ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أحْكامُ بناتِ آدمَ (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=130442)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 27 / 03 / 2019 22 : 08 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
بقية قول العلماء :
و

يخلص القرطبي في نهاية قوله إلى أن :
" شَأْنُ مَرْيَمَ لَمْ تَنَلْ شَهَادَةَ اللَّهِ فِي التَّنْزِيلِ بــِ
الصِّدِّيقِيَّةِ وَالتَّصْدِيقِ بِالْكَلِمَاتِ إِلَّا لِمَرْتَبَةٍ قَرِيبَةٍ دَانِيَةٍ . وَ
مَنْ قَالَ لَمْ تَكُنْ نَبِيَّةً قَالَ : إِنَّ رُؤْيَتَهَا لِلْمَلَكِ كَمَا رُئِيَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِي صِفَةِ دَحْيَةَ الْكَلْبِيِّ حِينَ سُؤَالِهِ عَنِ :
- الْإِسْلَامِ وَ
- الْإِيمَانِ وَلَمْ تَكُنِ الصَّحَابَةُ بِذَلِكَ أَنْبِيَاءَ ، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ ، وَعَلَيْهِ الْأَكْثَرُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ."



يكمل ابن جرير الطبري البحث بقوله و :
" كَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :« خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ "
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : " خَيْرُ نِسَائِهَا " خَيْرُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ » .
و

يسوق لنا الأدلة ويخبرنا (الطبري؛ أبو جعفر) عن الرواة فــ دليله الأول عَنْ
عَبْدِاللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا بِالْعِرَاقِ يَقُولُ :
« سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
« خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ » .
و

الدليل الثاني : عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ:
« وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ »
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:
« حَسْبُكَ بِــ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ ، وَامْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ ، مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ » ، قَالَ قَتَادَةُ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ :
« خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَوَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ »،
قَالَ قَتَادَةُ : وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
"لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ مَرْيَمَ رَكِبَتِ الْإِبِلَ ، مَا فَضَّلْتُ عَلَيْهَا أَحَدًا " .
وعَنْ قَتَادَةَ أيضاً ،

فِي قَوْلِهِ:
« يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ »
قَالَ : كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
« خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ ، وَأَرْعَاهُ لِزَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ » ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بَعِيرًا قَطُّ .
كَانَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

« خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ » .
وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

« كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ .»
حَدَّثَنَا أَبُو الْأُسُودِ الْمِصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ : أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَتْهُ :

أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ :
دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا وَأَنَا عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَنَاجَانِي ، فَبَكَيْتُ ، ثُمَّ نَاجَانِي فَضَحِكْتُ ، فَسَأَلَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ ذَلِكَ ، فَــ
قُلْتُ : لَقَدْ عَجِلْتِ ! أُخْبِرُكِ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ! ! فَتَرَكَتْنِي . فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَأَلَتْهَا عَائِشَةُ فَقَالَتْ : نَعَمْ ، نَاجَانِي فَقَالَ : جِبْرِيلُ كَانَ يُعَارِضُ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً ، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ ; وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا عُمِّرَ نِصْفَ عُمْرِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ ، وَإِنَّ عِيسَى أَخِي كَانَ عُمُرُهُ عِشْرِينَ وَمِئَةِ سَنَةٍ ، وَهَذِهِ لِي سِتُّونَ ، وَأَحْسَبُنِي مَيِّتًا فِي عَامِي هَذَا ، وَإِنَّهُ لَمْ تُرْزَأَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ بِمِثْلِ مَا رُزِئْتِ ، وَلَا تَكُونِي دُونَ امْرَأَةٍ صَبْرًا ! قَالَتْ : فَبَكَيْتُ ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَرْيَمَ الْبَتُولَ . فَتُوُفِّيَ عَامَهُ ذَلِكَ .[ والحديث عن ابن لهيعة وفيه مقال ]
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، أَنْ أَبَا زِيَادٍ الْحِمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّارَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :

فُضِّلَتْ خَدِيجَةُ عَلَى نِسَاءِ أُمَّتِي ، كَمَا فُضِّلَتْ مَرْيَمُ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .







***





.....

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 27 / 04 / 2019 15 : 12 PM

﴿ اسم أم البشر ﴾
 
استدراك :
إتماما للمقدمة ؛ استسمح القارئة الكريمة؛ والقارئ العزيز العودة مرة ثانية لها إذ وجدتْ بعض النقاط اردتُ معالجتها قبل أن أنتقل إلى الفقرة التي تليها ... وهذه هي :
[ 1 . ] المسألة الأولى :
﴿ اسم أم البشر ﴾
بادئ ذي بدء هناك فارق ملحوظ في العرض والإستدلال والتفسير والتأويل بين طريقة وإسلوب القدماء من سادة علماء التفسير وبين طريقة وإسلوب العلماء الأجلاء المعاصرين، وهذا الفارق لا يفهم منه التقليل من شأن فريق و إعلاء أسهم الفريق الآخر!، كلا وحاشا لله (!!!؟)، بل المسألة هي أدلة اُعتمدت وبُنيّ عليها التأويل ، ولنأتي بمثال :


*.] فـــ ابن عاشور و
*.] رشيد رضا يبحثا المسألة بطريقة تخالف الإمام
*.] القرطبي مثلاً ،فـــــــ
القرطبي -رحمه الله- لديه قول واحد فيقول في تفسيره :
" ... زوج آدم -عليه السلام- هي حواء -عليها السلام- ، " ...
ثم يكمل القول بقوله :" وهو -أي سيدنا آدم- أول من سماها بذلك حين خلقت من ضلعه من غير أن يحس آدم -عليه السلام- بذلك " ،
أقول(الرمادي): وهذا لما بلغه من أقوال وأدلة ،
أما ابن عاشورفيقول :
" لَمْ يَرِدِ اسْمُ زَوْجِ آدَمَ فِي الْقُرْآنِ وَاسْمُهَا عِنْدَ الْعَرَبِ
« حَوَّاءُ »
وَ وَرَدَ ذِكْرُ اسْمِهَا فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي طَبَقَاتِهِ [ برقم 66 ] عَنْ خَالِدِ بْنُ خِدَاشٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ يَبْلُغُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ : " النَّاسُ لآدَمَ وَحَوَّاءَ كَطَفِّ الصَّاعِ[(42)] لَنْ يَمْلَئُوهُ ، إِنَّ اللَّهَ لا يَسْأَلُكُمْ عَنْ أَحْسَابِكُمْ وَلا أَنْسَابِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " . [(43)]، فَــ
اسْمُ زَوْجِ آدَمَ
*. ] عِنْدَ الْعَرَبِ حَوَّاءُ وَ
*. ] اسْمُهَا فِي الْعِبْرَانِيَّةِ مُضْطَرَبٌ فِيهِ ،
فَــــــ
*. [] فِي سِفْرِ التَّكْوِينِ فِي الْإِصْحَاحِ الثَّانِي أَنَّ اسْمَهَا
" امْرَأَةٌ "
سَمَّاهَا كَذَلِكَ آدَمُ
قَالَ: لِأَنَّهَا مِنِ امْرِئٍ أُخِذَتْ[(44)]. وَفِي الْإِصْحَاحِ الثَّالِثِ أَنَّ آدَمَ دَعَا اسْمَ امْرَأَتِهِ حَوَّاءَ لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ[(45)].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 27 / 04 / 2019 36 : 12 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ في طبقاته :" نَامَ آدَمُ فَخُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلَعِهِ فَاسْتَيْقَظَ وَ وَجَدَهَا عِنْدَهُ فَقَالَ
" أَثَا "
*.] أَيِ امْرَأَةٌ بِالنَّبَطِيَّةِ "،
أَي ِاسْمُهَا بِالنَّبَطِيَّةِ الْمَرْأَةُ كَمَا سَمَّاهَا آدَمُ ،
وَ
قَدْ قيل عِنْد َقَوْلِهِ تَعَالَى :" وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ " أَنَّ آدَمَ دَعَا نَفْسَهُ ،
" إِيشَ "،
فَلَعَلَّ " أَثَا " مُحَرَّفَةٌ عَنْ" إِشَا " .
وَاسْمُهَا بـــــِــــــ
*.] الْعِبْرِيَّةِ
" خَمْوَاءُ "
بِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَبَـــ
هَاءٍ بَعْدَ الْأَلْفِ وَ
يُقَالُ أَيْضًا
"حَيْوَا "
بِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
حَاءٍ مُهْمِلَةٍ وَأَلِفٍ فِي آخِرِهِ فَصَارَتْ بِالْعَرَبِيَّةِ
" حَوَّاءَ "
وَ
صَارَتْ فِي الطَّلْيَانِيَّةِ
"إِيبَا ".
وَ
فِي الْفَرَنْسِيَّةِ
" إِيبَ " .


قلتُ(الرمادي): وباللغة الألمانية
eva“ .


وجاء عند صاحب فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
*. ] محمد بن علي بن محمد الشوكاني:
" وَرَوَى أَبُو الشَّيْخِ وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
إِنَّمَا سُمِّيَتْ حَوَّاءَ لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ ." .


كما جاء عند
*. ] البغوي في تفسيره معالم التنزيل:
" وَسُمِّيَتْ حَوَّاءَ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ حَيٍّ "،
و
*. ] ابن كثير في تفسيره أبان المسألة وأوضح من أين جاء المسمى بقوله :
" فِيمَا بَلَغَنَا عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ التَّوْرَاةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، "،
و
هذا بعينه ما استدل به ابن عاشور في تفسيره وأثبتُهُ -والحمد لله على نور العلم وكرمه وفضله على عبده - في صدر هذه المسألة ، ثم حين تحدث ابن كثير عن مسألة خلق حواء صرح بالقول :"فِيمَا يَزْعُمُونَ "؛ ثم يعقب على ذلك بقوله :" وَاللَّهُ أَعْلَمُ" ، وهذا نقلاً بالنص منه عن ابن جرير الطبري من تفسيره .


وقد جاء عند
*. ] الطبري في تفسيره :
" اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْحَالِ الَّتِي خُلِقَتْ لِآدَمَ زَوْجَتُهُ
ثم كتب يقول :
" حَدَّثَنِي بِهِ مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : فَأُخْرِجَ إِبْلِيسُ مِنَ الْجَنَّةِ حِينَ لُعِنَ ، وَأُسْكِنَ آدَمُ الْجَنَّةَ . فَكَانَ يَمْشِي فِيهَا وَحْشًا لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ إِلَيْهَا ، فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ، وَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ مِنْ ضِلْعِهِ ، فَـــ
سَأَلَهَا : " مَنْ أَنْتِ ؟ ".
فَـــــ
قَالَتْ : " امْرَأَةٌ ".
قَالَ : " وَلِمَ خَلِقْتِ ؟ ".
قَالَتْ : " تَسْكُنُ إِلَيَّ " .
قَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ - يَنْظُرُونَ مَا بَلَغَ عِلْمُهُ : " مَا اسْمُهَا يَا آدَمُ ؟ ".....
قَالَ : " حَوَّاءُ " .
قَالُوا : " وَلِمَ سُمِّيَتْ حَوَّاءُ ؟ ".
قَالَ : " لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ شَيْءٍ حَيٍّ ." ،
و
*. ] ابن كثير نقل نفس الرواية في تفسيره المعروف ،
و
نقل ابن كثير في تفسيره عن الْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ أَبُي جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ- ..............
وَ
الصَّوَابُ فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ :" وَذَلِكَ عِلْمٌ ، إِذَا عُلِمَ يَنْفَعُ الْعَالِمَ بِهِ عِلْمُهُ ، وَإِنْ جَهِلَهُ جَاهِلٌ لَمْ يَضُرَّهُ جَهْلُهُ بِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . "
و
إن كان القول هذا في مسألة نوع الشجرة التي نهى سبحانه وتعالى آدم عن الأكل منها .".


:" وددنا (الرمادي) تخريج حديث المقدمة فوجدتُ أن يحيى بن الحسين الشجري الجرجاني في كتابه
« الأمالي الخميسية » ؛ باب صَوْمِ رَجَبٍ وَفَضْلِهِ وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ [1351 (حديث موقوف)] جاء بمسمى جديد لأمنا حواء فــ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَاهُ ، فَقَالَ : " يَا ابْنَ عَبَّاسٍ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ أَنْتَ أَخْبَرْتَنِي بِتَأْوِيلِهَا فَأَنْتَ ابْنُ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : " وَمَا هِيَ ؟ " ، فــــ
ذكر اشياء ،
منها :
أَخْبِرْنِي عَنْ حَوَّاءَ ،
وَ
لِمَ سُمِّيَتْ حَوَّاءَ ؟ [(46)]... فَـــ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " يَا يَهُودِيُّ ، .. وَأَمَّا حَوَّاءُ ، فَإِنَّهَا سُمِّيَتْ حَوَّاءَ ، لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ حَيَوَانٍ مِنْ ضِلْعِ آدَمَ الصُّغْرَى ، وَيُقَالَ لَهُ الْقَصِيرُ " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع تجدها بإذن الله تعالى ذكره في نهاية البحوث:
22 شعبان 14440 هــ ~ 27 أبريل 2019م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 27 / 04 / 2019 03 : 01 PM

بَابُ الْحَيْضِ!!
 
ـــــــــــــــــــــــــــــ
:" قال صاحب رد المحتار على الدر المختار؛ ابن عابدين(*)؛ محمد أمين بن عمر :

" اعْلَمْ أَنَّ بَابَ الْحَيْضِ مِنْ غَوَامِضِ الْأَبْوَابِ خُصُوصًا الْمُتَحَيِّرَةُ وَتَفَارِيعُهَا ، وَلِهَذَا اعْتَنَى بِهِ الْمُحَقِّقُونَ ، وَأَفْرَدَهُ مُحَمَّدٌ فِي كِتَابٍ مُسْتَقِلٍّ ، وَمَعْرِفَةُ مَسَائِلِهِ مِنْ أَعْظَمِ الْمُهِمَّاتِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مَا لَا يُحْصَى مِنْ الْأَحْكَامِ : كَــ
.﴿«١»" الْبُلُوغِ " ،
وَ
.﴿«٢»﴾ " الطَّهَارَةِ "
وَ
.﴿«٣»﴾ " الصَّلَاةِ "،
وَ
.﴿«٤»﴾ " الْقِرَاءَةِ ، "
وَ
.﴿«٥»﴾ " الصَّوْمِ "
وَ
.﴿«٦»﴾ " الِاعْتِكَافِ " ،
وَ
.﴿«٧»﴾ " الْحَجِّ "،
وَ
.﴿«٨»﴾ " الْوَطْءِ " ،
وَ
.﴿«٩»﴾ " الطَّلَاقِ ، وَ
.﴿«١٠»﴾ " الْعِدَّةِ "،
وَ
.﴿«١١»﴾ " الِاسْتِبْرَاءِ "،
وَ
.﴿«****»﴾ " غَيْرِ ذَلِكَ ........ ﴿«!!!!؟»﴾".
وَ
كَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ ؛ لِأَنَّ عِظَمَ مَنْزِلَةِ الْعِلْمِ بِالشَّيْءِ بِحَسَبِ مَنْزِلَةِ ضَرَرِ الْجَهْلِ بِهِ ، وَضَرَرُ الْجَهْلِ بِمَسَائِلِ الْحَيْضِ أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِ الْجَهْلِ بِغَيْرِهَا ، فَــ
يَجِبُ الِاعْتِنَاءُ بِمَعْرِفَتِهَا وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ فِيهَا طَوِيلًا ، فَإِنَّ الْمُحَصِّلَ يَتَشَوَّقُ إلَى ذَلِكَ ، وَلَا الْتِفَاتَ إلَى كَرَاهَةِ أَهْلِ الْبَطَالَةِ .
ثُمَّ الْكَلَامُ فِيهِ فِي عَشَرَةِ مَوَاضِعَ :
فِي:
.﴿«١»﴾ " تَفْسِيرِهِ " لُغَةً "
وَ
.﴿«٢»﴾ " شَرْعًا "،
وَ
.﴿«٣»﴾ " سَبَبِهِ " ،
وَ
.﴿«٤»﴾ " رُكْنِهِ "،
وَ
.﴿«٥»﴾ " شَرْطِهِ ، "
وَ
.﴿«٦»﴾ " قَدْرِهِ " ،
وَ.
﴿«٧»﴾ " أَلْوَانِهِ " ،
وَ
.﴿«٨»﴾ " أَوَانِهِ " ،
وَ
.﴿«٩»﴾ " وَقْتِ ثُبُوتِهِ " ،
وَ
.﴿«١٠»﴾ " الْأَحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ (!!!!؟)...
فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الْكَلَامُ فِيهِ بَحْرٌ "
قلت؛(الرمادي) : وهذا ما جعلني أعيد النظر فيما كتبته من قبل حول الموضوع .
***
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(*) ابن عابدين من علماء المذهب الحنفي .
رحم الله -تعالى ذكره- مشايخنا ومعلمينا اساتذتنا وكل من له فضل علينا !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
السبت : 22 شعبان 1440هـ ـ ~ 27 ابريل 2019م ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 07 / 05 / 2019 11 : 07 PM

الْحَائِضُ تَقْضِي الصَّوْمَ !
 
بَابُ الْحَائِضُ تَقْضِي الصَّوْمَ إِذَا طَهُرَتْ وَ لَا تَقْضِي الصَّلَاةَ .


السلامُ عليكنَّ ورحمة الله تعالى وبركاته ورضاه عنكنَّ ومغفرته لكنَّ!


استسمح الأخت القارئة الكريمة أن لا أسير وفق خطة البحث - كما وضعتها في ذهني ... وسطرتها بين وريقات - في كتابة الموضوع لدخول شهر القرآن ... شهر القيام ... شهر الغفران ...


و أبدءُ هذه المسألة بما قاله النبي النبيل والرسول الخليل والهادي لأوضح طريق وايسر سبيل [] :" أمر كتبه الله على بنات آدم"... أقصد الحيض...


فلا تحزني ...
لأن مَن خلق وأبدع وصوَّر وأنشأ أراد لعباده ما اختاره... فلا تحزني لأمر -الحيض- الذي كتبه الله -تعالى ذكره- عليكِ وأنت في عالم الغيب وبين أحشاء طاهرة في رحم أمك الغالية .. وأنتِ أشبه بها ...


فمسألة :
الحزن
أو
الضجر
أو
الضيق
لا معنى لها ..
إذا فاتكِ بعض أيام من شهر رمضان صياما أو صلاة أو قياماً
إذ أن وقت ما تقضي فيه الصيام هو مكمل لشهر رمضان: لشهرك رمضان ..
لأنه أمر - الحيض - من عند الله تعالى في سماه وتقدست اسماه....


صحيح - نتفق معاً - أنه يصاحب الدماء الخارجة من الرحم الطاهر أعراض تتفاوت من امرأة وآخرى وبين سيدة وأختها ...
والناحية الإحصائية تظهر بوضوح :
أن أكثر من ثلاث ارباع النساء يصبن بأعراض مزعجة خلال فترة نزول الدم مع ما يصاحب ذلك من رائحة ما (!) وحالة مزاجية قلقة وإرتفاع و إنخفاض في نسبة هرمونات(!) تصب في الدم مباشرة تغيرّ وتبدل وتعكر صفو أيام معدودات... ثم تنتهي ... لكنه أمر لله - تعالى -...


كما أنه لا يوجد أدنى مقارنة بينكِ وبين ذكر - شاب - لا تأتيه ما يأتيكِ ...
هذا أولاً
أما ثانياً:
قال الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة :" يا أيها الذين أمنوا "كُتبَ" عليكم الصيام...".
فالأمر الأول -الحيض- كتبه الله -تعالى ذكره- عليكِ كــ امرأة .. وعلى كل بنات آدم بغض النظر عن عقيدتهن أو إيمانهن ...
والحكم الشرعي لآحدى العبادات "الصيام" كتبه -سبحانه- أيضاً على مَن أمن به ربا حاكما أمراً ... وبلغه -سبحانه- بواسطة أمين السماء جبريل عليه السلام فأنزله على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله -عليه الصلاة و السلام- ...
بيد أنه هذا الآمر -سبحانه وتعالى- لحكمته خفف عن خلقه فرخص في مسائل ... واستثنى بعضنا من مسائل...
وهنا ينبغي أن نذكر أن
1 . ] كل العبادات
2 . ] المأكولات
3 . ] المشروبات
4 . ] الملبوسات ....
هذه - كلها - لا تعلل؛ إذ لا علة لها في اتيانها أو الإبتعاد عن شيء متعلق بها ..
فتحريم لحم الخنزير لا علة له.. لآن العلة تدور مع المعلول وجوداً وعدماً .. فإذا انتفت العلة صح وجاز لنا أكل لحم الخنزير... وهذا لن يتحقق فصار حكما أصليا لا علة له
كذا مسألة الخمر ... فلو كان الإسكار علة التحريم لجاز للبعض الشرب منها قبل أن يصل إلى درجة السُكر...
والملبس .. ولو كانت فتنة المرأة سبب تكليفها بلباس شرعي إسلامي معين فعند غياب الفتنة يصح أن تسير كما تريد المرأة وتهوى...
وهكذا...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
02 رمضان 1440 هــ ~ 07 مايو 2019م.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 07 / 05 / 2019 18 : 07 PM

فُنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ ... وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ!
 
عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ(*) «أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -:
مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَ لَا تَقْضِي الصَّلَاةَ ؟ ‟ ؛
فَقَالَتْ لَهَا :
أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ ؟ ‟ ؛
فَقَالَتْ:
لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ .. وَلَكِنِّي أَسْأَلُ ‟ ،
فَقَالَتْ:
كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فُنُؤْمَرُ بِــــ :
قَضَاءِ الصَّوْمِ ...
وَ
لَا
نُؤْمَرُ بِــ
قَضَاءِ الصَّلَاةِ(1) ».
02 رمضان 1440 هــ

شريف حمدان 07 / 11 / 2020 46 : 11 AM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 23 / 07 / 2021 38 : 10 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
« هَذَاشَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ»
[رَوَاهُ الشَّيْخَانِ]
ولم يقف الأمر عند ما رواه الإمام البخاري والإمام مسلم .. فنقرأ عند
( أبي الحسن ؛ علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي،
الشهير بــ
الماوردي ...
(المتوفى: 450هـ))


[ 1 ] المصدر الأول [الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي؛ (فروع الفقه الشافعي) الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب.."الماوردي" ؛ دار الكتب العلمية ؛ سنة النشر: 1419هـ / 1999م ؛ دون ذكر رقم الطبعة ]






قال الماوردي في كتابه الحاوي الكبير :
وَ رَوَى يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: « لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَاهُ اللَّهُ -تَعَالَى- عَنْهَا قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى- :
« يَا آدَمُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ »،
قَالَ : « زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ »،
قَالَ : « إِنِّي عَاقَبْتُهَا :
- " أَلَّا تَحْمِلَ إِلَّا كُرْهًا
- وَلَا تَضَعَ إِلَّا كُرْهًا
- وَدَمَيْتُهَا فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ "..
قَالَ : فَرَأَيْتُ حَوَّاءَ عِنْدَ ذَلِكَ. فَــ
قَالَ : « عَلَيْكِ الرِّثَّةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
قلتُ(الرمادي) هذا القول يحتاج إلى تخريج وتدقيق ومراجعة وبحث .. .. فاستعن بالله -عز وجل- .. فــإليكِ أختي الفاضلة الكريمة العزيزة البيان ....




دكتور محمد فخر الدين الرمادي 23 / 07 / 2021 17 : 11 PM

وقفات مع نص ترجمان القرآن عبدالله بن عباس!
 
لي عدة وقفات مع ما ذكره الإمام الماوردي في موسوعته :" الحاوي"..

1.] هذا النص ينسب إلى ترجمان القرآن :" ابْنِ عَبَّاسٍ ".. فهو ليس بحديث نبوي شريف! ولكنه قول لأبن عباس رضي الله تعالى عنهما..!

2.] أقف عند دلالة الألفاظ والكلمات والتي وردت في هذا النص ...

3.] الاستئناس بما جاء في الذكر الحكيم والفرقان المبين والقرآن الكريم ... وأيضا ما جاء على لسان الصادق المصدوق نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ..


ما معنى قَوله : « عَلَيْكِ الرِّثَّةُ ... ».
فهل هو دعاء عليها أم تقبيح لها !؟
ولما اردف البنات .. وهن بناته وبناتها ولم يفعلن شيئاً يذكر : « وَعَلَى بَنَاتِكِ ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
‏الجمعة‏، 13‏ ذو الحجة‏، 1442هــ ~* ‏23 يوليو، 2021 م











دكتور محمد فخر الدين الرمادي 24 / 07 / 2021 15 : 03 PM

تعليقا على ما قال به الصحابي الجليل عبدالله بن عباس-رضي الله عنهما-
 
« تمهيد ».


كافةُ المسائلِ المتعلقةِ بالمرأةِ - سواء في الشرق أو الغرب؛ أو في النظم القمعية الذكورية أو الليبرالية المنفلتة مِن كل عقال وقيد؛ وخاصةً مسائل المرأة المسلمة؛ وأُلحقُ بها زميلاتها واللآئي لا يُؤمنَّ بالإسلام عقيدةً ومنهاجا أو أنه طراز خاص من العيش وطريقة معينة في الحياة وكيفية خاصة في معالجة كافة المسائل- هذة المرأة تعاني الأمرين منذ أن فُتح لها باب الحياة العامة بكافة أشكالها على مصرعيه؛ وأغلقت بيدها حياتها الخاصة؛ فخلعت كساء الحياء باسم المساواة وتعرت باسم المدنية؛ فكشفت عورتها أمام كل ذئب بشري؛ وأظهرت مــفــاتــنــها لعيون ذكور جوعى لا قيّم عندهم ولا مبادئ.. فتجد في مناطق عدة إشكالية التحرش(!)؛ وإن سنت قوانين في برلمانات الدول الديموقراطية الــ ليبرالية الحرة..

أقول : كافة مسائلها يتحكم فيها ذكر وليس رجل.. من خلال سَن قوانين تفسد لا تصلح -مثال: رئيس تونس المقبور رغب في مساواتها مع الذكر في الميراث؛ فهاجت بعض الأصوات دون أن تفعل شيئا يذكر- مما وصلنا نحن جميعا فيه اليوم -مثال: في جمهورية النمسا قُتلت حتى هذا الإسبوع [24 يوليو] العام 2021 .. 17 سبع عشرة امرأة على أيدي ذكور؛ وهذا يحتاج لدراسة الدوافع- فــ كافة مسائل المرأة تتأرجح بين حرية غير مسؤولة ومساواتها باعطاءها حقوق الرجل وزيادة؛ مع أنها أنثى..- لها كينونتها؛ ودورها المنوط بها في الحياة؛ ولا يصلح غيرها أن تقوم به- لها حقوقها كطفلة وصبية وشابة وامرأة وقبل ذلك وبعده أنثى؛ ونعترف بهذا جميعا .. وبين رجعية إما جاهلية أو كهنوتية تعتمد مصادر فاسدة مخطئة.. وبالتالي غاب عن الساحة وتلاشى من العرض والتقديم النموذج الإسلامي الفذ والمثال القدوة الرائع المعجز للمرأة من خلال منهاج سماوي صحيح وطريقة معينة من العيش وطراز خاص من الحياة جاء به نبي الهدى والرحمة-صلى الله عليه وآله وسلم-أُعتمد فيه نص الكتاب الكريم وسنة المبعوث الخاتم من رب العالمين للبشر أجمعين.. -راجع ما كتبته في بحث سيرة أم المؤمنين : خديجة بنت خويلد-



https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=123175
المشاركة الرابعة ...




وصرنا نسير في طريق تقليد النموذج الغربي الفاسد.. وهم في الغرب يعانون من تبعاته ويتألمون من نتائجه..

أختي الكريمة !

-في الصفحة السابقة نقلت ما قال به الصحابي الجليل عبدالله بن عباس-رضي الله عنهما.. دون بحثه- هنا أكمل تقديم افكار حول النص وليس بحث النص ذاته-
أقول (مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ الرَّمَادِيُّ):

كل المسائل الغيبية يجب أن تؤخذ عن طريق الوحي-لأنه أصح وأدق طريق- المنزل من السماء بواسطة أمين السماء جبريل على قلب أمين الأرض والسماء محمد -عليهما السلام- ؛ تلك المسائل الغيبية :

- كمسألة إيجاد أبي البشر آدم؛ من عدم.. وكيفية خلقه

- مسألة تخليق أم البشر-المرأة الأولى- (حواء[*]) وكيفية خلقها

- سُكناهما في جنةِ .. وتفصيل ما تم فيها؛ ومن ثَمَّ خروجهما منها؛ وهبوطهما إلى الأرض، ومَن هبط معهما(!)

- مسألة الجنة والنعيم فيها

- مسألة النار والجحيم وما أعد للكافرين والمشركين فيها

- أحداث سبقت البعثة المحمدية-على صاحبها الصلاة والسلام- كأحداث الأنبياء والمرسلين ؛ ودعوتهم لــ أقوامهم من لدن آدم حتى المولد العجيب المعجز لابن مريم المسيح عيسى-على جميعهم الصلاة والسلام- تبياناً لقدرة الخالق -سبحانه- على الخلق والإيجاد من عدم وعلى الإبداع والإختراع دون مثال سابق.. وكذا أخبار الأمم السابقة والشعوب السالفة؛ والكتب المنزلة وحياً من رب البشر لتيسير حياتهم ..

وهذا مما يتعلق بمسائل التوحيد والإيمان والاعتقاد ..

أما ما يتعلق بمسائل الإخبار ولا يتعلق بها حكم شرعي كــ أفعل أو لا تفعل أو الندب والكراهية ولا يبنى عليها وجهة نظر في الحياة ولا تبني عليها نظرة بعينها إلى الآخر .. فهي مجرد إخبار.. قد تفيد الظن أو تصلح للاستشهاد بها في موضع قصة أو حكاية أو عظة وتذكير.. ما لم يسعف المفسر أو الفقيه والمجتهد نص صحيح.. وقد أسهب بعض مَن يعلو المنابر في هذه الجزئية لأنها تروق للسامع -خاصة في زمن الضعف الشديد الذي طرأ على أذهان المسلمين في فهم الإسلام وعقيدته وأحكامه- فتؤثر في مشاعره وأحاسيسه وتجذب انتباه المتلقي من باب التخويف أو الزجر؛ أو الترهيب والترغيب؛ دون تبيان درجة صحة القصة أو الرواية فترسل مِن عقالها وتتلقاها العامة بالتسليم والدهماء بالقبول على أساس أن القائل شيخ زاوية كهنوتية أو ملازم طريقة صوفية وما أكثر ما نسمع وحتى لحظة كتابة هذه المداخلة..

ونحمد الله تعالى العلي القدير أنه سبحانه قد كلف علماء أجلاء لتوضيح هذه المقولات وتلك الروايات -ولا أدعي في نفسي العصمة-..-وهذه الجزئية تحتاج لتوضيح وتبيان-

وعليه فهناك روايات وقصص عدة ليس لها أصل صحيح يعتمد عليه في الاستشهاد بها في موضعها.. وقد تلقينا الكثير من الروايات والحكايات في مسائل التفسير -مثلا- ونعيم الجنة وعذاب النار وقصص الأنبياء والمرسلين من خلال بعض أهل السلف-رحمهم الله تعالى أجمعين- نُقلتْ من/عن أهل الكتاب وهذا ما يسمى في علم المصطلح بــ « الإسرائيليات ». وبعض مِن كتب في التفسير وتجدها في كثير من دواوين المواعظ والرقائق والزهد والآداب والموت وعذاب القبر وأحوال الآخرة ولرقة القلب وإدماع العين ملئت بقصص وحكايات لا اصل لها..

أقول(الرَّمَادِيُّ ) هذه الجزئية تحتاج لمزيد مراجعة وبحث وتدقيق وتحقيق وتخريج .. ولا أملك الأن -لحظة تسطير هذه المداخلة- من الوقت وايضا المراجع ما أوضحها؛ وأرجو من السميع العليم القدير البصير أن يهيأ لي الفهم الصحيح والاستيعاب الدقيق لبحث هذه المسألة.

اختي الكريمة العزيزة!

هذا ما اردت أن اقوله لكِ تنبيهاً وتعليقا موجزا عن ما قاله ترجمان القرآن !.. عبدالله بن عباس-رضي الله عنه..

وتتبقى في الحلق كلمة:

أن الكثير من ذكور البشر في كافة اصقاع الأرض ما زالت تسيطر عليهم النظرة الذكورية العلوية تجاه الأنثىٰ.. وهو ميراث جاهلي جاء من خلال تلك النظرة الدونية لها.. وكنتُ قد رغبت أن أتحدث عن ــــ .
« الإعجاز الإجتماعي
في
الإسلام الحنيف
من
خلال النص القرآني الكريم
و
الهدي المحمدي المصطفوي العظيم »..
ولم أتمكن لضيق الوقت ومشاغلي اليومية؛ أضيفُ أنني لست متفرغاً كي أنجز ما أريده وأرغب فيه ..ـويتبقى لي قوة العزيمة والله -عز وجل- على كل شئ قدير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
[*] لم يرد اسمها في الكتاب الكريم ولا في الذكر الحكيم؛ وجاء اسمها في أحاديث نبوية لا ترتقي لدرجة الصحة ؛ وذكرها الطبري ؛ أبو جعفر في تفسيره العظيم نقلا عن أهل الكتاب.( احتاج لبحث هذه المسألة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)

‏السبت‏، 14‏ ذو الحجة‏، 1442هــ ~* ‏24‏ تموز‏، 2021 م




(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 24 / 07 / 2021 46 : 11 PM

تخريج نص ما قاله الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما
 
التخريج

مَن يبحث عن ما قاله الصحابي الجليل؛ ترجمان القرآن عبدالله بن العباس-رضي الله تعالى عنهما- ونقلتُه مِن الحاوي في فقه الشافعي؛ للماوردي؛ وهذا المصدر الأول.. تجده أيضاً في :

« المصدر الثاني :

[ تفسير السورة التي يذكر فيها البقرة؛ آية رقم : ( 36 ) عند قوله :" فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ " ؛ السيوطي ؛ الدر المنثور . ]..
أما بقية المصادر فهي :

1. ] أَخْرَجَ أحمد بْنُ مَنِيعٍ في "مسنده" كما في

2. ] المطالب العالية " (215) ، وَ
3. ] ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ " الرقة والْبُكَاءِ " (307) ، وَ
4. ] ابْنُ الْمُنْذِرِ في " الأوسط " (779) ، وَ
5. ] أَبُو الشَّيْخِ فِي " الْعَظَمَةِ " (5 /1583) ، وَ
6. ] الْحَاكِمُ في " المستدرك " (3437) وَصَحَّحَهُ، وَ
7. ] الْبَيْهَقِيُّ فِي " الشُّعَبِ الإيمان" (5407)وَ
8. ] ابْنُ عَسَاكِرَ :
جميعا من طريق عباد بن العوام ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ « قَالَ اللَّهُ لِآدَمَ : يَا آدَمُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا؟، قَالَ : يَا رَبِّ زَيَّنَتْ لِي حَوَّاءُ . قَالَ : فَإِنِّي عَاقَبْتُهَا بِأَنْ لَا تَحْمِلَ إِلَّا كُرْهًا، وَلَا تَضَعَ إِلَّا كُرْهًا وَدَمَيْتُهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّتَيْنِ . قَالَ : فَرَنَّتْ حَوَّاءُ عِنْدَ ذَلِكَ .. فَقِيلَ لَهَا : عَلَيْكِ الرَّنَّةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ »...



هذا من حيث التخريج ... أما من حيث متن الحديث فإليكِ ما يلي :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 07 / 2021 39 : 12 PM

الرَّنَّةُ!
 
لنذهب معاً إلىٰ المعنىٰ اللُغوي[ * ] .

فــ: " الرنين: اسم لــ

- صوت الحزين ؛
- صوت الحمار في نَهيقه ؛
- صوت الحمامة في سَجْعها ؛
- صوت المعدن ؛
- صوت الوتر



* . ] الصياح عند البكاء .
* . ] صوت المرأة في النواح والصياح ؛
وهنا المعنى الذي أراده المتكلم..

و
الرَّنَّةُ: : الصَّيْحَةُ ذاتُ الصَّوْتِ الْمُرْتَفِعِ

الرَّنَّةُ: الصوتُ الحزين عند الغناءِ أو البكاء

في صَوْتِها رَنَّةٌ : - صَوْتٌ فيهِ حُزْنٌ عِنْدَ الغِنَاءِ أَوِ البُكاءِ.

الرنين : - صوت المرأة في النواح والصياح..

وهذا ما فُهم من الحديث الذي جرى بين آدم وحواء(!) عليهما السلام عند موت أبنهما..

فقد جاء في [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء » من الطبقة الأولى من التابعين » مما رواه : " محمد بن المنكدر "» فصل : أخباره في التذكير .. هذا هو المصدر ]

حَدَّثَنَا أبو محمد بن حيان ، ثَنَا محمد بن عباس ، ثَنَا محمود بن خداش ، ثَنَا عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لَمَّا مَاتَ ابْنُهُ ، قَالَ : يَا حواء مَاتَ ابْنُكِ ، قَالَتْ : وَمَا الْمَوْتُ ؟ قَالَ : لَا يَأْكُلُ ، وَلَا يَشْرَبُ ، وَلَا يَقُومُ ، وَلَا يَمْشِي ، وَلَا يَتَكَلَّمُ أَبَدًا ، قَالَ : فَــ صَاحَتْ حواء ، فَقَالَ آدَمُ :عَلَيْكِ الرَّنَّةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ ، وَأَنَا وَبَنِيَّ مِنْهَا بَرَآءٌ .

أقول (مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ):
والشاهد من الحديث تصرفها عند سماع الخبر وتوضيح آدم لها معنى الموت :

فتصرف حواء ...أنها :« صَاحَتْ »..
فقال لها آدم ردا على صياحها : « عَلَيْكِ الرَّنَّةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ ، وَأَنَا وَبَنِيَّ مِنْهَا بَرَآءٌ ».

‏وهذه الرواية إخبار من ابْنَ الْمُنْكَدِرِ

والشاهد قولهبَلَغَنِي

واللفظة مبنية للمجهول ..(!)..

- فمن أين بلغه.. و
- مَن الذي بلغه!!

ولنا نحن أهل الإسلام أحكام الجنائز من سنّة المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ *
] لا يترتب على مثل هذه الروايات أحكام شرعية في حق المسلمين؛ ولكن قد تصلح للعظة والتذكير والتنبيه يتناولها القصاص في مجالسهم!.. فالأصل عندنا (أهل الإسلام) قال الله تعالى .. وقال رسوله ونبيه محمد بن عبدالله (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 07 / 2021 09 : 02 PM

لفظة : „الرَّثَّةُ‟ .. بالثاء ..
 
غالب الروايات ذكرت لفظة الرَّنَّةُ: هنا بالنون... -ما عدا ما ذكره الماوردي في الحاوي في الفقه الشافعي-وعنده ذكر لفظة : الرَّثَّةُ .. بالثاء ..
وهذ الكلمة غير تلك من حيث المعنى .. وأخرتها في عرضها لما تشوبها من معان سيئة قبيحة متأثرة بوجهة النظر عند يهود(*)(!) تجاه المرأة ومن ثم تأثرت بها مسيحية بولس من تارسوس (الرسول).. المؤسس الفعلي الأصلي للمسيحية الحالية ..

وإليكِ المعنى المقصود

:" الرَّثُّ : رَدِيءُ المتاع ،

و
الرَّثُّ سَقَطُ البيتِ.".
:"الرَّثُّ بالفتح البالي ؛ وجمعه رِثَاثٌ بالكسر .. وقد رَثَّ يرث بالكسر رَثَاثَةً بالفتح و أرَثَّ الثوب أخلق".
:" - رَثَاثَةُ ثَوْبٍ :- اِهْتِرَاؤُهُ، أيْ صَيْرُهُ بَالِياً مُمَزَّقاً.".
:" الرَّثْيَةُ : الضَّعْف والفُتُور. ويقال: في أَمره رَثْيَة.



ونقترب رويداً رويداً من المعنى المقصود لما ذكره الماوردي:

و الرَّثْيَةُ الحُمْقُ.

الرِّثَّةُ: المرأَةُ الحَمقاءُ.

الرِّثَّةُ : سَفِلة الناس وضعفاؤهم

رِثَّةُ: الحَمْقاءُ، وضُعَفاءُ الناسِ.

فاللفظة تخبر عن :" الضَّعْفُ، والحُمْقُ،".

:" و الرِّثَّة: خُشارة الناس وضُعَفاؤُهم، شُبِّهُوا بالمتاع الرديء. ".

:" ومنه قولُ خَنْساءَ حين خَطَبَها دريدُ ابن الصِّمَّة، على كِبَرِ سِنِّه:

أَتَرَوْنَني تاركةً بني عَمِّي، كأَنهم عَوالي *
الرِّماحِ، و مُرْتَثَّةً شيخَ بني جُشَمٍ؟

أَرادت: أَنه مذ أَسَنَّ وقَرُبَ من الموت وضَعُف، فهو بمنزلة مَن حُمِلَ من المَعْركة، وقد أَثْبَتَتْه الجراحُ لضَعْفِه.

:" وفي حديث أُم سلمة: فرآني مُرْتَثَّةً أَي ساقطةً ضعيفة؛ و

أَصلُ اللفظة من الرَّثِّ: الثوب الخَلَق.".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(*) من المفيد أن نتحدث عن المرأة في الديانات القديمة الوضعية.. وعند الشعوب والأمم والأقوام.. وأيضاً وضعها وحالها في الديانات السماوية المنزلة على أنبياء الله -تعالى- ورسله.. ولن أقول الديانات " الإبراهيمية "..
أدرسُ تلك الديانات لمعرفة وضع وحال المرأة في الديانة اليهودية.. ولن تجد بالكامل ما قاله نبي الله ورسوله موسى بن عمران وأخوه هارون بن عمران -وحي الله تعالى المنزل في التوراة- إذ حدث تعديل وتبديل وتغيير وتحريف.. وهذا ليس هجوم أو تقليل من شأنهم.. بل هو وصف واقع وما آلت إليه الأمور.. فعلينا أن نتكلم بما تحت أيدينا اليوم من مصادر وكتب سماوية ونقرأها.. إذ أن النسخة الأصلية مفقودة .. كما يجب معرفة وضعها وحالها في الديانة المسيحية(النصرانية).. وأخيرا في شريعة الإسلام ومنهاج القرآن وسنّة رسول الله ونبيه خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين : محمد بن عبدالله-صلى الله تعالى على جميع أنبيائه ورسوله وسلم تسليما كثيراً-..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 07 / 2021 31 : 02 PM

تحقيق ما قاله عبدالله بن عباس في هذه المسألة!
 
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: « لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا ؛ قَالَ اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَهُ:مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ عَصَيْتَنِي؟ ، قَالَ: رَبِّ زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ ، قَالَ:فَإِنِّي أَعْقَبْتُهَا أَنْ لَا تَحْمِلَ إِلَّا كُرْهًا ، وَلَا تَضَعَ إِلَّا كُرْهًا . وَدَمَّيْتُهَا فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ ، فَلَمَّا سَمِعَتْ حَوَّاءُ ذَلِكَ رَنَّتْ . فَقَالَ لَهَا:عَلَيْكِ الرَّنَةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ »...

ومع أن إسناده صحيح إلى ابن عباس -رضي الله عنهما- . قال ابن حجر في "المطالب العالية" (215) :" هذا موقوف صحيح الإسناد ". انتهى

- إلا أن في النفس منه شيئا [نقلا عن المنجد؛ في جواب سؤال..]، فإن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- كان ممن أخذ عن كعب الأحبار، وهو ينقل عن بني إسرائيل، فيُخشى أن يكون ذلك مما أخذه عن كعب الأحبار.

- والحافظ ابن كثير قد نقل عدة آثار عن ابن عباس -رضي الله عنهما- ، إلا أنه توقف في الاحتجاج بها لأجل هذه العلة .

-
قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1 /21) :" وَهُوَ مَحْمُولٌ إِنْ صَحَّ نَقْلُهُ عَنْهُ على أنه أخذه ابن عباس -رضى الله عنه- عَنِ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ " انتهى .

- وقال ابن كثير أيضا في "تفسير القرآن العظيم" (5 /293) :" أخرجه أبوجعفر بن جرير، وابن أبي حاتم في تفسيريهما، كلهم من حديث يزيد بن هارون به. وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس -رضي الله عنه- مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره " انتهى.

-
وقال في "تفسيره" أيضا (7 /69) :" إسناده إلى ابن عباس قوي، ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس - إن صح عنه - من أهل الكتاب " انتهى.

- وقد نص ابن الصلاح في مقدمته "علوم الحديث" (ص182) ، أن العبادلة ممن رووا عن كعب الأحبار .

-
وقال شيخ الإسلام في "الرد على البكري" (2 /581) :" فلما رخص في الحديث عن بني إسرائيل استجاز ذلك عبدالله بن عمرو وعبدالله بن عباس ". انتهى.
ــــــــــــــ
ويتبقى لي كلمة :
أن اصل الخلقة للمرأة أو الرجل لم تتغير منذ الخلق الأول - حواء(!) .. آدم- والإبداع الأول وأن التركيبة الأصلية لم يطرأ عليها تغيير يذكر.. ومَن يخالف ذلك فعليه بالدليل!

شريف حمدان 25 / 07 / 2021 42 : 02 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/yrk63795.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 18 / 09 / 2021 41 : 08 PM

« ...وَلَوْلا حَوَّاءُ ... »
 
« ...وَلَوْلا حَوَّاءُ ... »
لا يظن ظان من بعض جزئيات هذا البحث أنني أريد التقليل من قيمة المرأة - حاشا لله - أو وصفها بنعت لا يليق بها أو صفة ذميمة - معاذ الله - فلا يصح أن يتبادر إلى الذهن مثل هذه الخواطر، فقد خاطبنا الحق تبارك وتعالى فقال :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا منَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَايَغْتَب ْ بَعْضُكُمْ بَعْضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إنّ َاللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ[(47)]،
فالمرأةُ إنسانٌ مثل الرجل تماماً مع فارق وجود وظائف حياتية وعضوية لكل منهما ووجود من الناحية التشريحية بعض الأعضاء والأجهزة تختلف ما بين الذكر والأنثى، ومظاهر ملموسة لمظاهر الحياة عندهما، ولا دخل للإنسان في هذه الخِلقة، المسألة عندي هي البحث في نصوص نفندها وعرض أقوال العلماء وإستبيان حالات تخص المرأة كما وردت بها الأدلة؛ سواء النقلية أو العقلية ، أما بخصوص الأدلة النقلية فسنستعين بنصوص الكتب المقدس خاصة العهد العتيق[(48)] [2] وسأوردُ نصوصاً من العهد الجديد؛ إذا احتاجت الفكرة التي نبحثها لشرح نجده في الكتاب؛ سواء العهد العتيق أو الجديد أو الحديث[(49)][3]
ــــــــــــــــ
المراجع والهوامش
[(47)] [1. * ] آية 12 من سورة الحجرات ورقمها 49 وفق مصحف المدينة المنورة .
[(48)] [2. * ] جاء في مصنف عبدالله بن محمد بن أبي شيبة؛ طبعة دار الفكر، 1414هــ ~ 1994م، الجزء السادس، كتاب الأدب تحت عنوان .الرخصة في حديث بني إسرائيل :[ رقم 3658 (182) فِي الرُّخْصَةِ فِي حَدِيثِ بَنِي إسْرَائِيلَ ، أربعة أحاديث الأول عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، والثاني عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، والثالث عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ "، والرابع عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمْ أَعَاجِيبُ ".
قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ في شرح معنى الحديث : الْحَرَجُ فِي الْأَصْلِ الضِّيقُ ، وَيَقَعُ عَلَى الْإِثْمِ وَالْحَرَامِ، فَمَعْنَاهُ أَيْ لَا بَأْسَ وَلَا إِثْمَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ مَا سَمِعْتُمْ ، وَإِنِ اسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ فِي هَذِهِ الْأَمَّةِ مِثْلُ مَا رُوِيَ أَنَّ ثِيَابَهُمْ كَانَتْ تَطُولُ ، وَأَنَّ النَّارَ كَانَتْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُ الْقُرْبَانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ ، لَا أَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْهُمْ بِالْكَذِبِ . وَيَشْهَدُ لِهَذَا التَّأْوِيلِ مَا جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ فَإِنَّ فِيهِمُ "الْعَجَائِبَ" ؛ وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْهُمْ إِذَا أَدَّيْتَهُ عَلَى مَا سَمِعْتَهُ ، حَقًّا كَانَ أَوْ بَاطِلًا ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ إِثْمٌ لِطُولِ الْعَهْدِ وَوُقُوعِ الْفَتْرَةِ، بِخِلَافِ الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ الْعِلْمِ بِصِحَّةِ رِوَايَتِهِ وَعَدَالَةِ رُوَاتِهِ ؛ وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْهُمْ لَيْسَ عَلَى الْوُجُوبِ لِأَنَّ قَوْلَهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ : ( بَلِّغُوا عَنِّي ) عَلَى الْوُجُوبِ ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِقَوْلِهِ : ( وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ إِنْ لَمْ تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ ).[نقلا عن لسان العرب ابن منظور ، حرف الحاء، دار صائد 2003م]
[(48)] [3 . * ] قصدتُ من العهد العتيق :التوراة، والجديد : الأناجيل، والحديث القرآن.

***

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 18 / 09 / 2021 08 : 09 PM

سبب بيان حكم الحيض!
 
﴿ سبب بيان حكم الحيض
السَّبَبُ فِي بَيَانِ حُكْمِ الْحَيْضِ وَمَا يَلْزَمُ اجْتِنَابُهُ مِنَ الْحَائِضِ :
مَا رُوِيَ أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَعَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ وَثَابِتَ بْنَ الدَّحْدَاحِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ حُكْمِ الْحَيْضِ وَ الْحَائِضِ .
وَاخْتُلِفَ فِي سَبَبِ سُؤَالِهِمْ :
فَقَالَ قَتَادَةُ : كَانَ سَبَبُ سُؤَالِهِمْ أَنَّ الْعَرَبَ ، وَمَنْ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ يَجْتَنِبُونَ مُسَاكَنَةَ الْحَائِضِ وَمُوَاكَلَتَهَا وَمُشَارَبَتَهَا فَسَأَلُوا عَنْهُ لِيَعْلَمُوا حُكْمَ الشَّرْعِ فِيهِ .
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : بَلْ كَانُوا يَعْتَزِلُونَ وَطْأَهُنَّ فِي الْفَرْجِ وَيَأْتُوهُنَّ فِي أَدْبَارِهِنَّ مُدَّةَ حَيْضِهِنَّ فَسَأَلُوا لِيَعْلَمُوا حُكْمَهُ فِيهِ [1]، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : « وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ » . [2] .


*****

وَقَوْلُهُ : « فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ » [2] فِيهِ تَأْوِيلَانِ :
أَحَدُهُمَا :

اعْتِزَالُ جَمِيعِ بَدَنِهَا أَنْ يُبَاشِرَهُ بِشَيْءٍ مِنْ بَدَنِهِ .. وَهَذَا قَوْلُ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ اسْتِعْمَالًا لِعُمُومِ اللَّفْظِ .
وَ

التَّأْوِيلُ الثَّانِي :
أَنَّ الْمُرَادَ اعْتِزَالُ وَطْئِهَا دُونَ غَيْرِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ لِرِوَايَةِ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ الْيَهُودَ كَانَتْ إِذَا حَاضَتْ مِنْهُنَّ الْمَرْأَةُ أَخْرَجُوهَا مِنَ الْبَيْتِ وَلَمْ يُوَاكِلُوهَا ، وَلَمْ يُشَارِبُوهَا وَلَمْ يُجَامِعُوهَا فِي الْبَيْتِ ، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّوَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى » [2 ] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ وَاصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّكَاحَ » ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ:" مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِنَا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ " .
وَرَوَتْ صَفِيَّةُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ « رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي فَيَقْرَأُ وَأَنَا حَائِضٌ » .

وَ
رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « إِنِّي لَأَدْنُو إِلَى الْحَائِضِ ، وَمَا لِي إِلَيْهَا ضَرُورَةٌ » أَيْ : مَيْلٌ إِلَيْهَا لِحَاجَةٍ .

****************

وهذه رواية ثانية:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛ أَنَّ الْيَهُودَ كَانَتْ إِذَا حَاضَتْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ أَخْرَجُوهَا مِنَ الْبَيْتِ ، وَلَمْ يُوَاكِلُوهَا ، وَلَمْ يُشَارِبُوهَا ، وَلَمْ يُجَامِعُوهَا فِي الْبَيْتِ ، فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ « وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ » إِلَى آخِرِ الْآيَةِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«جَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ ، وَاصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ النِّكَاحِ »، فَقَالَتِ الْيَهُودُ :" مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِنَا إِلَّا خَالَفَنَا فِيهِ " ، فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَا لَهُ :" يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ تَقُولُ كَذَا ، وَكَذَا أَفَلَا نَنْكِحُهُنَّ فِي الْمَحِيضِ " ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا ، فَخَرَجَا فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنْ لَبَنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِمَا فَسَقَاهُمَا ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمَا . [3]

ـــــــــــــ
[1.*] هذا ما جاء عند أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري؛ في كتابه الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي .
[2 . *] آية 222 من سورة الْبَقَرَةِ وفق مصحف المدينة المنورة .
[3. * ] الحديث أَخْرَجَه مُسْلِمٌ وَأَهْلُ السُّنَنِ وَغَيْرُهُمْ ، وأيضاً : حاشية التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد؛ لــ أبي عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر ؛ وانظر أيضاً فتح القدير؛ الجامع بين فني الرواية والدراية ؛ لمؤلفه : محمد بن علي بن محمد الشوكاني]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 18 / 09 / 2021 41 : 09 PM

لا تلام المرأة على شئ كُتب عليهاولا يقلل هذا الشئ من قدرتها
 
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
.... لا تلام المرأةُ على شئٍ كُتبَ عليها ولا يقللُ هذا الشئ مِن قَدْرِها....


هناك وقائع حدثت؛ وبعد وقوعها ترتب عليها أشياء،
كما وأن هناك أحداث وقعت وبعد حدوثها ترتب عليها أحكام، فــ
قد ترتب على علم آدم-عليه السلام- باسماء المسميات؛ وجهل كافة الملآئكة بها أن سجدت الملآئكة - إلا إبليس - له تكريماً وتعظيماً، وقد أصابنا نحن أبناء آدم نصيبنا من هذا التكريم .. إن أحسنا العلم والعمل...
ثم
ترتب على الأكل من الشجرة التي نهى الله -تعالى ذكره- لكل منهما - حواء[*] وآدم - أن طردا مِن الجنة،
و ترتب على الطرد والعيش على الأرض أن يشقى آدم وحده دون حواء[*]،
ثم
ترتب على ما فعلته حواء[*] في الجنة مع الشجرة أنها دُميتْ[وفق رواية أهل الكتاب]،
و
ترتب على الندم على المعصية والتوبة منه أن تاب الله -سبحانه- على آدم -عليه السلام-؛
فــ
جاء عند فتح الباري شرح صحيح البخاري للإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ؛ كتاب القدر؛ باب تحاج آدم وموسى عند الله :" رقم الحديث(6240)؛ عَنْ طَاوُسٍ؛ أنه قال سَمِعْتُ أَبَاهُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى:" يَا آدَمُ ! .. أَنْتَ أَبُونَا.. خَيَّبْتَنَا .. وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ "..
قَالَ لَهُ آدَمُ :" يَا مُوسَى .. ! اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ .. أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً ..... فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلَاثًا.
وجاء عند العسقلاني :"وفِي رِوَايَةِ:" فَكَيفَ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ .. أَوْ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ " ... وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُدَّةَ" ،
وقال العسقلاني في حاشيته :" وعَنِ الْأَعْرَجِ " يَا آدَمُ !... خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ.. ثُمَّ نَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ثُم َّ قَالَ لَكَ كُنْ فَكُنْتَ ثُمَّ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ.. ثُمَّ قَالَ لَكَ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَنَهَاكَ عَنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ فَعَصَيْتَ " ..
وَ زَادَ الْفِرْيَابِيُّ " وَأَكَلْتَ مِنْهَا "،
وجاء عنده أيضاً ""وفِي رِوَايَةِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ" أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ " فقال الطِّيبِيُّ " قَوْلِهِ حَجَّ آدَمُ وَمُوسَى غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ "،
وذكر العسقلاني :" وَثَبَتَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ بِلَفْظِ " فَاحْتَجَّا إِلَى اللَّهِ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى .. قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" . نستخلص من الحديث أن الحجة كان مع آدم .
فالقدر قد سبق..

وما قُدّر وقع ..
وما كُتب نفذ ..
والمثال السابق أوضح بجلاء ما ذهبتُ إليه، ولتوضيح ما رميتُ إليه أذكر مثالاً ثانياً ذكر فيه لفظ " كُتبَ "
فقد جاء النص في السنة المطهرة :" هَذَا شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ(*) "
وجاء في رواية آخرى :« فَإِنَّ ذَلِكِ شَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ(*) » .
فمن هنا ، فلا تُلام المرأة على شئٍ قد كُتبَ عليها من الخالق وهو السميع البصير العليم ، وهذا « الشئ» وإن ذكر التنزيل أنه " أذى " إلا أنه لا يقلل من قيمة المرأة أو قدرتها على الإبداع كما ولا يجعلها أقل درجة من الرجل أو أدنى مرتبة منه . فالأمر ليس بيدها وليس عليها حرج مما كتبه الله عليها .
*****
[*] وفق ما تيسر عندي من مراجع .. لا أعلم مصدرا إسلامياً معتبراً تكلم وسماها -زوج آدم [ زَوْجُكَ ؛ كما جاءت في السورة التي تذكر فيها البقرة .. والأعراف.. وطه - حواء ... إلا نقلا من أهل الكتاب.... والمسألة ما زالت موضع بحث عندي ... وسأعود بإذنه تعالى لهذه الجزئية مرة ثانية!
(*) ننتبه إلى أن الحديث جاء بصيغة بنات آدم ... ولم يقل الحديث بنات حواء(!) ... !!!

شريف حمدان 18 / 09 / 2021 29 : 11 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/vaf52967.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 21 / 09 / 2021 16 : 10 PM

اسود الحجر لملامسة النساء الحيض له
 
فائدة :
ينبهنا صحاب المنار الشيخ الجليل محمد رشيد رضا -رحمه الله- في تفسيره عند تأويل قوله -تعالى- ذكره :« وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل »، إذ يقول بأن القصاصين ومن تبعهم من المفسرين جاءوا بأمر خطير فيقول سماحته الــ :" ظاهر في أنهما ـ أي إبراهيم وابنه إسماعيل ـ هما اللذان بنيا هذا البيت لعبادة الله ـ تعالى - في تلك البلاد الوثنية ، ولكن القصاصين ومن تبعهم من المفسرين جاءونا من ذلك بغير ما قصه الله - تعالى - علينا ، وتفننوا في رواياتهم عن قِدم البيت ، وعن حج آدم ومن بعده من الأنبياء إليه ، وعن ارتفاعه إلى السماء في وقت الطوفان ، ثم نزوله مرة أخرى ، وهذه الروايات يناقض أو يعارض بعضها بعضا ، فهي فاسدة في تناقضها وتعارضها ، وفاسدة في عدم صحة أسانيدها ، وفاسدة في مخالفتها لظاهر القرآن ، ولم يستح بعض الناس من إدخالها في تفسير القرآن وإلصاقها به وهو برئ منها " .
ثم يكمل فيقول :" ومن ذلك زعمهم أن الكعبة نزلت من السماء في زمن آدم ، ووصفهم حج آدم إليها وتعارفه بحواء في عرفة ، بعد أن كانت قد ضلت عنه بعد هبوطهما من الجنة ، وحاولوا تأكيد ذلك بتزوير قبر لها في جدة . وزعمهم أنها ـ الكعبة ـ هبطت مرة أخرى إلى الأرض بعد ارتفاعها بسبب الطوفان وحليت بالحجر الأسود ، وأن هذا الحجر كان ياقوتة بيضاء - وقيل : زمردة - من يواقيت الجنة أو زمردها ، وأنها كانت مودعة في باطن جبل أبي قبيس فتمخض الجبل فولدها " .
ولعلما يهمنا هنا هو ما قاله سماحته غفر الله له ـ :



وأن الحجر إنما اسود لملامسة النساء الحيض له ،


وقيل: لاستلام المذنبين إياه ، وكل هذه الروايات خرافات إسرائيلية بثها زنادقة اليهود في المسلمين ليشوهوا عليهم دينهم وينفروا أهل الكتاب منه . انتهى .
قلت(الرمادي)، إذاً يفهم من كلام الشيخ أن ليس كل ما قاله أهل الكتاب يصدق ويؤخذ به أو يستأنس به، خاصة ما يتعلق بالنساء؛ ولعلي افرد فصلا مستقلاً في النهاية كبحث مقارنة عن المرأة في الديانات الثلاثة والديانات الوضعية، وعليه يكون الإستدلال بقولهم يشوبه الكثير من الحذر، فالثقافة الحالية عند الكثير من الرجال توارثوها عن الأجداد دون إعمال عقل أو إعادة نظر، والعنف ضد المرأة أو إساءة معاملتها أو إهانتها أو ضربها أو التقليل من شأنها ثقافة متجذرة في تراث الشعوب؛ ومحاولات تحرير المرأة إتجهت غير الوجهة الصحيحة التي كان ينبغي أن تتجه إليها....
" .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 22 / 09 / 2021 24 : 09 PM

مسألة :«„ الحيض ”» عند التي بلغت مبلغ النساء!
 
مسألة : «الحيض » عند التي بلغت مبلغ النساء؛ وتركت خلفها زمن الطفولة؛ وإن كانت صغيرة السن.. وما يترتب على هذه المسألة في الحياة اليومية للمرأة ؛ إثناء الحيض من أحكام عملية وأمور وأحوال وتصرفات وأعمال.. وهذه آحدى مسائل الشريعة الإسلامية.. والتي خوطبت المرأة بها ويشاركها الرجل في معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه المسألة .. خشية الوقوع في المحذور!!
إذاً فهي مسألة شرعية، وليس فقط مسألة نظافة، وتطهير محل خروج الدم بشطفه بالماء أو وضع فوطة صحية.. أي أن الشارع -سبحانه وتعالى- أعطىٰ حكماً -بنفسه العلية(!)- وأنزل بفضله وكرمه وإحاطته بخلقه أمراً شرعيا فيها -النص القرآني-، وبيّن نبي الإسلام؛ نبي الهدى والرحمة بسنته الطاهرة العطرة هذا الحكم.
إذاً مسألة الحيض عند المرأة نزل فيها قرآن كريم .. ذكر حكيم .. وفرقان مبين .. كما بُلغنا عن طريق سنة رسول الإسلام ونبي الهدى والرحمة -عليه السلام- أحاديث نبوية عملية في المسألة ذاتها..
أي تدخل الشرع بمنهجه وتشريعه في تبيان حكم المسألة ... ولم يجعلها مسألة نظافة أو ما يعتاد عليه الناس في كيفية المعاملة في مثل هذه المسألة ..
وتوجد قاعدة ذهبية شرعية تقول: «„ الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي ”»،بمعنىٰ: قبل القيام بالفعل -أياً كان- يجب معرفة حكم الله -عز وجل- في المسألة المبحوثة؛ ومعرفة الكيفية العملية الشرعية التي وردت في السنة الطاهرة للإتيان بهذا الفعل،

فكما قال المصطفى الهادي -صلى الله عليه وآله وسلم- : «„ صلوا كما رأيتموني أصلي ”» فالصلاةُ تتم بالكيفية العملية التي قام بها المصطفى وليس لأحد الحق في تبيان كيفية الصلاة إلا هو -عليه السلام-، وهذا معلوم ،
كما وهو القائل : «„ خذوا عني مناسككم ”» : في مسألة الحج ، أي نفعل في مناسك الحج كما فعل هو وليس كما يريد أو يرغب البعض منا، ومن هنا وجب معرفة الفقه وضرورة الإلمام بالمسألة، فيجب أن تعلم الفتاة والتي بلغت مبلغ النساء الأحكام الفقهية المتعلقة بــ الحيض والنجاسة والطهارة قُبيل نزول الدم عليها .. بمعنى ينتبه ولي الأمر بعلامات البلوغ عندها!ـ
وتساعدها عند غلبة الظن ببلوغها مبلغ النساء :
- الأم أو
- الخالة أو
- المربية من العائلة -وليس خادمات البيوت من الهند أو غيرها(مثلا)- ـ فعليهن تعليمها أنه قرب أن تأتيها دورتها الشهرية .
بيد أنه يجب أن تعلم هذه السيدة الأحكام الشرعية العملية من خلال المصدر الأول القرآن والمصدر الثاني : السنة المحمدية والمسألة فقهياً وفق المذهب(!) والذي يسير ولي الأمر أو تسيّر العائلة أمورها وفق اجتهاده ...أي معرفة الحكام الشرعية وليس ما تتداوله النساء فيما بينهن (خبرة النسوان) !!!..

هذه واحدة ..
أما الثانية فهي -الطفلة- الصبية-الفتاة- صارت امرأة؛ وصار لها عورة يجب معرفة حكمها في الإسلام!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 22 / 09 / 2021 41 : 09 PM

تحقيق الأدلة الشرعية !
 
تحقيق الأدلة الشرعية !
الباحث دائماً أبداً يراعي أن يعتمد على أدلةٍ تسند بحثه وتُثبت وجهة نظره، وأحياناً ينزلق في متاهات الكتب ونقول العلماء وإختلافاتهم دون تحقيق لمدىٰ صحة الأدلة التي أوردها، والكتب المقدسة(!) وموسوعات التراث وأقوال علماء الأمة كلها أدلة تصلح، لكن الإِشكالية تكمن في مدىٰ إنطباق الدليل علىٰ جزئيات البحث، أو صحته وضعفه،

لذا رأيت أن أقوي البحث بتحقيق الأدلة التي اعتمد عليها وليس فقط مجرد النقل .

التخريج

ورد المتن في صحيح البخاري : عَنْ مَالِكٍ بْنِ الْحُوَيْرِثِ الليثي -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :" صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ ، ثُمَّ لْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ [ فتح الباري شرح البخاري ]
فقد روى البخاري عن مالك بن الحويرث الليثي رقم: 631 و 6008 و 7246:" أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا، أو قد اشتقنا، سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه، قال:" ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلموهم ومروهم . وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها : وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم " .
والحكم على الحديث بأنه "مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ"؛ وهو مصطلح يقصد به الإمام البخاري والامام مسلم؛ يرده علي بن سلطان محمد القاري في كتابه مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، دار الفكر ، سنة النشر: 1422هـ / 2002م قال:" قَالَ السَّيِّدُ : لَمْ يَذْكُرْ مُسْلِمٌ :" صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي " ، فَقَوْلُ الْمُصَنِّفِ؛ صاحب مشكاة المصابيح : مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، مَحَلُّ بَحْثٍ .
وقال النووي في شرحه لمسلم :"وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ [ شرح النووي على مسلم، يحيي بن شرف أبو زكريا النووي ؛ دار الخير، سنة النشر: 1416هـ /1996م ]
وقال الذهبي في تنقيح التحقيق رقم: 1 /164 حديث صحيح، وقال ابن الملقن في البدر المنير رقم: 3 /307 و 4 /600:" متفق على أصله "، حديث ثابت .
وعبدالله بن عباس كان يوالي في قراءة الفاتحة، وقال : صلوا كما رأيتموني أصلي كما ذكر ابن حجر العسقلاني في التلخيص الحبير؛رقم: 1 /384، وعلق ابن حجر بقوله :" أما حديث الموالاة فلم أره صريحا .
وقال الشوكانيفي الفتح الرباني رقم: 6 /2761 حديث: ثابت .
وتتبع الألباني حديث مالك بن الحويرث الليثي في صحيح الجامع رقم: 893، وفي صحيح الأدب المفرد رقم: 156" وقال الألباني : حديث صحيح .
وروى الدارقطني عن أبي قلابة عبدالله بن زيد الجرمي في سننه رقم: 1 /704 وقال : صحيح
**
.. هذا .. كي يطمئن قلبي لصحة ودقة الأدلة

وكتبه
محمدفخرالدين الرمادي
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 15‏ صفر‏، 1443هــ ~ 22 سبتمبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 22 / 09 / 2021 50 : 09 PM

والحديث الثاني لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ!
 
"والحديث الثاني لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ،
والحديث الثاني
" أَبُو الزُّبَيْرِ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ؛ وَيَقُولُ :" لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ " . [رَوَاهُ مُسْلِمٌ] .

ثم
شرح النووي فقال :" وَأَمَّا قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :" لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ"؛ فَهَذِهِ اللَّامُ لَامُ الْأَمْرِ، وَمَعْنَاهُ : خُذُوا مَنَاسِكَكُمْ : وَهَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِ مُسْلِمٍ، وَتَقْدِيرُهُ هَذِهِ الْأُمُورُالَّتِي أَتَيْتُ بِهَا فِي حَجَّتِي مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ وَالْهَيْئَاتِ هِيَ أُمُورُ الْحَجِّ وَصِفَتُهُ وَهِيَ مَنَاسِكُكُمْ فَخُذُوهَا عَنِّي وَاقْبَلُوهَا وَاحْفَظُوهَا وَاعْمَلُوا بِهَا وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ .
ثم يكمل -رحمه الله- :" وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي مَنَاسِكِ الْحَجِّ وَهُوَ نَحْوُ قَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الصَّلَاة :" صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي." .


وَ
قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" لَعَلِي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ " فِيهِ : إِشَارَةٌ إِلَى تَوْدِيعِهِمْ وَإِعْلَامِهِمْ بِقُرْبِ وَفَاتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَحَثِّهِمْ عَلَى الِاعْتِنَاءِ بِالْأَخْذِ عَنْهُ، وَانْتِهَازِ الْفُرْصَةِمِنْ مُلَازَمَتِهِ، وَتَعْلَمِ أُمُورِ الدِّينِ، وَبِهَذَا سُمِّيَتْ حَجَّةُ الْوَدَاعِ(!) . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . [يحيي بن شرف أبو زكريا النووي؛ شرح النووي على مسلم، دار الخير، سنة النشر: 1416هـ ~ 1996م. ]
وجاء عند ابن الملقن في البدر المنير: 6 / 183 و 273/ ثم قال : أما مبيته بمنى فصحيح مشهور، وإسناده صحيح ، وعنده -ابن الملقن- أيضا في غاية المأمول : 30 وقال : حديث صحيح، وعند ابن حجر العسقلاني في فتح الباري رقم: 3 /675 : حديث ثابت .
وقال الألباني في كتابه حجة النبي رقم 33 أنه صح عن عمر، وأضاف الألباني في صحيح الجامع رقم: 7882، وقال صحيح، بيد أن ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ رقم: 3 /1267، قال : [فيه] أحمد بن بديل الأيامي ضعيف .".

حياة العرب 30 / 09 / 2021 46 : 07 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 05 / 10 / 2021 23 : 01 PM

تـمهيد : الفِقْهُ الإسلاميُّ!
 
بناءً على القاعدتين السابقتين :


أتحدث عن موضوع ..
" الفِقْهُ الإسلاميُّ ".

تـمهيد :

ما يحدث في الحياة اليومية للإنسان من قضايا ومسائل ومشاكل وأمور وتصرفات يحتاج لتبيان حكمها،
والبيان :
-إما أن يأتي من الإنسان نفسه ليعالج مشاكل ومسائل نفسه؛ وهذه وجهة نظر؛ و
-إما يحتاج المرء لتبيانها من الخالق المبدع المصور لقصور الإنسان وعجزه وضعفه.. وهذه وجه نظر آخرىٰ؛
وبما أننا -جميعاً- نجزم بوجود قوة أعظم مِن الإنسان بدليل ما يحدث الأن في عُمان والإمارات من هيجان إعصارشاهين»؛ ما أدىٰ لغرق طفل صغير في تجمع مائي ومن بعده 11 إنسان لقوا مصرعهم من شدة الرياح وقوة الإعصار وأمس تحول من إعصار إلى موجة مدارية.. وهذا كله تم ليس بفعل الإنسان وليس بما لديه اليوم من قدرات مادية عظيمة! ..
فمن الفاعل!؟..
.. وكما يحدث في بركان بأسبانيا؛ جزر الكناري ـ:« لابالما »؛ وقد وصلت الحمم لشاطئ المحيط .. فمن الفاعل!؟..
ومعالجة قضايا الإنسان ومشاكله وحلها تحتاج لمن يعرف الإنسان وكينونته ومكوناته.. والظاهر أن الطب ما زال عاجزا عن معالجة بعض أمراض الإنسان البدنية أو النفسية.. بدليل وباء كورونا -كوفيد19-..
إذاً هناك مشاكل لابد أن تتدخل قوة أعظم من الإنسان في حلها!
وهنا كمسائل سُمح للإنسان أن يحلها بنفسه دون الإستعانة بهذه القوة العظمى..
لذا فلنتفق من البداية على أن هذه القوة العظمى هي التي خلقت الإنسان وتعلمه جيداً؛ وأن هذه القوة العظمى أرسلت للإنسان على مدار وجدوه وحياته في جنةٍ قبل الهبوط إلى الأرض... وعلى الأرض .. هذه القوة العظمى أرسلت رُسل برسائل تبين للإنسان الصواب من الخطأ والصحيح من الفاسد..
صحيح لم تتدخل هذه القوة العظمى في كل شؤون الإنسان فقد تركت حيزا كبيرا نسبيا ليحل الإنسان قضاياه ومشاكله بعقله وإدراكه وفهمه للأشياء ...


تبقى الأن أن نسمي هذه القوة العظمى.. إما خالق .. إما مبدع .. إما مصور .. .. ثم حلت المسألة بأن هذه القوة العظمى سمت نفسها في كل رسائلها إلى البشر وأكتفي بالرسالة الأخيرة الخالدة فقد قالت هذه القوة العظمى -والتي لا ندركها بالحواس الخمس والتي نملكها- عن نفسها: { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ } ؛ ثم بينت هذه القوة العظمى فقالت: { لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا } ؛ ثم تدخلت هذه القوة العظمى في قضية شاملة فقالت : { فَاعْبُدْنِي }؛ ثم بينت هذه القوة العظمى مثالا من العبادات فقالت: { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي } [طه:14] ؛ ثم بينت بوضوح لا لبس فيه: { إِنِّي أَنَا رَبُّكَ }[طه:12]؛ والرب هنا بمعنى المالك المتصرف بملكه كيف شاء.. وقت ما شاء.. كيفما شاء.. كمثال الأعاصير والبركان ووباء كوفيد19..
فنعلم من خلال رسالته الخاتمة بأن تلك القوة العظمىٰ تُسمىٰ .{ اللَّهُ }؛ ثم نعلم بأنه المالك المتصرف.. ومن هنا جاءت الأحكام العملية المتعلقة بالإنسان من خلال رسله ..
ومتمم الرسل وآخر الأنبياء هو محمد بن عبدالله؛ فكذلك بيَّن لنا الله من خلال رسالته الآخيرة بأن : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ.. } [الفتح:29]
ثم يزيد الأمر وضوحاً: { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [الأحزاب:40]
ولكي يعلم الجميع ؛ خاصةً من سبقنا من الأمم والشعوب برسالته فنطقت الرسالة الخاتمة لتقول : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين } [الصف:6]
وهذا الإخبار لمن سيتبع عيسى ابن مريم -في زمنه- ومن أتبع -من قبل- مَن أنزلت عليه التوراة أي موسى بن عمران.. فالمسألة حلت وأحكمت بإتباع آخر نبي ومتمم الرسل محمد بن عبدالله...
وعليه سيتدخل الله -عز وجل-.باعتباره الخالق المبدع المصور العالم بكينونة الإنسان في مسائل وقضايا هذا الإنسان ومن ضمنها مسألة الحيض؛ أي نزول دماء في حالة الصحة والمعافاة وليست حالة مرضية تحتاج لتدخل أهل صنعة الطب والدواء؛ ويخرج الدم بشكل معتاد خلال الدورة البيولوجية للمرأة: فنطقت رسالة محمد تقول : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ } ؛ فيأتي الجواب مِن الرب المالك الخالق المصور وليس منه هو كإنسان أو رجل.. قد يتعفف أو يتأنف أو يستقذر من أمر ما .. كمسألة تأنفه من أكل لحم حيوان موجود في جبال الجزيرة ألا وهو الضب.. فهو لم يحرمه بل تأنف الإطعام منه وعلل ذلك بأنه غير موجود بـــ أرض قومه (يقصد قريش أو آل عبدالمطلب بن هاشم) ..
لكن نزل الأمر في هذه المسألة كــ تكليف رباني لبشر يؤمنون بآله وبرسالة مِن أرسله هذا الآله للبشر أي نبي.. فحكم على الخارج من رحم المرأة بأنه { قُلْ هُوَ أَذًى } ؛ ثم بين ماذا يفعلون وقت و زمن الحيض: { فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ } ؛ اعتزال الموضع الخارج منه الدم وليس اعتزالها كلها ... هذا أولاً ؛ وثانياً : { وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ } في المكان الصالح لإنبات الولد. ...... { حَتَّىَ يَطْهُرْنَ } واللافت للإنتباه تدخل الشرع في كيفية الطهارة وليست النظافة.. فهناك فارق في شرع الرسالة الأخيرة بين النظافة وهي تكاد موجودة عند غالبية البشر بغض النظر عن الدين والثقافة وبين الطهارة... واستطيع [الرَّمَادِيُّ] القول أنه موجودة [الطهارة] فقط عند صنف من البشر هم أهل الإسلام.. . ......{ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ } والحديث هنا عن نوعين من الطهارة ؛ إذ أن القرآن لا يعيد كلماته ولا يكررها إلا إذا جدّ معنى آخر جديد مخالف للأول{ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين } [البقرة:222]
ثم تتدخل رسالة السماء الخاتمة في كيفية معالجة المرأة كــ [زوجــ(ــة)] إذايقول : { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ } وهذا تعبير راقٍ رفيع المستوىٰ : { لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } [البقرة:223] ومكان الحرث هو مكان إنبات الولد.. وهذه بلاغة عالية وتعبير راق ومستوى رفيع في الحديث عن علاقة حميمية خاصة لا يطلع عليها آحد.. حتى ولا والدتها....
أما إثناء المعالجة فهذه تحتاج سؤال أهل الخبرة والتخصص وليس حديث على المحمول او في المنتديات!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الثلاثاء‏، 28 ‏صفر‏، 1443هــ ~ ‏05‏ أكتوبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 30 / 10 / 2021 13 : 01 PM

متمم لمسألة الفقه!
 
" الشرع الحنيف اعطىٰ لكل مسألة حكما لها، لذا كان فهم المسألة فهماً دقيقاً يعين علىٰ إعطاءها الحكم الشرعي الصحيح والمناسب لها ، فكان التفقه في الدين مسألة ضرورية .

قال الزحيلي في موسوعته (1) :" وقد بدأت نشأة الفقه تدريجياً في حياة النبي-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-وفي عصر الصحابة ، وكان
سبب نشوئه وظهوره المبكر بين الصحابة هو :
- حاجة الناس الماسة إلى معرفة أحكام الوقائع الجديدة ، و
ظلت الحاجة إلى الفقه قائمة في كل زمان لــ :
- تنظيم علاقات الناس الاجتماعية، و
- معرفة الحقوق والواجبات لكل إنسان، و
- إيفاء المصالح المتجددة، و
- درء المضار والمفاسد المتأصلة والطارئة " .
ـــــــــــــــــــ
(1) الزُّحَيْلِيّ؛ أ. د. وَهْبَة، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها، دار الفكر؛ سوريَّة؛ دمشق، الطَّبعة الرَّابعة المنقَّحة .
ـــــــــــــــــــــ

الْفِقْهُ عند ابن منظور هو :
" الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ وَالْفَهْمُ لَهُ "،
ثم
يضيف جزئية جوهرية تنم عن وعيه وفطنته فيقول :
" وَغَلَبَ عَلَى عِلْمِ الدِّينِ لِسِيَادَتِهِ وَشَرَفِهِ وَفَضْلِهِ عَلَىٰ سَائِرِ أَنْوَاعِ الْعِلْمِ "..
ويأتي بمثال توضيحي : " كَمَا غَلَبَ النَّجْمُ عَلَىٰ الثُّرَيَّا ".
وَ:" الْعُودُ عَلَىٰ الْمَنْدَلِ".

قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَقَدْ جَعَلَهُ الْعُرْفُ خَاصًّا بِعِلْمِ الشَّرِيعَةِ، شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَتَخْصِيصًا بِعِلْمِ الْفُرُوعِ مِنْهَا.

قَالَ غَيْرُهُ: وَالْفِقْهُ فِي الْأَصْلِ " الْفَهْمُ ".
يُقَالُ : أُوتِيَ فُلَانٌ فِقْهًا فِي الدِّينِ .. أَيْ فَهْمًا فِيهِ .
قَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ »؛ أَيْ لِيَكُونُوا عُلَمَاءَ بِهِ، وَفَقَّهَهُ اللَّهُ؛
وَدَعَا النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ:« اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الدِّينَ وَفَقِّهْهُ فِي التَّأْوِيلِ »؛ أَيْ فَهِّمْهُ تَأْوِيلَهُ وَمَعْنَاهُ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى .
وَفَقِهَ فِقْهًا : بِمَعْنَىٰ عَلِمَ عِلْمًا .
قال ابْنُ سِيدَهْ:" وَقَدْ فَقُهَ فَقَاهَةً وَهُوَ فَقِيهٌ مِنْ قَوْمٍ فُقَهَاءَ.
وَالْأُنْثَىٰ فَقِيهَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ فَقَائِهَ.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: نِسْوَةٌ فُقَهَاءُ، وَهِيَ نَادِرَةٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ : وَأَفْقَهْتُهُ أَنَا أَيْ بَيَّنْتُ لَهُ تَعَلُّمَ الْفِقْهِ.

قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ كِلَابٍ وَهُوَ يَصِفُ لِي شَيْئًا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ كَلَامِهِ قَالَ : أَفَقِهْتَ ؟؛ يُرِيدُ أَفَهِمْتَ .
وَرَجُلٌ فَقُهٌ : فَقِيهٌ،

وَالْأُنْثَىٰ فَقُهَةٌ .
وَيُقَالُ لِلشَّاهِدِ : كَيْفَ فَقَاهَتُكَ لِمَا أَشْهَدْنَاكَ، وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ .

الْأَزْهَرِيُّ: وَأَمَّا فَقُهَ، بِضَمِّ الْقَافِ، فَإِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي النُّعُوتِ. يُقَالُ : رَجُلٌ فَقِيهٌ ، وَقَدْ فَقُهَ يَفْقُهُ فَقَاهَةً إِذَا صَارَ فَقِيهًا وَسَادَ الْفُقَهَاءَ .
وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: أَنَّهُ نَزَلَ عَلَى نَبَطِيَّةٍ بِالْعِرَاقِ فَــ

قَالَ لَهَا : هَلْ هُنَا مَكَانٌ نَظِيفٌ أُصَلِّي فِيهِ ؟
فَقَالَتْ : طَهِّرْ قَلْبَكَ وَصَلِّ حَيْثُ شِئْتَ،
فَقَالَ سَلْمَانُ : فَقِهَتْ؛ أَيْ فَهِمَتْ وَفَطِنَتْ لِلْحَقِّ وَالْمَعْنَىٰ الَّذِي أَرَادَتْ، وَلَوْ قَالَ فَقُهَتْ كَانَ مَعْنَاهُ صَارَتْ فَقِيهَةً .
وَرَجُلٌ فَقِيهٌ : عَالِمٌ .
وَكُلُّ عَالِمٍ بِشَيْءٍ فَهُوَ فَقِيهٌ؛ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ : فُلَانٌ مَا يَفْقَهُ وَمَا يَنْقَهُ ؛ مَعْنَاهُ لَا يَعْلَمُ وَلَا يَفْهَمُ .

وَنَقِهْتُ الْحَدِيثَ أَنْقَهُهُ إِذَا فَهِمْتَهُ.

وَفَقِيهُ الْعَرَبِ : عَالِمُ الْعَرَبِ .
وَتَفَقَّهَ : تَعَاطَىٰ الْفِقْهَ .
وَفَاقَهْتُهُ إِذَا بَاحَثْتُهُ فِي الْعِلْمِ .
وَالْفِقْهُ : الْفِطْنَةُ .
وَفِي الْمَثَلِ : خَيْرُ الْفِقْهِ مَا حَاضَرْتُ بِهِ ، وَشَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ .
وَقَالَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ : قَالَ لِي أَعْرَابِيٌّ : شَهِدْتُ عَلَيْكَ بِالْفِقْهِ أَيِ الْفِطْنَةِ .

وَفِي الْحَدِيثِ : " لَعَنَ اللَّهُ النَّائِحَةَ وَالْمُسْتَفْقِهَةَ "، هِيَ الَّتِي تُجَاوِبُهَا فِي قَوْلِهَا لِأَنَّهَا تَتَلَقَّفُهُ وَتَتَفَهَّمُهُ فَتُجِيبُهَا عَنْهُ.
انظر: [ابن منظور؛ أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم؛ لسان العرب؛ دار صادر؛ سنة النشر:2003م ]
***
*.] قلتُ: مما سبق ذكره من بطون أمهات الكتب المعتبرة وجب علينا رفع مستوىٰ التحدث والكتابة والكلام باللُغةالعربية الفصحى -لُغة القرآن الكريم .. والذكر الحكيم .. والفرقان المبين؛ ولغة سيد المرسلين .. وإمام المتقين .. وخاتم الأنبياء .. وآخر المرسلين : محمد بن عبدالله النبي الأمين-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كي نحسن فهم شرعته؛ والتفقه في شريعته ونسير على منهاجه ونتقيد بهديه-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-.

جاء عند الزحيلي ما نصه :" معنى الفقه وخصائصه:
- الفقه لغة: الفهم (1) ،ومنه قوله تعالى :« قالوا: ياشعيب، ما نفقه كثيراً مما تقول » [هود:11 /91]، وقوله سبحانه :« فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً » [النساء:4 /78] .

- وفي الاصطلاح الشرعي:
عرفه أبوحنيفة
رحمه الله تعالى بأنه « معرفة النفس ما لها وما عليها »(2) ،
والمعرفة:" هي إدراك الجزئيات عن دليل " .
والمراد بها هنا سببها: وهو الملكة الحاصلة من تتبع القواعد مرة بعد أخرى .
- وهذا تعريف عام يشمل :

أحكام الاعتقاديات ، كــ :
وجوب الإيمان ونحوه ،
والوجدانيات أي الأخلاق والتصوف ،
والعمليات كــ :
- الصلاة و
- الصوم و
- البيع ونحوها ،
وهذا هو الفقه الأكبر .
يكمل الزحيلي فيقول : وعموم هذا التعريف كان ملائماً لعصر أبي حنيفة الذي لم يكن الفقه فيه قداستقل عن غيره من العلوم الشرعية، ثم استقل، فأصبح :
- علم الكلام ( التوحيد ) يبحث في الاعتقاديات، و
- علم الأخلاق والتصوف كـ : الزهد والصبر والرضا وحضور القلب في الصلاة ونحوها ، يبحث في الوجدانيات.
وأما الفقه المعروف حالياً فموضوعه أصبح مقصوراً على معرفة ما للنفس وما عليها من الأحكام العملية ، وعندئذ زاد الحنفية في التعريف كلمة ( عملاً ) لتخرج الاعتقاديات والوجدانيات.

- وعرف الشافعي رحمه الله الفقه بالتعريف المشهور بعده عند العلماء بأنه:
العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية (3) .
- والمقصود بالعلم هنا:

هو الإدراك مطلقاً الذي يتناول اليقين والظن ؛ لأن الأحكام العملية قد تثبت بــ :
- دليل قطعي يقيني ، كما
- تثبت غالباً بدليل ظني.
--------------------------------
(1) يقال: فقه يفقه كعلم يعلم، أي فهم مطلقاً، سواء أكان الفهم دقيقاً أم سطحياً، ويقال: فقه يفقه مثل كرم يكرم، أي صار الفقه له سجية. ويقال: تفقه الرجل تفقهاً: أي تعاطى الفقه، ومنه قوله تعالى:" ليتفقهوا في الدين" [التوبة:9 /122].
(2) مرآة الأصول: 44/1، التوضيح لمتن التنقيح: 10/1 .
(3) شرح جمع الجوامع للمحلي: 32/1 وما بعدها، شرح الإسنوي: 24/1، شرح العضد لمختصر ابن الحاجب: 18/1، مرآة الأصول: 50/1، المدخل إلى مذهب أحمد: ص58.
--------------------------------

-والأحكام: جمع حكم، و
هو مطلوب الشارع الحكيم ،
أو هو خطاب الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين اقتضاء أو تخييراً أو وضعاً.
والمراد بالخطاب عند الفقهاء: هو الأثر المترتب عليه ، كــ
- إيجاب الصلاة ، و
- تحريم القتل ، و
- إباحة الأكل ، و
- اشتراط الوضوء للصلاة .
- واحترز بعبارة ( العلم بالأحكام ) عن العلم بالذوات والصفات والأفعال.
- و (الشرعية ): المأخوذة من الشرع ، فيحترز بها عن الأحكام الحسية مثل:
- الشمس المشرقة ، و
الأحكام العقلية مثل:
- الواحد نصف الاثنين ، و
- الكل أعظم من الجزء ، و
الأحكام اللُغوية أو الوضعية ، مثل:
- الفاعل مرفوع ،
أو نسبة أمر إلى آخر إيجاباً أو سلباً مثل زيد قائم ، أو غير قائم.
- و (العملية ): المتعلقة بالعمل القلبي كـ :
- النية ،
أو
غير القلبي مما يمارسه الإنسان مثل :
- القراءة و
- الصلاة ونحوها من عمل الجوارح الباطنة والظاهرة.
والمراد أن أكثرها عملي ، إذ منها ما هو نظري ، مثل :
- اختلاف الدين مانع من الإرث . و
احترز بهاعن الأحكام العلمية والاعتقادية ، كــ :
- أصول الفقه ، و
- أصول الدين كــ
- العلم بكون الإله واحداً سميعاً بصيراً.

وتسمى العملية أحياناً: ( الفرعية ) والاعتقادية: (الأصلية).
- و (المكتسب) صفة للعلم:
ومعناه المستنبط بالنظر والاجتهاد ، وهو احتراز عن علم الله
تعالى ، وعلم ملائكته بالأحكام الشرعية ، وعلم الرسول -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-الحاصل بالوحي ، لا بالاجتهاد ، وعلمنا بالبدهيات أو الضروريات التي لا تحتاج إلى دليل ونظر ، كــ :
- وجوب الصلوات الخمس ، فلا تسمى هذه المعلومات فقهاً ، لأنها غير مكتسبة.
- والمراد بالأدلة التفصيلية:
ما جاء في :
١. ] القرآن، و
٢ . ] السنة، و
٣ . ] الإجماع، و
٤ . ] القياس.
واحترز بها عن علم المقلد لأئمة الاجتهاد، فإن المقلد لم يستدل على كل مسألة يعملها بدليل تفصيلي ، بل بدليل واحد يعم جميع أعماله ، وهو مطالبته بسؤال أهل الذكر والعلم ، فيجب عليه العمل بناء على استفتاء منه.
هذا..

وقد أصبح الفقه أخيراً كما في قواعد الزركشي:
هو معرفة أحكام الحوادث نصاً واستنباطاً، علىٰ مذهب من المذاهب.

- وموضوع الفقه :
هو أفعال المكلفين من حيث مطالبتهم بها ، إما فعلاً كــ :
- الصلاة ،
أو

تركاً كــ:
- الغصب ،
أو

تخييراً كــ :
- الأكل.

-والمكلفون :
هم البالغون العاقلون الذين تعلقت بأفعالهم التكاليف الشرعية.

- خصائص الفقه :
- الفقه : هو الجانب العملي من الشريعة ، و
الشريعة: كل ما شرع الله
تعالى لعباده من الأحكام ، سواء بــ :
- القرآن ،
أم بــ :
- السنة ،
و سواء ما تعلق منها بكيفية الاعتقاد ، ويختص بها علم الكلام أو علم التوحيد ،

أو بكيفية العمل، ويختص بها علم الفقه.
[انظر : الزُّحَيْلِيّ ؛ أ.د. وَهْبَة، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها، دار الفكر؛ سوريَّة؛ دمشق، الطَّبعة الرَّابعة المنقَّحة ]
**
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏السبت‏، 24‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ ‏ 30 أكتوبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 30 / 10 / 2021 19 : 01 PM

تعريف الفقه.
 
**
تعريف الفقه.
والفقه اصطلاحا:
هو
العلم بالأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية ،
ويطلق أيضاً على مجموع الأحكام المستنبطة.
يقول المصطفى
صلى الله عليه وسلم :" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ".
[ د.عبدالعزيز عزت عبدالجليل حسن، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف 22 /12/ هــ 1416 ، 10 /5/ م1996، ] .
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏السبت‏، 24 ‏ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 30 أكتوبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 31 / 10 / 2021 13 : 02 PM

منهاج النبي الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-!
 
يتميز منهاج النبي الرسول محمد
-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-
وتتميز شريعته الغراء بأن الشئ الداخل إلىٰ جسد الإنسان من منافذه الطبيعية أو العمليات الجراحية له حكم شرعي؛ وبالتالي فإن ما يخرج من بدن الإنسان في الحالات العادية أو المرضية له -أيضا- حكم شرعي؛ وأيضاً استخدام الأشياء الموجودة في البيئة المحيطة به والإنتفاع بها.. وحكم هذه الأشياء الداخلة أو الخارجة إلى جسد الإنسان أو المستخدمة؛ الأصل فيها ما جاء وحياً مِن عند خالق الإنسان والأشياء = رب الكون والحياة -سبحانه وتعالىٰ شأنه- .

والمستحدثات الطبية والآتية من الغرب -أوروبا وأمريكا- أو الشرق -الصين-؛ وإن دخل في تركيبتها ما هو محرم.. نجد في عموم الشريعة سعة في استخدامها؛ إن لم يكن هناك بديلا حلالا لها(*).

وهذه الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بالإنسان المسلمــ(ــة) من حيث الطهارة هي بالطبع تختلف عن :« النظافة الشخصية »؛ عندهــ(ــا) أو عند الآخرين.. إذ أنها -كيفية النظافة؛ والأشياء المستخدمة- تتغير من موضع إلى آخر؛ وتختلف من مكان إلى غيره؛ وهي قد تنشأ نتيجة عادات موروثة أو تقاليد اعتاد عليها الناس، هذا أمر ..
والأمر الثاني :

ما يطلق عليه حديثاً :« الطب الوقائي »؛ فهو نتيجة أبحاث معملية ومختبرية؛ ولتقدم العلوم ظهرت خلال الخمسين عاما الآخيرة وصار لها رواجا بين الناس وقبولا.. وقد يستفيد المسلمــ(ــة) منها (!)..

وهذا كله بخلاف منهجية الرسول محمد وشريعته وهديه؛ وطريقة عيشه الشرعي؛ وطراز الحياة الخاصة عند المسلمين .. وما جاءه -عليه السلام- وحياً من ربه -تعالى- بواسطة أمين السماء جبريل..

فهي -الطهارة- من جانب :
أ . ] ناحية تعبدية؛ ورد بكيفيتها الشرع الحنيف.. وفي كافة المجالات والحالات -الحالة العادية ( وجود مثلا : ماء كاف للغُسل أو الوضوء..) أو الحالات الاستثنائية (كــ : التيمم؛ أو : كــ أكل ما حرم لمَن سيشرف على الهلاك)- ومن جانب آخر من :
ب . ] خلال البحوث العلمية الطبية المجهرية تثبت فائدتها: (كــ :
1.) السواك..
أو ك: مثال آخر:
2.) ختان الذكر: وعدم تعرض المرأة لسرطان عنق الرحم من خلال مجامعة زوجها غير مختون؛ لما يترسب من أوساخ وتكاثر بكتريا وفيروسات تحت الحشفة.. تذوب خلال المجامعة)..
والموضوع بحث كبير أقتصر على مسألة هذا الكتاب.

كما لا ينبغي أن نهمل قاعدة شرعية تقول أن :« الأصل في الأشياء الإباحة ما لم دليل التحريم(**) »؛ إذ حال كثير من بلاد المسلمين تستخدم ما ينتجه الغرب -أوروبا وأمريكا- أو الشرق -الصين- وهما لا يراعيان الأحكام الشرعية بل المهم المكسب المادي؛ بغض النظر عن نظافة البيئة؛ أو المواد الداخلة في تركيبة هذه الأشياء والتي يستخدمها المسلمــ(ــة).. وهي مسألة تحتاج إلى إعادة نظر وبحث فقهي.. أجعله.. إذا يسر لي الرحمن -جل وعلا- الإنتهاء من هذا الكتاب أن أجعل له ملاحق!!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

(*) راجع كلمة د. أحمد عبدالعزيز الحداد؛ عضو مجلس إفتاء الإمارات؛ تحت عنوان : "ما يستجد من الطب ولم يرد نص شرعي بتحريمه الأصل فيه الإباحة ".[17 - 10 - م2018 ]
(**) قلتُ( الرَّمَادِيُ): ينبغي عليَّ تأصيل هذه القاعدة وشرحها وتبيانها لأن مسألة :" الحظر والإباحة.. فمن الناس من يقول: إن :

أ . ] الأشياء علىٰ الحظر، إلا ما أباحته الشريعة، فإن لم يوجد في الشريعة ما يدل علىٰ الإباحة فيستمسك بالأصل وهو الحظر.. ومن الناس من يقولُ بضده، وهو أن:

ب.] الأصل في الأشياء الإباحة إلا ما حظره الشرع، "

[شرح متن الورقات في أصول الفقه؛ (20): الأصل في الأعيان المنتفع بها قبل ورود الشرع- استصحاب الحال؛ الشيخ/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأحد‏، 25‏ ربيع الأول‏، 1443 هــ ~ 31 أكتوبر، 2021 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 31 / 10 / 2021 11 : 07 PM

أبحاث تمهيدية لأحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ..
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
وابدءُ؛ بعدَ الحمدِ والشكرِ لله -تعالى- والثناء عليه وتمجيده -تعالى ذكره- والاعتراف بفضله -جلَّ وعلا- والخضوع لأمره -سما في علاه وتقدست اسماؤه- والإلتزام بشريعته والتقيد بمنهجه في الحياة؛ فهو القائل :{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين }[البقرة:222] و : { مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون }[المائدة:6] .
ثم يقول : { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَام } [الأنفال:11] . وقوله عز وجل: { وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا }[الفرقان:48.]، والاستهداء بسنةِ خاتم أنبياءه؛ والسير وفق سيرة متمم المبتعثين وآخر المرسلين؛ أبدءُ ببحث المسائل المتعلقة بــ
كتاب:

الجَامعُ لأحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ..
سلسلة بُحُوث:
« سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وآيات الذكر الحكيم المنزل من السماء »
أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. ذات حضارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 01 / 11 / 2021 07 : 03 PM

إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ!
 
« إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ »
تمهيد:
يقول الله –تعالى في سماه وتقدست اسماه-

[١] ﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُوا اْاللَّه الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [آية رقم : (١)؛ من سورة النساء؛ ورقمها : (٤) ] .
[ ٢ ] ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [ آية رقم : (١٨٩)؛ من سورة الأعراف ؛ ورقمها : (٧) ] .
[ ٣ ] ﴿ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ [ آية رقم : (٧٢)؛ من سورة النحل؛ ورقمها : (١٦) ] .
[ ٤ ] ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ آية رقم : (٢١) ؛ من سورة الروم؛ ورقمها : (٣٠) ].
[ ٥ ] ﴿ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ... يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [ آية رقم: (٦) من سورة الزمر؛ ورقمها : (٣٩) ] .
[ ٦ ] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [ آية رقم : (١٣)؛ من سورة الحجرات؛ ورقمها : (٤٩) ] .
[ ٧ ] ﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى [ آية رقم : (٤٥) من سورة النجم؛ ورقمها : (٥٣) ] .
[ ٨ ] ﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً [ آية رقم : (٨) من سورة النبأ؛ ورقمها : (٧٨) ] .
[ ٩ ] ﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧) [ ارقام الآيات من (٥) إلى رقم (٧) من سورة الطارق؛ ورقمها : (٨٦)] .
[ ١٠ ] ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى [آية رقم: (٣) من سورة الليل؛ ورقمها : (٩٢)].
-*-*-*
" الجَامعُ لأحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ.. ".
[تمهيد للتمهيد]

[ ١] لا يمكننا أن نتحدث عن الفقه ومسائله وأبحاثه وكأننا نعيش في مجتمع ذكوري فقط.. فنهمل الجانب الأنثوي القوي والضخم في وجوده العام وتأثيره الظاهر.. والعالم من حولنا حسب لغتنا الجميلة أنثوي الطابع أنثوي المزاج..
فالشمس حسب لغة العرب مؤنثة وتشرق على الأرض وهي ايضاً مؤنثة..
قال شوقي في برقية يهنئ الأميرة المصرية فتحية :

مولايّ إنّ الشمسَفي عليائها * أنثى ، وكلُّ الطيباتِ بناتُ !
.. والقمر يبخل بطلتّه وهو ذكر..
فقال فيهما المتنبي:

وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِعَيبٌ * ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 01 / 11 / 2021 47 : 07 PM

الحدث.. النجاسة.. الطهارة!
 
بما أنني أتحدثُ عن أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة؛ وهو صلب وأساس هذا البحث .. وبما أن هذا أمر كتبه الله -خالق الأنثى ومبدعها ومنشأها ومكونها ومصورها كيف شاء سبحانه وتعالى شأنه- .. كتبه على بنات آدم.. فسأبدء الحديث عن الحدث؛ ثم مسألة النجاسة فيليها الطهارة!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 02 / 11 / 2021 41 : 12 AM

الــحَــدَ ث!
 
" الــحَــدَ ث "
— —

﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[الْآيَةَ:٣٠؛سُورَةُ: النمل: ٢٧ ]
الحَدَثُ


:" تعريف ا لــحَــدَ ث :
لغةً : ما تجدد وجوده فهو حادث.
اصطلاحاً : هو ما يوجب الغسل أو الوضوء وينافي الطهارة.

[ كشف القناع: (1 /92) ]

أحْدَثَ المرء : وقع منه ما ينقض طهارته.
الحَدَث : و عند الفقهاء : النَّجاسة الحُكْمية التي ترتفع بالوضوء أو الغُسْل أو التيمُّم.



الحدث نوعان :
أ. ) حقيقي ، و
ب.) حكمي .
أما الحقيقي فهو خروج النجس من الآدمي الحي كيفما كان من السبيلين(*)
أو غيرهما معتاداً أو غير معتاد قليلاً كان أو كثيراً [7تُحفة الفقهاء السمرقندي ؛ ص 23] .
أنواعه :
الحدث الأكبر
وهو ما يوجب الغسل .
وللحدث الأكبر عند النساء أسباب منها :
أ.) الحيض وقد كانت أم المؤمنين عائشة تنهى النساء أن يغسلن من الحيض حتى يَرَيْنَ القِـَصَّةَ البيضاء.
[ عبدالرزاق: ( 1 /302 ) ، المغني لابن قدامه : ( 1 /349 و 364 ) ] [ يراجع -أيضاً -ما قاله ابن نجم في البحرالرائق.]
ب.) النفاس:
النفاس والحيض صنوان ؛ أحكامهما واحدة فإذا كان الحيض حدث أكبر فــ النفاس كذلك .
[ موسوعة عائشة ص: (272) ].
الجنابة
لا يكون الإنسان جنباً عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلا بالأسباب التالية :
أ.) خروج المني ،
ب.) الإيلاج . [موسوعة عائشة ص ؛ ( 238 ) ] .

قَالَ الشَّافِعِيُّ :" إنَّ الْغُسْلَ وَالْوُضُوءَ مِنْ الْحَدَثِ وَالْجَنَابَةِ لَيْسَ لِأَنَّ الْمُسْلِمَ نَجَسٌ وَلَكِنَّ الْمُسْلِمَ مُتَعَبِّدٌ بِهِمَا " .

الشافعي عند موسوعته الأم : " لا وضوء فيما خرج من الجسد ولا أخرج منه غير الفروج الثلاثة القبل والدبر والذكر لأن الوضوء ليس على نجاسة ما يخرج ، الا ترى أن الريح تخرج من الدبر ولا تنجس شيئا فيجب بها الوضوء كما يجب بالغائط، وأن المني غير نجس، والغسل يجب به، وإنما الوضوء والغسل تعبد ."

:" قال الشافعي: وكل ما قلت يوجب الوضوء على الرجل في ذكره أوجب على المرأة إذا مست فرجها أو مست ذلك من زوجها كالرجل لا يختلفان . أخبرنا القاسم بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر قال الربيع أظنه عن عبيدالله ابن عمر عن القاسم عن عائشة قالت إذا مست المرأة فرجها توضأت قال وإذا مس الرجل ذكره بينه وبينه شيء ما كان إلا أنه غير مفض إليه لم يكن عليه وضوء فيه رق ما بينه وبينه أو صفق
" [ الأم الشافعي .].
قال الإمام النووي رحمه الله في روضة الطالبين: الحدث يطلق على ما :
- يوجب الوضوء،
وعلى ما
- يوجب الغسل. فيقال:
- حدث أكبر، و
- حدث أصغر، وإذا أطلق كان المراد الأصغر. انتهى.
فعلى هذا فالحدث الأكبر ما يوجب الغسل، وهو ثلاثة أنواع:
- الجنابة و
- الحيض و
- النفاس، فــ
الجنب و الحائض و النفساء حدثهم حدث أكبر، ولا يرتفع إلا بالغسل، وأما الحدث الأصغر فلا يوجب الغسل، ويكفي فيه الوضوء، "

*-*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(*) :" فالسبيلان هما القبل والدبر، وما خرج منهما يشمل الآتي:
أولاً:

البول:
والدليل على نقضه للوضوء حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول ونوم.
ثانياً:

الغائط:
والدليل على نقضه الوضوء حديث صفوان بن عسال السابق.
ثالثاً:

الريح :
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ، قال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط. [رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري].
رابعاً:

- المني و
- المذي و
- الودي:
والدليل على نقضها للوضوء حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنت رجلاً مذاء، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أما المني ففيه الغسل، وأما المذي ففيه الوضوء. [أخرجه أحمد في مسنده وصححه الأرناؤوط].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المني والودي والمذي فأما المني ففيه الغسل، وأما المذي والودي ففيهما الوضوء ويغسل ذكره. [أخرجه ابن أبي شيبة].
خامساً:

الدم،
والدليل على أن خروجه من الفرج ناقض للوضوء، أمره صلى الله عليه وسلم للمستحاضة أن تتوضأ لوقت كل صلاة.
سادساً:

قد يخرج من السبيلين شيء نادر كــ
حصى أو
دود، وهذا ينقض قياساً على ما ذكر.
وبهذا تبين أن جميع ما يخرج من السبيلين ينقض الوضوء. والله أعلم.
[راجع : الأدلة على نقض الوضوء بما خرج من السبيلين.. الفتوى رقم : 23589 ؛ تاريخ النشر: الأحد 3 ذو الحجة 1424 هـ - 25-1-2004 م ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الإثنين‏، 26‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 01 نوفمبر‏، 2021م
-*-*
أعد هذا الملف : د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 02 / 11 / 2021 23 : 02 PM

الــنَـجَـاسَــة!
 
بسم الله الرحمن الرحيم

« مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ »

كتاب
" أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة "

27 من شهر ربيع اول 1443 هجرية

الــنَـجَـاسَــة :

لاَ نَجِسَ إلاَّ مَا سَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالىَ أَوْ رَسُولُهُ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- نَجِسًا،
وَ
إِزَالَةُ النَّجَاسَةِ وَكُلِّ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِإِزَالَتِهِ فَهُوَ فَرْضٌ.
هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ، يَجْمَعُهَا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ أَمَرَ اللَّهُ
تَعَالَى عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، بِــ
- اجْتِنَابِهِ
أَوْ
جَاءَ نَصٌّ بِتَحْرِيمِهِ،
أَوْ
أَمَرَ كَذَلِكَ بِــ
- غَسْلِهِ
أَوْ
- مَسْحِهِ، فَــ
كُلُّ ذَلِكَ فَرْضٌ .. يَعْصِي مَنْ خَالَفَهُ، و
أَنَّ غَسْلَ النَّجَاسَةِ وَاجْتِنَابَ الْمُحَرَّمَاتِ فَرْضٌ بِلاَ خِلاَفٍ.



وَبَيْنَ النَّجِسِ فِي اللُّغَةِ ؛ وَالنَّجِسِ فِي عُرْفِ الْمُتَشَرِّعَةِ عُمُومٌ وَخُصُوصٌ مِنْ وَجْهٍ، فَــ
الْأَعْمَالُ السَّيِّئَةُ نَجِسَةٌ لُغَةً لَا عُرْفًا،
وَ
الْخَمْرُ نَجِسٌ عُرْفًا وَهُوَ أَحَدُ الْأَطْيَبَيْنِ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ،
وَ
الْعَذِرَةُ نَجِسٌ فِي الْعُرْفَيْنِ.
وَ
اَلَّذِي فِي كُتُبِ اللُّغَةِ أَنَّ النَّجِسَ ضِدُّ الطَّاهِرِ،
قَالَ فِي الْقَامُوسِ : النَّجِسُ بِالْفَتْحِ وَبِالْكَسْرِ وَبِالتَّحْرِيكِ .. وَكَــ كَتِفٍ وَعَضُدٍ ضِدُّ الطَّاهِرِ.

و
النجاسة قذر مخصوص يمنع جنسه الصلاة، فــ


النجاسات على ثلاثة أنواع :
- نجاسة مغلظة :

وهي نجاسة الكلب ونحوه.
و

- نجاسة مخففة :
وهي نجاسة الغلام الذي لا يأكل الطعام .
و

نجاسة بين ذلك :
وهي بقية النجاسات .



الطهارة :
الأصل في الأعيان الطهارة، وأن التحريم لا يلزم النجاسة، و
أما النجاسة فيلازمها التحريم، فــ
كل نَجس محرم ولا عكس؛
وذلك لأن الحكم في النجاسة هو المنع عن ملابستها على كل حال، فــ
الحكم بنجاسة العين حكم بتحريمها، بخلاف الحكم بالتحريم؛ فــ
إنه يحرم لبس الحرير والذهب، وهما طاهران ضرورة شرعية وإجماعاً.



تعريفها :
لغةً:

من نجس ينجس نجساً فهو نَجِس: أي القذرُ من كل شئ. ( لسان العرب مادة نجس).

اصطلاحاً:
الوصف القائم بالبدن أو بالبقعة الذي يمنع من الصلاة ونحوها.



بيان النجاسات:
النجاسات جمع نجاسة وهي الخارج من فرجي ( السبيلين: وتكلمتُ عنهما في الصفحة السابقة ) الآدمي من :
- عذرة أو
- بول أو
- مذي أو
- ودي أو
- مني،

وكذا :
بول وروث ورجيع كل حيوان لم يبح أكل لحمه وكذا ما كان كثيرا فاحشاً من دمٍ أو قيحٍ أو قئٍ متغير،
وكذا :
أنواع الميتة وأجزائها إلا الجلود إن دبغت فإنها تطهر بالدباغ لقول الرسول -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- :" أَيَّمَا إهَابٍ دبغَ فقد طَهُرَ" [رواه مسلم].

أنواع النجاسة :
أ. ) نجاسة معنوية:
وهي كــ
- الشرك و
- الجنابة و
- الحيض و
- الأحداث الناقضة للوضوء،
ب. ) نجاسة حسية:
وهي ما كان لها جسم كــ :

- الميتة، و
- الدم؛ و
- الخمر، و
- البول، و
- الغائط: لقوله تعالى : { وَثِيَابَكَ فَطَهِّر }.
قال ابن سيرين : " اغسلها بالماء "،
وقال
-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:«„ تنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر منه ”»؛ و
أمر -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-المرأة أن تغسل ثوبها إذا أصابه دم الحيض .. وتصلي فيه، و
أمر بــ دلك النعلين ثم الصلاة فيهما، و
أمر بــ صب الماء على البول الذي حصل في المسجد (بول الأعرابي في المسجد).
و

النجاسات هي :
- غائط الإنسان مطلقاً، و
- بوله.. إلا الذكرَ الرضيعَ، و
- لُعاب الكلب، و
- رَوْث، و
- دمُ حَيض، و
- لحم خنزير. و
فيما عدا ذلك خلاف.

أخيـ(ـتــي) المسلمــ(ــــة) ! عليكَــــِ أن تهتم بالطهارة :
- ظاهرا و
- باطنا:
باطنا بالتوحيد والإخلاص لله عز وجل في القول والعمل،
وظاهرا بالطهارة من الحدث والأنجاس؛ فإن ديننا دين الطهارة والنظافة والنزاهة من الأقذار الحسية والمعنوية.
فالمسلمُــ(ــةُ) طاهرٌ(ةٌ) نزيهٌ ملازم للطهارة، وقال
-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «„ الطهور شطر الإيمان .. ”».



الأحاديثالتي وردت في هذا الباب: الــنَّـجَـاسَــة هي:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رضي الله عنه قَالَ: «„ سُئِلَ رَسُولُ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- عَنْ اَلْخَمْرِ تُتَّخَذُ خَلًّا!؟، قَالَ: "لَا". ”» [أَخْرَجَه ُمُسْلِمٌ] ؛ (صحيح.رواه مسلم (1983) .) .
وَعَنْهُ رضي الله عنه قَالَ:«„ لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ، أَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَبَا طَلْحَةَ فَنَادَى: "إِنَّ اَللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ اَلْحُمُرِ[اَلْأَهْلِيَّةِ]، فَإِنَّهَا رِجْسٌ" ”» [مُتَّفَقٌ عَلَيْه ِ صحيح. ) ؛ (رواه البخاري (2991)، ومسلم (1940) من طريق محمد بن سيرين، عن أنس به. وزاد مسلم: "من عمل الشيطان". ) .
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَة رضي الله عنه قَالَ:«„ خَطَبَنَا رَسُولُ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بِمِنًى، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَلُعَابُهَا يَسِيلُ عَلَى كَتِفَيَّ. ”» [ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ؛ وَاَلتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَه ُ ) ؛ صحيح. رواه أحمد (487)، و الترمذي (2121)، وهو وإن كان في سنده ضعف إلا أن له ما يشهد له، وللحديث تتمة. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". ) .
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «„ ”»{ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَغْسِلُ اَلْمَنِيَّ؛ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى اَلصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ اَلثَّوْبِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ اَلْغُسْلِ فِيهِ ”» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ) ؛ صحيح. رواه البخاري (229)، ومسلم (289) من طريق سليمان بن يسار، عن عائشة . واللفظ المذكور لمسلم. ) .
وَلِمُسْلِمٍ: «„ لَقَدْ كُنْتُ أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبٍ رَسُولِ اَللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فَرْكًا؛ فَيُصَلِّي فِيهِ ”»[ صحيح.رواه مسلم (288). ) .
وَفِي لَفْظٍ لَهُ: «„ لَقَدْ كُنْتُ أَحُكُّهُ يَابِسًا بِظُفُرِي مِنْ ثَوْبِهِ ”»[ مسلم (290) من طريق عبدالله بن شهاب الخولاني، قال: كنت نازلا على عائشة. فاحتلمت في ثوبي، فغمستهما في الماء، فرأتني جارية لعائشة، فأخبرتها، فبعثت إلي عائشة فقالت: ما حملك على ما صنعت بثوبيك!؟، قال: قلت: رأيت ما يرى النائم في منامه. قالت: هل رأيت فيهما شيئا؟ قلت: لا. قالت: فلو رأيت شيئا غسلته. لقد رأيتني، وإني لأحكه من ثوب رسول الله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يابساً بظفري. ) .
وَعَنْ أَبِي اَلسَّمْحِ
رضي الله عنه قَالَ: قَالَ اَلنَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- «„ يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ اَلْجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ مِنْ بَوْلِ اَلْغُلَامِ ”» [ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ؛ وَالنَّسَائِيُّ؛ وَصَحَّحَهُ اَلْحَاكِم ُ ) ؛ صحيح.رواه أبوداود (376)، والنسائي (158)، والحاكم (166) بسند حسن، عن أبي السمح، قال: كنت أخدم النبي -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-، فكان إذا أراد أن يغتسل، قال: "ولني قفاك" فأوليه قفاي، فأستره به، فأتي بحسن (أو) حسينرضي الله عنهما، فبال على صدره، فجئت أغسله، فقال -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-فذكر الحديث.[وله شواهد أخرى كثيرة له. ) .
وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا؛ أَنَّ اَلنَّبِيَّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ - فِي دَمِ اَلْحَيْضِ يُصِيبُ اَلثَّوْبَ-: «„ " تَحُتُّهُ، ثُمَّ تَقْرُصُهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ تَنْضَحُهُ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ" ”» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ صحيح. رواه البخاري (227)، (307)، مسلم (291) من طريق فاطمة بنت المنذر،عن جدتها أسماء، به .].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَتْ خَوْلَةُ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا :«„ يَارَسُولَ اَللَّهِ، فَإِنْ لَمْ يَذْهَبْ اَلدَّمُ!؟، قَالَ: "يَكْفِيكِ اَلْمَاءُ، وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ " ”» [أَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ، وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ) ؛ حسن. رواه أبو داود (365) وغيره].
"تنبيه"
عزو الحافظ الحديث للترمذي إنما هو من باب الوهم وإن تبعه على ذلك غيره. وأما تضعيفه لسند الحديث فــ لعلة غير قادحة.



و
هذه النجاسة تنتقل إلى غيرها .. ولها أحكام على النحو التالي:
أولاً :
رطوبة فرج المرأة : لحديث أبيِّ بن كعب
وفي المذهب الحنبلي، في رطوبة فرج المرأة روايتان:
إحداهما :
نجاسته، لأنه بلل في الفرج لا يخلق منه الولد أشبه المذي،
و

الثانية :
طهارته، لأن المني طاهر، وإذا كان من جماع فلابد ان يصيب رطوبة الفرج،

يعلق ابن قدامه هنا بقوله: "ولأننا لو حكمنا بنجاسته لحكمنا بنجاسة مني المرأة لأنه يتنجس برطوبة فرجها لخروجه منه.
وقال القاضي: ما أصاب منه في حال الجماع فهو نجس لأنه لا يسلم من المذي وهذا ممنوع فإن الشهوة أذا إشتدت خرج المني دون المذي كحالة الاحتلام. [ المغني ابن قدامة: (ج 1 ؛ ص343)].
و

ترى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نجاسة رطوبة فرج المرأة التي تصيب الرجل اثناء جماعه لها، وأنه يجب عليه غسله وأن الصلاة لا تصح بالثوب الذي تصيبه تلك الرطوبة ما لم يغسل.



ثانياً : الدم :
من النجاسات التي يجب تطهيرها عند أم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها فقد قالت:" كانت إحدانا تحيض ثم تقرِضُ الدمَ من ثوبها عند طهرها فتغسله وتَنضَحُ على سائره ثم تصلي فيه . [ صحيح البخاري : ( 1 /410 ) ؛ و ( 412 ) في الحيض.].
الأصل في ذلك ما أخرجه البخاري: "«„ سألت امرأة رسولَ الله
-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فقالت يارسول الله أرأيت أحدانا إذا أصاب ثوبها الدمُ من الحيض كيف تصنع!؟ ، فقال رسول الله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيض فلتقرصه ثم تنضحه بماء ثم تصلي فيه ”». [ صحيح البخاري : ( 1 /410 )].
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ : «„ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إلَى النَّبِيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ إحْدَانَا يُصِيبُ ثَوْبَهَا مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ كَيْفَ تَصْنَعُ ؟ ، فَقَالَ : تَحُتُّهُ ثُمَّ تَقْرُصُهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ تَنْضَحُهُ ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ ”» [ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ] .



ما لا يعتبر نجساً :
أ. ) بدن الحائض،
ب. ) عَرَق الحائض.



آثار النجاسة :
يحرم على الحائض والنفساء المكث في المسجد، ومسائل آخرى سأوضحها -إن شاء الله تعالى - في مكانها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الثلاثاء‏، 27‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ ‏ 02‏ نوفمبر‏، 2021م
-*-*
أعد هذا الملف :د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 03 / 11 / 2021 49 : 09 PM

إرادة الخالق: رفع الحرج؛ وتطهير واليسر والتخفيف عن بني آدم!
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰن ِالرَّحِيمِ
{ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّن ْ:«„ حَرَجٍ » وَلَـكِن يُرِيدُ لِــ :«„ يُطَهَّرَكُمْ » وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ..} ..[المائدة:6]..
{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ :«„ الْيُسْرَ » وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ .. } [البقرة:185]
{ يُرِيدُ اللّهُ لِــ :«„ يُبَيِّنَ» لَكُمْ وَ :«„ يَهْدِيَكُمْ » سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ..} [النساء:26]
{ يُرِيدُ اللّهُ أَن :«„ يُخَفِّفَ » عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا } [النساء:28]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
قارئُ القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين.. قراءة تدبر وتمعن.. وتفهم بفقه.. وتبصر فتعقل بإدراك.. ودراسة بتفسير وتأويل؛ فتطبيق في الحياة المعاشة اليومية وتفعيل النص القرآني والاستهداء بالحديث الشريف في السلوك الإنساني.. فتمسك بالشريعة الغراء.. وإلتزام بمنهج السماء.. فسيسعد هذا القارئ في الدنيا وينعم.. وأيضا برحمته ومغفرته -سبحانه وتعالى- سيسعد في الآخرة وينعم ...
وهذا هو الفارق بين هداية رافع السماء بغير عمدٍ وإرادة رب الأرض ومن عليها وإرادة رب السماء ومن فيها.. وبين مَن يشرع من عقله ويمنهج حياة الإنسان بذهنه ويفلسف طريقة عيش الإنسان بقدراته المحدودة وفهمه الضيق وعقله القاصر..
فتجد مِن رحمته تعالى بخلقه والإنسان:
- رفع الحرج و
- إبعاد العسر والتعسير و
- إرادة التطهير و
- إتمام النعمة و
- إرادة اليسر والتيسير و
- إرادة تبيان شريعته -عز وجل- و
- الهداية و
- التخفيف..
ويقابل كل هذا تدخل الإنسان بضعفه وعجزه وتقصيره وجهله في أمور إصلاح الناس دون هدي رباني وسنة محمدية!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 28‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 03‏ نوفمبر، 2021م
-*-*
*مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ*

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 03 / 11 / 2021 21 : 11 PM

المسألة:«رطوبة فرج المرأة» !
 
*.] توجد بعض مسائل -أحكام- :„ انفردت بها المرأة عن الرجل؛ وقد تحيّر في هذه المسألة : « رطوبة فرج المرأة » علماء الفقه قبل أن تتحير المرأة -نفسها- فيها.. وأقوالهم -اجتهاداتهم وتعددها بين النجاسة و الطهارة - زادت حيرة المرأة.. ولعل إجتهادات السادة العلماء جميعها في السابق -قديم البحوث الفقهية- بُنيت على ما فُهم -وقتذاك- من واقع المسألة.. وملابسات الحال.. أو كيفية إدراك الخارج من فرج المرأة.. أي كيفية خروج (أي المخرج)؛ أو مِن أي مكان -موضع- تخرج هذه الرطوبة -سائل-.
وغابت (لعل) الناحية التشريحية للعضو الأنثوي؛ ولم تتوفر الأجهزة العلمية الحديثة !.. (ولعل) كان آنذاك تصور ذهني!؟..
وبناءً على فهم المسألة وواقعها : فهل يمكننا أن نقول بأن رطوبة فرجها هو نفسه إفراز مهبلي وهو في حد ذاته سائل يخرج من موضعه دون أدنى إرادة منها؛ فليس له علاقة برغبة جماع أو استعداد وتهيئة للمجامعة مع الزوج أو بعد خروج البول أو قبيل نزول دم الحيض أو حتى الإنتهاء من زمن دورتها الشهرية !! ..
فهذه المسألة -في حقيقتها- ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالمذي أو الحيض أو البول أو المني... بل هو -السائل الخارج من المهبل- حالة خاصة بالأنثى .. باعتبارها أنثى!
لذا فوجب على المرأة المسلمة أن تعلم ما حكم هذا السائل -رطوبة فرجها- كي تتمكن من أداء الصلاة بطمأنينة قلبية وهدوء نفسي.. أو تتم صومها في شهر كامل قد يصادف أنها خالية فيه من دم الحيض! فيأتي -يبدء- زمن حيضها في نهاية شهر رمضان الكريم وينتهي ليلة قبل بدء شهر الصيام!
فالله المستعان.. والحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان والحمد لله على نعمة العقل والفهم والإدراك !
وسأسعى بفضل من الله تعالى وكرم بتبيان واقع المسألة :
*

« الإفرازات المهبلية »
أو
« رطوبة فرج المرأة »
لم أبالغ حين كتبتُ في مقدمة هذا البحث : تعيش الأنثىٰ [حين بلوغها مبلغ النساء] في شهرها أوقاتاً معلومة في عالمٍ خاصٍ بها دون [زميلها في الإنسانية ورفيقها في الآدمية؛ فهي وهو من بني آدم] الرجل.. فلها أحوال لا يطلع عليها إلا المقربات منها.. [أو طبيبتها الخاصة بها؛ أو المتخصص، وهناك حالات مرضية(!)] فتعيش بمفردها هذه التحولات.. ، فإذا ما أنتهت دورتها وتطهرت منها وأغتسلت ترى من حين إلى آخر وتشعر بــ إفرازات من نفس المخرج..
هذا وينبغي عليها أن تعلم مصدرها وحكمها، فهل تلحقها بــ دم الحيض؛ فتأخذ حكمه،
أم
هذه الرطوبة شئ آخر، لذا جاء هذا الجزء من بحث الدماء الخارجة من رحم المرأة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 28 ‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 03 نوفمبر،2021م
-*-*
*مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 03 / 11 / 2021 29 : 11 PM

إفرازات دائمة ومستمرة!
 
كتبتْ السيدة الفاضلة د. فاطمة بنت عمر بن محمد نصيف :
" الإفرازات المهبلية ( رطوبة فرج المرأة ) من الأعراض الشائعة عند معظم النساء... ولأن هذه الإفرازات تنزل :بــ
- صفة دائمة و
- مستمرة عند أغلب النساء و
- لا يمكن التحكم فيها ..
خاصةً في أماكن العبادة كـ : الحرمين .. والمساجد ، و أوقات العبادة كـ : الطواف حول البيت والصلاة .. خاصةً عند عدم القدرة على التطهر إذ الزم الأمر لعدم توفر دورات مياه مناسبة قريبة من أماكن العبادة أو لـ صعوبة الوصول إليها في أغلب الأحيان ...".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 28 ‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 03 نوفمبر،2021م
-*-*


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 03 / 11 / 2021 47 : 11 PM

الرطوبة لغةً.. شرعاً!
 
أبدأ من حيث اللغة :
"الرَّطْبُ - بِالْفَتْحِ - : ضِدُّ الْيَابِسِ .
وَالرَّطْبُ : النَّاعِمُ .

رَطُبَ بِالضَّمِّ يَرْطُبُ رُطُوبَةً وَرَطَابَةً ،
وَغُلَامٌ رَطْبٌ : فِيهِ لِينُ النِّسَاءِ .
وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ : يَا رَطَابِ! ، تُسَبُّ بِهِ ،

وَالرَّطْبُ : الْمُبْتَلُّ بِالْمَاءِ .
وَرَطَّبَ الثَّوْبَ وَغَيْرَهُ وَأَرْطَبَهُ كِلَاهُمَا : بَلَّهُ (1)
وَفِي الْحَدِيثِ :«„ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا “»؛ ؛ أَيْ لَيِّنًا لَا شِدَّةَ فِي صَوْتِ قَارِئِهِ .
فالرطوبةُ إذاً حالة من البلل .
**
أما من حيث الشرع ، فنأتي بدليل تحت عنوان :«„ أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ “»؛ لقوله -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ لَقِيَهُ النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ فَانْسَلَّ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ فَتَفَقَّدَهُ النَّبِيُّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-فَلَمَّا جَاءَهُ ؛ قَالَ :«„ أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ “»؛ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ حَتَّى أَغْتَسِلَ “؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:«„ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ “» (3) .
وعلق النووي في كتاب الحيض بشرحه على مسلم بقوله :" فِيهِ قَوْلُهُ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:«„ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ “»؛

وَ
فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى : «„ إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ “»؛
ثم يقول ، أي النووي : هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي طَهَارَةِ الْمُسْلِمِ حَيًّا وَمَيِّتًا .. فَأَمَّا الْحَيُّ فَطَاهِرٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ " (4) .

ثم قال :" حَتَّى الْجَنِينُ إِذَا أَلْقَتْهُ أُمُّهُ وَعَلَيْهِ رُطُوبَةُ فَرْجِهَا . قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا : هُوَ طَاهِرٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ.
وقَالَ : وَلَا يَجِيءُ فِيهِ الْخِلَافُ الْمَعْرُوفُ فِي نَجَاسَةِ رُطُوبَةِ فَرْجِ الْمَرْأَةِ ". انتهى. (5)
قلت(الرمادي) : وهنا يضطرب الفهم ، فلما الجنين الذي عليه رطوبة فرج أمه طاهر ، ولما على الإطلاق نجاسة رطوبة فرج المرأة ، لذا وجب علينا ـ حسب القدرة والإستطاعة تبيان المسألة ، والله المستعان وعليه التكلان ."
-*-*-*.
:"غير أن الحطاب، من رجال المذهب المالكي يرده بقوله :" فِي هَذَا نَظَرٌ عَلَىٰ مَا حَكَاهُ النَّوَوِيُّ أَنَّ بَلَلَ جَنِينِ الْآدَمِيِّ حِينَ خُرُوجِهِ الِاتِّفَاقُ عَلَىٰ طَهَارَتِهِ؛ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " . (6).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 28 ‏ ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 03 نوفمبر،2021م
-*-*
*مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 06 / 11 / 2021 56 : 10 PM

إن الله لا يستحيي من الحق!
 
﴿﴿«««««إن الله لا يستحيي من الحق»»»»﴾ :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 06 / 11 / 2021 12 : 11 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
:{.. وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ } .{الأحزاب:53}.
جزء من الآية: 53 من سورة الأحزاب، وبدايتها قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ .. وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ {الأحزاب:53}.


ومعنى المقطع المذكور من الآية الكريمة كما قال البغوي: أَيْ: لَا يَتْرُكُ تَأْدِيبَكُمْ، وَبَيَانَ الْحَقِّ حَيَاءً. اهـ.

وقال السعدي: { واللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ } فالأمر الشرعي، ولو كان يتوهم أن في تركه أدبا وحياء، فإن الحزم كل الحزم اتباع الأمر الشرعي، وأن ما خالفه ليس من الأدب في شيء. والله -تعالى- لا يستحي أن يأمركم، بما فيه الخير لكم، والرفق لرسوله كائنًا ما كان. اهـ.
والآية تعلم الصحابة، والمسلمين من بعدهم الأدب الرفيع في الزيارة، ودخول بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم-.


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 07 / 11 / 2021 34 : 03 PM

«„ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ”»
 
بسم الله الرحمن الرحيم
«„ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ”»
من باب تعلم الأحكام الشرعية العملية..

". حديث: "في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل قال تغتسل "

قال الإمام البخاري-رحمه الله تعالى- : باب الحياء في العلم.

وقال مجاهد: لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر.
وقالت عائشة : نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدِّين.
ثم روى - البخاري - بإسناده : عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة
:" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُومُعَاوِيَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ جَاءَتْ(*) أُمُّ سُلَيْمٍ(**) [-امرأةُ أَبِي طَلحة-(***)] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-فَقَالَتْ :„ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ(****)، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ !؟”؛ قَالَ النَّبِيُّ-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-:«„ إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ(*****) ”»؛‏ فَغَطَّتْ(*)(*) أُمُّ سَلَمَةَ ـ تَعْنِي وَجْهَهَا ـ وَقَالَتْ:„ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَتَحْتَلِمُ[أوَتَحْتَلِمُ ] الْمَرْأَةُ !؟”؛ قَالَ :«„ نَعَمْ تَرِبَتْ يَمِينُكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا ”».
[Sahih Bukhari Book: 3, Hadith: 130]+[ والحديث مخرّج في الصحيحين .] (1) درجة الحديث: ذكر أنه متفق عليه، يعني: على صحته وعلى تخريجه بين البخاري، ومسلم .
:" وقد وقعت هذه المسألة لنساءٍ من الصحابيات:
لــ

- خولة بنت حكيم .. عند : أحمد، والنسائي، وابن ماجه.
ولــ

- سهلة بنت سهيل .. عند : الطبراني.
ولــ

- بُسْرة بنت صفوان .. عند : ابن أبي شيبة.
فتلك
:" الصحابيات -رضوان الله عليهن- كنَّ يسألن النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الأحكام، وما منعهن الحياء من السؤال لشدة حاجتهن للعلم، وللتعبد لله -جل وعلا-".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
الحديث تجده عند :

(1) البخاري : الأدب (6121)؛ ومسلم : الحيض (313)؛ والترمذي : الطهارة (122)؛ والنسائي : الطهارة (197)؛ وابن ماجه : الطهارة وسننها (600)؛ وأحمد (6/292)؛ ومالك : الطهارة (118).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

(*) في صحيح النسائي؛ تخريج الألباني؛ ورد النص :" - أنَّ امرأةً قالت : يا رسولَ اللَّهِ ! إنَّ اللَّهِ لا يستَحي مِنَ الحقِّ ، هل علىٰ المرأةِ غُسلٌ إذا هيَ احتَلَمت ؟ . قالَ : نعَم إذا رأَتِ الماءَ (*)(*) فضحِكَت أمُّ سلمةَ ، فقالت : أتَحتَلِمُ المرأةُ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ : ففيمَ يشبِهُها الولَدُ ".

[روته: أم سلمة؛ أم المؤمنين؛ انظر : الألباني في : صحيح النسائي: (197)الحديث : صحيح]
(**) سهلة بنت ملحان الأنصارية؛ أم أنس بن مالك، أسلمت متقدمة مع قومها من الأنصار.
(***) زوجته، وهو: زيد بن سهل الأنصاري، وفيه نزلت: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون).
(****) إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ : لا يمتنع من ذكره أو فعله حياء، والغرض من هذه الجملة: تقديم الاعتذار عما ستسأل عنه.
(*****) الماء: المني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

التعليق :
الحياءُ كلُّه خَيرٌ، وهو مِن الإيمانُ، ومِن الأخلاقِ المَحمودةِ التي يجِبُ أنْ يَتحلَّى بها الرِّجالُ والنِّساءُ على السَّواءِ.

و
في هذا الحَديثِ تُخبِرُ زَينبُ ابنةُ أمِّ سَلَمةَ -رَضيَ اللهُ عنهما- أنَّ أمَّ سُلَيمٍ -وهي والدةُ أنسِ بنِ مالكٍ وزَوجةُ طَلحةَ بنِ عُبيدِاللهِ -رَضيَ اللهُ عنهم جميعًا- أتتْ إلى رسولِ اللهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- في حُضورِ أمِّ سَلَمَة -رَضيَ اللهُ عنها- زَوجِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فمَهَّدَتْ لسُؤالِها، مما يتعلق بالفروج، وهي مما يستحيا من ذكره عادة قدمت بين يدي سؤالها تمهيداً لإلقاء سؤالها؛ حتى يخف موقعه على السامعين.. وهي تطلب الحق، ولا تتكلم بذلك في غير طلب الحق، والتعبد لله -جل وعلا-
وقالت: إنَّ اللهَ -عز وجل- لا يَسْتحيي مِن الحقِّ، فلا يَمتنِعُ مِن بَيانِه وإظهارِ الحق الذي يستحيا من ذِكره من أجل الحياء، ما دام في ذكره فائدة؛ وذلك لأنَّ ما ستَذكُرُه للنبيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- مِمَّا تَسْتحيي النِّساءُ مِن ذِكْرِه عادةً بحَضْرةِ الرِّجالِ، فلما ذكرت أم سليم هذه المقدمة التي لطفت بها سؤالها، دخلت في صميم الموضوع،

ثمَّ
سَألَتْ سُؤالَها: هل يَجِبُ على المرأةِ مِن غُسْلٍ إذا احتلَمَتْ؛ أي : تخيلت في المنام أنها تجامع؟، فرَأَتْ في مَنامِها أنَّ الرَّجُلَ يُجامِعُها؟ .
فأجابَها -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أنَّ الغُسْلَ يَجِبُ عليها إذا رَأَتِ «الماءَ»، أي: المَنِيَّ؛ إذا استَيقظَتْ مِن نَومِها، فإذا لم تَرَهْ [ آثر يدل على وجوده ونزوله ] فلا غُسْلَ عليها، فــ
غَطَّتْ أمُّ سَلَمَةَ -رَضيَ اللهُ عنه-ا وجْهَها حَياءً مِن السُّؤالِ؛ لأنَّ نُزُولَ المَنِيِّ منهنَّ يدُلُّ على قُوَّةِ شَهوتِهنَّ للرِّجالِ،
و
سَألَتِ النبيَّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- تَعجُّبًا: أَوَتَحتلِمُ المرأةُ؟ ؛ أي: أتَرى المرأةُ المَنِيَّ، وتَحتلِمُ كالرِّجالِ، فــ
أجابَها -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: نَعمْ؛ تَحتلِمُ وتَرى المَنيَّ.
ثمَّ
قال لها: «تَرِبَتْ يَمينُك»، أي: افتقَرَتْ وصارَتْ على التُّرابِ، وهي كَلمةٌ جاريةٌ على ألْسِنةِ العرَبِ لا يُريدونَ بها الدُّعاءَ على المخاطَبِ،
ثمَّ
قال -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: فبِمَ يُشبِهُها وَلَدُها؟ ، والمعنى: فبأيِّ شَيءٍ يُشْبِهُها وَلَدُها لو لم يكُنْ لها ماءٌ؟ .
وماءُ الرَّجلِ غَليظٌ أبيضُ،
وماءُ المرأةِ رَقيقٌ أصفرُ، و
قد جاء أنَّ أيَّ الماءينِ عَلا الآخَرَ أو سَبَقَ، كان منه الشَّبَهُ الذي في وَلَدِهما.
وهذا تشبيه بلاغي لزمن النبوة؛ وقد ثبت بالعلم الحديث اليوم ما يقارب هذا المعنى!

وفي الحديثِ: النَّهيُ عن الحَياءِ في طَلَبِ العِلمِ والسُّؤالِ عن الدِّينِ؛ لأنَّه حقٌّ.

فــ أن ذكر ما يستحيا منه غير مكروهٍ إذا كان لمعرفة الحق والتفقه في الدين.

(لا يستحيي من الحق): المراد بالحياء هنا معناه اللُّغوي؛ إذ الحياءُ الشرعيُّ خير كله، والمراد: إن الله لا يأمر بالحياءِ في الحق.

قوله: "إن الله لا يستحي من الحق" الحياء صفة عامة كلية من الصفات التي تكون قائمة بالله -جل وعلا- وتكون قائمة ببعض المخلوقات، فالإنسان فيه حياء، ومن صفاته الحياء، والله -جل وعلا- من صفاته الحياء، واسمه أو من أسمائه حيي، كما جاء في حديث سلمان الذي في السنن: «إن الله حيي ستير»

ـــــــــــــــــــــــــــــ
[انظر : النسائي : الغسل والتيمم (406)، وأبوداود : الحمام (4012)، وأحمد (4/224).] .
فالله -جل وعلا- موصوف بالحياء الحق على ما يليق بجلاله -جل وعلا- وعظمته ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
[ سورة الشورى: 11]
فهذا المعنى، أو هذه الصفة صفة الحياء صفة كلية، لا ينبغي، بل لا يجوز أن تفسر في حق الله -جل وعلا- بما هو المعهود في حق المخلوق، بل نعلم معناها في اللُغة، ونثبتها على ظاهرها لله -جل وعلا- دل عليه قولها: "إن الله لا يستحي من الحق" فالله سبحانه لا يستحي من الحق، ولا يستحي من ضرب الأمثال الحق كما قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا
[ سورة البقرة: 26]
ـــــــــــ
وفي الحديث : جواز استفتاء المرأة بنفسها عن أمر دينها .
وفيه: بيان ما عليه الصحابيات من الاهتمام بأمر دينهن والسؤال عنه .
و

من أحكام الحديث:
أولا: دل الحديث على حسن السؤال من أم سليم -رضي الله عنها- وأن حُسن السؤال مهم جدا في إلقائه، وفي إجابة المجيب، فكثيراً ما يمنع السائل من الجواب الحَسن، أو الجواب المُفصل؛ لأنه لم يُحْسِن السؤال؛ لهذا أبلغت أم سليم -رضي الله عنها- في حُسن السؤال حيث قالت: "إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت" قال: "نعم إذا رأت الماء".
وفيه: بَيانُ أنَّ للمَرأةِ ماءً (مني)، وأنَّها تَحتلِمُ كالرِّجالِ، فـ

المرأة تُنْزِل كما يُنْزِلُ الرجل، فــ
(احتلمَتْ): بمعنى: الاحتلام افتعال من الحُلم، وهو ما يراه النائم في نومه، والمراد به هنا أمر خاصٌّ هو الجماع.
فــ
الاحتلام: هو رؤية منام، وسُمي حصول المعاشرة في المنام احتلاماً دون رؤيا؛ لأنها من الشيطان، فالاحتلام سواء كان احتلاما بمن تحل للإنسان، أو احتلام للمرأة بمن يحل لها، أم غير ذلك، هذا كله من الشيطان؛ ولهذا لم يقل في الاحتلام، إنه رؤيا مع أنه هو رؤيا منام، لكنه قيل: الاحتلام؛ لأنه من الحلم، والحلم من الشيطان، والرؤيا من الله - جل وعلا-.
فــ :
من أحكام الحديث:
ثانياً : دل الحديث على أن المرأة تحتلم كما يحتلم الرجل، والاحتلام في الرجال كثير، وفي النساء قليل، وذلك لغلبة طبع الرجل في هيجان مائه، وكثرته دون هيجان ماء المرأة، فالمرأة ماؤها قليل، والرجل ماؤه من حيث التولد كثير؛ لهذا يصاب الرجال بالاحتلام أكثر من النساء، بل قليل من النساء من تحتلم.
ومن ذاك يكون الشَّبَهُ في الولد بالأُمِّ. كما أشار إلى هذا بقية الحديث .
وفيه: المرأة يجب عليها الغسل حين تحتلم، إذا أنزلت ورأت الماء . أي: المنِي بعد الاستيقاظ.
و من أحكام الحديث:
ثالثاً: دل الحديث على أن المرأة، يجب عليها الغسل إذا حصل لها التلذذ، والشهوة في احتلامها بأن رأت الماء، يعني: في ملابسها أو بعض ملابسها، أو نحو ذلك، أو هي رأته يعني: رأت في المنام، أنها تلذذت وبلغت الشهوة، فيجب عليها الغسل بذلك، فالمرأة في ذلك مثل الرجل؛ ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام- نعم إذا رأت الماء، والرجل كذلك يجب عليه الغسل إذا رأى الماء، لا بمجرد الاحتلام.
رابعاً:أفاد الحديث أن كلمة على، عليكِ كذا على المرأة كذا، أنها من الألفاظ التي تفيد الوجوب، وهذا مقرر في أصول الفقه، فإن من الألفاظ التي نستفيد منها الوجوب أن يعبر عن الشيء بــ عليك، كذا كقوله -جل وعلا-: ﴿
عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ
[سورة المائدة: 105]
وكقوله: ﴿كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
[سورة النساء: 24]
وهذا يفيد الوجوب، وهنا قال: "نعم" يعني: على المرأة غسل إذا احتلمت، إذا رأت الماء، نفهم من قوله: على المرأة، يعني: أن ذلك واجب عليها.
قوله: "إذا رأت" المقصود بالرؤية هنا، رؤية الآثار بعد اليقظة، وليس المقصود أنها رأت ذلك في المنام.
وفيه: الأمْرُ بالغُسلِ لِمَن يَحتلِمُ إذا رَأى الماءَ «المَنِيَّ» بعْدَ الاستِيقاظِ. و
وفيه: ثُبوتُ شَبَهِ الوَلَدِ بأبيهِ أو أُمِّه ".
وفيه: إثبات صفة الحياء لله -جلّ وعلا-، إثباتا يليق بجلاله، على أنه لا يمتنع -تعالى- من قول الحق لأجل الحياء .
وأن الحياء لا ينبغي أن يمنع من تعلُّم العلم، حتى في المسائل التي يستحيا منها .
ومن الأدب وحسن المخاطبة، أن يقدم أمام الكلام الذي يستحيا منه مقدمة تناسب المقام، تمهيدا للكلام، لِيَخِفَّ وقعه، ولئلا ينسب صاحبه إلى الجفاء .
وفضيلة أم سليم -رضي الله عنها- بحرصها على الفقه في الدين، وحسن أدبها؛ بتقديم ما يمهد لعذرها .
نفي صفة الحياء من الحق عن الله -عز وجل-، أي الامتناع عن الحق بسبب الحياء؛ وذلك لكمال عدله ورحمته .

هذا.. ومن الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- التوفيق والصلاح والهداية !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


{ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ }

صفحة
من

كتاب « أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة»
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

‏الأحد‏، 02‏ ربيع الثاني‏، 1443هــ ~ 07 نوفمبر‏، 2021م
أعد هذا الملف :د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط