ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل» (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=155256)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 28 : 04 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
الهوامش
[1] الحديث ذكره مسلم في صحيحه باب بَيَانِ أَنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا وَأَنَّهُ يَأْرِزُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْن „:
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ › الْفِتَنَ ‹ فَقَالَ قَوْمٌ نَحْنُ سَمِعْنَاهُ فَقَالَ لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ
قَالُوا أَجَلْ
قَالَ تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ
وَ
لَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ › الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ ‹ ،
قَالَ حُذَيْفَةُ فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ
فَقُلْتُ أَنَا
قَالَ أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ
قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ › :
تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا ؛ فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ‹ ،
قَالَ حُذَيْفَةُ وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ قَالَ عُمَرُ أَكَسْرًا لَا أَبَا لَكَ فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ لَعَلَّهُ كَانَ يُعَادُ قُلْتُ لَا بَلْ يُكْسَرُ وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ
قَالَ أَبُوخَالِدٍ فَقُلْتُ لِسَعْدٍ يَا أَبَا مَالِكٍ مَا أَسْوَدُ مُرْبَادًّا قَالَ شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ قَالَ قُلْتُ فَمَا الْكُوزُ مُجَخِّيًا قَالَ مَنْكُوسًا .
وَ لَمَّا قَدِمَ حُذَيْفَةُ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ جَلَسَ فَحَدَّثَنَا فَقَالَ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمْسِ لَمَّا جَلَسْتُ إِلَيْهِ سَأَلَ أَصْحَابَهُ أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي › الْفِتَنِ ‹ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي خَالِدٍ وَلَمْ يَذْكُرْ تَفْسِيرَ أَبِي مَالِكٍ لِقَوْلِهِ مُرْبَادًّا مُجَخِّيًا .
وَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ مَنْ يُحَدِّثُنَا أَوْ قَالَ أَيُّكُمْ يُحَدِّثُنَا وَفِيهِمْ حُذَيْفَةُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْفِتْنَةِ قَالَ حُذَيْفَةُ أَنَا وَسَاقَ الْحَدِيثَ كَنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ رِبْعِيٍّ وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ قَالَ حُذَيْفَةُ حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ وَقَالَ يَعْنِي أَنَّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
[ صحيح مسلم ]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 32 : 04 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
مفردات الحديث :
› الْفِتَنُ ‹ أَيِ : الْبَلَايَا وَالْمِحَنُ ،
وَقِيلَ : الْعَقَائِدُ الْفَاسِدَةُ وَالْأَهْوَاءُ الْكَاسِدَةُ ،
وَفِي نُسْخَةٍ : عَوْذًا عَوْذًا بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ،
أَيْ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ عَوْذًا بَعْدَ عَوْذٍ ،
قَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ -رَحِمَهُ اللَّهُ- : وَمَنْ رَوَاهُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ فَمَعْنَاهُ سُؤَالُ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْهَا ،
كَمَا يُقَالُ : غُفْرًا غُفْرًا أَيْ : نَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنَا مِنْ ذَلِكَ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنَا .
وَ قَوْلُهُ : ( " أَسْوَدَ مِرْبَادًّا " ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَبِالدَّالِ الْمُشَدَّدَةِ : مِنِ ارْبَادَّ كَاحْمَارَّ ، أَيْ صَارَ كَلَوْنِ الرَّ‌‌مَادِ ، مِنَ الرُّبْدَةِ لَوْنٌ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْغَبَرَةِ ، وَهُوَ حَالٌ أَوْ مَنْصُوبٌ عَلَى الذَّمِّ ، ( كَالْكُوزِ ) ، أَيْ : يُشْبِهُ الْآخَرُ الْكُوزَ حَالَ كُوخٍ ( " مُجْخِيًّا " ) بِضَمِّ مِيمٍ وَسُكُونِ جِيمٍ وَخَاءٍ مَكْسُورَةٍ وَيَاءٍ آخِرَ الْحُرُوفِ مُشَدَّدَةٍ وَقَدْ تُخَفَّفُ ،
وَ
فِي النِّهَايَةِ : وَرُوِيَ بِتَقْدِيمِ الْخَاءِ عَلَى الْجِيمِ أَيْ مَائِلًا مَنْكُوسًا ، مُشَبِّهًا مَنْ هُوَ خَالٍ مِنَ الْعُلُومِ وَالْمَعَارِفِ بِكُوزٍ مَائِلٍ لَا يَثْبُتُ فِيهِ شَيْءٌ وَلَا يَسْتَقِرُّ ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ : ( " لَا يَعْرِفُ " ) أَيْ : هَذَا الْقَلْبُ ( " مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا ) ، وَالْمَعْنَى : لَا يَبْقَى فِيهِ عِرْفَانُ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ ، وَلَا إِنْكَارُ مَا هُوَ مُنْكَرٌ ( " إِلَّا مَا أُشْرِبَ " ) أَيِ : الْقَلْبُ ( " مِنْ هَوَاهِ " ) ، أَيْ : فَيَتْبَعُهُ طَبْعًا مِنْ غَيْرِ مُلَاحَظَةِ كَوْنِهِ مَعْرُوفًا أَوْ مُنْكَرًا شَرْعًا . هَذَا مُجْمَلُ الْكَلَامِ ، وَتَفْصِيلُهُ مَا ذَكَرَهُ شُرَّاحُ الْكَنْزِ فِي هَذَا الْمَقَامِ .
قَالَ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ : أَيْ حَتَّى يَصِيرَ جِنْسُ الْإِنْسِ عَلَى قِسْمَيْنِ : قِسْمٌ ذُو قَلْبٍ أَبِيٍّ كَالصَّفَا ، وَذُو قَلْبٍ أَسْوَدَ مُرْبَدًّا . قَالَ الْمُظْهِرُ : الضَّمِيرُ فِي يَصِيرُ لِلْقُلُوبِ أَيْ : تَصِيرُ الْقُلُوبُ عَلَى نَوْعَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَبْيَضُ ،

وَ
ثَانِيهُمَا :
أَسْوَدُ . قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : الصَّفَا : الْحِجَارَةُ الصَّافِيَةُ الْمَلْسَاءُ ، وَأُرِيدَ بِهِ هُنَا النَّوْعُ الَّذِي صَفَا بَيَاضُهُ ، وَعَلَيْهِ نَبَّهَ لِقَوْلِهِ أَبْيَضُ ، وَإِنَّمَا ضُرِبَ الْمَثَلُ بِهِ ; لِأَنَّ الْأَحْجَارَ إِذَا لَمْ تَكُنْ مَعْدِنِيَّةً لَمْ تَتَغَيَّرْ بِطُولِ الزَّمَانِ ، وَلَمْ يَدْخُلْهَا لَوْنٌ آخَرُ ، لَا سِيَّمَا النَّوْعَ الَّذِي ضُرِبَ بِهِ الْمَثَلُ فَإِنَّهُ أَبَدًا عَلَى الْبَيَاضِ الْخَالِصِ الَّذِي لَا يَشُوبُهُ كَدَرَةٌ ، وَإِنَّمَا وَصَفَ الْقَلْبَ بِالرُّبْدَةِ ; لِأَنَّهُ أَنْكَرَ مَا يُوجَدُ مِنَ السَّوَادِ ، بِخِلَافِ مَا يَشُوبُهُ صَفَاءٌ وَتَعْلُوهُ طَرَاوَةٌ مِنَ النَّوْعِ الْخَالِصِ .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 35 : 04 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
وَفِي شَرْحِ مُسْلِمٍ :

وَمَعْنَى عَوْدًا عَوْدًا أَيْ تُعَادُ ، عند شرح مسلم ،
قال النووي :" هَذَانِ الْحَرْفَانِ مِمَّا اخْتُلِفَ فِي ضَبْطِهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ ..
أَظْهَرُهَا وَأَشْهَرُهَا عُودًا عُودًا بِضَمِّ الْعَيْنِ وَبِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ
وَ
الثَّانِي بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَبِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ أَيْضًا
وَ
الثَّالِثُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَبِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ
وَ
لَمْ يَذْكُرْ صَاحِبُ التَّحْرِيرِ غَيْرَ الْأَوَّلِ وَأَمَّا الْقَاضِي عِيَاضٌ فَذَكَرَ هَذِهِ الْأَوْجُهَ الثَّلَاثَةَ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ وَاخْتَارَ الْأَوَّلُ أَيْضًا قَالَ وَاخْتَارَ شَيْخُنَا أَبُوالْحُسَيْنِ بْنُ سَرَّاجٍ فَتْحَ الْعَيْنِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ قَالَ وَمَعْنَى تُعْرَضُ أَنَّهَا تُلْصَقُ بِعَرْضِ الْقُلُوبِ أَيْ جَانِبهَا كَمَا يُلْصَقُ الْحَصِيرُ بِجَنْبِ النَّائِمِ وَيُؤَثِّرُ فِيهِ شِدَّةُ الْتِصَاقهَا بِهِ"

[ شَرْحِ مُسْلِمٍ ] .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 37 : 04 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
حَدِيثٌ [2]


عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ غَنَمٌ لَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ قَالُوا : › مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا لِيَتَعَوَّذَ مِنْكُمْ ‹ فَقَامُوا فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غَنَمَهُ فَأَتَوْا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَنْزَلَ اللَّهُ -تَعَالَى-:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ „ .
(سنن الترمذي تحفة الأحوذي ، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري دار الكتب العلمية ، دون ذكر سنة النشر )

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 41 : 04 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
التفسير والتأويل لــ جاء في محكم آيات التنزيل
المسألة الثالثة : الإستعاذة اصطلاحاً :


[ 1 . ] « الِاسْتِعَاذَةُ »


الْقَوْلُ فِي تَأْوِيل ِالِاسْتِعَاذَةِ

سنستخدم في الصفحات القادمات العديد من الكلمات تطلق العلماء لفظ : " مصطلح " عليها،
لذا
يقول الدكتور الوالد أحمد عمر هاشم :" لكل علم من العلوم أو فن من الفنون اصطلاحات خاصه به والتعرف عليها أمر من الأهمية لمكان بحيث يجب على كل باحث معرفته والوقوف عليه ".
[ المرجع : هاشم ؛ د. أحمد عمر ؛ قواعد أصول الحديث ؛ ص 19 ، دون تاريخ ، دون ذكر اسم المطبعة . ]
تعريف الاصطلاح :.

1 . ) عرّف التهانوي الاصطلاح بقوله : " هو العرف الخاص " .

وهو عبارة عن " اتفاق قوم على تسمية شيء باسم بعد نقله عن موضوعه الأول ، لمناسبة بينهما ، كالعموم والخصوص ، أو لمشاركتها في أمر ، أو مشابهتهما في وصف أو غيرها " .

2 . ) وذهب أبوالبقاء الكفوي إلى : " أن الاصطلاح يُستعمل غالباً في العلم الذي تُحصّل معلوماته بالنظر والاستدلال " .
ــــــــــــــــــــــــــــ
[ المرجع : القرعاوي ؛ د. سليمان بن صالح ؛ مصطلحات علوم القرآن ؛ ص 3 ، الطبعةالثانية ، الدمام : مطابع دار الثقافة العربية ، 1428هـ . ]
***
الإستعاذة اصطلاحاً:

هي لفظ يحصل به الالتجاء إلى الله تعالى ، والاعتصام والتحصن به من الشيطان الرجيم.

ومعناها : اللهم أعذني من الشيطان الرجيم. فهي خبر لفظاً ، ولفظها لفظ الخبر، ودعاءٌ معنى ، ومعناه الإنشاء ، أي : اللهم أعذني من الشيطان الرجيم وهي ليست من القرآن بالإجماع .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 45 : 04 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
المسألة الرابعة : الِاسْتِعَاذَةُ شرعاً

*****


بحث :" التفسير و التأويل لــ آيات التنزيل "
[ 1 . ] « الِاسْتِعَاذَةُ »

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ الِاسْتِعَاذَةِ

أما شرعاً:

وهي المسألة الرابعة :
العوذ : الالتجاء إلى الغير والتعلق به.
يقال: عاذ فلان بفلان ، ومنه قوله تعالى :« أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ »
( البقرة : 67 ) ،
« وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون »
( الدخان : 20 ) ،
« قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ »
( الفلق : 1 ) ،
« إني أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ »
( مريم : 18 ) .
وأعذته بالله أعيذه . قال : « إني أعيذها بك »
( آل عمران : 36 ) ،
وقوله : « معاذ الله »
( يوسف: 79 ) ، أي : نلتجئ إليه ونستنصر به أن نفعل ذلك ، فإن ذلك سوء نتحاشى من تعاطيه . والعوذة : ما يعاذ به من الشيء ، ومنه قيل : للتميمة والرقية : عوذة ، وعوذه : إذا رقاه.
**

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 47 : 04 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
ومعنى: اللهم إني أعوذ بك:
أي
ألوذ والتجيء ، والعياذ والمعاذ والملجأ ما سكنت إليه تقية عن محذور .

قال القرطبي في المسألة الأولى :" أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالِاسْتِعَاذَةِ عِنْدَ أَوَّلِ كُلِّ قِرَاءَةٍ فَقَالَ تَعَالَى :« فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ »
[ النَّحْلِ : 98 ]
أَيْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقْرَأَ ؛ فَأَوْقَعَ الْمَاضِيَ مَوْقِعَ الْمُسْتَقْبَلِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
وَإِنِّي لَآتِيكُمْ لِذِكْرِي الَّذِي مَضَى مِنَ* * الْوُدِّ وَاسْتِئْنَافِ مَا كَانَ فِي غَدِ


أَرَادَ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ .


وَقِيلَ : فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَأَنَّ كُلَّ فِعْلَيْنِ تَقَارَبَا فِي الْمَعْنَى جَازَ تَقْدِيمُ أَيِّهِمَا شِئْتَ ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى : « ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى »
[ النَّجْمِ : 8 ] الْمَعْنَى فَتَدَلَّى ثُمَّ دَنَا ؛ وَمِثْلَهُ :« اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ »
[ الْقَمَرِ : 1 ] وَهُوَ كَثِيرٌ .
فماذا تعني صيغة الأمر التي وردت في الآية الكريمة :" َاسْتَعِذْ " !؟ .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 57 : 04 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
فـ بــ
الرجوع إلى اللغة العربية وجد أن الصيغة التي وضعت للأمر لغةً
هي
صيغة " أفعل "
أو
ما يقوم مقامها وهو اسم الفعل مثل :" هات " ، و" تعال " ، والمضارع المقرون بلام الأمر مثل :" لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ۖ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا "
[ 65 الطلاق : 7 ]
و
:" الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ "
[24 النور : 2] .
فهذه هي الصيغة التي وضعت في اللغة العربية للأمر ولا توجد هناك صيغة غيرها ، ولم يضع الشارع ـ سبحانه وتعالىٰ ـ اصطلاحاً شرعياً لصيغة الأمر بل ما وضع لغة هو المعتبر شرعاً .
***
[ النبهاني ، محمد تقي الدين ، الشخصية الإسلامية ، الجزء الثالث ، بحث أقسام الكتاب والسنة ، صيغة الأمر ، ص 204 ، القدس الطبعة الثانية ، 1372 هـ ~ 1953م ]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 59 : 04 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
بيد أن صيغة الأمر ترد لستة عشر معنى :"

الأول : الإيجاب ،
الثاني : الندب ،
الثالث : الارشاد ،
الرابع : الاباحة ،
الخامس التهديد أي التخويف ،
السادس : الامتنان على العباد ،
السابع: الاكرام بالمأمور ،
الثامن : التسخير ،
التاسع : التعجيز ،
العاشر : الاهانة ،
الحادي عشر : التسوية ،
الثاني عشر : الدعاء ،
الثالث عشر : التمني ،
الرابع عشر : الاحتقار ،
الخامس عشر : التكوين ،
السادس عشر : الخبر "


[ هامش رقم 1/ الإستعاذة شرعاً ] .


*******
صيغة الأمر موضوعة لغة للدلالة على الطلب وليست موضوعة للوجوب ولا للندب ولا للإباحة ولا للتعجيز .. ولا لغيرها من المعاني المذكورة بل موضوعة لمجرد الطلب ليس غير . ودلالتها على معنىٰ من المعاني المذكورة فإنما بدلالتها على الطلب مع قرينة تبين المراد
***

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 19 / 11 / 2022 03 : 05 PM

رد: «بحوث التفسير والتأويل لآيات التنزيل»
 
صيغة الأمر التي وردت في الآية الكريم علقت بــ الفاء ..
فــ
قال في البحر المحيط :
" فَأَمَّا مَا عُلِّقَ بِالْفَاءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :" إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَــــ اغْسِلُوا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
[المائدة : 6]

" فَإِذَا وَجَدْت الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ جِلْدَك " .
قَالَ أَبُوالْحُسَيْنِ بْنُ الْقَطَّانِ : فَاخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِيهِ عَلَى وَجْهَيْنِ :

أَحَدُهُمَا :
أَنَّهُ عَلَى الْفَوْرِ ؛ لِأَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ ،
وَالثَّانِي :
لَا يَقْتَضِيهِ .


قَالَ : وَالصَّحِيحُ : هُوَ الْأَوَّلُ لِلْإِجْمَاعِ عَلَى أَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ ، وَلَوْ خُلِّينَا وَالظَّاهِرَ فِي قَوْلِهِ :" إذَا وَجَدْت الْمَاءَ فَأَمْسِسْهُ جِلْدَك " ، لَعَمِلْنَا بِهِ ، لَكِنْ صِرْنَا إلَى أَدِلَّةٍ أُخْرَى ."

[بدر الدين بن محمد بهادر الزركشي البحر المحيط ، دار الكتبي ، سنة النشر: 1414هـ/1994م ، رقم الطبعة: ط1 ]



***


قلتُ(الرمادي) :" وهذا ينطبق على هذه المسألة " .


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط