم سناً- إلا أنه أتصل بالأسعاف .. ظناً منه أن الضحية التي افترست في حالة غيبوبة أو متأثرة تحت المخدر؛ أو أنهكت قواها فلم تستطع الحراك من كثرة المناوبة عليها اغتصاباً لطفولتها وتمزيقاً لأحشاءها! ففي مساء السبت 26. Juni وجد جثمان لقتيلة مكومة بممشاة مدرجة بدمائها بآحدىٰ أحياء العاصمة النمساوية Wien-Donaustadt لفظت أنفاسها الآخيرة! والقضية ذات جوانب -متشابكة أو منفصلة بعضها عن بعض- عدة.... منها : السياسي والإجتماعي والديني والقانوني وحقوق الإنسان؛ وإشباع مظهر من مظاهر الغريزة.. ونبدء بالصورة العامة بما تتناقله وسائل الإعلام وفقا لمصدر أمني سعودي بأن شحنات مِن الفواكة والخضروات من دولة لبنان تحوي مخدرات تقدر بملايين الدولارات؛ في إشارة خفية إلى أن وراء هذه الشحنات أصابع لـ حزب الله اللبناني الشيعي؛ الموالي لنظام الملالي في جمهورية إيران الإسلامية؛ وقد أعترف علنا نصرالله-المسؤول الأول في الحزب- بأن مأكل ومشرب وسلاح حزب الله من إيران؛ وأن له-حزب الله- صفقات من هذا النوع في دول أمريكا اللاتينية؛ مع تبيض أموال ومساندة من حزب الرئيس اللبناني وصهره المسيحي.. وبالنظر لما يحدث في لبنان نلقي نظرة إلىٰ ما جرىٰ ويحدث في أفغانستان؛ ومنذ عدة سنوات.. وخاصة جماعة طالبان-طلبة الشريعة- بأن تمويل الجماعة والصرف عليها يأتي مِن خلال زراعة وتجارة المخدرات؛ ثم نعود لنلقي نظرة علىٰ من يجاور لبنان في الولاء والانتماء لنظام الملالي الشيعي في الجمهورية الإيرانية الإسلامية فنجد مليشيات في العراق وسوريا واليمن.. فيكون التواجد الشيعي الإيراني بصورته الحالية في خمس عواصم عربية؛ الخامسة ما يحدث في عواصم دول الخليج الست! ملاحظة: لا يُفهم من تحليل كاتب هذه السطور ولا يقصد توجيه اصابع الإتهام للطائفة الشيعية برمتها؛ بل ما قلته يطفح على السطح من تتبع الأحداث ومجريات الأمور! إذاً فطالبان الأفغانية تزرع وتتاجر في المخدرات كمورد لشراء العداد والصرف على الأجناد.. وفقا لما يتصدر المشهد من أخبار! والذئاب البشرية الأربعة؛ وإن جاؤوا إلى الغرب على أعتبارات حقوق الإنسان واللجوء السياسي؛ إلا أن آحدهم له سوابق عدة من حيث السرقة والإتجار في المخدرات وصدرت عليه أحكام بالعقوبة والسجن والأصل أن يُرحل؛ ولكن لوجود إجراءات إدارية في وزارة الداخلية النمساوية ووزارة العدل تم ابقاؤه لسنوات دون ترحيله لبلد المنشأ- بلاد الأفغان- وهنا يأتي العراك السياسي بين طرفي الإئتلاف الوزاري-الحكومي الحاكم الحالي وتوجيه أصابع الإتهام لوزيرة العدل؛ والتي أثقلت بملفات التجاوز في وزارتها ومن سبقها ممن تولى الوزارة والأصابع الآخرى توجه لوزير الداخلية الحالي مما ينذر بسقوط هذا الإئتلاف الحاكم! فننتقل مِن الوضع العام الدولي مِن تجارة المخدرات إلىٰ الوضع الداخلي في جمهورية النمسا الإتحادية؛ ثم ننتقل إلىٰ ملف آخر وهو القانون النمساوي الحالي المعمول به سواء المتعلق بالجرائم بغض الطرف عن نوعها: قتل .. الآتجار في المخدرات أو البشر أو السرقة؛ وضرورة تعديله أو تغيير بعض بنوده؛ وخاصة المتعلقة بالأجانب أو مَن تحصل علىٰ حق اللجوء للبقاء في النمسا مداخلة: أصحاب البشرة السمراء أو الداكنة أو القمحية ينظر إليهم بعد كل جريمة أو حادثة تحصل بغض الطرف عن موقعها ومكانها وحيثياتها وظروفها .. ينظر إليهم نظرة ارتياب وريبة وشك؛ وبالطبع لا يحمل هولاء شارة تفيد أنه يحمل الجنسية الغربية أو أنه يحمل شهادة أكاديمية أو أنه تلقى تعليماً عاليا في دول الاتحاد الأوروبي أو كندا أو أمريكا.. لكن يكفي لون بشرته وشكل هندامه أو غرابة عطره.. المداخلة الثانية بخصوص القانون : لا يوجد توافق أو إنسجام بين المادة القانونية المعمول بها وبين فهم المواطن العادي أو إدراكه لصياغة المادة القانونية؛ أضف أن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقرءة تظهر جانب بعينه من شخصية الفاعل فيتم الحديث عن محمد أو مصطفى-الفاعل- أو الحديث عن افغاني أو مصري أو سوري-الفاعل- مما يعطي أنطباعاً سيئا عند المواطن الغربي الأصيل صاحب البشرة البيضاء عن صاحب البشرة الداكنة أو القمحية أو السمراء أو صاحب دين بعينه من خلاله اسم الفاعل؛ ثم حالة من عدم الرضا بصفة عامة عند الغربيين أن من يتحصل على حق اللجوء تصرف له أموال للمعيشة والسكن من أموال دافعي الضرائب ؛ وهذا القادم من بلاد الحرب وموطن الكرب لم يقدم شيئا ما لهذا البلد المضيف!! الظاهر أن هناك مشاكل عصيّة على الحل: كالحالة السورية؛ العراقية ؛ اليمنية؛ الليبية؛ الأفغانية؛ والنووي الإيراني وتدخل ما تبقى من النظام الخميني في دول الجوار! ومسألة هجرة غير شرعية لأهل الجنوب إلى الشمال .. الاتجار في المخدرات والبشر إذاً هناك العديد من القضايا الشائكة مما يجعل أحزاب اليمين المتطرف الغربية تصطاد في الماء العكر فتعمم حالة فردية على الجميع وفقا لقاعدة مغلوطة أن السيئة تعم والحسنة تخص. الجانب الإجتماعي : وزير ألماني ووزير نمساوي صرحا بأن برنامج الإندماج فشل فشلا ذريعاً.. مما ترتب على ذلك أن اموال وجهود الوزارات المعنية ذهبت دون فائدة ولم تحقق الهدف المنشود والمرجو؛ فلا مردود لها! الحالة الإجتماعية : بعض الأمهات وقليل من الأباء إما يعطي الحرية الكاملة لأبنته أو ابنه دون حساب أو مراجعة، أو البعض يضيق إلىٰ درجة الخنق؛ الحالة والتي نحن بصدد عرضها وليس بحثها؛ الأم سمحت لطفلتها بمغادرة بيت الأسرة لقضاء بعض الوقت من زميلاتها.. فقد أنتقلت العائلة للسكنىٰ في Tulln منذ ما يقترب من عامين [ المسافة بين العاصمة فيينا وبينها تقدر بــ (43,7 km)] ؛ فهل أخطأت الأم بسماحها لطفلتها بمغادرة المسكن الجديد لبعض الساعات لتذهب في زيارة زميلاتها في العاصمة فيينا! اعتقد أنه لا يصح تحمل هذا الجانب أكثر مما يحتمل؛ وقد جرى نقاش بين بعض اساتذة الإجتماع في السماح من عدمه؛ وجاء رد أننا نعيش في بلد نسبة حالة الأمان مرتفعة؛ فلسنا في بلد حروب أو أزمات؛ لكن الواقع المعاش الخارجي فيه ما فيه من الفساد والإنحلال! مظهر من مظاهر الغريزة: الإنسان بصفته الأصلية يحتاج إلى أدنى حالة من إشباع حاجاته العضوية؛ وإن لم يشبعها اشرف على الهلاك: كالتنفس والطعام والشراب وإخراج الفضلات.. كما ويستلزم هدؤه النفسي والبدني إشباع آحدى مظاهر غريزة البقاء أو النوع أو التملك؛ وليس بالضرورة إشباعها؛ فعدم الإشباع يترتب عليه قلق نفسي وتوتر عصبي ليس أكثر.. بيد أن فتح ابواب بيوت الدعارة وأماكن الإشباع بكافة صوره أوقع افراد من المجتمع في تخبط وحيرة.. فما هي حدود المسموح والمباح وما هي حدود الحرام وما هو مفهوم الرذيلة والخطيئة وما هي قيم الأخلاق الحميدة!! هناك -في كل المجتمعات- مَن يتصيد فريسته.. يكفي كونها أنثى أو مَن يصلح لقضاء شبقه واشباع وطره بغض الطرف عن السن أو النوع -ذكر أنثى- أو التجاوب والانسجام والموافقة؛ وهذا يظهر في أماكن أبعد ما تكون عن أن يتصور المرء أن يحدث بها اغتصاب لأنثى بالغة أو طفل لا يدرك ما يحدث له! آحدهم تصيد فريسته وعزم بقية افراد القطيع الضائع عليها! إشكال عند الطرفين : الصورة النمطية عن الآخر هي التي تسود المشهد العام؛ سواء الصورة النمطية عن غير المسلمين عند المسلمين أو الصورة النمطية عن المسلمين عند غير المسلمين.. والأحداث في التاريخ المعاصر تثبت صحة ما ذهبت إليه... راعي المعبد الديني: قد يؤجج الصراع بين الطرفين السابقين أو يهمل تماماً الواقع المعاش خارج معبده الديني فيحكي عما هو معروف ومسموع وممل ليل نهار ؛ فإما الحديث عن المخلص من كل الذنوب والخطايا والمعاصي بالفصل التام عن الحياة؛ وهذا فريق.. أو الحديث عن الحور العين بعد الموت؛ وكلاهما يخطئ العرض.. يفهم من السابق ويدرك أن عدة أطراف وجهات ومؤسسات ووزارات وتجمعات ومنتديات تشارك بقصد ونية مبيتة في تأجيج الصراع أو بجهل وعدم تحسسها المسؤولية الملقاة على عاتقها في علاج ناجع لواقع مؤلم... لا يصح بل لا يجوز أن تمر هذه الفاجعة بعد حين من الزمان دون إعادة مراجعة ونظر ووضع خطة مستقبلية؛ إذ إن تلك الفاجعات السابقات تكررت ومرت في إنتظار الفاجعة الجديدة القادمة! اقتراح: ينبغي أو يصلح للقاضي المدني في دولة تفصل الدين عن الحياة أو المجتمع -دولة عضو الاتحاد الأورُبي- اقول : يصلح له أن يستعين بالقانون الجزائي-الحدود- في شريعة الفاعل الجاني -الغاصب-القاتل؛ فيطبق عليه أقصى عقوبة توجد في ابجدية شريعة بلاد الأفغان... وبالقطع للحديث بقية.. فالقضية مازالت في بدايتها! (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الثلاثاء، يوليو 06 2021 م ~ 27 ذو القعدة، 1442هــ (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
العشر الأول من شهر ذي الحجة! الحمد لله فالق الإصباح بعد ليل مظلم؛ ومبدع الشمس فتنير الأفاق؛ والحمد لله جعل النهار لنا معاشا؛ وجعل الليل سكنا ولباسا.. غدا الأحد تبدء العشر الأول من شهر ذي الحجة لعام 1442 هــ؛ فـــ أقول : " العشر الأول من ذي الحجة فإنها أيام مباركة، ولفضلها أقسم المولىٰ سبحانه بها في كتابه الكريم حيث قال: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } [الفجر:1 ،2]. ". وأخرج البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما مِن أيامٍ العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ". « „ ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ. ‟ ». رواه : عبدالله بن عباس؛ انظر : صحيح البخاري : 969؛ الحديث : صحيح « „ ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ ‟ ». رواه : عبدالله بن عباس؛ انظر : موفق الدين ابن قدامة؛ في : المغني: 4 /443؛ الحديث : حسن صحيح [رواه الترمذي ، وأصله في البخاري ، وفي حديث ابن عمر : (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) رواه أحمد . ] ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ " مِن رَحمةِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- بعِبادِه أنْ مَنَّ عليهِم بأيامٍ مُبارَكةٍ، يُضاعِفُ لهم فيها الأجرَ، ويُعطي فيها جَزيلَ الثَّوابِ؛ رَحمةً منه وكرَمًا، ومنها: الأيامُ العَشرُ الأُوَلُ مِن ذي الحِجَّةِ. وفي هذا الحَديثِ يُرشِدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى فَضْلِ العملِ الصَّالحِ في العَشْرِ الأوائلِ مِن ذي الحِجَّةِ، ويُبيِّنُ أنَّ أجْرَ العَملِ الصَّالحِ فيها يَتضاعَفُ ما لا يَتضاعَفُ في سائرِ الأيَّامِ؛ فعلَى المُسلِمِ أنْ يَغتَنِمَها ويُكثِرَ فيها الطاعاتِ، ومِن أجَلِّ الطاعاتِ فيها: - ذِكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأعظمُ الذِّكرِ : - قِراءةُ القُرآنِ، و - التَّكبيرُ و - التَّهليلُ و - التَّحميدُ، وفي مُسنَدِ أحمدَ وغيرِه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ قال: « ما مِن أيَّامٍ أعظمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَملِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ؛ فأَكْثِروا فيهِنَّ مِن التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحْمِيد ». و يَشملُ العَملُ الصالحُ : - الفَرائضَ و - الواجِباتِ و - كلَّ أعْمالِ البِرِّ و - المَعروفِ و أعمالَ التَّطوُّعِ مِن العِباداتِ؛ مِن : - صَلاةٍ و - صَدَقةٍ و - صِيامٍ ؛ وبالأخصِّ صِيامُ يومِ عَرفةَ؛ فكلُّ ما فُعِلَ مِن فرْضٍ في العَشرِ فهو أفْضلُ مِن فرْضٍ فُعِلَ في غيرِه، وكذا النَّفْلُ في العَشرِ أفضلُ مِن النَّفْلِ في غيرِها، كما يَشمَلُ أيضًا ترْكَ المنهيَّاتِ والمنكَراتِ؛ فمَنْ ترَكَ المعصيةَ في هذه الأيَّامِ فلا شكَّ أنَّ أجْرَه أفضلُ مِن تَركِه للمَعصيةِ في غيرِها. فسَأَلَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الجِهادِ في غَيرِ هذه الأيَّامِ العَشْرِ؛ هلِ العَملُ الصَّالحُ فيها يَفضُلُه أيضًا؟ وإنَّما اختصَّ سُؤالُهم عن الجِهادِ لِمَا تقرَّرَ عِندَهم أنَّه مِن أفضلِ الأعمالِ؛ ولذلِك وُزِنَ به أيَّامُ ذِي الحِجَّةِ، فأجاب النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَعَم؛ يَفضُلُ العَمَلُ الصَّالحُ في هذِه الأيَّامِ الجِهادَ في غَيرِها، إلَّا رجُلٌ خرَجَ مُخاطِرًا بنفْسِه ومالِه في سَبيلِ اللهِ، ففَقَدَ مالَه وفاضَتْ رُوحُه في سَبيلِ اللهِ؛ فهذا الجِهادُ بهذه الصُّورةِ هو الذي يَفضُلُ على العَملِ الصالحِ في هذه الأيَّامِ المبارَكاتِ، وهذا بَيانٌ لفَخامةِ جِهادِه، وتَعظيمٌ له بأنَّه قد بَلَغَ مَبلَغًا لا يَكادُ يَتفاوَتُ بشَرَفِ الأيَّامِ والأزمانِ وعَدَمِ شَرَفِها. و ظاهِرُ هذا الحَديثِ أنَّ هذه العَشَرةَ أفضَلُ مِن العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمضانَ. و قيل: " إنَّ عَشْرَ ذي الحِجَّةِ هي الأفضلُ أيَّامًا " ، و " عشْرَ رَمَضانَ هي أفضَلُ لَياليَ؛ لوُجودِ لَيلةِ القَدْرِ فيها. وفي الحديثِ: - بَيانُ عِظَمِ فضْلِ العَشْرِ الأوائلِ مِن ذي الحِجَّةِ على غَيرِها مِن أيَّامِ السَّنةِ. وفيه: - تَعظيمُ أمْرِ الشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ وبذْلِ النَّفسِ والمالِ معًا، وأنَّ هذه هي أعْلَى مراتبِ الجِهادِ. وفيه: - أنَّ العَملَ المفضولَ في الوَقتِ الفاضلِ يَلتحِقُ بالعمَلِ الفاضلِ في غَيرِه مِن الأوقاتِ."[1]. |
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما-، أيضاً..... وعن ابن عباس - رضي الله عنهما-، أيضاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: « „ ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى. قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء ” ». [رواه الدارمي 1 /357؛ وإسناده حسن كما في الإرواء 3 /398]. |
رد: المناسبات ما يستحبُ مِن الأعمال في العشر من ذي الحجة! |
.. ينبغي على المسلم أن.... مِن مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول مِن ذي الحجة، التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام: 1.] فينبغي على المسلم أن يستفتح هذه العشر بــ توبة نصوح إلى الله،عز وجل، 2.] الصيام فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة. لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، والصيام من أفضل الأعمال. وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي: " « „ قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” ». [أخرجه البخاري 1805] وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "« „ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة .. ويوم عاشوراء ... وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين” ». [ أخرجه النسائي 4 /205 ؛ وأبو داود؛ وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2 /462.] |
وقفة عرفة .. وصلاة العيد! بما أنه قد ثبت -والحمد لله رب العالمين؛ الذي بنعمته تتم الصالحات- أن غرة شهر ذي الحجة بدأت يوم الأحد الماضي الموافق 11 يوليو2021م؛ فعليه ستكون بإذنه -تعالى ذكره- ومشيئته وقفة عرفة لحج هذا العام 1442 هـ يوم الإثنين القادم الموافق 19 يوليو ، وعيد الأضحى المبارك يوم الثلاثاء القادم الموافق 20 يوليو؛ اعاد الله -تعالى- عليكم جميعاً أيام الخير وسنوات اليسر وأزمان الطاعة ودوام أوقات حسن العبادة. الثلاثاء - 3 ذو الحجة 1442 هـ - 13 يوليو 2021 م |
رد: المناسبات حين تابعت الأخبار عن ما حدث في كل من ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا وفرنسا ؛ والتي تخبرنا عن سيول جارفة أغرقت ما يزيد عن 80 إنسانا وهدمت منازل وتهدمت بيوت... تذكرت مباشرة ما نطق به القرآن الكريم و ما جاء به الذكر الحكيم و ما تكلم عنه الفرقان المبين .. اسمع إليه وهو يقول : [هود:44]. { وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي .. وَغِيضَ الْمَاء .. وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِين } |
{ سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِين } صدق الله العلي العظيم { سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِين } [الصافات:79] لم تتمكن الأمة الإسلامية -ومنذ حين وردح من الزمان- بمجموعها [ اليوم : مليار وثمان مئة مليون] أو بافرادها [اهل العلم الشرعي أو العلم المدني] من استثمار الأحداث اليومية والتي تؤثر في البشر وشرح مع تبيان الوقائع الحياتية المعاشة.. أقول لم يتم استثمارها من ناحية إحسان تفسير ودقة تأويل الوحي بشقيه: أ.] الوحي القرآني، و ب.] الوحي البياني الرسولي للمسلمين أولاً لإخراجهم من صحراء الجهل ورفعهم من بئر ظلام الإتباع.. ليتبوء مكانهم اللائق بهم ومكانتهم في مقدمة الشعوب وعلى رأس الأمم ؛ ليس بجبروت أو تكبر ولكن بهداية ربانية ورحمة نبوية.. ومن ثم تبيان بجلاء لغير المسلمين ما ينبغي لهم من عمله بتذكيرهم بنص قرآني مجيد أو سنة محمدية بيانية.. وما جرى وحدث وما زال يحدث في دول غربية في أوربا (المانيا؛ بلجيكا؛ هولندا/ إيطالبا؛ فرنسا) وأستراليا وأمريكا الشمالية وكندا .. من فيضانات زاحفة لما يقف أمامها من بنيان وإغراق إنسان وأمطار غزيرة تخرج عن مسار الأنهار ومجراها المسار.. يرى كاتب هذه السطور أنه مناسبة جيدة بل ممتازة لتذكير الغافل وتنبيه الوسنان واستيقاظ النائم؛ وأعد -معي- قراءة وفهم الآية الكريمة على رأس هذه الصفحة!! |
فَضْلُ أَعْمَالِ يَوْمِ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الْحَجِيجِ! فَضْلُ أَعْمَالِ يَوْمِ عَرَفَةَ [ الإثنين 9 ذي الحجة الموافق 19 يوليو ] لِغَيْرِ الْحَجِيجِ! .. نحن وما زلنا نعيش في مرحلة ما قبل إنتصاف زمن إنتهاء وباء وابتلاء جائحة كوفيد 19 أو نتعايش معه كمرض موسمي ؛ مع ملاحظة ومتابعة تحورات الفيروس المتعددة .. تلك التحورات والتي تسبقنا بأسرع مما توجده عقول العلماء في إيجاد لقاح مفيد أو ما تنتجه المختبرات ومعامل الصيدلة من دواء ناجع كي نلتقط أنفاسنا .. في هذا المناخ العام لكل سكان المعمورة فقد قررت وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية قصر الحج للمرة الثانية على التوالي للعام الهجري 1442 على مَن يسكن بارض الحجاز ونجد وما حولهما تفاديا لمضاعفات إنتقال الفيروس وخشية إنتقال العدوي وإنتشارها ليس فقط في المملكة بل في بلدان الحجيج.. لذا فسأكتفي ببحث فضائل أعمال يوم عرفة لغير الحاج! |
أحاديث صوم التطوع:" يوم عرفة"..! أحاديث في صوم التطوع (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)الْمُقَدِّمَة : " بيان أحاديث جاءت في صوم التطوع ". ونبين الأحاديث التي دلَّت على فضل صيام التطوع، وبعض الأيام التي تُصام: لأنَّ المسلم بحاجةٍ إلى أن يعرف هذا.. 1.] جاء فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ []: « „ صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ؛ أَحْتَسِبُ عَلَىٰ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ...‟ ». وَفِي لَفْظٍ: „ وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ‟، فَقَالَ []: « „ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ ‟ ».. يستفاد من ظَاهِرِ الْحَدِيثِ: - تَكْفِيرُ الْكَبَائِرِ وَ الصَّغَائِرِ، وَبِهِ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَأما ما قَالَه الْجُمْهُورُ: - هَذَا خَاصٌّ بِــ الصَّغَائِرِ، وَ الْكَبَائِرُ تُكَفَّرُ بِـــ التَّوْبَةِ. -*- ولنا " أن الأحاديث يُفسِّر بعضُها بعضًا، فإذا كانت الصَّلوات الخمس التي هي الفرائض لا تُكفِّر إلا الصَّغائر ؛ لــ قوله[]: « „ الصَّلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفَّارةٌ لما بينهنَّ.. ما لم تُغْشَ الكبائر‟ ».. ، فمن باب أولى صوم عرفة، إذ أنه من باب التطوع؛ وليس الفرض ". :" وفي "مسند أحمد" بإسنادٍ جيدٍ عن أبي أمامة، أنه قال: „ يا رسول الله، أخبرني بعملٍ يُدخلني الجنة ‟، فقال []: « „ عليك بالصوم، فإنه لا مثلَ له ‟» ، وفي رواية ابن خزيمة وغيره: „ أخبرني بعملٍ ينفعني الله به ‟، فقال []:« „ عليك بالصوم؛ فإنه لا مثلَ له ‟ » ، وهذا فيه حثٌّ على الإكثار من صوم التطوع، وأنه يوم عظيم، وأنه عبادة عظيمة، وأنه من أسباب دخول الجنَّة.". :" وفي حديث معاذ: « „ الصوم جُنَّة ‟».. ، فهو جُنَّة [ أي حماية ووقاية ] من النار، كجُنَّة العدو من القتال، فالصيام له شأنٌ عظيمٌ، وفضلٌ كبيرٌ، والمؤمن يتحفَّظ فيه، ولهذا قال []:« „ مَن لم يدع قولَ الزور، والعملَ به، والجهلَ، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ‟ » ، فلا بدّ عند الصيام من التَّحفظ، وله فضلٌ عظيمٌ ". :" مما سبق بيانه ما يدل على فضل صيام هذا اليوم، وأنَّ يوم عرفة يومٌ عظيمٌ يُستحب صيامه لغير الحُجَّاج، أما الحاج فلا، فيُستحب صيامه لغير الحُجَّاج؛ لما فيه من الفضل، وهذه كفَّارة لمَّا تجنَّب الكبائر، كما قال جلَّ وعلا :{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } [النساء:31]، تكفير الصَّغائر". تنبيه : " كُلُّ ذَلِكَ مُقَيَّدٌ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، بِالِاسْتِقَامَةِ عَلَى مَا أَوْجَبَ اللهُ، وَتَرْكِ الْكَبَائِرِ، وَأَنَّ هَذِهِ الْفَضَائِلَ وَهَذِهِ الْأَعْمَالَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَغْفِرَةِ مَعَ الْأَسْبَابِ الْأُخْرَى الَّتِي شَرَعَهَا اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَمَعَ السَّلَامَةِ مِنَ الْمَوَانِعِ الَّتِي تَمْنَعُ الْمَغْفِرَةَ، وَذَلِكَ هُوَ الْإِصْرَارُ عَلَى الْكَبَائِرِ، كَمَا قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]. فَشَرَطَ فِي هَذَا عَدْمَ الْإِصْرَارِ، وَالْإِصْرَارُ: هُوَ الْإِقَامَةُ عَلَىٰ الْمَعْصِيَةِ، وَعَدَمُ التَّوْبَةِ مِنْهَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ عَدَمِ الْمَغْفِرَةِ -وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ- ". وعليه :" فَالْوَاجِبُ عَلَىٰ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ: أَنْ يَحْذَرَ الِاتِّكَالَ عَلَىٰ أَحَادِيثِ التَّرْغِيبِ وَالْوَعْدِ، وَالْإِعْرَاضَ عَنْ أَحَادِيثِ الْوَعِيدِ وَآيَاتِ الْوَعِيدِ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يَأْخُذَ بِهَذَا وَهَذَا. يَجِبُ أَنْ يَحْذَرَ مِمَّا حَرَّمَهُ اللهُ مِنَ الْمَعَاصِي، وَأَنْ تَكُونَ عَلَىٰ بَالِهِ الْأَحَادِيثُ وَالْآيَاتُ الَّتِي فِيهَا الْوَعِيدُ لِمَنْ تَعَدَّىٰ حُدُودَ اللهِ وَانْتَهَكَ مَحَارِمَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ يُحْسِنُ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ، وَيَرْجُوهُ، وَيَتَذَكَّرُ وَعْدَهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَبِالرَّحْمَةِ لِمَنْ يَعْمَلُ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ، فَيَجْمَعُ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا، بَيْنَ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ، فَلَا يَقْنَطُ وَلَا يَأْمَنُ. وَهَذَا هُوَ طَرِيقُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ الْإِيمَانِ، كَمَا قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]، وقَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } [الإسراء: 57]. وَهَكَذَا أَهْلُ الْإِيمَانِ مِنْ أَتْبَاعِ الرُّسُلِ، هُمْ عَلَىٰ هَذَا السَّبِيلِ، يُوَحِّدُونَ اللهَ، وَيَخْشَوْنَهُ، وَيُؤَدُّونَ فَرَائِضَهُ، وَيَدَعُونَ مَحَارِمَهُ، وَيَرْجُونَهُ وَيَخَافُونَهُ -جَلَّ وَعَلَا- ". [ابْنُ بَازٍ] :" فَتَكْفِيرُ الذُّنُوبِ بِمِثْلِ هَذِهِ الطَّاعَاتِ لَا يَكُونُ لِلْكَبَائِرِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ، وَلَا يَكُونُ تَكْفِيرُ الذُّنُوبِ بِمِثْلِ هَذِهِ الطَّاعَاتِ لِحُقُوقِ الْعِبَادِ؛ فَإِنَّهَا لَا بُدَّ أَنْ تُؤَدَّىٰ. ".[رسلانٍ] */-*/ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)! السبت،07 ذو الحجة، 1442هــ ~17 يوليو، 2021 م (1) |
الشخصيّةُ الآدميّةُ! الشخصيّةُ الآدميّةُ « تَضْطَلِعُ العائلة المسلمة في الغرب بِحِمْلِين -وَهِيَّ ضَعيفُة البِنْيَةِ؛ عديمةُ السندِ- في تربية أبنائها: الأول حِمل التربية وفق المعتقد؛ وحِمل الحفاظ على الهوية خوفا من الذوبان؛ وهو الحِمل الثاني ». -*- الشخصية الآدمية تبنىٰ كما يبنىٰ المنزل الذي سوف يأويك مِن شمس الصيف وشْتَدِّ حَرِّهِ وقَيظِه.. كما يقيك بردَ وصقيعَ الشتاءِ وزمهريره؛ ويحميك -البيت- من شدة العواصف وهبوبها وعصف الرياح وزمجرتها؛ فــ الشخصية الآدمية كالبيت.. يظلك.. فتجد له اساساً متيناً في باطن الأرض لا يُرىٰ؛ ثم يقام عليه فيرتفع البناء ويسمو البنيان ويظل ثابتاً.. لثبات أساسه وقوة أعمدته.. وبناءً علىٰ هذا المثال وبساطته.. أتكلم عن تلك الشخصية البشرية .. ذلٰكَ الكيان الآدمي.. هذا الإنسان.. أنتَ.. أنتِ.. هو.. هي.. وأنا.. بغض النظر عن لون بشرته أو وصرف الطرف عن لون شعره أو نعومته أو تجعده.. وبغض النظر عن مسقط رأسه فوق هذه المعمورة.. وبالتالي جنسيته وهويته وانتماءه وعقيدته.. وإن كنتُ أعترف بوجود عوامل إيجابية وآخرىٰ سلبية أو مؤثرات فاعلة في الشخصية مباشرةً أو غير مباشرةٍ.. المحصلة: فــ إما أن تكون ذات شأن في الدنيا - مع تدنيها ودونيتها وتقلبها وقرب فنائها وآكيد زوالها - وإما أن تكون أمعة(*) تحسن إذا أحسن الناس.. وتسئ إذا اساؤا.. فلا يسمع لكَ رأي ولا تستشار في قضية.. كالقشة في مهب الريح أو كزبد البحر.. لذا فقد :" اهْتَمَّ النَّبيُّ [] بِبِناءِ الشَّخْصيَّةِ المُسْلِمةِ علىٰ التَّمَيُّزِ واسْتِخْدامِ العَقْلِ والحِكمةِ، وعدَمِ التَّقليدِ الأعمَىٰ، وعَدَمِ اتِّباعِ كلِّ ناعِقٍ، أو السَّيْرِ خَلْفَ النَّاسِ دُون رَوِيَّةٍ. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ- ناصِحًا للمُسْلِمينَ ومنبهاً:« „ لا تَكُونوا إمَّعَةً ‟ ».. والإمَّعَةُ هو: الشَّخصُ الذي يُقَلِّدُ النَّاسَ بِدُون وَعْيٍ ولا رَأْيٍ؛ فَيَكونُ في مَجامِعِ الأُمورِ معَ مَتْبوعِه، :« „ تَقُولونَ: إنْ أَحْسَنَ النَّاسُ ‟ »، أي: إليْنا، أو إلى غَيرِنا، « „ أَحْسَنَّا ‟ »؛ جَزاءً لهم، أو تَبَعًا لهم في إحْسانِهم؛ « „ وإنْ ظَلَموا ‟ »؛ بأنْ ظَلَمونا أو ظَلَموا غَيرَنا، فكذلك نَحْنُ :« „ ظَلَمْنا ‟ » النَّاسَ على وَفْقِ أعْمالِ مَن نُقَلِّدُهم، ومعْنىٰ هذا: أنَّهم :„ مُقَلِّدونَ ‟ للنَّاسِ في إحْسانِهم وظُلْمِهم، ويَقْتَفون أَثَرَهم، والمُقَلِّدُ والتَّابِعُ لغَيرِه يَكونُ بِلا شَخْصيَّةٍ ولا رَأْيٍ، ولا يَقومُ رَأْيُه علىٰ التَّصْديقِ والاعْتِقادِ، بل هو كالنَّاعِقِ يَهيمُ بِكلِّ صَيْحةٍ، ويَسْمَعُ كلَّ ناعِقٍ، ويَطيرُ وَراءَ كُلِّ هَيْعةٍ، وهذا خَطَرٌ علىٰ المُقَلِّدِ نَفْسِه، وخَطَرٌ علىٰ المُجْتَمَعِ؛ لأنَّه يُؤَدِّي إلىٰ إفْراغِه مِن:„ التَّفْكيرِ ‟ » و :„ التَّعَقُّلِ ‟ في الأُمورِ. ولذلك قالَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ-:« „ ولكنْ وَطِّنوا أَنفُسَكم ‟ » بِالعَزْمِ الجازِمِ علىٰ الفِعْلِ الحَسَنِ وحَمْلِها -النفس- عليْه أيًّا كان فِعلُ الناسِ، فـ:« „ إنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أنْ تُحْسِنُوا ‟ » فأَوْجِبوا علىٰ أَنفُسِكم الإحْسانَ،« „ وإنْ أَساؤُوا فلا تَظْلِموا ‟ »، وإنْ ظَلَمَكم النَّاسُ أو ظلَموا غَيرَكم فلا تَتَّبِعوهم، ولا تَظْلِموا مِثْلَهم؛ لأنَّ عَدَمَ الظُّلْمِ -وهو مَقْدورٌ عليْه- إحْسانٌ، ويَكونُ ذلك الخُلُقُ الجَميلُ هو بمَنزِلةِ الوَطَنِ للنَّفْسِ حتىٰ تَعْتادَه، ويكونَ مُصاحِبًا لها. وفي الحديثِ: إشْعارٌ بِالنَّهْيِ عن التَّقْليدِ المُجَرَّدِ في الأخْلاقِ الذَّميمَةِ، فَضْلًا عن الاعْتِقاداتِ والعِباداتِ. و فيه: أنَّ اللهَ-عز وجل- يُحِبُّ الإحْسانَ، وكذا رَسولُه -صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ-؛ ولذلك أَوْصىٰ النَّبيُّ صلَّىٰ اللهُ عليْه وسلَّمَ به علىٰ كلِّ الأحْوالِ. ". ويصح لي ويحق أن اقول أن تربية الأولاد-صبيان وصبايا- في بلاد الغرب تستلزم القيام بدورين .. دور الأم الحاضنة والأب الراعي والدور الثاني تصحيح المفاهيم الخاطئة والمعتقدات الفاسدة . .. والشخصية الإنسانية تتشكل مِن شقين: - الأول منهما طريقة فهمك للحياة وكيفية استيعاب المعلومات من مصادرها الأصلية والصحيحة؛ وإدراكك العميق لمغزى الحياة وكنه آدميتك.. وهذه المعلومات؛ منها ما هو خاص وفق مجموعة من القيم والمقاييس وكتلة من الأفكار والقناعات تبنى جميعها على مبدأ الإسلام وأسسه.. ومنها ما هو عام يستفاد من علوم حديثة ومن ثقافة الآخرين.. مع إسترجاع هذا القدر الهائل من المعلومات والتي تحصلت عليها من خلال المناخ الذي تعيش فيه أو البيئة التي تربيت فيها أو تلك العالية الغالية أمك أو هذا الشامخ أبيك أو معلمك ومدرسك ثم المجتمع الصغير الذي نشأت فيه ثم المجتمع الكبير والأوسع.. أقول استرجاع هذه المعلومات والتي خزنت في الخلايا المخية.. تسترجعها وقت الحاجة إليها وفي زمن الحاجة إليها وبناء رأي صواب عليها.. أو ما يطلق عليه العملية العقلية؛ بمعنىٰ طريقة التفكير.. فالحديث ليس فقط عن المخ كجهاز عضوي ضروري للإنسان بل الحديث عن جزء منه أي العقل والإدراك والفهم والاستيعاب أو العملية الفقهية -ليس بالمفهوم الضيق بل الواسع؛ بمعنى فهم جميع المسائل وإدراكها وليس فقط الحديث عن الفقه الشرعي أو الديني أو الكهنوتي-... أما الشق الثاني من بناء الشخصية الآدمية فهو: - النفسية أي ما تحب وتكره.. وما ترغب وتترك.. ومشاعر الغضب وأحاسيس الفرح.. وما اتميل إليه وما تبتعد عنه وما تأنفه أو تعفه.. وما تستلذ به وما يؤلمك .. إذاً ... العقلية الآدمية والنفسية البشرية -معاً- تبنىٰ بناءً منذ نعومة الأظافر؛ وثوان الرضاعة الأولىٰ من حنان أم ولحظات رعاية أب.. يجاورها -إن وجدت- ما حباه الله لبضع من الناس من قدرات.. إما عقلية أو نفسية أو جسدية/بدنية؛ وقد تسمىٰ المواهب.. وقد اُبتليت الأمة الإسلامية كغيرها مِن الشعوب والقبائل والأمم بأن مصدر المعلومة ومصدر التعليم بل ومصدر التثقيف ليس بيدها ولا تتحكم فيه.. أنظر إلىٰ الإعلام.. - كمثال - مَن اليوم يتحكم فيه!؛ صار هناك قوىٰ عالمية تتحكم في المال والتجارة والصناعة والعلم.. وتسمح بتسريب معلومة ما أو نشر خبر بعينه.. ومن السذاجة الطفولية أن يتكلم بعض أهل الدين؛ ولا أقول رجال الدين؛ مِن السذاجة أن يقول آحدهم بأن مسلماً هناك في أوربا أو في الأمريكيتن أو كندا أو الصين أو روسيا صنع كذا في مختبر علمي أو قدم كذا.. فهذا المسلم صناعة غربية أو شرقية وليس صناعة محلية عربية كانت أو إسلامية.. وإن تلقىٰ بذور العلم في بلدان „ العالم الثالث ‟-وفق تقسيم المارشال شارل ديجول ؛ أو التقسيم الألطف وفق الأم المتحدة „ دول نامية ‟- إذ أن الإسلام كنظام حياة خاص.. وطريقة عيش بعينها ونمط خاص مِن الوجود اُستبعد مِن الحياة العامة منذ عهد مصطفى كمال- أبو الأتراك - أتاتورك؛ وألغي من المجتمع.. وبقىٰ فقط حبيساً في الحياة الخاصة أو في بعض المصليات بما يتناسب مع المناسبات أو قلة من المساجد بما يتفق مع الأحداث وندرة في الجوامع بما يتأتىٰ من شعائر كموسم رمضان أو الحج أو الهجرة أو عاشوراء أو المولد.. وإن بدءات تظهر علامات غياب الإسلام كنظام في الحياة الخاصة للأفراد نتيجة ما أطلق عليه الغزو الفكري أو منصات التواصل الإجتماعي وكلها ليست صناعة عربية بل غربية بأمتياز -وإن كان كاتب هذه السطور وموقع آسترو عرب نيوز ينطلقان من دول الغرب ويعيشان في دول الغرب؛ ولعل هذه المساحة الحرة من التفكير ما تمكنا معا من استثمارها لولا أننا نعيش في الغرب- وهذه يعود إلىٰ طريقة التربية التي تراد للمسلمين ولغيرهم أيضا.. وابسط مثال اقدمه لأثبت ما اقوله هو ذاك اللقاح ضد كوفيد 19.. ففي مِصر يوجد لقاح صيني وليس عربيا وفي الخليج يوجد لقاح أمريكي/بريطاني؛ وليس عربيا أو إسلاميا؛ فصارت صحة الشعوب العربية/الإسلامية بأيدي غيرها من مراكز القرار وصناع الدواء.. مسألة تربية الأجيال تقع على عاتق الأم التي حبلت فأرضعت فربت والأب - الأسرة - ومِن ثم المعلم - نظام التعليم الإلزامي- ويشاركهما وسائل الإعلام والترفية.. والأمة الإسلامية ليس لديها إستقلالية في أتخاذ قرار أو تسيير أعمال.. لذا فتجد - إلا من رحم ربي - تتربى الفتاة -الطفلة- على ما يقدم إليها من خلال تلك الوسائل المتاحة من حضانة وتربية وتعليم وتثقيف وترفية.. حتىٰ عروستها والتي تلعب بها صناعة غربية فغارت الدولة(!) الإسلامية بجمهوريتها الإيرانية فصنعت لعبة للطفلة اسمتها :"ليلى".. فتجد تلك المرأة العربية/المسلمة المهوسة بنموذج غربي؛ وهذا لا يعني إنني ضد النموذج الغربي؛ فلكل قوم هاد؛ لكن اعتراضي أن يكون هذا النموذج هو الوحيد الأوحد المفضل والذي يقدم.. ومن هنا أردت أن أكمل قراءتي الشخصية في مسألة بدأت أنشرها على الموقع في منتصف مايو -2018 أفرنجي- حول عنوان:« خديجة بنت خويلد .. المرأة العصرية .. المرأة النموذجية »..أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة !. وقد تألمتُ مرة ثانية إذ كتبتُ وقتها :" مستقبل أمة:„ غائبة ! ‟.. :" أبحاث تمهيدية !". وكنتُ أظن أنني متشائم للغاية .. فغيرت في قراري نفسي؛ وفي مكنون قلبي العنوان العريض إلى:" أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة ذات حضارة !". وبدأت أكتب اللاحق من بحوث على اساس العنوان الجديد؛ إذ لا يوجد مستقبل حقيقي إلا بعد فهم صحيح لماضي تلك الأمة.. وبالطبع يقيناً مع المراجعة والتدقيق والتحقيق والنقد البناء لما كتبه السادة العلماء كلٌ في مجاله دون اساءة إلى أحد أو تجريح.. وما يغلب على فهمي أن البداية يجب أن تكون من خلال الحاضنة الأولىٰ للمستقبل وراعيته التي تبنيه علىٰ اساس متين.. وهذه الراعية هي طفلة جيل ٢١.. وهذا لآن اليونيسيف قد أصدرت تقريرا ترجح فيه أنه سيزيد عدد سكان المعمورة في عام ٢٠٢١ بــ بتقدير ١٤٠ مليون طفل؛ عالمياً كانت الهند الأعلىٰ مواليد في اليوم الأول من هذا العام الجديد؛ وكانت مصر الأعلى مواليد عربياً.. لذا أجد الفرصة مناسبة يجب استثمارها لأكتب عن نموذج المرأة الحاضنة الراعية لطفلة ولدت منذ اسبوع!! ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ (*) :"هذا الحديث روي من حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أن النبي [] قال :« „ لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا ‟ ».[ رواه الترمذي (2007) بإسناد ضعيف.] . و قد ضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي" غير أنه صححه من قول عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- . و لا شك أن المعنى الذي تضمنه الحديث صحيح ، فالذي ينبغي للمؤمن أن يحسن اعتقاداته وأقواله وأعماله ، سواء أحسن الناس أم أساؤوا . قال ابن عثيمين :„ الواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به ، وأن يقتصر على ما حده الله -تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ، فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمَّعَةً يتبع كلَّ ناعق ، بل ينبغي أن يُكَوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسيا ، لأن شريعة الله - والحمد لله - كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً } [المائدة/3] ‟.انتهى . "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/301) . ". ولمزيد إيضاح لهذه الجزئية من البحث: « معنى إمعة في اللغة ». يطلق لفظ :„ الإمع ‟ أو :„ الإمعة ‟ في اللغة علىٰ الإنسان الذي يتبع الناس دون أن يكون له رأي، فيكون لسان مقاله لكل شخص يتبعه أنا معك، وقد زيدت:„ التاء ‟ في كلمة إمعة لتكون دلالة على المبالغة في الاتباع، والإمعة هو إنسان متردد لا يثبت على شيء، وقد جاء لفظ الإمعة في الحديث النبوي الشريف حينما قال عليه الصلاة والسلام: (اغد عالما أو متعلما ولا تكونن أمّعة). "[1][2] " [1]رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين عن رب العالمين ، عن زر بن حبيش، [ج: (2)؛ ص: (160)، والحديث صحيح . [2]"تعريف ومعنى أمعة في معجم المعاني الجامع "، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-17. بتصرّف. .. أضف:" أسباب تجعل من الإنسان إمعة لا شك بأنّ الإنسان يكون إمعة بتوافر عدة أسباب تجعله كذلك، ومن بين تلك الأسباب: - ضعف الثقة في الله، و - التربية الخاطئة للأبناء، فبدلاً من تربية الأجيال علىٰ الثقة بالله وأنه وحده من يضر وينفع، تربى الأجيال على التقليد والاتباع، ومن بين الأسباب التي تصنع الإمعة: - اتباع الأمم التي حذَّر منها النبي عليه الصلاة والسلام، وكذلك: - عدم وجود القدوة والأسوة الحسنة للناس، وقدوة المسلمين الأولى بلا شك هو رسول الله عليه الصلاة والسلام.[1] [1]د. هشام السيد عطية (2013-3-28)، " خطر الإمعة على المجتمع "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-17. بتصرّف. ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
رد: المناسبات |
الهجرة النبوية الشريفة! الهجرة النبوية الشريفة! الهجرة النبوية الشريفة! حين يتم البعد عن طريقته[صلى الله عليه وآله وسلم] المثلىٰ -عمداً أو جهلاً- وترك سنته العطرة -تساهلاً- أو تغيبها قصداً.. صار ومنذ حين التناطح باقوال والتراشق بمقالات: هل يجوز الاحتفال بمولده أو يصح الاحتفال بمناسبة هجرته؛ أو التهنئة بقدوم العام الجديد.. والأصل الاهتمام بنشر سنته وتبيان طريقته؛ وعرض تفسير وتأويل آيات القرآن المجيد؛ وخاصةً آيات الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بافعال العباد.. وانظر ماذا يحدث مِن حولك .. كــ حال لبنان أو سوريا فالعراق ثم غَرِّب فتابع حال ليبيا فتونس فالجزائر ثم أتجه جنوبا إلى اليمن ثم أعبر البحر الأحمر للسودان فأثيوبيا ثم سافر إلى بلاد الأفغان أو ما يحدث في إيران تجد غياب تام لهدي الــحبـــيــب -عليه السلام- وتعطيل لأحكام كتابه المجيد ... هذا حال جزء من بلاد المسلمين ولا أقول بلاد الإسلام! وأني أتبنىٰ الرأي الذي يقول لا يصح اعتبار الهجرة النبوية الشريفة مِن مكة المكرمة إلىٰ [يثرب] المدينة المنورة -والتي طيَّب الله تعالىٰ ثراها بمرقده -صلى الله عليه وآله وسلم- وبجواريه صاحبيه -رضي الله تعالى عنهما-.. لا يصح أن تعتبر أنها ذكرىٰ.. يعاد تذكرها قرب إنتهاء شهر ذي الحجة؛ كما لا يجوز اعتبارها مناسبة تأتي في العام مرة؛ والجمعة التي قبلها يعلو آحدهم منبرا ويتحدث عنها.. إذ أن الحديث ومنذ سنوات عن الهجرة خرج مِن مضمونها وبعيد عن هدفها .. الهجرة النبوية الشريفة -علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل التنعيم وعظيم الإكرام- الهجرة النبوية في حقيقتها هي مفصل حيوي يربط بإحكام شديد متين بين العهد المكي بما فيه وبين العهد المدني بما جرىٰ فيه.. وسبقتها ثلاث سنوات بها أحداث عظام [راجع ما نشره الكاتب على موقع ملتقى أهل العلم] فالهجرة النبوية هي أمر آلهي لنبيه وتكليف سماوي لمصطفاه؛ فهي حكم شرعي كبقية الأحكام الشرعية العملية المنزلة بواسطة الوحي والمستنبطة من الكتاب الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين أو مأخوذة من طريقته العملية وسنته النبوية -عليه السلام-. إذاً المسألة المبحوثة ليس جواز الاحتفال بالهجرة من عدمها! *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الخميس، 26 ذوالحجة، 1442هــ ~* 05 أغسطس، 2021 م (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
:الهجرة النبوية الشريفة! :الهجرة النبوية الشريفة! حين يتم البعد عن طريقته [صلى الله عليه وآله وسلم] المثلىٰ -عمداً أو جهلاً- وترك سنته العطرة -تساهلاً-.. أو تغيباً قصداً.. صار ومنذ حين التناطح بأقوال فارغة المضمون والتراشق بمقالات خالية من التحقيق والتدقيق: - هل يجوز الاحتفال بمولده أو - يصح الاحتفال بمناسبة هجرته؛ أو - التهنئة بقدوم العام الهجري ثم جاء الميلادي الجديد.. و الأصل ينبغي الاهتمام بنشر سنته العطرة ويجب تبيان طريقته المثلى؛ باعتبارها أحكام شرعية عملية يومية؛ وأيضا شرح وتوضيح مع عرض تفسير وتأويل آيات القرآن المجيد؛ وخاصةً آيات الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بافعال العباد.. وانظر ماذا يحدث مِن حولك .. كــ حال لبنان [كانت : سويسرا الشرق/العرب] أو سوريا فالعراق؛ ثم غَرِّب فتابع حال ليبيا فتونس [كانت الخضراء الزهراء] فالجزائر؛ ثم أتجه جنوباً إلىٰ اليمن [الذي كنا ندرسه بأنه:" السعيد"] ثم أعبر البحر الأحمر فتضع قدمك علىٰ أرض السودان [في بداية الستينات من القرن الماضي قيل أنها : سلة العالم العربي الغذائية] فأثيوبيا ثم ارحل إلى بلاد الأفغان وجارتها إيران [سنَّة/شيعة] تجد غياباً تاماً لهدي الـحــبــيب -عليه السلام- وتعطيل لأحكام كتابه المجيد.. هذا حال جزء من بلاد المسلمين؛ لا أقول بلاد الإسلام! مع ملاحظة علم دولة كُتب عليه „الله أكبر‟.. وآخرىٰ ترفع „اسم الجلالة‟ فوق علمها؛ مع مسميات„شعارات‟فارغة مِن المضمون؛ كما كنا نسمع „الإسلام هو الحل‟ أو „التنمية .. والعدالة.. والنهضة..‟ مع أني أتبنىٰ الرأي الذي يقول لا يصح اعتبار الهجرة النبوية الشريفة مِن مكة المكرمة إلىٰ [يثرب] المدينة المنورة -والتي طيَّب الله تعالىٰ ثراها بمرقده [] وبجواريه صاحبيه [رضي الله تعالى عنهما].. لا يصح أن تعتبر أنها:« „ ذكرىٰ ‟ ».. يعاد تذكرها قرب إنتهاء الساعات الآخيرة من شهر ذي الحجة؛ كما لا يجوز اعتبارها :« „ مناسبة ‟ » تأتي في العام مرة؛ وخطبة الجمعة التي قبلها يعلو آحدهم منبراً مذكراً ومتحدثا عنها.. إذ أن الحديث ومنذ سنوات عن الهجرة خرج مِن مضمونها وبعيد عن هدفها.. الهجرة النبوية الشريفة -علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام وكامل التنعيم وعظيم الإكرام- الهجرة النبوية هي مفصل حيوي يربط بإحكام شديد متين قوي بين العهد المكي بما فيه؛ وبين العهد المدني بما جرىٰ فيه.. والمهم: ما سبقها بثلاث سنوات من أحداث جسام عظام [راجع ما نشره الكاتب علىٰ موقعنا: „ ملتقى أهل العلم‟؛ تحت عنوان عريض:« „السيرة النبوية‟ ».] فالهجرةُ النبويّة هي أمرٌ آلهي لنبيه وتكليفٌ سماوي لمصطفاه []؛ فهي حكم شرعي كبقية الأحكام الشرعية العملية المنزلة بواسطة الوحي عن طريق أمين السماء المَلٰك جبريل -عليه السلام- والمستنبطة مِن الكتاب الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين أو مأخوذة مِن طريقته العملية وسنته النبوية -عليه السلام- ..تلك الأحكام الشرعية العلمية المتعلقة بالحياة اليومية لمَن آمن بالله رباً واحداً وبرسوله محمدا بن عبدالله خاتما للأنبياء وآخرا للمرسلين ومتمما للمبتعثين؛ وبكتابه الكريم.. وهذه المبادئ الأساسية والتي تبنى عليه بقية أسس العقيدة وأركان الإيمان والإسلام؛ فتبعد صاحبها عن الجحيم وتوفقه لدخول الجنة! إذاً المسألة المبحوثة ليس جواز الاحتفال بالهجرة من عدمها! فقد خرَّج البخاري، وابن حبان في صحيحيهما وتابعهما بقية أهل العلم في حديث عائشة؛ أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها وعن ابيها وأمها وأختها وأخيها- في شأن الهجرة مطولا؛ وما نستشهد به أن : « „ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : « „ قَدْ : « أُرِيتُ ».. دَارَ هِجْرَتِكُمْ رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ ‟ ». وَهُمَا الْحَرَّتَانِ..[ (الحَرَّة: الأرض السوداء)، نقلا عن دار الافتاء المصرية] فقوله -عليه السلام- :« أُرِيتُ ».. دلالة واضحة علىٰ الوحي الذي يأتيه؛ هذا أولاً .. ثم قوله : « رَأَيْتُ ».. و ثانيًا صفة المكان : :« دَارَ هِجْرَتِكُمْ رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ ‟ ». فهذا هو الإخبار الأول كما جاء في صحيح البخاري؛ ثم نتابع ما قالته الصديقة بنت الصديق -رضي الله تعالى عنهما- إذ تقول : فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعَ إِلَىٰالْمَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ‟ ». ؛ ثم تكمل وفق رواية البخاري فتقول:« „ وَتَجَهَّزَأَبُوبَكْرٍ مُهَاجِرًا ‟ ». وهنا نجد المحاورة بين النبي المصطفى والرسول المجتبى والحبـــيب المرتضى وبين وزيره الأول الصديق.. أستمع إليه ... فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« „ عَلَى رِسْلِكَ ‟ ».أي تمهل واصبر.. فيخبره:« „ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي ‟ ». فيتساءل الوزير الأول الصديق.. أستمع إليه :« „ هَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ ‟ ». فيأتي الجواب يقيناً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« „ نَعَمْ ‟ ». وأما الرواية عند ابن حبان في صحيحه أذكرها لتوضح المسألة .. فــ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا -، قَالَتِ::« „ اسْتَأْذَنَ أَبُوبَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:«اصْبِرْ» ، فَقَالُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَطْمَعُ أَنْ يُؤْذَنَ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«إِنِّي لَأَرْجُو» ، فَانْتَظَرَهُ أَبُوبَكْرٍ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ ظُهْرًا، فَنَادَاهُ، فَقَالَ لَهُ:«اخْرُجْ مَنْ عِنْدَكَ» ، فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ: إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ:« أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الصُّحْبَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« الصُّحْبَةُ »(*)‟ ». وأما رواية ابن هشام فتقرأ : فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« إنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ » وهنا تجد لفظة صريحة إذ يقول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« وَالْهِجْرَةِ ». قَالَتْ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : :« الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ »، قَالَ :« الصُّحْبَةَ ». وهنا وضح تماماً الخطاب التكليفي لنبي الهدى والرحمة من العلي القدير -سبحانه وتعالى-؛ وهذا يوجب علىٰ أمته -افراداً وتكتلات- أن تلتزم هديه بفهم تشريعي واستنارة فقهية ووعي منهجي.. والمسألة تحتاج لمزيد شرح فسيكون من بعد إذنه-تعالى- وحسن توفيقه في بحوث السيرة النبوية. * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ (*) وقد علق الألباني في كتابه المسمى:"التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان "... بقوله :"صحيح ورمز بـ: "خ" ـ ((مختصر البخاري)). الخميس، 26 ذو الحجة، 1442هــ ~* 05 أغسطس، 2021 م (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
رد: المناسبات |
شهرُ اللهِ المُحَرَّمِ ! شهرُ اللهِ المُحَرَّمِ |
[ مسألة الإظهار ] [ مسألة الإظهار ] :" مِن القضايا التي اغفلتها الأمة الإسلامية في عمومها.. ومنذ حين من الزمان سواء على المستوى الفردي أو الجمعي أو الحزبي والتكتلي أو الدولي والاحتكام لهيئات دولية أو منظمات عالمية أو إقليمية .. قضية 《.« „ الإظهار ‟ » 》.. وكي أوضح الفكرة.. فالخالق المبدع المصور -جلَّ جلاله- خلق جناح الفراشة بألوانه الزاهية للطيران -دوره الرئيسي.. حسب علمي- كما خلق جناح البعوضة كذلك للطيران؛ وجناح الذبابة .. فأظهر في المخلوق الأول حسن صنعته، وأظهر في المخلوق الثاني تمام إبداعه؛ وانظر إلى الطيور في سماء خالقها على إختلاف احجامها ومسلكها... كما أنه -سبحانه- في المطعومات من الخضروات والفواكه.. والجميع يسقى من ماء واحد بيد أننا نفضل بعضها على بعض، فنبه القرآن الكريم والذكر الحكيم لهذه المسألة بقوله :{... وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون } [الرعد:4] . كما نبه إلى إختلاف الألوان فنطق القرآن العظيم والهدي الكريم فيقول : { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُون } [النحل:13]. وانظر إلى البشر ؛ ففي شمال القارة الأوربية يختلفون عن وسطها أو جنوبها .. وانظر إلى القارة الآسيوية أو الأفريقية فيثبت القرن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين هذه الجزئية بقوله .. استمع إليه بقلبك قبل اذنك : { .. وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين } [الروم:22]. وهذ المسألة؛ اقصد مسألة الإظهار غابت عن عموم المسلمين؛ وخاصة عن علمائها وأهل القرآن -إلا من رحم ربي-.. وعليه اقصد في هذه العجالة دون دقة التفصيل : - إظهار العقيدة الصحيحة السليمة.. في كافة الأوساط والمجالات.. سواء العالمية منها أو الإقليمية والداخلية .. وأيضاً - إظهار الإيمان.. - إظهار الإسلام.. أي إعلاء كلمة الله -تعالى- قولا وفعلا وسلوكا وأخلاقا وحلا للقضايا والمسائل في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية[هل تابعت جلسات إيران مع الغرب في فيينا بخصوص الملفات المتعلقة بإتفاق جديد مع الإدارة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي]؛ وفي العلاقات بين الدول وفي العلاقات بين الأفراد.. فهل نحن نظهر أحكام الإسلام الحنيف العملية في كافة المسائل والقضايا التي نتعرض لها!؟.. أم أننا نجعل العادات والتقاليد ومورث الأجداد هو المتحكم في العلاقات !!.. - لذا فــ ينبغي للمسلمين أن يُظهِروا تعظيمَ هذا الشّهر شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ بصيامه كلِّه، أو ما تيسّر منه، أو صيام التّاسع والعاشر. - ومِن تعظيمه -هذا الشّهر-: الاجتهاد في كفِّ النّفس عن معاصي الله؛ لأنّها مِن ظلم النّفس الذي نهى الله عنه في كلّ الشّهور، خصوصًا الأشهر الحرم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36] . " |
خطأ شائع ينبغي التنبيهُ على خطأ شائعٍ في إطلاق لفظ «محرم» مجرّدًا عن الألف واللاَّم؛ ذلك لأنّ الصواب إطلاقه معرَّفًا، بأن يقال: «الْــمُـــحَـــرَّم»، لــ - ورود الأحاديث النبوية بها معرَّفة؛ و - لأنَّ العرب لم تذكر هذا الشهر في مقالهم وأشعارهم إلاّ معرَّفًا بالألف واللام، دون بقية الشهور، فإطلاق تسميته إذًا سماعي وليس قياسًّيا[1]. والله أعلم. |
رد: المناسبات فضل العشر الأول من شهر محرم وحكم صيامها! الإكثار من الصوم في شهر الله المحرم من فضائل الأعمال، لما جاء في صحيح الإمام مسلم. فــ - من صام كل المحرم فقد أحسن، و - من صام بعضه فله من الأجر بقدر ما صام، فــ - من صام عشرة أيام فقط من المحرم فهو مأجور إن شاء الله. وإن كان المراد بــ - العشر من المحرم العشر الأول منه، فإن من صام عشره الأول فقط فهو محسن يرجى له الثواب، و العشر الأول من المحرم هي أفضل أعشار هذا الشهر المبارك كما ذكر ذلك بعض العلماء، فيكون الصيام فيها أفضل من الصيام في غيرها منه، ولا شك في فضل هذه العشر لاشتمالها على يوم عاشوراء الذي يكفر صيامه ذنوب سنة كما ثبت في صحيح مسلم. قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- في بيان فضل العشر الأول من المحرم ما مختصره: وأفضل شهر الله المحرم عشره الأول، وقد - زعم يمان بن رآب: أنه العشر الذي أقسم الله به في كتابه، ولكن الصحيح أن العشر المقسم به عشر ذي الحجة. و - قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: - العشر الأخير من رمضان، و - العشر الأول من ذي الحجة، و - العشر الأول من محرم. وقد - قيل: إنه العشر الذي أتم الله به ميقات موسى -عليه السلام- أربعين ليلة، وإن التكلم وقع في عاشره. و - روي عن وهب بن منبه قال: أوحى الله -تعالى- إلى موسى -عليه السلام- أن مر قومك أن يتوبوا إليَّ -سبحانه- في أول عشر المحرم، فإذا كان يوم العاشر فليخرجوا إليَّ أغفر لهم. و - عن قتادة : أن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة. انتهى. [ راجع: ابن رجب الحنبلي؛ لطائف المعارف؛ ص: 35] وإن كان المقصود صيام اليوم العاشر منفردا، فالجواب أن ذلك مستحب، والأفضل أن يصوم معه التاسع.[1] |
شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ.. مُحَرَّم الحَرَام! شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ.. مُحَرَّم الحَرَام[ (-*-) ] :" نحن اليوم في شهر عظيم؛ شهر الله المحرم، شهر له حرمة، وفيه فضائل وأحكام ! ". التَّمْهِيدُ : 1 . ] فإنَّ مِنْ شرفِ الشهر الأوَّل -المُحَرَّمُ- مِنْ شهور السَّنَة القمرية أَنْ نَسَبَه النبيُّ المصطفىٰ والرسول المجتبىٰ والمبعوث المحتبىٰ المرتضىٰ صلَّى الله عليه وسلَّم إلىٰ ربِّه -تعالى اسمه وتقدس سره-، ونَعَتَه بالشهر الحرام في قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «... شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ » [(1)]، 2 . ] و ينبغي التنبيهُ علىٰ خطأ شائعٍ في إطلاق لفظ «محرم» مجرّدًا عن الألف واللاَّم؛ ذلك لأنّ الصواب إطلاقه معرَّفًا، بأن يقال: «المُحرَّم»، لورود الأحاديث النبوية بها معرَّفة؛ ولأنَّ العرب لم تذكر هذا الشهر في مقالهم وأشعارهم إلاّ معرَّفًا بالألف واللام، دون بقية الشهور، فإطلاق تسميته إذًا سماعي وليس قياسًّيا.[(2)] 3 . ] :" احذر الجهل !.. الحديث عن هجرة سيّد الأنام؛ والكلام عن خروج سيد ولد آدم مِن مكةَ المكرمة إلى مدينته المنورة --صلّى الله عليه وسلّم-. برفقة صاحبه ووزيره الأول؛ وخليفته الأول ما أطيبه من حديث ! وإنّا -جميعاً- لنسعىٰ إلىٰ مثله السّعي الدائم الحثيث.. إذ هو حدث لا كسائر الأحداث .. إنّها بداية خروج النّاس من الأجداث.. ولكنْ لا بدّ أن نعلم أنّ الحديث عن الهجرة النبويّة في هذا الشّهر، إنّما يُشرع لأنّهم أرّخوا بشهر الله المحرّم ؟ لا لأنّ الهجرة النبويّة كانت بشهر محرّم ! فإنّ العلماءَ قاطبة مِن المؤرّخين كالطّبري وابن كثير، وأصحاب المغازي والسّير كابن هشام، وابن إسحاق، متّفقون علىٰ أنّ الهجرة كانت بشهر ربيع الأوّل. وتوضيح ذلك: أنّ الأنصار بايعوا رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بيعة العقبة الثّانية في موسم الحجّ، أي: في شهر ذي الحجّة. وأقام رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- بعدهم بمكّة بقيّة ذي الحجّة مِن تلك السنة والمحرّم وصفر، وخرج مهاجرا إلىٰ المدينة في شهر ربيع الأوّل(وترتيبه الشهر الثالث من السنة القمرية). [انظر " تاريخ الإمام الطّبريّ "]. ولكنّ الوهم سرىٰ علىٰ عقول أكثر المسلمين بسبب أنّ الصّحابة لمّا أرادوا التّأريخ اختاروا السّنة التي هاجر فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يلتفتوا إلىٰ الشّهر الذي هاجر فيه، وإنّما اختاروا محرّما لأنّه منصرف النّاس مِن الحجّ - كما سبق بيانه -. وهذا يدلّ علىٰ منزلة الهجرة في صدور المؤمنين، ومرتبتها في قلوب المسلمين. ".[(3)] 4 . ] :" احتضنت مكة عام 412م اجتماعا ضم سادة قبائل العرب لتوحيد أسماء الأشهر العربية، التي تعددت تسمياتها في شبه جزيرة العرب آنذاك. وقد عقد الاجتماع في حياة „كلاب بن مرة‟ خامس جد للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ويعتمد التقويم العربي -الذي أصبح فيما بعد التقويم الهجري الإسلامي- علىٰ حركة القمر، ولذلك يصنف علىٰ أنه تقويم قمري. اعتمد المسلمون التقويم العربي ليكون تقويم الدولة الإسلامية، ونظرا لاعتماده الهجرة النبوية الشريفة بداية له فقد سمي بالتقويم الهجري. وقد اعتمد بعد سنتين ونصف من خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، في ربيع الأول مِن عام 16 للهجرة، وكان يوم 1 محرم من عام 17 للهجرة بداية أول سنة هجرية بعد اعتماد التقويم الهجري. ".[(4)] 4 . 1 . ] :" بيد أن رياح التغيير هبت فــ:" بدأ التغيير علىٰ يد الخديوي إسماعيل[( ** )] حيث غير نمط حياة الإنسان المِصري: غَيَّر برنامجه اليومي، غَيَّر التقويم من الهجري إلىٰ الميلادي، غَيَّر الساعة من العربي إلىٰ الأفرنجي، غَيَّر الأزياء، غَيَّر نمط المعيشة .".[( *** )] وربطاً بما سبق وبناءً علىٰ التغيير في نمط المعيشة كما يخبرنا د. علي جمعة؛ مفتي الديار المِصرية السابق.. غابت عن اذهان مسلمي هذا الزمان وما سبقه من عصور : 4 . 2 . ] [ مسألة الإظهار ] فتجد أن الأمة الإسلامية قد اغفلت العديد من قضاياها ؛ ومنها قضية « „الإظهار‟ ».. أو نظرية « „الإظهار‟ ». و كي أوضح الفكرة: فالخالق المبدع المصور -جل جلاله- خلق جناح الفراشة بألوانه الزاهية للطيران؛ كما خلق -كذلك- جناح البعوضة والذبابة للطيران؛ فأظهر في المخلوق الأول حسن صنعته، وأظهر في المخلوق الثاني تمام إبداعه؛ فالدور الأساسي -حسب علمي- لهذا الجناح هو التمكين من الطيران؛ كذا الطيور باشكالها وأنواعها وأحجامها تستخدمه للطيران؛ وقد يساعدها في تلطيف الهواء وتهوية العش؛ فإذا نظرت إلىٰ الطاووس يزهو بشكله وألوان ريشه؛ تنبهتَ أن خلف هذا الإبداع خالق مِن عدم فأحسن خلقه علىٰ غير مثال سابق، وهذا تنبيه آلهي لوجود خالق مبدع مصور ليدلل -سبحانه وتعالى- عن طريق النظر والاستبصار ثم عن طريق متابعة المخلوقات .. يدلل علىٰ وجود خالق صانع مبدع مصور أوجد صناعته من عدم؛ ثم انظر إلىٰ البحار والأنهار والبحيرات وما تحوي في بطونها من أنواع هائلة من الأسماك.. على أختلاف أحجامها وألوانها وطعمها.. كما أنه -سبحانه- في المطعومات من الخضروات والفواكه.. والجميع يسقىٰ من ماء واحد ؛ بيد أننا نفضل بعضها علىٰ بعض من حيث الطعم والتذوق، فنبه القرآن الكريم والذكر الحكيم لهذه المسألة بقوله :{ ... وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون } [الرعد:4] . كما نبه إلىٰ إختلاف الألوان فنطق القرآن العظيم يقول : { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُون } [النحل:13] . وهذه إشارات وتنبيهات وعلامات وآيات ترشدنا وتبصرنا إلى قضية الخلق والإيجاد.. هذا من حيث الواقع المشاهد المحسوس؛ ثم يأتي الإخبار اليقيني بنص سماوي قرآني علىٰ لسان نبي ورسول ليؤكد ما يراه البشر.. وإن غفلوا.. ثم انظر إلىٰ البشر ؛ ففي شمال القارة الأوربية يختلفون عن وسطها أو جنوبها وانظر إلىٰ القارة الآسيوية أو الأفريقية فيثبت القرن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين هذه الجزئية بقوله.. استمع إليه : { وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين } [الروم:22]. وهذه المسألة؛ اقصد نظرية/قضية « „الإظهار‟ » غفلت عنها أمة الإسلام.. فلا يقومون بعرضها ومن ثم بلورتها بل غابت عن عموم المسلمين؛ وخاصة عن علمائها وأهل القرآن -إلا من رحم ربي-.. وعليه اقصد في هذه العجالة دون دقة التفصيل وحسن التبيان ووافر الشرح: يوجب علىٰ المسلمين -بوضعهم الحالي وقدراتهم الآنية- - إظهار العقيدة الصحيحة السليمة.. بكافة الطرق والوسائل المتاحة -تراجع السيرة النبوية في العهد المكي؛ إصدار موقعنا- وفي كافة الأوساط والمجالات.. سواء العالمية منها أو الإقليمية والداخلية وأيضاً - إظهار الإيمان.. و - إظهار أحكام الإسلام.. ومعالجاته لكافة القضايا وكل المسائل؛ وليس ما يشاهد أو يسمع من سوء تصرفات القلة مِن مَن يقال عنهم أنهم مِن عرب أو أعاجم المسلمين.. فيجب إعلاء كلمة الله -تعالى- قولا وفعلا وسلوكا وأخلاقا وتصرفات في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية [هل تابعت جلسات إيران مع الغرب في فندق:" جراند أوتيل" في فيينا/النمسا بخصوص الملفات المتعلقة بإتفاق جديد]؛ وفي العلاقات بين الدول وفي العلاقات بين الأفراد.. فهل نحن نظهر أحكام الإسلام الحنيف في كافة المسائل والقضايا التي نتعرض لها بإجتهاد جديد صحيح!؟.. أم أننا نجعل العادات والتقاليد ومورث الأجداد هو المتحكم في العلاقات.. لذا فــ ينبغي للمسلمين أن يُظهِروا تعظيمَ هذا الشّهر شهرَ اللهِ المُحَرَّمِ بصيامه كلِّه، أو ما تيسّر منه، أو صيام التّاسع والعاشر. ومِن تعظيمه -هذا الشّهر-: الاجتهاد في كفِّ النّفس عن معاصي الله؛ لأنّها مِن ظلم النّفس الذي نهى الله تعالى عنه في كلّ الشّهور، خصوصًا الأشهر الحرم، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36] . 4 . 3 . ]:" تأصيل مسألة صيام يوم عاشوراء المبارك ويَقَعُ في شهر الله المحرَّم يومٌ جليلُ القَدْر هو يومُ عاشوراءَ المبارَكُ، وحُرمتُه قديمةٌ؛ إذ فيه نجَّىٰ اللهُ تعالىٰ موسىٰ -عليه السلام- وبني إسرائيل مِنْ ظلمِ فرعونَ وجنودِه، وأغرقه اللهُ وقومَه؛ فَقَدْ وَرَدَ في الصحيحين مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: « „مَا هَذَا اليَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟‟ » فَقَالُوا: «هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَىٰ اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ؛ فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ»، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: «فَنَحْنُ « أَحَقُّ » وَ « أَوْلَى » بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»[(5)] وروى أبو مُوسَى الأشعري -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَصُومُوهُ أَنْتُمْ"[(6)]. 4. 4 . ] تأصيل يوم عاشوراء المبارك.. حُرمتُه قديمةٌ وكيف تعامل آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين وخاتم المرسلين مع حدث لم يعايشه؛ ولكن أوحيَّ إليه! : شُرِعَ صِيَامُ يومِ عاشورَاءَ، شُكرًا للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَىٰ نَجَاةِ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، مِن أَكبَرِ طَاغِيَةٍ عَرَفَهُ التَّارِيخُ، حيثُ ذَكَرَ اللهُ، -عَزَّ وَجَلَّ- فِي كِتَابِهِ العزيز والذكرِ الحكيم والفرقان المبين تِلكَ القصةَ، الَّتِي تُبَيِّنُ كيفَ اِنتَصَرَ الحقُّ عَلَىٰ البَاطِلِ، لتَبعَثَ فِي قُلُوبِ المؤمنينَ الثَّبَاتَ؛ وتقوي في أفئدتهم الأمل بالإنتصار ؛ فقوةُ البَاطِلِ لَا تُقَاوِمُ الحقَّ مهمَا بلَغَت؛ فهي مبنيةٌ علىٰ أَسَاسٍ فَاسِدٍ. قدرة الله تعالىٰ ومشيئته: لقد كانَ فرعونُ، يَستَضعِفُ بنِي إِسرائِيلَ، ويُقتِّلُ أبناءَهُم، ويَستَحيِيِ نساءَهُم، ولكنَّ مشيئةَ اللهِ نافذةٌ، وقدرتُهُ قاهرةٌ -وأمره هو الغالب-، فشاءَ اللهُ لمُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، أَن ينجُوَ مِن القَتلِ، خلافَ مواليدِ بنِي إسرائيلَ في تلكَ السَّنةِ، وأن يَتَرَبَّىٰ فِي بيتِ فِرعَونَ، تحرسُهُ عنايةُ اللهِ، حتَّىٰ كَبُرَ، وبَلَغَ أَشُدَّهُ، وبَعَثَهُ اللهُ برسالتِهِ إِلَىٰ فِرعَونَ وآتاهُ من الآياتِ مَا يدلُ عَلَىٰ صِدقِهِ، ولكنَّ فِرعَونَ كَمَا قالَ تَعَالَىٰ: ﴿فَكَذَّبَ وَعَصَى(21) ثُمَّ أَدبَرَ يَسعَى(22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى(24)﴾ [النازعات: 21- 24]. ولمَّا غَلَبَهُ -نبيُّ اللهِ ورسوله- مُوسَىٰ بالحُجَجِ، والبيِّنَاتِ، وكَشَفَهُ لقومِهِ؛ اِدَّعَىٰ هَذَا الطَّاغِيَةُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ سِحرٌ، وأنَّ عِندَهُ مِنَ السِّحرِ، والسَّحَرَةِ مَا يَنتَصِرُ بِهِ عَلَىٰ مَوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، فَجَمَعَ سَحَرَتَهُ مِن جَمِيعِ مَملَكَتِهِ، ﴿فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ(38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ(39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ(40)﴾ [الشعراء: 38- 40]. فَعَرضُوا مَا عِندَهُم مِنَ السِّحرِ، وعَرَضَ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ- مَا عِندَهُ مِنَ الآيَاتِ البَيِّنَاتِ، فانتَصَرَ عَليهِم بِالحَقِّ، قالَ تَعَالىٰ: ﴿فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ(119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ(120) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ(122)﴾ [الأعراف: 119- 122]. فلَجَأَ فِرعَونُ إِلَىٰ القوةِ والبطشِ، وهدَّدَ وتوعَّدَ، وقَتَلَ السَّحَرَةَ الذِينَ آمَنُوا باللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَأَوحَىٰ اللهُ إِلَى مُوسَى- عَلَيهِ السَّلَامُ- أن يَخرُجَ بالمؤمنِينَ، فِرارًا مِن هَذَا الطَّاغِيَةِ العنِيدِ، فانتَهَىٰ مُوسَىٰ بِمَن مَعَهُ مِنَ المُؤمِنِينَ إِلَىٰ البَحرِ، فاستَنفَرَ فِرعونُ جُنُودَهُ، وقَومَهُ، وخَرَجَ فِي إِثرِهِم بِقُوَّتِهِ وعَتَادِهِ، يُريدُ قَتلَهُم، وإِبَادَتَهُم عَن آخِرِهِم. وسَارَ فِي طَلَبِهِم، وَلَحِقَ بِهِم فِرعونُ وجُنُودُهُ، وهُنَاكَ تَزَايَدَ خَوفُ المُؤمِنِينَ؛ البَحرُ أَمَامَهُم، والعَدُو مِن خَلفِهِم، فَوِفقًا لِلمَعَايِيِرِ البَشَرِيَّةِ الأَمرُ مَحسُومٌ؛ فيَستَحِيلُ أَن يَنتَصِرَ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ- وأَصحَابُه علىٰ أَعتَىٰ قُوَّةٍ عَلَىٰ وَجهِ الأَرضِ جَمعًا وعَدداً وَعَتَادًا-وقتذاك-، وَهُم ضُعَفَاءُ مُستَضعَفُونَ، لَا قُوَّةَ مَعَهُم وَلَا عَتَادَ، فَأَنَّىٰ لِقَومٍ عُزَّلٍ أَن يُوَاجِهُوا أَقوَىٰ قوةٍ عَسكَرِيَّةٍ عَلَىٰ وَجهِ الأَرضِ-آنذاك-؛ فَضلًا عَلَىٰ أَن يَنتَصِرُوا عَلَيهَا؟! وهَذَا مَا أَيقَنَ بِهِ أَصحَابُ مُوسَىٰ، كَمَا قَالَ -تَعَالَىٰ- حَاكيًا عَنهُم: ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ [الشعراء: 61]. وَلَكِنَّ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ- أيقنَ بِالاِنتِصَارِ، وَرَفَضَ الاِنهِزِامَ؛ فَلَقَد نظر إلىٰ الأَمرَ بمنظارٍ آخَرَ؛ فلا يمكن أن ينهزمَ مَن وَعَدَهُ اللهُ بالنَّصرِ، إِنَّهُ التَّوَكُلُ عَلَىٰ اللهِ، والثِّقةُ فِي نَصرِهِ، وَذَكَّرَ قَومَهُ بِالحَقِيقَةِ، وَرَدَّ عَلَيهِم بالردِّ الحَازِمِ الحَاسِمِ برفضِ الانهزامِ وَالاِستِسلَامِ، كَمَا ذَكَرَ اللهُ عَنهُ بقَولِهِ تَعَالَى: ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهدِينِ﴾ [الشعراء: 62]. فَلَمَّا أَظهَرَ التَّوكُّلَ والثِّقَةَ بِنَصرِ اللهِ؛ مَا خَذَلَهُ اللهُ فأَمَرَهُ أَن يَضرِبَ بِعَصَاهُ البَحرَ؛ فَضَرَبَهُ، فَانفَتَحَ طُرُقًا يَابِسَةً، فَسَارَ مُوسَىٰ وقَومُهُ، لَا يَخَافُ دَرَكًا، وَلَا يَخشَىٰ، وَدَخَلَ فِرعونُ وجُنُودُهُ فِي إِثرِهِمُ، بِظَنِّهِم أنَّ الطُرَقَ الَّتِي اِنفَتَحَت فِي البَحرٍ لِلجَمِيعِ، دَافِعُهُمُ الخُيَلَاءُ والكِبرِيَاءُ، يَمكُرُونَ فَمَكَرَ اللهُ بِهِم، فَلَمَّا تَكَامَلَ قومُ مُوسَىٰ خَارِجَينَ مِنَ البَحرِ، وتَكَامَلَ قومُ فِرعونُ دَاخِلينَ فِيهِ، أَمَر َاللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- البحرَ فانطَبَقَ عَلَيهِم، وأَغرَقَهُم أَجمَعِينَ، فَاِنتَصَرَ الحقُّ عَلَىٰ البَاطِلِ، وَأَعَزَّ اللهُ جُندَهُ، وصَدَقَ وَعدَهُ، حيثُ قَالَ لَهُم: ﴿قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 129]. وتَحَقَّقَت إِرَادَةُ اللهِ الَّتِي أَخبَرَ عَنهَا بِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ [القصص: 6]. موقف آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين وخاتم المرسلين مع هذا الحدث العظيم : لَقَد حَصَلَ هَذَا الحَدَثُ العَظِيمُ فِي اليومِ العَاشِرِ مِن شَهرِ اللهِ المُحَرَّمِ، فهُوَ يومٌ لَهُ فَضَيلَةٌ عَظِيمَةٌ، صَامَهُ مُوسَىٰ -عَلَيهِ السَّلَامُ-، شُكرًا للهِ -عَزَّ وَجَلَّ- علىٰ نَصرِهِ؛ فَفِي الصَّحِيحَينِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا، يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «مَا هَذَا اليَومُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، أَنجَىٰ اللهُ فِيهِ مُوسَىٰ وَقَومَهُ، وَغَرَّقَ فِرعَونَ وَقَومَهُ، فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكرًا، فَنَحنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَحنُ أَحَقُّ وَأَولَىٰ بِمُوسَىٰ مِنكُم، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» [(7)]. وحي السماء يرافق تصرف آخر المرسلين ومتمم المرسلين والأنبياء: حثَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- علىٰ صِيَامِهِ، وبَيَّنَ فَضلِهُ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ»[(8)]. وقَد عَزَمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، عَلَىٰ أَلَّا يَصُومَهُ مُفرَدًا؛ بَل يَضُمُ إِلَيهِ يَومًا آخَرَ، مُخَالَفَةً لِأَهلِ الكِتَابِ فِي صِيَامِهِ؛ فَفِي صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن اِبنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عنهُمَا- قَالَ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَومَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَإِذَا كَانَ العَامُ المُقبِلُ إِن شَاءَ اللهُ صُمنَا اليَومَ التَّاسِعَ»[(9)] . قَالَ: فَلَم يَأتِ العَامُ المُقبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وفي مسندِ الإِمَامِ أحمدَ، عَن ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «صُومُوا يَومَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ اليَهُودَ، صُومُوا قَبلَهُ يَومًا، أَو بَعدَهُ يَومًا»[(10)] . 4. 5 . ] اما مسألة « „" خَالِفُوا "‟ ». فــ هي آحدىٰ المسائل الشرعية العملية المتعلقة بالحياة اليومية لاتباع المنهج المحمَّدي؛ ومَن يسير وفق نمط الحياة المصطفوية؛ ويتقيد بطراز النظرة المبدئية الخاصة للشريعة الخاتمة كما ارادها مَن أرسله ومَن ابتعثه -تعالى ذكره وجل قدره- استمع إليه وهو يقول: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ } وموضع الشاهد من النص الكريم قوله: { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } { وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون } [المائدة:48] فالمسألة ليست مخالفة بل هي تشريع جديد ومنهجية خاصة بالرسالة المحمدية؛ وطريقة معينة في الحياة وطراز خاص من العيش.. فمن طرفهم -اليهود ومن بعدهم النصارى- ردوا عليه بقولهم „ إِنَّهُ يَومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ ‟ وعللوا صيامه في شريعتهم إذ „قَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، أَنجَىٰ اللهُ فِيهِ مُوسَىٰ وَقَومَهُ، وَغَرَّقَ فِرعَونَ وَقَومَهُ، فَصَامَهُ مُوسَىٰ شُكرًا، فَنَحنُ نَصُومُهُ‟ فكان رده عليهم . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَحنُ أَحَقُّ وَأَولَىٰ بِمُوسَىٰ مِنكُم، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». ،.فعندهم „ صَامَهُ مُوسَىٰ شُكرًا، فَنَحنُ -اليهود- نَصُومُهُ ‟ ..وعندنا : „ صُومُوا يَومَ عَاشُورَاءَ، صُومُوا قَبلَهُ يَومًا، أَو بَعدَهُ يَومًا ‟ فالتكليف المحمدي النبوي لأمته بَيَّنَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَضلِهُ، فَقَالَ: « يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ »، وهنا يجب النظر إلى اقواله عليه السلام نظرة تشريعية منهجية وطريقة خاصة من العيش وطراز خاص في الحياة استمع إلى قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: «فَنَحنُ ». وهذا حكم شرعي في باب العقيدة والإيمان إذ نطق القرآن يقول : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ } وهذه الفقرة الأولى { وَالْمُؤْمِنُونَ } هذه الفقرة الثانية { كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ } وهنا موضع الاستشهاد { وَرُسُلِهِ } { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } [البقرة:285] فرسول رب العالمين ؛ الأولين منهم والآخرين يخبرنا في باب العقيدة والإيمان الإيمان بجميع رسله(-****-)؛ وهذا ما تميزت به رسالة إسلام محمد خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين وهذا -هو نفسه- ما غاب عند اليهود والنصارى؛ مع التنبيه بإنه مذكور في كتبهم الحالية { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ .. } [الأنعام:20] وأوضح آية بخصوص هذه المسألة ما نطق به القرآن : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين } [الصف:6] ".وهذه آحدى الاخفاقات المتعلقة بقضية الإظهار إذ لم تتمكن عدة ملايين تتعدى الــ .30 مليونا أن تقوم بإظهار أحكام الشرع الحنيف في القارة الأوربية والأمريكتين وكندا واستراليا... والأَجرُ المُتَرَتِّبُ عَلَى الصِّيامِ، هُوَ صَومُ اليومِ العَاشِرِ، فَمَن صَامَهُ كَفَّرَ اللهُ عَنهُ خَطَايَا سَنَةٍ كَامِلَةٍ، ومَن صَامَ مَعَهُ يَومًا قَبلَهُ، أَو بَعدَهُ؛ نَالَ مَعَ أَجرِ التَّكفِيرِ أَجرَ المُخَالَفَةِ، فَليُصَم يَومَ التَّاسِعِ، معَ صِيامِ اليومِ العاشِرِ، وإِن لَم يَستَطِع فَصِيَامُ يومِ العَاشِرِ وَحدَهُ، مُحَصَّلٌ بِهِ الأَجرُ بِإِذنِ اللهِ. -*- في نهاية مقالتي هذه ومن خلال الموقع أرسل للجميع تهنئة قلبية حارة وتمنيات بالتوفيق والنجاح ودوام الصحة لعام هجري جديد سعيد! .... مُحَمَّدٌ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ [( * )] وهو أولُ شهورِ السنة الهجرية ومِن الأشهر الحرم: سُمِّي المحرّم لأن العرب قبل الإسلام -زمن الجاهلية- كانوا يحرّمون القتال فيه. والْأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَرْبَعَةٌ : ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ - أَيْ مُتَتَابِعَةٌ -، وَوَاحِدٌ فَرْدٌ ، فَالسَّرْدُ : ذُو الْقَعْدَةِ؛ وَذُو الْحِجَّةِ؛ وَالْمُحَرَّمُ ، وَالْفَرْدُ : رَجَبٌ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ:{ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} قَوْلُهُ :{ مِنْهَا }، يُرِيدُ الْكَثِيرَ ، ثُمَّ قَالَ:{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} لَمَّا كَانَتْ قَلِيلَةً . وَالْمُحَرَّمُ : شَهْرُ اللَّهِ ، سَمَّتْهُ الْعَرَبُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَسْتَحِلُّونَ فِيهِ الْقِتَالَ ، وَأُضِيفَ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَىٰ- إِعْظَامًا لَهُ كَمَا قِيلَ لِلْكَعْبَةِ بَيْتُ اللَّهِ ، وَ قِيلَ : سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ؛ قَالَ ابنُ سِيدَهْ :" وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ " . وقال الْجَوْهَرِيُّ: " مِنَ الشُّهُورِ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ كَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْتَحِلُّ فِيهَا الْقِتَالَ ، إِلَّا حَيَّانِ :" خَثْعَمٌ ".. وَ " طَيِّءٌ " ، فَإِنَّهُمَا كَانَا يَسْتَحِلَّانِ الشُّهُورَ ، وَكَانَ الَّذِينَ يَنْسِئُونَ الشُّهُورَ أَيَّامَ الْمَوَاسِمِ يَقُولُونَ : حَرَّمْنَا عَلَيْكُمُ الْقِتَالَ فِي هَذِهِ الشُّهُورِ إِلَّا دِمَاءَ الْمُحِلِّينَ ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَحِلُّ دِمَاءَهُمْ خَاصَّةً فِي هَذِهِ الشُّهُورِ " [ انظر : لسان العرب؛ حرف الحاء] والمعلومُ: أنه لا يُضيفُ اللهُ إليه إلَّا خواصَّ مخلوقاتِه علىٰ سبيل التشريف والتفضيل، قال السيوطيُّ ـ رحمه اللهـ: «سُئِلْتُ: لمَ خُصَّ المحرَّمُ بقولهم: «شهرُ الله» ـ تَبارَك وتعالىـ دون سائر الشهور، مع أنَّ فيها ما يُساويهِ في الفضل أو يزيد عليه كرمضان؟ و وَجَدْتُ-الحديث للإمام السيوطي- ما يُجابُ به: « أنَّ هذا الاسْمَ إسلاميٌّ دون سائر الشهور؛ فإنَّ أسماءَها كُلَّها علىٰ ما كانَتْ عليه في الجاهلية، وكان اسْمُ «المحرَّم» في الجاهلية: «صفرَ الأوَّل»، والذي بعده: «صفر الثاني»، فلمَّا جاء الإسلامُ سمَّاهُ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ «المحرَّمَ»؛ فأُضيفَ إلى الله -عزَّوجلَّ- بهذا الاعتبار، وهذه فائدةٌ لطيفةٌ رأيتُها في «الجمهرة».» (انظر: «الديباج شرح صحيح مسلم بنِ الحجَّاج» للسيوطي (٣/ ٢٥١)، «ويُكْرَهُ أَنْ يُسمَّى المحرَّمُ صفرًا؛ لأنَّ ذلك مِنْ عادة الجاهلية» كما ذَكَرَ النوويُّ ـ رحمه الله ـ، ولعلَّ مِنْ عادتهم أنهم يُطْلِقون على شهرَيِ المحرَّمِ وصفرٍ لفظَ «الصفرين» مِنْ باب التغليب، لا لكون المحرَّم اسْمًا جديدًا حادثًا، ثم يضيف لنا بكر أبوزيد ـ رحمه الله ـ: «إنَّ اسْمَ «شهر المحرَّم» كان في الجاهلية يُسمَّى: «صَفَرَ الأوَّلَ» وأنَّ تسميته محرَّمًا مِنِ اصطلاح الإسلام، وقد ذَهَبَ إلى هذا بعضُ أئمَّة اللغة، وأحسب أنه اشتباهٌ؛ لأنَّ تغيير الأسماء في الأمور العامَّة يُدْخِلُ علىٰ الناس تلبيسًا لا يقصده الشارعُ؛ ألا ترى أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لَمَّا خَطَب حَجَّةَ الوداع فقال: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قال الراوي (الصحابيُّ نُفَيْعُ بنُ الحارث رضي الله عنه): «فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ»، فَقَالَ: «أَلَيْسَ بِذِي الحِجَّةِ؟» قُلْنَا: «بَلَى»، قَالَ: «..فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ …»، ثمَّ ذَكَرَ أثناءَ الخُطبة الأَشْهُرَ الحُرُم فقال: «ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»؛ فلو كان اسْمُ المحرَّمِ اسْمًا جديدًا لوضَّحه للحاضرين الواردين مِنَ الآفاق القاصية، علىٰ أنَّ حادِثًا مِثْلَ هذا لو حَدَثَ لتناقَلَه الناسُ، وإنما كانوا يُطْلِقُون عليه وصفرَ لَفْظَ «الصفرين» تغليبًا» بتصرُّفٍ [انظر : «معجم المناهي اللفظية» لــ بكر بن عبدالله أبوزيد (٣٤١ ـ ٣٤٢).]. [( ** )] مولده: 31 ديسمبر 1830 القاهرة ، مِصر، الدولة العثمانية ~ وفاته: 2 مارس 1895 (64 سنة) إسطنبول ، الدولة العثمانية. والجدير بالذكر أن:" والده أرسله وهو في سن الرابعة عشر إلىٰفيينا عاصمة النمسا ، لكى يعالج بها من إصابته برمد صديدي، وأيضاً لاستكمال تعليمه، وقد بقي في فيينا لمدة عامين ". [( *** )] ينبغي أن لا يفهم من هذا الاستشهاد بما فعله خديوي مِصر إسماعيل أن كاتب هذه السطور أو الموقع يعارض التقدم العلمي أو يمنع من الأخذ بأسباب المدنية؛ بل على العكس تماماً؛ إذ ينبغي التعامل مع مستجدات العلوم ومخرجات المعامل البحثية العلمية في كافة المجالات بما يفيد البشرية ويحمي الإنسانية وينفعها؛ كما ينبغي أن أنبه أن المسلم يجب عليه المشاركة في إنتاج ثمرات هذه البحوث العلمية؛ فلا يصح أن نصبح أما حقل تجارب أو مستخدمي ما ينتجه الآخر! [( **** )] هناك علاقةٌ بين هذه الأمةِ وبينَ رسلِ الله -تعالىٰ-، وهي الإيمانُ بهم كــ ركنٍ من أركانِ الإيمانِ؛ وأساس متين من أسس العقيدة الإسلامية التي لا يقومُ دينُ العبدِ إلا به بالتصديقِ الجازمِ بأن اللهَ -عزَّ وجلَّ- بعثَ في كلِ أمةٍ رسولاً يدعوهم إلىٰ عبادةِ اللهِ وحدَه، والكفرِ بما يُعبدُ من دونِه، وأنهم جميعًا مُرسلونَ صادقونَ، وقد بلَّغوا جميعَ ما أرسلَهم اللهُ به، منهم مَنْ أعلَمَنا اللهُ باسمِه، ومنهم مَنْ استأثرَ اللهُ بعلمِه كما قالَ -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36]. ولكن هناك علاقةٌ أخرىٰ قديمةٌ بينَ الأنبياءِ وهذه الأمةِ، بدأتْ هذه العلاقةُ لمّا أخذَ اللهُ -تعالى- الميثاقَ عليهم أنه لو بُعثَ نبيُنا -عليه الصلاةُ والسلامُ- وهم أحياءٌ لأصبحوا من هذه الأمةِ، أتباعًا له، مؤمنينَ به، ناصرينَ له، وايضا أتباعهم .. كما قالَ -تعالى-: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ .. قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي .. قَالُوا أَقْرَرْنَا .. قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [آل عمران: 81]. قالَ عليُ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عمِه عبدُاللهِ بنُ عباس -رضيَ اللهُ عنهم-„ما بعثَ اللهُ نبيًا من الأنبياءِ إلا أخذَ عليه الميثاقَ، لئن بَعَث محمدًا وهو حَيٌّ ليؤمننَ به ولينصرنَه، وأمَرَه أن يأخذَ الميثاقَ على أمتِه: لئن بُعثَ محمدٌ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- وهم أحياءٌ ليؤمِنُنَّ به ولينصرُنَّه‟.. وكما قالَ -عليه الصلاةُ والسلامُ-« „لو كانَ أخي موسىٰ حيًّا ما وسعَه إلا اتباعي‟ ».. *]: ولنا علاقةٌ خاصةٌ بأبينا آدمَ -عليه السلامُ-، فهو يضحكُ ويبكي بسببِ أبنائِه ونحنُ منهم، كما جاء في حديثِ المعراجِ: " قَالَ: فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَإِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ -أي جماعاتٌ-، قَالَ: فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى. قَالَ: فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالابْنِ الصَّالِحِ. قَالَ: قُلْتُ:„يَا جِبْرِيلُ: مَنْ هَذَا؟!‟؛ قَالَ: " هَذَا آدَمُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ -أي أرواحُ- بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ. فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى". *]: ولنا علاقةٌ خاصةٌ بنوحٍ -عليه السلامُ-، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-« „يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: هَلْ بَلَّغْتَ؟! فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟! فَيَقُولُونَ: لا مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟! فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهُوَ قَوْلُهُ -جَلَّ ذِكْرُهُ-: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَىٰ النَّاسِ﴾ [البقرة: 143]. وقد يقولُ قائلٌ: كيفَ نشهدُ على ما لم نحضرُ؟! فنقولُ: إن المؤمنَ قد يشكُ في رؤيةِ عينيه ولا يشكُ فيما ذكرَ اللهُ تعالى في كتابِه، فالمؤمنُ الحقُ عندما يتلو كتابَ ربه، فكأنه في ذلك الزمانِ، يرى نوحًا -عليه السلامُ- وهو يسيرُ في قومِه ويقولُ لهم: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأعراف: 59]. فلما دعاهم لَيْلاً وَنَهَارًا، سرًّا وجهارًا: ﴿قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [الأعراف: 70]. كأننا نسمعُ قومَه وهو ﴿يَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾ [هود: 38]. كأننا نرى أَبْوَابَ السَّمَاءِ فُتحتْ بِمَاء مُّنْهَمِرٍ، وفُجرتِ الأرضُ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، كأننا نشاهدُ السفينةَ ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42)قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِين(44)﴾ [هود: 42-44]. سنشهدُ بهذا وبكلِ ما وردَ في كتابِ اللهِ تعالى، بل وسنشهدُ لرسلِ اللهِ جميعًا كما قالَ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: « „يجيءُ النبيُ ومعه الرجلانِ، ويجيءُ النبيُ ومعه الثلاثةُ، وأكثرُ من ذلك وأقلُ، فيُقالُ لهُ: هل بلغتَ قومَك؟! فيقولُ: نعم، فيُدعىٰ قومُه، فيُقالُ: هل بلغَكم؟! فيقولون: لا، فيُقالُ: من يشهدُ لك؟! فيقولُ: محمدٌ وأمتُه، فتُدعىٰ أمةُ محمدٍ، فيقالُ: هل بلغَ هذا؟! فيقولون: نعم، فيقولُ: وما علمُكم بذلك؟! فيقولون: أخبرَنا نبيُنا بذلك أن الرسلَ قد بلغوا فصدقناه‟ »... وهنا تظهر قضية الإظهار؛ والتي بحثتها في بداية مقالتي هذه؛ وهي تحتاج إلى مراجعة وتبسيط!. * ] :.وأما علاقَتُنا بخليلِ اللهِ إبراهيمَ -عليه السلامُ-، فلا ننسىٰ دعوتَه المباركةَ أن يبعثَ اللهُ تعالى لنا هذا النبيَّ الكريمَ حينَ قالَ: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: 129]، ولم ينسكُم لما لقيَ نبينا -عليه الصلاةُ والسلامُ- في الإسراءِ كما قالَ: « „لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ:„يَا مُحَمَّدُ: أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ -أي أرضٌ لا زرعَ فيها-، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَر‟ ». وأما عيسى ابنُ مريمَ -عليه السلامُ- فسيكونُ فردًا من أفرادِ هذه الأمةِ، كما أخبرَنا نبيُنا -صلى اللهُ عليه وسلمَ-أنه سينزلُ عندَ المنارةِ البيضاءِ شرقي دمشقَ بسوريا، وقد أُقيمت صلاةُ الصبحِ وتقدمَ المهديُ ليصليَ بالناسِ، وما أن يرى نبيَّ اللهِ عيسى -عليه السلام-حتى يتأخرَ ليقدمَه للإمامةِ ويقولُ:„تعالَ صلِّ لنا‟؛ فيقولُ„لا إن بعضَكم على بعضٍ أمراءُ‟تكرمةُ اللهِ هذه الأمةَ، ثم يقتلُ الدجالَ ويكسرُ الصليبَ، ويقتلُ الخنزيرَ، ويضعُ الجزيةَ، ويدعو الناسَ إلى الإسلامِ، ويُهلكُ اللهُ في زمانِه المللَ كلَها إلا الإسلامَ، فيمكثُ أربعينَ سنةٍ، ثم يتوفىٰ ويصلي عليه المسلمون. ". * ] : وأما كليمُ اللهِ موسىٰ فله مع هذِه الأمةِ فضلٌ لا يمكنُ أن ننساه، كما جاء في حديثِ المعراجِ أن النبيَّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- قال« „ثم فُرِضَتْ عليَّ الصلوات، خمسين صلاةً كل يوم"، تخيلوا -يا عبادَ اللهِ- لو أننا نصلي خمسينَ صلاةٍ فرضًا في كلِ يومٍ، هذا يعني أنك تصلي في كلِ ساعةٍ صلاتينِ تقريبًا، ثم قالَ -عليه الصلاةُ والسلامُ-: "فرجعتُ فمررتُ علىٰ موسىٰ فقالَ: بما أمرتَ؟! قالَ: أمرتُ بخمسينَ صلاةٍ كلَ يومٍ، قالَ: إنَّ أُمتَك لا تستطيعُ خمسينَ صلاةٍ كلَّ يومٍ، وإِنِّي واللهِ قد جربتُ الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ أَشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى ربِّك فاسألُه التخفيفَ لأُمَّتِك، فرجعتُ فوضعَ عنِّي عشرًا، فرجعتُ إلى موسى فقالَ مثلَه، فرجعتُ فوضع عني عشرًا، فرجعتُ إلى موسى فقالَ مثلَه، فرجعتُ فوضع عنِّي عشرًا، فرجعت إلى موسى فقالَ مثلَه، فرجعتُ فَأُمِرْتُ بعشرِ صلواتٍ كُلَّ يومٍ، فرجعتُ فقالَ مثلَه، فرجعتُ فأُمِرْتُ بخمسِ صلواتٍ كُلَّ يومٍ. فرجعتُ إلى موسى فقال: بما أُمرتَ؟! قلتُ: أُمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، قالَ: إنَّ أمتَك لا تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَ يومٍ، وإِنِّي قد جربتُ الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ أَشدَّ المعالجةِ، فارجع إلى ربِك فاسألُه التخفيفَ لأُمَّتِكَ، قالَ: سألتُ ربِّي حتى استحييتُ ولكني أرضى وأسلمُ، قال: فلما تجاوزتُ ناداني منادٍ: أمضيتُ فريضتي وخفَّفْتُ عن عبادي‟ ».. فجزاه اللهُ عن هذه الأمةِ خيرَ الجزاء. فردوا -عبادَ اللهِ- هذا الجميلَ، وصوموا ذلك اليومَ الذي نجاه اللهُ تعالى ومن معه شكرًا للهِ تعالى كما جاءَ في حديثِ ابنِ عباسٍ -رضيَ اللهُ عنهما- وهذا ما يدعوني إلى القول بحتمية إظهار أحكام الإسلام بشكل ملفت للنظر ؛ وبالطريقة التي يفهمها أهل الغرب ؛ وبلغتهم الأم التي يستخدمونها في حياتهم اليومية ؛ مع استثمار الأحداث والمواقف حسب الحاجة ؛ فالنص القرآني يتكلم عن مراحل بعينها استمع له حين يقول: { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِـ« „الْحِكْمَةِ‟ » وَ « „الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ‟ » وَ « „جَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‟ » إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين } [النحل:125] -*- [(١)] أخرجه مسلمٌ في «الصيام» (١١٦٣) مِنْ حديثِ أبي هريرة -رضي الله عنه-.] [(5)] أخرجه البخاريُّ في «الصوم» بابُ صيامِ يومِ عاشوراء (٢٠٠٤)، ومسلمٌ في «الصيام» (١١٣٠)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.)] [(6)] رواه مسلم. الأحاديث من [07)] إلى [(10)] تجدها في صحيح الإمام مُسلِمٍ). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الخميس، 03 محرم، 1443هــ ~ 12 أغسطس 2021 م (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
الخميس؛ غدا يوم عاشوراء! " حددت المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية، إن يوم الخميس 10 محرم 1443 يوافق 19 أغسطس 2021، هو يوم عاشوراء، إذ يصوم المسلمون قبله يوما أو بعده لنيل الاجر والثواب من الله -سبحانه وتعالي-. ". |
يَوْمُ عَاشُورَاءَ ... « „ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ‟ ». عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَـــ قَالَ « „ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ‟ ». [رواه مسلم] |
صيام التطوع (غير واجب) النافلة! شرع الله -تعالى- [بغير حاجة لجوعنا أو عطشتنا ولكن مصداقا لقوله -جل وعلا- : { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون } [البقرة:184] ولعموم ما نطق به القرآن العظيم والذكر الحكيم والفرقان المبين إذ قال : { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة:185] ] أقول [الرمادي] : شرع الله -عز وجل- وبواسطة رسوله الكريم -عليه السلام- للمسلمين وللمؤمنين(*) صياما غير واجب؛ أو ما يسمى بصيام التطوع أو النافلة ومنه صيام يوم عاشواء (العاشر مِن المحرم)؛ ويصح التنبيه هنا إلى أن صيامه منفرداً جائز .. و إليك البيان : فــ " صيامُ عاشوراء منفرداً جائز، ذلك أنه لم يرد نهي عن صيامه منفرداً، وإنما جاء ما يدل على استحباب صوم التاسع معه أو التاسع والحادي عشر، والدليل ما جاء عن طريق ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، قال: " فإذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع، قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. [صحيح مسلم]. و في نيل الأوطار؛ للشوكاني: و.. " الظاهر أن الأحوط صوم ثلاثة أيام: - التاسع و - العاشر و - الحادي عشر، فيكون صوم عاشوراء على ثلاث مراتب: 1. ] المرتبة الأولى : صوم العاشر وحده، و 2. ] الثانية من المراتب الثلاث : صوم التاسع معه، و أما 3. ] الثالثة فـ صوم الحادي عشر معهما، وقد ذكر معنى هذا الكلام صاحب الفتح. [انظر : نيل الأوطار ؛ الشوكاني : ج: ( 2 ) ؛ ص: ( 549 ) . و بذلك نعلم أنه لا إثم لمن افرد صوم عاشوراء منفرداً..... ". |
التوسعة علىٰ الأهل في يوم عاشوراء! وتتبقىٰ مسألة متعلقة بــ أقوال العلماء في حديث التوسعة علىٰ الأهل في يوم عاشوراء !!؟.. ابحثها وفق ما ورد من أدلة واقوال! |
التوسيع على الأهل والأقارب .. لا بأس به! التوسيع على الأهل والأقارب فلا بأس به! والمسألة ورد فيها حديث .. و لكنه مختلف فيه، فــ أكثر أهل العلم على تضعيفه !!!!... و هو عن عبدالله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " من وسع على عياله يوم عاشوراء .. لم يزل في سعة سائر سنته. واذهب إلى التخريج وأقوال العلماء: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فتجده في : 1. المرجع الأول ] ( مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد » ؛ ذكر في كتاب الصيام » ؛ باب التوسعة على العيال يوم عاشوراء ) فنقرأ في الجزء : (3) صفحة :(189) : حديث " 5137 وَعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سِعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ " . قال صاحب المجمع : [ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي المعجم الْكَبِيرِ ، وَفِيهِ الْهَيْصَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا . ". وأذهب بحضراتكم إلى : (المعجم الكبير » ؛ باب العين » ؛ ذكر مَن اسمه عبدالله » ؛ عبدالله بن مسعود الهذلي » طرق حديث عبدالله بن مسعود ليلة الجن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- » باب من روى عن ابن مسعود أنه لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ) . 2. المرجع الثاني ]: الجزء : 010) ؛ ص: (77) : حديث " 10007 - حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُوعُبَيْدَةَ الْعَسْكَرِيُّ ،ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَزَّازُ ،ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْإِبْرَاهِيمَ ،عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ ". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثم أعود إلى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فقد قال الهيثمي في مجمعه:" رواه الطبراني في الأوسط؛ قلت(الرمادي) وجدته في المعجم الكبير؛ وسابحث عنه -إن شاء الله تعالى- ثم قال الهيثمي:" وفيه محمد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال المناوي -رحمه الله تعالى- في فيض القدير: 1.] قال جابر الصحابي: جربناه فوجدناه صحيحاً، و 2.] قال ابن عيينة: جربناه خمسين أو ستين سنة، وبالرجوع على فيض القدير و[نقلامن فيضالقدير » حرف الميم] نقرأ :حديث " 9075 – hadith 934480مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِعَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا (طسهب) عَنْ 44 أَبِي سَعِيدٍ -(صح) ". وجاء في الشرح :" ( وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا ) دعاء أو خبر، وذلك لأن اللهسبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها، فرد عليهم دنياهميوم عاشوراء، وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال في أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلىمن في أصلابهم من الموحدين، فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش، فيسن زيادة ذلك في كل عام،ذكره 14155 الحكيم، وذلك مجرب للبركة والتوسعة، ". ثم ذكر قول :"جابر الصحابي: " جربناه فوجدناه صحيحاً"، وأيضاً ما قاله ابن عيينة: [انظر أعلاه]". ثم ذكر :" وقال ابن حبيب أحد أئمة المالكية: لا تنس -إن ينسك الرحمن- عاشورا. * . واذكره لا زلت في الأخبار مذكورا قال الرسول -صلاة الله تشمله-. * . قولا وجدنا عليه الحق والنورا من بات في ليل عاشوراء ذا سعة. * . يكن بعيشته في الحول مجبورا فارغب -فديتك- فيما فيه رغبنا. * . خير الورى كلهم حيا ومقبورا قال المؤلف: فهذا من هذا الإمام الجليل يدل على أن للحديث أصلا ". انتهى النقل. ثم ينقل صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية ما جاء عند المناوي في فيض القدير فيذكر : " وقال ابنحجر في أماليه: " اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى تفرده به"، و قال البيهقيفي موضع: " أسانيده كلها ضعيفة " ، و قال ابن رجبفي اللطائف: " لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه أخر لا يصح شيء منها "، و رواه ابنعدي عن أبي هريرة، قالالزين العراقي في أماليه: " وفي إسناده لينفيه حجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان وسليمان بن أبي عبداللهمضعفون ..... لكن ابن حبان ذكرهم فيالثقات، فالحديث حسن على رأيه، وله طريق آخر صححه ابن ناصروفيه زيادة منكرة. انتهى ما جاء في رد على سؤال!. وتعقب ابن حجرحكم ابن الجوزي بوضعه. ثم يكمل صاحب الفتوى القول :" وأما كلام أهل العلم في المسألة فقد اتفقتالمذاهب الأربعة على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء، 1.] قال الصاويالمالكي في حاشيته على الشرح الصغير: ويندب فيعاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب. انتهى. 2.] وقال سليمانالجمل في حاشيته على فتح الوهاب لزكرياالأنصاري: " و: 2 . 1 . ] يستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب،و 2 . 2 . ] التصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف ... فإن : 2 . 3 . ] لم يجد شيئاً فليوسع خلقهويكف عن ظلمه. انتهى. 3. ] وقال البهوتيالحنبلي في شرح منتهى الإرادات: وينبغي التوسعة فيه علىالعيال. 4 . ] قال في المبدع: وقال ابنعابدين الحنفي في رد المحتار: : نعمحديث التوسعة ثابت صحيح كما قال الحافظ السيوطيفي الدرر.، ويخلص صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية بالقول :" وعليه فلا بأس فيما ذكرت إن فعل بقصد التوسعةالواردة. والله أعلم. |
التوسيع على الأهل والأقارب فلا بأس به! التوسيع على الأهل والأقارب فلا بأس به! والمسألة ورد فيها حديث .. و لكنه مختلف فيه، فــ أكثر أهل العلم على تضعيفه !!!!... و هو عن عبدالله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « „ من وسع على عياله يوم عاشوراء .. لم يزل في سعة سائر سنته ‟ ». واذهب إلى التخريج وأقوال العلماء: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فتجده في : 1. المرجع الأول ] ( مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد؛ ذكر في كتاب الصيام؛ باب التوسعة على العيال يوم عاشوراء ) فنقرأ في الجزء : (3) صفحة : (189) : حديث " 5137 عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« „ مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ... لَمْ يَزَلْ فِي سِعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ ‟ ». قال صاحب المجمع : [ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي المعجم الْكَبِيرِ ، وَفِيهِ الْهَيْصَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا . ". وأذهب بحضراتكم إلى : (المعجم الكبير؛ باب العين ؛ ذكر مَن اسمه عبدالله ؛ عبدالله بن مسعود الهذليطرق حديث عبدالله بن مسعود ليلة الجن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باب من روى عن ابن مسعود أنه لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ) . 2. المرجع الثاني ]: الجزء : (10) ؛ ص: (77) : حديث " 10007 - حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُوعُبَيْدَةَ الْعَسْكَرِيُّ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَزَّازُ ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ الشَّدَّاخِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« „ مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَزَلْ فِي سَعَةٍ سَائِرَ سَنَتِهِ ‟ ». ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثم أعود إلى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد فقد قال الهيثمي في مجمعه:" رواه الطبراني في الأوسط؛ قلت(الرمادي) وجدته في المعجم الكبير؛ وسابحث عنه -إن شاء الله تعالى- ثم قال الهيثمي:" وفيه محمد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال المناوي -رحمه الله تعالى- في فيض القدير: 1.] قال جابر الصحابي: جربناه فوجدناه صحيحاً، و 2.] قال ابن عيينة: جربناه خمسين أو ستين سنة، وبالرجوع على فيض القدير و [ نقلا من فيض القدير؛ حرف الميم] نقرأ : حديث " 9075 « „ مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا ‟ ». (طس - هب) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - (وأعطاه درجة : "صح") ". وجاء في الشرح : " ( وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَنَتِهِ كُلِّهَا ) فهو : - دعاء أو - خبر، و ذلك لأن الله سبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها، فرد عليهم دنياهم يوم عاشوراء، وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال في أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلى من في أصلابهم من الموحدين، فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش، فـــ يسن زيادة ذلك في كل عام، ذكره الحكيم، وذلك مجرب للبركة والتوسعة ". ثم ذكر قول :"جابر الصحابي: " جربناه فوجدناه صحيحاً"، و أيضاً ما قاله ابن عيينة: [انظر أعلاه]". ثم ذكر :" وقال ابن حبيب أحد أئمة المالكية: لا تنس -إن ينسك الرحمن- عاشورا *** واذكره لا زلت في الأخبار مذكورا قال الرسول -صلاة الله تشمله- ***قولا وجدنا عليه الحق والنورا من بات في ليل عاشوراء ذا سعة *** يكن بعيشته في الحول مجبورا فارغب -فديتك- فيما فيه رغبنا *** خير الورى كلهم حيا ومقبورا قال المؤلف: فهذا مِن هذا الإمام الجليل يدل على أن للحديث أصلا ". انتهى النقل. ثم ينقل صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية ما جاء عند المناوي في فيض القدير فيذكر : " وقال ابن حجر في أماليه: " اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى تفرده به"، و قال البيهقي في موضع: " أسانيده كلها ضعيفة " ، و قال ابن رجب في اللطائف: " لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه أخر لا يصح شيء منها "، و رواه ابن عدي عن أبي هريرة، قال الزين العراقي في أماليه: " وفي إسناده لين .. فيه حجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان وسليمان بن أبي عبدالله مضعفون ..... لكن ... ابن حبان ذكرهم في الثقات، فالحديث حسن على رأيه، وله طريق آخر صححه ابن ناصر وفيه زيادة منكرة. انتهى ما جاء في رد على سؤال!. وتعقب ابن حجر حكم ابن الجوزي بــ وضعه. ثم يكمل صاحب الفتوى القول :" وأما كلام أهل العلم في المسألة فقد اتفقت المذاهب الأربعة على استحباب التوسعة على الأهل في يوم عاشوراء، 1.] قال الصاوي المالكي في حاشيته على الشرح الصغير: و يندب في عاشوراء التوسعة على الأهل والأقارب. انتهى. 2.] وقال سليمان الجمل في حاشيته على فتح الوهاب لزكريا الأنصاري: " و: 2 . 1 . ] يستحب فيه التوسعة على العيال والأقارب، و 2 . 2 . ] التصدق على الفقراء والمساكين من غير تكلف ... فإن : 2 . 3 . ] لم يجد شيئاً فليوسع خلقه ويكف عن ظلمه. انتهى. 3. ] وقال البهوتي الحنبلي في شرح منتهى الإرادات: و ينبغي التوسعة فيه على العيال. 4 . ] قال في المبدع: وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار: : نعم؛ حديث التوسعة ثابت صحيح كما قال الحافظ السيوطي في الدرر.، ويخلص صاحب الفتوى من الشبكة الإسلامية بالقول :" و « „ عليه فلا بأس‟ ». فيما ذكرت إن فعل بقصد التوسعة الواردة. والله أعلم. |
تمنيات.. رغبات.. تمنيات.. رغبات.. وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي * وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا وَما اِستَعصىٰ عَلىٰ قَومٍ مَنالٌ * إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا [الشاعر المِصري: أحمد شوقي؛ أمير الشعراء] - حين تبدء أمةٌ ما في الانحدار عن المستوىٰ اللائق بها بين الشعوب والقبائل والأمم؛ وخاصةً إذا كانت تحمل بين أضلاعها مبدأً صالحاً للإنسان بصفته البشرية ويتناسب مع كينونته الآدمية.. يبدءُ الانحدارُ بطيئاً وقد لا يلاحظه العامة مِن الناس ولا يدركه البسطاء طالما أن الحاجات الأساسية من غذاء وماء وكساء ودواء متوفرة؛ ولكن تدركه وتنتبه إليه ثلة مِن المهتمين بالشأن العام وقلة ممن يقومون برعاية مصالح تلك الأمة داخليا وخارجيا وتتولىٰ تنظيم شؤونهم؛ أي تسوسهم بصورة عامة.. فرجال تلك الأمة -الطراز/الصف الأول- وبجوارهم علماؤها في كافة المجالات وكل الأصعدة: العلمية منها سواء في مجال الرعاية الصحية أو الرعاية الإجتماعية أو الرعاية البيئية والاقتصادية والصناعية والزراعية وكيفية تسيير الحياة اليومية لمعايش الناس نظاميا ومجتمعياً.. فرجال وعلماء تلك الأمة يخذلونها فيبدؤون هم أنفس في التراجع عن دورهم الحيوي الطبيعي لبقاء هذه الأمة متربعة فوق آحدىٰ القمم بين الأمم ولبقاءها علىٰ قمة التقدم العلمي والتكنولوجي وشرح أفكار المبدأ الذي تبنته غالبيتهم وآمنت به لغيرهم بشكل ملفت للنظر.. وبالتالي إحسان رعاية شؤون أفراد هذه الأمة وليس فقط مجموعها؛ وفي إثناء هذا الانحدار يبدء تلقيح تلك الأمة بالغريب عنها بل والشاذ؛ كما فعل خديوي مِصر إسماعيل-منذ بداية القرن الثامن عشر الميلادي- حين غيَّر نمط الحياة المِصرية بكاملها؛ وصار مَن يريد أن يكون علىٰ مستوىٰ عالمي من حيث الرعاية للإنسان يذهب إلىٰ الغرب؛ فيتعلم طريقة عيشهم ويتقمص طراز حياتهم فينقل ما عندهم؛ كما فعل جده مِن قبله محمد علي؛ والفارق ضخم كبير وبُعد شاسع بين أن تنقل مظاهر حضارة -لا تملك أنت زمام أمرها و أساس وجودها- وتستورد أشكال مدنية-لم تشارك في إنشائها- وبين أن تتعلمها فتصنعها على طريقتك ثم تحسنها فتطورها بكيفيتك؛ يذكر أن الرئيس المخلوع المِصري حين اراد أن يعالج نفسه مِن وجع الظهر ذهب إلىٰ ألمانيا لإجراء جراحة؛ [أمس هيئة الاحصاء أعلنت أن كل ثانية يولد في مِصر (14) وليداً] ومن بعده الرئيس الجزائري الحالي ذهب إيضا إلىٰ ألمانيا زمن الكورونا.. ففارق أن تنشأ مستشفىٰ عام للمواطن أو يسافر المواطن الأول للخارج(الغرب) للعلاج!؛ لذا فليس غريباً أن اللاجئ -سوري.. أفغاني- يريد شد الرحال للغرب وإن سقط مِن علو شاهق لأنه يجلس فوق عجلات الطائرة المتجة إلىٰ أمريكا وليس علىٰ مقعد بداخلها؛ بل والأغرب أن أفراد الإسلام السياسي(!) والجماعات يحجون للغرب ويريدون البقاء فيه.. - إذاً الذين يعيشون في الغرب بعائلاتهم ويرغبون في البقاء فيه أمامهم الفرصة بكاملها سانحة لتلقي العلم بدراجاته الأربعة : 1 . ) Bildung, التعليم الإلزامي (8 سنوات)؛ وقبله روضة الأطفال (3 سنوات)=مجموعها (11 عاما) يتعلم الوليد اللغة الألمانية أضف ثقافة جمهورية الألب! 2 . ) Ausbildung, التعليم ما فوق الإلزامي 3 . ) Weiterbildung, التعليم الجامعي والتأهيلي und dann 4 .) Fortbildung. التعليم العالي والتخصصي - التمنيات(*) لا تقوم مِن خلالها دولة متقدمة علمياً ومدنياً ثم حضارياً ذات سيادة علىٰ كافة أطرافها تقدم خدمات ملموسة لرعاياها. كما أن التمنيات لا تفتتح مصنعاً والرغبات لا تنشأ معملاً أو مختبراً ولا يتحصل منهما -التمنيات والرغبات- تقدماً علمياً.. والتمنيات لا تنتج رجلَ الغد؛ مَن يقوم برعاية شؤون نفسه ومن ثم رعاية شؤون اسرته؛ فموضع قدمه ؛ فدولته فأمته .. فالإنسانية بأسرها ... والتمنيات لا تبني عقلية مستنيرة منفتحة على العالم كله .. والرغبات لا توجد نفسية سوية ولا تبني أخلاقا حميدة! - تمنيات الوالد؛ ودعاء الوالدة -فقط- أن يصبح ابنهما طبيباً لا تنتج تمنياتهما طالباً في كلية الطب؛ ولا تنتج -فقط من خلال الدعوات- مهندساً.. ولقد أحسن وأجاد المِصري أحمد شوقي حين قال في آحدىٰ أبيات قصديته „ سلو قلبي ‟ : « مَا نَيْلُ الْمَطَالِبِ بِالتَّمَنِّي ». : فــ لاَ يَكْفِي طَلَبُ حُصُولِ الْمَطَالِبِ بِالآمَالِ وَالرَّغْبَةِ فِيهَا والتمنيات.. مناسبة هذه الكلمات... - نحن علىٰ أبواب بداية عام دراسي جديد [2021 /2022] يصح لي معكم الحديث عن مستقبل أبناء التجمعات -عربية وغيرها-؛ خاصةً مَن هم يحملون هُويّة(**) إسلامية؛ أو حين يتكلم البعض عن إنتماءٍ إلىٰ دين أو عرق؛ وهم يعيشون في بلاد الغرب؛ وهذان -الهُوية والانتماء- خالطهما الكثير من الغموض بل فقدا تأثيرهما.. ولعل أهم ما ابدءُ به هو اللغة!؟؟.. لكنني -أعود- فأتوقف(!؟) فعن أي لغةٍ أقصد!.. فهل المقصود اللغة العربية؛ لغة القرآن الكريم؛ المصدر الأول للتشريع؛ والمصدر الأول للمنهجية الإسلامية في الحياة الدنيا ؛ أأقصد لغة أحاديث وأقوال وأفعال وتقريرات خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله -عليه السلام-.. أعجبني ما قاله السيد/ كريم الأسدي في مقال له إذ يقول : " اللغة: هي أهم صلات الترابط واستمرارية التواصل بين أفراد الأمة؛ ولا تعني اللغة بهذا المفهوم أنّها رباط مصلحي للتعبير عن حاجاتنا ومصالحنا فقط؛ بل هي كياننا ووجودنا...حاضرنا العتيد وماضينا المجيد، وإن لكلّ مفردة إيحاءات تمتد إلىٰ عصور ٍ مختلفة، وتشغل حيزاً في عقولنا تعجز عشرات الصفحات عن توضيح مدلولها وتفسير رمزها...[كريم مرزة الأسدي؛ اليوم العالمي للُغة العربية؛ الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٩]. ". إشكالي مع النص المقتبس أن الكاتب -الأسدي- يتحدث عن اللغة العربية؛ والمقصود عنده وعندي لغة العرب الفصحى؛ ولكنه يخاطب عربيّ اللسان؛ وغالبتنا بل يكاد يكون الجميع -الجيل الأول مِن التجمعات العربية؛ أكتفي بهم هنا- يتحدثون اللغة العامية المحلية الدارجة؛ وخاصةً لغة مسقط رأسه؛ الإشكال وليس المشكلة.. أن ابناء الجيل الثاني والثالث والرابع في الغرب يتحدثون لغة القوم الذين يعيشون بين أظهرهم -وليس عندي اعتراض- إذ أن اللغة الألمانية -في مكان تواجدهم- هي لغة الخطاب في الشارع؛ وفي حديقة الأطفال؛ وفي الروضة -إلا الخاصة منها-؛ وفي التعليم الإلزامي وعند الذهاب لشراء كيس حليب وخبزة؛ ووسائل الإعلام؛ ومن ثم الحديث يتم بها في المصالح الحكومية وأماكن العمل والتشغيل؛ إشكالي يعود إلىٰ ناحية تربوية تعليمية؛ فالطالب الذي يملك زمام لغته الأم -وهنا لغة العرب الأقحاح- مفرداتها 50,000 (خمسون ألف مفردة) يحسن التحدث بعدة لغات؛ أما مَن يلعك بلغة ركيكة عامية محلية دارجة لا تتعدىٰ بضع مئات بمخارج حروف بعيدة عن لغة العرب الأصلية فلن يُحسن التحدث بلغة أجنبية (مفردات اللُغة الألمانية مثلا لا تتعدىٰ 3,000 مفردة (ثلاث آلاف مفردة).. وبهذه المقارنة من حيث اللغة وليس من حيث العقيدة وصحتها وليس من حيث المنهاج وصوابه . فقط من حيث اللغة العربية الفصحى من يملك زمامها من خلال الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يصبح حامل كلماته ومن يستشعر معانيها يملك زمام تعلم بقية اللغات.. وهنا يأتي التساءل: أبناء العرب؛ الترك؛ الشيشان؛ الألبان.. وأمثالهم (أقلية(!) أمام الدولة النمساوية والحكومة[كمثال]) أو مَن يحملون هُوية وانتماء ديني بعينه (دين الإسلام معترف به مِن قِبَل العديد من الدول والحكومات) كيف تتعامل معهم وزارة الأندماج!؟.. كنتُ اقترحتُ أن تتولىٰ السيدة MMag. Dr. Susanne Raab(***) بنفسها عقد اجتماعات دورية منتظمة مع : - أئمة المصليات -مع وجود مترجم فوري- بغض النظر عن ولائه وتمويله سواء من الملكية السعودية أو الدولة الاردوغانية أو غيرهما لسماع وجهة نظرها وتلقي وجهات النظر منهم؛ وخاصةً مَن يقول „ لا يصح تهنئة النصارىٰ - المسيحيين باعيادهم ‟ أو مَن يعتبر أن المسيحي „ كافر ‟ طالما أن مَن يتبنى مثل هذه الأفكار يحمل أوراق ثبوتية تمكنه من البقاء بالجمهورية أو مَن يحمل جنسيتها دون سواها؛ وعليه لا تستطيع المحكمة العدلية استصدار قرار بترحيله إلىٰ بلد المنشأ ولا تتمكن وزارة الداخلية من إجراءات أمنية ضده؛ وهو مازال يتمكن من مخاطبة المصلين ورواد المصليات سواء من خلال منبر صلاة يوم الجمعة أو دروس تحفيظ القرآن - إستشارة أشخاص دون التقييد بوجهة نظرهم؛ فهم ليسوا أصحاب قضية؛ وليسوا من داخل مطبخ المصليات! - التقارب مع ابناء الجيل الثاني والثالث - مراعاة الزي وفق البيئة التي تربت فيها المرأة منذ نعومة أظفارها؛ ونشر دوريات في الصحف ووسائل الإعلام لقبول زي الآخر سواء اعتبر أنه زي „ إسلامي ‟ أو ياباني „ الكَيْمُون ‟ أو افغاني „ البرقع ‟ [في الأيام الأُوَل من استيلاء طالبان على غالبية أرض الأفغان أرتفع سعره من 10 دولارات إلى 80 دولار] أو هندي.. طالما أن الدولة قبلت بوجودهم علىٰ أراضيها؛ وإسقاط نظرية الاندماج من طرف واحد؛ إذ أن عملية الاندماج ينبغي بل يجب أن تتم من طرفين ليحدث اندماج أما من طرف واحد فهو الذوبان وبينهما فارق بسيط.. افراد الشعب النمساوي بثقافته قد يعارض هذا الاتجاه؛ فيقبل الـ „ ساري ‟ الهندي؛ ويرفض الزي الإسلامي.. وهنا يأتي دور الوزارة! - لا يلاحظ المرء على أرض الواقع اهتمام ما بالأسرة؛ إلا من خلال قوانين تصدر دون النزول إلى الأرض المعاش عليها تلك الأسر *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)* الثلاثاء، ١٥ محرم، ١٤٤٣هــ ~ 24 أغسطس، 2021 م (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) : أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ؛ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِالْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ للمراجعة: (*) بين التمني عموم وخصوص؛ فالتمني عام في الممكن وغير الممكن، وأما الرجاء ففي الممكن، قال الأزهري في معجم تهذيب اللغة “وَقَالَ أَبُوالعبّاس أَحْمد بن يحيى [ثعلب]: التَّمنِّي: حديثُ النّفس بِمَا يكون وَبِمَا لَا يكون. قَالَ: والتمنِّي: السُّؤال للربّ فِي الْحَوَائِج، وَفِي الحَدِيث: (إِذا تمنَّى أحدُكم فَلْيَسْتكثر فَإِنَّمَا يسْأَل ربَّه). قَالَ أَبُوبكر: تمنّيت الشَّيْءَ، أَي: قدَّرته وأحببتُ أَن يَصير إليَّ، من (المَنا) وَهُوَ (القَدَر). وَالْعرب تَقول: أَنْت إِنَّمَا تَمْتَني هَذَا القولَ، أَي: تَخْتَلقه. قَالَ: وَيجوز أَن يكون (أماني) نُسب إِلَى أَن الْقَائِل إِذا قَالَ مَا لَا يَعلمه فَكَأَنَّهُ إِنَّمَا يتمنّاه، وَهَذَا اسْتعْمل فِي كَلَام النَّاس، فَيَقُولُونَ للَّذي يَقُول مَا لَا حَقِيقَة لَهُ وَهُوَ يُحِبهُ، هَذَا مُنى، وَهَذِه أمْنية. وأما الرجاء فقال عنه أحمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة: “وَهُوَ الْأَمَلُ. يُقَالُ رَجَوْتُ الْأَمْرَ أَرْجُوهُ رَجَاءً. ثُمَّ يتَّسَعُ فِي ذَلِكَ، فَرُبَّمَا عُبِّرَ عَنِ الْخَوْفِ بِالرَّجَاءِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13]، أَيْ لَا تَخَافُونَ لَهُ عَظَمَةً. وَنَاسٌ يَقُولُونَ: مَا أَرْجُو، أَيْ مَا أُبَالِي. وَفَسَّرُوا الْآيَةَ عَلَى هَذَا، وَذَكَرُوا قَوْلَ الْقَائِلِ: إِذَا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا * وَخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نُوَبٍ عَوَامِلِ قَالُوا: مَعْنَاهُ لَمْ يَكْتَرِثْ. وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا دَنَا نِتَاجُهَا: قَدْ أَرْجَتْ تُرْجِي إِرْجَاءً”. والذي ننتهي أنه لا فرق بينهما للدعاء بالخير في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، وهذا ما عليه استعمال الناس اليوم، وقد لهج بعض الفقهاء غير المدققين بالنهي عن استعمال لفظ التمني والنصح باستعمال لفظ الرجاء وليسوا على حقّ في نهيهم. فلك أن تقول أتمنى لك النجاح أو أرجو لك النجاح.[الفتاوى اللغوية؛ الفتوى (1251): هل بين التمني والرجاء فرق؟ نوفمبر 7, 2017 ؛ الفتوى (1251): هل بين التمني والرجاء فرق؟ ؛ اللجنة المعنية بالفتوى: المجيب: أ.د. أبوأوس الشمسان (عضو المجمع) راجعه: أ.د. عبدالرحمن بودرع؛ (نائب رئيس المجمع) رئيس اللجنة: أ.د. عبدالعزيز بن علي الحربي (رئيس المجمع) ] https://www.m-a-arabia.com/site/22009.html (**) الهُويَّةُ مصدرٌ صناعيٌّ(1)موضوعٌ من الضميرِ (هُوَ) بإلحاقِ ياءِ النسبِ وتاءِ التأنيثِ الدالةِ علىٰ المصدريةِ. ويقتضي النسب إلىٰ هذا الضمير أن تضعف واوه وهذا القياس في الثنائي ذي العلة، مثل (لو) ونحوها، قال خالد الأزهري “وإذا سميت بثنائيّ الوضع حال كونه معتل الثاني ضعّفته، أي الثاني قبل النسب، فزدت عليه من جنسه مثله، فتقول في (لو) و(كي) علمين: (لوّ) و(كيّ) بالتشديد فيهما؛ وذلك أنك زدت على الواو واوًا، وعلى الياء ياء، ثم أدغمت إحداهما في الأخرىٰ … فإذا نسبت إليهن قلت: (لَوِيّ) بتشديد الواو، و(كَيَوِيّ) لما تقرر أن حرف العلة المشدّد إذا كان بعد الحرف الأول إن كان ياء ترد الياء الأولىٰ إلى أصلها، وتفتح كما في (نمِر): [نَمَرِيّ]، وتقلب الثانية واوًا لئلا تجتمع الياءات، وإن كان واوًا بقيت، إذ ليس اجتماع الواوين والياءين في الاستثقال كاجتماع الياءات الأربع”(2). فــ الأصل في هذا المصدر تشديد الواو منه (الهُوِّيّة)، ولكن الاستعمال على الألسنة جرى بتخفيف الواو. - جاءَ في معنى الهوية “وَقَالُوا الهُوِيَّةُ مَأْخُوذَةُ من الهُو (هُوَ، وَهِي) فِي مُقَابلَة الغيريّة”(3)، و جاء في تاج العروس “والهُويَّةُ عنْدَ أَهْلِ الحقِّ هِيَ الحَقيقَةُ الـمُطْلقَةُ الـمُشْتملَةُ على الحَقائِقِ اشْتِمالَ النَّواةِ على الشَّجَرةِ فِي الغَيْبِ الـمُطْلَقِ”(4). ونجد من يلحن فينطق الهوية بفتحِ الهاء وهو لفظ لا أساسَ له؛ لأني لا أعرف لفظًا كهذا (هَو) في اللغة بفتح الهاء فينسب إليه. وهُويّةُ الفردِ جُمْلةُ صفاتِهِ التي تميّزُهُ عن غيرِه، وهويةُ الأمةِ أو الشعبِ جملةُ ما يشتركُ به أفرادُه من مقوماتِ الهويةِ التي تميزُهم عن غيرِهم من الأممِ أو الشعوبِ، كالدينِ والوطنِ الواحدِ والتاريخِ والثقافةِ واللغةِ والقوانينَ المنظِّمةِ لعلاقاتِهم الداخليةِ وعلاقاتِهم الخارجيةِ والرمزِ الدالِ على وطنهم وهو العلمُ المتميزُ عن غيره. اللغةُ من أهمِ مقوماتِ هويةِ الأمةِ أو الشعبِ؛ لأنها وعاءُ تاريخِه وثقافتِه المعبرةِ عن رؤيتِه للكونِ، وهي وسيلتُه للتواصلِ والتماسكِ والتعلمِ والاستيعابِ، فالمولودُ لا يُعدُّ فردًا في المجتمعِ حتى تضعَ له اللغةُ لفظًا يُعرفُ به ويميّزُ، هو اسمُه أو علمُه. ويسترشدُ المرءُ بمخزونِ اللغةِ من حِكَمٍ وأمثالٍ في تصرفاتِه بما هي خلاصةُ تجاربَ هاديةٍ. حين تضعُفُ علاقةُ المرءِ بلغتِه أو يفقِدُها اختيارًا أو اضطرارًا يسقطُ ركنٌ من أركانِ هُويتِه ويصيرُ ملحقًا في أمة أخرى غيرِ أمتِه وتتبدلُ هويته. ولما للغة من أهمية بالغة في تكوين الْهُوِيَّة كانت هدفًا مباشرًا للغزاة والمستعمرين؛ إذ يحرصون على اقتحام اللغة وتقويض أركانها، وبسط لغتهم؛ لينسلخ أصحاب الأرض من صلاهم بتاريخهم ومميزاتهم الثقافية لإلحاقهم بالمجتمع الغازي حتى يظل تحت سيطرته، وهكذا شهدنا حركة التتريك في الدولة العثمانية وبسط اللغة الفرنسية في بلاد شمال إفريقيا التي تعاني مجتمعاتها آثاره إلى اليوم. وعلى المتعلمين اليوم تعزيزًا لهويتهم اللغوية الشعورَ بأهميتها، وإتقان مهاراتها، والوفاء بمقتضيات ذلك في استعمالها تلفظًا وكتابة، وتجنب خلطها بألفاظ أعجمية من غير ضرورة ملحة، والتنبيه إلى ما يعتورها من ضعف وخلل في سلامتها، ومحاولة استعمالها في أوسع نطاق ممكن، وترك التعصب للهجات المحلية، والسعي إلى استعمال لغة وسط بين الفصيحة العالية والعامية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عرفه عباس حسن بقوله “كل لفظ (جامد أو مشتق، اسم أو غير اسم) زيد في آخره حرفان، هما: ياء مشددة، بعدها تاء تأنيث مربوطة؛ ليصير … اسمًا دالًا على معنى مجرد”. النحو الوافي، 3: 186. (2) خالد الأزهري، التصريح على التوضيح، 2: 607. (3) الأحمدنكري، دستورِ العلماء، 3: 330. (4) الزبيدي، وجاء في تاج العروس،40: 333. ": (***)Bundesministerin für Frauen, Familie, Jugend und Integration im Bundeskanzleramt وزيرة دولة لشؤون المرأة والعائلة والشباب والإندماج في الوزارة الائتلافية بين حزب الخضر وحزب التوركيز ؛ جكهورية النمسا الاتحادية . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ |
( نظرية الأوعية ) ( نظرية الأوعية ) حوار مع ملحد.. وآخر يُثلث الآله .. وثالث مشرك .. ورابع وثني ! .. جمعني -والحمد لله على نعمة العقل والإدراك والفهم والاستيعاب؛ ثم الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام وصحة العقيدة - جمعني معهم -هداهم الله تعالى- لقاء لم يرتبه أحد! ( نظرية الأوعية ) في إثبات وجود خالق لكل الأشياء.. ومن ضمنها الإنسان ... خلقها جميعاً مِن عدم وأوجدها على غير مثال سابق يحتذى به.. وصنعها لغير حاجة ضرورية له.. وأبدعها كــ دليل إثبات على وجوده المطلق ! وإليك البيان... *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)* ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الجمعة: 18 محرم، 1443هــ ~ 27 أغسطس، 2021 م (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
شهر صفر: فلكيا يوم لأربعاء 08 سبتمبر! ... سيهل بعد أيام قليلة الشهر الثاني مِن شهور السنة الهجرية .. وقد -وللأسف- تحول إسلام محمد بن عبدالله[]؛ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين .. تحول الإسلام إلى مناسبات تأتي في العام مرة ومواسم نحتفل في السنة مرة وصار ذكريات تجتر وعند البعض بكاءً على الأطلال واستحلاب ما كان منذ مئات السنين وعند البعض "كنا".. و"كانوا" واسترجاع الماضي من خلال نظريات لا يوجد لها مجال للتطبيق؛ وخطب جوفاء تخرج من افواه أشباه رجال دون القدرة على العمل وفق المنهاج النبوي ودون التأسي بافعاله وأقواله وصار الكثير يتمسك بقشور دون لباب وظاهر لباس دون العمق الإسلامي الذي دفع المسلمون الأوائل إلى أن يتبؤا المراكز العلا في كافة العلوم وشتى مجالات الحياة.. بعد ان كانت الأمة الإسلامية -أمة أقرأ؛ وأمة مرجعيات العلوم- صار أمة تستورد كل شيء من بلاد الصين أو بلاد الأمريكان أو أوروبا .... أقول : بعد أن كان الإسلام؛ خاتم الرسالات السماوية وآخر وحي السماء إلى أهل الأرض ومن شاء من بعد؛ تحول الإسلام الذي كان طرازا خاصا من العيش؛ وكان طريقة معينة في الحياة؛ وكان نظاما يوميا لحياة الإنسان وطريقة عيش البشر...إثناء وجود كيان إسلامي بُنيَّ على قال الله -عزوجل- وقال رسوله -عليه السلام- يطبق القرآن وفق اجتهادات عصرية صحيحة؛ وينفذ السنة المحمدية وفق فقه جديد مستنير.. أقول(الرَّمَادِيُّ) للأسف تحول الإسلام -وهو نظام الحياة- إلىٰ مناسبات ومواسم؛ وذكريات.. وإنتظار رمضان إلى رمضان .. شهر في العام؛ وعند البعض عمرة موسمية أو حج مرة في العمر؛ فــ عيد فطر أو أضحى.. ثم جاءت المحنة.. وباء كورونا بتحوراته المتعددة فقلب الموازين عند الجميع... أقول(الرَّمَادِيُّ) بعد أيام سيهل علينا شهر صفر... فيصلح أن يكون لنا معه وقفة!. -*-* " سطوع شمس الإسلام من جديد! ". بيد أنه يظهر للمتابع لحال أمة المسلمين -وليس حال أمة الإسلام؛ وهناك فارق بينهما- يظهر للمتابع والمدقق بزوغ فجر جديد وسطوع ضوء شمس يظهر في نهاية الأفق .. وارجو أن نكون نحن من العاملين على إسراع إظهار ضوء شمس الإسلام وتبيان نور الهداية المحمدية ! والله -تعالى في سمائه وحسنت اسماؤه- على كل شيء قدير ولدعائنا سميع ولأفعالنا بصير! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ السبت، ٢٦ محرم، 1443هــ *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*:" |
الخميس ٢٦ صفر من السنة الرابعة عشر للبعثة! في صباح يوم الخميس ٢٦ صفر من السنة الرابعة عشر للبعثة، تمَّ عقد أخطر اجتماع ! |
رد: المناسبات |
رد: المناسبات مدخل لــ شهر صَفَرَ: " شهر صفر هو الشهر الثاني من الشهور القمرية بعد المحرم. ويستحسن قبل الحديث عن هذا الشهر فنعود إلى سر تسميته بهذا الاسم !؟.. :" ورُبَّما قالوا الصَّفَرَانِ إذا ضُمَّ المحرمُ إليه. ويستغرب المرء حين يطالع لغة العرب الأقحاح إذ يقولون: " ولا يَلِيْقُ ذلك بصَفَري: أي لا يُعْجِبُني. ووَقَعَ في صَفَري: أي في رُوْعي وخَلَدي. و" لا يَلْتَاطُ بصَفَرِي ": أي لا يُوَافِقُ خُلُقي. وقيل: الصفرُ العَقْلُ. " [المحيط في اللغة للصاحب بن عباد]. " والصَّفَرُ العَقْلُ والعَقْدُ .. والصَّفَرُ الرُّوع .. ولُبُّ .. والقَلْبِ يقال ما يَلْزَقُ ذلك بِصَفَرَى ". فنذهب إلى ابن فارس وموسوعته "مقاييس اللُغة" .. فنقرأ عنده : " (صَفَرَ) الصَّادُ وَالْفَاءُ وَالرَّاءُ سِتَّةُ أَوْجُهٍ: فَــ « „ ١ ‟ » الْأَصْلُ الْأَوَّلُ: لَوْنٌ مِنَ الْأَلْوَانِ. فـ الصُّفْرَةُ فِي الْأَلْوَانِ، [ابن فارس] و :" مؤنَّث أَصْفَرُ: { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا} - [عمر؛ معجم اللغة العربية المعاصرة] فــ " صفر الصُّفْرَةُ: لونٌ من الألوان التي بين السّواد والبياض، وهي إلى السّواد أقرب، ولذلك قد يعبّر بها عن السّواد. قال الحسن في قوله تعالى: { بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها } [البقرة/ 69] ، أي: سوداء ، وقال بعضهم: لا يقال في السواد فاقع، وإنّما يقال فيها حالكة.". [المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني] { إِنَّهَاتَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ. كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} [عمر؛ معجم اللغة العربية المعاصرة]. وَبَنُو الْأَصْفَرِ: مُلُوكُ الرُّومِ؛ لِصُفْرَةٍ اعْتَرَتْ أَبَاهُمْ. وَالْأَصْفَرُ: عند العرب : الْأَسْوَدُ، فِي قَوْلِهِ: تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ وَتِلْكَ رِكَابِي*هُنَّ صُفْرٌ أَوْلَادُهَا كَالزَّبِيبِ[ابن فارس؛ مقاييس اللغة] - فالألوان الغامقة واللون الأصفر خاصة تثير في الإنسان صور البؤس والحزن. فاذا أرادوا أن يدعوا على شخص بسوء قالوا له: " الله يصفْر لك وجهك". [تكملة المعاجم العربية لــ رينهارت دوزي] اصفرَّ الزَّرعُ: يبِس ورقُه وحان وقتُ حصاده "اصفرَّ القمحُ- { ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا} - { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } ".[معجم اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر] وَ « „ ٢ ‟ » الْأَصْلُ الثَّانِي: الشَّيْءُ الْخَالِي. يُقَالُ هُوَ صِفْرٌ. وَيَقُولُونَ فِي الشَّتْمِ: مَا لَهُ صَفِرَ إِنَاؤُهُ، أَيْ هَلَكَتْ مَاشِيَتُهُ. وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِلَّذِي بِهِ جُنُونٌ: إِنَّهُ لَفِي صُفْرَةٍ وَصِفْرَةٍ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، إِذَا كَانَ فِي أَيَّامٍ يَزُولُ فِيهَا عَقْلُهُ. وَالْقِيَاسُ صَحِيحٌ ؛ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ خَالٍ بَيْنَ عَقْلِهِ. [ابن فارس]. و عند الجوهري:"ويقال: إنَّه لفي صُفْرَةٍ للذي يعتريه الجنون، إذا كان في أَيامٍ يزول فيها عقلُه، لأنَّهم كانوا يمسحونه بشئ من الزعفران. ".[تاج اللغة وصِحاح العربية للجوهري] و عند ابن الأثير:" وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ « صِفْرُ ردائِها ومِلءُ كِسَائِها » أَيْ أَنَّهَا ضَامِرة البَطْن، فكأنَّ رِداءها صِفْر: أَيْ خالٍ. والرِّداء يَنْتَهي إِلَى البَطْن فَيَقَعُ عَلَيْهِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ « أَصْفَرُ البُيوت مِنَ الخَيْر البَيْتُ الصِّفْر مِنْ كِتَابِ اللَّهِ « . و تقرأ في :" أساس البلاغة للزمخشري :" ويقال: نعوذ بالله من قرع الفناء، وصفر الإناء. و " ما أصغيت لك إناء، ولا أصفرت لك فناء ". : صفر الإناء : يعنون به هلاك المواشي . و هذا في المَعْذِرةِ يقول:" لم آخُذْ إِبِلَكَ ومالَكَ فَيَبْقَى إناؤك مَكْبُوباً لا تَجِدُ لَبَناً تَحلُبُهُ فيه ويَبْقَى فناؤُك خالِياً مِسْلوباً لا تَجِدُ بَعِيراً يَبْرُك فيه ولا شاةً تَرْبِضُ هناك وصَفِرَتْ وِطابُه ماتَ. قال امْرُؤُ القَيْسِ (وأَفْلَتَ هُنَّ عِلباءٌ جَرِيضاً * ولو أدْرَكْتَهُ صَفِرَ الوِطَابِ) هو مَثَلٌ معناه أنّ جِسْمَه خَلا من رُوحِه .. و قيل معناه أنّ الخَيْلَ لو أدْرَكَتْه قُتِلَ فَصَفِرَتْ وطَابُهُ التي كان يَقْرِي منها [المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده الأندلسي] . وصَفَرٌ الشَّهرُ الذي بعد المَحَرَّمِ .. قال بعضُهمَ إنّما سُمِّيَ صَفراً لأنهم كانوا يَمْتارُونَ الطَّعامَ فيه من المواضِع و قال بعضُهم سُمِّي بذلك لإصْفارِ مكّةَ من أهْلِها إذا سافَرُوا ورُوِي عن رُؤْبَةَ أنه قال سَمَّوُا الشَّهَر صَفَراً لأنهم كانوا يَغْزُونَ فيه القَبائِلَ فيَتْرُكونَ من لَقُوا صِفْراً من المتاعِ وذلك أن صَفَراً بعد المُحَرَّمِ فقالوا صَفِرَ الناسُ مِنَّا صَفَراً قال ثعلبٌ الناسُ كُلُّهُم يَصْرِفونَ (من حيث النحو) صَفَراً إلا أبا عبيدةَ فإنه قال لا يَنْصِرِفُ .. فَقِيلَ له:" لِمَ لا تَصْرِفُهُ ".. لأن النحويِّين قد أجْمعُوا على صَرْفِه .. وقالُوا لا يَمْنَعُ الحَرْفَ من الصَّرْفِ إلا عِلتَّانِ فأَخْبِرْنا بالعِلَّتَيْنِ فيه حتى نَتَّبِعَكَ ".. فقال :" نَعَمْ العِلّتان : المَعْرِفةُ والسّاعةُ ".. قال أبو عُمَرَ أراد أن الأَزْمِنَةَ كُلَّها ساعاتٌ والسَّاعَاتُ مُؤَنَثَّةٌ. و قولُ أبي ذُؤَيبٍ (أقامَتْ به كمُقامِ الحَنِيفِ * شَهْرَيْ جُمادَى وشَهْرَيْ صَفَرَا) أراد المحرّمَ وصَفراً و رَواهُ بعضُهم وشَهْرَ صَفَرَ على احْتِمالِ القَبْضِ في الجَزْءِ فإذا جَمَعُوه مع المُحَرَّم.. ِ قالوا صَفَرانِ والجمعُ أَصفارٌ قال النابغةُ (لقد نَهَبْتُ بَنِي ذُبْيَانَ عن أُقُرٍ * وعن تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أصفارِ) [المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده الأندلسي] صفَّر المكانَ: أفرغهممّا كان فيه "صفَّرتِ السَّيِّدةُ البيتَ من المتاع".[عمر] . وَ « „ ٣ ‟ » الْأَصْلُ الثَّالِثُ: الصُّفْرُ: جَوْهَرٌ مِنْ جَوَاهِرِ الْأَرْضِ. يُقَالُ: إِنَّهُ النُّحَاسُ. وَقَدْ يُقَالُ: الصِّفْرُ. وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: النُّحَاسُ: الطَّبِيعَةُ وَالْأَصْلُ، وَالنُّحَاسُ هُوَ الصُّفْرُ الَّذِي تُعْمَلُ مِنْهُ الْآنِيَةُ، فَقَالَ: " الصُّفْرُ "، بِضَمِّ الصَّادِ. قَالَ أَبُوعُبَيْدٍ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: الصِّفْرُ، بِكَسْرِ الصَّادِ. ويمكن إضافة : « أَنَّهُ [] صَاَلح أهَل خَيْبَر عَلَى الصَّفْرَاء والبيْضَاءِ والحَلْقَة » أَيْ عَلَى الذَهَبِ والفِضَةِ والدُّروع."؛ وَ مِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- « يَا صَفْرَاءُ اصْفَرِّي .. وَيَا بَيْضَاءُ إبْيَضِّي » يُريد الذَهَبَ والفِضَة. فهو لا يميل إلى هذه أو تلك.. وتقرأ عند مختار الصحاح الرازي :"وَأَهْلَكَ النِّسَاءَ (الْأَصْفَرَانِ) الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ .. وَ قِيلَ:الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ. ". الرازي. صار في لون الذَّهب: { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَارًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ} [ق] [معجم اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْاس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- « اغْزُوا .. تَغْنَمُوا بَنات الأَصْفَر » يَعْني الرومَ، لِأَنَّ أبَاهم الأُول كَانَ أَصْفَر اللَّون. وَ هُوَ رُوم بْنُ عيصو بن إسحاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ. قال ابن قُتَيْبة:" عِيصُو بن إسحاق بن إبراهيم .. هو :" أبو الرُّوم" ، و كان الرُّومُ أَصفَر في بياض شَدِيد الصُّفْرة، فلذلك يُقال للرُّوم: بَنُو الأَصفر. ابن الأثير.؛ وعند الصاحب بن عباد :" وبَنُو الأصْفَرِ: " مُلُوْكُ الروْم". و قال غيره: هو رُومُ بنُ عِيصُو بن يعقوب بن إسحاق" . :" وقيل: سُمُّوا بذلك لأَنّ جَيشًا من الحَبَش غَلَب عليهم، فَوَطِىءَ نِساءَهم فَوُلدِ لهم أولادٌ صُفْر، فسُمُّوا بنى الأَصْفَر.". :" بنو الأصفر: أصل هذا الاسم الذي يطلقه العرب على الروم وعلى النصارىٰ عامة .. بيد أنه مختلف فيه أشد الاختلاف ". [تكملة المعاجم العربية؛ لــ رينهارت دوزي] و لعله ذهب لقول ابن سيده فهو القائل:" لا أَدْرِي لِمَ سُمُّوا بذلك" " تأريخ الصُفْر أي العصر المسيحي يريد به المؤلفون العرب بالأندلس العصر الأسباني ". [تكملة المعاجم العربية؛ لــ رينهارت دوزي] وَ « „ ٤ ‟ » الْأَصْلُ الرَّابِعُ: صَوْتٌ. فَالصَّفِيرُ لِلطَّائِرِ. وَ قَوْلُهُمْ: مَا بِهَا صَافِرٌ مِنْ هَذَا، أَيْ كَأَنَّهُ يُصَوِّتُ. و قولهم في الشتم:" فلان مُصَفِّرُ اسْتِهِ "، وهو من الصَفيرِ لا من الصُفْرَةِ ، أي ضَرَّاطٌ. و قد يتسع المعنىٰ: فَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ « قَالَ عُتْبَة بْنُ رَبِيعَةَ لِأَبِي جَهْلٍ: يَا مُصَفِّرَ اسْتِه ِ» رمَاه بالأُبْنَةِ ، وأنَّه كَانَ يُزَعْفِر استَهُ. وَ قِيلَ هِيَ كَلِمَةٌ تُقَالُ للمُتَنَعّم المُتْرَفِ الَّذِي لَمْ تُحَنّكُه التَجَارُب والشَّدائد. و قِيْل أرادَ يَا مُضَرِّط نَفْسُه، مِنَ الصَّفِير، وَهُوَ الصَّوتُ بالفَمِ والشَّفَتَيِنِ، كأنَّه قَالَ: يَا ضَرَّاط. نَسَبه إِلَى الجُبْن والخَوَر". ابن الأثير. وجاءت رواية تخبر عن :" قولِ عُتْبَة بن رَبِيعة لأبِي جَهْلٍ :" سَيَعْلَمُ المُصَفِّرُ اسْتَه مَن المَقْتُولِ غداً ". [ المحكم والمحيط الأعظم لابن سيده الأندلسي] وَ « „ ٥‟ » الْأَصْلُ الْخَامِسُ: زَمَانٌ. وَ أَمَّا الزَّمَانُ فَصَفَرٌ: اسْمُ هَذَا الشَّهْرِ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الصَّفَرَانِ شَهْرَانِ فِي السَّنَةِ، سُمِّيَ أَحَدُهُمَا فِي الْإِسْلَامِ الْمُحَرَّمَ. وَ الصَّفَرِيُّ، نَبَاتٌ يَكُونُ فِي أَوَّلِ الْخَرِيفِ. وَ الصَّفَرِيُّ فِي النَّتَاجِ بَعْدَ الْيَقَظِيِّ. وَ « „ ٦ ‟ » الْأَصْلُالسَّادِسُ: نَبْتٌ. فــ َ الصَّفَارُ، وَهُوَ نَبْتٌ، يُقَالُ إِنَّهُ يَبِيسُ الْبُهْمَى، قَالَ: فَبِتْنَا عُرَاةً لَدَى مُهْرِنَا * نُنَزِّعُ مِنْ شَفَتَيْهِ الصَّفَارَا ". و يصلح أن نضيف أن صفر يعود إلى ثلاثة معان : « „ ١ ‟ » المعنىٰ الْأَوَّلُ: داء في البطن يصفر منه الوجه، و لعله:" صُفَيِّراء: اسم تطلقه العامة على الصَفَر وهو داء في البطن يصفر منه الوجه، وهو داء اليرقان ". و يمكن إضافة :" صفرا : زهري، مرض مختص بالأعضاء التناسلية ".[تكملة المعاجم العربية؛ لــ رينهارت دوزي] و « „ ٢ ‟ » المعنىٰ الثَّانِي: الجوع، وخلو البطن من الطعام:" أساس البلاغة للزمخشري بيد أن صاحب : (النهاية في غريب الحديث والأثر؛ أبو السعادات؛ ابن الأثير الجزري ) يبين مسألة شرعية هامة؛ إذ يقول : " كَانَتِ العَرَب تزعُم أَنَّ فِي البَطْن حيَّةً يُقَالُ لَهَا الصَّفَر، تُصِيب الْإِنْسَانَ إِذَا جَاع وتُؤْذِيه، وأنَّها تُعْدِي،[ ابن الأثير] وَقَالَ أَبُو عُبَيْد:" الصفر: دَوَاب الْبَطن" . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سَمِعت يُونُس يسْأَل رؤبة بن العجاج عَن ا لصفر فَقَالَ: " هِيَ حَيَّة تكون فِي الْبَطن تصيب الْمَاشِيَة وَالنَّاس وَهِي أعدى من الجرب عِنْد الْعَرَب. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَأبْطل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهَا تعدِي . وَ يُقَال: إِنَّهَا تشتد عَليّ الْإِنْسَان إِذا جَاع وتؤذيه قَالَ أعشي باهلة يرثي رجلا: لَا يتأرَّى لما فِي القِدرِ يرقبه ... وَلَا يعَض على شُرَسُوِفه الصفر [المحكم والمحيط الأعظم لــ ابن سيده الأندلسي] " فأبطَل الإسلامُ ذَلِكَ. " - فيفهم مما سبق : - إما مسألة المرض أو - مسألة التأخير والنسئ و قوله صلى الله عليه وسلم :" لا عَدْوَى.. ولا صَفَرَ ".. قيل هو تَأخِيرُهم المُحَرَّمَ إلى صَفَرَ فيتدخل الشرع الحنيف بقول رسول الهدىٰ والرحمة فيقول :" « لَا عَدْوَىٰ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر » . ليبطل هذا الزعم الزائف؛ - أما : - الفيروسات و - الطفليات و - السالمونيلا؛ وهي جرثومة عصوية داخل المعدة فهذه مسألة آخرى؛ تُبحث من خلال الطبيب المختص وتكشف من خلال كشوفات علمية وتحاليل مخبرية! « „ ٣ ‟ » المعنىٰ الثَّالِثُ: الشهر الثاني من الشهور الهجرية. يذكر ابن الأثير في موسوعته :" وَقِيلَ أرادَ بِهِ النَّسِيء الَّذِي كَانُوا يَفْعلُونه فِي الجاهليَّة، وهو تأخيرُ المُحرَّم إلى صَفَر، ويجعَلُون صَفَر هو الشهرَ الحرامَ، فأبطَله الإسلامُ ". و أخيرا أعودُ لما بدأته فــ : "هو الشهر المعروف، زعموا أن فيه يكثر الدواهي والفتن فنفاه الشارع. ".[مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ] . تنبيه : نفهم من ذلك أن إسلام النبي الرسول محمد [] جاء ليصحح عقائد كانت فاسدة عند العرب في جاهليتهم أو عند بقية الناس من حولهم ؛ وجاء ليصحح مفاهيم و افكار و مقاييس وقيم .. وهذا ما يجب أن يكون اليوم .. مسألة تصحيح ما عند الناس؛ وهو دور السادة العلماء . - و أعود مرة ثانية إلى « „ ٢ ‟ » المعنىٰ الثَّانِي: الجوع، - الْحَدِيثُ « صَفْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خيرٌ مِنْ حُمْر النَّعَم » أَيْ جَوعَة.. كما نفهم فقهاً :" جواز التوضي من النحاس الأصفر بلا كراهة وإن أشبه الذهب بلونه، وكرهه بعض. ". [مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ] . يتبقى ما استحدث في زمننا :" - الخطر الأصفر: خطر الازدياد السكانيّ في آسيا كما يتصوَّره الغربُ - الهَواء الأصفر: مرض الكوليرا ". [عمر] *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)* الثلاثاء، ٢٩ محرم، 1443هــ ~ الثلاثاء، 07 سبتمبر، 2021م -*-* أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيّ ُمِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى- |
رد: المناسبات حكاية من واقع الحياة[*] بمناسبة هجرة الملايين مِن بلاد المسلمين إلى ملاجئ الغرب! «„اللهُ جاءَ بِكِ .. ‟» ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ [*] في واقعٍ معاش غريب تغيرت فيه نظرة مسلم اليوم العادي للحياة.. نتيجة الضعف العام الشديد الذي طرأ على ذهن المسلم في فهم الإسلام -كتابا وسنة- .. ومن ثم إحسان تطبيقه .. أضف أن الفضاء العام والمناخ السائد والبيئة الحاضنة لا تساعده بل وزاد استيراد بضاعة الغير وأفكاره بل وطريقة حياة الآخرين ونمط عيشهم.. صار لزاماً محاولة تغير الخطاب الديني إلى خطاب أدبي(!).. هذا الخطاب -الأدبي- قد يروق للبعض فيكمل القراءة.. وقد ينزعج منه البعض فيغلق الصفحة.. بيد أنها محاولة .. والأصل أن المحاولات في الخطاب -شرعاً- ينبغي أن تتعدد .. وفقا لحال السائل ووضعه .. فهناك خطاب يخاطب الوجدان والأحاسيس والمشاعر والعواطف أو ما يسمى بالآداب الشرعية.. فتجد السامع قد يبكي تأثراً.. وهناك خطاب يتكلم مع كل ذي لب أو عقل أو قلب فينفتح الفؤاد وتبدء الخلايا الرمادية في مخ الإنسان تعمل فيقبل على فهم القرآن بعد حفظه؛ -طريقة النبي الرسول عليه السلام مع صحابته- فينتقل من الإدراك لآيات القرآن واستيعاب أحاديث الرسول إلى إحسان التطبيق العملي.. ومع كل هذا تبقى محاولة! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ .. في لحظاتٍ تحتاجُ الأرضُ الجرداءإلىٰ غيثٍ ينهمرُ عليها مِن أعالي السماء ليروي عطشها منذ حين من الزمان لتخرج خبأها المكنون فتنبت فتراها خضراء تسر الناظر وتطمئن السائر فتطعم الجائع وتسقي العطشان.. فيرقد قرير العين مسرورا.. هكذا كان حال رفيقي.. حبن جاءت! في لحظاتٍ حين تحصَّل رفيقي علىٰ شهادته العلمية العليا مِن جامعة مرموقة عالمياً؛ ثم يتحصل علىٰ أفضل درجات التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال تخصصه فيعلو في كادره الوظيفي.. هكذا كان حال رفيقي .. حين جاءت! في لحظاتٍ حيت يسير -رفيقي- في طرقات مدينته العتيقة تحيّيه الناس بلقبه العلمي؛ ويستمع إلى كلمته أهلُ العلم التخصصي لضلوعه في حيثيات جزء من علم لم يسبقه إليه أحد؛ وينادىٰ عليه في صالات الإقلاع للطيران في المطارات العالمية بدرجته الأكاديمية.. هكذا كان حال رفيقي.. حين جاءت! في لحظاتٍ تفتحت له زهرة حياة الدنيا فهو في عز شبابه وكامل قدراته العقلية والذهنية ولكن به خوار نفسي شديد وضعف روحي قاتل.. هي جاءت! لحظةُ أن جاءت وطلت عليه مِن شباك الحياة بما فيها من نعيم عايشه كان يشعر ببرودةٍ في أطراف اصابعه.. ويحس بتجمد جليدي قطبي في أطراف اقدامه.. إذ أنه كان يشعر أنه بمفرده مع وجود هذا الحشد من الناس والنجاحات من حوله.. في تلك اللحظة.. جاءت! والتناقض الذي لم يستطع أن يفك رموزه أنه كان كل عام خاصةً أيام ميلاده يذهب -بمفرده- إلىٰ رؤية الكعبة المشرفة ويتمسح بكسوتها -كما تفعل العامة- ويضع جبهته فوق جدرانها ويمكث يدعو ويلح في دعائه؛ لعل خالقه يستجيب له؛ فهو يريد أن يحسن العمل فيتقنه ويتفوق على اقرانه في عدة مجالات هو يهتم بها.. فهو يرغب أن يتشبه بجيل الأوائل: زمن الشيخ / محمد رشيد رضا وأستاذه/ الإمام .. محمد عبده. والأديب عباس محمود العقاد و وزير المعارف د. طه حسين.. ثم يقوم بزيارة مكة المكرمة وما حولها، ويصعد جبل النور ومِن غارٍ أعلىٰ الجبل يطل بناظره علىٰ الكعبة وكأنه بين السماء والأرض ويعود بروحه إلىٰ بدء دعوة خاتم الأنبياء.. فرفيقي يؤمن بمبادئها (دعوة خاتم الأنبياء).. فيشحن جميع جوانبه الجسدية والفكرية والروحية والنفسية بــ طاقات إيجابية قرآنية نورانية؛ وكأن عبق المكان وعبير الزمان يفتح عليه بآيات بعينها من وحي الرحمن يشعر حين يقرأها كأنها نزلت في زمنها الأول لتخصه فترفع من معنوياته وتزيد من صهر معدنه في بوتقة الإيمان فيزداد يقيناً بما هو عليه من عقيدة التوحيد؛ وخالص العبودية للواحد القهار الرحيم؛ وخضوعه للآِله الفرد الصمد.. ثم يأتي زيارةً للمسجد النبوي الشريف فيتسكع في شوراع وأزقة وحارات محيطة به ظناً منه أن خطواته وهو حاف القدمين تلامس آثر خطوات سيدنا آخر المرسلين ومن معه من الصحابة الكرام.. فيملؤ جوانب صدره مِن عطر الزمان النبوي.. كأنه يريد أن يتعايش عهد النبوة فيستنشق هواء عزة الإسلام ويدثر برداء الافتخار لأنه آحد المسلمين؛ وكأنه يريد أن يرتدي قميص الصديق فالفاروق فقميص ذي النورين فباب مدينة العلم.. العَليّ؛ فحين يخرج من المدينة المنورة يشعر كأن فوق كتفيه قد استعار بُردته -عليه السلام- خاصةً حين يتعمد زيارة مكتبة الحرمين: المكي ثم المدني.. ثم ينتقل من بلاد الحجاز إلى بلاد الأفرنج.. ! وهنا تبدء حياة جديدة.. أو اسلوب خاص من العيش! يعود ليجلس علىٰ مكتبه بين أوراقه العلمية وبين ملفات أبحاثه وإدارة إعماله فيشعر بحالة من الفراغ وكأن الإنسان مركب من شيئين متناقضين: روح وجسد.. روحٌ تتطلب سويعات حسن عبادة وخالص تقديس.. وجسد يريد أن تمتلئ معدته بطعام وشراب؛ ثم من بعد الإشباع عنده ميل ذكوري طبيعي لأنثىٰ تملؤ عليه حياته العاطفية ! وهنا أقولُ: لقد كذبت رابعة العدوية باختلاقها نظرية „العشق الآلهي‟.. وهي الأنثىٰ التي تمرغت -كما ظهرت علىٰ الشاشة الفضية- في أوحال الإشباعات الجسدية ومارستها مع السيد الذي يقدر أن يدفع الأثمان في ليال السكر والغناء والعربدة.. وهي نظرية لا يمكن تحقيقها إلا في خيال مؤلف بارع؛ أو من خلال أبيات مجون شاعر.. فكانت -رابعة- تفتقر للحظات الصفا الروحي والنقاء الجسدي والإلتجاء إلى الله.. الخالق؛ إذ أن الإنسان مركب من جسد وروح بالقطع.. و -رابعة- عند اقترابها من نهاية النضج الأنثوي وأوشكت -أو تكاد- من دخولها سن اليأس الذي يصيب بنات آدم -لحكمة لا يعلمها إلا خالقها- أرادت أن تشبع رغبة آخرى كانت أهملتها.. علىٰ فرضية صدق رواية تدعي وجود امرأة تسمىٰ رابعة العدوية وليس من خيال مؤلف أو تأليف وتوليف شاعر.. النظرية الصوفية -وهي لها رواج دائم؛ عند غياب أهل العلم من الساحة وكذا الدجال والمشعوذ- تكاد تكون خاطئة في آحدىٰ جوانبها؛ إن لم تكن في اساسها.. إذ أن الإنسان ليس فقط جسد يحتاج لإشباعات متعددة؛ وبأي كيفية كانت كما وأنه ليس فقط روح ترغب في السمو إلىٰ الآِله.. وهنا تأتي لحظات القلق.. حين يصعب عند البعض التوفيق بين إشباعات الروح وإشباعات الجسد.. فكلمات رابعة العدوية والتي صيغت شعراً يُغنىٰ تشعرك أنها تخاطب ذكر وليس آِله.. و „الحب الآلهي‟.. أو „العشق الآِلهي‟وليدان زمانهما؛ في عصر الرفاهية ويتكرر من حين إلى آخر.. فهما تعبيران أو مصطلحان لم يتحدث عنهما مصدرا الوحي: الذكر الحكيم والقرآن الكريم والفرقان المبين أو السنة المحمدية المصطفوية العطرة؛ وعليه فــ «„ العشق الآلهي‟» أو كثير من مفردات الصوفية تعارض مفردات الإسلام وتناقضها.. إذ أن خير البشر وسيد ولد آدم في رحلته :«المعراج » حين سُئل : "هل رأيتَ ربك".. رد قائلا : «„ رأيتُ نوراً ‟ » اضف مفردات السلفية الحديثة ومفردات إسلام الفضائيات ومنابر الوعاظ؛ والإسلام السياسي والمعتدل والمعدل تحتاج إلىٰ إعادة تعريف جديد صحيح شامل جامع مانع.. لذا احتاج العابد المسلم المؤمن وفق الرؤية الإسلامية إلىٰ تعريف الآِله المعبود كي يحسن عبادته بيد أنه من خلال أقوال الآِله نفسه وليس تصور العابد الناسك لهذا الآِله؛ ومن هنا يأتي الخلط بين تصور إنساني ناقص وعاجز وقاصر وبين حقيقة المعبود.. لذا جاءت الأسماء الحسنىٰ في القرآن الكريم واصفة إياه تعالىٰ الذي يُعرف نفسَه بنفسِه؛ وليس العابد الناسك هو الذي يعرفه أو يصفه.. وهنا تصح المقولة التي تخبر عن تأثير الفلسفات الفرعونية والهندية والإغريقية واليونانية والفارسية وترجماتها في تشبيه الآِله أو وصف العلاقة معه.. أو كيفية العلاقة التعبدية أو المعيشية مع الآخر ومن ذلك فكرة التصوف الدخيلة علىٰ إسلام محمد بن عبدالله.. والذي أفسدَ إلىٰ حد ما المناخ التعبدي العام لذهن الإنسان منذ أزمان وعهود.. مَن ولد في الألف الثالث قبل الميلاد.. الآِله: „حورس‟- وكان اسمه باللاتينية «„ أكرست christ ‟»- الفرعوني مِن العذراء:" أيسيس-ماري" Isis-Meri. [إيزيس]. ومن ثم انتشرت الفكرة مع خطئها وفسادها في بقية اقطار الأرض : أهل الصين القدماء؛ والهندوس؛ والبوذيون؛ والروس القدماء؛ والكلدان؛ وسكان سوريا والقدس وبيت لحم قبل ميلاد المسيح؛ وسكان فريجيا؛ والإسكندنافيون؛ والأنجلوساكسون؛ والفرس القدماء؛ واليونانيون والروم.. ويصح القول بأن فكرة إنزال الآِله مِن علاه ووضعه في رحم ضيق؛ وحشره في أحشاء مظلمة لأنثىٰ -لعلها تصور إنساني لقرب الآِله من الإنسان؛ والذي أخرجته عذراء من رحمها ليعيش الآِله كأنه إنسان ثم تمكن الإنسان من الإمساك بالآله لتقترب قدرة الإنسان -بقدر الإمكان- لقدرة الآِله ثم سعىٰ الإنسان لمطاردته فتعذيبه لإثبات بقية قدر من القدرة عند الإنسان كما عند الآِله.. ثم طعنه ليتبين ضعفه -والمتابع في حياة الإنسان يظهر للعيان ضعف الإنسان من بعد قدرة- ثم أذله في مشهد درامي مؤثر -أحسنت الصناعة الفِلمية تصويره- تبين رغبة الإنسان في إثبات المذلة لآِله ثم تركته كما يحدث لإي إنسان أن يترك حتى يموت وحده.. ولكي تكتمل الصورة البشرية لتصور هذا الآِله رافق عمليه تعذيبه وانتهاء حياة الآله على الأرض وموته.. رافق تلك المشاهد -مذنب/عاص؛ وهذا عند البعض- صلب معه كي يتساوى آِله علوي مع إنسان عاص مذنب سفلي.. مشاهد / رؤية بشرية أفسدت الذوق الإنساني العام واقتربت بمشاهد آخرىٰ إلى الصوفية ذات الوشاح الإسلامي.. وحين أراد الله في المشهد الأول -الفراعنة ومن سار خلفهم ومن جاء من بعده-.. حين اراد الله تصحيح المشاهد والرؤية الصحيحة للآِله أرسل آخر رسله لتحقيق القول الأول منذ عهد أبي البشر آدم: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد } [١]{ اللَّهُ الصَّمَد } [٢] { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد } [٣] { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد } [الإخلاص:١~ ٤] .. ولأن طبيعة الإنسان -دائماً- ترغب في الأسهل والتملص من القيود ورفع التكاليف سواء الشرعية أو المدنية أو تخفيفها.. والإشكال جاء نتيجة احتكاك فلسفة بشرية تولدت في ذهن إنسان بافكار آِلهية ثم لُصق بها وصف إسلامية صوفية.. -***- .. شردَ مني كثيراً رفيقي -اثناءارتشافه قطرات مِن قهوته ونحن نجلس في شقة تطل علىٰ الشارع التجاري السياحي لعله الثاني في العاصمة الفييناوية؛ والشقة أجرتها آحدىٰ التجمعات العربية في الغرب- .. .. شردَ -رفيقي- حين سرد هذه النظرة وهو يتكلم عنها.. .. وفي حقيقة الأمر لا تمل سماعاً لما يرويه أو يقوله رفيقي لي.. فقد كنتُ الوحيد الذي يطمئن له عند الكلام عما يدور في خلده أو بين جنبات صدره .. وهو -رفيقي- كان ملماً بشكل جيد بعدة علوم.. ولكن السر الأعظم لديه كان -حريمه-.. والشئ بالشئ يذكر.. فهو -رفيقي- كان يفتخر بمطبخ أمه؛ ثم مِن بعدها مطبخ خالته -الحاجة أمينة- وكانوا ينطقون اسمها فـ ينادونها بــ « آمنه» وهي -رحمها الله- كانت تحمل صفات ونعوت كاسمها تماماً.. وهو -رفيقي- إثناء غربته بمفرده دون امرأة أو زوجة لم يكن يحسن الطبخ.. يروي لي: بسبب دراسته في جامعة فيينا العتيقة أنه كان يتبضع يوم السبت فقط ويرتب في ثلاجته الصغيرة ما سوف يتناوله طعاماً على مدار أيام الإسبوع الذي يلي يوم شراء غذائه؛ فيقطع مثلا الفرخة لأجزاء يضعها متتالية واحدة خلف الآخرى: ورك.. صدر .. جناح في صف وبجواره صف آخر من قطع لحم الضأن أو البقر.. أقرب إلى ما كان يأكله في بيت أمه أو خالته.. وكان لا يروق له أن يتغذى خارج بيته في المطاعم.. أو يتردد على الحانات! وحين اقترب من المطبخ الأوروبي لم يعجبه سوى طبخ تلك المرأة الكرواتية والآخرى ذات الأصول من النمسا السفلى؛ وهي مقاطعة نمساوية مجاورة لولاية فيينا العاصمة.. وهنا جاء تساءل من طرفي: كم مِن النساء تزوجهن رفيقي !؟.. أو كم من النساء كن يطبخن لرفيقي.. ومتى !!؟.. أجلت السؤال لحين ننتهي من قصة المرأة الحالية أو التي بالفعل أنتهى حبه لها بشكل درامي كالأفلام المِصرية القديمة أو أنهى عمداً علاقته بها ! .. لا ينبغي أن ننسىٰ المرأة الإسكندرانية التي تزوجها في مطلع شبابه.. ولا يصح نسيان مطبخها.. وحلوياتها.. وكما يقول بنفسه : هي التي صبرت على أحواله وتصرفاته بل شطحاته حتى كتابة هذه السطور! .. هي -ELLE- لم تكن تحسن سوى الشكوى لما اصابها من أمراض نفسية أو أعراض جسدية؛ ولكنها كانت تحسن تقديم وجبة حنان من خلال جسد معذب؛ وهي كان تتقن هذا الدور مع رفيقي؛ ولعل مشوار الحياة افهمها أنها ينبغي أن تحسن هذا الدور خاصةً أن -رفيقي- رجل مشرقي! يقتل الإنسان وإن ظل حيا يسعى: الفراغ الجسدي.. والفراغ الروحي.. عند الكثير من البشر.. والعبادة لله تعالى -في مفهوم الإسلام- إما جسدية.. أو مالية .. أو معا جسدية مالية فتهدأ النفس وترتاح الروح! هي لا تحسن الطهي ولا تحسن مضغه كي تشتهي ما تريد أن تتناوله.. إذ لديها حالة مرضية : إمساك مزمن تحتاج إلى دواء كي تحسن أفراغ ما في الأمعاء.. هي أرادت أن تكون عارضة أزياء لجمالها ورشاقة قوامها !.. لكن آحدهم -لكثرة ماله- تمكن من اقتنائها كآحدىٰ لوحات المشاهير وكان يقدمها لضيوفه الأغنياء مثالا على اعتبارها تحفة نادرة.. فغابت الناحية الإنسانية بينهما.. وطمست المشاعر الآدمية بينهما.. أنقطعت حبال الرحمة وروابط المودة.. -***- ثم جاءالله بــ« رفيقي.. »! رأتْ منه أنه يقدر أن يحول المشاعر إلى لمسات إنسانية يهتز لها كيانها فيدق قلبها فينبض بالحياة وليس نبض مَن هو تحت ماكينة الإنعاش في غرفة العناية المركزة! رأته وهو يحول المكنون في الوجدان إلى إحساس ظاهر يشعر به جسد الإنسان يسري كــ دم الإنسان في كافة أنحاء هذا الكائن! ورأتْ فيه أنه يحول الفراغ ما بين الكلمات إلى اصابع تمسك بالحروف فتكون جملا تُقرأ بالعين المجردة وليس بأجهزة مكبرات الأشياء! مؤلم للنفس والجسد معاً أن يتحول الإنسان إلى تمثال من الرخام وبواسطة وسائل التقنية الحديثة تظن أنه يتحرك! ومؤلم أن يتحول الإنسان إلى أَلة في مصنع ينتج ما يحتاجه البشر! ومؤلم أن يتحول الإنسان إلى وعاء يمتلئ بالكيماويات المصنعة بطعم المانجو أو الملوخية أو التغليف من خلال التعليب في صفيح المعلبات هو الغذاء اليومي لإنسان فقدَ طعم الخضروات الطازجة أو نكهة الفواكة اليافعة المثمرة.. أضف بعد ذلك حفظ الطعام في مبردات تحت درجة الصفر بــ 18 درجة في كل البيوت! والظاهر أن الإنسان استطاع أن يحفظ في ثلاجات المنازل طعامه لمدد طويلة وأيضا حفظ مشاعره وعواطفه وأحاسيسه في دولاب الملابس القديمة! هي -ELLE- كانت وعاء إما خارجي لوضع أثواب الموضة الجديدة فوقها.. أو امتلاء هذا الوعاء بقدر يبقي تدفق الدم في وريد.. لجمالها الظاهري المعاين للناظر.. لم تشعر بجمالها الداخلي الذي غاب عن جوانب روحها وجسدها! رفيقي استطاع أن يشعرها بأنها ليست وعاء إما للتفريغ وإما للإحتواء! أن يتعامل الرجل مع المرأة علىٰ أنها إنسان ترفعهما معا هذه المعاملة إلىٰ مصاف الملائكة! أن يتعامل الذكر مع الأنثىٰ على أنها وعاء.. صارت بالوعة في مرحاض!.. سواء من خلال الطبخ والطهي وإعداد الطعام أو تفريغ شحنة ذكورية.. وآخرى أنثوية! أفهمُ أن الوليد يحتاج أن يلتقم طرف ثدي لغذائه.. والحديث هنا عن وسيلة تغذية لكائن حي يريد أن يبقىٰ.. وليس الحديث عن ذكر.. فالحديث عن الإطعام والسقاء والغذاء وإشباع جوعة معدة فلا توجد هنا ذكورة أو أنوثة.. فالوليد الأنثىٰ مثل الوليد الذكر في عملية الإلقام والإشباع من ثدي سواء أمه الإنسان أو كان الثدي لحيوان! يخطؤ من يفرق بين شقي الطفولة -طفل أنثىٰ وطفل ذكر- من حيث الاحتياجات فهما يحتاجا إلىٰ الحصول عليها؛ كما يحتاجا إلى رعاية كاملة؛ وسوء الرعاية أو التفريق بين الرعاية ينتج إنسانا اصابه مرض مزمن إما عضوي أو نفسي.. ومنذ طفولته.. وما نراه في المصحات والمشافي لدليل صدق لما أقوله! هي --ELLE- جاءت إلى الدنيا وليدة رغم رغبة الوعاء الأول بيولوجياً -الأب- .. ورغبة ملحة من الوعاء الثاني بيولوجياً -الأم- ظناً أنها بتلك الصلة تقترب كثيراً من الأب؛ والذي رفضها منذ اللحظات الأولىٰ حين أخبرته المرأة الحامل بما يتكون فيتشكل في أحشائها.. لم يعترف بها حين وُلدت فلقبت باسم جدها من طرف أمها.. ومن هنا تبدء بدايات المتاعب النفسية وسلسلة المعاناة الجسدية.. طفلةٌ لا ذنب لها جاءت إلىٰ الدنيا نتيجة صلة -ابتعدَ رفيقي عن تعبير ثمرة-.. علاقة لحظية بين أنثىٰ تريد إشباع جانب من احتياجاتها غير الضرورية.. ورجل يريد اثبات قدر ما من ذكوريته.. أخبرتْ -رفيقي- أنها لم تراه -والدها- إلا مرة في طفولتها ثم المرة الثانية حين مات ولم يستطع أحد دفع مصاريف الجنازة وثمن الدفن! وحين تم الرفض من قبل ذكر -الأب البيولوجي- تحيرت الأم والتي حملتها تسعة أشهر وشعرت بأوجاع الولادة وما يصاحبها من آَلام المخاض.. هي - ELLE-ولدت طفلة جميلة بريئة.. شقراء بيضاء.. ذات عيون زرقاء.. وهذا مايرغب فيه رفيقي.. هو -رفيقي- ينبهني بأن الإنسان لا يقدر علىٰ الوصول إلىٰ أدنىٰ درجات الكمال؛ وهذا يعود لتركيبته الأصلية الآدمية وليس لعدم استطاعته.. فهو لا يملك مقومات الكمال ولا بدايات الاكتمال.. يولد ضعيفاً محتاج إلىٰ غيره بالضرورة.. وعاجز أن يقوم بصورة طبيعية للقيام بأدوار حياته.. وقاصر علىٰ أن يبقي علىٰ حياته بمفرده.. في جميع أطوار حياته يحتاج لمن يطعمه فينظفه رضيعا؛ ثم يحتاج لمن يعلمه ويهذبه فيؤدبه يافعا ثم يحتاج لمن يطببه شيخاً.. ثم يدفنه عجوزا ميتاً.. والطامة الكبرى أنه يولد جاهل يحتاج إلى من يعلمه بعض أو جزء من العلوم.. ومن خلال العملية التعليمية إما أن يصبح إنساناً أو أنه يصير فقط كائناً حياً.. وهنا يكمن الفارق! ماذاتفعل الأم! .. تركتها لجدتها من طرف أمها.. تربت الحسناء البيضاء الشقراء في بيت جدتها . هي - ELLE- استثمرت جانب جمالها دون أن تشعر به.. رفيقي نقلها من كينونتها كأنثىٰ تُشتهىٰ.. والتي بها حياة .. إلى إنسانة تشعر بحياتها وآدمية تحس بوجودها بحكم البيئة التي تربت فيها والمناخ العام الذي نشأت فيه.. صارت نصرانية بحكم المولد والتربية والحياة المعاشة .. ولكن رفيقي شعر بغير ذلك.. فقط الجانب التديني المشاعري الكهنوتي؛ وهذا تلاحظه عند الكثيرين من أتباع الأديان! مكان العبادة يُقدم من خلال الطقوس والقداس كل ما يحتاجه المؤمن بفكرة خلاصه من العذاب لما يرتكبه الإنسان من ذنوب ومعاص وكبائر من خلال المخلص ابن الآله -الذي عُلق على الخشب وفارق الحياة على الصليب- الذي مات من أجل الإنسان.. وهي عقيدة المسيحية؛ وهي موضع نقاش عند أهل العلم وليس مع العامة.. فاراد رفيقي -وهو مسلم يعتمر كل عام- أن يظهر لها عدم معارضته لعقيدتها أو رفضه لإيمانها.. ذهب معها ذات مرة في نزهة لمدينة سالزبورج وإثناء التفرج على آحدى معالم المدينة وجد كنيسة تتبع الدومينيكان؛ فدخلها معها وعثر على غرفة مستقلة باسم العذراء البتول مريم فدخلها معها ووجد في مقدمة الغرفة كراسة يسجل فيها فيكتب الزائر خواطره.. فكتب معها في ورقة من تلك الكراسة « „ وثيقة ‟ » عهد بينهما وكأنه كتبها بدمه وليس بحبر قلمه.. ثم وقع على الوثيقة ووقعت هي.. لاحظ رفيقي وبدى على ملامحها حالة من الرضا وايضا حالة من الاستغراب أن لم يكن ذهول المستغرب من تصرفه مع إسلامه الظاهر للعيان من خلال أحاديثه معها وإحسانه المقارنة أو المقاربة بين الأديان... وكأن هذا قدر من يسكن في بلاد الغرب ذات المسحة المسيحية أن يحسن علماً بشقيه: المقارنة والمقاربة بين الأديان وإلا ذاب في المجتمع دون أن يشعر... وعصف به من كل جانب.. هي - ELLE- كانت تظن أنه لا يصح أن يفعل ذلك لم تبدِ هي كثيرا من الاهتمام وأكملا معاً زيارة بقية معالم وآثار المدينة العتيقة ! ... إشكالية رفيقي معها.. أنه لم يقدر بعد عدة سنوات أن يلعب دور المخلص من آلامها النفسية ومتاعبها الجسدية.. إذ أنها كانت توقظه مبكراً للغاية في الثالثة أو الرابعة قبل بزوغ الفجر لتخبره أنها تريد منه أن يحادثها لأنها أصابها قلق فلا تسطيع النوم.. وهو بالتالي يخبرها أنه يجب أن يأخذ قسطا جيدا من الراحة والنوم خلال سويعات الليل ليحسن أداء عمله وممارسة وظيفته فهو يحتاج لذهن صاف.. توقفت الحياة معها وغادر مدينة جراتس في قطار المساء مودعا إياها بلا عودة.. ولم تنفع سكوبات عيناها بكاءً وإلحاحها في البقاء معها فهي تريده رجلا بجوارها.. غادر رفيقي حياتها.. بيد أني سأعود لأكمل بعض جوانب تشرح هذا الرجل المشرقي حين يعيش في بلاد الغرب... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)* الأربعاء - 30 محرم 1443 هـ - 08 سبتمبر 2021مـ ورقةٌ مِن ْكُراسة إِسْكَنْدَرِيَّات رواية : الرجل المشرقي -*-* مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى- |
رد: المناسبات |
„ عبث ‟! « عبث ».. أو غياب الأيديولوجية عند التطبيق سياسياً! الأيديولوجية..أعتبرُها وجهَ نظرٍ في الحياة تَصلح أن تكونَ مبدأً أساسياً -أي : نظام حياة؛ وطريقة معينة في العيش؛ وطراز خاص من السلوك- لتعايش الإنسان مع كل ما يحيط به: - أولاً : مع نفسِه في انسجام جسدي روحي نفسي من حيث الحصول على الإشباعات الضرورية؛ وتمكنه مِن الإشباعات المكملة لبقاءه منسجماً مع الآخرين دون قلق أو توتر أو حيرة؛ و - ثانيا : مع غيره مِن بني البشر؛ ومع بقية الكائنات والمخلوقات المحسوسة والموجودة؛ وتلك الذي يعتقد بوجودها؛ ثم - بناءً على حقيقةِ وجوده مخلوقاً فينبغي أن نحسن التعايش مع وجود خالق؛ وهذا ثالثاً.. سواء اطلق على هذا التعايش مع الخالق: عبادة -وهي متوفرة ومتاحة؛ يتم ممارستها عند الجميع بصور شتى ؛ يختار منها المرءُ ما يشاء.. أو حاكمية الخالق في العلاقات -وهنا تبدء الصعوبة وسيل مِن المشاكل-؛ وهذه -العلاقة الأخيرة بين الخالق والمخلوق من حيث الحاكمية- لم تتبق إلا عند المسلمين.. ونحن المسلمين جزءٌ مِن العالم؛ بل نحن نشكل خُمس سكانه؛ ولا نستطيع الانفصال عنه أو تجاهله؛ وما تقوم به كيانات ترتدي الوشاح الإسلامي مِن افعال وتصرفات بل واقوال تبتعد عن المفاهيم الإسلامية العامة.. فــ ما عاد التعزي ممكناً بأن أتباع مقاتلي القاعدة والدواعش وأمثالهما -ولا استخدم مصطلح مجاهديهما - يشكلون إنشقاقات في الدين؛ وليسوا حجة علينا ولا على ديننا، إذ أن القاعدة خرقت فى الفقه الإسلامي خرقاً غير مسبوق وذلك بإطلاقها لأول مرة فى تاريخ الإسلام فتوى القتل بالجنسية والقتل بالديانة وتبني مسئولية المواطن عن سياسة دولته .. فنتبرأُ منهم قولاً وتنتهي المسألة ونستشهد بما قاله دونالد رامسفيلد؛ وزير الدفاع زمن بوش الابن؛ بعد تصرفنا تجاه هؤلاء؛ إذ ناضلنا طويلا دولاً ومؤسسات دينية ضد التطرف والإرهاب؛ وما كانت درجات التصديق عند الأصدقاء ومِن غيرهم عالية؛ إذ أن رامسفيلد؛ والذي تُوفي قبل شهور.. وجه إلينا وإلى مواطنيه مَطْلبين : - قال الغازي لأفغانستان والعراق مِن جهة إن الإسلام مخطوف وينبغي تحريره، و - قال مِن جهةٍ ثانية إنه مِن الضروري شنّ حرب أفكار على المتطرفين باسم الدين، وعدم الاكتفاء بالصراع المسلح معهم.. .. أكملُ ما توقفت عنده.. فــ الأيديولوجية.. وهي مبدأٌ أساسيٌ في الحياة يبنى عليه العديد مِن الأفكار الحياتية والمعيشية.. فتنبثق منها كتلة مِن المفاهيم المرتبطة بالسلوك الخاص والعام؛ فتتولد مجموعة مِن المقاييس إثناء القيام بالعمل أو القول مِن حيث الجواز أو المنع؛ وتسود في ذهن الإنسان سلسلة مِن القيم وحزمة مِن القناعات إثناء الممارسات الطبيعية للإنسان؛ والتي جميعُها الأصل فيها أنها توافق فطرة الإنسان -بصفته الآدمية وأصله البشري بغض الطرف عن مكان تواجده وزمن وجوده- فيعمل مِن خلال كتلة بشرية تحمل هذه الأيديولوجية -المبدأ الأساسي- على إرساء قواعدها وتفعيلها في منظومة عملية متكاملة بُعَيد ومباشرةً عند لُحَيظة التمكين في كافة مناحِ الحياة؛ وفي كل مفاصل المجتمع فتعالج ما عند الإنسان مِن مسائل تحيط به سواء أكانت متربطة برابط وثيق مع كينونته الآدمية؛ أو مشاعره وأحاسيسه ووجدانه؛ وسواء أكانت جسدية أو نفسية/ روحية أو مرتبطة بعلاقته بغيره من الإنسان؛ وإن لم يؤمن الآخر بمبدأه ولا يعتقد في صحة أيديولوجيته.. .. ومن فهمي لجزئيات هذا التعريف يصلح إسلام محمد بن عبدالله -عليه السلام- بشقيه: القرآن الكريم والسنة أن يكون مبدأً عالمياً موافقاً لفطرة الإنسان واحتياجاته الضرورية الملحة واحتياجاته الثانوية؛ كما ويمكنني القول أن بقية المبادئ الآخرى -وأن كانت قاصرة أو عاجزة أو ناقصة في نظري- تصلح لبقاءها بجواره.. إذ تم التعايش بين تلك المبادئ بمفهوم الأيديولوجية الفكرية وليس بمفهوم الهيمنة العسكرية؛ والتناطح بآلة الحرب والدمار.. حين تضعف حسن القدرة على الحوار وتغيب أسس مناقشة موضوعية بما عند الآخر!. ولغياب المفهوم الصحيح للإيديولوجية -المبدأ الأساسي لمجموعة الأفكار والمفاهيم والقيم والمقاييس والقناعات--؛ سواء عند الغرب أو عند الشرق! ترى هذا العبث الذي يظهر على كف الزمان.. .. منذ أكثرَ مِما يزيد عن مائةِ عامٍ بدءَ يظهر على سطح الأحداث كياناً -ومَن يسير في فلكه- يحمل الفكر الرأسمالي الديموقراطي الحر؛ وعمل بصورة عبثية على انتشاره؛ وفي نفس الفترة الزمنية سقط وتهاوى كيانٌ آخر كانت عاصمته :" سكود (منذ العام: 1299-1335) ثم بورصة (1335-1363) فــ أدرنة (1363-1453) وأخيراً إستانبول (1453-1922)؛ وهي كانت :"سلطنة وراثيَّة " بوشاح إسلامي.. .. اهتز العالم وقتذاك.. والمعضلة أن أحفادها -تلك السلطنة الوراثيَّة- وحتى يومنا هذا ورثوا منها حالة الضعف الفقهي والهزال العلمي اللذين اصابها فهدمها.. .. ودليل يضاف لإثبات القول السابق.. ما حدث أمس [08. سبتمبر] في المملكة المغربية مِن سقوط مدوي وهزيمة مؤلمة لكيان ذي مرجعية إسلامية بدء تصاعدياً منذ عام 1997؛ فتمقعد على كرسي قيادة الوزارة لولاية ثانية بــ 125 مقعدا منذ عام 2016؛ ثم.. وبخسارة 113 مقعداً وحصوله -اليوم- على 12 فقط؛ وعاش قادة ذاك الكيان على إيقاع إنتكاسة كبيرة وهم يتابعون النتائج مِن مقرهم المركزي في حي الليون بالرباط.. وكانت التوقعات تشير لصعوبة في نتائج جيدة، بسبب مشكلات تنظيمية داخلية عانى منها، وتأثر قاعدته الانتخابية المحافظة بسبب «التطبيع مع إسرائيل»، ومصادقة الحكومة التي يرأسها على قانون تقنين القنب الهندي، وأيضاً بسبب عدم وفائه بوعوده الانتخابية، خاصة في مجال التشغيل... وهذا ما تعاني منه الطبقة المتوسطة في أي مجتمع... . .. لنفس الأسباب -تقريباً- والمعاناة سقط شبيه هذا الكيان في كل مِن السودان ومصر فتونس (الشمال الأفريقي).. ويتبقى لهم بصيص أمل في ليبيا إذ هناك تنفس صناعي للمجلس الأعلى.. والذي انتهت صلاحيته منذ حين.. .. اضف كارثة التحرك على الأرض لتنظيم القاعدة ثم تنظيم الدولة الإسلامية(!) يتبين لي أن المشكلة ليست في الأيديولوجية -المبدأ الأساسي- بل في رجال يحملون هذه الأيديولوجية أو هذا المبدأ !. ... فــ هل يتمكن المتابع للأحداث قبيل الحادي عشر من سبتمبر 2001 وحتى كتابة هذه السطور أن يصف الأحداث بــ الـ „عبث"... وهل يصح للمراقب للشأن العالمي أو الإقليمي أو المحلي أن يقول أن الأيديولوجية فُقدت عند التطبيق عملياً بإنزالها على الواقع المعاش سياسياً!؟ وهل يصلح القول بأن المنظمات العالمية والإقليمية والإنسانية أخفقت حين ارادت إصلاح ما أفسدته الممارسات لرجال السياسة!؟ أو دقة التعبير -تلزمني- أن أقول: أن الأيديولوجيات؛ والتي قامت على أساسها أمم ومنظمات وهيئات قد شاخت ويبس جوفها وتَلَيَّف كما يشيخ الإنسان، فتصل تلك الأمم والمنظمات إلى سن الكِبر والعجز؛ ورجالها بدت عليهم أعراض الشيخوخة ومظاهر العَجز عن إدارة وتفعيل الأيديولوجية؛ وكل المحاولات اليائسة؛ والتي كان هدفها البحث عن الوسائل القادرة على تأخير ظهور معالم الهرم بأنها باءت بالفشل وأصيبت تلك الأيديولوجيات بأمراض مستعصية لم تمكنها مِن أن تقوم بوظائفها الحيوية لإسعاد الإنسان لحظة التطبيق وزمن التفعيل سياسياً !؟ .. أما أنه -بالفعل- الدقة في التعبير -تلزمني حقاً وصدقاً- أن أقول : أن المشكلة ليست في الأيديولوجية؛ أو المبدأ الأساسي.. بل في رجال يحملونها؛ ويدعون فهمها؛ ويتكلمون بافكارها !؟.. .. فهؤلاء الرجال استبان عليهم سن العجز الذهني في فهم ايديولوجيتهم؛ والتي يدعون أنهم يتبعونها، وظهر عليهم الشيب الفهمي في إدراك العديد مِن ملفات هذه الإيديولوجية؛ أو أنهم تمقعدوا في كرسي لا يصلحون له -اصلاً، فأفسدوا وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً؛ وما زالوا يتمسكون بقيادة هذا الكيان الخاوي من ايديولوجية يتفوهون بها دون إستيعابها.. وهذ طامة آخرى! وليس كما يظن البعض لُغةً بأن الشيخ قد يعبّر به عمّا يكثر علمه لكثرة تجاربه ومعارفه؛ ولعل عنده قدراً مِن التجارب والمعارف؛ لكن افكار وقيم الأيديولوجية لا يتمكن مِن إنزالها على واقع معاش حالي.. وكأنه شيخ فاني يزداد كل يوم ضعفه فيقترب إلى موته دماغياً وليس موت الأيديولوجية نفسها.. ولنأتي بأمثلة؛ اسعى أن تكون متسلسلة زمنياً : 1.] حين تحدثت إيران~الخميني عن الثورة؛ تكلمت عن تصدير الثورة إلى الخارج؛ ولا يوجد عندي سبب مقنع لحرب ضروس استمرت ثمان سنوات مع الجارة العراقية زمن صدام حسين. لِمَا بدأت وكيف انتهت!؟..ثم أوجدت ذراعا لها في لبنان متمثلاً في حزب الله -بالطبع شيعي؛ ولا يوجد عند كاتب هذه السطور إشكال مع الفكر الفقهي الجعفري- .. ثم في اليمن ذراعاً -وايضاً شيعي- وتحدث رجالها فوق منابرها على أن طهران فاعلة وموجودة في عدة [4] عواصم عربية سنية؛ اللافت هنا أنهما الشيعة والسنة ينتمون إلى ايديولوجية واحدة مع فارق في الفهم -الفقه لمسائل وإن كثرت- وهي -الجمهورية الإسلامية في إيران- منذ زمن في مأزق التدخل العسكري. ما يعني غياب الإيديولوجية لحظة تطبيق المبدأ. 2.] قبلها وبعدها: أمريكا... فتسمع حيناً أنها ترغب في تصدير النموذج الأمريكي للديموقراطية؛ والحرية؛ وحقوق المرأة وحقوق الإنسان.. فتجد حتى كتابة هذه السطور فارقاً -داخل الولايات المتحدة نفسها- مازال كبيراً في كيفية تعامل مَن يحمل بشرة سمراء مِن إنسانٍ مثله يحمل بشرة بيضاء.. وكأن حقبة العبيد السود مازالت عالقة في ذهن راعي البقر؛ وأصحاب الإقطاعات الزراعية الكبيرة والتي تحتاج لأيدي عاملة رخيصة جداً.. ومثال صارخ ازعج الحلفاء قبل الأعداء: الخروج المخجل من بلاد الأفغان بعد عقدين مِن الزمان.. عشرون عاما كاملة ماذا يصنع كيان ديموقراطي وحر ليبرالي متحمس لمشروع «بناء الدول»... في دولة بحجم أفغانستان.... ورغم الجدل الدائر في الولايات المتحدة بشأن صواب قرار الرئيس بالانسحاب، بين ليبراليين متحمسين لمشروع «بناء الدول» وبين محافظين يرون أن مهمة الجيش الأميركي يجب ألا تتعدى حماية أمن أميركا ومصالح مواطنيها، رغم ذلك، لا بد أن نتذكر أن قرار الغزو الأميركي لأفغانستان اتخذ كــ رد على هجمات 11 سبتمبر 2001، أي أن ذلك القرار لم يكن لإنقاذ أفغانستان من حكم «طالبان»الذي كان قد مضى عليه خمس سنوات، ولا للضغط على نظامها لممارسة سلوك أكثر ليونة مع شعبه، بل كان للدفاع عن الأمن الأميركي ضد اعتداء أودي بحياة 3 آلاف ضحية، ودمر برجين عالميين كانا رمزين بارزين في مدينة نيويورك، علاوة على الهجوم على مقر القيادة العسكرية الأميركية في البنتاغون؛ وهجمة ثالثة -لم تفلح- على البيت الأبيض، كل ذلك عبر خطف طائرات ركاب مدنية وتحويلها لطائرات انتحارية.. .. ولو أذعن الملا عمر في ذلك الحين لمطالبة واشنطن بتسليم أسامة بن لادن وإغلاق معسكرات «القاعدة» لكانت «طالبان» بقيت في الحكم بموافقة أميركية وبغض طرف دولي، مثلما يحصل اليوم.. وكيف كان الباكستاني المولود بالكويــت خالد شيخ محمد، مهندس هذه الهجمات الذي ما زال يحاكم في أميركا منذ سنين، ينسق مع النظام الإيراني، بل كانت هجمات 11 سبتمبر نفسها ما كانت لتتم لولا بصمات إيرانية في الخفاء، وهذا كلام خبراء مِن الـ«سي آي إيه»، وغيرهم، في فيلم وثائقي عرضته قناة «العربية» قبل فترة عن علاقة إيران بهجمات 11 سبتمبر.. فوق هذا، تبقى الحجة الأخرى التي يتمسك بها المدافعون عن ضرورة عدم التدخل في الشأن الأفغاني، باعتباره شأناً يخص أفغانستان وحكومتها وشعبها. وهو ما أكد عليه الرئيس عندما اتخذ قرار الانسحاب المتعجل، الذي يواجه انتقادات في أميركا من جمهوريين وديمقراطيين على السواء، عندما قال: "اختيار مَن يحكم أفغانستان يجب أن يكون مِن مسؤولية الشعب الأفغاني". ... يقول المدافعون عن حجة عدم التدخل: لقد بقيت أميركا 20 سنة في أفغانستان؛ أنفقت على الحكومة والجيش تريليونات الدولارات؛ ساعدت على تجهيز البنية التحتية؛ أتاحت فرص عيش وظروف رفاهية لم تكن معروفة من قبل؛ دخلت الموسيقى والرقص إلى البيوت والمسارح؛ اتسعت النشاطات الرياضية وشارك لاعبون في مباريات عالمية.. ثم خلال شهر واحد سقط كل شيء، انهارت المؤسسات وهرب الحكام واختفى الجيش تاركاً أسلحته ومعداته وراءه لمقاتلي «طالبان». .. ويقود هذا إلى السؤال: إلى أي مدى يستطيع التدخل العسكري الأجنبي أن يقيم نظاماً سياسياً قابلاً للبقاء إذا لم تكن التربة الداخلية صالحة لتقبل نبتة غريبة مِن هذا النوع؟ . وكيف يبرر المشروع «الإمبريالي» هذه الوظيفة إذا كان مرفوضاً بحجة السيادة والقرار الوطني؟ لا يقتصر هذا السؤال على أفغانستان وحدها. ولنترك الأمثلة الأخرى .. ولننظر إلى لبنان. هذا بلد منهار، مفكك سياسياً وطائفياً واجتماعياً. بلغ الفقر فيه مستويات لم يعرفها إلا خلال مجاعة الحرب العالمية الأولى. وتوصف أزمته الاقتصادية بأنها بين أسوأ ثلاث أزمات عالمية في العصر الحديث. جاءه رئيس من فرنسا يقترح حلاً للمساعدة على إنقاذه يقوم على منح السياسيين المسؤولين عن كارثته «إجازة» ستة أشهر لإتاحة الفرصة لفريق آخر لمحاولة علاج مختلف. برزت الاتهامات بعودة «الانتداب» وبمصلحة فرنسا في إعادة بناء المرفأ المدمر وبدخول لبنان في حملة ماكرون الرئاسية. وماذا كانت النتيجة؟ انقضت سنة مِن المماحكات والصراعات على ما تبقى مِن عظام الدولة بعدما انهار ما كان مِن جسدها، فيما الشعب منقسم بين مستسلم أو متواطئ مع سياسي مِن هنا أو مِن هناك، تبعاً لانتمائه الطائفي أو لمصلحته السياسية. .. صرخة نساء أفغانستان محقة مثل أي صرخة إنسانية أخرى. لكننا نعيش في عالم لا ينجح فيه دائماً تصدير الأنظمة، وتحكمه قواعد لا تسمح بالتضحية لتلبية هذه الصرخات. وهذا ما سوف يشاهد في القريب العاجل!. 3.] فرنسا تعيد مرة ثانية مراجعة ملفات المتقاعدين مِن أصول جزائرية للتأكد مِن أحقيتهم في معاشاتهم والتي تصرفها الحكومة الفرنسية! 4.] بريطانيا وبعد سنين خرجت مِن الاتحاد الأوروبي؛ وكأنه عبؤ عليها 5. ] ؛ 6. ] فشلت فكرة إندماج الأجانب في المجتمع الأوروبي؛ كما صرح بذلك وزير ألماني وآخر نمساوي وفي المنطقة العربية : 7.] ؛ 8.] ؛ 9.] لم تستطع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي في حل الخلافات البينية بين دول أعضائها.. وحتى هذه اللحظة..! وهكذا..! .. لذا فالقول بصحة النظرية شئ.. والتطبيق شئ آخر.. قول صحيح.. .. وصحة الأيديولوجية شئ.. والتطبيق على أرض الواقع -سياسياً- شئ آخر .. والسؤال الآن فى ذكرى 11 سبتمبر: لماذا نترك التاريخ يعيد نفسه بدلا من أن نعيد نحن كتابته من جديد بالإيمان الصحيح العميق والعمل الصالح والفهم الدقيق وفق استراتيجية منبثقة من ايديولوجية نقتنع بها لا تفرض علينا. ربما لا نستطيع أن نفعل شيئا جديدا، لكننا نستطيع أن نستفيد من تاريخ طويل للتجارب الفاشلة والأخطاء القاتلة... -*-*- *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)* السبت، 03 صفر، 1443هــ ~ 11 سبتمبر، 2021م أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى- |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي