ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   المناسبات (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=121739)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 17 / 06 / 2018 30 : 06 PM

رد: المناسبات
 
المسألة التي ابحثها تندرج تحت "فقه العبادات"؛ وتقع ضمن مسائل "الصيام غير الواجب"؛ أي "صيام التطوع".. وقبل بحثها نتساءل:
« متى صام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ستة من شوال!؟»..
ونقدم الإجابة بتمهيد هام :
إذ أن أفعال المسلم في حياته الدنيا.. وأقوال المؤمن وتصرفاته يجب أن يتبع فيها الوحي المنزل من رب العباد خالقنا ورازقنا -رافع السماء بغير عمد نراها- بواسطة أمين السماء جبريل -عليه السلام- على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم-..
ومصدر الإسلام الأول هو الوحي المنزل مِن الله -تعالى- على قلب محمد الرسول والنبي والمبلغ -صلوات الله وسلامه عليه وآله-؛
وينقسم إلى :
1. ] آيات القرآن الكريم و
2. ] السنة المحمدية العطرة.. فـ
صيامُ الست من شوال سنةٌ مؤكدةٌ بلا ريب،
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر.. و
هذا الحديث من السنة القولية..
بيد أنه لم يرد في السنة العملية ما يفيدُ كيفية صيام النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الست من شوال.. بل لا نعلم في السُنة ما :
أ.] يفيد أنه [] صامها و
ب.] لا يفيدُ أنه تركَ صيامها، فـ
الأمرُ محتمل، و
والحق -أننا- نحنُ لا نثبتُ ولا ننفي إلا ما أثبتته النصوص أو نفته، و
ليس من شرط السُنة أن يتوارد على ثبوتها القول والفعل،
بل من السنةِ ما ثبت بفعله [] ولم يرد ترغيبٌ فيه بالقول كـ
الاعتكاف
فإنه ليسَ في فضله حديثٌ صحيح، و
لكنه مسنونٌ قطعا لمواظبته [] على فعله.
ومن السنة ما يثبتُ بالقول دون الفعل، وقد يتركه النبي [] لعارض أو لبيان جواز الترك كـ
صلاة الضحى،
ففي الصحيح أن عائشة -رضي الله عنها- أخبرت أنها لم تره -صلى الله عليه وسلم- يُسبحها، مع أن الأحاديث المرغبةَ فيها في غاية الصحة.
فإذا فرضنا أنه [] كان لا يصوم الستَ من شوال، فلعل تركه لصيامها من هذا الباب، هذا وجمهور أهل العلم يقولون بـاستحباب صيام الست من شوال وأن تكون عقب رمضان متتابعة.
والمتتبع لأقوال السادة العلماء نجد قولا للإمام مالك بن أنس.. سنعرضه..!!.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 17 / 06 / 2018 50 : 06 PM

رد: المناسبات
 


http://www.aliftaa.jo/photos/498d0ee...d8817ee667.jpg

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 06 / 2018 25 : 08 PM

رد: المناسبات
 
وقفة عيد الأضحى السعيد لعام ١٤٣٩ الهجري المبارك توافق فلكياً:
« يوم الاثنين: التاسع ﴿٩﴾ من ذي الحجة ~ ٢٠ أغسطس ٢٠١٨ الميلادي؛ وعليه يكون الثلاثاء أول أيام عيد الأضحى المبارك »..
عيد سعيد مبارك على الأمة الإسلامية؛ وسفر ميسور وحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور وعودة حميدة كيوم ولدتنا أمهاتنا..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 06 / 2018 41 : 08 PM

التهيئة!
 
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم
[الفاتحة:1]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
﴿ أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف؛ وبدع المناسك والزيارة
الحمد لله الذي خلقنا مِن نسل مَن سجدت له الملآئكة، تكريما لخلقه وتفضيلا لعقله، فالحمد لله الذي أكرمنا بالخلق والإنشاء والإيجاد، ثم الحمد لله الذي أكرمنا بالعقل والفهم والإدراك، وجعل لنا السمع والأبصار والأفئدة بعد أن اخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا، ثم الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام والإيمان، ونشهد أنه الخالق الرزاق، الغفور الودود، حقٌ أن يعبد كما أمر، قال سبحانه وتعالى :
﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ؛ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ؛ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ؛ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى؛ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ(1)
وقال مَن تعالى في سماه وتقدست اسماه ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (2)
و

أَشْهَدُ أَنَّه ارسل فينا الرحمة المهداة والنعمة المسداه سيدَنَا مُحَمَّدًا بن عبدالله عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وحبيبُهُ، ونشهد بأن الذي « قَالَ : خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ. « .. (*). " الذي قال هذا هو النبي الأمي محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين، فنصلي ونسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته وسار على طريقته إلى يوم الدين.
ونرجو من الله سبحانه وتعالى لحجاج بيت الله المعظم سفرا ميسورا، حجاً مبروراً (3) ، وسعياً مأجوراً..

ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقول :
" الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة " (4)، وذنباً مغفوراً وعملاً متقبلاً وزيارةً محمودةً وعودةً من أرض الحرمين الشريفين، كيوم ولدتنا أمهاتنا(5).
اللهم اجعل، هذه الرسالة
" أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف" لوجهك الكريم وتقبلها مني بعفوك عني وكرمك ياالله ونقِّ قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء . . . آمين يارب العالمين.
أخي المُقدم على آداء مناسك الحج والعمرة !
أختي الكريمة !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

من القواعد التي ينبغي أن تأصل :
القاعدة الأولى أن :
" الْأَحْكَامَ الَّتِي تَحْتَاجُ الْأُمَّةُ إِلَى مَعْرِفَتِهَا لَابُدَّ أَنْ يُبَيِّنَهَا الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَيَانًا عَامًّا، وَلَابُدَّ أَنْ تَنْقُلَهَا الْأُمَّةُ، فَإِذَا انْتَفَى هَذَا عُلِمَ أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ دِينِهِ.. "(6).
مسائل ما قبل الشروع في اتخاذ اجراءات التسجيل لـ أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف؛ على صاحبه أفضل الصلاة واتم التسليم .

[١. ] المسألة الأولى :" التهيئة "
وتنقسم مسألة التهيئة إلى ثلاث نقاط رئيسة:
[١. ١. ] التهيئة النفسية،

[١. ٢. ] التهيئة الإدراكية والعقلية ،
[١. ٣. ] التهيئة الفقهية / الشرعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
الهوامش والمراجع :
(1) سورة البقرة، آية 197.
(2) سورةآل عمران، آية 97.
(3) روى الإمام مسلم بسنده؛ عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله عليه السلام قال :" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، وقد روى هذا الحديث غير مسلم الإمام البخاري؛ والترمذي؛ والنسائي؛ وابن ماجة؛ والأصبهاني وزاد :" وما سبح الحاج من تسبيحة؛ ولا هلل من تهليلة ولا كبر تكبيرة إلا بشر بها تبشيرة ".
تفسير معنى الحديث:
القول الأول :" فالحج المبرور هو الذي لا يخالطه إثم، وهذا هو الأصح، مشتق من البر وهو الطاعة، وفيما رواه الإمام أحمد من حديث جابر مرفوعا :" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، قيل يارسول الله ما بر الحج ؟ قال :" اطعام الطعام وإفشاء السلام".
والقول الثاني : قيل في الحج المبرور هو القبول، ومن علامات القبول أن يرجع خيرا مما كان، ولا يعاود المعاصي.
القول الثالث : وقد قيل هو الذي لا رياء فيه، وقيل هو الذي لا يعقبه معصية.
(4) الحديث أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو مخرج في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (1200) و الإرواء (769)؛ وهما من تخريج الألباني.
(5) جاء صريحاً في بعض الأحاديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه"، وجاء بلفظ :" مَنْ حجَّ فلم ....." رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن العاص :" .... وإن الحج يهدم ماقبله"، وعن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :" تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما يَنفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكيرُ خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة"، رواه النسائي؛ والترمذي وصححه، ومعنى كلمة خبث : أي وسخ، أما الكير فهي الآلة التي ينفخ بها الحداد والصائغ النار.
(6) الشيخ مُحَمَّدٌ رَشِيدٌ رِضًا ؛ تَّفْسِير الْمَنَار ، الهيئة المصرية للكتاب ، دون ذكر سنة النشر.
(*) ] مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرٍ » لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتَى الْحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ ، ثُمَّ مَشَى عَلَى يَمِينِهِ فَرَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا ... وَلَهُ عَنْ جَابِرٍ أَيْضًا : { رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ : لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ «.
وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ ". بِلَفْظِ الْأَمْرِ
[التلخيص الحبير ؛ أحمد بن علي محمد الكناني (العسقلاني) ؛ مؤسسة قرطبة ؛ سنة النشر: 1416هـ/1995م ؛ الطبعة: الأولى ]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 08 / 07 / 2018 58 : 02 PM

الْحَجِّ مَرَّة وَاحِدَة
 
٢. ] المَسْأَلَةُ الثانيةُ :
« وُجُوبُ الْحَجِّ مَرَّة وَاحِدَة »

شريف حمدان 09 / 07 / 2018 51 : 12 AM

رد: المناسبات
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 07 / 2018 49 : 10 PM

فَرْضِيَّةُ الْحَجِّ فِي الْعُمُرِ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ!
 
ــــــــــــــــــ فَرْضِيَّةُ الْحَجِّ فِي الْعُمُرِ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ ـــــــــــــــــــــ
-*-*-*-*-
نقسم الحديث الأول إلى مقاطع وقد رواه الدار قطني في سننه:"
﴿ . ١ . ﴾ القطع الأول: الراوي :" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله تعالى عنهما-
﴿ . ٢ . ﴾ المقطع الثاني : السائل: أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
﴿ . ٣ . ﴾ المقطع الثالث صيغة السؤال :" الْحَجُّ لِكُلِّ عَامٍ !!؟
﴿ . ٤ . ﴾ المقطع الرابع : إجابة النبي المصطفى والرسول المجتبى :" قَالَ : « لَا !! » ،
﴿ . ٥ . ﴾ المقطع الخامس: يضيف صاحب الهدي موضحاً : « بَلْ حَجَّةٌ وَاحِدَةٌ »،
﴿ . ٦ . ﴾ المقطع السادس : الزيادة عن الحجة الواحدة فحكمها : « فَمَنْ حَجَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ »،
﴿ . ٧ . ﴾ المقطع السابع : تبيان مقرون برحمته بأمته :
« وَلَوْ قُلْتُ » : « نَعَمْ لَوَجَبَتْ » ...
« وَلَوْ وَجَبَتْ » ... « لَمْ تَسْمَعُوا » ... « وَلَمْ تُطِيعُوا " » .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 07 / 2018 11 : 11 PM

﴿ 2. ﴾ : الحديث الثاني
 
﴿ 2. : الحديث الثاني:
جاء في مستدرك الحاكم النيسابوري الحديث السابق بصيغة آخرى.. توضح الحال :
ونقسمه إلى مشاهد :
﴿ . ١ . ﴾ المشهد الأول: الراوي :" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ
﴿ . ٢ . ﴾ المشهد الثاني :خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
﴿ . ٣ . ﴾ المشهد الثالث : نص خطبته صلى الله عليه وآله وسلم : « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ »
﴿ . ٤ . ﴾ المشهد الرابع : فجاءه -عليه السلام - استفسار : فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ :
" أَفِي كُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ".
﴿ . ٥ . ﴾ المشهد الخامس: إجابة صاحب الهدي : قَالَ : « لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ »... « وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا »
جملة إستدراكية من الراوي(!): - « أَوْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا » -
﴿ . ٦ . ﴾ المشهد السادس : تبيان الحكم الشرعي من صاحب الهدي : « الْحَجُّ مَرَّةً » ،
﴿ . ٧ . ﴾ المشهد السابع : إضافة حكم جديد لمن زاد عن الحجة الواحدة : « فَمَنْ زَادَ فَــ ﴿ تَطَوُّعٌ » . "

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 07 / 2018 40 : 11 PM

رد: المناسبات
 
﴿ ٣ . الحديث الثالث :
" عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
قَالُوا :يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فِي كُلِّ عَامٍ ؟
.. فَسَكَتَ ..
ثُمَّ
قَالُوا : فِي كُلِّ عَامٍ ؟
.. فَسَكَتَ ..
ثُمَّ قَالُوا : فِي كُلِّ عَامٍ ؟ ‟..
قَالَ : « لَا » ، : « وَلَوْ قُلْتُ : نَعَمْ لَوَجَبَتْ » ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ".

شريف حمدان 13 / 07 / 2018 09 : 01 AM

رد: المناسبات
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/1UH33124.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 13 / 07 / 2018 37 : 09 PM

الحجُ مِن مال ٍحرامٍ
 
مسائل ما قبل الشروع في اجراءات التسجيل لـ أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف؛ على صاحبه أفضل الصلاة واتم التسليم
*-*-*-*-*-*-*
[٣. ] المسألة الثالث:
الحجُ مِن مال ٍحرامٍ :
الحكمُ العام :
" يجزئ الحج ؛ وإن كان المال حراماً ؛ ويأثمُ عند الأكثر من العلماء".[ (1) ]
قلتُ [الرمادي] :" اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي حَجِّ مَنْ حَجَّ بِمَالٍ حَرَامٍ ،
هَلْ يَسْقُطُ عَنْهُ فَرْضُ الْحَجِّ بِذَلِكَ !!؟، وَ
فِيهِ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رِوَايَتَانِ ، وَ
الْأَحَادِيثُ التي سأَذْكُرَها تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُتَقَبَّلُ الْعَمَلُ مَعَ مُبَاشَرَةِ الْحَرَامِ ،
لَكِنَّ الْقَبُولَ قَدْ يُرَادُ بِهِ :
الرِّضَا بِالْعَمَلِ ، وَ
مَدْحُ فَاعِلِهِ ، وَ
الثَّنَاءُ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْمُبَاهَاةُ بِهِ ، وَ
قَدْ يُرَادُ بِهِ حُصُولُ الثَّوَابِ وَ
الْأَجْرِ عَلَيْهِ ، وَ
قَدْ يُرَادُ بِهِ سُقُوطُ الْفَرْضِ بِهِ مِنَ الذِّمَّةِ ، فَـ
إِنْ كَانَ الْمُرَادُ هَاهُنَا الْقَبُولُ بِالْمَعْنَى الْأَوَّلِ أَوِ الثَّانِي ،
لَمْ يَمْنَعْ ذَلِكَ مِنْ سُقُوطِ الْفَرْضِ بِهِ مِنَ الذِّمَّةِ ،
كَمَا وَرَدَ أَنَّهُ لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ الْمَرْأَةِ الَّتِي زَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ ، وَ
لَا مَنْ أَتَى كَاهِنًا ، وَ
لَا مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَ
الْمُرَادُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - نَفْيُ الْقَبُولِ بِالْمَعْنَى الْأَوَّلِ أَوِ الثَّانِي ، وَ
هُوَ الْمُرَادُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ «
[الْمَائِدَةِ : 27 ] . وَ
لِهَذَا كَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ يَشْتَدُّ مِنْهَا خَوْفُ السَّلَفِ عَلَى نُفُوسِهِمْ ، فَـ
خَافُوا أَنْ لَا يَكُونُوا مِنَ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُتَقَبَّلُ مِنْهُمْ .
وينبغي أن نفصل المسألة ،

قال الإمام أحمد بن حنبل :" لا يجزئ " .
وهو الأصح ؛

لما جاء في الحديث الصحيح :
" إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يَقبل إلا طيباً "[ (2) ].
وَ

خَرَّجَ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ
" إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ حَاجًّا بِنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ[ (3) ]، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ[ (4) ] ، فَنَادَى[ (5) ] : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَزَادُكَ حَلَالٌ ، وَرَاحِلَتُكَ حَلَالٌ ، وَحَجُّكَ مَبْرُورٌ[ (6) ] غَيْرُ مَأْزُورٍ[ (7) ] ، وَإِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ ، فَنَادَى لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدَيْكَ ، زَادُكَ حَرَامٌ ، وَنَفَقَتُكَ حَرَامٌ ، وَحَجُّكَ [مأزورٌ] غَيْرُ مَبْرُورٍ" [ (8) ] . وَ
يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بِنَحْوِهِ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ أَيْضًا .
و

جاء بـ رواية :
" مَن أمَّ هذا البيتَ منَ الكسبِ الحرامِ شخصَ في غيرِ طاعةِ اللَّهِ فإذا أهلَّ ووضعَ رِجْلَه في الغَرْزِ أوِ الرِّكابِ وانبعثت بهِ راحلتُهُ قالَ لبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيكَ ناداهُ منادٍ منَ السَّماءِ لا لبَّيكَ و لا سعدَيكَ سَعْدَيْكَ، كسبُكَ حرامٌ و زادُكَ حرامٌ و راحلتُكَ حرامٌ فارجع مَأزورًا غيرَ مأجورٍ وأَبْشِرْ بما يَسُوؤُكَ، و إذا خرجَ الرَّجلُ حاجًّا بمالٍ حلالٍ ووضعَ رجلَهُ في الرِّكابِ وانبعثت بهِ راحلتُهُ قالَ لبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيكَ ناداهُ منادٍ منَ السَّماءِ لبَّيكَ وسعدَيكَ قد أجبتُكَ راحلتُكَ حلالٌ وثيابُكَ حلالٌ وزادُكَ حلالٌ فارجع مأجورًا غيرَ مأزورٍ وأَبْشِرْ بما يَسُرُّكَ ". [ (9) ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
الهامش / المرجع :
(1) سابق؛ السيد، فقه السنة، المجلد الثاني، ص 173-174، دار الفتح للإعلام العربي، الطبعة الثانية ؛ 1419هـ~ 1999م.
(2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:"أيها الناسُ ! إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَالَ : " يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا".
[ سورة الْمُؤْمِنُونَ: [23] ؛ الآية : [51] ]
وَقَالَ تَعَالَى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ".
[سورة الْبَقَرَةِ: [2] ؛ الآية : [172] ]
ثُمَّ ذَكَرَ؛ صلى الله عليه وآله وسلم الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ : أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ : يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟ ".
[رَوَاهُ مُسْلِمٌ ؛ الرقم: 1015، وَخَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : حَسَنٌ غَرِيبٌ .].
وَقَوْلُهُ " لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا " قَدْ وَرَدَ مَعْنَاهُ فِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ ، وَلَفْظُهُ :" لَا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا طَيِّبًا". وَالْمُرَادُ أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَقْبَلُ مِنَ الصَّدَقَاتِ إِلَّا مَا كَانَ طَيِّبًا حَلَالًا. وَ
فِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بِإِسْنَادٍ فِيهِ نَظَرٌ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :" مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فِي ثَمَنِهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ ، لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً مَا كَانَ عَلَيْهِ " ، ثُمَّ أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ فَقَالَ : صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وَ
يُرْوَى مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا مَعْنَاهُ أَيْضًا ، خَرَّجَهُ الْبَزَّارُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ جِدًّا" .
(3) أي حلال . وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :" إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ ". هَذَا قَدْ جَاءَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ ".
[ خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ ] ؛
وَالطَّيِّبُ هُنَا : مَعْنَاهُ الطَّاهِرُ .
(4) ركاب من جلد يعتمد عليه الراكب حين يركب.
(5) أجاب الله حجك؛ إجابة بعد إجابة.
(6) مقبول لا يخالطه وزر.
(7) جالب للوزر والإثم.
(8) أورده الهيثمي في " المجمع" وقال رواه البزار؛ وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف
[سابق؛ السيد، فقه السنة؛ جزء : 2 ؛ ص: 173] .
والحديث رواه أبو هريرة ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد [الرقم: 3 /212] :" بأن الحديث فيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف. و
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة الرقم: [ 1092] :" الحديث ضعيف جداً ".
(9) الحديث جاء عند : المنذري في كتابه : الترغيب والترهيب ؛ الرقم :[ 2 /175]، و
قال: الألباني : لا يتطرق إليه احتمال التحسين وقال في : ضعيف الترغيب الرقم: [711]:" الحديث: ضعيف جداً".
**
ملف من إعداد :
محمد فخرالدين بن إبراهيم الرمادي
الجمع 29 شوال 1439 هـ ~ 13 يوليو 2018م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 13 / 07 / 2018 56 : 09 PM

حكم من حج وفي ذمته دين!!؟:
 
مسائل ما قبل الشروع في اجراءات التسجيل لـ أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف ؛ على صاحبه أفضل الصلاة واتم التسليم

**

[٤] المسألة الرابعة :

حكم من حج وفي ذمته دين!!؟:
السؤال :
« إذا أراد الإنسان الحج وهو عليه دين.. فهل يجوز له الحج قبل تسديده أم لا » ؟.
الجواب: أولاً: الحج من شروطه:

الاستطاعة،
والإنسان الذي ليس بمستطيع.. فالحج ليس واجباً عليه، والدين واجب عليه، والإنسان العاقل لا يأتي بالشيء الذي ليس بواجب ويدع الشيء الواجب، بل العاقل يبدأ أولاً بالواجب ثم يأتي بغير الواجب، فـ الدين يجب عليه أداؤه، وأما الحج فليس بفريضة عليه الآن، ما دام مديناً لا يقدر على الوفاء، فلا يحج، المال الذي سيجعله في الحج يجعله في قضاء الدين، نعم لو فرض أن المدين وجد من يحمله مجاناً، مثل أن يأتي إليه إنسان، ويقول له: حج معنا ساعدنا ونحن نقوم بنفقتك. ففي هذه الحال يحج لأنه لا يضر غرماءه شيئاً، أما إن كان يريد أن يبذل المال فإننا نقول له: لا تحج واقض دينك فهذا هو الأفضل لك [ ( 1) ].

([1] .) العثيمين؛ محمد بن صالح، جلسات الحج .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 07 / 2018 42 : 11 AM

ما يجب على الحاج قبل آداء المناسك
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف
وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين[([1])]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــ
ـــــــ
ـــ
ما يجب على الحاج قبل آداء المناسك

أخي الحاج الكريم ! . . . . . . أختي الحاجة الكريمة !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
["] وجوب الإخلاص لله ومتابعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العمل :
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، و
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و
أشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعـد:
أيها الإخوة:
فإننا نحب قبل أن نبدأ هذا البحث أن نتكلم على صفة الحج والعمرة، وذلك لأننا مأمورون بأمرين هما:
1.] الإخلاص لله، و
2.] المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع عباداتنا؛
في الطهارة،
في الصلاة،
في الزكاة،
في الصيام،
في الحج،
في كل عمل نتقرب به إلى الله لا بد من هذين الأمرين،
أحدهما: الإخلاص لله، و
الثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فـ
من لم يخلص لله في عبادته فإن عبادته مردودة عليه كما يدل على ذلك كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم،
قال الله عز وجل:" فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ".
[الكهف:110]
وقال تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ".
[البينة:5].
وقال تعالى لنبيه محمد : " فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ".
[الزمر:2-3].
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
(قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) فالله سبحانه وتعالى أغنى الشركاء عن الشرك لا يريد عملاً يكون له فيه شريك، من عمل عملاً أشرك فيه مع الله، فإن الله تعالى يتركه وشركه، أي: وما أشرك به فلا يقبل منه. و
أما اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلابد في كل عبادة منه، لقول الله عز وجل: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ".
[آل عمران:31]،
وقال عز وجل: " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ".
[الأنعام:153]،
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"؛ أي: مردود عليه. و
إذا كان لابد في العبادة من اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإنه يلزم على كل إنسان يريد أن يتعبد: أن يعرف كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤدي هذه العبادة حتى تتحقق له المتابعة، لأنك لا يمكن أن تتابع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأنت لا تدري كيف يفعل، لـ
هذا يجب عليك أن تعلم
كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتوضأ،
كيف كان يصلي،
كيف كان يتصدق،
كيف كان يصوم،
كيف كان يحج؛
حتى تعبد الله عز وجل متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما أن تعبد كما يعبد الناس فهذا لا شك أنه إذا كان الناس على صواب فإنك على صواب لكنك لست مطمئناً كما ينبغي وأنت لا تدري على أي أساس بنى الناس عبادتهم، و
لهذا قال أهل العلم: إن العلم فرض عين في كل عبادة يريد الإنسان أن يقوم بها.
أي أنه يجب عليك أن تعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتعبد في العبادة التي تريد أن تقوم بها، فـ
مثلاً:
رجل عنده مال يجب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة، و
رجل لا مال عنده لا يجب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة،
رجل مستطيع الحج و
يريد أن يحج يجب
عليه أن يتعلم أحكام الحج، و
آخر لا يستطيع الحج ليس عنده مال فلا يريد الحج فلا يجب عليه أن يتعلم أحكام الحج. و
لهذا ينبغي لكل من أراد الحج أن يتعلم كيف يحج؛ إما عن :
طريق المشافهة عن أهل العلم، وإما عن
طريق القراءة من الكتب الموثوق بمؤلفيها و
ليس كل كتاب مؤلف في المناسك أو غيرها يكون موثوقاً به ؛
لأن صاحبه قد يكون قليل علم وقد يكون من الناس الذين لا يبالون فيما يتكلمون به.
على كل حال طرق تعلم أحكام الحج ثلاثة:
1.] المشافهة، و
2.] قراءة الكتب، و
3.] الاستماع إلى الأشرطة المسجلة من أناس موثوق بهم،
حتى يعبد الإنسان ربه على بصيرة[([2])].
:" وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ". [([3])]
وقال صلى الله عليه وآله وسلم " خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا[([4])] "
وقبل أن أبدأ في شرح
" أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف"
أجد أنه لزاماً عليَّ أن أحذر من بعض المعاصي التي يكثر ابتلاء الناس بها ويحرمون بالحج ولا يشعرون إطلاقا بأن عليهم الإقلاع عنها ذلك لجهلهم وغلبة الغفلة عليهم وتقليدهم لآبائهم[([5])].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 07 / 2018 44 : 11 AM

2.] ما يجب معرفته على الحاج قبل آداء المناسك!
 
1.] الشرك بالله عز وجل :
فإن من أكبر المصائب التي أصيب بها بعض المسلمين جهلهم بحقيقة الشرك الذي هو من أكبر الكبائر ومن صفته أنه يحبط الأعمال { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين }
[الزُّمَر:65] [([6])].
فقد رأينا[([7])] كثيرا من الحجاج يقعون في الشرك وهم في بيت الله الحرام وفي مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتركون دعاء الله والاستغاثة به إلى الاستعانة بالأنبياء و بالأموات من الصالحين، ويحلفون بهم ويدعونهم من دون الله عز وجل والله عز وجل يقول { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير }[([8])]. و
*.] الحلف بهم تعظيماً لهم، فيبطلون بذلك حجهم ، قال تعالى { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين}
[الزُّمَر:65] .
والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا وفي هذه كفاية لمن فتح قلبه للهداية.
إذ ليس الغرض الآن البحث العلمي في هذه المسألة وإنما هو التذكير فقط.
فليت شعري ماذا يستفيد هؤلاء من حجهم إلى بيت الله الحرام إذا كانوا يصرون على مثل هذا الشرك ويغيرون اسمه فيسمونه: توسلا وتشفعا وواسطة، أليس هذه الواسطة هي التي ادعاها المشركون من قبل يبررون بها شركهم وعبادتهم لغيره تبارك وتعالى { أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار }
[الزُّمَر:3] [([9])].

فيا أيها الحاج !!!
قبل أن تعزم على الحج يجب عليك وجوباً عينياً أن تبادر إلى معرفة التوحيد الخالص وما ينافيه من الشرك وذلك بدراسة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإن من تمسك بهما نجا ومن حاد عنهما ضل.
والله المستعان [([10])].
2.] التزين بحلق اللحية :
وهذه المعصية من أكثر المعاصي شيوعا بين المسلمين في هذا العصر بسبب استيلاء الكفار على أكثر بلادهم ونقلهم هذه المعصية إليها وتقليد المسلمين لهم فيها مع نهيه صلى الله عليه وآله وسلم إياهم عن ذلك صراحة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
" خالفوا المشركين احفوا الشوارب وأوفوا اللحى"[([11])] ،
وفي حديث آخر:" وخالفوا أهل الكتاب" .
وفي هذه القبيحة عدة مخالفات :
1.] الأولى: مخالفة أمره صلى الله عليه وآله وسلم الصريح بالإعفاء
2.] الثانية : التشبه بالكفار .
3.] الثالثة : تغير خلق الله الذي فيه طاعة الشيطان في قوله كما حكى الله تعالى ذلك عنه :" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
4.] الرابعة : التشبه بالنساء وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فعل ذلك[([12])].
وإن من المشاهدات التي يراها الحريص على دينه أن جماهير من الحجاج يكونون قد وفروا لحاهم بسبب إحرامهم فإذا تحللوا منه فبدل أن يحلقوا رؤوسهم كما ندب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حلقوا لحاهم التي أمرهم صلى الله عليه وآله وسلم بإغفائها.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
3.] تختم الرجال بالذهب :
لقد رأينا كثيرا من الحجاج قد تزينوا بخاتم الذهب ولدى البحث معهم في ذلك تبين أنهم على ثلاثة أنواع :
1.) بعضهم لا يعلم تحريمه ولذلك كان يسارع إلى مزعه بعد أن نذكر له شيئا من النصوص المحرمة كحديث
الدليل الأول :" نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن خاتم الذهب " [([13])]،
والدليل الثاني ؛ قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ؟"[([14])]
2.) وبعضهم على علم بالتحريم ولكنه متبع لهواه فهذا لا حيلة لنا فيه إلا أن يهديه الله.
3.) وبعضهم يعترف بالتحريم ولكن يعتذر هو كما يقال أقبح من ذنب - فيقول : إنه خاتم الخطبة.
ولا يدري المسكين أنه بذلك يجمع بين معصيتين: مخالفة نهيه صلى الله عليه وآله وسلم الصريح كما تقدم وتشبه بالكفار لأن خاتم الخطبة لم يكن معروفا عند المسلمين إلى ما قبل هذا العصر ثم سرت هذه العادة إليهم من تقاليد النصارى، فإن فيه أيضاً تشبهاً بالنصارى[([15])] .
كما ننصح لكل من أراد الحج أن

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 07 / 2018 52 : 11 AM

3.] ما يجب على الحاج معرفته قبل آداء المناسك!
 
أنصح لكل من أراد الحج أن
1.) يدرس مناسك الحج على ضوء :
الكتاب و
السنة
قبل أن يباشر أعمال الحج ليكون تاما مقبولا عند الله تبارك وتعالى.
2.) واحذر أيضا يا أخي من أن تمر بين يدي أحد من المصلين في المسجد الحرام وفي غيره من المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم :
" لو يعلم المار بين يدي المصلي ما ذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه "([16])
قال الراوي: لا أدري .. قال: أربعين يوما أو شهرا أو سنة. و
كما لا يجوز لك هذا فلا يجوز لك أيضا أن تصلي إلى غير سترة بل عليك أن تصلي إلى أي شيء يمنع الناس من المرور بين يديك.
فإن أراد أحد أن يجتاز بينك وبين سترتك فعليك أن تمنعه. و
في ذلك أحاديث وآثار أذكر بعضها :
1.) "إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرجل فليصل ولا يبالي من مر من وراء ذلك".
،ــــ
تخريج الحديث :"يقطعُ صلاةُ الرَّجلِ المسلمِ إذا لم يكنْ بين يديه مثلُ مؤْخرةِ الرَّحلِ المرأةُ والحمارُ والكلبُ الأسودُ الحديثَ، وفيه: الكلبُ الأسودُ شيطانٌ.
رواه: أبو ذر الغفاري ؛ انظر : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز؛ في: حاشية بلوغ المرام لابن باز [ 186 ] الحديث: ورد بإسناد صحيح ؛ من حديث ابن عباس] .
الدليل الثاني :" يقطَعُ الصَّلاةَ إذا لم يَكُن بينَ يَديِ الرَّجلِ مثلُ مؤخِّرةِ الرَّحلِ ، المرأةُ ، والحمارُ ، والكَلبُ ، الأسوَدُ قالَ: قلتُ: ما بالُ الأسوَدُ منَ الأحمرِ ؟ قالَ: سأَلتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كما سألتَني ، فقالَ: الكَلبُ الأسوَدُ شيطانٌ".
تخريج الحديث : رواه: أبو ذر الغفاري انظر : محمد ناصر الدين الألباني ؛ في : صحيح ابن ماجه؛ [ 786 ] الحديث: صحيح ".

إذا وضَع أحدُكم بين يدَيه مِثلَ مؤخِّرةِ الرحْلِ فلْيصَلِّ . ولا يُبالِ مَن مرَّ وراءَ ذلك
تخريج الحديث :
رواه : طلحة بن عبيدالله ؛ انظر : مسلم ؛ في صحيحه [ 499 ] الحديث: صحيح
2 -طلحة بن عبيدالله إذا وضعَ أحدُكم بين يديهِ مثلَ مؤخِّرةِ الرَّحلِ فليصَلِّ ولا يُبالي من مرَّ من وراءِ ذلك" ، قال: محمد ناصر الدين الألباني ؛ في : حجة النبي- [ 21 ] الحديث: صحيح.
وقال الألباني- ؛ في : صحيح الجامع[ 827 ] الحديث: صحيح .
و عند الألباني - في : صحيح الترمذي [ 335 ] الحديث: حسن صحيح
ــــــ
2.) "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره وليدرأ ما استطاع فإن أبى فليقاتل فإنما هو شيطان".[([17])].
ـــــــــــــــــ
1 - " بينما أنا وصاحبٌ لي نتذاكرُ حديثًا، إذ قال أبو صالحٍ السَّمَّانِ : أنا أحدثُك ما سمعتُ من أبي سعيدٍ ، ورأيتُ منه، قال: بينما أنا مع أبي سعيدٍ يصلي يومَ الجمعةِ إلى شيءٍ يَستُرُه من الناسِ، إذ جاء رجلٌ شابٌ من بني أبي مُعْيطٍ، أراد أن يجتازَ بين يديه ، فدَفَعَ في نحرِه ، فنظر فلم يجد مساغًا إلا بين يديْ أبي سعيدٍ، فعاد فدَفَعَ في نحرِه أشدَّ من الدفعةِ الأولى ، فمثلَ قائمًا، فنال من أبي سعيدٍ ، ثم زاحم الناسَ ، فخرج فدخل على مرْوانَ ، فشكا إليه ما لقي قال ودخل أبو سعيدٍ على مرْوانَ ، فقال له مرْوانُ : ما لك ولابنِ أخيك ؟ ؛ جاء يشكوك ، فقال أبو سعيدٍ : سمعتُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ : إذا صلى أحدُكم إلى شيءٍ يَستُرُه من الناسِ، فأراد أحدٌ أن يجتازَ بين يديه، فلْيدْفعْ في نحرِه، فإن أبى فليقاتِلْه ، فإنما هو شيطانٌ ".
تخريج الحديث : رواه: أبو سعيد الخدري؛ انظر صحيح مسلم [505] الحديث: صحيح "
2 – رأيتُ؛ عبدالله بن مسعود أبا سَعيدٍ الخُدْريَّ في يومِ جُمُعَةٍ، يُصلي إلى شيءٍ يستُرُهُ من الناسِ، فأراد شابٌّ من بني أبي مُعَيطٍ أنْ يَجتازَ بين يديهِ، فدفعَ أبو سعيدٍ في صدرهِ، فنظر الشَّابُّ فلم يجِدْ مَساغًا إلا بين يديهِ، فعادَ ليَجتازَ، فدفعهُ أبو سعيدٍ أشدَّ من الأولى، فنالَ من أبي سعيدٍ، ثم دخل على مروانَ، فشكا إليه ما لقيَ من أبي سعيدٍ، ودخل أبو سعيدٍ خلفهُ على مروانَ، فقال : ما لكَ ولابنِ أخيكَ يا أبا سعيدٍ ؟ قال : سَمِعْتُ النبيَّصلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : إذا صلَّى أحدُكُم إلى شيءٍ يستُرُهُ من الناسِ، فأرادَ أحَدٌ أنْ يَجتازَ بين يديْهِ، فليدفَعْهُ، فإنْ أبى فَليُقاتِلهُ، فإنما هو شيطانٌ ."
تخريج الحديث : انظر صحيح البخاري [ 509] الحديث: صحيح
ـــــــــــــــــ
3.) قال يحيى بن كثير :" رأيت أنس بن مالك دخل المسجد الحرام فركز شيئا أو هيأ شيئا يصلي إليه " ([18]).
4.) عن صالح بن كيسان قال :" رأيت ابن عمر يصلي في الكعبة ولا يدع أحدا يمر بين يديه"([19]).
ففي الحديث الأول :" إيجاب اتخاذ السترة "؛ وأنه إذا فعل ذلك فلا يضره من مر وراءها.

في الحديث الثاني : إيجاب دفع المار بين يدي المصلي إذا كان يصلي إلى السترة وتحريم المرور عمدا وأن فاعل ذلك شيطان.
وليت شعري ما هو الكسب الذي يعود به الحاج إذا رجع وقد استحق هذا الاسم: ( الشيطان ) ؟
والحديثان ومافي معناهما مطلقان لا يختصان بمسجد دون مسجد ولا بمكان دون مكان؛ فهما يشملان المسجد الحرام والمسجد النبوي من باب أولى لأن هذه الأحاديث إنما قالها صلى الله عليه وسلم في مسجده فهو المراد بها أصالة؛ والمساجد الأخرى تبعا.
والأثران المذكوران نصان صريحان على أن المسجد الحرام داخل في تلك الأحاديث فما يقال من بعض المطوفين وغيرهم أن المسجد المكي والمسجد النبوي مستثنيان من النهي لا أصل له في السنة ولا عن أحد من الصحابة؛ اللهم سوى حديث واحد روي في المسجد المكي لا يصح إسناده ولا دلالة فيه على الدعوى كما سيأتي بيانه في :
"بدع الحج...[اسعى بعون الله تعالى وتوفيقه إلى الإسراع في إنهاء هذا الجزء من البحث] ".
3.) وعلى أهل العلم والفضل أن يغتنموا فرصة التقائهم بالحجاج في المسجد الحرام وغيره من المواطن المقدسة فيعلموهم ما يلزم من مناسك الحج وأحكامه على وفق الكتابة السنة وأن لا يشغلهم ذلك عن الدعوة إلى أصل الإسلام الذي من أجله بعثت الرسل وأنزلت الكتب ألا وهو التوحيد فإن أكثر من لقيناهم حتى ممن ينتمي إلى العلم وجدناهم في جهل بالغ بحقيقة التوحيد وما ينافيه من الشركيات والوثنيات كما أنهم في غفلة تامة عن ضرورة رجوع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وكثرة أحزابهم إلى العمل الثابت في الكتاب والسنة في العقائد والأحكام والمعاملات والأخلاق والسياسة والاقتصاد وغير ذلك من شؤون الحياة وأن أي صوت يرتفع وأي إصلاح يزعم على غير هذا الأصل القويم والصراط المستقيم فسوف لا يجني المسلمون منه إلا ذلا وضعفا والواقع أكبر شاهد على ذلك والله المستعان.
وقد تتطلب الدعوة إلى ما سبق شيئا قليلا أو كثيرا من الجدال بالتي هي أحسن كما قال الله عز وجل: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"[([20])].
فلا يصدنك عن ذلك معارضة الجهلة بقوله تعالى { فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ }
[([21])].
فإن الجدال المنهي عنه في الحج هو كالفسق المنهي عنه في غير الحج أيضا وهو الجدال بالباطل وهو غير الجدال المأمور به في آية الدعوة
قال ابن حزم [([22])] رحمه الله:" والجدال قسمان:
1.) قسم واجب وحق
2.) وقسم في باطل، فالذي في الحق واجب في الإحرام وغير الإحرام قال تعالى { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين}
[النحل:125]
ومن جادل في طلب حق به فقد دعا إلى سبيل ربه تعالى وسعى في إظهار الحق والمنع من الباطل وهكذا كل من جادل في حق لغيره أو لله تعالى والجدال بالباطل وفي الباطل عمدا ذكرا لإحرامه مبطل للإحرام وللحج لقوله تعالى { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب }
[([23])]. و
هذا كله على أن "الجدال" في الآية بمعنى المخاصمة والملاحاة حتى تغضب صاحبك.
وقد ذهب إلى هذا المعنى جماعة من السلف وعزاه ابن قدامة [([24])]:" إلى الجمهور ورجحه ".
وهناك في تفسيره قول آخر : وهو المجادلة في وقت الحج ومناسكه واختاره ابن جرير ثم ابن تيمية [([25])]، وعلى هذا فالآية غير واردة فيما نحن فيه أصلا. والله أعلم.
ومع ذلك فإنه ينبغي أن يلاحظ حامل الدعوة أنه إذا تبين له أنه لا جدوى من المجادلة مع المخالفة له لتعصبه لرأيه وأنه إذا صابره على الجدل فلربما ترتب عليه ما لا يجوز فمن الخير له حينئذ أن يدع الجدال معه لقوله صلى الله عليه وسلم :" أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا"([26]).


**
ملف من إعداد :
? فَخْرُ الدينِ ؛ الْفَخْرمُحَمَّدٌ بن إبراهيم الرَّمَادِيُ

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

السبت : 1من ذي القعدة 1439هـ ~ 14 يوليو 2018م
ـــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع :
يرجى مراجعتي لمعرفة المصادر والمراجع..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 07 / 2018 59 : 12 PM

الِاشْتِرَاطُ فِي الْحَجِّ !!
 
[٦. ] المسألة السادسة :
الِاشْتِرَاطُ فِي الْحَجِّ !!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 07 / 2018 23 : 01 PM

مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي مِنَ الْأَرْضِ
 
وَ الِاشْتِرَاطُ أَنْ يَقُولَ إِذَا أَهَلَّ :


لَبَّيْكَ ... اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ،
وَ
« مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي مِنَ الْأَرْضِ.. ».

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 07 / 2018 44 : 01 PM

دليل الإشتراط
 
الدليل :
حَدِيثُ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ فَقَالَتْ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنِّي أَرَدْتُ الْحَجَّ،
أَأَشْتَرِطُ؟،
قَالَ : نَعَمْ .
قَالَتْ : فَكَيْفَ أَقُولُ؟
قَالَ : قُولِي:
« لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ... وَمَحِلِّي مِنْ الْأَرْضِ حَيْثُ حَبَسْتَنِي.. ».[.([1]).] .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 07 / 2018 45 : 01 PM

فقه حيث ضباعة واقوال السادة العلماء
 
فقه حيث ضباعة واقوال السادة العلماء!!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 07 / 2018 05 : 02 PM

الدليل الثاني :
 
[ ٢. ] الدليل الثاني :
" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
جَاءَتْ ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ
إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ
فَـ
قَالَتْ : إِنِّي امْرَأَةٌ ثَقِيلَةٌ وَ
إِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، فَـ
كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُهِلَّ؟
قَالَ :
[ أ . ] « أَهِلِّي »..
وَ
[ ب . ] « اشْتَرِطِي »
« أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي » . [.([1]).] ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 07 / 2018 31 : 10 PM

أحاديث باطلة أو موضوعة أو ضعيفة متعلقة بالحج وزيارة المسجد النبوي!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أحاديث باطلة أو موضوعة أو ضعيفة
وردت في موضوع الحج
وزيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة
يستشهد بها الناس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
[ 1 . ] " من حج ؛ فزار قبري بعد موتي ، كان كمن زارني في حياتي " .
حديث موضوع ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" أحاديث زيارة قبر الرسول كلها ضعيفة لا يعتمد على شئ منها في الدين ، ولهذا لم يرو اهل الصحاح والسنن شيئا منها ، أما السفر إلى المسجد لصلاة فيه فهو مستحب " .
( صع 1 /47 /64 )
**
[ 2 . ] عن عبدالله بن عمر : " من حج ؛ فزار قبري بعد وفاتي ، كان كمن زارني في حياتي " .
قال الألباني في ضعيف الجامع، 5553 ، حديث موضوع .
1. ** من زارني بعد موتي فكانما زارني في حياتي
[ 3 . ] عن عبدالله بن عمر : " من حجَّ ؛ فزار قبري بعد وفاتي ، فــ كأنما زارني في حياتي ".
و
في روايةٍ :
" من زار قبري ؛ وجبتْ له شفاعَتي " .
قال الألباني عند تخريجه أحاديث إرواء الغليل ، رقم 1128 : منكر .
**
[ 4 . ] عن علي بن أبي طالب : " من زار قبري بعد موتي ، فــ كأنما زارني في حياتي ، ومن حج فلم يزر قبري فقد جفاني " .
قال محمد ابن عبدالهادي في الصارم المنكي الرقم : 131 ، حديث موضوع .
**
[ 5 . ] عن أنس بن مالك : " من صلى عليَّ في يوم جمعة وليلة جمعة مئة من الصلاة ؛ قضى الله له مئة حاجة : سبعين من حوائج الآخرة ، وثلاثين من حوائج الدنيا ، و وكل الله عز وجل بذلك ملكا يدخله على قبري كما يدخل عليكم الهدايا ؛ إن علمي بعد موتي كـ علمي في حياتي "
قال الألباني في السلسلة الضعيفة ، الرقم: 5857 ، حديث موضوع .
**
[ 6 . ] عن عبدالله بن مسعود "من حج حجة الإسلام ، و زار قبري ، و غزا غزوة ، و صلى عليَّ في المقدس ، لم يسأل الله فيما افترض عليه " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة ، الرقم: 204 ، حديث موضوع .
** ** ** ** ** ** **
[ 7 . ] عن أنس بن مالك : " من صلَّى في مسجدي أربعينَ صلاةً لا يفوتُه صلاةٌ كُتِبتْ له براءةٌ من النَّارِ ، ونجاةٌ من العذابِ ، وبريءَ من النِّفاقِ " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة ، الرقم: 4 /631 ، الحديث منكر بهذا اللفظ .
**
[ 8 . ] " من صلَّى في مسجدي أربعين صلاةً لا تفوتُه تكبيرةُ الأولى كتِب له براءةٌ من النارِ وبراءةٌ من العذابِ وبراءةٌ من النفاقِ " .
قال عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في مجموع فتاويه ، 26 /288 ، حديث ضعيف .
**
[ 9 . ] "من صلى عليَّ عند قبري سمعته " .
[ 10 . ] عن أبي هريرة : " من صلى عليَّ عند قبري سمعته ، ومن صلى عليَّ نائيا بلغته " .
و
في رواية : " نائيا منه أبلغته " ،
و
في رواية : " نائيا من قبري " .
و
في رواية : " عن قبري " .
قال محمد ابن عبدالهادي في الصارم المنكي ، 351 ، الحديث موضوع .
و
قال أحمد بن تيمية في مجموع الفتاوى ؛ 27/241 ، الحديث موضوع .
و
قال الألباني في الآيات البينات ؛ 44 الحديث موضوع .
**
[ 11 . ] عن أبي هريرة " من صلَّى عليَّ عندَ قبري سمعتُه ، ومن صلَّى عليَّ نائيًا وكَّل اللهُ عزَّ وجلَّ ملَكًا يُبلِّغني ، وكُفِي أمرَ دنياه وآخرتِه ، وكنتُ له شهيدًا أو شفيعًا " .
قال ابن الجوزي في الموضوعات ، 2 /38 ، الحديث لا يصح .
**
[ 12 . ] " الحجّ جهادٌ والعمرةُ تطوعٌ " .
عن أبي صالح الحنفي ، قال الإمام الشافعي في السنن الكبرى للبيهقي ، 4 /348 ، الحديث منقطع .
عن طلحة بن عبيدالله التيمي ، قال ابن حزم في المحلى ، 7 /37 : من طريق عبدالباقي بن قانع .. اتفق أصحاب الحديث على تركه وفيه ضعيف .
**
** ** ** ** ** **
[ 13 . ] عن جابر بن عبدالله " الحجرُ الأسودُ يمينُ اللهِ في الأرضِ يُصافحُ بها عبادَهُ " .
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، 6 /326 ، الحديث منكر .
و
قال الألباني في السلسلة الضعيفة ، 223 ، الحديث منكر .
و
جاء برواية :
[ 14 . ] عن جابر بن عبدالله الأنصاري : " الحَجَرُ يمينُ اللَّهِ في الأرضِ يصافِحُ بِها عبادَه "
قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ، 1 /557 ، الحديث فيه : إسحاق بن بشر الكاهلي وهو في عداد من يضع الحديث .
و
قال ابن العربي في عارضة الأحوذي ، 2 /305 الحديث باطل .
**
[ 15 . ] عن عبدالله بن عباس : " الحَجَرُ الأسودُ يمينُ اللهِ في الأرضِ ، فمن صافحَهُ أو قَبَّلَهُ فكأنما صافحَ اللهَ وقَبَّلَ يمينَهُ " .
قال ابن تيمية في درء التعارض ، 5 /239 ، القول معروف من كلام ابن عباس ، وروي مرفوعاً وفي رفعه نظر .
**
[ 16 . ] عن عبدالله بن عباس " الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن استلمه أو صافحه فكأنما صافح الله تعالى وقبل يمينه " .
قال أحمد بن تيمية في الرد على البكري ، 686 ؛ هذا معروف عن ابن عباس وقد روي مرفوعاً ولم يثبت .
[ 25 . ] " الحجرالأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه " .
قال محمد بن صالح بن عثيمين في مجموع فتاويه ، 162/4 ، إسناده لا يثبت والمشهور أنه عن ابن عباس .
**
[ 17 . ] " الحجر الأسود يمين الله في الأرض " .
قال محمد بن صالح بن عثيمين في مجموع فتاويه ، 310/3 ، حديث باطل . و أيضا عنده 255/1 ، و قال لا يصح .
**
[ 18 . ] عن أنس بن مالك : " الحجر في الأرض يمين الله عز وجل ، فمن مسح يده على الحجر فقد بايع الله عز وجل ألا يعصيه " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة ، 2685 حديث موضوع .
** ** ** ** **
[ 19 . ] عن عبدالله بن عباس : " كانَ البيتُ قبلَ هبوطِ آدمَ ياقوتةً ؛ له بابانِ من زُمُرُّدٍ ، وفيهِ قناديلُ من الجنةِ ، ولَمَّا أَهْبَطَ اللهُ آدَمَ إلى موضِعِ الكعبةِ وهو مثلُ الفُلْكِ يرتَعِدُ وأنزلَ عليه الحجرَ الأسودَ وهو يتَلألأُ كأنَّه لؤلؤَةٌ فضَمَّهُ إليهِ استئنَاسًا بِهِ ، ثم أخَذَ اللهُ من بنِي آدَمَ ميثَاقَهُم فجعَلَهُ في الحَجَرِ..... " .
قال الذهبي في تلخيص العلل المتناهية، 189 ؛ فيه: محمد بن زياد كذاب .
[ 20. ] عنِ ابن عبَّاسٍ أنَّهُ قالَ :" الحَجَرُ الأسودُ منَ الجنَّةِ وكانَ أشدَّ بياضًا منَ الثَّلجِ حتَّى سوَّدتهُ خطايا أهلِ الشِّركِ ".
عن سعيد بن جبير ، قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ، 538 ، :" له ما يقويه" .
[ 21 . ] عن أنس بن مالك : " الحجر الأسود من حجارة الجنة " .
قال الساجي في تعليقات على المجروحين ، 129 ، فيه : عمر بن إبراهيم قال الإمام أحمد : "له أحاديث مناكير" .
قال العقيلي في الضعفاء الكبير ، 3 /147 ؛ فيه: عمر بن إبراهيم ، قال أحمد يروي عن قتادة مناكير وهذا يروى عن أنس موقوفاً .
**
[ 22 . ] عن أبي بن كعب " الحجر الأسود نزل به ملك من السماء " .
قال السيوطي في الجامع الصغير ؛ 3806 ، الحديث ضعيف .
و
قال الألباني في السلسلة الضعيفة، 2684 حديث موضوع .
**
[ 23 . ] عن عبدالله بن عباس" الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة وإنما سودته خطايا المشركين يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا " .
قال الألباني في ضعيف الترغيب ، 728 ، حديث ضعيف .
**
[ 24 . ] عن أنس بن مالك " الحجر الأسود من حجارة الجنة وزمزم حفنة من جناح جبريل " .
قال الألباني في إزالة الدهش ، 86 ، حديث لا يصح .
** ** ** ** ** **
[ 25 . ] " الحجر الأسود يمين الله ... حقيقة " .
قلت ؛ الرمادي : تتبعت هذا القول فخرج معي هذا البحث لإثنين من علماء المسلمين فنقلته ؛ إذ أن قائله هو :" ابْنُ الْفَاعُوسِ وهو الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ ، الْعَابِدُ الْقُدْوَةُ أَبُوالْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفَاعُوسِ الْبَغْدَادِيُّ الْإِسْكَافُ ، تِلْمِيذُ الشَّرِيفِ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْحَنْبَلِيِّ .
رَوَى عَنِ الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى ، وَأَبِي مَنْصُورٍ الْعَطَّارِ.
رَوَى عَنْهُ أَبُوالْمُعَمَّرِ الْأَنْصَارِيُّ ، وَأَبُوالْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِلنَّاسِ الْحَدِيثَ بِلَا إِسْنَادٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَلَهُ قَبُولٌ زَائِدٌ لِصَلَاحِهِ وَإِخْلَاصِهِ .
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: تُوُفِّيَ فِي تَاسِعَ عَشَرَ شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَخَمْسَمِائَةٍ ، وَغُلِّقَتِ الْأَسْوَاقُ ، وَضَجَّ الْعَوَامُّ بِذِكْرِ السُّنَّةِ وَلَعْنِ أَهْلِ الْبِدَعِ ، وَدُفِنَ بِقُرْبِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ.
وَقِيلَ : كَانَ يَتَمَنَّعُ مِنَ الرِّوَايَةِ إِزْرَاءً عَلَى نَفْسِهِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ .
مَاتَ عَنْ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً .
قَالَ الْسَمْعَانِيُّ: سَمِعَتُ أَبَا الْقَاسِمِ بِدِمَشْقَ يَقُولُ : أَهْلُ بَغْدَادَ يَعْتَقِدُونَ فِيهِ ، وَكَانَ أَبُوالْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ يَقُولُ : إِنَّ ابْنَ الْخَاضِبَةِ كَانَ يَقُولُ لِابْنِ الْفَاعُوسِ: الْحَجَرِيُّ ، لِأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ يَمِينُ اللَّهِ حَقِيقَةً .
قَالَ كَاتِبُهُ : هَذَا أَذًى لَا يَسُوغُ فِي حَقِّ رَجُلٍ صَالِحٍ ، وَإِلَّا فَهَذَا نِزَاعٌ فِي إِطْلَاقِ عِبَارَةٍ مَا تَحْتَهَا مَحْذُورٌ أَصْلًا ، وَهُوَ كَـ قَوْلِنَا : بَيْتُ اللَّهِ حَقِيقَةً ، وَنَاقَةُ اللَّهِ حَقِيقَةً ، وَرُوحُ اللَّهِ ابْنُ مَرْيَمَ حَقِيقَةً ، وَذَلِكَ مِنْ قَبِيلِ إِضَافَةِ التَّشْرِيفِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَمَا يَقُولُ مَنْ لَهُ عَقْلٌ قَطُّ : إِنَّ ذَلِكَ إِضَافَةُ صِفَةٍ ، وَفِي سِيَاقِ الْخَبَرِ مَا يُوَضِّحُ أَنَّهُ إِضَافَةُ مِلْكٍ ، لَا إِضَافَةَ صِفَةٍ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : " فَمَنْ صَافَحَهُ ، فَكَأَنَّمَا صَافَحَ اللَّهَ " ، يَعْنِي أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ يَمِينِ الْبَارِئِ تَعَالَى فِي الْأَرْضِ .
رَوَى ابْنُ جُرَيْجِ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : هَذَا الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ يَمِينُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يُصَافِحُ بِهِ عِبَادَهُ مُصَافَحَةَ الرَّجُلِ أَخَاهُ.
وَلَكِنَّ الْأَوْلَى فِي هَذَا تَرْكُ الْخَوْضِ فِي حَقِيقَةٍ أَوْ مَجَازٍ ، فَلَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى تَقْيِيدِ مَا أَطْلَقَهُ السَّلَفُ ، بَلْ نُؤْمِنُ وَنَسْكُتُ ، وَقَوْلُنَا فِي ذَلِكَ : حَقِيقَةٌ أَوْ مَجَازٌ ؛ ضَرْبٌ مِنْ الْعِيِّ وَاللَّكَنِ ، فَنَزْجُرُ مَنْ بَحَثَ فِي ذَلِكَ .
[ المصدر : سير أعلام النبلاء ؛ الذهبي؛ مؤسسة الرسالة ؛ 1422هـ / 2001م ]
** ** ** **
و أيضاً :
و قال :" وَكَذَلِكَ مَنْ سَمِعَ قَوْلَهُ : " الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ يَمِينُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ" فَمَنْ صَافَحَهُ وَقَبَّلَهُ فَكَأَنَّمَا صَافَحَ اللَّهَ وَقَبَّلَ يَمِينَهُ ، لَمْ يَسْبِقْ إِلَى فَهْمِهِ مِنْ هَذَا اللَّفْظِ غَيْرُ مَعْنَاهُ الَّذِي سَبَقَ لَهُ وَقَصَدَ بِهِ وَأَنَّ تَقْبِيلَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَمُصَافَحَتَهُ مُنَزَّلٌ مَنْزِلَةَ تَقْبِيلِ يَمِينِ اللَّهِ وَمُصَافَحَتِهِ ، فَهَذَا حَقِيقَةُ هَذَا اللَّفْظِ ، فَإِنَّ الْمُتَبَادِرَ السَّابِقَ إِلَى الْفَهْمِ مِنْهُ لَا يَفْهَمُ النَّاسُ مِنْهُ غَيْرَ ذَلِكَ ، وَلَا يَفْهَمُ أَحَدٌ مِنْهُ أَنَّ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ هُوَ صِفَةُ اللَّهِ الْقَدِيمَةِ الْقَائِمَةِ بِهِ ، فَهَذَا لَا يَخْطُرُ بِبَالِ أَحَدٍ عِنْدَ سَمَاعِ هَذَا اللَّفْظِ أَصْلًا ، فَدَعْوَى أَنَّ هَذَا حَقِيقَةٌ وَأَنَّهُ خَرَجَ إِلَى مَجَازِهِ بِهَذَا التَّرْكِيبِ خَطَأٌ ، وَنُكْتَةُ هَذَا الْوَجْهِ أَنَّ الْمُجَرَّدَ لَا يُسْتَعْمَلُ وَلَا يَكُونُ حَقِيقَةً وَلَا مَجَازًا ، وَالْمُسْتَعْمَلُ مَعَهُ مِنَ الْقَرَائِنِ مَا يَدُلُّ عَلَى الْمُرَادِ مِنْهُ وَيَكُونُ هُوَ السَّابِقُ إِلَى الْفَهْمِ ، وَالْمُقَدِّمَتَانِ لَا يُنْكِرُهُمَا الْمُنَازِعُ وَلَا أَحَدٌ مِنَ الْعُقَلَاءِ ، وَذَلِكَ مِمَّا رَفَعَ الْمَجَازَ بِالْكُلِّيَّةِ . " .
[ مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ؛ ابن قيم الجوزية؛ دار الحديث ؛ : 1422هـ / 2001م ] .
** ** ** ** ** ** **
[ 26 . ] " استقبل رسول الله الحجر الأسود ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا ثم التفت فإذا بعمر بن الخطاب يبكي فقال : ياعمر ههنا تسكب العبرات " .
[ 27 . ] عن عبدالله بن عمر : " استقبل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحجرَ فاستلمه ثمَّ وضع شفتَيْه عليه يبكي طويلًا ثمَّ التفت فإذا هو بعمرَ يبكي فقال يا عمرُ ها هنا تُسكبُ العَبَراتُ " .
قال المزي في تهذيب الكمال، 17 /129 ، فيه: محمد بن عون الخراساني قال البخاري منكر الحديث ، و
قال ابن معين ليس بشيء ، وقال أبو زرعة ضعيف الحديث ليس بقوي .
[ 28 . ] عن عمر بن الخطاب " إنَّ النبيَّ استقبل الحجرَ ، ووضع شفَتيهِ عليه يبكي طويلًا ، ثم التفت فإذا بعمرَ بنِ الخطابِ يبكي فقال : يا عمرُ ها هنا تُسكَبُ العبَراتُ " .
قال الألباني في إرواء الغليل، 1111 ، حديث ضعيف جداً .
[ 29 . ] عن عبدالله بن عمر : " استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر ، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا ، ثم التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي ، فقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات " .
قال الألباني في ضعيف ابن ماجه ، 583 ، حديث ضعيف جداً .
[ 30 . ] عن عبدالله بن عمر " قبَّل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم الحجرَ ، ثم وضع شفتَيه عليه فسكن طويلًا ، ثم التفت فإذا هو بعمرَ يبكي ، فقال :
يا عمرُ ! ههنا تُسكبُ العَبَراتُ " .
قال أبو حاتم الرازي في تهذيب التهذيب ، 9 /385 ، حديث ليس له أصل .
[ 31 . ] عن عبدالله بن عمر " يا عمر ! ههنا تسكب العبرات " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة ، 1022 حديث ضعيف جداً .
[ 32. ] عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم استلم الحجر ووضع شقه عليه يبكي طويلا ثم التفت إلى عمر فقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات " .
قال العقيلي في الضعفاء الكبير ، 4 /113 ، فيه: محمد بن عون الخراساني ولا يعرف إلا به ، قال يحيى ليس بشيء ، وقال البخاري منكر الحديث .
** ** ** ** *
[ 33 . ] " أفضل الأيامِ يومُ عرفةَ إذا وافق يومَ جمعةٍ ، وهو أفضلُ من سبعين حجةٍ في غيرِ يوم جمعةٍ " .
[ 34 . ] " خيرُ يومٍ طلعتْ عليه الشمسُ يومُ عرفةَ ، إذا وافقَ يومَ جمعةٍ ، وهو أفضلُ من سبعينَ حجةٍ في غيرِها "
عن طلحة بن عبيدالله بن كرز ، قال المباركفوري في تحفة الأحوذي، 3 /394 ، مرسل ولم أقف على إسناده .
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة، 1193 لا أصل له .
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ، 207 خلاصة حديث باطل لا أصل له .
و
[ 35 . ] خيرُ يومٍ طَلَعَت فيه الشمسُ يومُ عرفةَ وافَق يومَ الجمعةِ ، وهو أفضلُ من سبعينَ حجةً في غيرها
عن رزين ، قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ، 8 /121 ، لا أعرف حاله .
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ، 3144 باطل لا أصل له .
[ 36 . ] عن وبرة بن عبدالرحمن : " وافقَ يومُ عرفةُ يومَ جمعةٍ فصلّى ابن الزبيرُ الظهرَ ولم يجهَرْ بالقراءةِ " .
قال ابن حزم في المحلى ، 7 /272 ، حديث موضوع ثم هو مرسل .
**
** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** ** **
[ 37 ] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ " إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومُرْهُ أن يستغفر لك ".
جاء عند القاري في المشكاة :" قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِذَا لَقِيتَ الْحَاجَّ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَصَافِحْهُ، وَمُرْهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، فَإِنَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ "
[ رَوَاهُ أَحْمَدُ ] .
ثم عقب القاري بعد شرحه فقال :" وَأَمَّا حَدِيثُ مَنْ أَكَلَ مَعَ مَغْفُورٍ لَهُ غُفِرَ لَهُ مَوْضُوعٌ ." .
قال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح ، 2471 ، إسناده ضعيف ؛ أو ضعيف جدا .
**
[ 38 . ] عن عبدالله بن عمر " إذا لقِيت الحاجَّ فسلِّم عليه وصافحْه ومُرْه أن يستغفرَ لك قبل أن يدخلَ بيتَه فإنه مغفورٌ له "
قال ابن حبان في المجروحين ، 2 /274 حديث موضوع .
و
قال الهيثمي في مجمع الزوائد، فيه محمد بن البيلماني وهو ضعيف .
و
قال ابن رجب في لطائف المعارف ، 130 ، إسناده فيه ضعف
و
قال ابن القيسراني في معرفة التذكرة ، 96 ، فيه محمد بن عبدالرحمن البيلماني وهو لا شيء في الحديث .
و
قال أحمد شاكر في مسند أحمد ، 8 /235 ، و أيضاً 7 /197 ، إسناده ضعيف جدا .
و
قال الألباني ؛ أيضاً في السلسلة الضعيفة، 2411 ، حديث موضوع .
بيد أنَّ السيوطي قال في الجامع الصغير ، 847 الحديث حسن .
و
قد قال أيضاً الألباني في ضعيف الجامع ، 689 حديث موضوع .
و
قال الذهبي في ميزان الاعتدال ، 3/617 ، فيه: محمد بن عبدالرحمن بن البيلماني ضعفوه .
**
[ 39 . ] عن عبدالله بن عمر :" إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته " .
قال ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ، 47 ، فيه: محمد بن عبدالرحمن البيلماني لا شيء في الحديث .
[40. ] أن النبي عليه السلام جاء يمشي حتى دخل الكعبة فـ قال: يا كعبة ما أطيب ريحك، ويا حجر ما أعظم حقك، ويا كعبة ما أطيب ريحك، ويا حجر ما أعظم حقك، ويا كعبة ما أطيب ريحك، ويا حجر ما أعظم حقك، والله للمسلم أعظم حقا منكما والله للمسلم أعظم حقا منكما.
رواه أبو هريرة ؛ انظر : العقيلي ؛ في : الضعفاء الكبير؛ 1 /187؛ و الحديث: فيه جعفر الأشجعي؛ وهو لا يتابع عليه، قال البخاري: جعفر بن أبي جعفر الأشجعي عن أبيه هو ضعيف الحديث، منكر الحديث
**
قلت : محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي :" هذا ما تمكنتُ مِن إخراجهِ وفق أقوال السادة العلماء ؛ والحمد لله رب العالمين .
الخميس 13 ذو القعدة من العام الهجري 1439~ 26 يوليو 2018م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 09 / 08 / 2018 08 : 04 PM

رد: المناسبات
 
https://tipyan.com/wp-content/upload...681.jpg');

كيف نستثمر أيام العشر الأُوَل من ذي الحجة!!؟

شريف حمدان 10 / 08 / 2018 07 : 05 AM

رد: المناسبات
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/wvs33459.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 08 / 2018 13 : 07 PM

فضائل ﴿ « وَلَيَالٍ عَشْرٍ » ﴾
 
يجب الحديث أولا عن فضائلها:
1- أقسم الله بها ..

﴿ « وَلَيَالٍ عَشْرٍ »
﴿الفجر: ٢﴾
.. وهو -سبحانه وتعالى- لا يقسم إلا على أمر عظيم ذو أهمية بالغة..
2- وهي خير أيام الدنيا التي خلقها.. و
جاءت روايات تفيد بأنها :" أحب .. " و :" أذكى".. و :"أزكى" .. " أفضل"..
3- وهي من الأيام المعلومات ..
4- وهي من أيام الأشهر الحرم ..
5- والأعمال فيها أحب إلى الله من غيرها .
6- فلا يبلغ فضلها إلا رجل ضحى بنفسه وماله في سبيل الله ولم يرجع بشئ.
7- وهي من أحب الأيام إلى الله ... كما ذكرت سلفاً
8- وفيها أيام الحج ، يوم التروية ..
9- وفيها يوم عرفات أفضل يوم طلعت فيه الشمس ،
و
10- يوم النحر يوم الحج الأكبر ،
و
10- يوم العيد ...
وغيرها من الفضائل ..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 08 / 2018 44 : 07 PM

رد: المناسبات
 
﴿ "أيام يتقرب إلى الله فيها بعمل .. "
1.] :" عَنْ جَابِرٍ بن عبدالله، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
﴿« أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ ، عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ "،
قَالَ : " وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ ".
قَالَ : ﴿ "لَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إِلَّا رَجُلٌ عَفَّرَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ «.
[الأمالي الخميسية للشجري]
يوضح معنى حديث جابر ما جاء عند البخاري في صحيحه:"
2.] :" عَنْ عبدالله ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ :
﴿" مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ ".،
قَالُوا : " وَلَا الْجِهَادُ "،
قَالَ : ﴿"وَلَا الْجِهَادُ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ "..
ثم يوضح المعنى كما جاء عند المعجم الصغير للطبراني؛ بَابُ الْيَاءِ؛ مَنِ اسْمُهُ يُوسُفُ؛ حديث رقم: 1145:" (حديث مرفوع)
3.] عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : ﴿"مَا مِنْ عَمَلٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَمَلٍ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، إِلا رَجُلٌ يَخْرُجُ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ ، ثُمَّ لا يَرْجِعُ ".
ثم يأتي معنى يذكره صاحب :" المعجم الكبير" عن عبدالله بن عباس؛ انه قال
4.] :" ما من أيام يتقرب إلى الله فيها بعمل أفضل من هذه الأيام العشر ولا الجهاد إلا أن يجاهد هو بنفسه وماله ولا يرجع منه بشيء ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 08 / 2018 12 : 08 PM

فَأَكْثِرُوا فِيهَا مِنَ....
 
1.] عن ابْنِ عَبَّاسٍ وزَادَ [أظنه عند أحمد]: فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ :
التَّهْلِيلِ ، وَ
التَّحْمِيدِ ، وَ
التَّكْبِيرِ وَ
التَّسْبِيحِ .
2.] وفي حديث مرفوع: عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قال : قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
﴿ " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلَ فِيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ :
﴿[ 1.] فَأَكْثِرُوا فِيهَا مِنَ التَّهْلِيلِ ، وَ
﴿[ 2.]التَّكْبِيرِ ، وَ
﴿[ 3.]التَّحْمِيدِ " ،
تنبيه:
قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حِينَ حَدَّثَهُ : مَا قَالَ فِيهَا أَحَدٌ هَذَا الْكَلامُ الأَخِيرُ غَيْرَ أَبِي عَوَانَةَ ، يَعْنِي
﴿[ فَأَكْثِرُوا فِيهَا ....]، وَ
ذَكَرَ مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ ، وَقَالَ : التَّحْمِيدُ بَدَلَ التَّمْجِيدِ .
3.] وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، [بتقديم وتأخير] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ﴿[ مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّحْمِيدِ ، وَالتَّكْبِيرِ ، وَالتَّهْلِيلِ ] .
4.] وفي حديث رقم : 3465 ؛ وهو مرفوع: [[ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ]] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ﴿[ مَا مِنْ عَمَلٍ أَذْكَى عِنْدَ اللَّهِ وَلا أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي الْعَشْرِ الأَضْحَى ] ،
قِيلَ :" وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ "،
قَالَ : ﴿[ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ]، قَالَ : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ . ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 08 / 2018 31 : 08 PM

صِيَامَ يَوْمٍ مِنْهَا ...
 
وذكر صاحب :" شعب الإيمان "؛ في :" الْبَابُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ مِنْه"... تحت عنوان:" الصَّوْمُ فِي الأَشْهُرِ الْحُرُمِ"..
1. ] حديث رقم : 3468؛ مرفوعا عن أبي سعيد الخدري ، قال :
قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" سَيِّدُ الشُّهُورِ شَهْرُ رَمَضَانَ .. وَأَعْظَمُهَا حُرْمَةً ذُو الْحِجَّةِ " .
2.] و حديث رقم: 3469: مرفوعأ عن أبي هريرة ، قال :
قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مَا مِنْ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا الْعَمَلُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ يَعْدِلُ صِيَامَ كُلَّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ ، وَقِيَامَ كُلَّ لَيْلَةٍ بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ " .
3.] و حديث: 3470: مرفوعا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قال :
قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَذِكْرِ اللَّهِ ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَذِكْرِ اللَّهِ ، وَإِنَّ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْهَا يَعْدِلُ بِصِيَامِ سَنَةٍ ، وَالْعَمَلَ فِيهِنَّ يُضَاعَفُ سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ .".
[المصدر: البيهقي؛ شعب الإيمان]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 08 / 2018 17 : 09 PM

رد: المناسبات
 
جاءنا الخبر التالي عن طريق الموقع الرسمي لمنتدى :
« ملتقى أهل العلم »
﴿ رسمياً.. المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية تُعلن رؤية هلال شهر ذي الحجة لعام ١٤٣۹، وعليه سيكون :
يوم الاثنين ٢٠ اغسطس ٢٠١٨ هو يوم عرفة، و
الثلاثاء ٢١ أغسطس أول أيام عيد الاضحى المبارك ..
وابادر بإرسال التهنئة القلبية لكل التجمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم الإسلامي وبالتمنيات القلبية بالتوفيق والفلاح لكافة مسلمي العالم.....
كما أتمنى السعادة والنجاح لكل سكان الكرة الأرضية... كما أخص بالذكر إدارة الملتقى؛ ملتقى أهل العلم .. والسيدات والسادة قراء وكُتاب الملتقى الكرام...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
د. محمدفخرالدين الرمادي
٢٩ ذو القعدة ١٤٣٩هـ الموافق ١١ اغسطس ٢٠١٨م.



دكتور محمد فخر الدين الرمادي 20 / 08 / 2018 22 : 11 PM

مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ..
 
(حديث موقوف)
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ ، أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قَالَ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ :

" مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ ،
لِلَّهِ مُحْتَسِبًا ،
لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ حِينَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ " ،
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ ، يُقَالُ :
" إِنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ " .
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ ، أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ ، أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
" رَأَيْتُ مَشْيَخَةً مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَظْهَرُونَ عَلَى مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعِيدَيْنِ ، فَيَدْعُونَ وَيَذْكُرُونَ اللَّهَ حَتَّى تَذْهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ ،
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :
" وَأَنَا أَسْتَحِبُّ كُلَّمَا حَكَيْتُ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ فَرْضًا ،
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :
" وَأُحِبُّ أَنْ يُكَبِّرَ الإِمَامُ خَلْفَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَغَادِيًا حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ ، يَعْنِي :
1. ] يَوْمَ الْفِطْرِ ، وَ
احْتَجَّ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ :
" وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ "
[سورة البقرة : آية 185 ] ،
يَعْنِي عِدَّةَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ
2. ] : "وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ "
[سورة البقرة آية 185] ،
يَعْنِي عِنْدَ إِكْمَالِهِ عَلَى مَا هَدَاكُمْ " .
*---------------------------------------*
09 ذو الحجة 1439هـ
قلتُ (الرمادي) :" ولي عودة في هذا الموضوع.. إن شاء الله تعالى"

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 08 / 2018 27 : 12 PM

„ ١٤٤٠ ‟
 
١٤٤٠
﴿[ تقترب السنة الهجرية الحالية ١٤٣٩ من نزع ورقتها الآخيرة من صفحة الزمان .. لتبدء صفحات وأوراق سنة هجرية جديدة ١٤٤٠ ]...
فــ ﴿[ هل نحن في حالةِ رضى عن ما فعلنا في سنة أوشكت على الإنتهاء .. وقاربت الرحيل.. وأذنت بالمغادرة .. ولا ندري أنرحل معها إلى قبر إما مظلم بافعالنا أو مضئ منور بأفعالنا أيضا.. ]
و ﴿[ هل نحن في حالة استعداد ذهني و عقلي وتهيئة نفسية وبدنية وعلمية وفقهية للقيام بأعباء سنة جديدة .. ستهل بعد ساعات .. ]
﴿[ خاصة أننا زدنا في العمر عام كامل.. واثقلت كواهلنا بما فعلناه وقلناه وكل وجميع تصرفاتنا .. ونبدءُ في عد أيام عام جديد!! ]﴾..
٢٥ أغسطس ٢٠١٨ ~ ١٤ ذو الحجة [١٤٣٩]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
جرى عرفٌ في دول ما تطلق على نفسها بـ دول العالم "الأول" بأن تقوم بعملية جرد ومراجعة ومحاسبة لما تم .. ويكون هذا على صفحات الجرائد السيارة وفي برامج متلفزة علنا خاصة من السادة أهل السياسة أو مَن يقوم برعاية شؤون البشر .. فهل يصلح لنا فعل هذا أم يدعي البعض إنها بدعة لا تصح ولا تجوز!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
د. محمدفخر الدين إبراهيم الرمادي

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 31 / 08 / 2018 59 : 11 PM

الْمُحَرَّمُ [١٤٤٠]
 
الْمُحَرَّمُ [١٤٤٠]
" اعْلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللَّهُ - إِخْوَانِي :
أَنَّ شَهْرَ الْمُحَرَّمِ شَهْرٌ شَرِيفُ الْقَدْرِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُحَرَّمَ ؛ لأَنَّ الْقِتَالَ كَانَ يَحْرُمُ فِيهِ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - :
﴿[ وَالْفَجْرِ][ ١ ]
﴿[ وَلَيَالٍ عَشْرٍ][ ٢ ]
[سورة الفجر آية 1-2] ...
أَنَّهَا الْعَشْرُ الأَوَائِلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ ..
قَالَ قَتَادَةُ : « أَرَادَ بِالْفَجْرِ فَجْرَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ ».."..
[20] ذو الحجة [١٤٣٩] هـ ~ 31 أغسطس 2018م
فلكياً:
الثلاثاء : 11 سبتمبر 2018 سيوافق أول المحرم .. بداية السنة الهجرية الجديدة...١٤٤٠

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 02 / 09 / 2018 55 : 09 PM

2.] لُغة..
 
2.] لُغة:
أ . ] حَرَمَ:
[الْحَاءُ .. وَالرَّاءُ.. وَالْمِيمُ : أَصْلٌ وَاحِدٌ ]، وَ
هُوَ الْمَنْعُ وَالتَّشْدِيدُ . فَـ
الْحَرَامُ : ضِدُّ الْحَلَالِ . ..[ ( 3 ) ].
ب . ] شَهْرٌ حَرَامٌ . وَ
الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَرْبَعَةٌ :
ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ ، فَالسَّرْدُ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، أَيْ مُتَتَابِعَةٌ ، وَ
وَاحِدٌ فَرْدٌ ، وَالْفَرْدُ رَجَبٌ . وَ
فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ :
﴿[ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ]
قَوْلُهُ مِنْهَا ، يُرِيدُ الْكَثِيرَ ، ثُمَّ قَالَ :
﴿[ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ].
لَمَّا كَانَتْ قَلِيلَةً .
وَ
الْمُحَرَّمُ : شَهْرُ اللَّهِ ، سَمَّتْهُ الْعَرَبُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَسْتَحِلُّونَ فِيهِ الْقِتَالَ ، وَ
أُضِيفَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى إِعْظَامًا لَهُ كَمَا قِيلَ لِــلْكَعْبَةِ بَيْتُ اللَّهِ ، وَ
قِيلَ : سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ؛
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَيْسَ بِقَوِيٍّ .
الْجَوْهَرِيُّ: مِنَ الشُّهُورِ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ كَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْتَحِلُّ فِيهَا الْقِتَالَ ، إِلَّا حَيَّانِ :
1. ] خَثْعَمٌ وَ
2. ] طَيِّءٌ ،
فَإِنَّهُمَا كَانَا يَسْتَحِلَّانِ الشُّهُورَ ، وَكَانَ الَّذِينَ يَنْسِئُونَ الشُّهُورَ أَيَّامَ الْمَوَاسِمِ يَقُولُونَ :
" حَرَّمْنَا عَلَيْكُمُ الْقِتَالَ فِي هَذِهِ الشُّهُورِ إِلَّا دِمَاءَ الْمُحِلِّينَ ، فَكَانَتِ الْعَرَبُ تَسْتَحِلُّ دِمَاءَهُمْ خَاصَّةً فِي هَذِهِ الشُّهُورِ ".[ (4 ) ].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 02 / 09 / 2018 48 : 10 PM

سننٌ و محدثاتٌ!!
 
٣.] ﴿ سننٌ و محدثاتٌ :
٣. ١ .] " إنَّ مِنْ شرفِ الشهر الأوَّل مِنْ شهور السَّنَة القمرية -والتي تسمى بالسنة الهجرية مقابلة بالسنة الميلادية- مِن شَرَفه أَنْ نَسَبَه النبيُّ المصطفى -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- إلى ربِّه -جلَّ وعز-، ونَعَتَه بالشهر الحرام في قوله -صلَّى الله عليه وآله و سلَّم-:
«أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ» [ ( 5 ) ].
و
٣. ٢ .] " المعلومُ أنه لا يُضيفُ اللهُ إليه إلَّا خواصَّ مخلوقاتِه.. ومسألة الاصطفاء وقضية الاختيار تحدثت عنها في موضع آخر- على سبيل التشريف والتفضيل، قال السيوطيُّ :
«سُئِلْتُ: لم خُصَّ المحرَّمُ بقولهم: «شهرُ الله» ـ تَبارَك وتعالى ـ دون سائر الشهور، مع أنَّ فيها ما يُساويهِ في الفضل أو يزيد عليه كرمضان؟.
و
وَجَدْتُ -الكلام للجلال السيوطي- ما يُجابُ به: أنَّ هذا الاسْمَ إسلاميٌّ دون سائر الشهور؛ فإنَّ أسماءَها كُلَّها على ما كانَتْ عليه في الجاهلية، وكان اسْمُ «المحرَّم» في الجاهلية: «صفرَ الأوَّل»، والذي بعده: «صفر الثاني»، فلمَّا جاء الإسلامُ سمَّاهُ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ «المحرَّمَ»؛ فأُضيفَ إلى الله عزَّ وجلَّ بهذا الاعتبار، و
هذه فائدةٌ لطيفةٌ رأيتُها-الكلام للجلال السيوطي- في «الجمهرة».»[(6)]
«ويُكْرَهُ أَنْ يُسمَّى المحرَّمُ صفرًا؛ لأنَّ ذلك مِنْ عادة الجاهلية» كما ذَكَرَ النوويُّ ـ رحمه الله ـ[(7)]،
و
لعلَّ مِنْ عادتهم أنهم يُطْلِقون على شهرَيِ المحرَّمِ وصفرٍ لفظَ «الصفرين» مِنْ باب التغليب، لا لكون المحرَّم اسْمًا جديدًا حادثًا ....
قال الشيخ بكر أبو زيد ـ:
«إنَّ اسْمَ «شهر المحرَّم» كان في الجاهلية يُسمَّى: «صَفَرَ الأوَّلَ» وأنَّ تسميته محرَّمًا مِنِ اصطلاح الإسلام، وقد ذَهَبَ إلى هذا بعضُ أئمَّة اللغة، و
أحسبُ أنه اشتباهٌ؛
لأنَّ تغيير الأسماء في الأمور العامَّة يُدْخِلُ على الناس تلبيسًا لا يقصده الشارعُ؛
ألا ترى أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لَمَّا خَطَب حَجَّةَ الوداع فقال:
«أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟»
قال الراوي (الصحابيُّ نُفَيْعُ بنُ الحارث -رضي الله عنه-):
«فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ»، فَـ
قَالَ: «أَلَيْسَ بِذِي الحِجَّةِ؟»
قُلْنَا: «بَلَى»،
قَالَ: «.. فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ.. وَأَمْوَالَكُمْ.. وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا.. فِي شَهْرِكُمْ هَذَا.. فِي بَلَدِكُمْ …»[(8)].
ثمَّ ذَكَرَ أثناءَ الخُطبة الأَشْهُرَ الحُرُم فقال:
« ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ »؛
فلو كان اسْمُ المحرَّمِ اسْمًا جديدًا لوضَّحه للحاضرين الواردين مِنَ الآفاق القاصية، على أنَّ حادِثًا مِثْلَ هذا لو حَدَثَ لتناقَلَه الناسُ، وإنما كانوا يُطْلِقُون عليه وصفرَ لَفْظَ «الصفرين» تغليبًا»[(9)]...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 02 / 09 / 2018 05 : 11 PM

رد: المناسبات
 
٣. ٢ .] " هذا، وليس لأوَّلِ شهر الله المحرَّم نصٌّ شرعيٌّ صحيحٌ يُثْبِتُ تخصيصَه بـ
- الذِّكر
أو
- الدعاء
أو
- العمرة
أو
- الصيام..
لأوَّل يومٍ مِنَ السنة بنيَّة افتتاح السَّنَة الهجرية بالصيام، و
لا اختتامِها بالصيام عند نهاية السَّنَة بنيَّة توديع العام الهجريِّ؛ فـ
ما وَرَدَ مِنْ أحاديثَ في هذا الشأنِ فموضوعةٌ ومختلَقَةٌ على النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم[(10)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمِنْ ذلك حديثٌ موضوعٌ:
« مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُقْبِلَةَ بِصَوْمٍ، جَعَلَ اللهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً»[(11)].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيد أن السيوطي ذكر ما قاله القرطبي :
" قَالَ الْقُرْطُبِيّ إِنَّمَا كَانَ صَوْم الْمحرم أفضل الصّيام من أجل أَنه أول السّنة المستأنفة فَكَانَ استفتاحها بِالصَّوْمِ الَّذِي هُوَ أفضل الْأَعْمَال وَأفضل الصَّلَاة بعد الْفَرِيضَة صَلَاة اللَّيْل اسْتدلَّ بِهِ لقَوْل بعض أَصْحَابنَا أَن صَلَاة اللَّيْل أفضل من الرَّوَاتِب وَإِن كَانَ أَكْثَرهم على خِلَافه .. قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول أقوى وأوفق للْحَدِيث". [(12)]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 02 / 09 / 2018 07 : 11 PM

رد: المناسبات
 
٣. ٣ .] " كما لم يَثْبُتْ في الشرع :
إحياءُ ليلةِ أوَّل يومِ المحرَّم بـ
- الصلاة
أو
- الذِّكر
أو
الدعاء ...
ونحوِ ذلك،
قال أبو شامة:
«ولم يأتِ شيءٌ في أوَّل ليلة المحرَّم، وقد فتَّشْتُ -أبو شامة- فيما نُقِلَ مِنَ الآثار صحيحًا وضعيفًا وفي الأحاديث الموضوعة، فلم أرَ أحَدًا ذَكَرَ فيها شيئًا، وإنِّي لَأتخوَّف ـ والعياذُ بالله ـ مِنْ مُفْتَرٍ يَختلِقُ فيها». [(13)]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 02 / 09 / 2018 39 : 11 PM

رد: المناسبات
 
مِنَ المُؤْسِف ـ حقًّا ـ
٣. ٤ .] أَنْ لا يَلتزِمَ المسلمونَ باتِّباع المشروعِ الذي أمرَ به خالقهم ورازقهم.. والمعلوم من سنة نبيه عليه السلام ومن هدي السبيل لصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.. ، وأَنْ يُبادِروا إلى اتِّخاذِ أوَّلِ شهرِ الله المحرَّم عيدًا متعلِّقًا بدخول السَّنَة الهجرية على غرار السَّنَة الميلادية، ويجعلوا مِنْ ذلك وسيلةً للاحتفال بالتاريخ السنويِّ وإحيائه ـ تعظيمًا له ـ بالذِّكر والذكريات، والخُطَب والدروس والمحاضرات، والشِّعر والأمسيات: فنِّيَّةً وموسيقيةً وثقافيةً، وتَبادُلِ الأمانيِّ والتهاني، وغيرِ ذلك ممَّا أَحْدَثه الناسُ فيه، مع ظهور بصمات التشبُّه بأهل الغرب.
ومِنْ زاويةٍ أخرى، فإنَّ الوقائع الجليلة والأحداث الشريفة التي جمعَتْها سيرةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم العَطِرةُ: كـ
- بعثته صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الناس هاديا وبشيرًا ونذيرًا، و
- نزولِ الوحي عليه، و
- معجزةِ القرآن الكريم و
- سائر معجزاته، و
- ليلةِ الإسراء والمعراج، و
- هجرتِه مِنْ مكَّة إلى المدينة، و
- حصولِ المعارك والغزوات، و
- إقامةِ دولةِ الإسلام، و
- عُلُوِّ راية الجهاد في سبيل الله، و
- انتشارِ الدعوة إلى الله في الآفاق، وغيرِها مِنَ الحوادث العظيمة الواقعة في زمانه صلَّى الله عليه وسلَّم، لا تُضْفِي الصبغةَ الشرعية على الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية في الأوَّل مِنْ شهر الله المحرَّم مِنْ كُلِّ عامٍ جديدٍ على أنه عيدٌ وعطلةٌ للمسلمين بالاعتياد والتكرار؛ ذلك لأنَّ المعلوم ـ شرعًا ـ أنَّ الأعياد والمواسم الدينية معدودةٌ مِنْ مسائل العبادة، والعباداتُ ـ مِنْ حيث حكمُها ـ توقيفيةٌ تحتاج إلى دليلٍ يشرعها
كما هو مقرَّرٌ في القواعد الشرعية؛ لـ
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ [الجاثية: (١٨)]، و
قولِه تعالى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ [الشورى:(٢١)]، و
لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم:
«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»[(14)]
ولا يشفع للاحتفال بأوَّل شهر المحرَّم أصلٌ مِنْ :
- كتاب الله و
- لا سنَّةِ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، و
- لم يُؤْثَرْ ذلك عن صحابته الكرام، و
- لا عن التابعين لهم بإحسانٍ. [(15)] و
لا مجالَ لإدخال الأعياد والاحتفالات بمثلِ هذه المناسَباتِ في بابِ شكرِ الله تعالى أو تعظيمِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لأنَّ شُكْرَ اللهِ ليس بالاشتراك معه في التشريع والحكم، وقد قال تعالى:
﴿وَلَا يُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِۦٓ أَحَدٗا [الكهف:(٢٦)]، و
إنما شكرُ الله بطاعته وعبادته على وَفْقِ شرعِه، و
تعظيمُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في اتِّباع سُنَّته، و
طاعتِه فيما أَمَر به وزَجَر عنه، و
التسليمِ لأحكامه، و
التأسِّي به في مظهره ومخبره، و
عدمِ الابتداع في الدِّين، قال تعالى:
﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا [الأحزاب:(٢١)]، و
قال سبحانه: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ[آل عمران: (٣١)]،
قال ابنُ كثيرٍ ـ:
« هذه الآيةُ الكريمةُ حاكمةٌ على كُلِّ مَنِ ادَّعى محبَّةَ الله وليس هو على الطريقة المحمَّدية؛ فإنه كاذبٌ في دعواهُ في نفس الأمر حتَّى يتَّبع الشرعَ المحمَّديَّ والدِّين النبويَّ في جميع أقواله وأحواله، كما ثَبَتَ في الصحيح عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال:
«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»... و
قال الحسنُ البصريُّ وغيرُه مِنَ السلف:
" زَعَمَ قومٌ أنهم يُحِبُّون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه الآية فقال: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ﴾.»[(16)]
ثمَّ إنه ـ مِنْ زاويةٍ ثالثةٍ ـ لا يخفى أنَّ الأوَّل مِنْ شهر الله المحرَّم هو بدايةُ التقويم السنويِّ الإسلاميِّ مِنَ التاريخ الهجريِّ، كذا أرَّخه الصحابةُ الكرام رضي الله عنهم بالإجماع في الدولة العُمَرِية[(17)] مخالِفين في ذلك بدايةَ التقويم السنويِّ للنصارى حيث أرَّخوه مِنْ يومِ ولادة المسيح عيسى عليه السلام، ومع ذلك لم تكن هجرةُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في شهر المحرَّم، وإنما بدأَتْ هجرتُه مِنْ مكَّة إلى المدينة في أوائلِ شهر ربيعٍ الأوَّل مِنَ السَّنَة الثالثةَ عَشَرَ لبعثته صلَّى الله عليه وسلَّم، ووَصَل إلى قُباءٍ لاثنتَيْ عَشْرَةَ ليلةً خلَتْ مِنْ ربيعٍ الأوَّل يومَ الإثنين، كما صرَّح به أهلُ الحديث والسيرة[(18)]
و
منه يتبيَّن أنَّ شهر المحرَّم لم يكن مَوْعِدَ هجرتِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنما كان
ابتداءُ العزم على الهجرة في ذلك الشهر على أقوى الأقوال كما صرَّح بذلك الحافظ ابنُ حجرٍ بقوله: «وإنما أخَّرُوه مِنْ ربيعٍ الأوَّل إلى المحرَّم لأنَّ ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرَّم؛ إذ البيعةُ وقَعَتْ في أثناءِ ذي الحجَّة وهي مقدِّمةُ الهجرة؛ فكان أوَّلُ هلالٍ استهلَّ بعد البيعة والعزمِ على الهجرة هلالَ المحرَّم؛ فناسب أَنْ يُجْعَلَ مبتدَأً، وهذا أقوى ما وقَفْتُ عليه مِنْ مناسَبةِ الابتداء بالمحرَّم»[(19)]
ومِنْ زاويةٍ رابعةٍ فإنَّ مِنَ الحقِّ والعدل أَنْ يقتدِيَ المسلمون بالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ويتَّعظوا بسيرته، وينتفعوا بما جرى في زمانه مِنْ وقائعَ عظيمةٍ وحوادثَ شريفةٍ، ويستخرجوا منها الدروسَ والعِبَرَ على مدار السَّنَة، تتجسَّد معانيها الروحيةُ في قوالبَ صادقةٍ تُقوِّمُ سيرةَ المسلمِ وسلوكَه وخُلُقَه باستنارته مِنْ مشكاة النبوَّة، لا أَنْ تُحْصَرَ سيرتُه صلَّى الله عليه وسلَّم والانتفاعُ بأحداثها في:
- الاحتفالات و
- الخُطَب في أيَّامٍ محدَّدةِ الوقتِ في السَّنَة تمرُّ مجرَّدَ ذكرياتٍ، وتتكرَّر كُلَّ عامٍ على وجه الاعتياد، وسُرعانَ ما تدخل في طيِّ النسيان مع مرور تلك الأيَّامِ، مِنْ غير ملاحَظةِ الأثر الإيمانيِّ والخُلُقيِّ على سلوك المسلمين وسيرتهم، بل بالعكس ترى الكثيرَ يتدافعون للانتقال مِنْ بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر؛ طلبًا لمساكَنةِ أهل الكفر، والاسترزاقِ على وَفْقهم، والعيشِ في ديارهم بحُرِّيَّةٍ بهيميةٍ، ومشاكَلتِهم في عاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم وأنماط حياتهم؛ فأين ـ يا تُرَى ـ الأثرُ الإيمانيُّ والعمليُّ لذكرى هجرة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم الذي هاجَرَ مِنْ بلاد الشرك إلى بلاد الإيمان والإسلام؟!![(20)]
إنَّ اهتمام السلف الصالح والتابعين لهم بإحسانٍ بسيرة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم العطرةِ وحوادثِها العظيمة إنما كان بدراستها واستخراجِ الدروس والعِبَرِ منها، ويتجلَّى الانتفاعُ والاتِّعاظ بها طِوَالَ أيَّام السَّنَة ولياليها، وتتجسَّد معانيها العاليةُ ـ تكريسًا ـ في سلوكهم وسيرتهم اقتداءً به صلَّى الله عليه وسلَّم في قِيَمِه، والسَّيْرِ على منواله، والتأسِّي به في دعوته إلى توحيد المُرْسِل وتوحيدِ متابَعةِ الرسول، وفعلِ ما أَمَر الشرعُ به وتركِ ما نهى عنه؛ عملًا بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ»[(21)] و
في حديثٍ آخَرَ: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ»[(22)] مع موافَقةِ الشرع فيما يُحِبُّه ويرضاه، وفيما يسخطه ويكرهه ويُبْغِضُه ولا يرضاه مِنَ الأقوال والأفعال والاعتقادات والذوات كما هو معلومٌ مِنْ عقيدة الولاء والبراء، وهي مِنْ لوازم الشهادتين وشرطٌ مِنْ شروطها، قال تعالى: ﴿لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ[آل عمران: (٢٨)]، و
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [المائدة: (٥١)]، وقال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡ[المجادلة: (٢٢)]، وغيرُها مِنَ الآيات. [(23)]
تلك هي الهجرةُ الباطنية القلبية التي تُلازِمُ المسلمَ في حياته ولا تنفكُّ عنه، و
تليها ـ عملًا ـ هجرةٌ بدنيةٌ ظاهرةٌ محتويةٌ للهجرة القلبية، وهي هجرةُ المسلم مِنْ بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام ـ وجوبًا ـ على غير القادر على إظهار شعائر الإسلام في بلاد الكفر ولا الولاء والبراء، ولا هو مِنَ المستَضْعَفين الذين لا تَسَعُهم الهجرةُ، أو كان ممَّنْ تحول دون هجرته الظروفُ السياسية والجغرافية.
فهُمَا هجرتان إلى الله ورسوله لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «..فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ»[(24)] .
قال ابنُ القيِّم في الهجرة: إنها
«هجرتان:
ـ هجرةٌ إلى الله بـ
- الطلب و
- المحبَّة و
- العبودية و
- التوكُّل و
- الإنابة و
- التسليم و
- التفويض و
- الخوف و
-الرجاء و
-الإقبال عليه و
- صِدْق اللَّجَإِ والافتقار في كُلِّ نَفَسٍ إليه.
ـ وهجرةٌ إلى رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم في :
-حركاته و
- سكناته الظاهرة والباطنة بحيث تكون موافِقةً لشرعِه الذي هو تفصيلُ مَحَابِّ الله ومرضاته، ولا يقبل اللهُ مِنْ أحَدٍ دِينًا سواهُ»[(25)]
والعلم عند الله تعالى...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 06 / 09 / 2018 05 : 11 PM

التقويم الإسلامي.. السنة الهجرية!
 
التقويم القمري
التاريخ الهجري
التقويم الإسلامي :
هو التاريخ الذي يبدأ بهجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في سنة ٦٢٢ م...
بيد أنه في عام ٤١٢ من السنة الميلادية؛ اي قبل البعثة النبوية بـ ١٥٠ سنة عُقد في مكة إجتماعا ضم سادة قبائل العرب -آنذاك- لتوحيد أسماء الأشهر العربية التي تعددت تسمياتها في شبة جزيرة العرب حسب رأي كل قبيلة. وقد تسبب ذلك التباين بمشاكل في توقيت الحج إلى الكعبة؛ وهي شعيرة كان العرب يحرصون على القيام بها بشكل دوري.. -وقتذاك-.. إذ أنه -الحج- كان يعتبر من بقايا دين إبراهيم الخليل عليه السلام..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 08 / 09 / 2018 11 : 05 PM

آخِرَ يَوْمٍ... وَأَوَّلُ يَوْمٍ ..!
 
جاء في كتاب الموضوعات ( الكبرى) من الأحاديث المرفوعات؛ ص: [566] لابن الجوزي؛ كِتَاب الصيام؛
[18] باب صوم آخر يَوْم من السنة وأول الأخرى]. رقم الحديث:[1138] (1042؛ ش) :
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ ....حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا قُطْبُ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
" مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ .. وَأَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةِ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً " ...
قال ابن الجوزي :" الْهَرَوِيّ هُوَ الجويباري ، ووَهْب ، كلاهما كذاب وضاع . ".
الحديث موضوع.
*---------------------------------------*
تبيه:
[فلكياً: أول المحرم لعام 1440 يوافق يوم الثلاثاء القادم: 11 سبتمبر 2018م]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 09 / 09 / 2018 00 : 08 PM

تخصيص آخر يوم في السنة .. ويوم رأس السنة الهجرية
 
تخصيص آخر يوم في السنة .. ويوم رأس السنة الهجرية بـ
- صيام أو
- استغفار أو
- دعاء !
1.] تخصيص يوم معيَّن في الإسبوع، أو زمان في الشهر أو العام بصيام .. أو مكان ما بصلاة أو انفاق زكاة أو صدقة أو صعود جبل غير الجبل الذي في مناسك الحج أو غيرها من العبادات.. فهذا كله هو مِن شأن الشارع .. -سبحانه في علاه .. وتعالى في سماه- ويبلغنا رسوله وصفيه وخليله بهذا الأمر .. صلوات الله عليه وسلامه وتبريكاته .. بل بكيفيته أيضاً .. ولا يحل لأحد الافتيات عليه في ذلك .. وليس ما يراه أحد -سواء تسمى بـ "ولي(*) " أو كان من أهل الصُوفة(**) - إذ أن العبادات في الإسلام توقيفية .. فالعبادة هي كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه .. وليس ما يحبه العبد ..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) (**) سأشرحهما قريبا .
ــــــــــــــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 09 / 09 / 2018 02 : 08 PM

رد: المناسبات
 
2. ] لا يجب صيام شيء من الأيام إلا شهر رمضان .. وقد يجب الصيام بأسباب أخرى وهي :
- القضاء .. و
- النذر .. و
- بعض الكفارات.


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط