ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   المناسبات (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=121739)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 07 / 2019 53 : 09 PM

رد: المناسبات
 
مبحث ا لـــحـــج:
[ ٤ . ] الْأَصْلُ فِي إِثْبَاتِ فَرْضِ الْحَجِّ الْكِتَابُ الكريمُ -الذكر الحكيم-؛ وَالسُّنَّةُ المحمدية العطرة على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليمات وعظيم البركات:
المصدر الأول :

[ ٤ . ١ . ] الْكِتَابُ الكريم -الذكر الحكيم :
[ ٤ . ١ . ١ . ] قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }[(27)] ، فَخَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ نَبِيَّهُ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: « أَيْ رَبِّ (!) ؛ فَأَيْنَ يَبْلُغُ نِدَائِي » . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكَ النِّدَاءُ وَعَلَيَّ الْبَلَاغُ ، فَصَعِدَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى الْمَقَامِ ، وَقَالَ : « عِبَادَ اللَّهِ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ » ، فَأَجَابَ مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ : « لَبَّيْكَ أَدَاعِيَ رَبِّنَا لَبَّيْكَ » .
فَيُقَالُ: إِنَّهُ لَا يَحُجُّ إِلَّا مَنْ أَجَابَ دَعْوَةَ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- .
وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ : « كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ دَعْوَةَ إِبْرَاهِيمَ بِالْحَجِّ بِالتَّلْبِيَةِ أَهْلُ الْيَمَنِ ».
[ ٤ . ١ . ٢ . ] وَقَالَ تَعَالَى : وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [(28)] أَيِ افْعَلُوهُمَا عَلَى التَّمَامِ .
[ ٤ . ١ . ٣ . ] وَقَالَ تَعَالَى ذكره وجل قدره وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا الْآيَةَ . [(29)]
[ ٤ . ١ . ٤ . ] وقال تعالى ذكره وجل قدرهوَأَتِمُّواْالْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ [(30)]



وَ





المصدر الثاني :

[ ٤ . ٢ . ] السُّنَّةُ المطهرة العطرة :" وَ الخَبَرُ الصحيح : « بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ » وذكر حج البيت.[(31)]
[ ٤ . ٢ . ١ . ] :" رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : [ أ . ] شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحْمَدًا رَسُولُ اللَّهِ ، [ ب . ] وَإِقَامِ الصَّلَاةِ [ ج . ] وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ [ د . ] وَحَجِّ الْبَيْتِ، [ ه . ] وَصِيَامِ رَمَضَانَ »[(32)]



وَ

[ ٤ . ٢ . ٢ . ]:" رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « [ أ . ] صَلُّوا خَمْسَكُمْ [ ب . ]وَصُومُوا شَهْرَكُمْ [ ج . ] وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ [ د . ] وَحُجُّوا بَيْتَ رَبِّكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ »[(33)].



وَ

[ ٤ . ٢ . ٣ . ]:" رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَقَالَ : « إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ » ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ :" أَفِي كُلِّ عَامٍ "، فَلَمْ يُجِبْهُ فَأَعَادَ ثَالِثَةً ، فَقَالَ : « لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ؛ وَلَوْ وَجَبَتْ مَا قُمْتُمْ بِهَا ، وَلَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَكَفَرْتُمْ ، أَلَا وَادِعُونِي مَا وَادَعْتُكُمْ »[(34)]



وَ

[ ٤ . ٢ . ٤ . ]:" رَوَى أَبُو أُمَامَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ الْحَجِّ

[ أ . ] حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ
أَوْ
[ ب . ] مَرَضٌ حَابِسٌ
أَوْ
[ ج . ] سُلْطَانٌ جَائِرٌ ... فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا. »[(35)]
[ ٤ . ٢ . ٥ . ]:" رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « حُجُّوا قَبْلَ أَنْ لَا تَحِجُّوا » . قَالُوا : " وَمَا شَأْنُ الْحَجِّ (!). قَالَ : « يَقْعُدُ أَعْرَابُهَا عَلَى أَدْنَابِ أَوْدِيَتِهَا فَلَا يَصِلُ إِلَى الْحَجِّ أَحَدٌ »[(36)]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
اعتمدتُ أسلوب ترقيم الحديث النبوي الشريف من باب التقسيم والتسهيل في حفظه؛ وهو أسلوب تعليمي وتربوي(!).

شريف حمدان 15 / 07 / 2019 43 : 12 AM

رد: المناسبات
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 02 / 08 / 2019 39 : 10 AM

أول نزول وحي السماء!
 
أول نزول وحي السماء على قلب خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين النبي الرسول محمد ﷺ... يوافق يوم الثلاثاء القادم : الخامس من ذي الحجة = السادس من أغسطس...

شريف حمدان 02 / 08 / 2019 54 : 10 PM

رد: المناسبات
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 08 / 08 / 2019 23 : 07 PM

يَوْمُ عَرَفَةَ : الْيَوْمُ التَّاسِعُ [ 9 ] مِنْ ذِي الْحِجَّةِ [يوافق : السبت : ١٠ أغسطس ]
 
:" يَوْمُ عَرَفَةَ :
فَهُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ [ 9 ] مِنْ ذِي الْحِجَّةِ [يوافق : السبت : ١٠ أغسطس ] ، سُمِّيَ بِذَلِكَ ، لِأَنَّ الْوُقُوفَ بِعَرَفَةَ فِيهِ .

وَ
قِيلَ : سُمِّيَ يَوْمَ عَرَفَةَ ، لِأَنَّ إبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- أُرِيَ فِي الْمَنَامِ لَيْلَةَ التَّرْوِيَةِ أَنَّهُ يُؤْمَرُ بِذَبْحِ ابْنِهِ ، فَأَصْبَحَ يَوْمَهُ يَتَرَوَّى ، هَلْ هَذَا مِنْ اللَّهِ أَوْ حُلْمٌ ؟ فَسُمِّيَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ ، فَلَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ رَآهُ أَيْضًا فَأَصْبَحَ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَعَرَفَ أَنَّهُ مِنْ اللَّهِ ، فَسُمِّيَ يَوْمَ عَرَفَةَ . وَهُوَ يَوْمٌ شَرِيفٌ عَظِيمٌ ، وَعِيدٌ كَرِيمٌ ، وَفَضْلُهُ كَبِيرٌ . وَقَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- { أَنَّ صِيَامَهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ . } ".

إذن: " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ "

و
صِيَامُه مُسْتَحَبٌّ، لِمَا رَوَى أَبُو قَتَادَةَ الأنصاري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : صِيَامُ عَرَفَةَ : إنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ؛ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ
ــــــــــــــــــــــ
وجاء برواية :" صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ : سَنَةٍ هَذِهِ وَسَنَةٍ مُسْتَقْبَلَةٍ ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 08 / 2019 46 : 08 PM

اليوم العالمي للشباب: 12 أغسطس!
 
الشباب ويومهم العالمي!


الواقع المعاش الفعلي أن الذين يعيشون معاً على سطح المعمورة ينقسمون إلى أهل الشمال وأهل الجنوب، وهؤلاء ينقسمون إلى أمم وشعوب؛ وتجد بالمقارنة دولا تتميز بإرتفاع مستوى التعليم وارتقاء الخدمات العامة التي تقدم للمواطن مع تحسين مستوى المعيشة للفرد وفي مناخ صحي يوفر للجميع فرص متكافئة... وهنالك دول آخرىٰ تتعسر؛ بل بعضها يلفظ أبناؤها خارجها، فيلجئهم إلىٰ الهروب ومِن ثم اللجوء لدول الغرب، بطرق غير شرعية... هذا هو التقسيم العام... وهذا إجمالاً...

وعند التفصيل :
تؤثر مجموعة مِن القيم وحزمة مِن القناعات وكتلة مِن الأفكار والمقاييس في تشكيل الهوية الذهنية والفكرية وتشكل الشخصية الإنسانية العقلية منها والنفسية، وهذه القيم والقناعات والأفكار والمقاييس تنمي الإنتماء عند الفرد وتُعلي مِن قدر الولاء؛ فيتدخل مَن يعمل بالسياسة فيشكل وجهة نظر في الحياة؛ كما يعطي حكماً على الآخر، إما برفضه تماماً وأحياناً بتصفيته جسديا وإما بقبوله وإمكانية التعايش معه، والاستفادة من خبراته ، ويتلقى الأفراد مِن خلال عدة وسائل رؤى خاصة لوجهة النظر في الحياة وكيفية العيش وتنظيمه ؛ فيعلو علىٰ منبر الوعظ ويتمقعد فوق كرسي الإرشاد رجل دين؛ إما يستحلب مِن افكار القدماء ويست*** فتاوى الغابرين؛ فيرددها اليوم بعد أن سُطرت من مئات السنين.... و إما يملك ذهنا وقادا مستنيرا يرجع إلى الأصول ويعتمد على المصادر الأساسية ويراجع ويقارن اقوال العلماء السابقين وكيفية فهمهم للنصوص وينزلها على واقع حي ملموس، بفهم عميق للمستجدات فيعيد صياغتها بصورة واقعية حالية وليس فقط مجرد اجترار.... أو نقل ... ويشاركه في الخطاب رجل فكر وصاحب مدرسة فينقسم العالَم الإنساني إلى مَن يتبعون أسس مبادئ فكرية أو إلى قيم دينية فيتعمق التقسيم المبدئي الايديولوجي أو يتفتت الدين إلىٰ فرق ومذاهب وطوائف وطرق... والشباب جزء حيوي مِن هذا العراك الفكري داخل المجتمع وجزء اساسي مِن هذا التحرك الميداني، فترى الشباب هم وقود الحروب الفكرية المشتعلة في العالَم أو حطب المعارك الوهمية ؛ وهي دامية بين أصحاب المذاهب أو بين أتباع الديانات.

الواقع الحالي المعاش يخبرنا أن لكل أمة مفاهيمها وقيمها وافكارها ومقاييس حياتها عن الشئ أو الفعل؛ فإما تتلاقىٰ مع الآخر فيحدث تلاقح إيجابي حضاري راق أو تتناكف في تصادم سلبي.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 13 / 08 / 2019 17 : 05 PM

الشباب ويومهم العالمي!
 
الشباب(*) ويومهم العالمي!
مسألة :" النهضة بالتعليم ".





[ ١ . ] الواقع المعاش الفعلي أن الذين يعيشون معاً علىٰ سطح المعمورة ينقسمون إلىٰ أهل الشمال (أوروبا والغرب عموماً) وأهل الجنوب (الدول النامية والمتخلفة!؟)؛ ويسعى أهل المشرق (الصين؛ ومجموعة (ASEAN) والهند) لموضع قدم تحت الشمس؛ وقد تمكن البعض مِن ذلك ... وبالنظر إلىٰ هؤلاء تجدهم ينقسمون إلىٰ أمم وشعوب؛ وعادات وتقاليد وقيم ومفاهيم وأفكار تختلف أو تقترب حسب درجة قوة المتنفذ من الدول الكبرىٰ؛ يضاف قوة سوق المشتريات، فقد كانت أمريكا تسعىٰ إلىٰ تصدير (فقط) شراب الكوكاكولا وحامل الصدر لسيدات الصين؛ ونجحت في ذلك، واليوم تصدر الصين كل ما يحتاجه المواطن الأمريكي مما اضطر ترامب إلىٰ فرض رسوم إضافية علىٰ تلك المنتجات... والعامل المشترك عند الجميع هو الشباب؛ فمتى قدرت علىٰ حسن مخاطبة الشباب وجذبه إلىٰ ما تسوق إليه فقد كسبت السوق كله ...
[ ٢ . ] ومقارنة تجد دولا تتميز بإرتفاع مستوىٰ التعليم وارتقاء الخدمات العامة التي تقدم للمواطن مع تحسين دائم لمستوىٰ معيشة الفرد وفي مناخ صحي يوفر للجميع فرص متكافئة؛ وخاصة للشباب ... وفي المقابل... هنالك دول آخرىٰ تتعسر في تقديم القوت اليومي والأمان والطمأنينة لشعبها؛ بل بعضها يلفظ أبناؤها خارجها، فتلجئهم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأزمات والحروب إلىٰ الهروب ومِن ثم اللجوء لدول الغرب، واللافت للإنتباه أننا لم نسمع عن رغبة أحد باللجوء إلىٰ دولة الصين مع عظم قدرتها الإنتاجية والتصنيع أو دول الخليج مع إرتفاع ثرائها؛ بل الشركات الكبرىٰ (ألمانيا) تذهب للهند وما حولها لرخص ثمن عمالة الشباب هناك، وإمارة قطر حالة إستثنائية كيداً في العرب... وهذا هو التقسيم العام...وهذا إجمالاً...
وعند التفصيل : تؤثر مجموعة مِن القيم وحزمة مِن القناعات وكتلة مِن الأفكار والمقاييس في تشكيل الهوية الذهنية والفكرية وبناء الشخصية الإنسانية العقلية منها والنفسية، وهذه القيم والقناعات والأفكار والمقاييس تنمي الإنتماء عند الفرد وتُعلي مِن قدر الولاء؛ فيتدخل مَن يعمل بالسياسة فيشكل وجهة نظر في الحياة؛ كما يعطي حكماً علىٰ الآخر، فيشعر البعض بتفوق عرقه والبعض بعلو مقامه سواء مِن تحصل علىٰ قدر عال من التعليم الأكاديمي أو تحصل علىٰ أموال طائلة أو ينتمي إلىٰ دين أو طائفة فيترتب علىٰ ذلك رفض الآخر تماماً وأحياناً بتصفيته جسدياً... أو شراءه ... أو بقبوله بغض النظر إلىٰ لون بشرته أو بلد الولادة والمنشأ فيترتب علىٰ ذلك إمكانية التعايش معه، مع الاستفادة مِن خبراته والتعاون لرفعة شأن البشرية وإزدهار الحياة الآدمية، وقد يتلقىٰ الأفراد مِن خلال وسائل متعددة رؤىٰ خاصة لوجهة النظر في الحياة وكيفية العيش وتنظيمه مع الآخر؛ فيعلو علىٰ منبر الوعظ ويتمقعد فوق كرسي الإرشاد رجل دين؛ إما يستحلب افكار القدماء دون أن ينتبه لعامل الزمن وتغيير الأوضاع المحيطة به؛ ويستــحــلـــب فتاوىٰ الغابرين دون أدنى نظر إلىٰ واقع يخالف تماما واقع الحال وما وصلنا إليه من مآل؛ فيرددها اليوم بعد أن سُطرت مِن مئات السنين... وإما رجل علم يملك ذهناً وقاداً مستنيراً واعياً يرجع بفهم إلىٰ الأصول ويراجع بإدراك ويقارن اقوال العلماء السابقين وكيفية فهمهم للنصوص وينزلها علىٰ واقع معاش حي ملموس، فيقدم تأويلاً بما وصل إليه العلم البشري في كافة المجالات إما تفسيراً أو أحكاماً فيصيغ جُملَه وكلامَه بصورة واقعية حالية يدركها إنسان اليوم وليس فقط مجرد اجترار وإعادة تكرار.... وأمثال هؤلاء لا يبقون على الساحة كثيراً والغالب يوجه الخطاب للشباب ... أو (وهذا المهم) يشاركه في الخطاب رجل فكر يحمل عبأ نهضة أمة وصاحب مدرسة تربوية تعليمية تثقيفية إصلاحية... فينقسم العالَم الإنساني إلى مَن يتبعون أسس مبادئ فكرية صحيحة أو إلىٰ قيم دينية راقية... فبهما (واعظ يتكلم بأمس الماضي؛ ورجل مفكر ينظر إلىٰ الغد) بهما يتعمق التقسيم المبدئي الايديولوجي أو يتفتت الدين إلىٰ فرق ومذاهب وطوائف وطرق...أو يتم الإجتماع علىٰ كلمة سواء؛ أي ما يتفق مع العقل والمنطق بأدلة ثبوتية وبراهين قطعية ويعذر بعضنا بعضا في بعض النقاط ... والشبابُ جزءٌ حيوي مِن هذاالعراك الفكري داخل المجتمع الواحد أو خارجه، وجزءٌ اساسي مِن هذا التحرك الميداني، فترىٰ الشباب هم وقود الحروب الفكرية المشتعلة في العالَم أو حطب نيران المعارك الوهمية؛ وهي دامية بين أصحاب المذاهب أو بين أتباع الديانات... وانظر حولك لترى بأم عينك صحة هذا القول(!!؟).
الواقع الحالي المعاش يخبرنا أن لكل أمة مفاهيمها وقيمها وافكارها ومقاييس حياتها عن الشئ أو الفعل؛ فإما تتلاقىٰ مع الآخر فيحدث تلاقح إيجابي حضاري راق أو تتناكف في تصادم سلبي.
[ ٣ . ] والحديثُ عن الشباب وهم شريحة عريضة مِن المجتمع تقدر حالياً بـ1,8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 سنة في العالم، وهذا هو أكبر عدد من الشباب علىٰ الإطلاق، وتتشكل عقلية ونفسية الشاب منذ مرحلة الطفولة، وهي تلك المرحلة التي تبدأ بتكوين الجنين في بطن أمه؛ وهذا يستلزم منا قبل الشروع في الزواج أن نبحث في كيفية تربية أم المستقبل؛ وإعداد حاضنة أمل الغد، وهذه المرحلة تنتهي بالبلوغ، والبلوغ قد يكون بالعلامة؛ بمعنى بلوغ الصبية مبلغ النساء؛ وبلوغ الصبي مبلغ الرجال، وقد يكون بالسن؛ وهذه إشكالية آخرىٰ عند الفقهاء وتواجه المُشَرع عند سَن قانون؛ فيعتمد البعض بلوغ الصبية مبلغ النساء وإن كان عمرها لم يتجاوز التاسعة فتعامل معاملة المرأة البالغة في كافة أمور حياتها وجميع الأحكام المتعلقة بها؛ سواء الشخصية منها أو العامة، أو نعتمد ما قَدَّره أبوحنيفة[(1)]-في المشهور عنه- بثماني عشرة سنة وسبع عشرة سنة[(2)]. و تنتهي المشاكلة. بيد ان الطفل حسب التعريفات الدولية هو كل «إنسان لم يبلغ الثامنة عشر من عمره بعد»[3)]
وهذه تحتاج إلى إعادة نظر مع اعتمادها عند الجميع(!!؟)... وهنا تتدخل الأفكار والثقافة العامة والقيم العليا وكيفيةالتربية(!!؟).
فالأمة التي تستطيع بناء أطفالها، وفق أهدافها وتطلعاتها هي الأمة التي تستطيع حماية وجودها والتحكم في مستقبلها؛ وقضية التحكم في المستقبل : تعني دراسة مستفيضة لواقع معاش مع الأمكانات المتاحة والمتوفرة مع التخطيط لهذا المستقبل المرجو المأمول، وهذا التخطيط يقتضي أن نفهم الحاضر فهمًا دقيقاً عميقًا واعيًا، وأن نحاول استشراف المستقبل استشرافًا علميًّا منهجيًّا؛ من أجل تطويره على الصورة المبتغاة المأمولة[(4)].
[ ٤ . ] وهنا تأتي إشكالية الواقع الحالي باعتبار أن العالم كله صار قرية صغيرة وأن الفضاء الإلكتروني والفضائيات مفتوحة طوال النهار والليل؛ مما استدعىٰ بعض الدول (تركيا؛ مثلا) إلىٰ غلق مئات مِن منصات الفضاء الإلكتروني؛ وما هو أشد وطأة هي تلك التجمعات العربية أو الإسلامية في بلاد الغرب؛ فهل هم أعضاء تلك الأمة الغربية وخاصة مِن تحصل علىٰ جنسية الدولة التي يقيم فيها بصفة دائمة؛ أو تمكن مِن الحصول علىٰ أوراق ثبوتية تسمح له بالبقاء في دول الإتحاد الأوروبي؛ ولعل الحديث هنا عن الجيل الأول ذي منشأ مشرقي ... أما مَن ولد في الغرب فهذا حديث آخر(!!)... وهل دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة تعتبر أمة مِن دون الأمم، أم أمم داخل تجمع (اتحاد) سياسي واقتصادي واحد(!!)، أم هذه التجمعات العربية والإسلامية في الغرب هي كما يحلو للبعض تسميتها بـ <<أقلية>> عربية؛ فتنفصل عن مجتمع تعيش فيه؛ أو <<جالية>>إسلامية... فتظل خارج إطار المجتمع مما يسمى بالمجتمعات الموازية؛ أي لها لغتها الخاصة وعاداتها وتقاليدها الخاصة بها فتنسلخ من المجتمع الذي وجدت فيه(!!؟.).
ويكاد الجميع يستشهد بأبيات قالها أبو العلاء[(5)]:

وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الْفِتْيَانُ مِنَّا * عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُـوهُ
وَمَا دَانَ الْفَتَى بِحِجًى وَلَكِنْ * يُعَلِّمُهُ التَّدَيُّنَ أَقْرَبُوهُ[(6)]
إذاً : يمثل الشباب في غالبية المجتمعات نسبة كبيرة من أبنائها، فهم حاضرُ أي مجتمع ومستقبله، وهم الذين سيتولّون زمامَ الأمور غدًا إذا أُحْسِن إعدادُهم وتجهيزُهم تربويًا وعلمياً ، نفسيًا وعقليًا؛ عقائدياً ودينيًّا، ليكونوا مُسَلَّحين بالعلم والمعرفة وبالقِيَم والأخلاق، وبالثقة بالنفس، ومُعطَيات الحداثة والتقدم؛ حتىٰ يستطيعون مواكبة التحدّيات التي تفرضها متغيرات <<العولمة>>، لذا فقد اهتم الإسلام بالشباب فأوصانا الرسول ﷺ بهم، فيقول :
أوصيكم بالشباب خيرًا فإنهم أرق أفئدة .... لقد بعثني الله بالحنيفية السمحة فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ[(7)]
ثم تلا قول الله تعالى:
{فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [(8)]
وما قاله وصرح به نبي الإسلام يعتبر سابقة منذ أكثر من 1440 عام قبل أن تقرر الأمم المتحدة مسألة اليوم العالمي للشباب. بل إن منهجه وطريقته -أي سنته- تبين لنا كما ضرب لنا رسولنا الكريم ﷺ مثلاً في الاهتمام بهم وتربيتهم التربية القيادية، فها هو نجده يُحيط نفسَه بكوكبةٍ منهم يحملهم جلائل الأعمال، وهم في نضارة الشباب، فهذا :

علي بن أبي طالب الفتى الشباب نراه ينام في فراش الرسول ﷺ ليلة الهجرة ويُعرِّض حياتَه للخطر بلا خوف أو جبن، ويؤدي الأمانات التي وكل إليه الرسول ﷺ أن يردها إلى أهلها ثم يهاجر وحده.
بل مَن جاء من بعده سار على منهجه؛ فعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
« كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ »
يقول العسقلاني: « أَيْ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ». [(9)]
والرسول ﷺ لا يرضَ للشباب أن يستجيبوا لرغباتهم الجامحة أو أهوائهم، بل يرضى لهم الفضيلة، والحكمة والرزانة، ولذلك يقول (خير شبابكم من تشبه بكهولكم) أي <<شيوخكم>>[(10)]. أي في عمق التفكير ورزانة التصرف وبراعة القيادة، وما يغلب عليهم من وقار وحلم وهما صفتان محمودتان. كمايرضى للشباب الجدَ في ميدان الهداية والتقوىٰ ويكرم من يفعل ذلك خير تكريم حين يقول (إن الله تعالىٰ ليباهي ملائكته بالشباب الصالح).
يا أتباع محمد ﷺ يقول حَبر هذه الأمة عبدالله بن عباس:

الخير كله في الشباب .
ولقد سار صحابة رسول الله على طريقته وسُنته ومنهجه في العناية بالشاب وتوجيههم وعرفان قدرهم،

ومن بعد الفاروق جاء حفيده خامس الراشدين عمر بن عبدالعزيز الذي نراه يستقبل وفدًا أقدم من الحجاز لتهنئته بالخلافـة، فتقدم شاب صغير السن لم يبلغ إحدى عشرة ١١سنة ليتكلم، فقال له خامس الراشدين: «ليتكلم من هو أسن منك»، فقال الفتي: «يا أميـر المـؤمنين ، ليس الأمـر بالسن وإنما المرء بأصغــريه: «قلبه» و«لسانه»، فإذا منح الله العبد لسانًا لافظاً ، وقلبًا حافظاً ، فقد أجاز له الاختيار واستحق الكلام، ولو أن الأمر يا أميــر المؤمنين بالسن لكان في الأمة من هو أحق منك بمجلسك هذا»، فأُعْجِبَ عمر بالشاب وشجاعته وحسن منطقه وقال له: «صدقتَ، تكلَّم أيها الغلام، فهذا هو السحر الحلال!» فقال الفتي: «يا أمير المؤمنين، نحن وفد التهنئة، لا وفد المرزئة <طلب المعونة> لم تقدمنا إليك رغبة ولا رهبة؛ لأننا أمِنّا في أيامك ما خلفنا، وأدركنا ما طلبنا».
فتعجب عمر من كلامه وأنشد قائلاً :

تَعَلَّمْ فَلَيسَ الْمَـــرءُ يُولَــــدَ عَالِمًا * وَلَيسَ أَخو عِلْمٍ كَمَنْ هوَ جَاهِل
وَأَنّ كَبيرَ الْقَــومِ لاَ عِلَمَ عِنْـــــدَه * صغيــرًا إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْمَحَافِل


ولما دخل الخليفة المهدي البصرة، رأى إياس بن معاوية –الذي ضُرِبَ به المثلُ في الذكاء – وهو صبي، خلفه أربعمائة ٤٠٠من العلماء وأصحاب الطيالسة، فقال المهدي: «أف لهذه العثانين، أما كان فيهم شيخ يتقدمهم غير هذا الحدث»، ثم التفت إليه المهدي وقال: «كم سنك يا فتى؟ »فقال: «سني <<أطال الله بقاء أمير المؤمنين>>< سن أسامة بن زيد بن حارثة -رضي الله تعالى عنهم- لما ولاه رسول اللهﷺ جيشًا فيه أبوبكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما-». فقال: «تقدم، بارك الله فيك، وكان سنه سبع عشرة سنة».
-*/-*/-*/
[ ٥ . ] ولا أقول أن هذا تاريخ يروىٰ ويحكىٰ بل واقع يراد إعادته للحياة .... وهنا يأتي واجب الأبوين والمعلم؛ لكن الواقع المعاش - وهنا تأتي إشكالية الذوبان/الاندماج في المجتمع الغربي؛ أو تلك المجتمعات المغلقة في المناطق العربية أو الإسلامية- إذ أن الأب المسلم والأم المسلمة؛ وهذه حالة تختلف تماما عن حالة آخرىٰ : وهي الزواج المختلط بين شخصين يحملين ديانتين وعقيدتين بل ومفاهيم وقيم مختلفة فثمرة هذا الزواج طفلــ(ــة) يتربىٰ في بيت له مبادئه وفي الروضة والمدرسة والشارع ووسائل الإعلام والمجتمع له مجموعة مبادئ آخرىٰ...أو نفس البيت رجل له دين وشعائر بل طعام يحله وآخر يحرمه وكذلك شراب وأيضا ملابس وستر عورة يعيش تحت سقف واحد مع امرأة لها ما يخالفه ولو في بعض المسائل(!!؟).
[ ٦ . ] عالمياً فإن أكثر من نصف عدد مَن هم بين سني 6 و 14 عام يفتقدون لمهارات القراءة والحساب علىٰ الرغم من أن معظهم يذهبون إلىٰ المدارس. وهذه تعتبر أزمة عالمية.
وإني أتساءل بدوري :
- هل المؤسسات الرسمية والهيئات والجمعيات والاتحادات ذات العلاقة بالمراهقين والمراهقات والشابات والشباب تقوم بدورها المنوط بها؛ وفق خطة علمية مدروسة ذات أهداف واستراتيجيات وفق المستوىٰ العُمري!!؟.
- وهل القائمون علىٰ عملية التدريس والإعداد هم من اصحاب المؤهلات العلمية ؛ مع فهم عميق مستنير لواقع جديد تعيشه تلك التجمعات العربية /الإسلامية!!؟.
لذا وعلىٰ الأبواب ؛ وقبيل بدء العام الدراسي 2019/20 يجب إعادة النظر فيما ذكرته آنفاً، إذ هي مسؤولية ... وليس استرزاق ... أو وجاهة إجتماعية!؟؟.






ملف مِن إعداد:
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي





12أغسطس 2019م





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(*) في 17 ديسمبر 1999م، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها : ( 120/54 ) إعلان يوم 12 أغسطس من كل عام بوصفه يوما دوليا للشباب، عملا بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة، 8 - 12 أغسطس1998) ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشابات والشباب كونهن شركاء أساسيين في التغيير، فضلا عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه أولئك الشباب والشابات في كل أنحاء العالم..

موضوع عام 2019: النهضة بالتعليم

يسلط شعار [النهضة بالتعليم] هذا العام الضوء علىٰ الجهود المبذولة - بما في ذلك جهود الشباب أنفسهم - لإتاحة التعليم للجميع وتيسيره أمام الشباب. وتأسيسا علىٰ الهدف : ( 4 ) من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 - الذي ينص علىٰ <<ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدىٰ الحياة للجميع>> - فالمراد من اليوم العالمي للشباب لعام 2019 هو البحث في كيفية تركيز الحكومات والشباب والمنظمات المعنية بقضايا الشباب وغيرها من أصحاب المصلحة علىٰ النهضة بالتعليم بما يصنع منه أداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ويُعد التعليم المتاح والشامل أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يمكن له أن يضطلع بدور في منع نشوب الصراعات. وفي الواقع، فالتعليم <<مُضاعِف للتنمية>> لأنه له دور محوري في تسريع التقدم المحرز في جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ذات الصلة به، سواء أكان ذلك هدف القضاء علىٰ الفقر، أو هدف الصحة الجيدة، أو هدف المساواة بين الجنسين في الآجر لنفس المستوىٰ التعليمي ونوع الوظيفة، أو هدف العمل اللائق والنمو الاقتصادي، أو الحد من التفاوت، أو هدف العمل في مجال المناخ، أو هدف إنشاء المجتمعات المسالمة. فيجب أن يؤدي التعليم إلىٰ نتائج تعليمية ذات صلة وفعالة، من حيث مناسبة محتوىٰ المناهج الدراسية للأغراض المرادة منها، وليس للثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل وحسب، وإنما مناسبة كذلك للفرص والتحديات المُغيرة السياقات الاجتماعية.
إن الدور الحاسم الذي يضطلع به التعليم الجيد في تنمية الشباب هو أمر لا خلاف عليه. وفضلا عن ذلك، تفيد التنمية الشاملة للشباب المجتمع ككل. ومع ذلك، فإن مما يجهله كثيرون هو أن الشباب أنفسهم هم أبطال نشيطون في مجال تحقيق التعليم الشامل والميسر للجميع. وتسعىٰ المنظمات التي يقودها الشباب، وكذلك الأفراد أنفسهم من الشباب، جنبا إلىٰ جانب مع مختلف أصحاب المصلحة والحكومات، إلىٰ النهضة بالتعليم بشكل ملموس بحيث يصبح أداة أساسية للتنمية المستدامة والشمول لمختلف الفئات الاجتماعية. فعلىٰ سبيل المثال، تقوم المنظمات التي يقودها الشباب بالنهضة بالتعليم من خلال الجهود المبذولة في وسائل الضغط والدعوة، وإقامة الشراكات مع المؤسسات التعليمية، وتطوير برامج تدريبية تكميلية، وغيرها من تلك الجهود."



في عام 1965، أقرت الجمعية العامة في قرارها 2037 (د-20) ، إعلان ترسيخ عند الشباب مُثل السلم والاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب. وفي الفترة من عام 1965 إلىٰ عام 1975، ركزت الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي علىٰ ثلاثة مواضيع أساسية في ميدان الشباب، وهي المشاركة والتنمية والسلم. وجرىٰ التوكيد كذلك علىٰ الحاجة إلىٰ وجود سياسة دولية معنية بالشباب.
وفي عام 1979، عيّنت الجمعية العامة، بموجب القرار (151/34)، عام 1985 بوصفه ’’السنة الدولية للشباب: المشاركة والتنمية والسلم‘‘.
وفي عام 1985، وافقت الجمعية العامة في القرار 14/40 علىٰ المبادئ التوجيهية المتعلقة بمواصلة التخطيط والمتابعة المناسبة في ميدان الشباب. وللمبادئ التوجيهية أهميتها، لأنها تركز علىٰ الشباب بوصفهم فئة عريضة تضم فئات فرعية متعددة وليس بوصفهم كيانا ديمغرافيا واحدا، وهي تقدم مقترحات لاتخاذ تدابير محددة لتلبية احتياجات فئات فرعية مثل الشبان المعوقين وشباب الريف وشباب الحضر والشابات.
وفي ديسمبر من عام 2009، اعتمدت الجمعية العامة القرار (134/64)، بإعلان السنة الدولية للشباب ابتداء من 12 أغسطس 2010، ودعت الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد والمجتمعات المحلية في كل أرجاء العالم إلىٰ دعم أنشطة تُقام علىٰ الصعيدين المحلي والدولي بهذه المناسبة. وتزامن تلك السنة مع الذكرىٰ السنوية الـ(25) لأول سنة دولية للشباب احتفل بها في عام 1985.
وأوصت الجمعية العامة بتنظيم أنشطة إعلامية لدعم هذا اليوم بوصفه وسيلة لتعزيز الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب، الذي اعتمدته الجمعية العامة بموجب قرارها (81/50) في عام 1996.
ويُحتفل بيوم الشباب الدولي سنويا في 12 أغسطس، لاسترعاء انتباه المجتمع الدولي لقضايا الشباب ، وللاحتفاء بإمكانيات الشباب بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي لعصرنا.
المجالات الخمسة عشر ذات الأولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب
  • التعليم
  • التشغيل
  • الجوع والفقر
  • الصحة
  • البيئة
  • تعاطي المخدرات
  • جنوح الأحداث
  • أنشطة شغل الفراغ
  • الفتيات والشابات
  • المشاركة
  • العولمة
  • تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
  • فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز
  • الشباب والنزاع
  • العلاقات بين الأجيال

  • [1] أبو حنيفة النعمان بن ثابت الفقيه الكوفي، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب الحنفية، أدرك أربعة من الصحابة، رضوان الله عليهم، وهم:
    أنس بن مالك، وعبدالله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي بالمدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، وتوفي في رجب، وقيل في شعبان سنة 150هـ.
    [2] هلالي عبداللاه أحمد، خالد محمد القاضي: حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية (ص29).
    [3] السابق نفسه، (ص9).
    [4] هلالي عبداللاه أحمد، خالد محمد القاضي، حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية، (ص11 و 12).
    [5] أبو العلاء المعرّي: هو أحمدبن عبدالله بن سليمان 363-449هـ=973-1057م شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان بالشام، له شعر غزير من أشهره "اللزوميات". انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان 1/113- 116.
    [6] أبو العلاء المعري: ديوان لزوم ما لا يلزم ص332.
    [(7)] أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري.
    [(8)] سورة الحديد آية 16.
    [(9)] خرجه : محمد بن إسماعيل البخاري.
    [(10)] رواه جلال الدين السيوطي.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 28 / 08 / 2019 36 : 05 PM

العام الهجري 1441!
 
بإذنه -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه- سيكون يوم السبت ﴿ ١ ٣ أغسطس من العام ٢٠١٩ الميلادي؛
يوافق
الفاتح من المحرم للعام الهجري ١٤٤١......

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 28 / 08 / 2019 38 : 05 PM

فلكياً!!!
 
.................................................. ....... ﴿ [ وهذا فلكياً ]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 30 / 08 / 2019 04 : 11 AM

١٤٤١
 

١٤٤١


منذ اللحظة الأولىٰ بإعلامه بنبوته ﷺ بواسطة أمين السماء علىٰ وحي رب العالمين المَلٰك جبريل؛ وقبيل تبليغه الرسالة الخاتمة؛ ومِن خلال محادثةٍ مع القس ابن عم خديجة -الكبرىٰ- بنت خويلد؛ الحَبر ورقة بن نوفل؛ والذي تبحر في النصرانية؛ قراءةً في الكتب السماوية السابقة قبل القرآن الكريم فهما وعلما وإدراكاً، وإثناء طوافه ﷺ بالكعبة؛ أُعْلِم ﷺ بأنه سوف يُخْرَج مِن أم القرى« بكةَ »، وهنا نتذكر :" ﴿١:" قول القس ورقة بن نوفل ؛ ابن عم السيدة خديجة حين قال:"-رضي الله عنه- في تلك المفاصل الأربعة المرتبطة بــ مراحل البعثة الشريفة ؛ فقد قَالَ وَرَقَةُ :

١ . ] لَتُكَذَّبَنَّهُ وَ

٢ . ] لَتُؤْذَيَنَّهُ وَ

٣ . ] لَتُخْرَجَنَّهُ وَ

٤ . ] لَتُقَاتَلَنَّهُ .

وهذه محاور أربعة كبرىٰ؛ ومفاصل مفصلية تربط بالدعوة المحمدية -على صاحبها أفضل السلام وأتم الصلاة وكامل البركات- تحتاج إلىٰ تفصيل منهجي وترتيب تشريعي وتوثيق إدراكي وتحقيق ذهني كامل وإعمال عقل مستنير في دعوة الإسلام بشقيها:

الأول : الذاتي مع النفس والجوارح والأعمال والأقوال والتصرفات والسلوك والأخلاق علىٰ المستوىٰ الفردي ؛

والثاني : علىٰ المستوىٰ الجمعي؛ أي مع الآخر -بغض الطرف عن دينه وعقيدته وانتمائه وهويته- أي علاقة الإنسان -المسلم- بغيره من بني الإنسان وكيف تنظم؛ وأيضاً ما حوله مِن كائنات آخرى وموجودات ومخلوقات... ثم تأتي أهم علاقة وعلىٰ رأس العلاقات جميعاً وأعلاها وهي : كيفية تنظيم علاقة الإنسان بخالقه ومبدعه ومنشئه؛ والذي وهبه الروح والحياة ؛ ومن ثم رازقه "

وهنا نلقى بعض الضوء على ما قاله القس الحبر ورقة لمحمد في بداية نبوته وقبل الرسالة :

وَ لَتُخْرَجَنَّهُ هو الأمر المستغرب حقاً إذ أنه ومنذ ما يقترب من أربعين عاماً يعيش بين قومه ومعهم؛ فهم أسرته وأهله وقبيلته وعشيرته؛ وهو ﷺ الذي آنفَ أن يقترب مِن صنم فضلاً عن تصرف من أفعال ناس قريش وشبابها ومَن تبعهم لآلهتم سواء تقرب الزلفى أو العبادة أو تقديم القرابين؛ وهو ﷺ المتصف بينهم بـ«الصادق» «الأمين»...

الناسُ -عموماً- ترغب أن يعيشوا بلا قيود علىٰ تصرفاتهم؛ أو وجود حواجز بينهم وبين تحقيق رغباتهم وتنفيذ طموحهم أو بين قوانين ولوائح ودساتير تنظم لهم حياتهم؛ وبنظرة شمولية لِما يَحدث في العالم اليوم أو بالأمس القريب والبعيد؛ يجد المتأمل أن البشر لا يرغبون بنظام عام شامل للحياة والإنسان أو نظام خاص وفق مجتمع بعينه أو قبيلة بذاتها، ويتحايلون على الإنفلات من النظم وخرق القوانين وتأويل الدساتير... بيد أن عقلاء الناس يضعون بأنفسهم ما يسير حياتهم وفقا لمعاييرهم الخاصة؛ فتجد في وسط افريقيا طبيعة حياتية خاصة بهم تختلف عن الجزيرة البريطانية-مثلاً-؛ وينبغي أن نتذكر ما فعله الجندي الإنجليزي المحافظ أثناء استعمار بلاده لشبة القارة الهندية -مثال- مِن تحطيم معابد هندية لما رأه مِن تماثيل في أوضاع -عنده- مخلة بالأدب؛ فهذا مِن خلال مقياسه هو للذوق الذي وضعه أو الأدب أو ما يطلق عليه -حالياً- «Tischmanieren»(*) وهذا بالطبع يختلف من شعب لآخر... فإذا كان هذا المتعارف عليه عند البشر؛ فيجب -عقلا- أن يكون هناك نظام وقواعد ولوائح تتننزل مِن رب البشر على البشر؛ لتنظيم حياتهم وسيرهم وفق ما يحبه خالقهم ويرضاه، ومن هنا وجب وجود رسول/نبي/مبلغ للبشر يخبرهم جميعاً عن النظام الذي يريده رب الأرباب !

مصادر السيرة الأصلية المعتمدة أو التكميلية المساعدة تخبرنا أنه ﷺ كان يعيش بينهم كواحد منهم ما عدا مسألة العبادة؛ وقضية العلاقة وكيفية تنظيمها مع الأصنام التي كانت تعلو «الكعبة» بـ «٣٦٠» صنماً؛ وابتعاده ﷺ -زمن صباه وشبابه- عن اللهو والمجون؛ ورضوا به ﷺ حكماً عند إعادة بناء الكعبة...

بيد أن الذي تغير:

هو كيفية تنظيم العلاقات التي اعتادوا عليها!؟.

وأولُ تلك العلاقات هي علاقتهم بالآله!

وفي رواية عن ابن إسحاق؛ وآخرى عن ابن عباس تخبرنا: بعد أن اجتمع كبار رجال قريش في بيت أبي طالب بن عبدالمطلب بحضور ابن أخيه ﷺ قال له :

« يَابْنَ أَخِي، مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ ؟ »
فقال ﷺ للرهط الذين اجتمعوا :يَا عَمِّ إِنَّمَا أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً :
1.] تَذِلُّ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَ
2. ] يُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْجِزْيَةَ الْعَجَمُ، كَلِمَةً وَاحِدَةً .
فالحديث هنا عن كلمةٍ واحدةٍ تقولها قريش؛ وهي أهل السيادة وتملك السُلطة؛ والعرضُ (الإسلامي) المحمدي تسيل له لعاب صناديد قريش: السيادة والسلطة والمُلك؛
فتسأل أبو طالب بن عبدالمطلب؛ عمُّ النبي محمد ﷺ : «مَا هِيَ !؟»

يا ترى !!!! ما هي تلك الكلمة التي مَن يقولها صدقاً وحقاً وعدلاً يملك العرب ويتملك العجم!!؟

فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ -وَهُوَ مُسْتَهْزِئٌ- : "نَعَمْ، لِلَّهِ أَبُوكَ، لَكَلِمَةً نُعْطِيكَهَا؛ وَعَشَرَةَ أَمْثَالَهَا ".

فجاء الرد المحمدي (الإسلامي)؛ قَالَ :

لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ
وهذه الأولى ؛
أما الثانية :
« وَتَخْلَعُونَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ »

فَصَفَّقُوا بِأَيْدِيهِمْ ،

ثُمَّ
كان ردهم المنطقي مِن وجهة نظرهم أنهم قَالُوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا(!!!) إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب(!!؟)}[سورة: ص: آية رقم : 5]. {وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّاب}[ص:4]، فَنَفِرُوا مِنْ كَلامِهِ ، وَخَرَجُوا مُفَارِقِينَ لَهُ ، وَقَالُوا : امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ {6} مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ {7} أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ {8} [سورة ص آية 6-8 ].

ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : "وَاللَّهِ مَا هَذَا الرَّجُلُ يُعْطِيكُمْ شَيْئًا مِمَّا تُرِيدُونَ ، فَانْطَلِقُوا وَامْضُوا عَلَى دِينِ آبَائِكُمْ حَقّ يَحْكُمُ اللَّهُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ "،

ثُمَّ
تَفَرَّقُوا...
قَالَ أَبُو طَالِبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «يَابْنَ أَخِي مَا رَأَيْتُكَ سَأَلْتَهُمْ شَحَطًا »، فَــــــ
لَمَّا قَالَهَا :
طَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِ ،
فَجَعَلَ يَقُولُ لَهُ
: أَيّ عَمِّ (!) فَأَنْتَ فَقُلْهَا أَسْتَحِلُّ لَكَ بِهَا الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ :

« يَابْنَ أَخِي ، وَاللَّهِ لَوْلا مَخَافَةُ السَّبَّةِ عَلَيْكَ وَعَلَى بَنِي أَبِيكَ مِنْ بَعْدِي ، وَأَنْ تَظُنَّ قُرَيْشٌ أَنِّي إِنَّمَا قُلْتُهَا جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ لَقُلْتُهَا ، لا أَقُولُهَا إِلَّا لأَسُرَّكَ بِهَا ».

ومنذ هذه اللحظة تمت المفارقة بين الدعوة الإسلامية في مهدها؛ والتي تدعو إلى إله واحد (له الأمر والنهي) لا شريك له وبين مَن يُعدد الالهة سواء في العبادة أو التصرفات والأعمال.

فلَمَّا بَادَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْمَهُ بِالإِسْلامِ ، وَصَدَعَ بِهِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ-تعالى- ، لَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَوْمُهُ ، وَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ حَتَّى ذَكَرَ آلِهَتَهُمْ وَعَابَهَا ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ أَعْظَمُوهُ وَنَاكَرُوهُ ، وَأَجْمَعُوا خِلافَهُ وَعَدَاوَتَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ مِنْهُمْ بِالإِسْلامِ ، وَهُمْ قَلِيلٌ مُسْتَخْفُونَ ، وَحَدِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ، وَمَنَعَهُ وَقَامَ دُونَهُ ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُظْهِرًا لَهُ لا يَرُدُّهُ عَنْهُ شَيْءٌ ، فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يَعْتِبُهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، أَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ مِنْ فِرَاقِهِمْ ، وَعَيْبِ آلِهَتِهِمْ ، وَرَأَوْا أَنَّ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ قَدْ حَدِبَ عَلَيْهِ ، وَقَامَ دُونَهُ وَلَمْ يُسَلِّمْهُ لَهُمْ ، مَشَى رِجَالٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ إِلَى أَبِي طَالِبٍ ، فَــ

قَالُوا : يَا أَبَا طَالِبٍ ، إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ قَدْ

- سَبَّ آلِهَتَنَا ، وَ
- عَابَ دِينَنَا ، وَ
- سَفِهَ أَحْلامَنَا ، وَ
- ضَلَّلَ آبَاءَنَا ، فَــ
إِمَّا أَنْ تَكُفَّهُ عَنَّا ، وَإِمَّا أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ، فَإِنَّكَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ خِلافِهِ ، فَــ

قَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ قَوْلا رَفِيقًا ، وَرَدَّهُمْ رَدًّا جَمِيلا ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ ، يُظْهِرُ دِينَ اللَّهِ وَيَدْعُو إِلَيْهِ ، ثُمَّ شَرَى الأَمْرُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، حَتَّى تَبَاعَدَ الرِّجَالُ وَتَضَاغَنُوا ، وَأَكْثَرَتْ قُرَيْشٌ ذِكْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَهَا ، فَتَذَامَرُوا عَلَيْهِ ، وَحَضَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَيْهِ ،

ثُمَّ
إِنَّهْمُ مَشَوْا إِلَى أَبِي طَالِبٍ مَرَّةً أُخْرَى ، فَقَالُوا :" يَا أَبَا طَالِبٍ ، إِنَّ لَكَ سِنًّا وَشَرَفًا وَمَنْزِلَةً فِينَا ، وَإِنَّا قَدِ اسْتَنْهَيْنَاكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ ، فَلَمْ تَنْهَهُ عَنَّا ، وَإِنَّا وَاللَّهِ لا نَصْبِرُ عَلَى هَذَا مِنْ:
- شَتْمِ آبَائِنَا ، وَ
- تَسْفِيهِ أَحْلامِنَا ، وَ
- عَيْبِ آلِهَتِنَا ،
حَتَّى تَكُفَّهُ عَنَّا ، أَوْ نُنَازِلَهُ وَإِيَّاكَ فِي ذَلِكَ حَتَّى يَمْلِكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ ، أَوْ كَمَا قَالَ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ ، فَعَظُمَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ فِرَاقُ قَوْمِهِ ، وَعَدَاوَتُهُمْ ، وَلَمْ يَطِبْ نَفْسًا بِإِسْلامِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلا خَذْلانِهِ.

وَذَكَرَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ هَذِهِ الْمَقَالَةَ ، بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ : " يَابْنَ أَخِي ، إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَاءُونِي ، فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا لِلَّذِي قَالُوا لَهُ ، فَابْقِ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ ، وَلا تَحْمِلْنِي مِنَ الأَمْرِ مَا لا أُطِيقُ "، فَــ

ظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَدْ بَدَا لِعَمِّهِ فِيهِ بَدَاءٌ ، وَأَنَّهُ خَاذِلُهُ وَمُسَلِّمُهُ ، وَأَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ عَنْ نُصْرَتِهِ ، وَالْقِيَامِ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ :
" يَا عَمِّ ، وَاللَّهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي ، وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي ، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرُهُ اللَّهُ وَأَهْلِكُ فِيهِ ، مَا تَرَكْتُهُ " ،
ثُمَّ
اسْتَعْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَكَى ،
ثُمَّ
قَامَ ، فَلَمَّا وَلَّى نَادَاهُ أَبُو طَالِبٍ ، فَقَالَ :
" أَقْبِلْ يَابْنَ أَخِي "، فَــ
أَقْبَلَ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ : " اذْهَبْ يَابْنَ أَخِي ، فَقُلْ مَا أَحْبَبْتَ ، فَوَاللَّهِ لا أُسَلِّمُكَ لِشَيْءٍ أَبَدًا..."

يَقُولُ عَيَّادٍ الدُّؤَلِيَّ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فِي مَنَازِلِهِمْ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، يَقُولُ :

يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ،
قَالَ : وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ يَقُولُ :"يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَذَا يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَتْرُكُوا دِينَ آبَائِكُمْ "،
فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ ، فَقِيلَ : أَبُو لَهَبٍ.

«النُّصْرَةُ ، وَالْمَنَعَةُ»

أَنغلق المجتمع المكي أمام الدعوة الإسلامية وتصلبت عقول الناس على قديم ما كانوا عليه وتحجرت نفوسهم على ما هم عليه كحجارة اصنامهم؛ فـ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْقِفِ ، وَيَقُولُ : أَلَا رَجُلٌ يَعْرِضُ عَلَيَّ قَوْمَهُ ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلامَ رَبِّي .

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ دِينِهِ ، وَإِعْزَازَ نَبِيِّهِ ، وَإِنْجَازَ مَوْعِدِهِ لَهُ ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَ فِيهِ النَّفَرَ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ، فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ ، لَقِيَ رَهْطًا مِنَ الْخَزْرَجِ ، أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا ، فَقَالَ لَهُمْ : " مَنْ أَنْتُمْ " ؟. قَالُوا : نَفَرٌ مِنَ الْخَزْرَجِ ، قَالَ : " أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ " ؟.قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " أَفَلا تَجْلِسُونَ أُكَلِّمُكُمْ " ؟. قَالُوا : بَلَى ، فَجَلَسُوا مَعَهُ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ ، وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ بِهِمْ فِي الإِسْلامِ ، أَنَّ يَهُودَ كَانُوا مَعَهُمْ فِي بِلادِهِمْ ، وَكَانُوا أَهْلَ عِلْمٍ وَكِتَابٍ ، وَكَانُوا هُمْ أَهْلَ شِرْكٍ أَصْحَابَ أَوْثَانٍ ، وَكَانُوا قَدْ غَزَوْهُمْ بِبِلَادِهِمْ ، فَكَانُوا إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ قَالُوا لَهُمْ : إِنَّ نَبِيًّا مَبْعُوثًا الآنَ ، قَدْ أَظَلَّ زَمَانُهُ ، نَتَّبِعُهُ ، نَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ ، فَلَمَّا كَلَّمَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُولِئَك النَّفَرَ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ-عز وجل- ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَعْلَمُوا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَلنَّبِيُّ الَّذِي تَوَعَّدَكُمْ بِهِ يَهُودُ ، فَلا يَسْبِقَنَّكُمْ إِلَيْهِ ، فَأَجَابُوهُ فِيمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ بِأَنْ صَدَّقُوهُ ، وَقَبِلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الإِسْلامِ ، وَقَالُوا لَهُ : إِنَّا تَرَكْنَا قَوْمَنَا ، وَلا قَوْمَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالشَّرِّ مَا بَيْنَهُمْ ، فَإِنْ يَجْمَعُهُمُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، فَلا رَجُلَ أَعَزُّ مِنْكَ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا رَاجِعِينَ إِلَى بِلادِهِمْ قَدْ آمَنُوا وَصَدَّقُوا. ".

ثم تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَتَلا الْقُرْآنَ ، وَدَعَا إِلَى اللَّهِ وَرَغَّبَ فِي الإِسْلامِ ، ثُمَّ قَالَ :

أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ

مسألة الهجرة :

ثم :" أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ ، قَالَ :

في

المشهد الأول:" ﴿١:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ [واقِفٌ عَلَى نَاقَتِهِ]

المشهد الثاني :" ﴿٢:" وَاقِفًا بِالْحَزْوَرَةِ ، [فِي شَرْقِيِّ مَكَّةَ]؛ فــ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ وَاقِفٌ فِي سُوُقِ مَكَّةَ :] يَقُولُ :

المشهد الثالث:" ﴿٣:" وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ "،

وَالمشهد الرابع:" ﴿٤:" أَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ "،

وَالمشهد الخامس:" ﴿٥:" لَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"..

وهناك عند :"(سنن ابن ماجه؛و تهذيب الكمال للمزي) تجد :

﴿٦:" المشهد السادس:"وأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ ".

ودون هذه الزيادة :

- قال صاحب:" (المحلى بالآثار؛ ابن حزم ):" فَارْتَفَعَ الْإِشْكَالُ جُمْلَةً ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ . وَهَذَا خَبَرٌ فِي غَايَةِ الصِّحَّةِ رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ السَّلامُ- أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ؛ وتجد دون هذه الزيادة عند :" (البيهقي في دلائل النبوة ) :"هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ ودون هذه الزيادة :
- عند : ( ابن عبدالبر في الاستذكار) :" وَهُوَ حَدِيثٌ لا يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ فِي صِحَّتِهِ "

وتوجد إضافة عند (التمهيد لابن عبدالبر) وَكَانَ مَالِكٌ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ : مِنْ فَضْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَكَّةَ أَنِّي لا أَعْلَمُ بُقْعَةً فِيهَا قَبْرُ نَبِيٍّ مَعْرُوفٍ غَيْرَهَا. ".

والبعض يتحدث عن مسألة حب الوطن من خلال هذا القول وما أثبته هو الصحيح!.



وللحديث بقية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(*) Zehn Benimmregeln, die Sie bei Tisch kennen sollten
الغرب يتحدث عن قواعد ينبغي أن تلتزم على مائدة الطعام؛ رجال الدبلوماسية ونساؤها أيضا لهم تقليد (عُرف) في حياتهم العامة....وهكذا.
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
28 ذو الحجة 1440 هـــ ~ 29 أغسطس 2019م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 31 / 08 / 2019 22 : 07 PM

رد: المناسبات
 
مَا الْحِكْمَة فِي تَسْمِيَة ﴿ الْمُحَرَّم شَهْر اللَّه وَالشُّهُور كُلّهَا لِلَّهِ-تعالى قدره وجل ذكره-؟!

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 31 / 08 / 2019 08 : 08 PM

شهر الله المحرَّم!
 
:" لشهر الله المحرَّم فضائل ؛ ومع هذه : فــ
ليُعلم :" أنه ليس في :
1.] أول يوم
أو
2. ] أول جمعة ...
نصٌّ شرعيٌ يُثبتُ تخصيصه بـ
- الذكر
و
- الدعاء
و
- العمرة
و
- الصيام بنية افتتاح السنة الهجرية بالصيام ولا اختتامها بالصيام والدعاء عند نهاية السنة كما انتشر في كثير من الرسائل بين العامة من الناس.".



وأستشهدُ بقول أهل العلم :
" قال أبو شامة : « ولم يَأْتِ شيءٌ في أولِ ليلَةِ المحرَّمِ، وقد فتَّشتُ (الحديث لأبي شامة) فيما نُقلَ من الآثارِ صحيحاً وضعيفاً وفي الأحاديثِ الموضُوعَةِ فلم أرَ أحداً ذكَرَ فيها شيئاً، وإني لأتخوَّفُ والعِياذُ بالله من مُفترٍ يَختلقُ فيها»
(انتهى).".
وقال الشّثري :
" ومن المحدثات: الاحتفال برأس السنة الهجرية، وأول من أحدثه العبيديون.
ومنها: الاحتفال بذكرى الهجرة، مع أن هجرته -صلى الله عليه وسلم - في شهر ربيع الأول.
والأصلُ في منع هذه المحدثات قول الله -تعالى-:

1 . ] ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
[المائدة: 3]
2 . ] وقول النبي ﷺ: مَن عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليهِ أمْرُنا فهُوَ رَدٌّ
[ متفق عليه].
و

3 . ] قوله ﷺ : مَن أحدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فيهِ فَهُوَ رَدٌّ
[متفق عليه].



-*/-*/-*/-
فائدة :
﴿ [ ١ . ] قال السيوطي؛ جلال الدين في "شرح سنن النسائي" (1613):
قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ:

مَا الْحِكْمَة فِي تَسْمِيَة الْمُحَرَّم شَهْر اللَّه وَالشُّهُور كُلّهَا لِلَّهِ؟!
يَحْتَمِل أَنْ يُقَال: إِنَّهُ لَمَّا كَانَ مِنْ الْأَشْهُر الْحُرُم الَّتِي حَرَّمَ اللَّه فِيهَا الْقِتَال، وَكَانَ أَوَّل شُهُور السَّنَة أُضِيفَ إِلَيْهِ إِضَافَة تَخْصِيص وَلَمْ يَصِحّ إِضَافَة شَهْر مِنْ الشُّهُور إِلَى اللَّه تَعَالَى عَنْ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَّا شَهْر اللَّه الْمُحَرَّم. (اهـ).
﴿ [ ٢ . ] " وقد عظَّمَ اللهُ هذا الشهرَ بأن أضافه إلى نفسهِ، فعن أبي هريرةَ -رضيَ اللهُ عنه-ُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - : " أفضَلُ الصيامِ بعدَ رمَضَانَ: شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وأفضَلُ الصلاةِ بعدَالفريضةِ: صلاةُ الليلِ)

[رواه مسلم].
ومن المعلوم أن الله لا يُضيفُ إليه إلا خواصَّ مخلوقاته على سبيل التشريف والتفضيل.
قال السيوطي: (سُئلتُ لم خُصَّ المحرَّم بقولهم: شهر الله دون سائر الشهور؟ مع أن فيها ما يُساويه في الفضلِ أو يزيدُ عليه كرمضان؟.
ووجدتُ ما يُجابُ به أن هذا الاسم إسلاميٌّ دون سائر الشهور، فإن أسماءها كُلَّها على ما كانت عليه في الجاهلية، وكان اسم المحرَّم في الجاهلية صفر الأول، والذي بعده صفر الثاني، فلما جاء الإسلامُ سمَّاه الله المحرَّم، فأُضيف إلى الله بهذا الاعتبار، وهذه الفائدة لطيفة رأيتها في الجمهرة)

[انتهى]. ".
ملف من إعداد :
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي



دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 11 / 2019 51 : 12 AM

تهنئة غير المسلمين بأعيادهم(!).
 
بدء الاستعداد لموسم الاحتفال بأعياد ميلاد السيد المسيح [ابن الإله(!)] في الغرب والشرق... وسوف ينشط البعض في اصدار فتوى تحريم أو إباحة التهنئة !!!؟... ففي يوم الجمعة الفائت بدء الأحتفال في شوراع المدن الكبرى في القارة الأوروبية!!!... بإشعال مصابيح الزينة !!!!...
وأبناء المسلمين الذين يعيشون في الغرب خاصة الجيل الثاني والثالث والرابع يواجه إشكالية التعامل مع هذه احتفالات !!!؛ خاصة أطفال رياض الأطفال... وتلاميذ المدارس الحكومية الرسمية... وطلبة المستويات التعليمية المتوسطة والعليا.. وكذا العمال والموظفين ...
يقدر عدد المسلمين في القارة الأوروبية بما يربو على (57) مليوناً...
ثم
هناك مسألة :
" لجوء المسلمين لدول الغرب من مناطق الحروب كسوريا والعراق والأفغان واليمن ... ومن قبلهم فلسطين.... !!؟.

شريف حمدان 25 / 11 / 2019 22 : 07 AM

رد: المناسبات
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 05 / 12 / 2019 56 : 06 PM

“عيد ميلاد المسيح” ديسمبر 2019!
 
التهنئة
بــ
“عيد ميلاد المسيح”


في مثل هذه الأيام من كل عام تطلُّ علينا بعض وسائل الإعلام – ممن تأثروا بدعوات التغريب، وولعوا في التقليد للحضارة الغربية وللتنوير – مطالبةً المسلمين بتوجيه التهنئة للنصارى على احتفالاتهم بما يسمى “عيد ميلاد المسيح” فلزم بيان الحكم الشرعي في هذه التهنئة؛ إذ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، بلا خلاف بين علماء الأمة[(1)].
فما هو الجائز في هذه المسألة ؛ إذ أنه على الطرف الآخر من طريقة البحث تجد من أهل العلم - و دار إفتاء - مَن أجاز وسمح بهذه التهنئة..
وهذه جزئية بحث ؛ أما الجزئية الثانية وهي : أ . ] حكم تهنئة النصارى الذين يعيشون في بلاد العرب بين المسلمين بعيدهم ؛ وهل هذا إقرار بما يحملونه من عقيدة إيمانية تخالف عقيدة الإسلام!
ب . ] المسلمون الذين يعيشون في بلاد الغرب كأمريكا وأوروبا؛ والغالبية السكانية هناك من غير المسلمين؛ سواء زميل دراسة؛ أو مشرف على دراسات عليا علمية تخصصية ؛ أو زميل عمل أو جار في مسكن ....!؟
ب . أ . ] المسلم المتزوج من امرأة من أهل الكتاب - يهودية / نصرانية - وكيفية التعامل مع أهلِها ؛ ومن ثم كيفية التعامل مع أخوال وخالات بناته وأبناءه من الزوجة الكتابية!؛
ج . ] في بعض أمهات العواصم العربية تحتفل بليلة رأس السنة الميلادية بصورة أكثر من أمهات العواصم الغربية والأوروبية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
([1]) انظر :

- التقريب والإرشاد (الصغير) (3/ 384)، و
- العدة في أصول الفقه (3/ 724)، و
- الإشارة في أصول الفقه (ص: 35)، و
- اللمع في أصول الفقه للشيرازي (ص: 53)، و
- قواطع الأدلة في الأصول (1/295)، و
- الموافقات (4/ 140).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة تحليلية لحكم التهنئة :


قراءة :
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
8 ربيع آخر 1441 هـ ~ 5 ديسمبر 2019م


شريف حمدان 05 / 12 / 2019 07 : 09 PM

رد: المناسبات
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 22 / 01 / 2020 38 : 07 PM

Dr. «Murad» Wilfried Hofmann
 

Dr. «Murad» Wilfried Hofmann


قرأ « Wilfried » القرآن الكريم وقال عنه :
« كل شيء في مكانه، منطقي تماما ».


تمهيد:


الأمة الإسلامية -تجاورها: الأمة العربية- علىٰ حالها الراهن البائس بحاجة ملحة لأمثال هؤلاء الرجال؛ الذين يملكون قدراً عالياً من الذكاء الإجتماعي تجاه مَن حولهم أو الأحداث أو المواقف؛ ويمتازون بوعي راق مستنير لقضايا العالم وليس -فقط- لقضايا مَن ينتمون إليهم من أمتهم سواء في مجال العمل أو السياسة أو الجانب الإجتماعي أو الثقافي أو الدعوي؛ ولديهم القدرة الفائقة على تبيان مبدأ الإسلام -ايديولوجياً واستراتيجياً- بلسان فصيح؛ وقلم بليغ عن مستقبل أمتهم ووضع الخطط والمشاريع المستقبلية مع أطروحات عملية لدقائق المبدأ الإيديولوجي الإسلامي مع مراجعة صحيحة وقراءة فاحصة لماضيهم الزاهر بدأ من السيرة المحمدية -على صاحبها افضل السلام وأتم الصلاة وكامل البركات- وحتى عصور النهضة الإسلامية دون التغني -فقط- به؛ فيضعون مبدأ -لم يتبق منه إلا رسمه وبالكاد يظهر منه اسمه- يضعون مبدأَ أمةٍ تتعدى مليار و 700 مليون إنسان أمام أعينهم لإظهاره بشكله الطبيعي الحقيقي أمام العالَم بمثقفيه وأكاديميه وعامته؛ دون مراعاة لومة لائم غريب ودون محاباة قريب خشية غضبه أو عدم رضاه؛ فيبلورون افكار مبدأ الإسلام بلورة عقلية منطقية وأيضاً قيّمه وقناعاته ومفاهيمه بصورة تجديدية وليست إصلاحية تتمشى مع الألفية الثالثة؛ لا تتمشى مع واقع مزري يراد تغيره...


... فبــعد حياة مفعمة بالحيوية والنشاط والعطاء، وعن عمر ناهز التسعين عامًا، رحل إلى رحاب الله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- المفكر الألماني المولد والتنشأة والكاتب المسلم والدبلوماسي الذي قضى شطرا من حياته العملية في بعض بلدان العرب ... رحل Dr. «Murad» Wilfried Hofmann صاحب «الإسلام كبديل»..!


Dr. «Murad» Wilfried Hofmann رجل غربي كان من الممكن أن تمضي حياته كأي إنسان آخر، له نصيب من الشهرة والنجاح، بسبب عمله المرموق كسفير، أو بسبب اهتمامه بفن الباليه.. لكنه قرر أن يجعل لحياته معنى فوق هذا!





مولده:


- وُلدَ -كاثوليكياً- يوم 3 يوليو من العام 1931م في اشافنبورج؛ وهي بلدة كبيرة في شمال غرب بافاريا تابعة إدارياً لمنطقة فرنكونيا السفلى بألمانيا.


- كان منتمياً لشبيبة هتلر؛ عندما كان في سن التاسعة من عمره؛ و


- إلى جانب ذلك كان منتمياً إلى عصبة محظورة مناهضة للنازية في ذاك الوقت.





دراسته :


- بدأ بدراسة القانون بعد حصوله على شهادة البكالوريا في ميونخ


- أنهي دراسته الجامعية 1950‏.‏


- أنهى دراسته للقانون الألماني بحصوله على الدكتوراه من جامعة ميونيخ عام 1957،


- حصل على درجة الماجستير في القانون الأمريكي من هارفارد عام 1960.





- كان مولعاً برقص الباليه حتى أنه أعطى دروساً فيه؛


- وتعلم العزف على طبول الجاز.


- أسس رابطة محبي الباليه في ميونخ.


- عمل لسنوات طويلة كناقد لفن الباليه في مجلات متخصصة.





إسلامه :


الدين : مسلم سُني :


في مقتبل عمره [20 عاما] تعرض « Wilfried » لحادث مرور مروّع، فقال له الجرّاح بعد أن أنهى إسعافه : "إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد، وإن الله يدّخر لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جداً(1)".


وصدّق القدر حدس هذا الطبيب إذ اعتنق « Wilfried » ... « مراد » الإسلام بعد دراسة عميقة له، وبعد معاشرته لأخلاق المسلمين الطيبة في المغرب.. ونتيجة ما شاهده في حرب الاستقلال الجزائرية وإعجابه بصبر الجزائريين واستيعابهم لما جرى، ولولعه كذلك بالفن الإسلامي، ولما اعتبره تناقضات في العقيدة المسيحية التي كان يعتنقها؛ قرر قراءة القرآن بنفسه، وقال عنه : « كل شيء في مكانه، منطقي تماما ».


« Wilfried » درس في الجامعات التي درّس فيها كانط و هيغل ... رواد العقلانية الحديثة لكنه اختار العقلانية الحديثة والقديمة معا، العقلانية المستقرة.





هناك ملاحظة :


فأنتَ حين تقرأ لمفكرين أوروبيين أو أمريكيين اعتنقوا الإسلام، تجد أنهم جميعهم يرون في الإسلام بديلا عن الحضارة الغربية، وينتقدون الحداثة والعقلانية المادية والليبرالية، ويرون أن الغرب أساء إلى الحضارة أكثر مما خدمها، وأخيرا يرون أن الغرب يحارب الإسلام.


وهؤلاء ليسوا عربا، ولم يولدوا مسلمين، ولا يخالطون العرب بل يخالطون مجتمعهم، وثقافتهم غير ثقافتنا، فمن أين تأتيهم هذه الأفكار؟.


... إنها التجربة.


- « Wilfried » ... « مراد » اعتنق الإسلام عام 1980، و


- أدى العمرة عام 1982،


- ثم الحج في 1992.


- في 1985 كتب (يوميات ألماني مسلم)، الذي توالت طبعاته بلغات مختلفه ثم طبعت بالإنجليزية عام 1987، في كولون، ثم أعيد طبعها بالألمانية 1990 في كولون، والفرنسية 1990 بالجـزائر ثم الفرنسية أيضًا في الرباط 1993 ليصدر بالعربية عام 1993 بالقاهرة.


أثار كتابه (الإسلام كبديل)، الذي نشر بالألمانية عام 1992، اهتمام ألمانياً والعالم.. أعيد طبعه بالألمانية 1993، في ميونخ ثم ترجم إلى الإنجليزية والعربية ترجمة‏:‏ د. غريب؛ مؤسسة بافاريا للنشر عام 1993‏.‏


ويعد هذا الكتاب أكثر الكتب الثقافية تأثيراً في ألمانيا ولا يناظره إلا كتاب الإسلام بين الشرق والغرب لـ « علي عزت بگوڤيتش» رئيس البوسنة السابق.


- له كتب ومقالات عدة نذكر منها على سبيل المثال‏:‏


1ـ ] الإسلام عام 2000 ترجمة: عادل المعلم ـ مكتبـة الشروق ـ طبعة أولى، القاهرة 1995‏.‏


2ـ ] ندوة بعنوان ‏"‏ الإسلام ينتشر بقوة في الغرب ‏"‏‏.‏


تحت هذا العنوان عرضت مجلة الوعي الإسلامي بـالكويت في عددها 372 بتاريخ 1417 هـ ‏:‏ أن الدكتور « مراد هوفمان» قال‏:‏ ‏"‏ لقد أمضيت 4 سنوات من عمري مديرًا إعلاميا لحلف الأطلنطي، ورأيت كيف يخططون لإبادة الإسلام وتشويه صورته ‏"‏‏.‏


ثم صدر له :

- (رحلة إلى مكة)،
- (الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود)،
- (خواء الذات والأدمغة المستعمرة)، إضافة إلى :
- عشرات المقالات واللقاءات والمؤتمرات.


تركز معظم كتبه ومقالاته على مكانة الإسلام في الغرب، وبعد أحداث 11 سبتمبر-بشكل خاص- في الولايات المتحدة. وهو أحد الموقعين على عالم مشترك بين الولايات المتحدة وبينك، وجه رسالة مفتوحة من العلماء المسلمين إلى القادة المسيحيين، تدعو للسلام والتفاهم.


أسلم « Wilfried » بعد رحلة فكرية طويلة وصفها في كتبه، وله العديد من الكتب التي تتناول مستقبل الإسلام في إطار الحضارة الغربية وأوروپا.





أما أسباب إسلامه، أو طرق دخوله عالم الإسلام، فجاءت كما أوضح في (رحلة إلى مكة)، عبر ثلاث حوادث أو تجارب:


- إنسانية، و


- جمالية فنية، و


- فلسفية.


التجربة الإنسانية (ما شاهده في حرب الاستقلال الجزائرية ):


بدأت حين تعرف إلى الإسلام عن قرب أثناء عمله بالجزائر عام 61/ 1962، وعايش فترة حرب استمرت ثماني سنوات بين قوات الاحتلال الفرنسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، ورأى كيف يُقتل الجزائريون رميًا بالرصاص على مؤخرة الرأس من مسافة صفر، فقط لكونهم عربًا أو لأنهم مع استقلال الجزائر.. ولاحظ مدى تحمل الجزائرين لآلامهم، والتزامهم الشديد في رمضان، ويقينهم بأنهم سينتصرون، وسلوكهم الإنساني وسط ما يعانون من آلام.. هذا السلوك الذي جعل سائقًا جزائريًّا يعرض على « Wilfried » أن يتبرع بالدم لزوجته، دون سابق معرفة، بمجرد أن سمعهما يتحدثان عن فصيلة دمها (O) ذات (RH) سالب، إثر تعرضها لنزيف الإجهاض تحت تأثير الأحداث آنذاك… “ها هو ذا العربي المسلم يتبرع بدمه، في أتون الحرب، لينقذ أجنبية على غير دينه”!!


وأما التجربة ذات الطبيعة الجمالية:


فهي أنه كان مولعًا بالجمال، وكان منذ صباه معجبًا بالجانب الشكلي للجمال، ويرغب في الغوص في أعماقه. وفي عام 1951 تلقى الدفعة الأولى من منحة التفوق، فدفعها بأكملها ثمنًا لشراء نسخة مطبوعة على قطعة من الجوت من لوحة بول جرجان (الفتاة وثمار المانجو)، ثم أخذ يتأملها ويحللها.. إذ يقول: “ولم ألبث أن اقتنعت بأن الفن الساكن (غير المتحرك)- الرسم، والنحت، والعمارة، والخط، والأعمال الفنية الصغيرة- مدين بالفضل في تأثيره الجمالي للحركة المجمدة؛ ومن ثم، فإنه مشتق من الرقص. ولذلك يزداد إحساسنا بجمال الفن التشكيلي كلما ازدادت قدرته على الإيحاء بالحركة؛ وهو ما يفسر انبهاري الشديد بالرقص الذي دفعني إلى مشاهدة عروض الباليه كافة”.


ثم تخصص في (الباليه) وعشقه حتى عمل محاضرًا لمادتي تاريخ وعلم جمال الباليه بمعهد كولونيا للباليه فيما بين عامي 1971- 1973م.


وعبر هذا الطريق، صار الفن الإسلامي بالنسبة له معبرا بقوله: “تجربة مهمة ومثيرة؛ إذ إن هذا الفن لا يماثل في سكونه تمامًا ما أسعدني في حركات الباليه؛ أي: التجريدية، القدرة على الإنسانية، الحركة الداخلية، الامتداد فيما لا نهاية؛ وذلك كله في إطار من الروحانية التي يتسم بها الإسلام؟!”.


ثم ألهمته أعمال معمارية: مثل


- الحمراء في غرناطة، و


- المسجد الكبير في قرطبة، “اليقين بأنها إفراز حضارة رفيعة راقية”.


إضف إلى ذلك التناقضات التي تواجهه في العقيدة المسيحية المبنية على تعالم بولس الرسول من طرسوس. والذي ساعده على الانتقال للإسلام أنه تزوج في كنيسة توحيدية؛ ورأى اسم محمد -عليه الصلاة والسلام- بجانب اسم عيس وموسى على زخارف الكنيسة فخرج بفكرة أن الدين إذا كان مصدره واحد فالنسخة الأخيرة هي أولى بالاتباع.


أما في التجربة الفلسفية:


فقد دفعته درايته بالديانة الكاثوليكية وبأدق شئونها من الداخل، إلى أنه يعلن أن : “يقيني بإمكانية، بل بضرروة الوحي والدين... ولكن أي دين؟ ... وأي عقيدة؟ ... هل هي اليهودية أو المسيحية، أو الإسلام؟ .... وجاءتني الإجابة من خلال تجربتي الثالثة، التي تتلخص في قراءتي المتكررة للآية 38 من سورة النجم: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ}. ولا بد من أن تصيب هذه الآية بصدمة شديدة كل من يأخذ مبدأ حب الآخر الوارد في المسيحية مأخذ الجد؛ لأنه يدعو في ظاهر الأمر إلى النقيض. ولكن هذه الآية لا تعبر عن مبدأ أخلاقي، وإنما تتضمن مقولتين دينيتين تمثلان أساسًا وجوهرًا لفكر ديني، هما:


– أنها تنفي وتنكر وراثة الخطيئة.


– أنها تستبعد، بل وتلغي تمامًا، إمكانية تدخل فرد بين الإنسان وربه، وتحمل الوزر عنه.


والمقولة الثانية هذه تهدد، بل وتنسف، مكانة القساوسة، وتحرمهم من نفوذهم وسلطانهم الذي يرتكز على وساطتهم بين الإنسان وربه وتطهير الناس من ذنوبهم. والمسلم بذلك هو المؤمن المتحرر من جميع قيود وأشكال السلطة الدينية".


يكمل حديثه بالقول : أما نفي وراثة الخطيئة وذنوب البشر، فقد شكّل لي أهمية قصوى؛ لأنه يفرغ التعاليم المسيحية من عدة عناصر جوهرية، مثل:


- ضرورة الخلاص، و


- التجسيد، و


- الثالوث، و


- الموت على سبيل التضحية… لقد وجدت في الإسلام أصفى وأبسط تصور لله”.





ولما أشهر إسلامه [يوم 25 سبتمبر من عام 1980] حاربته الصحافة الألمانية محاربة ضارية ، وحتى أمه لما أرسل إليها رسالة أشاحت عنها وقالت :"ليبق عند العرب !(2) " :


قال لي صاحـبي أراك غريبـــاً * بيــن هــذا الأنام دون خليلِ


قلت : كلا ، بــل الأنـامُ غريبٌ * أنا في عالمي وهذي سـبيلي (3)


ولكن د. هوفمان لم يكترث بكل هذا ، يقول : "عندما تعرضت لحملة طعن وتجريح شرسة في وسائل الإعلام بسبب إسلامي ، لم يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم اكتراثي بهذه الحملة ، وكان يمكن لهم العثور على التفسير في هذه الآية { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(4) .


يتحدث د. هوفمان عن التوازن الكامل والدقيق بين المادة والروح في الإسلام فيقول :


"ما الآخرة إلا جزاء العمل في الدنيا، ومن هنا جاء الاهتمام في الدنيا، فالقرآن يلهم المسلم الدعاء للدنيا، وليس الآخرة فقط { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً }


وحتى آداب الطعام والزيارة تجد لها نصيباً في الشرع الإسلامي"(5).


ويعلل د. «مراد» ظاهرة سرعةانتشار الإسلام في العالم، رغم ضعف الجهود المبذولة في الدعوةإليه بقوله :" إن الانتشار العفوي للإسلام هو سمة من سماته على مر التاريخ ، وذلك لأنه دين الفطرة المنزّل على قلب المصطفىٰ "(6).


"الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة، وله تميزه في جعل التعليم فريضة، والعلم عبادة … وإن صمود الإسلام ورفضه الانسحاب من مسرح الأحداث، عُدَّ في جانب كثير من الغربيين خروجاً عن سياق الزمن والتاريخ، بل عدّوه إهانة بالغة للغرب !!(7) ".


ويتعجب د. هوفمان من إنسانية الغربيين المنافقة فيكتب: " في عيد الأضحى ينظر العالم الغربي إلى تضحية المسلمين بحيوان على أنه عمل وحشي، وذلك على الرغم من أن الغربي ما يزال حتى الآن يسمي صلاته «قرباناً» (!!!) وما يزال يتأمل في يوم الجمعة الحزينة لأن الرب (ضَحَّى) بابنه من أجلنا!!"(8).


موعد الإسلام الانتصار:


"لا تستبعد أن يعاود الشرق قيادة العالم حضارياً، فما زالت مقولة "يأتي النور من الشرق " صالحة(9)


إن الله سيعيننا إذا غيرنا ما بأنفسنا، ليس بإصلاح الإسلام، ولكن بإصلاح موقفنا وأفعالنا تجاه الإسلام(10)


وكما نصحنا المفكر «محمد أسد» ، يزجي د. هوفمان ويدْفَعَ نصيحةً للمسلمين بِرِفْقٍ ليعاودوا الإمساك بمقود الحضارة بثقة واعتزاز بهذا الدين، إذ يقول : "إذا ما أراد المسلمون حواراً حقيقياً مع الغرب، عليهم أن يثبتوا وجودهم وتأثيرهم، وأن يُحيوا فريضة الاجتهاد، وأن يكفوا عن الأسلوب الاعتذاري والتبريري عند مخاطبة الغرب، فالإسلام هو الحل الوحيد للخروج من الهاوية التي تردّى الغرب فيها، وهو الخيار الوحيد للمجتمعات الغربية في القرن الحادي والعشرين"(11).


"الإسلام هو الحياة البديلة بمشروع أبدي لا يبلى ولا تنقضي صلاحيته، وإذا رآه البعض قديماً فهو أيضاً حديث ومستقبليّ لا يحدّه زمان ولا مكان، فالإسلام ليس موجة فكرية ولا موضة، ويمكنه الانتظار " .





مناصبه: دبلوماسي.. وكاتب.. ومفكر ألماني مسلم


- عمل في الإدارة الخارجية الألمانية من عام 1961 حتى 1994، وكان متخصصا في القضايا المتعلقة بالدفاع النووي؛ فعمل كخبير في مجال الدفاع النووي في وزارة الخارجية الألمانية. وواصل عمله مديرا للمعلومات في منظمة حلف شمال الأطلسي -الناتو- في بروكسل في الفترة من 1983 إلى 1987،


- سفيرا لبلاه لدى الجزائر من 1987 إلى 1990،


- سفيرا في المغرب من 1990 إلى 1994.





الأوسمة :


- وسام الصليب من رتبة استحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية (1984)


- وسام الاستقلال (2010)


- نيشان الاستحقاق للجمهورية الإيطالية من رتبة قائد





وفاته: 12 يناير من العام 2020في مدينة بون؛ عن عمر يناهز 89 عاماً.





عبر الأربعة عقود الأخيرة في حياته التسعينية- أي من لحظة إعلان إسلامه سبتمبر عام 1980م، حتى وفاته ليلة الاثنين 13 يناير 2020م- قرر Dr. «Murad» Wilfried Hofmann بعد أن كان سفيرًا لبلاده بعدة دول، أن يكون أيضًا سفيرًا للإسلام في الغرب، بل وفي العالم أجمع... بما ترك من ثروة فكرية وآراء مهمة، خاصة في قراءة الإسلام بعين غربية، وفي نقد الغرب بذهنية إسلامية؛ مما لخصه بمقولته الجامعة: “ليس الإسلام بديلاً من البدائل، لنظام ما بعد التصنيع الغربي؛ بل هو البديل”.


رحمه الله رحمة واسعة، وتقبله في الصالحين...


أعلن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، الإثنين، وفاة Dr. «Murad» Wilfried Hofmann الذي كان يشغل عضويته الشرفية.


وأشار المجلس، على موقعه الإلكتروني، أن د. هوفمان توفي، الأحد، بعد معاناة مع المرض.


ووصف المجلس د. هوفمان بـ"المفكر الرائع... والباحث... وبأنه شخصية عالمية المستوى ومصدر إلهام لكثير من الناس والأجيال".


كما نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في بيان عبر موقعه الإلكتروني، د. هوفمان.


والراحل كان دبلوماسيًا ألمانيًا ومن أبرز صناع السياسة الخارجية الألمانية، اعتنق الإسلام عام 1980، ثم تحول من دبلوماسي إلى داعية إسلامي برؤية عصرية، وفق قول الاتحاد.


بدوره، نعى الأزهر الشريف، المفكر والسياسي الألماني الكبير Dr. «Murad» Wilfried Hofmann وقال الأزهر، في بيان له:" إن الراحل ساهم في الفكر الإسلامي بعدد كبير من المؤلفات بينها : "الإسلام كبديل" و"الإسلام في الألفية الثالثة ديانة في صعود" وكتاب "الطريق إلى مكة". وأشار إلى أن تلك المؤلفات أحدثت نقاشات واسعة في الأوساط الثقافية والفكرية داخل ألمانيا وخارجها، حيث تحدث فيها عن عظمة الإسلام وتفرده وقدرته كدين إلهي على قيادة البشرية في المستقبل. وأكد أن كتابات هوفمان "أثرت في كثير من المسلمين وغير المسلمين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.


(1) (الطريق إلى مكة) مراد هوفمان (55) .


(2) مجلة (المجلة) العدد 366 ، مقال (هل حان الوقت لكي نشهد إسلاماً أوربياً ؟) للمفكر فهمي هويدي .


(3) البيتان للشاعر د. عبدالوهاب عزام (ديوان المثاني) ص(34) .


(4) (الطريق إلى مكة) مراد هوفمان ص (49) .


(5) (الإسلام كبديل) مراد هوفمان ص (55-115) .


(6) (يوميات مسلم ألماني) مراد هوفمان .


(7) (الطريق إلى مكة) ص (148) .


(8) (الطريق إلى مكة) ص (92) .


(9) (الإسلام كبديل) ص (136) .


(10) (الإسلام عام 2000) ص (12) .


(11) مجلة ( ( الكويت) ) العدد (174)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ


كما تحدث في خطبة الجمعة السابقة (17 يناير 2020) خطيب المسجد عن هذا الخَطب الجلل وعقد مقارنة بينه وبين محمد أسد... رحمهما الله تعالى واسكنهما فسيح جناته وجزاهما الفردوس الأعلى لما قاما به من أعمال.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

شريف حمدان 23 / 01 / 2020 05 : 05 AM

رد: المناسبات
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2020 12 : 04 PM

شهر رجب....
 
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين }

[ آية : ( 36 ) من سورة التوبة؛ و رقمها ( 9) ]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2020 05 : 07 PM

قراءة في آية سورة التوبة ورقمها ( ٣٦ ) :
 
قراءة في آية سورة التوبة ورقمها ( ٣٦ ) :"

١ . ] هَذِهِ الْآيَةُ -وَالَّتِي بَعْدَهَا- تَتَضَمَّنُ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ شَرَعَتْهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا مِنْ تَحْرِيمِ شُهُورِ الْحِلِّ، وَتَحْلِيلِ شُهُورِ الْحُرْمَةِ، وَإِذَا نُصَّ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَفْعَلُهُ تَبَيَّنَ مَعْنَىٰ الْآيَاتِ، فَالَّذِي تَظَاهَرَتْ بِهِ الرِّوَايَاتُ وَيَنْفَكُّ مِنْ مَجْمُوعِ مَا ذَكَرَ النَّاسُ أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتِ لَا عَيْشَ - لِأَكْثَرِهَا - إِلَّا مِنَ الْغَارَاتِ وَأَعْمَالِ سِلَاحِهَا ، فَكَانَتْ إِذَا تَوَالَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْبَعَةُ الْحُرُمُ صَعُبَ عَلَيْهَا وَأَمْلَقُوا ، وَ

- كَانَ بَنُو فُقَيْمٍ مِنْ كِنَانَةَ أَهْلَ دِينٍ وَتَمَسُّكٍ بِشَرْعِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- ، فَــ
انْتُدِبَ مِنْهُمُ الْقَلَمَّسُ وَهُوَ حُذَيْفَةُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ فُقَيْمٍ فَنَسَأَ الشُّهُورَ لِلْعَرَبِ ،
ثُمَّ
خَلَفَهُ عَلَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبَّادٌ ،
ثُمَّ
ابْنُهُ قَلَعٌ ،
ثُمَّ
ابْنُهُ أُمَيَّةُ ،
ثُمَّ
ابْنُهُ عَوْفٌ ،

ثُمَّ
ابْنُهُ جُنَادَةُ بْنُ عَوْفٍ ،
وَ
عَلَيْهِ قَامَ الْإِسْلَامُ . وَ
كَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا فَرَغَتْ مَنْ حَجَّهَا جَاءَ إِلَيْهِ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ مُجْتَمِعِينَ.... فَــ
قَالُوا :" أَنْسِئْنَا شَهْرًا "؛
أَيْ :
أَخِّرْ عَنَّا حُرْمَةَ الْمُحَرَّمِ فَاجْعَلْهَا فِي صَفَرٍ ، فَــ
يُحِلُّ لَهُمُ الْمُحَرَّمَ ، فَيُغِيرُونَ فِيهِ وَيَعِيشُونَ .
ثُمَّ
يَلْزَمُونَ حُرْمَةَ صَفَرٍ لِيُوَافِقُوا عِدَّةَ الْأَشْهُرِ الْأَرْبَعَةِ ،
وَ
يُسَمُّونَ ذَلِكَ الصَّفَرَ الْمُحَرَّمَ ، وَيُسَمُّونَ رَبِيعًا الْأَوَّلَ صَفَرًا ، وَرَبِيعًا الْآخَرَ رَبِيعًا الْأَوَّلَ ، وَهَكَذَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ يَسْتَقْبِلُونَ نَسِيئَهُمْ فِي الْمُحَرَّمِ الْمَوْضُوعِ لَهُمْ ، فَيَسْقُطُ عَلَى هَذَا حُكْمُ الْمُحَرَّمِ الَّذِي حُلِّلَ لَهُمْ ،
وَ
تَجِيءُ السَّنَةُ مِنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهْرًا ....
أَوَّلُهَا : الْمُحَرَّمُ الْمُحَلَّلُ ،
ثُمَّ
الْمُحَرَّمُ الَّذِي هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ صَفَرٌ ،
ثُمَّ
اسْتِقْبَالُ السَّنَةِ .

قَالَ مُجَاهِدٌ : " ثُمَّ كَانُوا يَحُجُّونَ فِي كُلِّ عَامٍ شَهْرَيْنِ وَلَاءً ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يُبَدِّلُونَ فَيَحُجُّونَ عَامَيْنِ وَلَاءً ،

ثُمَّ
كَذَلِكَ حَتَّى كَانَتْ
حَجَّةَ أَبِي بَكْرٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ حَقِيقَةً ، وَ
هُمْ يُسَمُّونَهُ ذَا الْحِجَّةِ ،
ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ عَشْرٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ حَقِيقَةً ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : " إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ، أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ : ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ "

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2020 08 : 07 PM

رد: المناسبات
 
٢ . ] وَمُنَاسَبَةُ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ :
أَنْوَاعًا مِنْ قَبَائِحِ أَهْلِ الشِّرْكِ وَأَهْلِ الْكِتَابِ....
ذَكَرَ أَيْضًا نَوْعًا مِنْهُ ؛ وَهُوَ :
تَغْيِيرُ الْعَرَبِ أَحْكَامَ اللَّهِ تَعَالَى ؛ لِأَنَّهُ حَكَمَ فِي وَقْتٍ بِحُكْمٍ خَاصٍّ ، فَإِذَا غَيَّرُوا ذَلِكَ الْوَقْتَ فَقَدْ غَيَّرُوا حُكْمَ اللَّهِ .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2020 11 : 07 PM

رد: المناسبات
 
المراد من الآية :
٣ . ] إِقَامَةُ نِظَامِ التَّوْقِيتِ لِلْأُمَّةِ عَلَى الْوَجْهِ الْحَقِّ الصَّالِحِ لِجَمِيعِ الْبَشَرِ ، وَالْمُنَاسِبِ لِمَا وَضَعَ اللَّهُ - تعالى ذكره - عَلَيْهِ نِظَامَ الْعَالَمِ الْأَرْضِيِّ ، وَمَا يَتَّصِلُ بِهِ مِنْ نِظَامِ الْعَوَالِمِ السَّمَاوِيَّةِ ، بِوَجْهٍ مُحْكَمٍ لَا مَدْخَلَ لِتَحَكُّمَاتِ النَّاسِ فِيهِ ، وضَبْطُ التَّوْقِيتِ مِنْ أُصُولِ إِقَامَةِ نِظَامِ الْأُمَّةِ وَدَفْعِ الْفَوْضَىٰ عَنْ أَحْوَالِهَا .وَلِيُوَضِّحَ تَعْيِينَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ ....

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2020 13 : 07 PM

رد: المناسبات
 
٤ . ] هُنَالِكَ مُنَاسَبَةٌ دَقِيقَةٌ بَيْنَ حِسَابِ الشُّهُورِ الْقَمَرِيَّةِ عِنْدَ الْعَرَبِ ، وَحِسَابِ الشُّهُورِ الشَّمْسِيَّةِ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَإِنْ لَمْ يُصَرِّحْ فِيهِ بِمُخَالَفَتِهِمْ فِي حِسَابِهِمْ .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2020 16 : 07 PM

رد: المناسبات
 
٥ . ] وَافْتِتَاحُ الْكَلَامِ بِحَرْفِ التَّوْكِيدِ لِلِاهْتِمَامِ بِمَضْمُونِهِ لِتَتَوَجَّهَ أَسْمَاعُ النَّاسِ وَأَلْبَابُهُمْ إِلَى وَعْيِهِ:.{ إِنَّ }

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 02 / 2020 17 : 07 PM

رد: المناسبات
 
سأكمل بعونه وتيسيره -تعالى ذكره- بعد الإنتهاء من الدوام!!!

شريف حمدان 27 / 02 / 2020 24 : 11 AM

رد: المناسبات
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 02 / 03 / 2020 42 : 12 PM

نبيٌ أمي يأتي بإعجاز علمي !
 

1.] :رَوَىُ أَحْمَدُ وَ مُسْلِمٌ " عَنْ جَابِرٍ بن عبدالله، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أَنَّهُ قَالَ:"
«لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ »؛،
فهذا المشهد الأول من الحديث الشريف على صاحبه الصلاة والسلام
فَــ :
" «إِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ »..
وهذا هو المشهد الثاني!

:" هَذِهِ الْكَلِمَةُ صَادِقَةُ الْعُمُومِ؛ لِأَنَّهَا خَبَرٌ مِنَ الصَّادِقِ الْبَشِيرِ عَنِ الْخَالِقِ الْقَدِيرِ :"

أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .

2.] :" الدَّاءُ وَالدَّوَاءُ خَلْقُهُ، وَالشِّفَاءُ وَالْهَلَاكُ فِعْلُهُ، وَرَبْطُ الْأَسْبَابِ بِالْمُسَبِّبَاتِ حِكْمَتُهُ وَحُكْمُهُ عَلَى مَا سَبَقَ بِهِ عِلْمُهُ، فَكُلُّ ذَلِكَ بِقَدَرٍ لَا مَعْدِلَ عَنْهُ وَلَا وَزَرَ، وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.] فِيمَا خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي خِزَامَةَ بْنِ يَعْمُرَ قَالَ:"

سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ:
" « يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ؛ هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا؟ »؛
قَالَ:" هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ .".

3.] :" فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ"

وَ
مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا شَاءَ الشِّفَاءَ يَسَّرَ دَوَاءَ ذَلِكَ الدَّاءِ وَنَبَّهَ عَلَيْهِ مُسْتَعْمِلَهُ فَيَسْتَعْمِلُهُ عَلَى وَجْهِهِ وَفِي وَقْتِهِ فَيَشْفَى ذَلِكَ الْمَرَضُ، وَإِذَا أَرَادَ إِهْلَاكَ صَاحِبِ الْمَرَضِ أُذْهِلَ عَنْ دَوَائِهِ أَوْ حَجَبَهُ بِمَانِعٍ يَمْنَعُهُ فَهَلَكَ صَاحِبُهُ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِمَشِيئَتِهِ وَحُكْمِهِ كَمَا سَبَقَ فِي عِلْمِهِ، وَلَقَدْ أَحْسَنَ مِنَ الشُّعَرَاءِ مَنْ قَالَ فِي شَرْحِ الْحَالِ:

وَالنَّاسُ يَلْحَوْنَ الطَّبِيبَ * وَإِنَّمَا غَلَطُ الطَّبِيبِ إِصَابَةُ الْمَقْدُورِ

4.] :" وَقَدْ خَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا الْحَدِيثَ وَحَدِيثَ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ ، وَقَالَ فِيهِ: إِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:"

«يَا عِبَادَ اللَّهِ، تُدَاوَوْا! فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ: الْهَرَمُ» .
فَاسْتَثْنَى الْهَرَمَ مِنْ جُمْلَةِ الْأَدْوَاءِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ دَاءً بِنَفْسِهِ، لَكِنْ تُلَازِمُهُ الْأَدْوَاءُ، وَهُوَ مُفْضٍ بِصَاحِبِهِ إِلَى الْهَلَاكِ. " .

نبيٌ أمي يأتي بإعجاز علمي

5.] :" عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"

«الطَّاعُونُ رِجْزٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ »؛ -

أَوْ :

" «عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَـــ

لَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ،
وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَــــ
لَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ ».

وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: لَا يُخْرِجُكُمْ إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ. ".

[رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ]

نبيٌ أمي يأتي بإعجاز علمي

وهذا ما يسمى اليوم الحجر الصحي ؛ وهي الدرجة الأولى من عدم انتشار مرض ما
ثم
تأتي الدرجة الثانية وهي العزل الصحي

[جَاءَ هَذَا اللَّفْظُ مُفَسَّرًا فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَىٰ ]

6.] :" عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:"

«إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ - أَوِ السَّقَمَ - رِجْزٌ عُذِّبَ بِهِ بَعْضُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ، ثُمَّ بَقِيَ بَعْدُ بِالْأَرْضِ، فَيَذْهَبُ الْمَرَّةَ وَيَأْتِي الْأُخْرَى، فَمَنْ سَمِعَ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا يَقْدَمَنَّ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَقَعَ بِأَرْضٍ وَهُوَ بِهَا فَلَا يُخْرِجَنَّهُ الْفِرَارُ مِنْهُ».
[ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ].

6. 1 . ] :" وَقَوْلُهُ: " فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ "

عَلَى ظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَمِلَ عُمَرُ وَالصَّحَابَةُ مَعَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ - لَمَّا رَجَعُوا مِنْ سَرْغَ حِينَ أَخْبَرَهُمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، وَإِلَيْهِ صَارُوا. ".

سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه يمتثل لقول سيدنا عبدالرحمن بن عوف ... وهذا ما قاله سالم بن عبدالله بن عمر..

قمة الوعي الصحيح المنبثق عن صحيح سنته وصحيح سيرته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ....


-*-*-*-
[:" فَقَدْ فَسَّرَ الطَّاعُونَ بِالْمَرَضِ وَالرِّجْزَ بِالْعَذَابِ ". ]
الطَّاعُونَ
6. 2 .] :" أَصْلِهِ وُضِعَ دَالًّا عَلَى الْمَوْتِ الْعَامِّ بِالْوَبَاءِ ".

6 . 3.] :" أَصْلُ الطَّاعُونِ الْقُرُوحُ الْخَارِجَةُ فِي الْجَسَدِ. وَ

6 . 4.] :" الْوَبَاءُ: عُمُومُ الْأَمْرَاضِ.

6 . 5.] :": وَطَاعُونُ عَمْوَاسَ إِنَّمَا كَانَ طَاعُونًا وَقُرُوحًا.

7.] :" وَيَشْهَدُ لِصِحَّةِ هَذَا قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ

سُئِلَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَقَالَ:" «غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ تَخْرُجُ فِي الْمَرَاقِّ وَالْآبَاطِ » .
وَ

قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ:"« تَخْرُجُ فِي الْأَيْدِي وَالْأَصَابِعِ وَحَيْثُ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الْبَدَنِ » .

حَاصِلُهُ :

" أَنَّ الطَّاعُونَ مَرَضٌ عَامٌّ يَكُونُ عَنْهُ مَوْتٌ عَامٌّ، وَقَدْ يُسَمَّى بِالْوَبَاءِ، وَيُرْسِلُهُ اللَّهُ نِقْمَةً وَعُقُوبَةً لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عُصَاةِ عَبِيدِهِ وَكَفَرَتِهِمْ، وَقَدْ يُرْسِلُهُ
شَهَادَةً وَرَحْمَةً لِلصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ،
كَمَا قَالَ مُعَاذٌ فِي طَاعُونِ الشَّامِ : إِنَّهُ شَهَادَةٌ وَرَحْمَةٌ لَكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ. ".

ثم انظر للرحمة المهداة والنعمة المسداة

8.] :" لِأَنَّهُ قَدْ دَعَا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِجَمِيعِ أُمَّتِهِ - اسمع إليه -

8. 1. ] أَلَّا يُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَ
8 . 2 . ] لَا بِتَسْلِيطِ أَعْدَائِهِمْ عَلَيْهِمْ، فَــ
8 . 3 . ] أُجِيبَ إِلَىٰ ذَلِكَ، فَلَا تَذْهَبُ بَيْضَتُهُمْ وَلَا مُعْظَمُهُمْ بِمَوْتٍ عَامٍّ وَلَا بِعَدُوٍّ عَلَىٰ مُقْتَضَىٰ هَذَا الدُّعَاءِ. ".

-*/-*/

:" إعادة النظر الصحيح في آيات الذكر الحكيم :

آيات سورة الشعراء نقسمها إلى مشاهد ليسهل علينا فهمما:

* . ] المشهد الأول؛ الحديث عن :" { رَبَّ الْعَالَمِين }

[الشعراء:77]

1. 2 . ] المقطع الأول :



{ رَبَّ الْعَالَمِين }
{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِين}

[[26]الشعراء:78]

{وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين}

[الشعراء:79]

{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين}

[الشعراء:80]

{وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِين}

[الشعراء:81]

{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين}

[الشعراء:82]

{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين}

[الشعراء:83]

{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِين}

[الشعراء:84]

{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيم}

[الشعراء:85]

{وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّين}

[الشعراء:86]
حالة خاصة لخليل الرحمن ؛ الجد الأعلى للنبي والرسول محمد بن عبدالله صلى الله تعالى عليهما وبارك وسلم

{وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُون}

[الشعراء:87]

{يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون}

[الشعراء:88]

{إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}

[الشعراء:89]

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِين}

[الشعراء:90]

2.] المقطع الثاني :

{لإِيلاَفِ قُرَيْش}

[قريش:1]

{إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْف}

[قريش:2]

{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْت}

[قريش:3]

{الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف}

[قريش:4]


الجمع بين آيات سورة الشعراء المذكورة وبين آيات سورة قريش يفهم :
* . ] أن الأمر كله بيده سبحانه وتعالى ؛ وهنا نثبت مسألة العقيدة والإيمان
* . ] مسألة الرزق والحياة والموت ... مسألة عقدية ثانية وبإنتهاء رزق السماء لإنسان ينتهي أجله؛ فالموت انتهاء رزق إنسان ؛
* . ] توجد بعض حالات الموت فيها سيتم قطعاً كالبقاء تحت سطح الماء (بحيرة أو بحر) لفترة زمنية لا يأتي لجهاز التنفس هواء لإنعدامه... أو قطع الرقبة ...
* . ] مسألة الإطعام والسقاية والأمن ضرورية لحياة الإنسان.




ثم نأتي لقضية عقدية تضاف لما سبق من الايات الكريمات :






3.] المقطع الثالث : :" {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون}
[[51]الذاريات:56]

{مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون}

[الذاريات:57]

{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}

[الذاريات:58].

هذا القرآن الكريم والذكر الحكيم :" { لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد}

[فُصِّلَت:42]


وهنا نتطرق لمسألة هامة وقضية تكاد تكون قضية إسلامية بحتة :


* . ] الدعاء ... ونسير مع السادة الكبار أنبياء الله العزيز الغفار...
وهذه الأولى ....
أما الثانية :
* . ] فهي مسألة الأخذ بالأسباب....
وإني قد تساءلت في المؤتمر الأخير الذي عقد في ألمانيا الديموقراطية :" ألا يوجد من بين مليار و700 مليون مسلم مَن يحضر لنا مصلا مضاد لفيروس [التاج؛ ترجمة من الأصل اللاتيني] الكورونا


1.] :" {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيم}
[الأنبياء:76]

2.] :" {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين}

[الأنبياء:83]

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين}

[الأنبياء:84]

3.] :" {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين}

[الأنبياء:87]

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِين}

[الأنبياء:88]

4.] : {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِين}

[الأنبياء:89]

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِين}

[الأنبياء:90]

5.] : " {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيم}

[آل عمران:172]

6.] : " {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَار}

[آل عمران:193]

{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد}

[آل عمران:194]

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَاب}

[آل عمران:195]

7.] :" {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِين}

[الأنفال:9]

8.]:" قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِين}

[يوسف:33]

{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}
[يوسف:34] .


شريف حمدان 03 / 03 / 2020 12 : 01 AM

رد: المناسبات
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 03 / 2020 59 : 11 AM

رد: المناسبات
 
للمراجعة
https://www.ahlalalm.org/vb/showthre...%C7%C1&page=22

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 03 / 2020 58 : 02 PM

رد: المناسبات
 
من الدقة العلمية في المسائل الفقهية أن يذكر الرأي الشرعي المبني على دليل يطمئن إليه الفقيه؛ صاحب الأهلية في البحث والإجتهاد ويقول به ثم يكمل بحثه بسرد الرأي الآخر أو المخالف له مادام مسألة البحث ليست بحث في المسائل القطعية ذات القول الواحد والذي لا يتعدد باقوال الرجال ذوي النهى والعقول؛ وقد يكون الاقتصار على قول واحد في المسألة وهي تتحمل قول آخر تعسف أو ضيق على مَن يقول بالقول الآخر....
ومسائل الأحتفال بالمناسبات [الدينية] على مدار العام الهجري من تلك المسائل؛ والتي لا يجوز التشدد فيها؛ بل ما ينبغي التعبير بقول :"التبني في المسالة الفلانية هو كذا مع وجود من يخالف الراي هذا... ولعل قضية التبني للمسألة إذا تعددت ألآراء الفقهية وفقا للمدرسة المذهبية أو المدرسة الفقهية تنهي الخلاف وتفتح الباب أمام من يريد القول الآخر؛ وهنا يأتي ولي الأمر فيتبنى قولا من الآراء في المسالة ويلزم به رعيته.
ومسألة الاحتفال بــ: [ذكرى] الإسراء والمعراج من ضمن هذه المسائل... وصحيح أن العالم أو المجتهد يقول بما وصل إليه علمه ويتمسك بما لديه من أدلة شرعية ويقول بها فهو أولا يلزم نفسه بما توصل إليه وثانياً يبلغ ويعلم من يريد معرفة الحكم الشرعي ...
وأهل العلم من دار الإفتاء المِصرية بتاريخ [12 / 02 / 2014 الأربعاء الموافق : 12 ربيع الآخر 1435 ه] أدلوا برأيهم في مسألة حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ؛ وأضع ما قيل كما ورد على صفحتهم الرسمية :
" فقد ورد سؤال تحت عنوان :


:" الاحتفال بالإسراء والمعراج في شهر رجب ".

السؤال :" هل يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج في شهر رجب؟.

:" الـجـــواب: على الرغم من الخلاف الذي وقع بين العلماء في تحديد وقت الإسراء والمعراج -حتى إن الحافظ ابن حجر حكى فيه ما يزيد على عشرة أقوال ذكرها في "الفتح"- فإن الاحتفال بهذه الذكرى في شهر رجب جائزٌ شرعًا ولا شيء فيه ما دام لم يشتمل على محرمٍ، بل على قرآن وذكر وتذكير؛وذلك لعدم ورود النهي.

فإن قيل: إن هذا أمر مُحدَثٌ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» [رواه مسلم].

قلنا [دار الافتاء المصرية] :نعم، ولكن من أحدث فيه ما هو منه فليس بردٍّ، بل هو حسن مقبول؛ فهذا سيدنا بلال رضي الله تعالى عنه وأرضاه لم يتوضأ وضوءًا إلا وصلَّى بعده ركعتين، وهذا صحابي جليل يقول بعد الرفع من الركوع: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعلِم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك وسمعه؛ فبشَّرهما،بالرغم من أن الشرع لم يأمر بخصوص ذلك.





وتلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى من الدين، وإيقاع هذه الأمور في أيِّ وقت من الأوقات ليس هناك ما يمنعه، فالأمر في ذلك على السعة.
كما أن الاحتفال بهذه الذكرى فيه تذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعجزة من معجزاته، وقد قال تعالى : ﴿ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ ﴾ [إبراهيم: 5]. والله سبحانه وتعالى أعلم". " . انتهى النقل من دار الافتاء المِصرية


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 14 / 03 / 2020 50 : 07 PM

رد: المناسبات
 
﴿ « مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً »

شريف حمدان 14 / 03 / 2020 43 : 10 PM

رد: المناسبات
 
جزاكم الله خيرا للتذكير

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 16 / 03 / 2020 48 : 09 PM

تاج «كُرُونا» فوق الصدور!
 
تاج «كُرُونا» فوق الصدور

إشكالية أهل العلم والمعرفة والساسة وصناع القرار تقع مع العامة؛ أو تواجه مَن لا يملك القدر الكاف مِن المعلومات الصحيحة الموثقة المتعلقة بأمر ما سواء له ارتباط مباشر بالمجتمع في كافة نواحيه؛ أو بخصوص الفرد في كافة ما هو متعلق به، وهذا هو الإشكال الأول.

أما الثاني ... فكيفية توصيل المعلومة الصحيحة بشكل واضح ومؤثر للعامة...
فيترتب عليهما فهم الواقع الجديد وممارسة صحيحة لما استجد من تعليمات أو اجراءات احترازية مؤقتة لحين انتهاء حدث ما، وهذا ينطبق على الدول كلها؛ سواء أكانت ذات تقدم علمي مرموق وتكنولوجي راق ومستو عال في الجانب المدني والخدماتي، أو الدول صاحبة التراجعات في التحصيل التعليمي أو العلمي أو النمو البطئ في الجانب الاقتصادي؛ يلازم هذه الدول حالة مِن الأمية سواء أمية قراءة الحرف أو حساب العدد أو أمية التعامل مع الوسائل الحديثة والتي اتفق على تسميتها بالأجهزة الذكية؛ أو سوء استخدامها أو ارتفاع نسبة البطالة فيرافقها حالة فقر وإضاعة الفرص في حياة كريمة لإنسان يريد الحياة؛ هذا جانب ...
أما الجانب الثاني - وهو الأهم - فهو متعلق بـ «أهل العلم والمعرفة والساسة وصناع القرار»؛ فأهل العلم والمعرفة ينبغي عليهم إبلاغ أهل السياسة وصناع القرار بما لديهم مِن معلومات موثقة تستلزم إصدار قرار في وقته المناسب وليس متأخراً؛ واللافت للإنتباه قول أحد الصحافيات النمساويات على مائدة مستديرة لرؤساء تحرير الصحف الصادرة في جمهورية النمسا فقد عقدت مقارنة بين دكتاتورية حاكم الصين وما قام به من أفعال وتصرفات تجاه شعبه لاحتواء الأزمة الصحية التي عصفت بدولته شعبا والتصنيع عنده والتجارة الخارجية وبين ديمقراطية البرلمان النمساوي والذي عقد إجتماعا لنوابه يوم الأحد الماضي؛ وهو ما لم يحدث منذ سنوات؛ إذ أن المقارنة ليست في محلها؛ لأن اتخاذ قرار متعلق بشعب في جائحة أو وباء يستلزم أخذ رأي علماء الطب والصيدلة وليس مناقشة برلمانية لأحزاب متعارضة منها ما وصل إلى سدة الحكم وإدارة الدولة وتنظيم شؤونها؛ ومنها ما هو يجلس في صفوف المعارضة؛ وهنا يبرز الرأي الملزم والرأي الآستشاري؛ أو ما يسمى بالمشورة والشورى؛ فالمشورة ملزمة لأنها من أهل العلم وأصحاب الرأي؛ والشورى توافقية بين جموع الناس، إذ أن هناك أحيانا كثيرة لا يوجد ترف في الوقت لبحث وجهات نظر سياسية في مسألة حياة أو موت لفئة من الشعب؛ وهنا يبرز أمر آخر وهو الإبلاغ بشكل ملفت للنظر لكافة فئات الشعب أو الجماعة مع ملاحظة غياب أو ضعف الوعي العام أو الخاص في مسألة بعينها؛ فإصدار بيان أو تعميم -في تقديري- لا يكفي خاصة مع وجود ضبابية في المشهد العام؛ بل لابد من متابعة ومراجعة ومحاسبة على أرض الواقع... هذا في الداخل.

أما صفحات ومواقع التجمعات العربية والإسلامية في الخارج؛ أو البعثات الدبلوماسية المعتمدة والتي تقوم برعاية أو وصاية على تلك التجمعات والهيئات الإسلامية لم تعتمد على مصدر موثوق به في إصدار ما يوضع على صفحاتها؛ وقام العامة بإصدار ما يتناسب مع قدراتهم الفكرية أو العقدية أو التقليدية؛ فيرسل لك آحدهم فيديو ترى فيه رجل أمن يهرب من سائق سيارة يحمل لافته بداخل مركبته أنه مصاب بفيروس «التاج» [الترجمة من الأصل اللاتيني لفيروس كُرُونا]... ثم يرسل لك آخر الدواء هذه المرة بلغة ألمانية باستخدام البصل المقطع والموزع في غرف الشقة... وآخر باستخدام الموز .. وآخر يجعل أمام كل حرف من حروف الفيروس آية قرآنية ... ثم يتتوج الجميع رجل عجوز يقول لك إنهم يحاربون الإسلام بمنع الصلوات في المساجد ولعله لم يراجع ما صدر من علماء البلاد الإسلامية...

وهنا تكمن الخطورة في تلك الأمثلة التي ذكرتها وهي فقدان الوصل التام / الجيد بين أهل العلم والمعرفة والساسة وصناع القرار... إلا نادراً

" في بداية شهر مارس، رفعت منظمة الصحة العالمية World Health Organization (اختصارًا "WHO") من تقييمها للخطر العالمي لفيروس كورونا المستجد إلى “عال جدًا” ، وهو أعلى مستوى لديها. وهي آحدى منظمات الأمم المتحدة ولكن ليس لها اليد الطولى في إلزام دول/ دولة بقراراتها؛ مما يجعلنا نعيد النظر في مثل تلك المنظمات ذات الصبغة الدولية؛ ومدى فاعليتها ودورها الحقيقي.

وقد هرب الفيروس من محاولات الاحتواء من أربع دول على الأقل. ولكن المنظمة "WHO" ترغب في أن تستمر الدول بتطبيق إجراءات الاحتواء. فهذه الإجراءات بإمكانها إبطاء انتشار الفيروس إلى دول فيها عدد قليل من الحالات. ولكن، ما دام الفيروس ينتشر في مكان ما من العالم، فإن الحالات ستستمر بالظهور في الدول حتى وإن كانت تطبق ممارسات احتواء فاعلة.



اليوم بدأت دول في إغلاق ليس فقط شوارعها بمطاعمها ودور السينما والمباريات والفاعليات الرياضية ومتاحفها بل حدودها مع دول لها جارة ومنذ أيام أوقفت الإدارة الأمريكية رحلات الطيران إلى أوربا ومنها ثم أكملت الحظر لمدة شهر دولة بريطانيا وإيرلندا.

وفي 28 فبراير، قال Mike Ryan من المنظمة "WHO" إن الهدف ليس إيقاف الفيروس من الانتشار، ولكن “إبطاء انتشاره بحيث تستطيع الأنظمة الصحية أن تتجهز له”.

ولكن ماذا سيتطلب ذلك؟

هل يمكن للدول في أرجاء العالم أن تسيطر على الجائحة Pandemie؟

الإجابة القصيرة هي «لا».

قال Ryan مشددًا: “الأنظمة الصحية، في الشمال والجنوب، غير مستعدة”.

وعندما بدأ الوباء Epidemie في مدينة ووهان بمحافظة هوبي الصينية، طغى التزايد السريع للحالات الشديدة على قدرة العاملين في القطاع الطبي. ولم تكن هناك كميات كافية من المعدات الطبية الواقية، ولم يكن هناك عدد كاف من الأسرّة المجهزة للعناية المكثفة، والمزودة بالأكسجين وأجهزة التنفس التي يحتاج إليها المصابون بالتهاب الرئة Lungenentzündung الحاد لتساعدهم على التنفس، كانت تلك كلها أقل من أن تغطي الحاجة العالية وقتها. كما أنها شكلت ضغطًا على توفير العناية الطبية العادية.

وقال Bruce Aylward، من المنظمة WHO والذي قاد حملة عالمية لدراسة استجابة الصين، إن الاحتواء أوقف انتشار الفيروس بشكل عام وأنهك نظم العناية الصحية في كل المحافظات الصينية ما عدا هوبي، كما أن الإجراءات التخفيفية Linderungsma&szlig;nahmen الهادفة إلى منع الاحتكاك بين الأشخاص تساهم بتقليل الحالات في هوبي.

ويقول Aylward إن هذا ليس دائمًا؛ فلا تزال الصين تبني المستشفيات، وتزيد من قدرة قطاع الصحة العامة، وتشتري أجهزة تنفس أكثر تحسبا لازدياد الحالات مرة أخرى. وإن تم الإعلان على احتواء الأزمة مع وجود حالات آتية من خارج الصين.
ويمكن للدول التي يعاني نظامها الصحي في مواسم الإنفلونزا الشتوية السيئة، أو التي لا يمكنها أن تبني مستشفيات جديدة في أيام، أو أن تغلق مدنًا كاملة، أن تجد صعوبة في تكرار نجاح الصين في إبطاء الفاشية Ausbruch.

نظريًا، كان العالم يتحضر لجائحة منذ الفترة التي برزت فيها مخاوف حول إنفلونزا الطيور في 2006. يقول Tom Inglesby من مركزJohns Hopkins Center for Health Security في ماريلاند: “كان هناك بعض التقدم. فأعدت بعض الحكومات نوعًا من التخطيط للجائحات، وحسنت مختبراتها، وأنشأت مراكز للعمليات الطارئة، وحسنت أنظمة مراقبة الأمراض”.

ومع ذلك، فإن التقدم كان غير منتظم. وفي 2017، أُطلِق ائتلاف ابتكارات التأهب الوبائي من أجل تطوير لقاحات للفيروسات التي يحتمل أن تتسبب بجائحة، ولديها بالفعل بعض اللقاحات المرشحة للوقاية من فيروس COVID-19. ولكنها ستتطلب شهورًا من التطوير والاختبار.



وفي الوقت الحالي نحتاج إلى علاجات لمساعدة أولئك الذين يطورون حالات شديدة من المرض. غير أن جهودا لإنشاء مشروع عالمي كهذا من أجل تطوير أدوية مضادة للفيروسات، باءت بالفشل بسبب نقص التمويل وقد أعلنت الملكية السعودية أنها تبرعت بـ ١٠ ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية؛ وكنتُ اتساءل:" أليس من حق الأمة العربية تجاورها الأمة الإسلامية أن تقوم هي بعلمائها في أنجاز هذا الأمر فتخرج لنا لقاحا أو مصلا بدلا من استخدام المال بايدي الآخرين.

ولحسن الحظ، وجد بعض الباحثين عددا من المضادات المحتملة لفيروس كورونا، وهذه المضادات المحتملة هي تحت الاختبار الآن.

وحتى في المجتمعات المتقدمة، فإن فيروس كورونا يضرب في وقت تقع فيه فعليا العديد من الأنظمة الصحية تحت الضغط بسبب ازدياد الشريحة السكانية الكبيرة في العمر، وبسبب التقنيات الصحية المتزايدة في التكلفة. بين عامي 2000 و2017 ازداد الإنفاق العالمي عموما على الصحة بمعدل أسرع قليلًا فقط من القطاع الاقتصادي، وذلك على الرغم من زيادة الطلب.

وبعض الأنظمة الصحية التي قد تعاني الضغط بسبب أي جائحة هي الأنظمة الموجودة في أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكذلك تلك الموجودة في العديد من الاقتصادات النامية. وبحسب تقرير نشر في 2015، هناك 56 دولة، غنية وفقيرة، تقتطع من الإنفاق على الصحة كجزء من التدابير التقشفية بعد الأزمة المالية في 2008. واقتطعت بعض الدول الأفقر من أجور القطاع العام؛ مما أثر في المستشفيات العامة والعاملين في القطاع الصحي.

في الولايات المتحدة خُفَّضت قدرات الطوارئ في عهد الرئيس Donald Trump الذي أغلق وحدة الصحة العالمية التابعة لمجلس الأمن الوطني - أُنشئت بعد أزمة إيبولا 2014، كما حَلَّ الفريق المسؤول عن التنسيق بين الأقسام الحكومية في الاستجابات للجائحات.

من أجل أن نحسن من تحضيراتنا، يذكر إنجليزبي قائمة من الأمور التي يجب على العالَم أن يستثمر نقوده فيها:

- تطوير الأدوية واللقاحات واختبارات التشخيص السريعة، و

- تصنيعها بكميات كبيرة وتوزيعها، و

- مراقبة الأمراض، و

- تخزين كميات من معدات الوقاية، و

- زيادة القدرة بحيث إن الطلب على أجهزة التنفس لا يفوق عدد الأجهزة المتاحة.



هناك جانب غير متوقع يحتاج إلى المزيد من الفهم، ألا وهو الحجر الصحي. من بين 300 شخص حُجر عليهم صحيًا على متن السفينة السياحية Diamond Princess في يوكوهاما باليابان، بعد أن اختلطوا براكب مصاب، أصيب على الأقل 31 شخصًا منذ تركهم السفينة، مع أن فترة الحجر الصحي كانت كافية لظهور المرض على أي شخص تعرض للعدوى بحلول نهاية تلك الفترة.

وهذا يشير إلى أنه، وعلى الرغم من أن أغلب الحالات الـ634 التي اكتشفت خلال وجودها على متن السفينة أو عند النزول من السفينة كانت مصابة بالعدوى قبل الحجر الصحي، إلا أن الفيروس لا بد وأن يكون قد انتشر خلال فترة العزل الصحي، وذلك وفقا لــ Stephan Lauer من جامعةJohns Hopkins University. ولا يجب أن يحدث هذا.

من الواضح أن هناك ما يجب فعله. ويقول إنجليزبي: “نأمل بأن يحفز هذا الوباء المأساوي استجابة فاعلة لمكافحة فيروس الكورونا الذي بين أيدينا، كما نأمل أن يُحدث تغييرات إيجابية في تقدم مستوى استثمارنا والتزامنا بالتخطيط للجائحات”. وحتى حدوث ذلك، سنواجه صعوبات جمة.

هذا، وعند شريحة عريضة من المسلمين يوجد خلط ما بين آيات تتعلق بالعقيدة والإيمان وبين التوكل وبين الأخذ بالأسباب ؛ فقد نطق القرآن الكريم على لسان السيد الجليل النبي الخليل -عليه السلام- يقول : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين } [الشعراء:80] ... وهذه آية متعلقة بالعقيدة والإيمان؛ إذ أن سرد الآيات يبحث في مسألة أو قضية الإيمان، فالحديث منذ البداية عن : { رَبَّ الْعَالَمِين } [الشعراء:77] ، ويبدء النص الكريم في بحث مسألة العقيدة والإيمان فيقول عن رب العالمين أنه : { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِين } [الشعراء:78] ومسألة / قضية الخلق متعلقة به وحده؛ والقضية الثانية هي الرزق فيقول : { وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين } [الشعراء:79] وتأتي مسألة / قضية القدر فيقول : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين } [الشعراء:80] وقضية انقطاع رزق السماء فيترتب عليها الموت والفناء ثم الإحياء ويوم القيامة فيقول : { وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِين } [الشعراء:81] وقضية الحساب والثواب والجنة؛ فيقول : { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين } [الشعراء:82]

وهنا تبرز قضية الإتكال وليس التوكل وعدم الأخذ بالأسباب...

وبخصوص آية الشعراء ورقمها ( ٨٠ ) وهي متعلقة ببحث عقائدي قد يتفاجأ الجميع؛ خاصةً مَن لا يؤمن بالإسلام -الذي نزل وأنزل على قلب خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين- أنه نظام حياة وطريقة معينة في العيش وكيفية خاصة في التعامل مع كافة مسائل الحياة مما ألزم الإمام البخاري؛ في صحيحه ان يفرد كتابا تحت عنوان كتاب «الطب» بناءً عما ورد من أحاديث نبوية وكذا عند الإمام مسلم والترمذي وبقية أصحاب مصنفات السنن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
يتبع بإذنه تعالى في سماه وتقدست اسماه



د. محمدفخرالدين الرمادي
21 رجب 1441 هـ ~ 16 مارس 2020م


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 21 / 03 / 2020 38 : 02 PM

﴿ « „٢٧‟» ﴾ ." :من رجب ليلة الإسراء!؟
 
﴿ « ٢٧ » : من رجب... ليلة الإسراء!؟




سلسلة بحوث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة



تحت عنوان



» سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء «



اسم البحث
« تَارِيخُ الْإِسْرَاءِ»


كل مَنْ لديه اطلاع وفهم للسيرة النبوية العطرة وللتاريخ الإسلامي لا يستطع أن يحدد تاريخ الإسراء؛ لا بسنتِه ولا بشهرِه ولا بيومه ؛ قولاً واحداً ؛ فلم يثبت عن النبي المصطفى والرسول المجتبى والحـــــبـيــب المرتضى المحتبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ - أنه احتفل بيوم إسرائه أو ليلة معراجه؟! ؛ هذا أولاً.... حتى يتسنى لنا معرفة التاريخ ؛ كما ولم يحتفل بذلك الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم جميعاً- ... وهذا ثانياً .... أو التابعون لهم بإحسان؟!. .... وهذا ثالثاً.

وأتحدى أن يأتي أحدٌ بشيء ٍفي ذلك .

وما دام أنه لم يثبت منها شيء فنحن لا نثبت أي شيء منها.

بل قال بعض المتأخرين كما ذكر ذلك " الشهاب الخفاجي " في " نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض " ؛ إذ يقول : قال بعض العلماء المتأخرين :

" وأما ما هو منتشر اليوم في بعض الديار المصرية من الاحتفال بـ ليلة سبع وعشرين
﴿ « ٢٧ » : من رجب ليلة الإسراء!؟
، ودعوى أنها ليلة الإسراء والمعراج ، فذلك بدعة وهذا متأخر ".

ثم نضيف بقولنا :" هل يترتب على معرفة التاريخ بدقة حكم شرعي ؟ "؛

بمعنى أنه وجب أو ندب علينا صيام النهار أو قيام الليل.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رَحِمَهُ اللَّهُ [(1)]:" الأقوال في ذلك أكثر من عشرة أقوال ، حتى أن منها :

أن ذلك قبل البعثة ، ومنها :

بعد الهجرة ،

وقيل : قبلها بخمس ،

وقيل : قبلها بست ،

وقيل : قبلها بسنة وشهرين ؛ كما قال ابن عبدالبر .







تأصيل مسألة تحديد تأريخ حادثة الإسراء !

نذكر الأقوال التي قيلت في التاريخ :

قبل الهجرة دون تحديد زمن؛ فـقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: " أُسْرِيَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَهُوَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، وَقَدْ فَشَا الْإِسْلَامُ بِمَكَّةَ فِي الْقَبَائِلِ".

[1] القول الأول : أُسْرِيَ بِالنبي -عليه السلام-إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ؛ فقَالَ قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ: " قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِعَامٍ" .

وعَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : أُسَرِي بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ -قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ . قَالَ : وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ. وعَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ أَنَّهُ قَالَ : فُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -الْخَمْسُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لَيْلَةَ أُسَرِيَ بِهِ ، قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا .
فَـ
عَلَى قَوْلِ السَّدِّي يَكُونُ الْإِسْرَاءُ فِي شَهْرِ ذِي الْقِعْدَةِ ،
وَ
عَلَى قَوْلِ الزُّهْرِيِّ وَعُرْوَةَ يَكُونُ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ .

[2] القول الثاني :"فِي سَبْعَ عَشْرَةَ مِن ْرَبِيعِ الْأَوَّلِ وَالرَّسُولُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-ابْنُ إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً وَتِسْعَةِ أَشْهُرٍ وَثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا" .

[3] القول الثالث :" قَالَ الْحَرْبِيُّ: أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَة َسَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ ".

[4] القول الرابع :" وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيخِهِ : أُسْرِيَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَعُرِجَ بِه ِإِلَى السَّمَاءِ بَعْدَ مَبْعَثِهِ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا .


وجاء بصيغة آخرى :" وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الرُّعَيْنِيُّ فِي تَارِيخِهِ : أُسْرِيَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَعُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ قَبْلَ مَبْعَثِهِ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا " .

تعليق أبو عمر على ما قاله الذهبي :

قَال َأَبُو عُمَرَ : " لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ السِّيَرِ قَالَ مَا حَكَاهُ الذَّهَبِيُّ ، وَلَمْ يُسْنِدْ قَوْلَهُ إِلَى أَحَدٍ مِمَّن ْيُضَافُ إِلَيْهِ هَذَا الْعِلْمُ مِنْهُمْ ، وَ لَا رَفَعَهُ إِلَى مَنْ يُحْتَجُّ بِهِ عَلَيْهِمْ " .

[5] القول الخامس :" قَالَتْ أمنا عَائِشَةُ ؛ أم المؤمنين: " بِـ عَامٍ وَنِصْفٍ فِي رَجَبٍ" .

[6] القول السادس : وَرُوِيَ عَنِ الْوَقَّاصِيِّ قَالَ : أُسْرِيَ بِهِ بَعْدَ مَبْعَثِه ِبِخَمْسِ سِنِينَ .

[7] القول السابع : قَال َابْنُ شِهَابٍ : وَذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَبِسَبْعَةِ أَعْوَامٍ .

[8] القول الثامن : في تاريخ حادثة الإسراء : ذكر اثير الدين الأندلسي في تفسيره :" وهو قول ضعيف :" وَوَقَعَ لِشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْل َأَنْ يُوحَى إِلَيْهِ ، وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُحَدِّثِينَ أَنَّ ذَلِكَ وَهْمٌ مِنْ شَرِيكٍ . وَحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ .

[9]



[(1)] العسقلاني؛ أحمد بن علي بن حجر؛ فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ الجزءالسابع؛ ص:203؛ دار الريان للتراث؛ 1407هـ .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 21 / 03 / 2020 44 : 02 PM

رد: المناسبات
 
[9] القول التاسع :
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ أَوَّلَ لَيْلَةِ جُمْعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ ، وَهِيَ لَيْلَةُ الرَّغَائِبِ الَّتِي أُحْدِثَتْ فِيهَا الصَّلَاةُ الْمَشْهُورَةُ ، وَلَا أَصْلَ لِذَلِكَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَيَنْشُدُ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ :

لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ عُرِّجَ بِالنَّبِيِّ * * لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَوَّلَ رَجَبِ

وَهَذَا الشِّعْرُ عَلَيْهِ رَكَاكَةٌ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهُ(!) اسْتِشْهَادًا لِمَنْ يَقُولُ بِهِ .

وعَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَامَ الْفِيلِ ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، وَفِيهِ بُعِثَ ، وَفِيهِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَفِيهِ هَاجَرَ وَفِيهِ مَاتَ .

قلتُ: " فِيهِ انْقِطَاعٌ .
وَقَدِ اخْتَارَهُ الْحَافِظُ عَبْدُالْغَنِيِّ بْنُ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيُّ فِي " سِيرَتِهِ " ، وَقَدْ أَوْرَدَ حَدِيثًا لَا يَصِحُّ سَنَدُهُ ، وَيُقَالُ : كَانَ فِي رَجَبٍ . أي أَنَّ الْإِسْرَاءَ كَانَ لَيْلَةَ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ .

[10] القول العاشر : وَقِيلَ : كَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَالْمُتَحَقِّقُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْدَ شَقِّ الصَّحِيفَةِ وَقَبْلَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ ،






خلاصة البحث :

أما ثبوت تعيين تاريخ الإسراء والمعراج فلم يثبت عَلَى الإطلاق أي دليل صحيح صريح في تحديد وقت الإسراء والمعراج .

القول الراجح :

كل ما نعرفه من خلال السيرة هو أن الإسراء والمعراج كَانَ قبل الهجرة، هذا هو القول الراجح، والمشهور والمستفيض أن الإسراء والمعراج كَانَ بعد موت أبي طالب عم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سنده الخارجي...

وبعد موت أمنا خديجة الكبرى؛ سنده الداخلي، وبعد أن ذهب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الطائف ورده أهلها، وهو العام الذي يسمى عام الحزن، لأن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لقي فيه الأذى الشديد والألم والتعب، فمنَّ الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عليه بهذه الآيات العظيمة، وهذه المشاهد وهذا المقام الرفيع الذي لم يصل إليه بشر، تسلية للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ-، وكانت آيات عظيمة قال الله -تعالى- :
" لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ" [النجم:18] فأراه الله -عَزَّ وَجَلَّ- آياتٍ عظيمة ففُرج عنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الهمَّ وسُرِّي عنه ، وعاد وقد استيقن بربه وبلقائه ، وأن ما يوحى إليه هو الحق أكثر من ذي قبل، وعاد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد شد العزم عَلَى أن يبلغ دعوة ربه ، وأن لا يبالي بالنَّاس مهما صدوه ، بعدما رأى ما رأى من الأَنْبِيَاء ومن الكرامة التي نالها .

و يترجح ويظهر من عموم الأدلة أنه كَانَ قبل الهجرة، وأنه كَانَ بعد أو في عام الحزن .

ولي قبل أن أختم البحث بــ أن أقول:

1.) ثبتت حادثة الإسراء بنص قرآني قطعي الثبوت قطعي الدلالة بقوله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- :" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً " [الاسراء:1]

2.) قال الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :" ثَبَتَ الْإِسْرَاءُ فِي جَمِيعِ مُصَنَّفَاتِ الْحَدِيثِ، وَرُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ فِي كُلِّ أَقْطَارِ الْإِسْلَامِ، فَهُوَ مُتَوَاتِرٌ بِهَذَا الْوَجْهِ. وَذَكَرَ النَّقَّاشُ مِمَّنْ رَوَاهُ عِشْرِينَ صَحَابِيًّا.

ثم تتبعتُ المسألة فوجدتُ قَدْ تَوَاتَرَتِ الرِّوَايَاتُ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ عَنْ :

[1] عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،
وَ
[2] عَلِيٍّ،
وَ
[3] ابْنِ مَسْعُودٍ،
وَ
[4] أَبِي ذَرٍّ،
وَ
[5] مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ،
وَ
[6] أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَ
[7] أَبِي سَعِيدٍ،
وَ
[8] ابْنِ عَبَّاسٍ،
وَ
[9] شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ،
وَ
[10] أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ،
وَ
[11] عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ،
وَ



[12] أَبِي حَبَّةَ؛
وَ
[13] أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيَّيْنِ؛



وَ


[14] عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،
وَ
[15] جَابِرٍ،
وَ
[16] حُذَيْفَةَ،
وَ
[17] بُرَيْدَةَ،
وَ
[18] أَبِي أَيُّوبَ،
وَ
[19] أَبِي أُمَامَةَ،
وَ
[20] سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ،
وَ
[21] أَبِي الْحَمْرَاءِ،
وَ
[22] صُهَيْبٍ الرُّومِيِّ،
وَ
[23] أُمِّ هَانِئٍ؛ هند بنت أبي طالب،
وَ





[24] عَائِشَةَ،
وَ
[25] أَسْمَاءَ ابْنَتَيْ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ
- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ-.
مِنْهُمْ مَنْ سَاقَهُ بِطُولِهِ، وَمِنْهُمْ مَنِ اخْتَصَرَهُ عَلَى مَا وَقَعَ فِي الْمَسَانِيدِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رِوَايَةُ بَعْضِهِمْ عَلَى شَرْطِ الصِّحَّةِ " فَحَدِيثُ الْإِسْرَاءِ أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ الزَّنَادِقَةُ وَالْمُلْحِدُونَ؛" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
[آية 8؛ سورة الصف:61].

روايات حديث الإسراء والمعراج جمعها الحافظ ابن كثير الدمشقي -رحمه الله تعالى- في كتاب التفسير عند أول الآية من سورة الإسراء :" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً " [الاسراء:1] حيث جمع الروايات في الإسراء والمعراج من المسند ومن الصحيحين ومن المسانيد الأخرى كـ أبي يعلى وروايات البيهقي و عبدالله بن أحمد بن حنبل كما في زياداته عَلَى مسند آبيه وابن جرير؛ أبوجعفر الطبري - رَحِمَهُ اللَّهُ- ذكر روايات كثيرة لكنها بسنده هو، والحافظ ابن كثير - رَحِمَهُ اللَّهُ- ذكر روايات المسند والصحيحين ثُمَّ ما في السنن والمسانيد الأخرى.



مُحَمَّدٌفخرالدين الرَّمَادِيُ مِنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

الخميس : 24 . رجب 1441 هـ ~ 19 . مارس 2020 م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 21 / 03 / 2020 52 : 02 PM

رد: المناسبات
 
تعمدتُ الكتابةَ في هذه المسألة؛ مع سابق علمي بأنه لن يتم حديثاً عنها أو احتفالا بها من السادة أهل الطرق الصوفية؛ خاصة بأن هبوط بلاء فيروس كُرونا وتعليق الأنشطة في العديد من الأماكن ومنها المساجد والتجمعات؛ ولكن قد بلغ مسمعي -أخيراً- أن البعض يريد الحديث عن الإحتفالية؛ باعتبارها احتفالية موسمية سنوية ....
فوجب عليَّ التنبيه!

شريف حمدان 21 / 03 / 2020 14 : 07 PM

رد: المناسبات
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 21 / 03 / 2020 50 : 08 PM

الطِّبُّ لُغةً !
 
الطِّبُّ لُغةً
الملاحظ بشكل واضح أن الثقافة العربية في بيئتها الأصلية حين وضعت كلمة لمعنى ما في ذهن العربي قد غطت عدة نواح للفظة الواحدة؛ فصارت لُغة قادرة على التعبير مما اكتسبها القدرة على التأثير والتوسع والانتشار؛ وحين تم اختيارها اللغة الوحيدة لما نزل كتاب السماء - العهد الحديث- الآخير بألفاظها وصيغها وطريقة تراكيبها ازدادت قوة بجوار قوتها الأصلية وتمكنت من البقاء ... بيد أن ناطقيها في بعص المناطق خانوها فآثروا عليه اللغة الدارجة فصار العربي بحكم مولده أعجمي بنطق لسانه؛ بيد أنه هبت رياح التغيير فتجد أن هناك عودة حميدة للغة القرآن نطقا وتحدثا وكتابة ومراسلة... ولعل الهم الشاغل منذ مطل هذا العام فيروس " الكُرونا" التاجي؛ فقد رأيتُ أن أبحث في بطون التراث العربي عن مسألة الطب والتداوي والعلاج.. فخرج من تحت يدي هذا البحث...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 21 / 03 / 2020 37 : 09 PM

« طَبَّ » !
 
فالبحث هنا وضع كلمة: « طَبَّ » في لغة العرب الأقحاح؛ وهذا يلفت الانتباه أن التراجع عند العرب أو المسلمين عن صدارة الدول المتقدمة علمياً ليس فقط في مجال التكنولوجيا والمختبرات والتقدم العلمي بل وأيضا تراجع حاد في لغة القوم الأم...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 24 / 03 / 2020 21 : 12 PM

الداء .. الابتلاء .. الدواء..!
 
مسألة الداء ؛ وما يصيب الإنسان من مرض وما يلحقه من وجع؛ أو سقم.. قد يطول إلى أزمان وقد يكون مجرد ساعة من الزمان؛ كـ صداع ؛ أو ألم أسنان أو ماشابه ذلك .. ومسألة الابتلاء ... والحاجة الماسة لوجود دواء يخفف الآلام وينهي الأوجاع .. ويصبرنا على الابتلاء والعناية في مصحات أو مستشفيات بين أيدي ملآئكة الرحمة من البشر ؛ أو ما نسميهم أهل الطب والتمريض ومعالجة الجراحات؛ وفريق المساعدين مِن مَن يعمل في أقسام المعامل والفحوصات ومَن يعبأ الدواء مِن الصيادلة
**
أيضاً مسألة الإبتلاء ؛ أو ما يفرح الإنسان أو يسعده .. أو يبهجه أو يغضبه أو يحزنه .. من المسائل التي شغلت أذهان الناس سواء العامة أو العلماء في كافة التخصصات..








:" فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَن "
[الفجر:15]


:" وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن "
[الفجر:16]







ففي الحالتين هناك ابتلاء : إما بالإكرام والإنعام .. وإما بضيق الرزق والحالة النفسية أو المزاجية أو البدنية أو الروحية أي بصفة عامة : حياة الإنسان بجميع جوانبها الحلوة منها والمرة.. والصعبة منها والميسرة السهلة ، تكون مما قضاه الله -تعالىظ° ذكره- ، وابرمه في اللوح المحفوظ، وكتبه علىظ° الإنسان لحظة أن خُلق... وهذه المسألة تحتاج إلى إدراك وفهم وفقه.. وهذه دائرة لا يسيطر عليها الإنسان .. وفي المقابل هناك قدرة الإنسان-وهي الدائرة التي يسيطر هو عليها- بقواه العقلية وقدراته النفسية في أن يغيّر واقعه إلى الأحسن والأفضل فيبنى مستقبله الدنيوي والآخروي بيده وتلك القدرات النفسية والقوى العقلية...
**
وقد تتدخل يد الإنسان في وجعه وتزيد من ألمه كـ عادة التدخين لأزمنة، أو تعاطي مخدرات: أو شرب ما حرمه -سبحانه وتعالىظ°- ؛ أو إلإستمرار على عادة سيئة بعينها، أو زيادة جرعات أو كميات مما أحله له لا يحتاجها جسد الإنسان بالفعل ..




وقد تتدخل قدرات الإنسان العقلية ومدى إدراكه للحياة ودوره فيها فتغيب عنه مسألة الإيمان الجازم بوجود خالق محي رازق قادر بيده الخير وهو -سبحانه - على كل شيء قدير... وهذه أزمة آخرى بجوار أزمة ضيق الرزق أو وجع الألم...
وقد نبهني أحد اساتذتي الكرام الفضلاء أن علماء الغرب في مجالاتهم العلمية قمة في الذكاء والفهم والتقدم والرقي... فإذا ما حان وقت الصلاة تجده يعتقد بأن الإله له ولد -وهو بشر يأكل الطعام ويشرب الماء- كما يعتقد أنه يوجد أم لهذا الإله؛ حملت به ووضعته فأخرجته من نفس مخرج بقية البشر.. ويعتقد أن ابن الإله تمكن منه بعض البشر فصُلب على الخشب وقُتل بايدي البشر؛ فيتناول من راعي كنيسته قطعة خبز فتتحول في معدته إلى أن تكون جسد الرب المسيح ؛ ويتجرع قطرات من نبيذ العنب معتقدا بأنه دم الرب المسيح... ويكمل استاذي وهذا هو التناقض الشديد بين عقلية علمية وبين عقلية ونفسية تؤمن بما لا يستطيع أحد أن يثبته ناهيك أن يرى صحته...
**
إذاً نحن أمام قضية من قضايا الإيمان وهي قضية القضاء والقدر ؛ فيما يصيبنا أو كتب علينا أو لنا...وهذه القضية يجب الإيمان بها إيماناً جازماً ... لا يتطرق إليها شك أو إرتياب ..
**
مسألة المرض والوجع والألم والسقم والصحة والعافية : حالات رافقت الإنسان وترافقه منذ وجوده في الحياة الدنيا؛ وفي كل العصور قامت نخبة من العلماء وأهل صنعة التداوي وتحضير الدواء بإيجاد ما يصلح بدن الإنسان .. وهذه الجزئية تحتاج إلى أعادة نظر واضواء تلقى عليها من الهدي النبوي الشريف-على صاحبه الصلاة والسلام؛ ووجدت وصفات شعبية كتجارب بشرية؛ ووجد في المكتبة الإسلامية كتب تتحدث عن الطب النبوي؛ وفي العصر الحديث ترقىظ° الإنسان في العلوم والمعارف فـ وجدت معامل لتصنيع أدوية ولقاحات وتركيبات للحفاظ علىظ° البنية الجسمانية للإنسان فهي قوام وجوده؛ ووجد ما يسمىظ° بالطب البديل؛ ونمارس الطب الصيني أو العربي القديم ... بعد أن وجدت أعراض جانبية لما يتناوله الإنسان من مواد مصنعة كيماويا..

وهذا جانب استحوذ على اهتمامات الناس بقدر كبير ... أما الجانب المكمل فهو مسألة العقدة العقدية أو الإيمان وهذه قد تراجعت في عصر العلم المادي وغابت حين اهتم الإنسان بصفة عامة بجانب الجسد والبدن على جانب الروح والنفس والقلب والهدوء النفسي والطمأنينة القلبية والسكينة النفسية... وتراجع دور العلماء -ورثة الأنبياء- فاكتفوا بالوعظ بكلمات جوفاء والإرشاد بإلفاظ فارغة المضمون وهذا ما ترتب عليه وجود هذا الخواء في البنية الأصلية للإنسان باعتباره جسد وروح ... بدن ونفس .. فلا يكفي أن يعيش الإنسان ببعض قطع من خبز أو قطرات ماء... فالمسألة هي الإشباع البدني يجاوره الإشباع النفسي...
**
البحث عن حياة صحية كاملة صحيحة مسألة متعلقة في حقيقة الأمر بقوام الإنسان؛ وطريقة حياته؛ وكيفية قضاء يومه وكيف ينهي ليله ووجود قدر كاف من المعلومات التي يحتاجها في حياته في كافة المجالات .... والغذاء البدني والغذاء الروحي..
**
فنحن نتحدث عن عقل؛ ونفس، نتحدث عن روح؛ وبدن، ولكل منهما غذاءه ؛ ولا ينبغي ولا يصح أن نغلب أحدهما على الآخر... أو نهمل احدهما على حساب الآخر.. نحن نتكلم عن أجهزة حيوية رئيسة داخل الجسم البشري وأعضاء لها وظائف تحتاج لما يقويها للقيام بدورها المنوط بها..
**
اسعى أن نصل معاً لحالة من التوازن الصحيح الصحي بين متطلبات الروح واشباعاتها وقدرات البدن ورغباته واشباعاته... إذ هذه الصفحات قراءات ومراجعات في مسألة الصحة النفسية؛ العقلية، الروحية ؛ والبدنية .. والمناخ : البيئة ؛ الجو الإجتماعي والثقافي والتربوي والتعليمي؛ بل الجانب الترفيهي والرياضي لهذا الكائن : الإنسان كي يحيا سعيداً بما قدره الله -تعالىظ° ذكره- له .



For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط