![]() |
الطِّبُّ عندَ الْعَربِ لُغةً ! الطِّبُّ عندَ الْعَربِ لُغةً ! الملاحظ بشكل واضح أن العربي حين أراد أن يوجد لُغة التخاطب مع الآخر في بيئتها الأصلية وسعىٰ لوضع كلمة لمعنىٰ ما في ذهن العربي الأول تراها قد غطت عدة نواح للفظة الواحدة؛ فتستخدم لعدة معان ويتولد من الجذر العربي العديد من الإستخدامات؛ فــ"كتب" يتولد منها : كتاب ؛ مكتوب ، كاتب ، مكتب : مكتبة ... فصارت لُغة قادرة علىٰ التعبير في شتىٰ مناح الحياة مما اكسبها القدرة على التأثير عند السامع والتوسع في مفراداتها والانتشار في العالم؛ وحين تم اختيارها اللُغة الوحيدة التي نزل كتاب السماء - العهد الحديث - الآخير بألفاظها وصيغها وطريقة تراكيبها ازدادت قوة بجوار قوتها الأصلية وتمكنت مِن البقاء ... فصار طفل السادسة من عمره حين ينتهي من حفظ كتاب رب العالمين القرآن الكريم والذكر الحكيم صار يملك أكثر من [ ٥٠٠٠٠ ] مفردة لُغوية ؛ وفي المقابل الطفل الآخر في نفس عمره بغض النظر ما هي لُغته الأم والذي سيذهب إلى المدرسة لا يملك أكثر من [ ٣٠٠٠ ] مفردة لُغوية؛ الطفل المصري حرم من كُتّاب تحفيظ القرآن ويذهب للمدرسة في السادسة من عمره ومفردات لغته ضئيلة والطفل الصيني يذهب إلى المدرسة في الخامسة من عمره؛ والطفل الألماني يذهب في السادسة من عمره والطفل في دولة مجاورة للنمسا يذهب في السابعة من عمره... واللغة العربية بسبب تجاهل أهلها في بعض المناطق خانوها فآثروا عليه اللُغة الدارجة المحلية أو اللغة الأجنبية الوافدة فصار العربي بحكم مولده أعجمي بنطق لسانه؛ بيد أنه هبت رياح التغيير فتجد أن هناك عودة حميدة للغة القرآن الكريم نطقا وتحدثا وكتابة ومراسلة... ولعل الهم الشاغل منذ مطلع هذا العام هو الحديث عن فيروس <الكورونا> التاجي؛ فقد رأيتُ أن أبحث في بطون كتب التراث العربي عن مسألة الطب والتداوي والعلاج.. فخرج مِن تحت يدي هذا البحث... فالبحث هنا عن وضع كلمة: « طَبَّ » في لغة العرب الأقحاح؛ وهذا يلفت الانتباه أن التراجع عند العرب أو المسلمين عن صدارة الدول المتقدمة علمياً ليس فقط في مجال التكنولوجيا والمختبرات والتقدم العلمي بل وأيضا تراجع حاد في لغة القوم الأم... فلنبدأ البحث: الطَّاءُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ : - أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَىٰ عِلْمٍ بِالشَّيْءِ وَمَهَارَةٍ فِيهِ . وَ - الْآخَرُ عَلَىٰ امْتِدَادٍ فِي الشَّيْءِ وَاسْتِطَالَةٍ. [([1])] وما يهمني في هذا البحث الأصل الأول ؛ فَــ الطِّبُّ : < هُوَ الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ > . يُقَالُ : رَجُلٌ طَبٌّ وَطَبِيبٌ ، أَيْ < عَالِمٌ حَاذِقٌ > [([2])] . إذاً الطِّبُّ وَالطَّبِيبُ : تعني لغةً < الْحَاذِقُ مِنَ الرِّجَالِ ؛ الْمَاهِرُ بِعِلْمِهِ > [([3])] ... يقَال : فُلاَنٌ طَبٌّ بِكَذَا أَي < عَالِمٌ بِهِ > [([4])] فَـــ كُلُّ حَاذِقٍ بِعَمَلِهِ : طَبِيبٌ عِنْدَ الْعَرَبِ . وَرَجُلُ طَبٌّ ، بِالْفَتْحِ ، أَيْ عَالِمٌ . [([5])]". أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ غِرَاسَةِ نَخْلٍ : جَاءَتْ عَلَى غَرْسِ طَبِيبٍ مَاهِرٍ [([6])] وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ اشْتِقَاقَ الطَّبِيبِ مِنْهُ ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ . [([7])]. * . ] : " طبَّب المريضَ: طبّه، أي عالجه وداواه[([8])]". * . ] " وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ: « بَلَغَنِي أَنَّكَ جُعِلْتَ طَبِيبًا ». فــ الطَّبِيبُ فِي الْأَصْلِ : الْحَاذِقُ بِالْأُمُورِ ، الْعَارِفُ بِهَا ، وَبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالِجُ الْمَرْضَى ، وَكُنِّيَ بِهِ هَاهُنَا عَنِ : « الْقَضَاءِ وَالْحُكْمِ »بَيْنَ الْخُصُومِ ، لِأَنَّ مَنْزِلَةَ الْقَاضِي مِنَ الْخُصُومِ ، بِمَنْزِلَةِ الطَّبِيبِ مِنْ إِصْلَاحِ الْبَدَنِ . [([9])] ". وَأَصْلُ الطِّبِّ : الْحِذْقُ بِالْأَشْيَاءِ وَالْمَهَارَةُ بِهَا ؛ يُقَالُ : رَجُلٌ طَبٌّ وَطَبِيبٌ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ عِلَاجِ الْمَرَضِ ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ: إِنْ تُغْدِفِي دُونِي الْقِنَاعَ ، فَإِنَّنِي ** طَبٌّ بِأَخْذِ الْفَارِسِ الْمُسْتَلْئِمِ وَقَالَ عَلْقَمَةُ: فَإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي * بَصِيرٌ بِأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ فِي حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ: وَوَصَفَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: « كَانَ كَالْجَمَلِ الطَّبِّ » ، يَعْنِي الْحَاذِقَ بِالضِّرَابِ. وَمعناه هو الذي يَعْرِفُ نَقْصَ الْوَلَدِ فِي الرَّحِمِ ، وَيَكْرُفُ ثُمَّ يَعُودُ وَيَضْرِبُ . وَيُقَالُ لِلَّذِي يَتَعَهَّدُ مَوْضِعَ خُفِّهِ أَيْنَ يَطَأُ بِهِ طَبٌّ أَيْضًا [([10])] . وَقِيلَ الطَّبُّ مِنَ الْإِبِلِ الَّذِي لَا يَضَعُ خُفَّهُ إِلَّا حَيْثُ يُبْصِرُ ، فَاسْتَعَارَ أَحَدَ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ لِأَفْعَالِهِ وَخِلَالِهِ [([11])]. * . ] : ومن المجَازِ [([12])].: الطِّبُّ وَالطُّبُّ : بمعنىٰ السِّحْرُ ؛ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: طُبَّ أَيْ سُحِرَ ؛ قَالَ ابْنُ الْأَسْلَتِ: أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّي ** أَطُبٌّ ، كَانَ دَاؤُكَ ، أَمْ جُنُونُ ؟ وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهِ: أَسِحْرٌ كَانَ طِبُّكَ ؟ وهنا معنى جديد... وَقَدْ طُبَّ الرَّجُلُ . وَالْمَطْبُوبُ : الْمَسْحُورُ . قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنَّمَا سُمِّيَ السِّحْرُ طِبًّا عَلَىٰ التَّفَاؤُلِ بِالْبُرْءِ [([13])]. كَمَا كَنَوْا عَنِ اللَّدِيغِ ، فَقَالُوا: « سَلِيمٌ » ،وَعَنِ الْمَفَازَةِ ، وَهِيَ مَهْلَكَةٌ ، فَقَالُوا: « مَفَازَةٌ » ، تَفَاؤُلًا بِالْفَوْزِ وَالسَّلَامَةِ [([14])] .لذا يَرىٰ أَبُو عُبَيْد أَنه إِنَّمَا قِيلَ لَهُ مَطْبُوبٌ ؛ لأَنَّه كَنىٰ بالطّب عن السَّحْر [([15])] ومن هنا جاء المجاز. وَلِذَلِكَ سُمِّيَ السِّحْرُ طِبًّا ؛ يُقَالُ : مَطْبُوبٌ ، أَيْ مَسْحُورٌ . قَالَ : فَإِنْ كُنْتَ مَطْبُوبًا فَلَا زِلْتَ هَكَذَا * وَإِنْ كُنْتَ مَسْحُورًا فَلَا بَرَأَ السِّحْرُ[([16])] قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ الْحِذْقُ **.] المهم عندي > الطِّبُّ < من حيث اللغة : فـ " الطِّبُّ : عِلَاجُ الْجِسْمِ وَالنَّفْسِ[([17])] [([18])]. وقال ابْنُ السِّكِّيتِ: « إِنْ كُنْتَ ذَا طِبٍّ ، فَطِبَّ لِنَفْسِكَ » ...أَيِ ابْدَأْ أَوَّلًا بِإِصْلَاحِ نَفْسِكَ[([19])] . لذا يقال: « أيها الطبيبُ طَبِّبْ نفسَك »: يُضرب لمن يعظ غيره وينسىٰ نفسه... ومنه: « ذِكْرٌ يُطبِّب القلوبَ القاسية »[([20])]. و * . ] :" الْكِلَابِيُّ يَقُولُ: « اعْمَلْ فِي هَذَا عَمَلَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ » . فقال الْأَحْمَرُ: " مِنْ أَمْثَالِهِمْ فِي التَّنَوُّقِ فِي الْحَاجَةِ وَتَحْسِينِهَا:« اصْنَعْهُ صَنْعَةَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ »."؛ أَيْ صَنْعَةَ حَاذِقٍ لِمَنْ يُحِبُّهُ . [([21])] . * . ] جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَأَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ : ".إِنْ أَذِنْتَ لِي عَالَجْتُهَا فَإِنِّي طَبِيبٌ " ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا »؛مَعْنَاهُ : الْعَالِمُ بِهَا خَالِقُهَا الَّذِي خَلَقَهَا لَا أَنْتَ . [([22])]. بيان هذه المسألة : * . ] :" يوصف الله -عزَّ وجلَّ- بأنه (الطَّبِيب)، وهذا ثابت بالحديث الصحيح. ودليلنا: 1. ] حديث أبي رمثة -رضي الله عنه- أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: " أرني هذا الذي بظهرك؛ فإني رجل طبيب". قال -ﷺ-: « الله الطَّبِيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها » [([23])](2). 2 . ] حــديث عائشة -رضي الله عنها-: قـالت: " ثم مرض رسول الله -صـلى الله عليه وسلم- فوضعت يدي علىٰ صدره ... فقلت: " اذهب البأس، رب الناس، أنت الطَّبِيب، وأنت الشافي"، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « الحقني بالرفيق الأعلىٰ... والحقني بالرفيق الأعلىٰ » [([24])](. *.] :" وقال الأزهري بعد أن أورد حديث أبي رمثة -رضي الله عنه-: « طبيبها الذي خلقها » : معناه: " العالم بها خالقها الذي خلقها لا أنت" [([25])]. وقـال شمس الدين الحق أبادي: « الله الطَّبِيب، بل أنت رجل رفيق » ؛ أي: " أنت ترفق بالمريض، وتتلطفه، والله هو يبرئه ويعافيه ". [([26])]). واتماماً لبحث المسألة؛ ولكي يطمئن القلب فتهدأ النفس فنكمل القول :" أما تسمية الله تعالى باسم الطبيب على وجه الإطلاق دون تقييد فلا، وعلى هذا درج البيهقي والمناوي وغيرهما. وبناء على ذلك نقول: الطبيب صفة من صفات الله –تعالى- وليست اسماً، قال البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات): فأما الطبيب فهو العالم بحقيقة الداء والدواء والقادر على الصحة والشفاء، وليس بهذه الصفة إلا الخالق البارئ المصور، فلا ينبغي أن يُسمى بهذا الاسم أحد سواه، فأما صفة تسمية الله جل ثناؤه فهي: أن يذكر ذلك في حال الاستشفاء، مثل أن يقال: اللهم إنك أنت المُصح والممرض والمداوي والطبيب ونحو ذلك، فأما أن يقال: يا طبيب كما يقال: يا رحيم أو يا حليم أو يا كريم، فإن ذلك مفارقة لآداب الدعاء. والله أعلم.... وقال المناوي في (فيض القدير): لكن تسمية الله الطبيب إذا ذكره في حالة الاستشفاء نحو أنت المداوي أنت الطبيب سائغ، ولا يقال يا طبيب، كما يقال يا حكيم؛ لأن إطلاقه عليه متوقف على توقيف. انتهى. ويستفاد من كلام المناوي أنه ذكر العلة في عدم إطلاق اسم الطبيب على الله تعالى لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فلا يثبت شيء منها لله تعالى إلا بالدليل. والله أعلم. هذا ما تيسر نقله في هذه المسألة، يراجع : - كتاب (أسماء الله الحسنى) لـ عبدالله بن صالح بن عبدالعزيز الغصن، و - كتاب (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى) للقرطبي... - ويوجد كتاب ثالث لا أذكر اسمه أو مؤلفه الأن ... والله أعلم ". ونتساءل :" هل مِن أسماء الله اسم < الطبيب>؟ قد ثبت في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصف الله -تعالى- بالطبيب في عدة أحاديث، منها: حديث أبي رَمْثة رضي الله عنه، وفيه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "أَرِني هذا الذي بظهرك، فإنِّي رجلٌ طبيبٌ "، قال: « اللهُ الطبيبُ، بل أنت رجلٌ رَفِيقٌ، طبيبُها الذي خلقَها ». ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ شرح : " كان أبو رمثة طبيبًا، فرأى خاتم النبوة ظاهرًا ناتئًا بين كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فظنه سلعة تولدت من الفضلات أو مرضًا جلديًّا، فطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعالجه، فرد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كلامه بأن «الله الطبيب» أي: هو المداوي الحقيقي بالدواء الشافي من الداء «بل أنت رجل رفيق» ترفق بالمريض وتتلطف به، وذلك لأن الطبيب هو العالم بحقيقة الدواء والداء، والقادر على الصحة والشفاء، وليس ذلك إلا الله.". يفهم من هذا :" أن : 1: خاتم النبوة كان ظاهرًا بين كتفي النبي -صلى الله عليه وسلم-. 2: جواز إطلاق «الطبيب» عليه –سبحانه وتعالىٰ-.". ومن المجاز[([27])] :" الطِّبُّ : بمعنى الرِّفْقُ . وَالطَّبِيبُ : الرَّفِيقُ [([28])].؛ وتحقيق هذه المسألة : " من اسماء الله تعالىٰ الحسنى[([29])]:" - الرِّفق : من الصفات الفعلية الخبريَّة الثابتة لله -عزَّ وجلَّ-، و (الرفيق) اسم من أسمائه تعالىٰ. ودليلنا: 1 . ] حديث عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: « يا عائشة! إنَّ الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله… » [([30])]2). 2 . ] حديث عائشة -رضي الله عنها- مرفوعاً: « اللهم مَن ولي من أمر أمتي شيئاً، فَشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم، فارفق به » [([31])]). قال أبو يعلى الفراء: " اعلم أنه غير ممتنع وصفه بالرفق لأنه ليس في ذلك ما يحيل على صفاته، وذلك أنَّ الرفق هو الإحسان والإنعام وهو موصوف بذلك لما فيها من المدح، ولأن ذلك إجماع الأمة" [([32])]). وقال ابن القيم: (وهُوَ الرَّفِيقُ يُحبُّ أهلَ الرِّفْقِ بَلْ * يُعطيهمُ بالرِّفقِ فَوْق أمَانِي) [([33])] قال الهرَّاس شارحاً هذا البيت: " ومن أسمائه (الرفيق)، وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها، وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال " اهـ. وقال الأزهري: " قال الليث: الرفق: لين الجانب، ولطافة الفعل، وصاحبه رفيق " [([34])]6). ". [([35])]. *.] :" قيل : ومنه فَحْلٌ طَبٌ أَي رَفِيقٌ بالفَحْلَة لا يَضُرُّ الطَّرُوقَة كَمَا في الأَسَاسِ[([36])] ". نَقَلَ أَهْلُ اللُّغَةِ أَنَّ الطِّبَّ بِالْكَسْرِ يُقَالُ بِالِاشْتِرَاكِ لِلْمُدَاوِي وَلِلتَّدَاوِي وَلِلدَّاءِ أَيْضًا فَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ ، وَيُقَالُ أَيْضًا لِلرِّفْقِ وَالسِّحْرِ ، وَيُقَالُ لِلشَّهْوَةِ وَلِطَرَائِقَ تُرَى فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ وَلِلْحِذْقِ بِالشَّيْءِ ، وَالطَّبِيبُ الْحَاذِقُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، وَخُصَّ بِهِ الْمُعَالِجُ عُرْفًا ، وَالْجَمْعُ فِي الْقِلَّةِ أَطِبَّةٌ وَفِي الْكَثْرَةِ أَطِبَّاءٌ [([37])]. المُتَطَبِّبُ : مُتَعَاطِي عِلْمِ الطِّبِّ وقَد تَطَبَّبَ[([38])] . فالطَّبِيبُ العالِم بالطب وجمع القلة أطِبَّةٌ والكثرة أطِبَّاءُ تقول منه طَبِبْتَ يا رجل بالكسر طِبّاً أي صرت طبيبا و المُتَطَبِّبُ الذي يتعاطى علم الطب[([39])]: قَالُوا : تَطَبَّبَ لَهُ : سَأَل لَهُ الأَطِبَّاءَ[([40])] . هُو يَسْتَطِبُّ لِوَجَعِه أَي يَسْتَوْصِفُ الدَّوَاءَ أَيَّهَا يَصْلُح لِدَائِهِ[([41])] . أقول : والعلم عند الله تعالىٰ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّىٰ الله علىٰ نبيِّنا محمَّدٍ وعلىٰ آله وصحبه وإخوانه إلىٰ يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ [1] الجزء الأول : كان تحت عنوان عريض " تاج فوق الصدور"... وهو: فيروس «التاج» الترجمة مِن الأصل اللاتيني لفيروس كُرُونا؛ وقصد الكاتب أنه هم فوق الصدور وليس تاج الملك فوق الرأس؛ فهو فيروس «التاج»: هم ثقيل من الناحية الإقتصادية والتعليمية والطبية والصحة وكافة نواحي الحياة سواء للدولة بأجهزتها أو الأفراد والشركات . [2] الجزء الثاني: اسم البحث « الطب عند العرب... لغةً » سلسلة بحوث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة » سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء « مُحَمَّدٌفخرُالدين الرَّمَادِيُ مِن الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ Dr. MUHAMMAD ELRAMADY الأربعاء : 1 . شعبان 1441 هـ ~ 25 . مارس 2020 م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) |
الطِّبُّ عندَ الْعَربِ... فقهً الطِّبُّ عندَ الْعَربِ... فقهً تمهيد ومدخل للموضوع : مقلق ما صرح به يوم الإثنين - 30 مارس المنصرم - مستشار النمسا بأن الحياة لن تكون طبيعية طالما لا نستطيع أن نوجد لقاح - مصل - أو دواء لفيروس الكُرُونا... ردا على سؤال متعلق بالتعليم والدراسة في المدارس والجامعات ... وقريبٌ منه ما يقوله رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في لقاءه الإسبوعي - أمس الثلاثاء- ... ومفزع - حقاً - أن تصرح الدوائر الطبية المتخصصة في كل من الصين وأمريكا وفرنسا وألمانيا بأنه أمامنا ما يقرب مِن ثمانية عشر شهراٍ حتىٰ نطمئن لوجود دواء نتمكن به مِن معالجة حالات الإصابة في المستشفيات... أو يُنْتَج لقاح - مصل؛ تطعيم - ضد الفيروس نستطيع شراءه مِن الصيدلية ... وبناءً علىٰ ما يقوله رجال السياسة في العالم المتحضر(!) وصناع القرار في العالم أجمع وما يتخذونه مِن تدابير احترازية؛ واجراءات صحية لشعوبهم ويجاورهم رجال العلم - تنذل - فتنحني البشرية أمام سطوة فيروس لا يعرف الحدود ولا ينتبه لوجود ضعفاء من كبار السن؛ ولا مَن هم في شرخ الشباب وزهرته يرغبون في مستقبل باهر... ويقف العلم في الغرب بما يملك اليوم مِن أجهزة متقدمة تكنولوجياً -نسبياً ؛ مقارنة لما سبق مِن أوبئة- وخبرات مكتسبة متراكمة... يقف العالم أجمع مكتوف الأيدي... وبما أن جائحة فيروس كُورنا التاجي لا يفرق بين إنسان شرقي -الصين ومجموعة النمور الأسيوية- متقدم اقتصاديا تكنولوجيا أو بين آخر غربي متقدم علميا تكنولوجيا اقتصاديا؛ وبغض النظر الأن عن منشأة الوباء أو كيفية إنتقاله مِن حيوان لا يؤثر فيه فيمرضه إلى إنسان فإذا ضعف جهاز المناعة عنده يفتك به فيقتله... يتبقى أمامهما بقية العالم ... فتقف في منطقة ذات ظلال باهتة :" مجموعات " أو " شعوب " أو " طوائف " أو " فرق " ... يتساءل المرء عن دورها في هذا المناخ العام وتلك البيئة الجديدة أو ما يجب أن تقوم به إزاء هذه الجائحة لتشارك الآخرين لتقوم بتقديم خدمة للإنسانية على وجه العموم بغض النظر عن الجانب العقائدي عند الآخر أو المبدئي أو كيفية ممارسة الحياة في نهار اليوم لإفاده نفسه أو اسرته أو مجتمعه أو الناس؛ وكيف يقضي ليله سواء أكان عابدا ناسكا مقيم الليل في محرابه أو في حانة رقص ولهو يحتسي الخمر ويعاقر الراح... هذه " المجموعات "(!) أو " الشعوب " (!) ... أطلق عليها تلطفاً < النامية > سواء قُصد دول بوزاراتها السيادية أو الخدمية أو تلك الشعوب بحكامها بعيدا عن المصطلح سئ السمعة < شعوب العالم الثالث > ... هذه " المجموعات " أو " الشعوب " هي تستهلك ما تنتجه الصين - حتى ما يحمله المعتمر والحاج منالأراضي المقدسة لذويهم - أو ما يرسله الغرب مِن مصنوعات موادها الخام من المنطقة العربية؛ مع الوضوح التام لما يوجد لديها -المنطقة العربية- وعندها من كنوز في باطن أراضيها وما تملكه من ثروة حيوانية ومقدرة زراعية فائقة باعتبارها سلة العالم الغذائية؛ لكنها لا تقوم بدور فاعل في السياسة العالمية ولا تمارس دورها كبقية الشعوب في إفادة نفسها أو استنفاع غيرها؛ ومن الدجل السياسي الحديث هنا عن مؤامرة تحاك ضد تلك الدول بأجهزتها ومؤسساتها... ويندرج ضمن هذه المجموعات والشعوب فترى بوضوح المنطقة العربية بكل ما عندها من خيرات مادية في باطن الأرض أو البحار والأنهار وفوق اراضيها ترى الخصوبة العالية للمنتجات الزراعية والحيوانية وارتفاع نسبة الشباب وعدد السكان[(1)]... كما ترى بوضوح المناطق التي يقطنها سكان ينتمون إلى < دين > الإسلام[(2)] وفق التقسيم العالمي لديانات البشر... والمحصلة ترى بوضوح تام تراجع حاد ومستمر في القدرات الذاتية وأخفاقات متتالية في مجالات عدة مع وجود منظمات إقليمية -جامعة الدول العربية(تضم 22 دولة)؛ منظمة التعاون الخليجي(تضم 6؛ قابلة لزيادة)- أو منظمات عالمية -منظمة التعاون الإسلامي(تضم أكثر من 57 دولة)... وبإنتهاء أزمة وباء كورونا ينبغي على تلك الدول والمنظمات إستعادة دورها الضائع في العالم ومن الأن يجب أن يتم تحضير دور ريادي محوري في سياسة العالم؛ وإعادة النظر في السياسة العامة عالميا ... والخاصة داخليا وفيما بينها ... في 20 مارس المنصرم نشرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» مقالاً لــ«يوفال نوح هراري»، بعنوان: «العالم بعد فيروس كورونا» ذكر فيه أن عُقدة العُقد تدور حول مَن يقود التعاون الدولي لمواجهة الأزمة العالمية « ففي الأزمات العالمية السابقة -مثل الأزمة المالية عام 2008، ووباء إيبولا 2014- تولت الولايات المتحدة دور القائد العالمي. لكن الإدارة الأميركية الحالية تخلّت عن منصب القائد. لقد أوضحت أنها تهتم بعظمة أميركا أكثر من اهتمامها بمستقبل البشرية. وإذا لم يتم ملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة من قِبل دول أخرى، فلن يكون مِن الأصعب بكثير إيقاف الوباء الحالي فحسب، بل سيستمر إرثه في تسميم العلاقات الدولية لسنوات قادمة». المعضلة هنا أنه عندما يكون الحديث عن دول أخرى لقيادة العالم، فإنَّ الذهن يذهب فوراً إلى الصين وتجربتها في مقاومة الوباء والتي لم تقصّر في نشرها على العالم بتقديم المساعدات والمعرفة والخبرة والاستخدام المتقدم لتكنولوجيات الثورة العلمية الرابعة. ولكن الانتقال من قيادة إلى قيادة أخرى في المجتمع الدولي لم يحدث تاريخياً من دون حرب عظمى أو حروب ممتدة؛ والأهم من دون إرادة من الدولة الصاعدة ذاتها لكي تقوم بهذه المهمة. في العام الماضي أعاد غراهام أليسون، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، الذهن إلى ما سماها «عُقدة ثوسيديدس» وهو الفيلسوف الإغريقي الذي كتب عن «حرب البلوبنيز» التي جرت قبل الميلاد بين أثينا وإسبرطة؛ ورغم أن هذه الأخيرة كانت هي التي بدأت الحرب، وانتصرت فيها، فإن ما رآه ثوسيديدس كان أن سبب الحرب ارتفاع قوة أثينا، فلم يكن هناك بُدٌّ من شن الحرب عليها. ترجمة هذا المثال التاريخي على عالم اليوم هو أن صعود قوة الصين، والآن ترشيحها للقيادة في العالم في زمن «كوفيد - 19» يبدو كما لو كان طريقاً آخر إلى جهنم. وربما كان ذلك أحد عيوب الأمثلة التاريخية، فلا أميركا هي أثينا، ولا الصين هي إسبرطة، ولا الزمن زمن الإغريق، إنه القرن الحادي والعشرون. ".[(3)] . و من هنا تبدأ الفرصة الذهبية سواء للأمة العربية بما تملك من ثروات مادية وبشرية أو ما كان يسمى بــ" الأمة الإسلامية " ... -*-* ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ [(1)] بلغ مجموع سكان العالم العربي عام 2017م :" 359 " مليون نسمة، بيد أنه في المنتدي العربي الخامس لاستخدام الطاقة النووية؛ الذي عُقد في القاهرة بتاريخ : 2-4 / ديسمبر / 2019م؛ قال د. سالم الحامدي ؛ رئيس الهيئة العربية للطاقة الذرية : " أن عدد سكان الدول العربية :" 400 " مليون نسمة يعيشون علىٰ 4% من مساحة الدول العربية مجتمعه. وأضاف خلال كلمته في افتتاح المنتدي العربي الخامس لاستخدام الطاقة النووية أنه يتوقع أن يصل عدد السكان الى 646 مليون نسمة خلال 2050 ". [(2)] :" يُقدر عدد المسلمين في العالم بحوالي 1.8 مليار مسلم، وذلك وفقاً لدراسة أجريت في الواحد والعشرين من شهر يناير لعام 2017م، ". وفقا لما أصدرته : :"Huda (18-6-2017), "World's Muslim Population" Retrieved 1-8-2018. Edited." *:" يبلغُ عددُ الدول الإسلاميّة أكثرَ من خمسين دولة، حيث يعيش حوالي 62% من المسلمين في آسيا، و يعيش 20% من المسلمين في الدول العربيّة، و يعيش 3.2% من المسلمين في أوروبا، وحسْب إحصائيّات عام 2007م التي أحصيتْ من قبل مؤسّسة " كارنيغي " للسلام الدَّوْليّ، كانت الديانة الإسلامية من أكثر الديانات انتشاراً في العالم، حيث بلغت نسبة انتشارها 1.84%، وقد قال المونسنيور فيتوريو فورمينتي لصحيفة الفاتيكان في مقابلةٍ: " لأوّل مرة في التاريخ يتعدّى الإسلام الكاثوليكيّة ويكون أكبر ديانة في العالم". عدد المسلمين في العالم: حسْبَ إحصائيّاتِ عام 2011م الذي أحصي من قبل إدارة منتدى < بيو > للدينِ والحياة العامّة يبلغُ عددُ المسلمين في العالم 1,619,314,000 مليار نسمة، وهم مقسمّون على القارّات الآتية: اسم القارة عدد سكّانها حسْبَ إحصائيّات عام 2011م عدد السكان المسلمين من مجموع سكانها حسْب إحصائيات عام 2011م قارة أوقيانوسيا 35,799,477 مليون نسمة 475,708 ألف نسمة قارة أمريكا الشماليّة وقارة أمريكا الجنوبيّة 939,510,388 مليون نسمة 9,704,062 مليون نسمة قارة أوروبا 734,602,633 مليون نسمة 49,545,462 مليون نسمة قارة أفريقيا 1,031,761,881 مليار نسمة 447,042,815 مليون نسمة قارة آسيا 4,184,149,728 مليار نسمة 1,148,173,347 مليار نسمة [(3)] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ الثلاثاء 31 مارس 2020م (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى) |
﴿ وَأَن تَصُومُواْ „ خَيْرٌ لَّكُمْ ‟﴾ ﴿ إِن كُنتُمْ „ تَعْلَمُون ‟﴾ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ[(1)] ﴿ وَأَن تَصُومُواْ „ خَيْرٌ لَّكُمْ ‟ ﴾ ﴿ إِن كُنتُمْ „ تَعْلَمُون ‟ ﴾[(2)] ولمعنى حديث النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ « صوموا تصحوا»[(3)] [ ١ . ] أحكام وفضائل الصيام وأسرارَه الوحي الإلهي بشقيه - القرآن الكريم والذكر الحكيم ، والسنة المحمدية النبوية العطرة - هذا الوحي يحمل بين آياته ونصوصه ومتن أحاديثه يحمل : - إعجازا بلاغيا و - إعجازا لُغويا، و - إعجازا تشريعيا منهجيا سلوكيا تعليميا تربويا، و في السابق كان التفسير بيانيا لغويا ثم جاء دور الإعجاز العلمي -كنوع جديد من التفسير والتأويل- في تفسير بعض آيات الذكر الحكيم وتأويل نصوص القرآن الكريم وأحاديث النبي الأمي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-. إنَّ أحكام وفضائلَ العبادات المنزلة مِن رافع السموات -تعالى في سماه وتقدست اسماه- بواسطة أمين السماء المَلَٰك جبريل -عليه السلام- على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله : خاتمِ الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين والمبعوث رحمة للعالمين -صلى الله عليه وآله وسلم- وأسرارَها... اقول : هذه الأحكام وتلك الفضائل والأسرار : بحورٌ نورانية وميادينٌ إيمانية قد تحار فيه الألبابُ الذكية، والعقول والأفهام الإدراكية؛ ويذهب استيعابها كلَّ مذهب؛ لذا كان لا بدَّ لِمَن أراد ولوجَ باب العلم الشرعي والمعرفة المنهجية والكيفية العملية في الحياة الإسلامية اليومية والطريقة المحمدية الرسولية النبوية القرآنية السنية -كطريقة معينة في العيش وطراز خاص من الحياة - لا بدَّ لِمَن أراد ولوجَ باب العلم أن يتلمَّسَ أدق التفسير وابهاه وسليم التأويل وأوقاه ؛ وما صحَّت به نصوصُ الشريعة الغرَّاء من الهدي النبوي لخاتم الأنبياء ، مع تدقيق النظر فما اعتمده السادة العلماء الأجلاء الراسخون في العلم ... وكاتب هذه السطور - مع علمه بصِفْر اليدين، ومُزْجاة البِضاعة - رغبتُ في بَذْل الوُسْع في ذلك متشبِّهًا بأهلِ هذا الشأن؛ فمِن الله -تعالى- الهداية والتوفيق.... وبعد التوكل عليه والاستعانة به أقول: إنَّ فضائل الصيام وأسرارَه تكاد - بحمد الله - ألاَّ تنحصر، فمِن ذلك أنَّ : ١ . ] الصيام ركنٌ عظيم من أركان هذا الدِّين الحنيف، فلا يستقيمُ بناءُ الإسلام إلاَّ به، ولا يثبت إيمانُ امرئٍ حتى يُقِرَّ بفرضيته... ومنكره خرج عن دائرة الإيمان وجاهده يحتاج إلى إعادة النظر في عقيدته! قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: « بُنِي الإسلامُ علىٰ خمسٍ: - شهادةِ أن لا إله إلاَّ اللهُ، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، و - إقامِ الصلاة، و - إيتاءِ الزكاة، و - حجِّ البيت، و صومِ رمضان»[(4)]. ٢ . ] الصيام في رمضان وقيام ليلة - وبخاصَّة ليلة القدر - إيمانًا واحتسابًا، دالٌّ على صِدْق إيمان فاعلِه، وإخلاصِه في عمله؛ لذا فهو مبشَّر بمغفرةِ عموم سابق ذنبِه. قال رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - : «مَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه»[(5)]. وقال - عليه الصلاة والسلام - : « مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه»[(6)]. و يقول الصادق المصدوق -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مَن يَقُم ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبه»[(7)]. ٣ . ] الصيام لا يعدِل أجرَه أجرُ شيءٍ من عَمَلِ ابن آدم، ففيه استكنَّ سرُّ الإخلاص، فبزَّ أجرُه بذلك جميعَ الأعمال؛ قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «كلُّ عمل ابن آدمَ يُضاعف، الحسنةُ عشرُ أمثالِها إلى سبعمائة ضِعْف؛ قال الله-عزَّ وجلَّ-: إلاَّ الصومَ فإنَّه لي، وأنا أجْزي به، يَدَع شهوتَه وطعامَه مِن أجلي»[(8)]. ٤ . ] الصيام وقايةٌ لنفس الصائم من اتِّباع الهوىٰ في الدنيا، ومِن عذاب الله في الآخرة، وحِصْن حَصِين للصائم من مكايدِ الشيطان الرجيم؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ»[(9)]. ٥ . ] الصيام قاطعٌ مُؤقَّت لشهوةِ النكاح، وسبب للعِفَّة والطهارة؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- موصيًا شباب أُمَّتِه، وأكرِمْ به مِن موصٍ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-:«يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيتزوجْ؛ فإنَّه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفَرْج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصَّوْم؛ فإنه له وِجاءٌ»[(10)]. و"الباءة": القدرة علىٰ مؤنة النكاح، و "وِجاء"؛ أي: قاطع للشهوة. ٦ . ] الصيام مُهذِّب لنفْسِ الصائم، ممسكٌ عليه لسانَه وجوارَحه عن قوْل زُور، أو عمل به، مصبِّرٌ له علىٰ أذىٰ الناس؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-:«إذا أصبحَ أحدُكم يومًا صائمًا، فلا يرفثْ ولا يجهل، فإنِ امرؤٌ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم»[(11)]. وقال -عليه الصلاة والسلام-:«مَنْ لَمْ يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه»[(12)]. ٧ . ] الصيام فاقَ سائِرَ العبادات، بتحقُّق فضيلة الصبر فيه؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-:«الصَّوم نِصفُ الصَّبْر»[(13)]. ٨ . ] الصيام سبيلٌ لدخول الجَنَّة من باب الريَّان (باب من أبواب الجنة الثمانية)، وهو مُخصَّص للصائمين فقط؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-:«إنَّ في الجَنَّة بابًا يُقال له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يومَ القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخلْ منه أحد»[(14)]. ٩ . ] خُلوف - أو خُلْفة - فم الصائمِ هي أطيبُ عند الله من ريح المسك؛ قال-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-:«لَخُلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عندَ الله من رِيح المِسْك»[(15)]. ١٠ . ] للصائم فرحتان؛ قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «وللصائمِ فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفِطْره، وإذا لَقِي ربَّه فَرِح بصومه»[(16)]. ١١ . ] الصيام من الأحوال المختصَّة بإجابة الدعاء؛ قال تعالى: { وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }[(17)]. تأمَّل كيف ذكر -سبحانه وتعالىٰ- إجابةَ الدعاء بعد ذِكْره فريضةَ الصيام؛ وقال النبيُّ-صلَّى الله عليه وسلَّم-:«إنَّ للصائم عند فِطْره لَدعوةً ما تُرَدُّ»[(18)]. ١٢ . ] الصيام يدعو المسلِمَ للاقتداء بمزيد جُود النبيِّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في رمضان؛ «كان النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكونُ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في رمضانَ، حين يلقاه جبريلُ -عليه السَّلام-»[(19)]. ١٣ . ] ومِن فضائل الصيام كذلك أنَّه قد فُرِض في أفضل الشُّهور؛ شهر رمضان المبارك، الذي تكاد فضائلُه لا تُحصىٰ، ولعلَّ من المناسب في هذا المقام ذِكْرَ بعضٍ من خصائص هذا الشهر، لتسموَ الرُّوح بتذكُّرِها، وتتجدَّد ذكرىٰ ****** بها. رمضان: شهر القرآن، ففيه كان ابتداء إنزاله، وقد أُنزِل جملةً واحدة من اللَّوْح المحفوظ إلىٰ بيت العِزَّة من السماء الدنيا في تلك اللَّيْلة، ثم نزل منجَّمًا (مُفرَّقًا) علىٰ قلْب النبيِّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- في ثلاث وعشرين سنة مدة النبوة[(20)]. وكان ابتداء هذا التنزُّل في ليلة القدْر المباركة؛ قال-تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ}[(21)]. وقال-عزَّ وجلَّ-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}[(22)]. وقال-سبحانه-: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ}[(23)]. رمضان: شهرٌ فُرِض فيه الصيام؛ قال-تعالى-: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[(24)]. وقال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- مُخبِرًا الأعرابيَّ عمَّا افترضه الله عليه من الصيام: «شهر رمضان، إلاَّ أن تطَّوَّع شيئًا»[(25)]. رمضان: شهر حَوَىٰ ليلةً العبادةُ فيها هي خيرٌ من عبادةٍ في ألف شهر، وهو ما يَزيد عن ثلاث وثمانين سنة؛ (أي: عمر الإنسان جميعه إن لم يزد عليه)، وهي تكون في إحدىٰ ليالي الأيام الوتر (المفرد) من العَشْر الأواخر من رمضان. قال-تعالى-: {لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[(26)]. وقال-عليه الصلاة والسلام-: «فالْتَمِسوها في العَشْر الأواخر في كلِّ وتر»[(27)]. رمضان: شهر يُقرَّب فيه أهل البِرِّ والخير، ويُقصىٰ فيه أهل الفجور والشر، وتُغلَّق فيه أبوابُ النيران، وتُشرع فيه أبواب الجِنان، وُيعتق فيه من النار عبادٌ لله، وذلك في كلِّ ليلة. قال النبيُّ-صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: «إذا كان أولُ ليلةٍ من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ، وغُلِّقت أبوابُ النيران فلم يُفتحْ منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنَّة فلم يُغلقْ منها باب، ويُنادي منادٍ: يا باغيَ الخير أَقْبِلْ، ويا باغي الشر أَقْصِر، ولله عتقاءُ من النار، وذلك كلَّ ليلة»[(28)]. اللهمَّ أكرمْنا بشُهود هذا الشهر العظيم، وأَفِض علينا من بركاته، وافتح لنا أبوابَ رحمتك فيه، وتفضَّل علينا بالتوفيق لصيامه والمقدرة علىٰ قيامه إيمانًا واحتسابًا، واختمْ لنا فيه بمغفرةٍ من عندك، ورحمةٍ من لدنك، ومُنَّ علينا بعِتقِ رقابنا من النار في لياليه المباركة، آمين. Dr. MUHAMMAD ELRAMADY محمدفخرالدين بن إبراهيم الرَّمَادِيُ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ الأربعاء : ٢٢ شعبان ١٤٤١ هـ ~ 15 ابريل 2020 م . ــــــــــــــــــــــــــ |
رد: المناسبات جزاك الله خيرا |
الإعجاز العلمي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ[(1)] ﴿ وَأَن تَصُومُواْ „ خَيْرٌ لَّكُمْ ‟﴾ ﴿ إِن كُنتُمْ „ تَعْلَمُون ‟﴾[(2)] الإعجاز العلمي معاشر السادة المسلمين! أنقف عند الإعجاز البلاغي للقرآن ؛ أم نقف عند الإعجاز اللُغوي ، أم نقف عند الإعجاز العلمي؛ أم البياني" أكسل " شرع الله -سبحانه وتعالى- صيام شهر رمضان وجعله أحد الفروض الأساسية في الإسلام؛ كما شرع الرسول - صلى الله عليه وسلم- الصيام الاختياري [أي : صيام السنن؛ والنوافل؛ والمستحبات] علىٰ مدار العام الهجري . قال تعالى: »يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم«(الأنفال 24) (3) * . ] كان يعتقد في الماضي أن هذه الفوائد مقصورة على الجوانب الروحية والمشاعرية والعاطفية؛ غير أن العلم الحديث اليوم يكشف الدليل بعد الآخر على الفوائد البدنية والنفسية لمن يلتزم التعاليم الإسلامية. هذا وقد ثبت حديثا أن للصيام فوائد صحية على : - جهاز المناعة (1 ،2) وعلى - الجهاز الدوري والقلب (3، 4، 5) وعلى - الجهاز الهضمي (6) وعلى - الجهاز التناسلي (7 ،8) وعلى - الجهاز البولي (9)؛ وأن هذه التأثيرات المفيدة للصيام سجلت على المستوى الوظيفي للخلايا والأنسجة؛ وتأكدت بالدراسات الكيميائية والمعملية[مرجع 1]. ** . ] يأتي شهر رمضان الكريم على الناس وهم فيه فريقان: ١ . ] الأول يهتم بالأغذية الروحية مِن : - الذكر؛ و - قراءة القرآن؛ و - الصلاة؛ و - الصدقة؛ و - فعل الخيرات و - السعي في الأرض بما ينفع البلاد والعباد؛ و - عدم ضياع الوقت في اللهو وتحصيل الشهوات؛ و - صيانة النفس من الوقوع في الآثام والموبقات، و ٢ . ] الفريق الثاني عندما يحل عليه الشهر الكريم كل همه أن يحافظ على صحته الجسدية فيهتم بالأغذية الجسمانية طوال الليل ويقضي معظم النهار نائما أو جالسا في بيته معتقدا أن الحركة والنشاط أثناء الصيام تضعف الجسد وتنهك القوى. بالإضافة إلى ما ذكرت المراجع الطبية من أن الحركة العضلية في فترة ما بعد امتصاص الغذاء أثناء الصوم تؤكسد مجموعة خاصة من الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة ( ليوسين وأيسوليوسين والفالين )، وتتأكسد هذه الأحماض أساسا في العضلات، حيث يوجد الأنزيم الخاص بتحويل مجموعة الأمين (Amino Transferase ) بكثرة في جهازي الاحتراق ( الميتوكندريا والسيتوزول ) ( Cytosol ) في الخلايا العضلية، وبعد أن تحصل الخلايا العضلية على الطاقة المنبعثة من هذا التأكسد، يتكون داخل هذه الخلايا حمضين أمينيين في غاية الأهمية، وهما حمضا „ الآلانين“ و „ الجلوتامين“ ، ويعتبر الأول وقودا أساسيا في تصنيع الجلوكوز الجديد في الكبد، ويدخل الثاني في تصنيع الأحماض النووية، ويتحول جزء منه إلى الحمض الأول تحول الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة إلى أحماض أكسوجينية في العضلات، والتي تتأكسد فتنطلق منها الطاقة، ثم يتكون منها حمضي الجلوتاميت والألانين، ويتكون الأخير أيضا من البيروفيت والجلوتاميت، ويعبر إلى الدم ومنه إلى الكبد ليشارك في صنع جلوكوز جديد به يمد العضلات بالطاقة ، وهكذا فإن الحركة عمل إيجابي يفيد في إمداد الجهاز الحركي بطاقات جديدة. كما يتكون أثناء النشاط والحركة حمضا البيروفيت واللاكتيت من أكسدة الجلوكوز في الخلايا العضلية، واللذان يعتبران أيضا الوقود الأولي لتصنيع جلوكوز الكبديبين ما يعرف بدورة :" كوري " حيث يتكون الحمض اللبني (Lactic Acid ) في العضلات النشطة ، ثم يتحول إلى جلوكوز بواسطة الكبد، ويمد العضلات مرة أخرى بالطاقة اللازمة وتزداد هذه الأكسدة بالحركة، لذلك فعملية تصنيع جلوكوز جديد في الكبد تزداد بازدياد الحركة العضلية، وربما تصل إلى ثلاثة أضعافها في حالة عدم الحركة، ويعتبر حمض الألانين أهم الأحماض الأمينية المتكونة في العضلات أثناء الصيام، إذ يبلغ ( 30% ) منها، وتزيد هذه النسبة بالحركة والنشاط، ويتكون من أكسدة بعض الأحماض الأمينية ومن البيروفيت، يتحول هو أيضا إلى البيروفيت عبر دائرة تصنيع الجلوكوز في الكبد، وأكسدته في العضلات، [مرجع 2] *** |
{ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } *** [ ٤ . ]الْبَحْثُالرَّابِعُ : [ الجزء الثاني ] { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } فمِن أوجه خير الصيام في الدنيا قوله -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[([1])]. فالله جعل صحَّة الأبدان بسبب الصيام مِن الحياة الطَّيِّبة ، التي وَعَد بها المؤمنين والمؤمنات بنصِّ الآية الكريمة ، فالمؤمن الحقُّ يُنَزِّه دائمًا الطاعات عن المبرِّرات، فنحن نصوم دائمًا طاعةً لله[([2])] - تبارك وتعالى - ورغبةً فيما عنده من الثواب. كيمياء جسم الإنسان للتعرف على بعض الفوائد الصحية للصيام لا بد من ذكر العمليتين الكيميائيتين اللتين تحدثان داخل أجسامنا وهما: عملية الهدم ( Catabolism) عملية البناء ( Anabolism) وتجري كلتا العمليتين باستمرار في أجسامنا تحت مظلة ما يعرف بالاستقلاب (Metabolism) ، وفي أثناء فترة الصيام تنشط عملية الهدم حيث يقوم الجسم باستهلاك وتدمير الخلايا القديمة (الهرمة والمريضة) في الأعضاء المختلفة، واستهلاك الدهون المختزنة في أنسجة الجسم وأعضائه التي ثبتت أضرارها وأخطارها الصحية، ثم تنشط بعدها عملية البناء بعد الإفطار ، و لهذا فإن نظام الصوم في الإسلام المتمثل في الامتناع عن الطعام والشراب لمدة تقارب الأربع عشرة ساعة أو أكثر ثم تتبعه بضع ساعات من السماح بتناول الطعام إنما هو نظام مثالي لتنشيط عمليتي : " الهدم " ؛ و : " البناء " لصالح ازدهار صحة الإنسان في أعماق خلاياه وأنسجته وأعضائه، والموقف الإيجابي لدى المسلم تنجم عنه فوائد نفسية وروحية للصائم كالزيادة في هرمونات الجسم الداخلية مثل مجموعة الأندروفينات، والتي يعزى إليها تحسن قدرة الصائم على بذل الجهد البدني، وكذلك قلة الشعور بالإعياء والتعب خلافا لما يعتقده بعض الناس من أن الصيام يسبب الوهن الجسدي والإعياء، واعتقادهم هذا مجرد فرضية لا أساس لها من الصحة وبالتالي فإن كثيرا من الصائمين يخفض ساعات العمل أثناء صيام النهار ويخلد للراحة والنوم، و قد ثبت علميا أن الصيام ليس له أي تأثير سلبي على الأداء العضلي أو تحمل الجهد البدني كما أنه لا يؤدي إلى أي من مظاهر الإرهاق والإجهاد، بل العكس هو الصحيح، لأن نتائج البحوث أظهرت تحسنا في القدرة على تحمل الجهد البدني وفي كفاءة الأداء العضلي أثناء الصيام، كما ظهر تحسن في درجة الشعور بالإرهاق . فما هو التفسير الحيوي لذلك؟ لقد أظهرت دراسات عديدة أن الصوم يسبب زيادة في الأحماض الدهنية الحرة ( Free Fatty Acids ) في الدم، إذ ينجم عن الحركة والنشاط البدني أثناء الصوم في البداية زيادة في تصنيع جلوكوز جديد في الكبد (بتحويل الجلايكوجين فيه إلى جلوكوز) ويزداد إنتاج الجلوكوز بازياد الجهد العضلي، وبعد استهلاك الجلوكوز القادم من الكبد يتجه الجسم إلى الدهون (المخزون الشحمي) في النسج المختلفة للحصول على الطاقة، فيقوم بتحرير الأحماض الدهنية من هذه النسج مثل منطقة: - البطن و - الأرداف و - الأحشاء ... ثم بأكسدة وحرق هذه الدهون لتوليد الطاقة، ولهذا فإن الحركة والنشاط أثناء الصيام إنما هي عمل إيجابي وحيوي يزيد من نشاط عمل الكبد والعضلات، ويخلص الجسم من تراكم الشحوم ( السمنة ) ومن السموم المختزنة في هذه الشحوم والتي تشكل عبئا على القلب وتسبب أضراراً صحية عديدة وخاصة على الجهاز الدوري والقلب وعلى البنكرياس ، مما قد يسبب ظهور مرض السكري لدى البدناء أكثر من غيرهم. وبشكل عام فإن الحركة والنشاط أثناءالصيام يقومان بدور تنشيط الكبد خلال النهار ، فتتحرك كمية الطاقة المختزنة فيه مما يؤدي بعد ذلك إلى تحرير الأحماض الدهنية في مجرى الدم حيث يجري حرقها والاستفادة منها في توليد الطاقة ، وكذلك فإنها تنظف الأعضاء من السموم المتراكمة في الأنسجة وخصوصا الأنسجة المختزنة للدهون ، وهذه الوظيفة هي أساسا من وظائف الكبد ، أما كثرة : - النوم و - الكسل و - الخمول ... أثناء النهار فتعطل هذه الفوائد كما تعطل عمليات الهدم الإيجابي المفيد للتخلص من الخلايا الهرمة ومن الشحوم والسموم فيبقى المخزون الدهني والسموم الكامنة فيه كما هي في الجسم ، وهكذا يتضح أن الصوم يسبب زيادة الأحماض الدهنية الحرة في الدم فتصبح المصدر الرئيسي للطاقة بدلا من الجلوكوز ، وهذا يساعد أيضا في حماية مستوى الجلوكوز في الدم ، أي أن الصيام يجعل الجسم يتجه إلى استخدام المصادر الداخلية للطاقة بدلا من المصادر الخارجية التي تستخدم في الظروف الاعتيادية في الأيام التي لا صيام فيها .[([3])] راحة القلب: عندما ننام تَستريح العين ، وعندما نمشي كثيرًا سنَتْعب ، ونجلس على كرسي ؛ لكي نستريح فتستريح القدَمان من التَّعب ، فكلُّ أعضاء الجسد تأخذ راحتها في وقْتٍ ما ، فالقلب أمير البَدَن ، فوجدوا فسيولوجيًّا أنه لا يمكن للقلب أن يستريح ؛ لأنه لو ركَن إلى الرَّاحة ولو دقائق ، لمات الإنسان. إذًا ، متَى وكيف تكون راحة القلب؟ هذه الراحة لا تتأتَّى إلاَّ في الصيام ؛ فإنَّ متوسِّط نبضات القلب في الدقيقة الواحدة 72 نبضة ، هذه النبضات وجدوها فسيولوجيًّا أنها في الصيام تقِلُّ إلى 60 نبضةً في الدقيقة الواحدة ، فتَقِلُّ نبضات القلب في ثلاثين يومًا بنسبة 270 ألف نبضة، وهذا في حالة صيام الإنسان دون أيِّ أمراض ، فهذه راحة كاملة للجهاز الهضمي ؛ حيث إنَّ الإنسان في حالة الإفطار يعمل الجهاز الهضمي كثيرًا لهضم الطعام ؛ نظرًا لأنَّ الإنسان يأكل ثلاث وجبات ، فيحتاج ذلك إلى ضخِّ الدم بصورة أكبر لنشاط الجسم ، أما في حالة الصيام فلا يوجد طعام ، فذلك راحة للقلب. من ناحية أخرى: فإنَّ السموم المتراكمة في الجسم نجد أنَّ الكبد هو المِصْفَاة لهذه السموم ، هناك سمُوم تتراكم في الجسم من كمِّية المياه التي يَشربها على مدار حياته ، ووُجِد علميًّا أنَّ كميَّة المياه التي يشربها الإنسان على مدار حياته يُوجَد بها 200 كيلو جرام من المعادن الثقيلة المُذَابة في المياه ، إضافة إلى السموم الموجودة في الهواء والطعام . و المولىٰ سبحانه وتعالىٰ؛ خالق البشر ورازق الكل خلَق لنا هذا الكَبِد ، وجعل له وظائف عديدة: ١ . ]عملية التَّخْزين؛ حيث إنَّ الإنسان الموظَّف - غالبًا - يبدأ يومه العاديَّ بوجبة الإفطار ، ثم كوب شاي في العمل ، ثم ( سندوتشات ) كذلك ، وكل هذا فيه نشويَّات وسكَّريات ، فالكبد هو بمثابة المَخْزن لهذه النشويات والسكريات . ٢ . ] عملية تطهير الجسم من السموم، فعندما يكون الإنسان صائمًا ، فإنَّ الكبد يكون في راحة تامَّة من عملِيَّة التخزين بنسبة 15 إلى 16 ساعة في اليوم ، فيقوم بعملية تطهير الجسم من كل السموم . يقول الدكتور عبدالجواد الصاوي في كتابه " الصيام معجزة علميَّة "؛ يقول : " تستمرُّ عملية التنظيف وكأنَّ الإنسان يَخرج من هذا الشهر الكريم أنظف مما كان عليه " ، كذلك تحدث عملية تجديد في الخلايا ؛ نتيجة راحة الجسْم ، وتَظْهر هذه في البَشرة وفي صفَاء العينين وجمال الوجه . هناك بعض الدراسات تؤكد أن الصوم يعالج ضغط الدم العالي ، ويقول الأطباء : " هنالك حالات كثيرة من الإصابة بضغط الدم المرتفع والمزمن حيث لا يعطي الدواء الكيميائي إلا نتائج محدودة ، وهذا المرض يعالجه الصيام بشكل جيد ". عالج الحصيات والربو بالصيام يفيد الصوم في الوقاية من مرض الحصى الكلوية . وكذلك الحصيات بأنواعها ، ومن الحالات الكثيرة التي يرويها الأطباء حالة لإنسان مريض قلب ، فقد كان يعاني من وجود حصية كبيرة في المثانة ، ولكن الأطباء لم يستطيعوا إجراء أي عملية بسبب أن قلبه لا يتحمل التخدير ، إلا على مسؤوليته. ولكنه رفض العملية الجراحية أيضاً وقرر أن يصوم فإذا به بعد عدة أشهر لم يعد يشكو من أي شيء، وهذه معلومات مؤكدة ويؤكدها جميع الباحثين اليوم تؤكد بعض الدراسات أن الصوم يعالج الربو ، فالصوم وسيلة جيدة لعلاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي . وكثير من الأمراض المزمنة للجهاز التنفسي تزول بمجرد المداومة على الصيام، فسبحان الله! الصوم: سلاح يعمل في الخفاء أكثر المواقع الطبية والعلاج الطبيعي تُؤكد على أن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض هو الصوم ، و يطلقون الصيحات والنداءات للناس لكي يعتمدوا هذه " التقنية "(!!!) الرخيصة وذات الفوائد الكثيرة . وتذكرتُ نعمة الله علينا نحن المسلمين عندما أمرنا بالصيام، بل وجعل الصوم عبادة خاصة له سبحانه هو يجزي بها. وقد أكَّد أهمية هذه العبادة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما شبَّه الصوم بالترس الذي يحتمي به المقاتل فقال: (والصوم جُنَّة) [([4])]. و الجُنَّة هي الشيء الذي يحتمي الإنسان به من خطر ما أو من عدو ما. والسؤال: ما هي الأخطار ومن هم الأعداء الذين يقف الصيام بيننا وبينهم؟ يقول العلماء إن أخطر شيء يهدد حياة الخلايا في الجسم هي السموم التي تتراكم داخل الخلايا وتعيق عملها وتقلل من نشاطها. هذه السموم تمكث لفترات طويلة في الجسم ولا يمكن إزالتها، وغالباً تكون هذه السموم مسؤولة عن الهرم المبكر لدى الإنسان. تنشيط نظام المناعة بالصيام من أهم الفوائد التي يقدمها الصيام أنه ينشط نظام المناعة للجسم ، ونحن نعلم أن جهاز المناعة هو بمثابة الجنود التي تحرس الجسم وتهاجم الفيروسات والبكتريا الضارة وتدافع عن الجسم ضد أي جسم غريب يدخل إلى الجسم . ولذلك فإن الصيام يقوي هذه " الجنود " ويزيد من نشاطها وكفاءتها ، وبالتالي فهو يعمل كسلاح فعال يساعد الجسم على الدفاع عن نفسه . التغذية الصحية والصوم ينشط الدماغ ويقي من الخرف يقول البروفسور الألماني هانزديتليف فاسمان (مدير قسم جراحة الأعصاب في مستشفى مونستر الجامعي) إن التغذية الصحية أو الصوم من وقت لآخر يعد " منشطاً للمخ ". و يؤكد أن تناول كميات محدودة من السعرات الحرارية أو الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة كتلك الموجودة في السمك وبذور الكتان تمنع حدوث اضطرابات في وظائف المخ، كما تقلل من خطورة التعرض للخرف أو السكتة الدماغية. وأوضح الطبيب الألماني أن التقارير التي تجرى حول الحالة الصحية للمسنين واختبارات الذاكرة أظهرت أن الأطعمة التي تحتوي على كمية قليلة من السعرات الحرارية والأغذية الغنية بالحمض الدهني (أوميجا 3) تزيد من كفاءة توصيل الإشارات في المخ. وأضاف أن النظام الغذائي الصحي يبقي القدرة على التعلم في الكبر مدة أطول، كما يقاوم التراجع في الأداء الوظيفي للمخ المرتبط بكبر السن. وعن دور الصوم في تحسين وظائف المخ، أشار " فاسمان" إلى أن الأبحاث التي تجرى في الدول الإسلامية التي يصوم مواطنوها شهر رمضان من الممكن أن تكشف عن فوائد الصيام للإنسان. خلايا الدماغ العصبية: هي الأكثر أهمية وحساسية بين خلايا الإنسان، ولذلك فإن الاهتمام بتغذيتها بشكل صحي هو أفضل طريقة لتجنب الكثير من الأمراض. ويؤكد العلماء أن الصوم يلعب دوراً كبيراً في تنشيط خلايا الدماغ وجعلها تعمل بكفاءة أكبر. وهنا نتوقف معاً لأتتذكر تعاليم ديننا الحنيف التي سبقت علماء الغرب إلى هذه النصائح الطبية! فـــ القرآن الكريم والذكر الحكيم يؤكد على عدم الإسراف في الطعام والشراب، وهو ما يؤكده العلماء اليوم. يقول تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[([5])]. فهذه الآية تكفي للوقاية من جميع الأمراض، لأن معظم الأمراض سببها الغذاء غير الصحي والدسم جداً! كذلك نتذكر معاص آية الصوم التي قال فيها تبارك وتعالى: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [([6])]. ونتذكر أن نبيّ الرحمة -صلى الله عليه وسلم- ورسول الهدى لم يكن يكتفي بصيام رمضان، بل كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويأمر بذلك، وقد ثبُت أن جسم الإنسان بحاجة لــ " استراحة " من الطعام والشراب بين الحين والآخر. فهل نقتدي بهذا النبي الرحيم!!! تطوير المدارك... من فوائد الصوم هل حاولت أخي الكريم..! .. أختي العزيزة !.. أن تطور مداركك وأن تصبح أكثر إبداعاً!!! إنه الصوم! أفضل وسيلة عملية لتنشيط خلايا الدماغ، وإعادة برمجتها وزيادة قدرتها على العمل والإبداع. وهذا يحسّن سيطرتك على نفسك وزيادة قوة إرادتك. وهكذا لو تتبعنا القائمة الطويلة من الأمراض التي يعالجها الصيام نلاحظ أن هذه القائمة تزداد يوماً بعد يوم، وفي كل يوم يكشف الطب الحديث فائدة جديدة للصيام، ويمكننا أن نقوم بإحصاء الأمراض التي يعالجها الصوم فسوف تجد أن جميع الأمراض تقريباً يعمل الصيام كسلاح فعال على علاجها ومقاومتها والقضاء عليها: - سلاح ضد الشيخوخة، - سلاح ضد آلام المفاصل و - أمراض ضغط الدم.... و من هنا نستطيع أن نعمق فهمنا للحديث الشريف « والصوم جُنَّة»[([7])] أي أن الصوم هو وقاية وستر وسلاح يقينا شر الأمراض في الدنيا، ويقينا حرَّ جهنم يوم القيامة. التمر ... غذاء وشفاء لا يمكن أن نحصي الفوائد الطبية لهذه الثمرة المباركة التي ذكرها الله في كتابه، وذكرها النبي في أحاديثه. فــ التمر هو غذاء كامل ويحوي من المواد المفيدة للجسم ما لا يمكن إحصاؤه. ففيه عدد من المعادن والفيتامينات الضرورية ونوعية السكر بسيطة سهلة الامتصاص ولا تضر حتى من لديهم مرض السكر ( إذا تم استهلاك التمر باعتدال ). و لذلك يا أحبتي لا تنسوا التمر على مائدتكم وحتى في غير رمضان! يعتبر التمر من الأغذية الهامة في رمضان وخلال أيام الصيام، فهو مناسب جداً للصائم ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفطر على تمر. و هناك قائمة طويلة من الأمراض يعالجها التمر، وهنا يتجلى الهدي النبوي الشريف عندما قال عليه الصلاة والسلام: « لا يجوع أهل بيت عندهم التمر »[([8])]. الفاكهة ... شفاء وغذاء لقد خلق الله أنواعاً عديدة من الفاكهة وسخرها لتكون غذاء وشفاء. فجميع الأبحاث تؤكد أن الفواكه مفيدة جداً، ولذلك ينبغي أن تركز عليها أثناء الإفطار ولا ننسى أن الفاكهة طعام أهل الجنة. يقول تعالى: { فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }[([9])]. و يقول أيضاً: { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ }[([10])]. و أود أن أذكرك عزيزي القارئ بأن أفضل أنواع الفاكهة ما جاء ذكره في كتاب الله تعالى. مثل : - التين و - العنب و - الرمان. سبحان الله، لا يوجد نوع من أنواع الفاكهة إلا وفيه العديد من الفوائد الطبية، وهذا من نعمة الله علينا، لذلك نصيحتي أن تكثروا من أكل الفاكهة وتتجنبوا الوجبات الجاهزة والسريعة، أو الحلويات التي تحوي كميات كبيرة من السكر الصناعي الذي يؤدي الإكثار منه إلى أمراض عديدة على رأسها السكري. أثبت الصيام قدرته على علاج آلام المفاصل يُستخدم الصيام اليوم في الغرب (طبعاً على طريقتهم) لمعالجة التهاب المفاصل وآلام الظهر بنجاح، فالصيام هو عملية تشبه " السحر " في قدرته على تنظيم عمل مختلف الأجهزة في الجسد، وعلاجه للأوجاع الناتجة عن انقراص الفقرات أو عن مشاكل في عظام الظهر أو الرقبة أو الرجلين. إن الصوم مفيد جداً لمن يعاني من آلام أسفل الظهر أو العمود الفقري أو تنميل الأطراف، وهناك دراسات تؤكد أن الإقلال من الطعام والاعتماد على أغذية طبيعية يمكن أن يقي من هشاشة العظام في الكبر! ولكن أحبُّ أن أزيدك فائدة أخرى وهي تناول التمر أو العجوة خلال الإفطار وأثناء السحور. فقد أثبت التمر قدرته على علاج آلام الركبة والمفاصل وغيرها، وذلك لأنه يحوي " معلومات شفائية " تستطيع تنظيم عمل الخلايا ورفع مناعة الجسم وبالتالي التغلب على هذه الآلام. وأخيراً نقول وبكل ثقة إذا كان أحدكم يعاني من أي مرض مزمن، فعليه بــ - الصوم المتكرر، مع الإكثار من : - تناول حبات من التمر على الفطور، مع : - قراءة القرآن باستمرار و : - الاستماع إلى القرآن بصوت مقرئ مع الخشوع التام، وفي حالة الضرورة : - استشارة الطبيب والاعتماد- بعد الله تعالى- على : - الغذاء الطبيعي... فإن هذا سيكون علاجاً مثالياً لأي مرض كان بإذن الله تعالى! وكذلك يتجلَّى في الإعجاز العلمي في الآية ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾[([11])] قوة المناعة، فوجدوا علميًّا أنَّ الخلايا المقامة تزداد فاعليتها بنسبة 10 أضعاف، فيوجد في الجهاز المناعي خلايا تسمَّى الخلايا اللِّمفاوية و التائية، والتي تحتاج إلى طاقة كبيرة؛ لِكَي تقوم بوظيفتها، وهذه الطاقة لا تتوفَّر إلاَّ في الصيام؛ لِتَوقُّف الجهاز الهضمي عن عملية الهضم، فتنشط هذه الخلايا. عالج أمراض الجهاز الهضمي بالصيام كم هو عدد الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن وقد تناولوا الكثير من الأدوية دون أية فائدة، ليتهم يجرّبون الصوم وسيجدون التحسُّن السريع لحالتهم بإذن الله تعالى. وكذلك الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي يمكن أن يجدوا في الصيام حلاًّ مؤكداً لشفائها. وكذلك التهاب الكولون و التهاب الأمعاء المزمن. ونجد الباحثين يؤكدون بأن 85 % من الأمراض تبدأ في الكولون غير النظيف والدم الملوث... الصوم ينظف الأمعاء والقولون والمعدة من المواد الضارة ويساعد الجهاز الهضمي على العمل بكفاءة أعلى، ولذلك فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء! وأفضل حمية يمكن للإنسان أن يتبعها هي الصوم! عالج الكولسترول الضار بالصيام إن الصيام يساعد مرضى الكولسترول على الشفاء. وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو أن الصائم يتمتع بنفسية جيدة وحالة مستقرة تغيب فيها الانفعالات والاضطرابات، وتخيم عليه السكينة والطمأنينة، وهذا ما ينظم عمل أجهزة الجسم ويجعلها أكثر قدرة وكفاءة في علاج الخلل في عمل أجهزة الجسم مثل تنظيم إفراز الأنسولين وعلاج مرض السكري وتنظيم مستوياته وتخفيض نسبة الكولسترول الضار في الدم هذه هي معجزات الله - الخالق الصانع المصور- الطبِّية في الصيام، الذي يُعَدُّ بمثابة الوقاية السَّنوية لجسم الإنسان من كثير من الأمراض، فسبحان الله العظيم الذي أنعَم علينا بنعمة الصِّيام، ولكنَّنا لا نَشْكره على نِعَمه؛ ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [([12])] . نسأل الله تعالى أن يعيننا على الصيام والقيام ليس في رمضان فقط بل طيلة أشهر العام الهجري، عسى الله أن يتقبل من الجميع، إنه سميع مجيب... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. نسألُ الله العظيم أن يُعِيد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة؛ إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه. . ــــــــــــــــــــــــــ [ ٤ . ]الْبَحْثُالرَّابِعُ : [ الجزء الثالث ] هناك فرضية عامة في العديد من البلدان الإسلامية مفادها: أن الصيام يؤثر على الأداء العام للجسم وخصوصا الأداء البدني؛ مما قاد الكثيرين إلى تخفيض ساعات العمل أثناء صيام شهر رمضان. لذلك أقدم هذه الدراسة للتحقق من هذه الفرضية. حيث ثبت لنا من خلال الدراسة أن الصيام الإسلامي ليس له أي تأثير سلبي على الأداء العضلي وتحمل المجهود البدني، ولا يؤدي إلى مظاهر الإرهاق والإجهاد، بل العكس هو الصحيح لأن نتائج هذا البحث أظهرت وجود تحسن - ذي قيمة إحصائية - في درجة تحمل المجهود البدني، وبالتالي كفاءة الأداء العضلي، وكذلك أداء القلب مع المجهود أثناء الصيام، كما ظهر تحسن بسيط في درجة الشعور بالإرهاق. د. القاضي يقول :" إن صيام شهر رمضان فعل يقصد به عبادة الله تعالى ولذا يتوقع منه حصول فوائد نفسية وروحية للصائمين؛ ولذلك فمن المحتمل أن الحالة النفسية الإيجابية يمكن أن ينتج عنها زيادة في بعض هرمونات الجسم الداخلية مثل: مجموعة الأندروفينات والتي يعزى إليها تحسن الأداء البدني وقلة الشعور بالإعياء والتعب. كما تدعم نتائج هذه الدراسة بعض الأحداث التاريخية. أدلة تاريخية ولعلنا في هذا السياق نتذكر أن معركة بدر الكبرى كانت في السابع عشر من رمضان والمسلمون صائمون، وقد كان أداؤهم أثناء القتال متميزا، ونصرهم الله تعالى نصرا عزيزا، مما يؤكد بالدليل الواقعي العملي قوة تحمل الأشخاص للجهد البدني والنفسي أثناء الصوم، وأمثال ذلك كثير. ولعلي أحصيها ذات مرة ؛ إذا تيسر لي الوقت!!! وهكذا فليس من المصادفة أن موقعة بدر التاريخية ـ في عصر الإسلام الأول - ومعركة العاشر من رمضان والتي تحقق فيها عبور قناة السويس وتحطيم خطوط إسرائيل الدفاعية - في العصر الحاضر ـ أن تكونا وقعتا أثناء شهر الصيام، ومن المعروف أن الجنود الصائمين كان أداؤهم جيدا أثناء القتال، مما يؤكد قوة تحمل الأشخاص للمجهود البدني والنفسي أثناء الصيام. " القاضي[([13])] يقول :" أن نتائج دراستنا تقدم دليلا علميا جديدا لقول الله تعالى : » وأن تصوموا خير لكم«[([14])] ولمعنى حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ « صوموا تصحوا»[([15])] " اضطرابات الساعة البيولوجية وثمة خطأ يقع فيه كثير من الناس، إذ ينامون كثيرا أثناء النهار ويسهرون طوال الليل أثناء رمضان، ما يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية للحركة والنشاط المرتبطة بإفراز هرمونات معينة تساعد على النشاط نهارا (مثل الكورتيزون) والنوم ليلاً (مثل هرمون الميلاتونين)، وليس هذا من أهداف الصوم وينبغي تجنبه. الصوم أفضل وسيلة لمعالجة السمنة تبين مما سبق ومن دراسات كثيرة أن الصيام الذي يتبعه إفطار معتدل متوازن يساعد على خفض الوزن لدى المصابين بالسمنة، ولكنه لا يؤثر في الأشخاص ذوي الوزن المعتدل، والدراسات العلمية تؤكد أن السمنة ذات آثار ضارة على الصحة فهي تسبب أمراضا كثيرة كارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والإصابة بمرض السكري (النوع الثاني)، وتشجع على الإصابة بأمراض القلب والأوعية. فنسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم عندالبدينين ثلاثة أضعاف نظرائهم من ذوي الوزن المثالي، علما بأن الضغط يؤدي إلى الاصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وفشل عضلة القلب، والخثرات ( الجلطة ) في الدماغ (الذي يتبعه الشلل) وغير ذلك، كما أن ارتفاع نسبة الكوليسترول تؤدي إلى تصلب الشرايين والذبحة الصدرية، وكذلك فإن زيادة الوزن تؤدي إلى الاصابة بمرض السكري بمقدار ضعفين إلى عشرة أضعاف مقارنة بذوي الوزن المثالي، وتتوقف نسبة هذه الزيادة على مقدار الزيادة في الوزن. ولمرض السكري تأثيرات خطرة تتمثل في أمراض القلب والأوعية واعتلال شبكية العين والفشل الكلوي واعتلال الأعصاب. هل لديك وزن زائد... الفرصة أمامك هكذا يؤكد جميع أطباء الدنيا، فالامتناع عن الطعام هو أسهل وأرخص وسيلة لعلاج البدانة، وهذا ما يحققه لك الصيام. ولذلك فإن الله -تعالى- منحك هدية لا يعرف قيمتها إلا من أدرك فوائدها، إنها شهر رمضان، فهذا الشهر فرصة لضبط إيقاع جسدك والقضاء على كمية الدهون الفائضة وإعطاء فرصة لتنظيم عمل الهرمونات وخلايا الدم لتقوم بعملها في إعادة تنظيم عمل أنظمة الجسم، وعلاج الوزن الزائد. حالما يبدأ الإنسان بالصيام تبدأ الخلايا الضعيفة والمريضة أو المتضررة في الجسم لتكون غذاءً لهذا الجسم حسب قاعدة: الأضعف سيكون غذاءً للأقوى، وسوف يمارس الجسم عملية الهضم الآلي للمواد المخزنة على شكل شحوم ضارة، وسوف يبدأ "بانتهام" النفايات السامة والأنسجة المتضررة ويزيل هذه السموم. ويؤكد الباحثون أن هذه العملية تكون في أعلى مستوياتها في حالة الصيام الكامل، أي الصيام عن الطعام والشراب، وبكلمة أخرى الصيام الإسلامي، فتأمل عظمة الصيام الذي فرضه الله علينا والفائدة التي يقدمها لنا. هنالك أكثر من 60% من الشعب الأمريكي زائد الوزن عن الحدود الطبيعية! وهؤلاء كلّفوا الدولة 117 بليون دولار في سنة واحدة - عام 2002(!!) - . بالإضافة إلى 300 ألف وفاة سنوياً بسبب مشاكل الوزن الزائد الذي يكون بدوره سبباً رئيسياً في مرض السكر وأمراض القلب والتهاب المفاصل ومشاكل في الجهاز التنفسي والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، وجميع هذه الأمراض الخطيرة ترتبط بالبدانة بشكل مباشر. وليس غريباً أن يكون الصيام سلاحاً ناجعاً ضد السمنة وما ينتج عنها من أمراض، ولو أنهم طبقوا القواعد الإسلامية في الصوم، فكم سيوفّروا من المال والمرض والمعاناة؟ *** هل لديك مرض مزمن عجز عنه الطبيب والدواء؟ هناك دراسات كثيرة تؤكد أن الصوم يعالج الأمراض المزمنة، والمرض المزمن هو الذي لم ينفع معه أي دواء فيبقى مدة طويلة من الزمن... الآن هذه فرصة ذهبية لعلاج هذا المرض مهما كان. فأمراض الكبد والكلى والقولون... وغير ذلك من الأمراض المستعصية، وجد العلماء علاجاً ناجعاً لها، إنه الصوم! وعندما تدرك أخي المؤمن أهمية الصيام في علاج مثل هذه الأمراض، فإنك بلا شك تصبح أكثر اشتياقاً لهذا الشهر بل وتشعر بالسعادة والفرح والسرور أثناء ممارستك للصيام، لأنك ستجني فوائد عديدة. الأثر الشفائي للصوم قام العلماء بدراسة الأثر الشفائي للصوم وخرجوا بنتائج يقينية وهي أن الصوم هو أفضل وسيلة لمعالجة السموم المتراكمة في الخلايا! فالصوم له تأثيرات مدهشة، فهو يعمل على صيانة خلايا الجسم، ويعتبر الصيام أنجع وسيلة للقضاء على مختلف الأمراض والفيروسات والبكتريا، وربما نعجب إذا علمنا أن في دول الغرب مراكز متخصصة تعالج بالصيام فقط!! وتجد في هذه المراكز كثير من الحالات التي استعصت على الطب الحديث، ولكن بمجرد أن مارست الصيام تم الشفاء خلال زمن قياسي! ونحن أمرنا الله بالصيام فقال: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )[([16])] وأن تصوموا خير لكم يقول تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [([17])] . والله تعالى لا يكتب شيئاً على عباده إلا إذا كان فيه مصلحة ومنفعة لهم. ولذلك فقد عُرف الصيام منذ آلاف السنين قبل الإسلام عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير من الأمراض، وأن الصوم هو الطريق الطبيعي للشفاء من الأمراض! والعجيب أخي المسلم...! أختي المسلمة...! أن علماء الغرب (وبعضهم ملحدون) بدأوا اليوم ينادون بالصيام كوسيلة علاجية فعالة لكثير من الأمراض... وهذه نتائج لأبحاث قام بها علماء متخصصون يؤكدون أن الصوم يعالج عشرات الأمراض!! *** اكسب مزيداً من الطاقة بالصيام يؤكد الباحثون اليوم أن مستوى الطاقة عند الصائم يرتفع للحدود القصوى!!! فعندما تصوم أخي المؤمن فإن تغيرات كثيرة تحصل داخل جسدك من دون أن تشعر، فهنالك قيود كثيرة تُفرض على الشياطين، فلا تقدر على الوسوسة والتأثير عليك كما في الأيام العادية، وهذا ما يرفع من مستوى الطاقة لديك لأنك قد تخلصت من مصدر للتوتر وتبديد الطاقة الفعالة سببه الشيطان. إن أكثر من عُشر طاقة الجسم تُستهلك في عمليات مضغ وهضم الأطعمة والأشربة التي نتناولها، وهذه الكمية من الطاقة تزداد مع زيادة الكميات المستهلكة من الطعام والشراب، في حالة الصيام سيتم توفير هذه الطاقة طبعاً ويشعر الإنسان بالارتياح والرشاقة. وسيتم استخدام هذه الطاقة في عمليات إزالة السموم من الجسم وتطهيره من الفضلات السامة. إن للجسم مستويات محددة من الطاقة بشكل دائم، فعندما توفر جزءاً كبيراً من الطاقة بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وتوفر قسماً آخر بسبب النقاء والخشوع الذي يخيم عليك بسبب هذا الشهر الفضيل، وتوفر طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير بسبب التأثير النفسي للصيام، فإن هذا يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن تحفظ القرآن مثلاً بسهولة أكبر، أو تستطيع أن تترك عادة سيئة مثلاً لأن الطاقة المتوافرة لديك تؤمن لك الإرادة الكافية لذلك. *** الصيام يجدد الشباب! أظهرت الدراسات والتجارب أن ممارسة الصيام على الحيوانات يضاعف من فترة بقائها أو حياتها! ونجد كذلك المئات من الكتب الصادرة حول الصيام وهي لمؤلفين غير مسلمين، وجميعهم يؤكدون علاقة الصيام بالعمر المديد، ويؤكد كثير من العلماء أن الصوم هو أفضل طريقة للسيطرة على جسم صحيح ومعافى. وهذا بالنسبة لصيامهم وهو على عصير الفواكه فقط ولا يتميز بأي روحانية أو خشوع أو إحساس بمتعة الصيام كما في البلدان الإسلامية. إن التنظيف المستمر للخلايا باستخدام الصيام يؤدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا وبالتالي تأخر الشيخوخة لدى من ينتظم في الصيام. حتى إن حاجة الجسم من البروتين تخف خلال الصيام إلى الخمس! وهذا ما يعطي قدراً من الراحة للخلايا، حتى إن الصيام هو وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن وصحيح. فإذا كان هذا تأثير الصيام غير الإسلامي، فكيف بتأثير الصيام الإسلامي؟ التدخين الصوم يؤخر الشيخوخة ويقي من الأمراض تبين من دراسات أجراها معهد الصحة العالمي (IHI) في أميركا أن تخفيض نسبة السعرات الحرارية المتناولة يوميا يؤخر ظهور أعراض الشيخوخة ويقوي جهاز المناعة وفقا لأبحاث أجريت في جامعة ويسكنس (Wisconsin University)، شريطة أن يكون الغذاء صحيا ومتوازنا، كما أجريت أبحاث اخرى في جامعة ميرلاند الأميركية تبين فيها أن الإقلال من الطعام أدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بأمراض السكري والقلب والسرطان. وفي هذا السياق نشرت "الدورية الأمريكية لعلم التغذية السريري" الصادرة عن الجمعية الأميركية للتغذية، مقالا علميا استعرضت فيه نتائج تجارب أجريت على الثدييات والبشر، وكشفت عن دور الصوم المتقطع في خفض مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة كداء السكري، وأمراض القلب والشرايين. وتبين أن الصوم المتقطع ساعد على زيادة استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، وعمل على تحفيز التقاط الخلايا لجزئيات الأنسولين، وهو ما يدعم نتائج دراسات سابقة أكدت أن هذا النوع من الصيام يزيد من حساسية الجسم لهرمون الأنسولين، ما قد يسهم في التقليل من مخاطر الإصابة بداء السكري. كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون "الأديبونيسيتين" الذي يسهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز واستقلاب الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على لعب دورٍ في زيادة استجابة الأنسجة لهرمون الأنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم للجلوكوز في الجسم. وفي السياق نفسه، كشفت دراسة أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها الدورية البريطانية للتغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين برمضان، ساعد على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد الذين يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري. أما فيما يختص بالصحة القلبية فأبرزت البحوث الطبية ارتباط الصيام المتقطع، بعوامل الوقاية من أمراض القلب والشرايين، حيث كشفت دراسات عن دور الصوم المتقطع، في زيادة تركيز الكولسترول الحميد (HDL) عند الأشخاص الأصحاء، وخفض مستوى الدهنيات الثلاثية التي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، الأمر الذي أرجعه المختصون لانخفاض كتلة الجسم، وتراجع كميات الدهون فيه نتيجة للصيام. الأورام السرطانية : الصوم يقلل احتمال حدوث الأورام السرطانية أظهرت دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً، بحسب تجارب أجريت على الثدييات. كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل. وأكدت البحوث دور الصيام المتقطع في زيادة مقاومة الجسم للخلايا السرطانية، مبرزة ارتباط هذا النظام من الصيام، بانخفاض معدل ظهور بعض الأورام، ومنها أورام الجهاز المناعي المعروفة بالليمفوما. وأظهرت دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً، بحسب تجارب أجريت على الثدييات. كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل. أشباح الخرف : ولا تقتصر فوائد الصوم على محاربة الأمراض المزمنة ، بل تتعدى ذلك إلى إبطاء زحف الشيخوخة على خلايا الدماغ، حيث أظهرت دراسات علمية دور الصوم المتقطع ، في تأخير هرم الخلايا الدماغية ، ومساهمته في إبطاء نشوء مرض الزهايمر. وفي هذا السياق، كشفت دراسة أجراها المركز القومي لبحوث الشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن تأثير محتمل للصوم المتقطع، وبعض الحميات التي تنخفض فيها السعرات الحرارية إلى النصف تقريبا، في تأخير هرم الأنسجة الدماغية. الصوم والهدوء النفسي من توجيهات الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - للصائم أن يلتزم بالسكينة والهدوء، وأن يبتعد بنفسه عن انفعالات الغضب والتوتر والشدةالنفسية، وذلك لما لها من آثار ضارة على مستوى حياة الإنسان وسلامته، وعلى مستوى استفادته من صيامه أيضا. أما وقد انتصر الصائم على نفسه بالإمساك عن الطعام والشراب وغيره من الشهوات ولو كان مبذولا وحلالا، فعليه أن ينتصر على نفسه ويملك زمامها في مجال العلاقات الإنسانية، فيتصف بالحلم والسكينة والهدوء والحكمة في معالجة المواقف المثيرة للغضب والشدة النفسية، قال -صلى الله عليه وسلم- « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم» [([18])]. ويجب التعلم من مواقف بعض العلماء الأعلام الذين أعطونا دروسا سامية في كيفية معالجة مثل هذه المواقف بالحكمة، والترفع عن النزول إلى مستوى السفهاء من الناس، فـــــ أحد هؤلاء العلماء الأفاضل أغلظ أحدهم له بالقول فما كان منه إلا أن واجهه بهدوء قائلاً: " إنما هي صحيفتك فاملأها بما تشاء "... ، فأُسقط في يد المهاجم وانصرف. مسك الختام لقد تبين من هذا البحث الوجيز أن في الصوم فوائد جمة للإنسان، منها ما هو متصل بسموه النفسي والخلقي والروحي، ومنها ما هو متصل بإضفاء الصحة والعافية على جسمه وتخليصه من السمنة وما يتصل بها من أمراض، وتنقية جسمه من السموم والآفات، كما يعيد بناء أنسجته وخلاياه ويجددها فيطلق طاقاته وحيويته بما يعود عليه بأفضل النتائج في صحته وسلامته ووقايته من الأمراض الوبيلة، وصدق ربنا -عز وجل- اذ يقول : { وأن تصوموا خير لكم }[([19])] و كما قيل « صوموا تصحوا» (ضعيف الجامع) ..... والحمد لله على ماهدانا إليه وأحاطنا به من الرعاية والعناية { إن ربكم لرؤوف رحيم } [([20])][([21])]. *** [ ٤ . ]الْبَحْثُالرَّابِعُ : [ الجزء الرابع ] : اسرار الصيام السبع نعيش هذه الرحلة الطيبة مع أسرار جديدة لعبادة رائعة هي الصيام، وما كشفه العلماء وفق آخر الأبحاث والدراسات عندما يصل المرض إلى مرحلة اليأس أو الاستعصاء على الأطباء فإن أفضل وسيلة هي اللجوء إلى الدواء المجاني المضمون... وهو الصوم! فقد وجد الباحثون في أسرار الشفاء حقائق جديدة تكشف فوائد الصوم اللامحدودة، وخصصوا المشافي المتطورة التي تعالج بنظام دوائي يعتمد الصوم أساساً للشفاء الناجع. وسوف نوجز أهم النتائج التي وصل إليها الأطباء والمتخصصون حديثاً في نقاط محددة: 1.]- فقد أظهرت الأبحاث الميدانية التي أجريت على أعداد كبيرة من المرضى أن الصوم يعالج : - السرطان و - يوقف نمو الخلايا السرطانية و - يثبط العوامل التي تحدث خلالاً في نظام عمل الخلايا. و لذلك ينصح الأطباء بضرورة الصيام كعلاج وقائي لمنع تحول الخلايا السليمة إلى خلايا مسرطنة. وقد لوحظ أن نسبة الإصابة بالسرطان بين الصائمين ولاسيما الصيام على الطريقة الإسلامية أقل بكثير ممن سواهم، فسبحان الله! 2.]- مع تطور التكنولوجيا وما تحمله من تلوث بالسموم وتلوث ضوئي وتلوث صوتي بسبب الضجيج والإضاءة الزائدة في الليل .. فإن العلماء اكتشفوا سراً جديداً لطرد السموم من الجسم من دون آثار جانبية، فقط بممارسة الصوم لأيام متعددة! فالجراحون يعجزون عن إزالة السموم المتراكمة في كل خلية من خلايا الجسم (لأن الجسم يحوي آلاف الملايين من الخلايا بل أكثر)، وهنا يأتي الصيام ليقوم بمهمة تنظيف الخلايا بشكل آمن وسليم ودون أضرار، وهذا سر من أسرار الصوم. + عالج السموم المتراكمة والتلوث بالصيام إن الدواء لكثير من الأمراض موجود في داخل كل منا، فجميع الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم، فالسموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب. يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مئتي كيلو غرام من المعادن الثقيلة والمواد السامة!! [راجع بداية المقال] و كل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكاسيد الكربون والرصاص والكبريت. فتأمل معي كم يستهلك الإنسان من معادن لا يستطيع الجسم أن يمتصها أو يستفيد منها، بل هي عبء ثقيل تجعل الإنسان يحسّ بالوهن والضعف وحتى الاضطراب في التفكير، بمعنى آخر هذه السموم تنعكس سلباً على جسده ونفسه، وقد تكون هي السبب الخفي الذي لا يراه الطبيب لكثير من الأمراض المزمنة، ولكن ما هو الحل؟ يقول الأطباء المعالجون بالصوم: إن الحل الأمثل لاستئصال المواد المتراكمة الملوثة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة وتنظيف هذه الخلايا بشكل فعال، وإن أفضل أنواع الصوم ما كان منتظماً. ونحن عندما نصوم لله شهراً في كل عام إنما نتبع نظاماً ميكانيكياً جيداً لتصريف مختلف أنواع السموم من أجسادنا. 3.]- من منا لا يعاني من هموم تتراكم في هذا العصر بسبب المشاكل المادية والنفسية والاجتماعية ومشاكل أفرزتها العولمة وتأثير الفضائيات والحروب وغيرها؟ إن المشاكل النفسية فقط تكلف الاقتصاد الأمريكي مليارات الدولارات سنوياً دون فائدة أو علاج! وسبحان الله، يؤكد العلماء وبمختلف اختصاصاتهم النفسية والتربوية والاجتماعية أن للصوم تأثير مذهل في تأمين الاستقرار النفسي وعلاج كثير من المشاكل الاجتماعية والأسرية! +عالج ضغوطك النفسية بالصيام للصيام قدرة فائقة على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!! حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم. حتى إننا نجد أن كثيراً من علماء النفس يعالجون مرضاهم النفسيين بالصيام فقط وقد حصلوا على نتائج مبهرة وناجحة! ولذلك يعتبر الصوم هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض: - الفصام و - الاكتئاب و - القلق و - الإحباط 4.]- مرض العصر حالياً هو البدانة أو الوزن الزائد والذي يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل : - أمراض القلب و - ضغط الدم و - السكري و - الكولسترول و - أمراض العمود الفقري، و هذه الأمراض أو بعضها يعاني منها أكثر من نصف المجتمع!!! وعلى الرغم من تطور وسائل العلاج إلا أن الأطباء يؤكدون وبشدة أو الصوم هو العلاج الوحيد الناجع لجميع هذه الأمراض... فسبحان الله! 5.]- الصوم علاج فعال لكثير من العادات السيئة التي تفتك بالمجتمع، مثل : - التدخين و - المخدرات و - تعاطي الكحول و - كثرة النظر إلى المحرمات... وسبحان الله، لا نعجب إذا علمنا أن الأطباء من غير المسلمين يؤكدون أن الطريقة المثالية للتخلص من هذه العادات السيئة هو الصوم! 6.]- يعاني كثير من الشباب في عصرنا هذا من عدم القدرة على الزواج بسبب تعقيدات المجتمع وعدم تطبيق المبادئ الإسلامية التي تقضي بتيسير أمر الزواج، ولذلك يعاني الباب من ضغوط عاطفية قد تقودهم للفاحشة. ويؤكد المختصون أن تقليل الطعام والشراب (ويفضل الصيام) لأن الجوع والعطش يصرف تفكير الشاب عن الأشياء المحرمة ويقلل من إفراز الهرمونات المسؤولة عن ذلك فيشعر الصائم بسعادة وراحة نفسية لا توصف! 7.]- هناك اكتشاف علمي جديد ومؤكد حيث أثبت العلماء أن الصيام يطيل عمر الخلايا ويرفع من النظام المناعي وبالتالي فالصائمون يعيشون معدلات عمر أعلى من غيرهم! وهذا من عجائب الصوم وأسراره التي تدعو المؤمن لتذوق حلاوة الصيام ولاسيما في شهر رمضان المبارك. إن رفع مستويات الطاقة الفعالة لدى الصائم نتيجة الامتناع عن الطعام والشراب، وزيادة قدرة الخلايا المناعية على أداء عملها وتنشيط النظام المناعي... يعني أمراً مهماً وهو قدرة جسد الصائم على علاج كافة الأمراض بلا استثناء، فسبحان الله! وأخيراً ... مهما بحثنا في أسرار الصوم لا ننتهي... ومهما عددنا فوائد الصيام لا نحصيها، ومهما درسنا منافع هذه العبادة والخير الكثير الذي يأتي بسببها لا يمكن أن نعددها... ولكن البيان الإلهي يلخص لنا كل هذه الفوائد بكلمات بليغة ورائعة يقول فيها -تبارك وتعالى- مخاطباً البشر جميعاً: ( وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [([22])] . نسأل الله تعالى أن يعيننا على الصيام والقيام ليس في رمضان فقط بل طيلة أشهر العام الهجري عسى الله أن يتقبل من الجميع، إنه سميع مجيب... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ــــــــــــ مراجع ملف من اعداد ابن الرَّمَادِيُ |
أركان الصوم ! { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون }[(1)] -*/-*/ أركان الصوم -*/-*/ [ ٢ . ]الْبَابُ الثَّانِي : [ ١ . ]:" الْبَحْثُ الْأَوَّلُ:" أركان الصوم وشروطه ": رَكَنَ إلىٰ الأمر: اي مال إليه وسكن، قال -تعالىٰ في علاه وتقدست اسماه-: ﴿ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ ...﴾[(2)]؛ أي: لا تميلوا وتسكنوا إلىٰ الظالمين، و رُكْنُ الشيء: جانبه الأقوىٰ، قَالَ تعالى علىٰ لسانه نبيه لوط : ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد ﴾[(3)] و (الركن) في اصطلاح الأصوليين: « ما يتوقف عليه وجود الشيء وعدمه »، و يعبرون عن ذلك بقولهم: « ما يتوقف علىٰ وجوده الوجود، وعلىٰ عدمه العدم »؛ و كثيرًا ما يعبر الفقهاء عن الركن بــ « الشرط »، ويريدون منه، « ما لا بد منه » . -*/-*/-*/ ركني الصوم: والصيام في حقيقته مركب من ركنين أساسيين، لا يتصور حصوله بدونهما: ﴿ ١ . ١ . ﴾ : الركن الأول: النية، ومعناها القصد، وهو اعتقاد القلب فعل شيء، وعزمه عليه من غير تردد، والمراد بها هنا قصد الصوم، و الدليل على أن النية ركن لصحة الصيام، قوله - صلى الله عليه وسلم-: « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى »[(4)]، و هو يعم كل عمل ، و قوله في حديث حفصة -رضي الله عنها؛ وعن أبيها-: عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :. « مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ »[(5)]: ومحل النية القلب، ولا يشرع التلفظ بها، وهو خلاف السُّنَّة؛ لأنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه، وحقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله تعالى، وطلباً لثوابه، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت، وهو: إيقاع النية ليلاً، لحديث حفصة المتقدم، و تصح النية في أي جزء من أجزاء الليل، وينبغي على العبد أن يبتعد عن وسواس الشيطان في النية، فإن النية لا تحتاج إلى تكلف، فمن عقد قلبه ليلاً أنه صائم غداً فقد نوى، ومثله ما لو تسحر بنية الصوم غداً. وبعض الفقهاء يعد النية شرطاً لصحة الصيام لا ركناً من أركانه، والمقصود أنه لا بد منها لصحة الصوم سواء عددناها ركناً أم شرطاً. -*/-*/ ﴿ ١ . ٢ . ﴾ - الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات من : - طعام، و - شراب، و - جماع، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ﴾[(6)]، و المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود، بياض النهار وسواد الليل، وذلك يحصل بطلوع الفجر الثاني أو الفجر الصادق؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: « لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطير في الأفق ﴾[(7)]. و قوله -صلى الله عليه وسلم-: « إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم »[(8)]، وقد أجمع أهل العلم على أن من فعل شيئاً من ذلك متعمداً فقد بطل صومه. -*/-*/ ﴿ ١ . ٣ . ﴾ : شروط الصوم: وهناك شروط ذكرها أهل العلم لا بد من توفرها حتى يجب الصوم على العبد، وهي: أن يكون : - مسلماً - بالغاً - عاقلاً - مقيماً - قادراً - خالياً من الموانع الشرعية. فلا يصح الصوم من الكافر، فإن أسلم في أثناء الشهر، صام الباقي، ولا يلزمه قضاء ما سبق حال الكفر، ويقضي اليوم الذي أسلم فيه، إن أسلم أثناء النهار، نص عليه الإمام مالك، والإمام أحمد وغيرهما. و لا يجب الصوم على الصغير غير البالغ لعدم التكليف، و لكنه يصح منه، و يكون في حقه نافلة، و لو أفطر في أثناء النهار فلا شيء عليه، و يستحب تدريبه على الصوم ليعتاد عليه، ولئلا يجد صعوبة فيه حال البلوغ، فقد ثبت في الصحيح من حديث الرُبيِّع بنت معوِّذ -رضي الله عنها- أنها قالت في صيام عاشوراء لما فُرض: " كنا نُصَوِّمُ صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار"[(9)]. ولا يجب الصوم على مجنون، ولو صام حال جنونه، لم يصح منه؛ لأن الصوم عبادة مفتقرة إلى النية، والمجنون لا يتصور منه النية، وفي الحديث الصحيح عن علي -رضي الله عنه- مرفوعاً: ( رُفِعَ القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل) [(10)]. ولا يجب الصوم على غير القادر لمرض دائم، أو كبر، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم. و لا يجب على المسافر، و المريض مرضاً عارضاً، و لكنهما يقضيانه حال زوال عذر المرض أو السفر؛ لقوله -جل وعلا-: { ... فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ... }[(11)]. و لا يجب الصوم على : - الحائض ؛ و - النفساء، بل يحرم عليهما، ولا يصح منهما؛ لوجود المانع الشرعي، ولو جاءها الحيض أو النفاس أثناء الصوم، بطل صوم ذلك اليوم، ويجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان. و الطهارة ليست شرطاً لصحة الصوم، فإذا تسحر الجنب، وشرع في الصوم، ولم يغتسل، صح صومه. و كذلك لو طهرت المرأة من الحيض في الليل ولم تغتسل، وصامت يومها التالي صح الصوم منها. هذه هي أهم أركان الصوم وشروطه، وللسادة العلماء مزيد تفصيل وبيان فيها، يمكن الرجوع إليها في مظانها، والله أعلم. ** |
"سنن الصوم وآدابه " [ ٢ . ]الْبَابُ الثَّانِي : الْبَحْثُ الثَّانِي :"سنن الصوم وآدابه " الأدب عنوان فلاح المرء وسعادته في الدنيا والآخرة؛ وأكمل الأدب وأعظمه الأدب مع الله -سبحانه وتعالىٰ-، ولذلك شُرعت لكل عبادة في الإسلام آداب ينبغي علىٰ المسلم الحفاظ عليها ومراعاتها؛ فــ - قراءة القرآن لها آداب، - الصلاة لها آداب، و - الحج له آداب؛ و - الزكاة والصدقة لهما آداب؛ و - مساعدة المحتاج لها آداب ؛ و - حضور مجالس العلم والسؤال لهما آداب؛ وكذلك : - الصوم له آداب عظيمة، لا يتم علىٰ الوجه الأوفق والأمثل إلا بها، ولا يكمل إيمان العبد إلا بتحقيقها. والعبادات المفروضة وإن كانت تصح من غير الإتيان بآدابها وسننها إلا أنها تبقىٰ ناقصة الأجر، قليلة الأثر، ولأجل هذا الملحظ شُرعت السنن والآداب؛ وأكملها لنا الرسول المجتبى والنبي المحتبى والــحــبــيــــب المرتضى المجتبى لتكميل النقص أو السهو والنسيان إذا طرأ علىٰ الفرائض والواجبات؛ كي يعيش المسلم في حياة إسلامية متكاملة الآركان وقوية البنيان. وقد جاءت الشريعة الحنيفية الغراء الإسلامية السهلة الميسرة والمنهج النبوي المحمدي بــ - كف اللسان عن المحرمات من : - غيبة و - نميمة و - كذب و - سَفَه و - عدوان في كل وقت وحين... و - سلوك غير لائق بمَن آمن بالله ربا واحدا وبمحمد نبيا خاتما وبالقرآن منهاجا وشريعة؛ إلا أن الكف عن هذه الأمور يتأكد في رمضان، لمنافاتها لحقيقة الصوم والغاية منه، فيكون التدريب في شهر معين على بقية الشهور والأيام، إذ أن رب رمضان هو- سبحانه وتعالى – رب بقية الشهور والأيام والأعوام، وفي الحديث عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه »[(92)]. و قال -ﷺ-: « إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذٍ ولا يجهل، فان سابَّه أحد أو قاتله أحد، فليقل: إني امرؤ صائم »[(93)]، و « الرفث »هو: الكلام الفاحش... قال الإمام أحمد -رحمه الله-: < ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ويصون صومه >، ثم قال: < وكانوا -يقصد السلف الصالح- إذا صاموا قعدوا في المساجد >، وقالوا: « نحفظ صومنا، ولا نغتاب أحداً ». وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -ﷺ-. فعلى الصائم أن يحفظ : - بصره عن النظر إلىٰ المحرمات، وإضاعة وقته في المسلسلات الهابطة والبرامج المتلفزة الفاسدة؛ ويحفظ : - أذنه عن الاستماع للغناء وآلات اللهو، ويحفظ : - بطنه عن كل مكسب خبيث محرم... فليس من العقل والحكمة أن يتقرب العبد إلىٰ ربه بترك المباحات من الطعام والشراب والجماع؛ وما لذ وطاب، وهو لم يتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليه في كل حال، من الكذب والظلم والعدوان، وارتكاب المحرمات؛ وإضاعة الوقت فيما لا نفع فيه. ومن فعل ذلك كان كمن يضيِّع الفرائض، ويتقرب بالنوافل. كما يستحب للصائم : - بذل الصدقة للمحتاجين من الفقراء والمساكين، وفي الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- أنه -ﷺ-: « كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فَلَرَسول الله-ﷺ- أجود بالخير من الريح المرسلة »[(94)]. ومن السنن المشروعة في الصيام: - تناول السحور ؛ و - تأخيره، لما في ذلك من عون علىٰ صيام النهار، قال -ﷺ-: « تسحروا فإن في السحور بركة »[(95)]، وقال في الحديث الآخر: « فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكْلَة السَّحَر »[(96)] يقول زيد بن ثابت: " تسحرنا مع النبي-ﷺ-، ثم قمنا إلىٰ الصلاة "[(97)]، وهو يدل علىٰ استحباب تأخير السحور. كما يستحب للصائم : - تعجيل الفطر لقوله-ﷺ- : « لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر »[(98)]. وأن : - يفطر على رطبات إن تيسر؛ لحديث أنس -رضي الله عنه-، قال: « كان رسول الله-ﷺ-يفطر قبل أن يصلي علىٰ رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء»[(99)]. ومن الأمور المسنونة للصائم : - الدعاء عند فطره، وفي الحديث: « ثلاثة لا ترد دعوتهم -وذكر منهم- والصائم حين يفطر»[(100)]، وثبت عنه -ﷺ- عند الإفطار، قوله: « ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالىٰ »[(101)]. وبهذا يتبين أن حقيقة الصيام ليست مجرد الإمساك عن المفطرات الحسية فحسب، فإن ذلك يقدر عليه كل أحد، كما قال بعضهم: " أهون الصيام ترك الشراب والطعام "، ولكن حقيقة الصيام ما أخبر عنه جابر -رضي الله عنه- بقوله: " إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذىٰ الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ".[(102)] فاحرص -أخي الصائم؛ أختي الصائمة- علىٰ الالتزام بهذه الآداب والمسنونات، واجتنب المحرَّمات والمكروهات، ففي ذلك حفظ لصومك، ومرضاة لربك، وزيادة في أجرك. ". ــــــــــــــــــــــــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ |
الصيام عند الأمم السابقة! بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ [ آية 30؛ سورة النمل 27] بحث الصيام عند الأمم السابقة دراسة مقارنة *..*..* قالَ الطبريُّ في تأويلِ قوله تعالى : { ... كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... }[1]، يَعْنِي فُرِضَ عَلَيْكُمْ مَثَل َالَّذِي فُرِضَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ؛ ثم قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطبري : " ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الَّذِينَ : - عَنَى اللَّهُ بِقَوْلِهِ : " كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ " ، وَ - فِي الْمَعْنَى الَّذِي وَقَعَ فِيهِ التَّشْبِيهُ بَيْنَ فَرْضِ صَوْمِنَا وَصَوْمِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا " . ورأيتُ أن أعرضَ كافة الأقوال التي وردت في مسألة " الصيام في الأمم السابقة " ... ثم نستخلص من أبحاث العلماء الرأي الذي نظن أنه صواب ونميل إليه . ذكر القرطبي قول مجاهد إذ قال : " كتب الله -عز وجل- صوم شهر رمضان على كل أمة " . وعند ابن كثير من رواية عباد بن منصور عن الحسن قال : " واللهِ؛ لقد كتب الله الصيام على كل أمة خلت كما كتبه علينا شهرًا كاملاً " . وعن ابن عمر مرفوعًا قال : " صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم " . قال الإمام الرازي في تفسيره : " هَذِهِ الْعِبَادَةُ ـ الصيام ـ كَانَتْ مَكْتُوبَةً وَاجِبَةً عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى عَهْدِكُمْ ، مَا أَخْلَى اللَّهُ أُمَّةً مِنْ إِيجَابِهَا عَلَيْهِمْ لَا يَفْرِضُهَا عَلَيْكُمْ وَحْدَكُمْ ، وَفَائِدَةُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ الصَّوْمَ عِبَادَةٌ شَاقَّةٌ ، وَالشَّيْءُ الشَّاقُّ إِذَا عَمَّ سَهُلَ تَحَمُّلُهُ " . وقد قال ابن عاشور : " اللَّهُ شَرَعَهَا ـ عبادة الصيام ـ قَبْلَ الْإِسْلَامِ لِمَنْ كَانُوا قَبْلَ الْمُسْلِمِينَ ، وَشَرَعَهَا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي اطِّرَادَ صَلَاحِهَا وَوَفْرَةَ ثَوَابِهَا ، وَإِنْهَاضَ هِمَمِ الْمُسْلِمِينَ لِتَلَقِّي هَذِهِ الْعِبَادَةِ كَيْلَا يَتَمَيَّزَ بِهَا مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ " . أولاً : عهد أبي البشر والناس أجمعين آدم ؛ عليه السلام . قال صاحب الفتح : ذَكَرَ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ أَنَّ " آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَام- لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ ، ثُمَّ تَابَ ، تَأَخَّرَ قَبُولُ تَوْبَتِهِ مِمَّا بَقِيَ فِي جَسَدِهِ مِنْ تِلْكَ الْأَكْلَةِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا ، فَلَمَّا صَفَا جَسَدُهُ مِنْهَا تِيبَ عَلَيْهِ ، فَفُرِضَ عَلَى ذُرِّيَّتِهِ صِيَامُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا " . قلتُ [ الرمادي ] : وأظن أنَّ هذا القول ينسب إلى أَبي الْخَيْرِ الطَّالِقَانِيُّ نقلاً من كِتَابِهِ " حَظَائِرُ الْقُدُسِ " . وعقب صاحب الفتح بقوله :" وَهَذَا ـ الإدعاء ـ يَحْتَاجُ إِلَى ثُبُوتِ السَّنَدِ فِيهِ إِلَى مَنْ يُقْبَلُ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ ، وَهَيْهَاتَ وِجْدَانُ ذَلِكَ" ، وبالتالي تسقط هذه الرواية ولا يعتمد عليها ولا يحتج بها . قلتُ :" وإذا لم تصح هذه الرواية ولا يجوز الإعتماد عليها غير أننا نجد عند القرطبي في جامعه :" ما روي عن مجاهد بن جبر المفسر التابعي المعروف وأحد النجباء من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن الله -عز وجل- كتب صوم رمضان على كل أمة " . [2] قلتُ : إذا اعتمدنا قول التابعي الجليل ؛ تلميذ ابن عباس فيمكننا القول بأن كل أمة من الأمم السابقة قد أوجب الله -تعالى- عليها الصيام دون إستثناء ، لكن ينقصنا الدليل والسند لتثبيت هذا الرأي، هذه واحدة ، أما الثانية فإنه يفهم من قوله -تعالى- : " من قبلكم " ، أي كل مَن جاء قبلنا ، و " من " هنا للبيان . والله أعلم . ثانياً : نوح عليه السلام ؛ كما يسميه البعض آدم الثاني . د. محمد إبراهيم الشريف في بحثٍ له تحت عنوان : " الصيام في الأمم السابقة " قال :" ويُرجع أهل التاريخ بداية تشريع هذه الفريضة ـ الصيام ـ إلى عهد نوح النبي -عليه السلام- ؛ فيقولون إنه ـ أي النبي نوح ـ أول من صام رمضان لما خرج -عليه السلام- من السفينة " ، ثم يعقب د. الشريف بالقول :" ومن المرجح أن فريضة الصيام قد عرفت قبل هذا التاريخ ، ومعلوم أنه كان قبل نوح -عليه السلام- أمم وأجيال شغلت الزمان منذ نبي الله آدم -عليه السلام- " . وهنا تعوزنا الأدلة المسندة لنثبت أن قبل زمن نوح -عليه السلام- صام الناس . قالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ محمد عبده : " أَبْهَمَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا " . قلتُ : وقد صدق الإستاذ الإمام فيما قاله لحكمةٍ يعلمها -سبحانه وتعالى- ، نسعى أن نتبينها . ثم يقول د. الشريف :" من الملاحظ أن آية سورة البقرة - آية 183 - لم تُشر في وضوح إلى كيفية صيام الأمم السابقة ، أو مقدار هذا الصوم وزمانه ، وإن كانت قد أشارت في إجمال إلى فرض الله له على السابقين ، وقد فرض الله على الأمة الإسلامية على نحو من فرضيته له على مَن سبقها من الأمم " . قلتُ [ الرمادي ]: و ما قاله فضيلة الدكتور الشريف إضافة هامة إلى قول الإمام محمد عبده ـ رحمه الله -تعالى -ـ ، وهكذا لا يدل ظاهر الآية القرآنية على أكثر من فريضة الصيام ووجوبه ؛ إذ ليس شيء في ألفاظ الوجوب أصرح من قول الله -تعالى- : " كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ " [البقرة : 183] . فقد كان الصوم مكتوبًا ومفروضًا عليهم ، ومثل كتابته وفريضته عليهم كُتِب وفُرِض على المسلمين . بيد أن الأستاذ الإمام تعرض لأمم سابقة . ثالثاً : مصر القديمة واليونان والرومانيون و وثنيو الهند : عقبَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ محمد عبده بعد جملته السابقة بالقول : " وَالْمَعْرُوفُ أَنَّ الصَّوْمَ مَشْرُوعٌ فِي جَمِيعِ الْمِلَلِ حَتَّى الْوَثَنِيَّةِ ، فَهُوَ مَعْرُوفٌ عَنْ قُدَمَاءِ الْمِصْرِيِّينَ فِي أَيَّامِ وَثَنِيَّتِهِمْ ، وَانْتَقَلَ مِنْهُمْ إِلَى الْيُونَانِ فَكَانُوا يَفْرِضُونَهُ لَا سِيَّمَا عَلَى النِّسَاءِ ، وَكَذَلِكَ الرُّومَانِيُّونَ كَانُوا يُعْنَوْنَ بِالصِّيَامِ ، وَلَا يَزَالُ وَثَنِيُّو الْهِنْدِ وَغَيْرُهُمْ يَصُومُونَ إِلَى الْآنِ " . وينقل الشيخ محمد رشيد رضا ؛ الطرابلسي؛ تلميذ الأستاذ الإمام المِصري -رحمهما الله تعالى- فكتبَ :" قَالَ شَيْخُنَا ـ الأستاذ الإمام محمد عبده : إِنَّ الْوَثَنِيِّينَ كَانُوا يَصُومُونَ لِتَسْكِينِ غَضَبِ آلِهَتِهِمْ إِذَا عَمِلُوا مَا يُغْضِبُهَا ، أَوْ لِإِرْضَائِهَا وَاسْتِمَالَتِهَا إِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ فِي بَعْضِ الشُّئُونِ وَالْأَغْرَاضِ ، وَكَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ إِرْضَاءَ الْآلِهَةِ وَالتَّزَلُّفَ إِلَيْهَا يَكُونُ بِتَعْذِيبِ النَّفْسِ وَإِمَاتَةِ حُظُوظِ الْجَسَدِ ، وَانْتَشَرَ هَذَا الِاعْتِقَادُ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ ، حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَامُ يُعَلِّمُنَا أَنَّ الصَّوْمَ وَنَحْوَهُ إِنَّمَا فُرِضَ ؛ لِأَنَّهُ يُعِدُّنَا لِلسَّعَادَةِ بِالتَّقْوَى ، وَأَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنَّا وَعَنْ عَمَلِنَا ، وَمَا كَتَبَ عَلَيْنَا الصِّيَامَ إِلَّا لِمَنْفَعَتِنَا " . قال صاحب المنار : " وَقَدْ كُتِبَ عَلَى أَهْلِ الْمِلَلِ السَّابِقَةِ فَكَانَ رُكْنًا مَنْ كُلِّ دِينٍ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَقْوَى الْعِبَادَاتِ وَأَعْظَمِ ذَرَائِعِ التَّهْذِيبِ ، وَفِي إِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَى لَنَا بِأَنَّهُ فَرَضَهُ عَلَيْنَا كَمَا فَرَضَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا إِشْعَارٌ بِوَحْدَةِ الدِّينِ أُصُولِهِ وَمَقْصِدِهِ ، وَتَأْكِيدٌ لِأَمْرِ هَذِهِ الْفَرْضِيَّةِ وَتَرْغِيبٌ فِيهَا" . قال الرازي : " اللَّهُ -تَعَالَى- فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ عَلَىٰ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى " . رابعاً : اليهود القرطبي حدد أن المقصود من الآية :" هُمُ الْيَهُودُ " ؛ والإمامُ ابن عاشور تبنى قولاً واحداً ؛ إذ يقول :" وَالْمُرَادُ بِـ : { ... الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... } مَنْ كَانَ قَبْلَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّرَائِعِ ، وَهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ – أَعْنِي ـ والقول للإمام ابن عاشور ـ الْيَهُودَ - لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ يَعْرِفُهُمُ الْمُخَاطَبُونَ وَيَعْرِفُونَ ظَاهِرَ شِئُونِهِمْ وَكَانُوا عَلَى اخْتِلَاطٍ بِهِمْ فِي الْمَدِينَةِ " . قال صاحب المنار : " وَلَيْسَ فِي أَسْفَارِ التَّوْرَاةِ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِينَا مَا يَدُلُّ عَلَى فَرْضِيَّةِ الصِّيَامِ ، وَإِنَّمَا فِيهَا مَدْحُهُ وَمَدْحُ الصَّائِمِينَ ، وَثَبَتَ أَنَّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّوْمَ كَانَ مَعْرُوفًا مَشْرُوعًا وَمَعْدُودًا مِنَ الْعِبَادَاتِ ، وَالْيَهُودُ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ يَصُومُونَ أُسْبُوعًا تِذْكَارًا لِخَرَابِ أُورْشَلِيمَ وَأَخْذِهَا ، وَيَصُومُونَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ آبَ [ أغسطس ] " . ثم يقول صاحب المنار -رحمه الله- : " وَيُنْقَلُ أَنَّ التَّوْرَاةَ فَرَضَتْ عَلَيْهِمْ صَوْمَ الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابِعِ وَأَنَّهُمْ يَصُومُونَهُ بِلَيْلَتِهِ وَلَعَلَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَهُ عَاشُورَاءَ ، وَلَهُمْ أَيَّامٌ أُخَرُ يَصُومُونَهَا نَهَارًا". خامساً : النَّصَارَىٰ الإمام الطبري ؛ شيخ المفسرين ذكر في موسوعته التفسيرية : قَالَ بَعْضُهُمُ : الَّذِينَ أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَنِ الصَّوْمِ الَّذِي فَرَضَهُ عَلَيْنَا ، أَنَّهُ كَمَثَلِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِمْ ، هُمُ النَّصَارَى " . ثم أورد ذِكْرَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ . قال ابن العربي في أحكام القرآن في تأويل قَوْله تَعَالَى: { ... كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... }؛ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: قِيلَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ ، وَقِيلَ : هُمْ النَّصَارَى. وَقِيلَ : هُمْ جَمِيعُ النَّاسِ . وَهَذَا الْقَوْلُ الْأَخِيرُ ـ عند ابن العربي ـ سَاقِطٌ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ الصَّوْمُ عَلَى مَنْ قَبْلَنَا بِإِمْسَاكِ اللِّسَانِ عَنْ الْكَلَامِ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي شَرْعِنَا ؛ فَصَارَ ظَاهِرُ الْقَوْلِ رَاجِعًا إلَى النَّصَارَى لِأَمْرَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ الْأَدْنَوْنَ إلَيْنَا . الثَّانِي : أَنَّ الصَّوْمَ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ كَانَ إذَا نَامَ الرَّجُلُ لَمْ يُفْطِرْ ، وَهُوَ الْأَشْبَهُ بِصَوْمِهِمْ . صاحب المنار يقول ؛ ووافقه في الرأي ابن عاشور :" وَأَمَّا النَّصَارَى فَلَيْسَ فِي أَنَاجِيلِهِمُ الْمَعْرُوفَةِ نَصٌّ فِي فَرِيضَةِ الصَّوْمِ ، وَإِنَّمَا فِيهَا ذِكْرُهُ وَمَدْحُهُ وَاعْتِبَارُهُ عِبَادَةً كَالنَّهْيِ عَنِ الرِّيَاءِ وَإِظْهَارِ الْكَآبَةِ فِيهِ ، بَلْ تَأْمُرُ الصَّائِمَ بِدَهْنِ الرَّأْسِ وَغَسْلِ الْوَجْهِ حَتَّى لَا تَظْهَرَ عَلَيْهِ أَمَارَةُ الصِّيَامِ فَيَكُونُ مُرَائِيًا كَالْفُرِيسِيِّينَ ، وَأَشْهَرُ صَوْمِهِمْ وَأَقْدَمُهُ الصَّوْمُ الْكَبِيرُ الَّذِي قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ ، وَهُوَ الَّذِي صَامَهُ مُوسَى وَكَانَ يَصُومُهُ عِيسَى -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- وَالْحَوَارِيُّونَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- ، ثُمَّ وَضَعَ رُؤَسَاءُ الْكَنِيسَةِ ضُرُوبًا أُخْرَى مِنَ الصِّيَامِ وَفِيهَا خِلَافٌ بَيْنَ الْمَذَاهِبِ وَالطَّوَائِفِ ، وَمِنْهَا صَوْمٌ عَنِ اللَّحْمِ ؛ وَصَوْمٌ عَنِ السَّمَكِ ؛ وَصَوْمٌ عَنِ الْبَيْضِ وَاللَّبَنِ ، وَكَانَ الصَّوْمُ الْمَشْرُوعُ عِنْدَ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ - كَــ صَوْمِ الْيَهُودِ- يَأْكُلُونَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً ، فَغَيَّرُوهُ وَصَارُوا يَصُومُونَ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ ، وَلَا نُطِيلُ ـ يقول الشيخ محمد رشيد رضا نقلا من المنار ـ فِي تَفْصِيلِ صِيَامِهِمْ ، بَلْ نَكْتَفِي بِهَذَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ... }، أَيْ فُرِضِ عَلَيْكُمْ كَمَا فُرِضَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ قَبْلِكُمْ . فَهُوَ تَشْبِيهُ الْفَرْضِيَّةِ بِالْفَرْضِيَّةِ وَلَا تَدْخُلُ فِيهِ صِفَتُهُ وَلَا عِدَّةُ أَيَّامِهِ ، وَفِي قِصَّتَيْ زَكَرِيَّا وَمَرْيَمَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- ؛ أَنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ عَنِ الْكَلَامِ ؛ أَيْ : مَعَ الصِّيَامِ عَنْ شَهَوَاتِ الزَّوْجِيَّةِ وَالشَّرَابِ وَالطَّعَامِ " . و ابن عاشور وافق الشيخ رشيد في قوله فكتبَ يقول: " أَمَّا النَّصَارَى فَلَيْسَ فِي شَرِيعَتِهِمْ نَصٌّ عَلَى تَشْرِيعِ صَوْمٍ زَائِدٍ عَلَى مَا فِي التَّوْرَاةِ فَكَانُوا يَتَّبِعُونَ صَوْمَ الْيَهُودِ " . قلتُ [ الرمادي ] : لم يوثق لنا الأستاذ الإمام أو تلميذه الشيخ الجليل محمد رشيد رضا ؛ وأيضا فضيلة الشيخ الموقر ابن عاشور ؛ السادة العلماء أصحاب القدم الراسخة في التأويل ؛ أقول : لم يوثق أي منهم ما لخصه لنا من الكتاب المقدس ؛ العهد العتيق ، فلم يذكر أي منهم اسم الكتاب / الإصحاح أو الإنجيل أو رقم الآية أو الفقرة ؛ مع علمي بأن فضيلة الشيخ رشيد والشيخ ابن عاشور في مواضع آخرى من تفسيرهما ذكرا ـ جزاهما الله عنا كل الخير ـ اسم الإصحاح ورقم الآية عند الإستدلال . وأذكره : [ راجع : الرساله الي اهل روميه 14 / الاصحاح الرابع عشر / العهد الجديد ، و الرساله الي اهل كولوسي / الاصحاح الثاني / العهد الجديد ] وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ قَالُوا : " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى " ، ثُمَّ إِنَّ رُهْبَانَهُمْ شَرَعُوا صَوْمَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا اقْتِدَاءً بِالْمَسِيحِ ، إِذْ صَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَبْلَ بَعْثَتِهِ ،وَيُشْرَعُ عِنْدَهُمْ نَذْرُ الصَّوْمِ عِنْدَ التَّوْبَةِ وَغَيْرِهَا ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَوَسَّعُونَ فِي صِفَةِ الصَّوْمِ ، فَهُوَ عِنْدَهُمْ تَرْكُ الْأَقْوَاتِ الْقَوِيَّةِ وَالْمَشْرُوبَاتِ ، أَوْ هُوَ تَنَاوُلُ طَعَامٍ وَاحِدٍ فِي الْيَوْمِ يَجُوزُ أَنْ تَلْحَقَهُ أَكْلَةٌ خَفِيفَةٌ" . سادساً : جَمِيعُ النَّاسِ . قال الطبري : " وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ ذَلِكَ كَانَ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ" . وهذا ما قال به ابن العربي في أحكام القرآن . خلاصة البحث : ونميلُ إلى ما قاله الطبري ؛ إذ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَ أَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ : مَعْنَى الْآيَةِ :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فُرِضَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا فُرِضَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ،" أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ " ، وَهِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ كُلُّهُ . لِأَنَّ مَنْ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ مَأْمُورًا بِاتِّبَاعِ إِبْرَاهِيمَ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- كَانَ جَعْلَهُ لِلنَّاسِ إِمَامًا ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنَّ دِينَهُ كَانَ الْحَنِيفِيَّةَ الْمُسَلِّمَةَ ، فَأَمْرَ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمَثَلِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مَنْ قَبِلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ. قلتُ [ الرمادي ] : تتبقى مسألة :" مَاهِيَّةِ الصِّيَامِ وَكَيْفِيَّتِه " . ***** ويختص الصيام من بين الفرائض والشعائر الدينية المتعبَّد بها بشرف إضافته إلى الله-تعالى-، ونسبته إليه، وتفرده بعلم مقدار ثوابه وعظم فضله؛ لبعده عن الرياء والشهرة وخفائه عن الناس، وقد جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، التي ذكرها الأئمة ومنها ما أخبر به النبي المصطفى والرسول المجتبى والـــحـــبـــيــــب المرتضى المحتبى -صلى الله عليه وسلم-عن ربه -عزوجل-قال : " يَقُولُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه ِ" ، " إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي فصيامه له وأنا أجزي به كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به ". [3] ، وقال أبو هريرة :" كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام هو لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، إذا كان يوم صيام أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم ، أطيب عند الله يوم القيامة ، من ريح المسك ؛ للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه -عز وجل- فرح بصومه " [4] ، وإنما خص الصوم بذلك وإن كانت العبادات كلها لله - سبحانه وتعالى-، لما أشرنا إليه من مباينة الصوم سائر العبادات والشعائر في كونه سرًّا بين العبد و ربه ، لا يظهر إلا له فكان لخفائه عن الناس بعيدًا عن شبهة الرياء والسمعة ، فاستحق بإخلاص صاحبه لله اختصاصَه به ،وإضافته إليه دون سائر العبادات . يقول ابن عاشور : " فَحَصَلَ فِي صِيَامِ الْإِسْلَامِ مَا يُخَالِفُ صِيَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي قُيُودِ مَاهِيَّةِ الصِّيَامِ وَكَيْفِيَّتِهَا ، وَلَمْ يَكُنْ صِيَامُنَا مُمَاثِلًا لِصِيَامِهِمْ تَمَامَ الْمُمَاثَلَةِ " . ونميلُ لقول ابن عاشور ؛ ثم نقول بما أثبته مولانا وخالقنا ورازقنا-سبحانه وتعالى-: إذ قال -مَن تعالى في سماه وتقدست اسماه- :" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا " [5] . [*] ™˜ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ بحوث: ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾ أعد هذا الملف : مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ بِثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى Dr.MUHAMMADELRAMADY حُرِّرَ في يوم الإثنين ٢٧ شعبان ١٤٤١ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق 20 من شهر أبريل عام 2020 من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول -عليهما السلام-. |
تهنئة رمضان ١٤٤١ {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم} [الفاتحة:1] {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة:185] تهنئة رمضان ١٤٤١ نرفع اسمى آيات التهاني وأرفع علامات الأمنيات وخالص الدعوات القلبية وأرق الأشواق لرؤيتكم والاطمئنان عليكم؛ ونتمنى لكم جميعا أجمل الأوقات بين ذكر لله -تعالى في سماه وسما في علاه وتقدست اسماه- وصلاة له -سبحانه- وبين صوم واستغفار بحلول شهر الخير والغفران شهر القرآن والصيام فقال تعالى : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [البقرة:185] ولإرادته - سبحانه وتعالى - { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة:185] جاء شهر رمضان المعظم ؛ شهر الصيام والقيام لعام ١٤٤١ من الهجرة الشريفة والموافق أبريل/مايو للعام الميلادي 2020 والأمة الإسلامية والعالم في أختبار حقيقي ، فقال مَن رفع السموات بغير عمد نراها : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين } [البقرة:155] ويعلمنا خالقنا ورازقنا ماذا نقول { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون } [البقرة:156] { أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون } [البقرة:157] وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: " إِنَّ الصَّوْمَ رُبْعُ الْإِيمَانِ " ؛ لِأَنَّهُ جَاءَ حَدِيثٌ : 《 أَنَّ الصَّبْرَ نِصْفُ الْإِيمَانِ 》، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : 《 الصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ 》... ( وَالصَّبْرَ صِفَةُ الْمُؤْمِنِينَ ،)، وَالصَّبْرُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ: - صَبْرٌ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَ - صَبْرٌ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَ - صَبْرٌ عَلَى أَقْدَارِ اللَّهِ الْمُؤْلِمَةِ . وَتَجْتَمِعُ الثَّلَاثَةُ كُلُّهَا فِي الصَّوْمِ ...... وطالما لا يوجد دواء للمرضى ولا لقاح للأصحاء فعليه يجب الآلتزام بــ الأجراءات الأحترازية لمنع العدوى والإرشادات الطبية العلمية لمنع انتشار الفيروس ... فوجب من الناحية الشرعية والعلمية معاً الحفاظ على صحتكم وصحة من تحبون وصحة الآخرين . جاء في صحيح البخاري:" عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الطَّاعُونِ فَقَالَ : « مَا مِنْ عَبْدٍ يَكُونُ فِي بَلَدٍ يَكُونُ فِيهِ وَيَمْكُثُ فِيهِ لَا يَخْرُجُ مِنْ الْبَلَدِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ » . ولا يتبقى لنا إلا قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون } [البقرة:186] وكل عام وأنتم جميعا بصحة وعافية ويسر الرمادي 30 شعبان 1441 هــ ~ 23 ابريل 2020م |
خصائص و فضائل شهر القرآن والغفران والصيام والقيام: "رمضان المعظم " خصائص و فضائل شهر القرآن والغفران ، والصيام والقيام: "رمضان المعظم " خص الله -عز وجل- شهر رمضان بفضائل وخصائص عن بقية الشهور ؛ ومن ذلك : ١ . ] أن الله -عز وجل- جعل صومه الركن الرابع من أركان الإسلام، كما قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه } [البقرة / 185 ] ، و ثبت في "الصحيحين" من حديث ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله ؛ وأن محمدا عبد الله ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت . [البخاري ( 8 ) ، ومسلم ( 16 )] ٢ . ] أن الله -عز وجل- أنزل فيه القرآن ، كما قال تعالى في الآية السابقة : { أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [ البقرة / 184- 185 .] ٣ . ] أن الله -عز وجل- جعل فيه ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، كما قال -تعالى- : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } [ القدر / 1 ~ 5 ]. ٣ . ١ . ] وقال -عز وجل- أيضا : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ } [ الدخان / 3 ]. ٤ . ] أن الله -عز وجل- جعل صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب ، كما ثبت في " الصحيحين " من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ". [البخاري : ( 2014 ) ، ومسلم : ( 760 ) ] و وعند البخاري أيضا ومسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم- : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . [ البخاري: ( 2008 ) ، ومسلم : ( 174 ) ] ٥ . ] أن الله -عز وجل- يفتح فيه أبواب الجنان ، ويُغلق فيه أبواب النيران ، ويُصفِّد فيه الشياطين ، كما ثبت في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين " . [ ( البخاري : ( 1898 ) ، ومسلم : ( 1079 ) ] ٦ . ] أن لله -عز وجل- في كل ليلة منه عتقاء من النار ، روى الإمام أحمد من حديث أبي أُمامة -رضي الله تعالى عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال :" لله عند كل فطر عتقاء ". . [ مسند أحمد : (جزء : (5)؛ ص: (256) ] [قال المنذري: إسناده لا بأس به. وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (987)] وروى البزار من حديث أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :" إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة _ يعني في رمضان _ ، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة". [كشف: (962)] [صححه الألباني في "صحيح الترغيب" ( 1002 ) .] ٧ . ] أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذي قبله إذا اجتنبت الكبائر ، كما ثبت في "صحيح مسلم" أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : " الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان : مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ". [صحيح مسلم : (233) ] ٨ . ] مَن صامه ثم صام ستة من شوال [الشهر الذي يلي رمضان مباشرة] كصيام الدهر ؛ أي يعدل صيام عشرة أشهر، كما يدل على ذلك ما ثبت في "صحيح مسلم" من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله تعالى عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :" من صام رمضان ، ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ". [ صحيح مسلم: (1164) ] ٩ . ] أن من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ، لما ثبت عند أبي داود وغيره من حديث أبي ذر -رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ". [ سنن ابي داوود : (1370) ] [صححه الألباني في "صلاة التراويح" (ص 15).] ١٠ . ] أن العمرة فيه تعدل حجة ، روى الإمامان في صحيحيهما عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال :" قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - لامرأة من الأنصار : " ما منعك أن تحجي معنا ؟ "، قالت : " لم يكن لنا إلا ناضحان ، فحج أبو ولدها وابنها على ناضح ، وترك لنا ناضحا ننضح عليه " ، قال : " فإذا جاء رمضان فاعتمري ، فإن عمرة فيه تعدل حجة ". وفي رواية لمسلم : " حجة معي ". [ البخاري (1782) ، ومسلم (1256) ] ومن الله تعالى الهداية والصلاح والتوفيق |
حديث النفخة في اليوم الخامس عشر من رمضانإذا صادف يوم جمعة حديث النفخة في اليوم الخامس عشر من رمضان إذا صادف يوم جمعة ". [تاريخ النشر :02-12-2009] السؤال: حديث قرأته وأتساءل فقط عما إذا كان صحيحا أم لا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( في الخامس عشر من شهر رمضان ليلة الجمعة ستكون فزعة ( نفخة ) ، توقظ النائم ، وتفزع اليقظان ، وتخرج النساء من مخدعهن ، وفى هذا اليوم سيكون هناك الكثير من الزلازل ). آمل أن أتلقى ردا منكم إنشاء الله . نص الجواب: الحمد لله هذا الحديث منكر لا يصح ، لم يرد بسند مقبول، ولم يثبت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن الواقع يكذبه ويرده ، فقد وافق في أعوام كثيرة سابقة مجيء يوم الجمعة في الخامس عشر من رمضان ، ولذلك حكم عليه العلماء بالوضع والكذب . قال العقيلي -رحمه الله- : " ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة ، ولا من وجه يثبت " انتهى . [ الضعفاء الكبير: (3 /52) .] وقال ابن الجوزي -رحمه الله- في باب خاص عقده باسم " باب ظهور الآيات في الشهور " : " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى . [ الموضوعات : (3/191)] وذكره العلامة ابن القيم -رحمه الله- في " المنار المنيف " (ص: 98) في أحاديث لا تصح في التواريخ المستقبلية ، قال :" كحديث :" يكون في رمضان هدة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورها ، وفي شوال مهمهة ، وفي ذي القعدة تميز القبائل بعضها من بعض ، وفي ذي الحجة تراق الدماء ، وحديث : يكون صوت في رمضان إذا كانت ليلة النصف منه ليلة جمعة، يصعق له سبعون ألفا ، ويصم سبعون ألفا " انتهى . وقال الشيخ الألباني -رحمه الله- :" موضوع، أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن " (ق 160/1) ، ومن طريقه أبو عبدالله الحاكم (4 /517 - 518) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2 /199) قال : حدثنا ابن وهب ، عن مسلمة بن علي ، عن قتادة ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ... مرفوعاً . و قال الحاكم : حديث غريب المتن ، ومسلمة ظن لا تقوم به الحجة . وقال الذهبي : قلت : ذا موضوع ، ومسلمة ساقط متروك . وقد روي هذا الحديث بأسانيد أخرى ، وقد ساقها الإمام السيوطي -رحمه الله تعالى- في "اللآلي " (2 /387 - 388) ، وكلها معلولة ، بعضها مطول ،وبعضها مختصر ، وأطولها من حديث ابن مسعود . - ثم ساق الألباني الحديث بلفظ آخر - ( يَكُونُ فِي رَمَضَانَ صَوْتٌ ؛ قَالُوا: فِي أَوَّلِهِ أَو فِي وَسَطِهِ أَو فِي آخِرِهِ؟ قَالَ : لا ؛ بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ ، إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛ يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُخْرَسُ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُعْمَى سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَيُصِمُّ سَبْعُونَ أَلْفاً . قَالُوا: فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ : مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ ، وَتَعَوَّذَ بِالسُّجُودِ ، وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ . ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ . وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ صَوْتُ جِبْرِيلَ ، وَالثَّانِي صَوْتُ الشَّيْطَانِ. فَالصَّوْتُ فِي رَمَضَانَ ، وَالمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ ، وَتُمَيَّزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، وَيُغَارُ عَلَى الْحُجَّاجِ فِي ذِي الْحِجَّةِ ، وَفِي الْمُحْرِمِ ، وَمَا الْمُحْرَّمُ؟ أَوَّلُهُ بَلاءٌ عَلَى أُمَّتِي ، وَآخِرُهُ فَرَحٌ لأُمَّتِي ، الرَّاحِلَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِقَتَبِهَا يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ لَهُ مِنْ دَسْكَرَةٍ تَغُلُّ مِائَةَ أَلْفٍ ) - ثم قال الشيخ الألباني -رحمه الله - : موضوع ، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18 /332/853) ، و من طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات ، (3/ 191) من طريق عبدالوهاب بن الضحاك : ثنا إسماعيل بن عياش ، عن الأوزاعي ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن فيروز الديلمي ... مرفوعاً . وقال ابن الجوزي : "هذا حديث لا يصح ، قال العقيلي : عبدالوهاب ليس بشيء . و قال ابن حبان : كان يسرق الحديث ؛ لا يحل الاحتجاج به . و قال الدارقطني : منكر الحديث . و أما إسماعيل : فضعيف . وعبدة لم ير فيروزاً ، وفيروز لم ير رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى باختصار. [ السلسلة الضعيفة: (رقم : (6178، 6179) ]. وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- :" بلغني أن بعض الجهال يوزع نشرة مشتملة على حديث مكذوب على النبي -صلى الله عليه وسلم- يتضمن هذا الحديث المكذوب ما نصه : عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان صيحة في رمضان ، فإنه يكون معمعة في شوال ، وتميز القبائل في ذي القعدة ، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم ، وما المحرم ؟ يقولها ثلاث مرات ، هيهات هيهات ، يقتل الناس فيه هرجا هرجا ، قلنا : وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال : هذه في النصف من رمضان ليلة الجمعة ، فتكون هدَّة توقظ النائم ، وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة ، في سنة كثيرة الزلازل والبرد ، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة ، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم ، وأغلقوا أبوابكم ، سدوا كواكم ، ودثروا أنفسكم ، وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصحيحة فخروا لله سجدا ، وقولوا : سبحان القدوس ، سبحان القدوس ، ربنا القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك ) . فرد وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز :" فهذا الحديث لا أساس له من الصحة ، بل هو باطل و كذب ، وقد مر على المسلمين أعوام كثيرة صادفت فيها ليلة الجمعة ليلة النصف من رمضان فلم تقع فيها بحمد الله ما ذكره هذا الكذب من الصيحة وغيرها مما ذكر ، وبذلك يعلم كل من يطلع على هذه الكلمة أنه لا يجوز ترويج هذا الحديث الباطل ، بل يجب تمزيق ذلك وإتلافه والتنبيه على بطلانه ، ومعلوم أنه يجب على كل مسلم أن يتقي الله -تعالى- في جميع الأوقات ، وأن يحذر ما نهى الله -سبحانه- عنه حتى يتم أجله، كما قال -سبحانه- لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) ... والمراد باليقين : الموت ، قال -سبحانه- : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا االلَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ -رضي الله عنه- : ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ) . والآيات والأحاديث في وجوب لزوم التقوى والاستقامة على الحق والحذر من كل ما نهى الله عنه في جميع الأوقات في رمضان وفي غيره كثيرة معلومة ، وفق الله المسلمين لما يرضيه ، ومنحهم الفقه في الدين ، وأعاذنا وإياهم من مضلات الفتن ، ومن شر دعاة الباطل ، إنه جواد كريم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه " انتهى. [ مجموع فتاوى ابن باز : (26 /339-341) ]. والله أعلم . [المصدر: الإسلام سؤال وجواب] -*/-*/-*/ قلتُ(الرمادي) : هذه الإجابة المستفيضة أجابها فضيلة الشيخ المنجد في موقعه؛ ونشرت بتاريخ : [02-12-2009] ثم ... حذرت دار الإفتاء المصرية، الأحد [03-05-2020 ]؛ أي هذا العام الهجري 1441 هــ ، مِن خرافة انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بحلول منتصف شهر رمضان هذا العام. ونشرت دار الإفتاء المصرية في حسابها على موقع فيسبوك أنه قد "انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو عن بداية رمضان (الحالي : لعام : 1441) في يوم جمعة، وأن 15 رمضان سيوافق يوم جمعة، وبعض المنشورات بها حديث يستغله البعض لتخويف الناس من يوم الجمعة الموافق 15 من شهر رمضان؛ وهذه إجابة الشيخ خالد عمران ؛ أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية: فالرجاء الإستماع إليها : https://www.youtube.com/watch?v=evLFHg4zY8o |
نزول القرآن الكريم والذكر الحكيم على قلب سيد المرسلين النبي الأمين! وَكَانَ نُزُولُ الْوَحْيِ عَلَى خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين؛ المصطفى الهادي البشير النذير -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ - يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِلَا خِلَافٍ . وَ اخْتَلَفُوا فِي أَيِّ الْأَثَانِينِ كَانَ ذَلِكَ . 1 . ] فَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ: «أُنْزِلَ الْفُرْقَانُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ - لِثَمَانِي عَشْرَةَ [ ١٨ ] لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ »، وَ قَالَ آخَرُونَ : 2 . ] « كَانَ ذَلِكَ لِتِسْعَ عَشْرَةَ [ ١٩ ] مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ ». انتبه للتاريخ هذا العام .!!! |
رد: المناسبات عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مَنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا كُلُّ مَحْرُومٍ" . [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ ؛ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ أَنَسٍ ، بِلَفْظٍ آخر؛ وعند الألباني: حديث حسن صحيح ]. |
رد: المناسبات عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أُرُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :« أَرَى رُؤْيَاكُمْ ، قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ » . [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. |
رد: المناسبات بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا |
ابْتِدَاءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ابْتِدَاءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَشْهُورُ أَنَّهُ بُعِثَ عَلَيْهِ -الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُمَا . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ مُسْتَدِلًّا عَلَى ذَلِكَ بِمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ ". [ الْبَقَرَةِ : 185 ]. فَقِيلَ : فِي ثَانِي عَشْرِهِ: « ١٢ » . وَ رَوَى الْوَاقِدِيُّ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ أَنَّهُ قَالَ : كَانَ ابْتِدَاءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، لِسَبْعَ عَشْرَةَ :« ١٧ ». لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ . وَ قِيلَ : فِي الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ فلنستثمر هذه الفائدة العلمية ! السبت : 23 رمضان 1441 هــ |
مَسْأَلَةٌ مَن صام شهر رمضان وأتبعه بست من شوال! ١ . ] أهل الأعذار الذين لم يتمكنوا مِن الصيام في شهر رمضان الكريم لهذا العام 1441 هــ ؛ قال مَن سما في علاه وتقدست اسماه :{ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون } [البقرة:184]. فمن كان مريضا خلال الشهر الفضيل ؛ أو كان على سفر ... بغض النظر عن سفر للعمل أو دراسة ! أو ما يأتي لبنات آدم إذا بلغن مبلغ النساء وجب عليهم جميعاً الصوم وإن كان في العام الهجري متسع لقبيل مجئ رمضان 1442 هــ.... وعليكم جميعا خير.... ولكن الأعمار بيد الله تعالى .. فلنبادر إلى ما فاتنا .. أما الذين لا يستطيعون الصوم لظروفهم الخاصة كــ كبار السن وأصحاب المهم الشاقة طوال العام ... فمن رحمته أنه سبحانه وتعالى جعل لهم مخرجاً ...:" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.....". ٢ . ] جاء في (صحيح مسلم ؛ كتاب الصيام ؛ بَاب اسْتِحْبَابِ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ إِتْبَاعًا لِرَمَضَانَ ) عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ - قَالَ « „ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ : « سِتًّا » مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ‟». * . ] وهناك إضافة هامة جاءت في : مصنف ابن أبي شيبة: « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ: « بِسِتَّةٍ » مِنْ شَوَّالٍ فَقَدْ : « صَامَ الدَّهْرَ» أَوْ فَــ : « كَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ ». **.] وفي مصنف ابن أبي شيبة: عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : « إذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ سِتَّةُ أَيَّامٍ الَّتِي يَصُومُهَا « „ بَعْضُ ‟» النَّاسِ بَعْدَ رَمَضَانَ تَطَوُّعًا كَانَ يَقُولُ : „ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ بِهَذَا الشَّهْرِ لِلسَّنَةِ كُلِّهَا ‟ . ». -*/-*/ ***.] وجاء في سنن الدارمي ؛ كتاب الصوم ؛ باب في صيام الستة من شوال: " عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- قَالَ « „ صِيَامُ شَهْرٍ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَسِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَهُنَّ بِشَهْرَيْنِ فَذَلِكَ تَمَامُ سَنَةٍ ‟». يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ وَسِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ". **** . ] :" و عند صاحب المغني- موفق الدين عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي - كتاب الصيام ؛ مَسْأَلَةٌ مَن صام شهر رمضان وأتبعه بست من شوال : قَالَ ( وَمَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَ [ ١ . ] أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ، وَإِنْ [ ٢ ] فَرَّقَهَا ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ ) وَجُمْلَةُ ذَلِكَ أَنَّ صَوْم َسِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّال ٍ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ . رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ : [ ١ ] كَعْبِ الْأَحْبَارِ؛ وَ [ ٢ ] الشَّعْبِيِّ، وَ [ ٣ ] مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَ كَرِهَهُ مَالِكٌ وَقَالَ : «„ مَا : [ ١ ] رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ يَصُومُهَا ، وَ لَمْ [ ٢ ] يَبْلُغْنِي ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ ، وَ أَنَّ [ ٣ ] أَهْلَ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ ، وَ [ ٤ ] يَخَافُونَ بِدْعَتَهُ ، وَ أَنْ [ ٥ ] يُلْحَقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ . وَلَنَا - والقول لــ صاحب المغني- موفق الدين عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي - مَا رَوَى أَبُو أَيُّوبَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّم-َ « „ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ ‟ ». [رَوَاهُ أَبُو دَاوُد؛ وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ ] . وَقَالَ أَحْمَدُ : هُوَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَقلتُ (الرمادي):" ورواه مسلم في صحيحه . وَرَوَى سَعِيدٌ ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ ثَوْبَانِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- « „ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، شَهْرٌ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ ، وَصَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ ، وَذَلِكَ تَمَامُ سَنَةٍ ‟ ». . يَعْنِي أَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، فَالشَّهْرُ بِعَشَرَةٍ وَالسِّتَّةُ بِسِتِّينَ يَوْمًا . فَذَلِكَ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ، وَهُوَ سَنَةٌ كَامِلَةٌ ، وَ لَا يَجْرِي هَذَا مَجْرَى التَّقْدِيمِ لِرَمَضَانَ ؛ لِأَنَّ يَوْمَ الْفِطْرِ فَاصِلٌ . فَإِنْ قِيلَ : فَلَا دَلِيلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى فَضِيلَتِهَا ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّهَ صِيَامَهَا بِصِيَامِ الدَّهْرِ ، وَهُوَ مَكْرُوهٌ . قُلْنَا - وكما قال صاحب المغني- موفق الدين عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي -: إنَّمَا كُرِهَ صَوْمُ الدَّهْرِ ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ : - الضَّعْفِ وَ - التَّشْبِيهِ بِالتَّبَتُّلِ ، لَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ ذَلِكَ فَضْلًا عَظِيمًا ، لِاسْتِغْرَاقِهِ الزَّمَانَ بِالْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ ، وَالْمُرَادُ بِالْخَبَرِ التَّشْبِيهُ بِهِ فِي حُصُولِ الْعِبَادَةِ بِهِ ، عَلَى وَجْه عَرِيَ عَنْ الْمَشَقَّةِ ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ « „ مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، كَانَ كَمَنْ صَامَ الدَّهْرَ ‟». . ذَكَرَ ذَلِكَ حَثًّا عَلَى صِيَامِهَا ، وَبَيَانِ فَضْلِهَا ، وَلَا خِلَافَ فِي اسْتِحْبَابِهَا . إذَا ثَبَتَ هَذَا ، فَلَا فَرْقَ بَيْنَ كَوْنِهَا : - مُتَتَابِعَةً أَوْ - مُفَرَّقَةً ، فِي - أَوَّلِ الشَّهْرِ أَوْ - فِي آخِرِهِ ؛ لِأَنَّ الْحَدِيثَ وَرَدَ بِهَا مُطْلَقًا مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ ، وَلِأَنَّ فَضِيلَتَهَا لِكَوْنِهَا تَصِيرُ مَعَ الشَّهْرِ سِتَّةً وَثَلَاثِينَ يَوْمًا ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ؛ فَيَكُونُ ذَلِكَ كَثَلَاثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ يَوْمًا ، وَهُوَ السَّنَةُ كُلُّهَا ، فَإِذَا وُجِدَ ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ صَارَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ كُلِّهِ ، وَهَذَا الْمَعْنَى يَحْصُلُ مَعَ التَّفْرِيقِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . - انتهى النقل من عند صاحب المغني - . **** وتتبقى لي كلمة : لا يصح أن يعيب أهل مذهب على أتباع مذهب آخر ... فما كَرِهَهَ الإمام مالك بن أنس - مفتى المدينة المنورة - والتي طيب الله تعالى ثراها بمرقده عليه السلام بجوار صاحبيه في بيت أمنا عائشة رضي الله عنهم جميعا - أو ما استحبه الإمام محمد بن إدريس الشافعي ... محل نظر والعبرة والفيصل بما جاء من سنته العطره عليه السلام من حديث قولي ثبت في صحيح مسلم وبقية كتب السنن ... كسنن ابي داوود وابن ماجه والدارمي والترمذي وما قاله الإمام أحمد بن حنبل - غفر الله تعالى لهم جميعاً ورحمهم - |
يوم الأب! تقليد غربي ابتدعه فقراء الشعور والإحساس؛ وما أكثر الأعياد وما أكثر الاحتفالات ؛ وهي تدل على فقر في المعاملة الإنسانية حتى مع مَن اقرب الناس ! 1. ] بعد غد الأحد يحتفل فقراء الإحساس و الشعور ؛ ومن هم أدنى درجة من الحيوان في الغريزة يحتفلون بيوم الأب . ٢ . ١ . ] : وهناك - عندهم - يوم واحد في العام يحتفلون بالأم ... فقر في الأحساس ٢ . ٢ . ] :" ويوم واحد في العام يحتفلون بالحب. فقر في الشعور ولقد أعترف الكاردينال في أوروبا بأن احتفالات أعياد الميلاد النصرانية فقدت قدسيتها وتحولت إلى تجارة .وما أخشاه التقليد الأعمى !! |
يَوْمُ عَرَفَةَ ! يَوْمُ عَرَفَةَ جاء في صحيح الإمام مسلم وغيره ؛ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - « „ صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ “ » . و يومُ عرفة يوافق لهذا العام [ ١٤٤١ ] يوم الخميس القادم : 30 من يوليو 2020 م . |
حادثة الهجرة النبوية الشريفة ! { تستعد الأمة الإسلامية بمراجعة أحداث الهجرة النبوية الشريفة - على صاحبها أفضل الصلوات وأتم السلامات وكامل البركات وعظيم التنعيمات ؛ عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن استن بسنته وسار على طريقته والتزم هديه وتمسك بطريقته - }: وسأبدءُ - بعون من عند مَن رفع السموات بغير عمد نراها - بحث ارهاصات ومقدمات وتمهيدات ؛ ومدخل الهجرة النبوية العطرة ؛ والتي هزت العالم أجمع ... وليس فقط هزت المجتمع المكي أو التجمع البشري في يثرب .. بل بالفعل هزت العالم أجمع و حتى كتابة هذه السطور .. وستهزه إلى أن يرث الرب الخالق المالك للحياة وخالق الإنسان ومنشأ ومبدع الكائنات والمخلوقات ... إلى أن يرث - سبحانه وتعالى - الأرض ومَن عليها !" .. فــ لنبدء على بركة الله - تعالى في سماه وتقدست اسماه وسما في علاه - . الأحد : 19 من ذي الحجة 1441 هــ ~ 09 أغسطس 2020 م \ إذ أن فلكياً بداية العام الهجري الجديد [ ( 1442 ) ] توافق يوم الخميس 20 من أغسطس 2020م ...! د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ |
صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ! عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَال َ: « „ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ “ » . [ رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، والتِّرْمِذِيُّ ؛ وَابْنُ مَاجَهْ ]. يوافق يوم السبت القادم : 29 أغسطس |
لِمَ سُمِّيَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُعَاشُورَاءَ ! " لِمَ سُمِّيَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُعَاشُورَاءَ ، اخْتَلَفُوا فِيهِ؟ فَــ قِيلَ :لِأَنَّهُ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ ، وَ هَذَا ظَاهِرٌ، وَ من ملح الروايات؛ و هي أقوال مرسلة من الدليل : قِيلَ : لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمَ فِيهِ عَشَرَةً :« „ ١٠ “» مِنَ الْأَنْبِيَاءِ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - بِعَشْرِ كَرَامَاتٍ : : « „ ١ “ » . الْأَوَّلُ : مُوسَى -عَلَيْه ِالسَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ :" - نُصِرَ فِيهِ ، وَ - فُلِقَ الْبَحْرُ لَهُ، وَ - غُرِقَ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ. : « „ ٢ “» . الثَّانِي : نُوحٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - اسْتَوَتْ سَفِينَتُهُ عَلَى الْجُودِيِّ فِيهِ. :« „ ٣ “» . الثَّالِثُ : يُونُسُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أُنْجِي فِيهِ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ. :« „ ٤ “» .الرَّابِعُ : فِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، قَالَهُ عِكْرِمَةُ. :« „ ٥ “» . الْخَامِسُ : يُوسُفُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ أُخْرِجَ مِنَ الْجُبِّ فِيهِ. :« „ ٦ “» . السَّادِسُ : عِيسَى ابن مريم - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ : - وُلِدَ فِيهِ، وَ - فِيهِ رُفِعَ. :« „ ٧ “» . السَّابِعُ : دَاوُدُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. :« „ ٨ “» . الثَّامِنُ : إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، وُلِدَ فِيهِ. :« „ ٩ “» . التَّاسِعُ : يَعْقُوبُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ رُدَّ بَصَرُهُ. :« „ ١٠ “» . الْعَاشِرُ : نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِ غَفَرَ لَهُ مَا : - تَقَدَّم َمِنْ ذَنْبِهِ وَ - مَا تَأَخَّرَ. هَكَذَا ذَكَرُوا [(!!!)] عَشَرَةً :« „ ١٠ “» مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ . ثمَ ذَكَرَ بَعْضُهُمْ مِنَ الْعَشْرَةِ :« „ ١١ “» . إِدْرِيسَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَإِنَّهُ رُفِعَ إِلَى مَكَانٍ فِي السَّمَاءِ، وَ :« „ ١٢ “» . أَيُّوبَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ كَشَفَ اللَّهُ ضُرَّهُ، وَ :« „ ١٣ “» . سُلَيْمَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِيهِ أُعْطِي الْمُلْكَ. ". وما ذكرته فيه نظر !!!. 08 محرم 1442 هــ ~ 27/ أغسطس 2020 م |
نبأُ وفاةِ! [ 1 . ] نبأُ وفاةِ خير عباد الله وخليله ومصطفاه ومحتباه ومرتضاه ومجتباه، خير من دعا إلى طريق الله المستقيم ، خير الورى ، وإمام الهدى ، وقدوة عباد الله - صلوات الله وسلامه عليه وآله - فقد كان نبأُ وفاته نبأ عظيمًا ، وخبرًا جسيمًا اهتزت له القلوب المؤمنة ، وتفطَّرت له قلوب المؤمنين، خبرٌ عظيم وخطبٌ جسيم ، مليء بالعظات والعِبر البالغات ... ذكر صاحب " السيرة النبوية ؛ ابن هشام:"« ابتداء شكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم»: " ابْتِدَاءُ شَكْوَىٰ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- [ بَدْءُ الشَّكْوَىٰ ] قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : ... اُبْتُدِئَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ- بِشَكْوِهِ الَّذِي قَبَضَهُ اللَّهُ -تعالى- فِيهِ ، إلَى مَا أَرَادَ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ وَرَحْمَتِهِ ، فِي لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ ، أَوْ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ". ونحن الأن يوم : الجمعة 22 صفر 1442ه ~ الموافق 09 أكتوبر 2020م (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّين ِبْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ) |
زلزال سياسي واجتماعي في فرنسا ! زلزال سياسي واجتماعي في فرنسا ! صدمة شعبية! لا يروق لي البكاء علىٰ الحليب المسكوب؛ خاصةً إذا سُكب علىٰ ترابِ الإهمال أو أنسكبَ علىٰ أرفف ترحيل ملفات شائكة أو مشتعلة لوقت قادم غير معلوم.. بل ومِن الخطأ التوقف عند حدث ما؛ والاستغراق في تداعياته؛ والغرق في تفاصيله؛ والنواح السياسي في محراب الفعلة وعويل تصفية حسابات تكفيراً لذنبٍ تتضافرت علىٰ إيجاده عدة جهات.. إما متعاونة فيما بينها أو كل منها يعمل لمصلحته.. فــ خطأ التوقف عند حدث ما يعود لإشكالية عدم التفكير بعمق واستنارة في أسبابه؛ ويعود لغياب البحث الجدي في وجوده وما آدىٰ لحدوثه مع اتخاذ اجراءات صحيحة وكافية لعدم تكراره؛ ووضع خطة مستقبلية احترازية استباقية؛ وليس كما يحدث غالباً إنتظاراً لحدث آخر جديد؛ يصاحبه رد فعل فوضوي جزئي تنفيسي، فــ ملف كراهية الآخر سواء لمعتقداته أو لسلوكه أو لدينه أو لون بشرته؛ وتسخين مشاعر غضب فريق ضد آخر وما يبنىٰ عليهما -الكراهية وتسخين مشاعر الغضب- مِن رد فعل أحمق لفظي وقتي؛ ثم لا يتعدىٰ الألفاظ الفعل الخشن من ضرب أو سحق أو قتل.. يعتبر هذا الملف مِن الملفات القديمة والتي لم نتمكن بعد مِن معالجتها بإسلوب ناجع أو طريقة فاعلة؛ مما آدى لحدوث رد فعل خشن كــ طعن بسكين أو قتل ! والحب والود.. والكُره والبغض.. مفاهيم بُنيت علىٰ افكار مسبقة نتلقاه منذ الصغر ونتعلمها من نعومة أظافرنا، وطريقة التربية وكيفية التنشأة وأسلوب التهيئة والاعداد ونظم التعليم تلعب الدور الأساسي في تحويلها إلىٰ قيم مترسخة في بعض فئات المجتمع، يصعب تغيرها أو تحويلها.. وخاصة عند العامة من الناس! .. وقد يتفق البشر على كثير منها وقد يختلفوا بعض منها.. فالجميع يحب النظافة بيد أن مجموعة من الناس تود الطهارة بجوار حبها للنظافة؛ والجميع يكره الظلم ويبغض الاعتداء على الآخر؛ فيأتي البعض ليبيح الاعتداء على من يخالفك في الفكرة.. وهكذا.. والواقع المعاش أنه توجد العديد مِن الملفات في مناطق بعينها؛ وهذه الملفات إما أنها مشتعلة أو ساخنة.. أو قابلة للتأجج، ومن ثم الإنفجار.. وتوجيه كلمات عبر منصات التواصل الإجتماعي -وما أسهله اليوم- خطأ يضاف إلىٰ الأول لعدم توفر رجال التخصص؛ وأهل العلم وأصحاب المسؤولية.. وإن وجدوا فــ لتراجع تلك المؤسسات عن دورها المنوط بها.. بمعنىٰ المؤسسة الرسمية الراعية لتجمع ما والمكلفة بتوعية الكبار أو حسن تنشأة الصغار.. مثل: - رئاسة الدولة؛ و - أجهزة الحكومة؛ و - عمداء المقاطعات و - الأجهزة المعنية والتي تشارك في حفظ أمن وأمان ناس يعيشون فوق ترابها ورعاية كافة شؤونهم.. فــ - الهيئة الإسلامية و - الكنيسة(!).. المعتمدتان من قِبل الدستور الأساسي والمعترف بهما مِن قِبل الدولة.. ولخطورة الوضع وتأزمه يجب التواجد داخل كل بيت ومخاطبة كل صاحب عقل وإدراك وفهم.. وليس حصة وعظ ساعة في إسبوع ودرس إرشاد إثناء القداس أو بعد آداء الصلوات.. هذا مِن جانب؛ ومِن جانب آخر : - وزارة التربية والتعليم و - المؤسسات الأمنية والقضائية والإعلامية.. وهذا أعلىٰ سلم كيان دولة رئاسي تنفيذي وإداري.. ثم ننزل الدرج.. ويأتي الحديث عن التجمعات الفاعلة داخل المجتمع؛ والمتفاعلة مع الجمهور مثل : - أحزاب المعارضة خارج الحكم و - التنسيقيات و - الجمعيات و - الإتحادات.. وتلك هم القاعدة التي تبنىٰ عليها أراء وافكار الناس : ونضيف : - النوادي و - المصليات.. هذا بصورة مختصرة للبناء الهرمي لكيان دولة.. حفظاً للأمن المجتمعي وتوفير الأمان الجمعي. أما ما يواجهنا جميعاً فهو حالة التعارض أو التناقض أو الإختلاف بين تلك المؤسسات السابق ذكرها.. و هذا طبيعة بشرية؛ فلو أتفق الجميع على فكرة ما مثل : حب العدل.. وكراهية الظلم؛ فحين يأتي التفصيل نعود لنختلف مِن جديد في التعريف والوصف؛ ولو أن الكل اتفق علىٰ وجهة نظر بعينها نتعارض في كيفية بلورتها وإخراجها للناس.. بيد أنه تجب المحاولة بعد إحسان التشخيص للداء أو أدواء.. إذا تعددت؛ إذ على صحة التشخيص نحسن إيجاد الدواء! الواقع الفعلي لأوروبا -الإتحاد الأوروبي- يحمل كل المتناقضات -مع صحة الفكرة- والمتعارضات -مع وضوح الهدف- والمبهمات -مع نفس المشكلة-؛ وإن كانوا -دول الإتحاد- تحت سقف تجمع واحد؛ وقس على ذلك إمثال جامعة الدول العربية.. مجلس التعاون.. أما المنطقة والتي تسمى خطأ الشرق الأوسط فهي منطقة مفعول بها ومنذ سنوات وإن حاول البعض الخروج من عنق الزجاجة وإما إشكالية غالبية الدول الغربية فأنها تقف في وسط نماذج ثلاثية الأبعاد مثلثة الأطراف؛ تتأرحج أحياناً وتقترب مِن نموذج دون آخر أحياناً.. أقصد النموذج الألماني؛ فالنموذج البريطاني؛ ثم النموذج الفرنسي -اليعقوبي-، وهي -تلك الدول- لم تحدد بعد في أي اتجاه تذهب!، واي نموذج تتبنى؛ وإن كانت حقيقةً تقوم بأعمال وتصرفات لصالح شعبها.. وهذا يعود أن لكل منهم -الدول الأربع تحت غطاء الإتحادية؛ عدا بريطانيا- ثقافته الخاصة به والتي تختلف عن الآخرىٰ وتاريخه؛ ثم يواجه الأربعة ثقافة شباب وُلد علىٰ أراضيها -الجيل الثاني أو الثالث؛ ونقف على ابواب الجيل الرابع- لكنه تغذىٰ علىٰ صدر حاضنة آخرىٰ؛ ونصيب منه كبير تربى فصهر في بوتقة جذورها خارج القارة الأوروبية؛ فضعف حصاد فكرة الإندماج حتى كتابة هذه السطور.. مع ارتباط وثيق للجيل الأول فكريا أو ماليا أو ولائيا لكل مِن : تركيا.. قطر.. إيران.. الصحوة الأوروبية؛ وهي حديثة الولادة في القارة ستلجؤها إلى إتخاذ تدابير صارمة لن تروق لمن ظن أن ملجأه مِن دول الإستبداد والقمع كان دول حرية التعبير وحماية الرأي؛ مع عدم إغفال أنهم -اللاجئين كانوا أحيانا كثيرة ورقة ضغط على أنظمة دولهم التي آتوا منها- وكان التساهل المظنون في السابق تم تحت أعين أستخباراتية يقظة سواء الغربية أو العربية؛ الجيل الأول الذي شد رحاله صفر اليدين خال الوفاض تربى على افكار ومفاهيم محاربة الشيوعية الملحدة في كل من أفغانستان أو الشيشان؛ ومكافحة النظم التي وُلدوا بديارها.. ولما أنتهت الحرب والتي خرج مَن اشعلها مِن بلاد عربية كالخليج - مثال : اليمني : ابن لادن .. ومصر -الظواهري- وتونس؛ وتم مساعدتهم أو إيجادهم تحت رعاية غربية؛ ثم جاء -هذا الجيل- لأوروبا للحماية.. فقد سقط الملحد الأحمر -الإتحاد السوفيتي- وصعد بدلا منه بغيابه الكافر الغربي.. لذا وجب لمَن يريد أن يعالج المعضلة تسمية الأشياء بمسمياتها.. سقط العدو الأحمر فخُلق بفناءه العدو الأخضر.. فــ مناخ "حرية التعبير".. وبيئة "حرية الرأي".. ووسط "الحرية الشخصية" تصلح لأهلها -فقط ؛ أو هكذا يراد - لمَن نادوا -اصلاً- بهذه المفاهيم؛ والقيم الفرنسية -وعموماً الغربية-؛ والخوف عليها يأتي مِن اصحابها؛ وحقوق الإنسان الغربي وأمن الغربيين لساكن القارة الأصلي وليس الزائر - Der Begriff Gastarbeiter -.. وهنا تولد إشكالية العامل الزائر بعد عدة سنوات طوال مِن تطبيق مشروع مارشال وزير خارجية الولايات المتحدة والإنتهاء منه؛ إذ سعى الزائر "الإسلامي" إلىٰ الحصول علىٰ مناخ "حرية التعبير".. والتعايش في بيئة "حرية الرأي".. والتواجد الفاعل في وسط "الحرية الشخصية".. كما سعى للحصول على الجنسية الغربية؛ فحدث تصادم دموي بين الوالد -بافكاره السابقة- وفتاته -ابنته- -حيث ولدت وتربت في الغرب- ... وحدث تصادم خفي بين مكونات الأسرة داخل جدران شقة لا تسع إلا لفرد واحد وبين الــ "لا" جدران تجمعات المجتمع الغربي الذي تعيش فيه هذه الأسرة سواء -مِن تحت الصفر- الروضة أو المدرسة أو حديقة التنزة.. الصحوة الرسمية في الغرب ضد العنف والإرهاب ويتم عن عمد إغفال أو إهمال تربية متوازنة وسلوك سليم بين قيم غربية وآخرىٰ غريبة؛ ولعله مِن الأفضل -عند كاتب هذه السطور- أن استخدم مصطلح : "عادات" و"تقاليد" بدلا مِن استخدام "قيم" إسلامية.. فالاندماج يجب أن يتم من طرفين: الساكن الأصلي والزائر,, وأعود للتأكيد علىٰ وجود اجندات خارجية لزيادة إحراق وإشعال فحم الكراهية تنفذ داخل التجمع العربي / التركي / الشيشاني / الأفغاني / الإيراني.. وفي المقابل التغني مِن قِبل مرتزقة نظام ما بضبط النفس وتهدئة المشاعر.. أدوار تُلعب لكل من هذا الفريق وذاك.. و تسريب معلومات بعينها كخدمات استخباراتية مع مراقبة الجماعات والحركات؛ ولا أميل إلى القول بوجود سوء تقدير رسمي أو أمني لوضعهم داخل بلاد الغرب وتوضح الصورة لما تم في السابق مِن ما أطلق عليه "مهادنة" بعض الجماعات الإسلامية وإغماض عين دون آخرى لتصرفاتهم وأقوالهم واستضافة بعض المتطرفين على أراضي الدول الغربية؛ وكان هذا رياءاً مفضوحاً؛ ويرافق هذا تمجيد العمليات الإرهابية أو الإنتحارية مِن شيوخ المصليات(!)؛ والدعاء بالثبور والبوار والفناء لأهل الكفر مما حدى بكثير مِن خطباء الجمع والمظاهرات في تغيير خطابه فوق منبره الخاص وفق تعليمات إدارة بلاده أو مَن يموله أو لمن ولاءه؛ وترك البعض يقول ما يريد من باب التنفيس عن المشاعر المكبوتة وتخفيف من حدة الإخفاقات المتتالية .. و تسريبات السيدة هيلاري كلينتون وفحواها من تمكين المتأسلمين من الحكم في كل من مصر وتونس وسوريا؛ ونضيف ليبيا.. مع معرفة مسبقة لعدم قدرتهم الذاتية في فهم السياسة العالمية أو فهم فقه الواقع الجديد الإسلامي فهما صحيحا.. دليل على وجود ازدواجية في المعايير ، انظر مثال مصر ثم مثال تونس ثم مثال ليبيا ... لذا وقد تغيرت الخريطة تماماً عن الماضي القريب فوجب تعديل الأيديولوجية الفكرية مع تجديد الخطاب الديني والدفاع عن المقدسات مِن كلا الطرفين -الغربي والعربي (ولا أقول الإسلامي)- كل وفق المعطيات المتاحة.. ففي الغرب قَتل وذبح الأبرياء -ولم تثمر هذه المحاولات على شيء مفيد - وعند العرب قلاقل وفتن وخطب منبرية -من باب التنفيس-؛ والتعامل بإزدواجية مثل :" حادث طعن امرأتين مسلمتين في باريس - لا يتحدث عنهما أحد-، الذي وقع الأحد الماضي " وقبلها بيومين حادث ذبح مدرس التاريخ الفرنسي.. وفي الحالتين لا اقر ولا أوافق على الفعل وردة الفعل. وعرّفت السفارة الروسية في باريس المهاجم على أنه "عبدالله أنزوروف"، الذي وصلت عائلته إلى فرنسا عندما كان في السادسة [6] من عمره وطلبت اللجوء. ما يعني أنه مكث فوق التراب الفرنسي اثنتى عشر [12] عاماً؛ بتعبير آخر أنه حصَّل تعليماً إلزامياً في مرحلة الإبتدائي وما يعادل الإعدادي.. وهو يشبه -من حيث التعليم الإلزامي- ابن بائع الجبن والزيتون؛ والذي تولى إدارة آحدى المصليات وخطبة الجمعة في فيينا.. الابن الذي رحل لتركيا ثم انضم للدواعشة.. وحرق جواز سفره النمساوي وقُتل .. فــ هؤلاء فتية ولدوا أو تربوا على أرض القارة الأوروبية؛ وتلقوا تعليما إلزاميا حتى الثامنة عشر من عمرهم ثم ناصبوها العداء.! ثم ذكرت السفارة أن المهاجم البالغ 18 عاما حصل على الإقامة هذا العام ولا صلة له بروسيا. يضاف لما سبق: فوضى الفتوى: ليس من الدقة اللفظية أو الدقة الإخبارية أو الرسمية أن نسمع وفق ما أعلنه وزير الداخلية جيرار دارمانانن، مشيرا إلى أن "فتوى"(!) كانت صدرت في حق أستاذ التاريخ صامويل باتي الذي قتل بقطع رأسه الجمعة. و هذه هذه ليست صياغة رجل دولة؛ قد تصدر من آحدهم فوق منصته الإجتماعية ولكن ليس رجل دولة مسؤول عن أمنها .. و قال الوزير لإذاعة "أوروبا1" الفرنسية، في إشارة علىٰ ما يبدو(!) إلىٰ مشتبه بهم تمّ توقيفهم "من الواضح(!) أنهم أصدروا فتوىٰ ضد الأستاذ". و أوضح الوزير أن والد إحدىٰ الطالبات وأحد المتشددين الإسلاميين المعروفين أصدرا فتوىٰ عقب عرض المدرس الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل في الفصل. ونتساءل مَن الجهة المعنية في فرنسا بإصدار الفتوى ... فالأحكام المسبقة لا تصلح وكذا تهدئة المشاعر وترطيب النفوس حين اشتعال الأحداث علىٰ جمر الإساءة باسلوب الوعظ والارشاد أثبت فشله عدة مرات؛ بل يجب معالجة جذور المشكلة ! وعليه يجب إعادة النظر لما يُقدم وكيفية تربية النشأ في كل مِن : 1.] رياض الأطفال؛ 2.] النظام التعليمي الإلزامي؛ *.] الأسرة 3.] المصليات وإشراك الجميع في وصف الواقع ومعالجته! ـــــــــــــــــــــ الرمادي 22/10/2020 |
مسائل شائكة!؟.. : " مسائل شائكة " !؟.. في أي مجتمع إنساني... أو تجمع بشري وجدت „ آداب “ و „ تقاليد “.. إما متعلقة بكيفية تناول الطعام وكيفية الجلوس حول مائدته .. أو كيفية ارتداء الهندام والتناسق بين مكونات اللباس .. أو كيفية إلقاء الكلام على إذن السامع مع شد انتباهه وكيفية التعبير عن الأفكار من خلال الحديث.. كما وجد بروتوكول للعديد مِن المناسبات والأعياد والاحتفالات.. هذا كله يختلف حسب الثقافة والمستوى التعليمي والمهني.. وبالطبع مقبول ومعترف به عند الجميع.. كما واعطاء حكم علىٰ شئٍ ما أو مسألة مِن مسائل الحياة مرتبط بالمعلومات المسبقة -وُرِثت عن الأجداد أو اُستحدثت في جديد الزمان- عن هذا الشئ أو تلك المسألة؛ وهذه المعلومات تأتي عن طريق مؤسسات داخل كل مجتمع إنساني بعينه أو من خلال تجمع بشري بذاته؛ سواء أكانا -المجتمع/التجمع- يملكان حضارة راقية ومدنية عالية.. أو بسيط وبدائي (وهذه اللفظة الأخيرة غير دقيقة علمياً؛ لكنها حكم صدر مِن صاحب حضارة أو مدنية لمن يخالفه في حيثيات حضارته أو ينخفض عن درجة مدنيته؛ كــ حكم أصحاب الحضارة الغربية على غيرها؛ أو تقسيم العالم وفق المارشال شارل دي جول لعالم أول وثالث دون المرور بعالم ثانٍ).. أقصد تأتي هذه المعلومات من خلال مؤسسات كــ : - الأسرة وما يحيط بها أو - المؤسسة التعليمية (التربوية) أو - الوعظ الكنسي/إرشاد المسجد؛ أو - المؤسسة الإعلامية؛ وأخيراً : - مؤسسات رعاية شؤون الأفراد الحكومية أو الأهلية.. و قد تكون أحياناً كثيرة أحكام مسبقة عن الشئ أو المسألة؛ مرت هذه الأحكام سريعاً وتعدت منطقة المعلومات؛ وأحياناً كثيراً دون التفكير بصورة جدية عن/في دقة المعلومات أو مدى صحة الحكم؛ فمثلاً : يتلقى الوليد من حاضنته -الأم.. الجدة.. الأخت الكبرى.. الخالة.. العمة- لفظةً كــ معلومة عن الشئ كلفظة „ كَخْ كَخْ “.. لـزجر الصبيّ عن تناول شيءٍ ما لا يُراد أن يتناوله، كما تقال عند التقذّر مِن شيء.. واللفظة تقال أما وفق معتقد معين أو لفساد هذا الشئ .. فإذا كان هذا الطفل مِن ابناء المسلمين ويعيش في دولة غربية تبيح المعتقدات لدى شعبها أو العُرف السائد تناول لحم محرم عند معتقد الطفل المسلم؛ ثم وجد علىٰ مائدة الغذاء في الروضة أو المدرسة ذات النهار الدراسي الكامل هذا اللحم فوق طبق الغذاء؛ وكان جاره يُسمح له بتناول هذا اللحم.. ثم تفوه الطفل المسلم بلفظة „ FUI ” وفق معتقده الذي تربى عليه على مائدة الغذاء في محيط أسرته فبالقطع ستحدث مشكلة بين الطفل المسلم وبين جاره.. وبين الطفل وبين معلمته؛ إذ أن الجار والمعلمة يُباح لهما تناول هذا الطعام.. وهذا مثال علىٰ أدنىٰ وأبسط علاقة في التواجد الجمعي داخل المجتمع الغربي.. إذاً فالمعلومات السابقة -وهي يتم تلقيها وتعليمها بشكل عفوي- ينبغي أن تتوفر لأعطاء حكم سواء بالقيام بالفعل أو الابتعاد عنه؛ أو يتأرجح المرء بين إتيان الفعل والإحجام عنه؛ وهذا يحدث علىٰ مستوىٰ العالم أجمع وفي كل أصقاع الأرض.. وفي أمهات المدن كما يحدث لمَن يسكن القرى ويعيش في الصحاري والنجوع.. وهنا لا يوجد أدنىٰ إشكال؛ إذ أن هذا التجمع البشري والمجتمع الإنساني نسيج واحد!.. لا يوجد فيه دخيل. ولكن الإشكال هنا -في الغرب-؛ والحديث عن التجمعات -وليس المجتمع- ذات جذور غريبة وليست غربية.. واقصد التجمع الموازي لمجتمع يُضَيف تلك التجمعات أو يحتضن أمثال هؤلاء الأفراد مِن مجتمع آخر بما يحملون مِن أفكار ومفاهيم وقناعات وقيم ومبادئ مغايرة أو مختلفة تماماً.. والحديث هنا لا ينبغي أن ينحصر عن التجمع العربي/الإسلامي.. وإن كان هو الذي يتصدر المشهد الإعلامي الغربي بالنمطية السلبية بل ويتعداه إلى الخطاب الحزبي . بيد أن هناك معلومة آخرى مهمة وغالباً مغيبة لا تراع مِن قبل الأم أو الحاضنة ذات الجذور الغريبة عن المجتمع الغربي إذ أنه يجب التنبيه بأن بجوار الطفل المسلم جار له غير مسلم بكل ما عنده من معتقدات أو سلوكيات أو آداب وتقاليد مغايرة أو مخالفة.. ينبغي بل يجب مراعاتها وتقبلها والتعايش معها! وهذه العملية.. أي التربية والتعليم وفق آداب بعينها والرضا بآداب أو تقاليد آخرى مغايرة تماماً.. نسميها: - تسامح أو - توعية أو - إندماج.. - فهم صحيح لواقع جديد! وهذه العملية لا تحدث.. ونتساءل مَن المسؤول عن هذه العملية.. إذ بغيابها تتولد مشكلة يضاف إلىٰ مثل هذه العلاقة وهي على أدنى وأبسط ما يمكن رصده داخل المجتمع النمساوي -مثلاً- ما طالعتنا وسائل الإعلام هذا الإسبوع بما هزّ ما بداخل العامة من الناس: - المسألة الأولىٰ ما يعانيه حفيد [من طرف الأم] مؤسس آحدىٰ الجماعات ذات الوشاح الإسلامي منذ عدة سنوات والمتهم باغتصاب خمس نساء [ أوتيل:Crowne Plaza]؛ و - المسألة الثانية ما صرح به بابا الفاتيكان بما يُعرف بـ حقوق „ المثلية” المدنية!.. والحكم علىٰ تلك المسألتين يبنىٰ -من باب القبول أو الرفض؛ الموافقة أو الممانعة؛ أو اتخاذ إجراء بعينه- الحكم على ما توفر منذ سنوات طوال عند المرء -سواء غربي أو شرقي؛ ملحد أم متدين- من معلومات تجاه المسألة الأولىٰ أو الثانية. وحدث مع كاتب هذه السطور زمن تحضير الدراسات التكميلية للحصول على الشهادة العليا؛ وكنتُ أكتب عن “ الألوان وأثرها في مختلف الأديان “ وأبحث في العديد من المصادر والمراجع؛ فوجدتُ أن قام رسام كاريكاتور مشهور نمساوي : “ مانفريد دَيكس “ . “ DEIX “ وهو الذي أظهر المستشار النمساوي القدير “ د. برونو كرايسكي “ والرئيس “ د. هانس فيشر “ ؛ وكذا رجال المستشارية وأعضاء الحكومة والأحزاب والكنيسة؛ بل و “ ابن الإله “ بصورة لا تليق عند المتدين؛ وكانت المفاجأة عند أمثالي عدم تعرض الرسام لأي مضايقات أمنية تذكر. وهنا يأتي الحكم علىٰ المسألة بقبولها واعتبارها طبيعية داخل المجتمع وفقاً لما ترسخ من مفاهيم حرية الرأي والتعبير والنشر! أما بالنسبة للمسألة الأولىٰ فالقانون في الغرب لا يُجرم أو يُعاقب علىٰ علاقة جنسية بين ذكر وأنثىٰ بالغين خارج الأطر المدنية (Standesamt) ثم مِن بعده الشرعية (الكنيسة).. فالقانون لا يُعاقب الفاعِلَين إذا تم بالتراضي بينهما والموافقة دون الإكراه والإجبار؛ وهذا المادة القانونية اعتمد عليه الحفيد في تبرئة ساحته؛ بيد أن الطرف الثاني -وهنا أنثىٰ- أثبت أنه تم فعل اغتصاب؛ وليس علاقة جنسية بالتراضي أو الموافقة؛ بل تم-حسب الروايات- بصورة غير آدمية.. لذا تم إيقافه حبساً ومِن ثم سجنه [9 شهور].. وتكرر الاغتصاب مع عدة نساء؛ وأخيراً جاءت الأنثىٰ الخامسة بأدلة قاطعة علىٰ فعلة الاغتصاب وليس المتعة بالتراضي بين الطرفين والموافقة.. وفي عام 2019 :" أصدر الحفيد، المتهم بقضايا اغتصاب، كتاباً بعنوان "واجب الحقيقة" يتحدث فيه عن التهم الموجهة إليه ويعترف بارتكابها(*) ". ومن جانب آخر بدأت كتب أخرىٰ تصدر ضده من ضحاياه. وذكرت مواقع إخبارية أن الصحفية الفرنسية "برناديت سوفاجيه" جمعت شهادة أول ضحية لــ حفيد مؤسس الجماعة، فى كتاب جديد بعنوان "قضية [فلان.. اسم الحفيد]: الجنس والأكاذيب.. سقوط الأيقونة". وروت الكاتبة الفرنسية خلال مقابلة مع إذاعة "يورُب 1" الفرنسية، تفاصيل شهادة الضحية الأولىٰ للحفيد، مشيرة إلى أن الحياة المزدوجة والصاخبة له معروفة فى بعض الدوائر المحيطة به. وقالت الإذاعة الفرنسية، إن الكتاب بمثابة جزء جديد فى قضيته، بعد إصدار كتابه الذى تحدث فيه عن علاقته بالنساء الخمس اللاتى تقدمن بالفعل بشكوىٰ ضده، متهمات إياه بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والتهديد بالقتل، وأشارت "يورُب 1" إلى أن الضحية المذكورة فى الكتاب، تعد الضحية الأولى من حيث الفترة الزمنية لكونها تروي وقائع تعود إلىٰ 2008. وفى كتاب „ الجنس والأكاذيب، وسقوط أيقونة “ تتهم الشابة التى تحمل لقب „ بريجيت “ -ولا تزال هويتها سرية- الحفيدَ باغتصابها واختطافها فى نهاية أكتوبر 2008. وتقدمت السيدة الملقبة بـ „ بريجيت “ بشكوىٰ ضده بعد عشر سنوات مِن الواقعة لتكون المشتكية الرابعة، فى حين أنها الضحية الأولىٰ له. وقالت الكاتبة الفرنسية: „ التقيت بريجيت فى يوليو 2017، لكن فى الوقت نفسه، بدأ محامو الحفيد إجراءات لإسكات الضحية، لذا لم تستطع علناً التحدث عن القضية “، وتقدم الكاتبة الفرنسية فى كتابها، رواية مرعبة للقضية، وتفاصيل مهينة للضحية حيث روت بريجيت مشهد اغتصابها: „ كنت خائفة من الموت، شعرت بالرعب والشلل “، مضيفة „ أنها أدركت أنها قد فقدت تماماً.. وعانت كثيراً بعد الواقعة من مشاكل نفسية بسبب العنف الذى تعرضت له “. وأشارت „ سوفاجيه “، إلى أن „ الدوائر المحيطة بالحفيد كانت على علم بالحياة المزدوجة التى يعيشها ومدى زيفه “.. كما وأن الغرب يُجرم اكراه الزوجة (زواج مدني؛ معترف به أمام الدولة) علىٰ معاشرة حميمية مع زوجها -في زواج مدني؛ معترف به من الجهات الحكومية الرسمية- على فراش الزوجية رغماً عنها؛ ويعتبر قانوناً اغتصاب زوج لزوجته علىٰ فراش الزوجية(!). والرأي الفقهي الإسلامي الشرعي يُبحث في غير هذا الموضع.(!) الإشباع الجسدي إما أن يتم بصورة : - سوية صحيحة أو بــ - شكل خاطئ أو - شاذ؛ وتلك ثلاث حالات للإشباع وهذه الاشباعات الثلاثة تعود للمعلومات المسبقة عنه؛ وتعليم جيد وتربية صحيحة فيعطى له الحكم.. والحال مع الحفيد؛ وإن استند في رد التهمة عنه للقانون الغربي الذي يبيح المعاشرة الجسدية بالتراضي والموافقة دون الصورة الشرعية (سواء المدنية أو وفق الشريعة)؛ والإشكال أن الحفيد متزوج.. مع أن هذا يسمى عند فقهاء المسلمين بالـ „ الفاحشة “ وثبت أنه له عقوبة دنيوية إذا أعلن -أُوقفت الأن في عدة مناطق-؛ إما إذا ستر فله عقوبة آخروية إن شاء غفر الله وأن شاء عذب؛ ويشار إلى أنه بعد تسعة أشهر من الاعتقال والإنكار، اعترف الحفيد بأنه مارس الجماع الجنسي مع أول متهمتين له، وتم إطلاق سراحه فى 16 نوفمبر 2018، بعدما دفع غرامة مالية قدرها 300 ألف يورو وتسليم جواز سفره السويسرى. ويخضع للتحقيق منذ 2 فبراير 2018 بتهمة „ الاغتصاب “ و „ اغتصاب شخص ضعيف “، وفي أول ظهور له.. يعترف: " نعم كذبت"! في أول ظهور له منذ سنتين، للرّد على الاتهامات التي تلاحقه بالتحرش والاغتصاب، اعترف حفيد مؤسس حركة إسلامية؛ وهو أكاديمي إسلامي، بإقامة علاقة جنسية مع المشتكيات اللواتي اتهمنه بالاغتصاب. كما وأقرّ خلال مقابلة تلفزيونية، على قناة "بي آف آم تي في" الفرنسية، بثت عبر القناة وعبر إذاعة محلية، بإقامة "علاقات حميمية لكن بالتراضي مع المدعيتين الرئيسيتين ضده، هندة عياري .. وكريستيل". وأضاف قائلا :" كل ما مارسته سابقا مع أي امرأة كان برضى الطرفين، لم أكن يوما عنيفاً ". " نعم كذبت ".. إلا أنه " المسالم" كما وصف نفسه، والمتزوج، أقر بأنه كذب في البداية أمام قضاة التحقيق، عندما نفى إقامته أي علاقة جنسية غير شرعية مع المشتكيتين، " لحماية نفسه وأسرته"، معتبراً أنه تعرّض إلى " مكيدة نساء "، اتهمنه باغتصابهن ظلما، من أجل الزج به في السجن. كما أعرب عن أسفه حيال ما اقترفه من أخطاء (في إشارة إلى الاغتصاب أو الزنا) تتعارض مع " مبادئ الأخلاق الإسلامية "، حسب تعبيره. وهو يطلب الصفح بعد أن اتهمته 5 نساء باغتصابهن إلى ذلك، وبعد أن تقدمت 5 نساء بشكاوى تفيد باغتصابهن من قبله، تقدم بالاعتذار لكل من وثق به من المسلمين الذين خُذلوا جراء أفعاله، قائلا : " أطلب من الجالية(!) المسلمة وجميع من خيبت أملهم الصفح، لأنني تصرفت عكس مبادئي، وأنا الآن أحاول تجاوز ذلك". يذكر أنه يخضع للتحقيق منذ 2 فبراير 2018 بسبب تهمتي اغتصاب، وقد أطلق سراحه، مع إخضاعه للمراقبة القضائية، بعد أن قضى 9 أشهر في الحبس الاحتياطي. ويواجه تهما جديدة بالاغتصاب قد تؤدي إلى إلغاء السراح المشروط وإعادته إلى السجن، إذ رفعت امرأة تبلغ من العمر 50 سنة، شكوى ضدّه في فرنسا، تتهمّه فيها باغتصابها في مدينة ليون الفرنسية سنة 2014. ثم واجهنا إشكال أن أتباع تلك الجماعة برأوا ساحة حفيد مؤسس جماعتهم مِن فعلة الاغتصاب والزنا ؛ أو نفس الفعلة برضا الطرف الآخر.. وإن اقرها القضاء وفق ما تحت يديه مِن أدلة.. وهنا تأتي الإزدواجية !. وما لفت انتباه المتتبع للقضية في حادثة الحفيد هو تكرار فعلة الاغتصاب مع عدة نساء؛ وصل عددهن إلىٰ خمس! وثانياً ما أثار لغطاً كثيرا هو ما هبت رياح مفاجأة لموقف الكنيسة الكاثوليكية تجاه مسألة „ زواج المثليين“ بما تحدث به بابا الفاتيكان ونشر يوم الأربعاء 21 أكتوبر2020 من خلال فيلم وثائقي للمخرج „ Jewgeni Afinejewski “ بأنه يسمح للزواج لهم؛ مؤكدا بحقهم في هذا كجزء من عائلة باعتبارهم :" ابناء الرب " ولهم الحق في ذلك؛ مطالباً بحقوق مدنية لهم(***)، و كما حدث في المثال الأول السابق سارع موقع „ الأزمنة المريمية “ بنشر التبرئة؛ مع أنها سقطة لا تصح من الراعي الأول في العالم لأتباع كنيسته فنشر الموقع : " كشف الحقيقة الكاملة وراء التلاعبات العديدة في تصريحه المثير للجدل! البابا فرنسيس لم يغيّر تعاليم الكنيسة حول زواج المثليين! أوردت العناوين الرئيسية العالمية أن البابا فرنسيس يؤيد الزيجات المدنية للمثليين. معلّقة بأن تصريح الأب الأقدس هو تحوّل كبير في تعاليم الكنيسة الكاثوليكية حول العلاقات المثلية. وبدأ الرد لتوضيح اللبس!: ما لم يفعله البابا فرنسيس! لم يغيّر الأب الأقدس تعاليم الكنيسة حول طبيعة الزواج، ولم يقترح أي ترتيبات أخرى يمكن أن تجعل العلاقات المثلية معادلة للزواج. بل إنها تتحدث، بالأحرى، عن نهج رعوي لهذه القضايا. إنّ الإرشاد الرسولي „ Amoris Laetitia “ يدعو إلى التعاطف مع المثليين وعائلاتهم. هذه الوثيقة نفسها تعلّم أيضًا أنه „ فيما يتعلق بمشاريع مساواة الزواج بتلك الاتحادات المرتبطة بأشخاص مِثليين، لا يوجد أي أساس على الاطلاق لاستيعاب او توفير أي نوع من التشابه، ولا حتى من بعيد، بين ارتباط المثليين وتدبير الله حول الزواج والعائلة “. ومن غير المقبول “ ان تعاني الكنائس المحلية من ضغوط في هذا الموضوع، أو أن تشترط هيئات دولية تقديم مساعدات مالية إلى الدول الفقيرة بإدخال قوانين تسمح بـ «الزواج» بين أشخاص من نفس الجنس“ بالقول إن „ الأشخاص المثليين “ لهم “الحق“ في أن يكونوا „ داخل أسرة “ أو „ جزء من الاسرة “ ( يعتمد على الترجمة)، لا يتحدّث البابا فرنسيس عن مسائل قانونية معقّدة مثل التلقيح الاصطناعي أو التبني. بل يشير إلى العائلات الأصلية وأنه لا ينبغي طرد المثليين أو حرمانهم من حب والديهم وإخوتهم وأقاربهم. لو كان الأب الأقدس يفكر في أكثر من ذلك، لكان قاله بوضوح؛ إنه يردد هنا ما علّمه في„ Amoris Laetitia “ . هل “صادق” البابا على الزواج المدني؟ تناول الجزء الثاني من تعليق الأب الأقدس الترتيبات القانونية للأزواج من نفس الجنس: „ ما يتعين علينا إنشاؤه هو قانون تعايش مدني؛ بهذه الطريقة يتم تغطيتهم قانونًا “. إن قول الأب الأقدس „ علينا إنشاؤه “ قد فسره البعض على أنه نوع من التفويض البابوي، لكن هذا خطأ ولا يمكن إعطاء هكذا تفويض على تعليق عابر. كما تم توثيقه جيدًا في السيرة الذاتية للبابا فرنسيس، في عام 2010 ، بصفته رئيس أساقفة بوينس آيرس، حارب “زواج “ المثليين. صرّح بوضوح بأنّ „ الزواج هو فقط زواج الرجل والمرأة، ولكن الأفراد في العلاقات الأخرى (المثليين) يمكن أن يُمنحوا الحماية القانونية“. وفي مناسبات عديدة موَثّقة، حذر الأب الأقدس من التهديدات لمؤسسة الزواج، وقال إن قبول المثليين وسط أسرتهم أو قبول اتّحاد مثلي في القانون المدني، „ لا يعني الموافقة على الأفعال المثلية “ . إساءة ترجمة كلمات البابا! إنّ الترجمة الإنكليزية، والتي كانت الترجمة التي استخدمها جميع الصحفيين الناطقين باللغة الإنكليزية في تقاريرهم - ومنها تُرجمت إلى لغات عديدة - لم تكن أمينة لما قاله البابا فرنسيس في المقطع. يرجع التناقض إلى إشارة البابا فرنسيس إلى قانون „ التعايش المدني convivencia civil “، وهو يختلف عن “ الاتحاد المدني أو الزواج المدني“ الذي استُخدِم في الترجمة. في مقابلة عام 2014 مع كورييري ديلا سيرا الإيطالية، سُئل البابا فرنسيس عما إذا كانت الكنيسة يمكن أن تقبل إضفاء الشرعية على الاتحادات المدنية. رد البابا فرنسيس بالقول : “ الزواج هو بين رجل وامرأة “ ، مميّزًا بين الزواج والاقتران المدني. وأضاف: إنّ الدول تريد تبرير الاتحادات المدنية لتنظيم أوضاع مختلفة من التعايش، مدفوعة بضرورة تنظيم الجوانب الاقتصادية بين الناس، مثل ضمان الرعاية الصحية. كشف التلاعب! أثيرت أسئلة حول ما إذا كانت المقابلة التي تضمنت لقطات للبابا فرنسيس يقول إنه يدعم الزواج المدني كانت جزءًا من محادثة مع مخرج الفيلم الوثائقي الجديد „ يفغيني أفينيفسكي “ ، أم أنها جاءت من جزء من مقابلة أجرتها مع البابا „ فالنتينا ألازراكي “ من قناة Televisa. أخبر السيد أفينيفسكي عدة صحفيين أن الاقتباس عن التعايش المدني جاء من مقابلة أجراها مع البابا بواسطة مترجم، على الرغم من أنه لم يحدد متى أُجريت المقابلة. أفاد أنطونيو سبادارو، أحد أكثر مستشاري الاتصالات الموثوق بهم للبابا ومحرر المجلة اليسوعية La Civiltà Cattolica، بأن المقطع كان من مقابلة السيدة ألازراكي، صحفية مكسيكية أجرتها قبل عام. قارن السيد McElwee من National Catholic Reporter المقاطع من المقابلتين جنبًا إلى جنب ووجد أن اقتباس البابا حول “حق المثليين في أن يكونوا جزءًا من الأسرة “ تم تضمينه في الفيلم الوثائقي للسيد أفينيفسكي من المقابلة مع السيدة ألازراكي، لكن جملة البابا التي تلتها مباشرة “ هذا لا يعني الموافقة على الأفعال الجنسية المثلية “، قد تم حذفه! يبدو الإعداد في المقابلة مطابقًا للمقطع المستخدم في الفيلم الوثائقي الجديد. المشهد في كليهما مطابق تمامًا، يجلس البابا فرنسيس في غرفة في كازا سانتا مارتا على كرسي مزين بالذهب وخلف كتفه الأيمن كرسي قماشه عبارة عن نمط خلايا العسل، وميكروفون صغير في نفس المكان على ثوبه، وزاوية التصوير مطابقة في كليهما. لذلك، لا! لم يغيّر البابا تعاليم الكنيسة، لكنه غيّر بالتأكيد اللهجة الرعوية التي تقترب بها الكنيسة من المثليين وزادها تعاطفًا مع احتياجاتهم الاجتماعية والقانونية.(****)". انتهى النقل من الموقع الكنائسي.. أقول : ومن هنا يأتي اللبس والفهم الغامض عند العامة من الناس.. إذ أن رموز أديان يقعون في خطأ.. والجميع بشر!.. ـــــــــــــــــــــــــــــ المصادر والمراجع: (*)https:// https:// (**) تارخ النشر: السبت 7 محرم 1441 هـ - 07 سبتمبر 2019 KSA 06:28 - GMT 03:28. آخر تحديث: الأربعاء 27 رمضان 1441 هـ - 20 مايو 2020 KSA 11:12 - GMT 08:12 المصدر: العربية.نت – الكاتبة: منية غانمي مصدر : Der Schweizer Akademiker Tariq Ramadan, Professor für Islamwissenschaft, gab am Montag zu, dass er sexuelle Beziehungen zu zwei Frauen in Frankreich hatte, die ihn der Vergewaltigung beschuldigten, sagte jedoch, die Beziehungen seien einvernehmlich . Dies ist das erste Mal in dem fast einjärigen Fall, dass Ramadan, Professor an der Universität Oxford in Grossbritannien, zugab, sexuelle Beziehungen zu den beiden Klägern zu haben . Und Ramadan ist derzeit von der Universität beurlaubt . Sein Anwalt Emmanuel Marcigny sagte gegenüber Reportern, nachdem die Ermittler in Paris die Geständnisse des Ramadan, des Enkels von Hassan Al : "Erkann endlich frei sprechen und sich wohl fühlen ." Am 18 Septemberwar es zwischen ihm begegnet und ein vonAlmdeitin genannt Telle dauerte 10 Stunden . Sagt die Frau, die umgewandelt zu Islam und hat eine Behinderung als Folge eines Autounfalls, sagte , dass Ramadan sie im Oktober vergewaltigt / Oktober 2009 in einem Hotel in Lyon , Südosten Frankreich . Ramadan sagte, er habe sexuelle Beziehungen, aber es sei immer " einvernehmlich ". Fordern Sie die Freilassung von saudischen Frauen und Häftlingen aus den Emiraten Die Jonas Haddad, einAnwalt undanderer Anwalt Henda Ayari sagten : Verteidiger drehen von Ramadan fast einem Gebrauch Trick vor Jahr zu seinem Fall zu retten . Aber dieTatsache , dass er von log den Anfang von diesem Fall verbannt sexuelle Beziehungen, und es dauerte etwa ein Jahr zu erkennen . Er fügte hinzu : " Wird es ein weiteres Jahr dauern, um den Rest zu erkennen? " Ramadans Anwalt sagte, dass einige Textnachrichten auf den beiden Telefonen der Frauen zeigten, dass die Beziehungen einvernehmlich waren . Er sagte , dass er vorgelegt hatte einen Antrag für die Freilassung von Ramadan, da gemeldeten Untersuchungen von Frankreich im Februar durchgeführt verhaftet / Februar . Ramadan ist verheiratet und hat vier Kinder . ) Reuters ( (***)Heute, Do.,22.10.2020, Nr. 4016, Siete: (2). (****) Krone Zeitung; Do.,22/10/2020, Ausgabe Nr. 21.738, Seite: (6). .(**)National Catholic Register Catholic News |
التنسيق! التنسيق! بعد إلقاء خطاب رئيس الجمهورية المِصرية(*) بمناسبة احتفالية المولد النبوي الشريف لعام ١٤٤٢ مِن الهجرة المباركة؛ وبعد كلمة شيخ الازهر الشريف(**) بإنشاء منصة تواصلية بلغات العالم عن نبي الإسلام -عليه السلام-.. تنشر على الشبكة العنكبوتية يصح لرئيس البعثة الدبلوماسية الرسمية المعتمدة لدىٰ جمهوريات دول الغرب -الاتحاد الأوروبي- وأمريكا وأستراليا وكندا وبالتالي الصين والهند واليابان أن يقوم مع زملائه بقية أعضاء البعثة المِصرية بالسير في عدة اتجاهات لتفعيل ما طرحه رئيس الدولة المِصرية في خطابه مِن أفكار علىٰ أرض الواقع المعاش؛ بواسطة مرسوم رئاسي تكليفي؛ وتسهيل ما يسعىٰ شيخ الأزهر إلىٰ إنشائه وايجاده بصورة واقعية ملموسة مؤثرة بواسطة مرسوم أزهري يوضح مضمون تلك المنصة التواصلية؛ ويبين دورها.. ويتم ذلك ومن خلال: [ أ .] . المستوىٰ الرسمي : [ ١ .] . الاتصال المباشر مع وزارة خارجية كل دولة.. ومِن ثم التواصل مع بقية دول الاتحاد الأوروبي..( وهذا كمثال) [ ٢ .] . الاتصال المباشر مع وزارة الإندماج بتلك الدول.. [ ٣ .] . الاتصال المباشر مع بقية السادة أعضاء البعثات الدبلوماسية ذات الصلة.. والتنسيق مع الهيئات الرسمية والأهلية ذات العلاقة.. [ ب .] . المستوىٰ الشعبي؛ ويكون مِن خلال: [ ١ .] . الدبلوماسية الناعمة: من خلال التجمعات.. وهي ذراع الدولة المِصرية الناعم في الخارج؛ وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر :"النادي المِصري"(***) بجمهورية النمسا -إذ يتحمل دافعو الضرائب المصريين وبالتالي خزانة الدولة المِصرية مصاريفه(!)- ومَن يقترب منه أو يشابهه كالاتحاد(****) العام للمصريين في الخارج -فكرة جمال مبارك في عهد أبيه- وتم الاجتماع الأول داخل السفارة المِصرية وبرعاية سفير مِصر وقتها؛ أو اتحاد عام بديل(*****) -الأخير تحت التأسيس- أو مَن يود ويرغب الاقتراب مِن سور مقر البعثة الدبلوماسية المِصرية الرسمية.. [ ٢ .] . المصليات والتي يتولىٰ إدارتها مَن يوافق نهج الدولة.. بعد الفشل الذريع لبعثة الأزهر منذ عدة سنوات؛ لدول الغرب واخفاق مَن أُرسل مِن قبله.. وآخر المبتعثين من قِبل الأزهر يسعى للحصول على جنسية دولة غربية! وأيضاً : [ ٣ .] . المواقع الإلكترونية والشخصيات العامة المهتمة بشأن التواجد العربي على أرض الغرب.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ (*) أكد الرئيس المِصري، عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء -11 ربيع أول 1442هــ ~ 28/10/2020-، أن حرية التعبير يجب أن تتوقف عندما يصل الأمر إلىٰ جرح مشاعر أكثر مِن مليار ونصف شخص؛ في أول تعليق علىٰ الرسوم المسيئة. وقال السيسي خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرىٰ المولد النبوي الشريف يوم الأربعاء:" إن الاستعلاء بالحرية درب مِن التطرف"، مضيفا :" كفىٰ إيذاءً لنا". وشدد الرئيس المِصري علىٰ الرفض القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب مِن أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز أو المقدسات الدينية. (**) شيخ الأزهر -الإمام الأكبر- يطالب بإقرار تشريع دولي يُجرم معاداة الإسلام! .. دعا شيخ الأزهر، د. أحمد الطيب -الأربعاء: اليوم-، المجتمع الدولي إلىٰ إقرار تشريع يجرم معاداة الإسلام والمسلمين، مشددا علىٰ ضرورة الالتزام بالسلمية وبالطرق القانونية في الدفاع عن النبي محمد والدين الإسلامي. وقال شيخ الأزهر، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي: "سنطلق منصة عالمية للتعريف بالنبي محمد بالعديد مِن لغات العالم". وأكد أن العالم الإسلامي ومؤسساته الدينية وفى مقدمتها الأزهر الشريف قد سارع إلىٰ إدانة حادث القتل البغيض في باريس وهو حادث مؤسف ومؤلم، ولكن مِن المؤسف والمؤلم أيضا أن نرىٰ الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا وقد أصبح أداة لحشد الأصوات والمضاربة بها في أصوات الانتخابات. وأضاف أن الرسوم المسيئة لنبينا العظيم عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والالتزام الخُلُقي والعُرف الدولي والقانون العام وعداء صريح لهذا الدين الحنيف وللنبي صلى الله عليه وسلم. وقال شيخ الأزهر: "نرفض وبقوة وكل دول العالم الإسلامي هذه البذاءات التي لا تسيئ للمسلمين والإسلام بقدر ما تسئ. وندعو المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات، كما ندعو المسلمين في الدول الغربية إلىٰ الاندماج الإيجابي الواعي في هذه المجتمعات". وأضاف "علىٰ المسلمين أن يتقيدوا بالتزام الطرق السلمية والقانونية والعقلانية في مقاومة خطاب الكراهية والحصول علىٰ حقوقهم المشروعة اقتداء بنبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم". وأوضح "إننا لا نحتفل اليوم بشخص بل نحتفل بتجلي الإشراق الإلهي علىٰ الإنسانية جمعاء وظهوره في صورة رسالة إلهية ختمت بها جميع الرسالات"، مشيرا إلىٰ أن انتشار الدين الإسلامي في العالم كان تحقيقاً لمعجزة مِن معجزات النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. وأشار إلىٰ أن بقاء الإسلام وخلوده أمر تولاه الله بنفسه وآراءه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- رأي العين وهو يشاهد مشارق الأرض ومغاربها، مضيفا: "لا نرتاب لحظة في أن الإسلام والقرآن ومحمد مصابيح إلهية تضئ علىٰ الأرض طريق الإنسانية وهي تبحث عن سعادتها في الدنيا والاخرة، وأن هذه المصابيح الثلاثة محفوظة بأمر الله. ولولا النبي محمد لبقيت الإنسانية كما كانت قبل بعثته في ظلام دامس وضلال مبين إلىٰ يوم القيامة، فهو النور الذي يبدد الله به ظلمات الشكوك والأوهام". وذكر شيخ الأزهر: "يتوجب علينا تجديد مشاعر الحب والولاء والدفاع عن النبي محمد بأرواحنا وبكل ما نملك من غال ونفيس. فمحبته -صلى الله عليه وسلم- فرض عين علىٰ كل مسلم". ومن جانب آخر فقد : " أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، أمس الثلاثاء-27/10/2020م-، أن المملكة ترفض أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وتستنكر الرسوم المسيئة إلىٰ نبي الهدىٰ ورسول السلام محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- أو أي مِن الرسل -عليهم السلام-. ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن المسؤول قوله: "تُدين المملكة كل عمل إرهابي أياً كان مرتكبه، وتدعو إلىٰ أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام وتنبذ كل الممارسات والأعمال التي تولد الكراهية والعنف والتطرف وتمس بقيم التعايش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم". وفي وقت سابق، أعلن مجلس حكماء المسلمين خلال اجتماع عقده، الاثنين، برئاسة شيخ الأزهر؛ عزمه علىٰ رفع دعوىٰ قضائية ضدّ صحيفة " شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة التي نشرت رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد وكذلك أيضاً ضدّ "كل مِن يسيء للإسلام ورموزه المقدّسة". وقال المجلس في بيان صدر في أعقاب اجتماع عقده عبر الفيديو إنّه "قرّر تشكيل لجنة مِن الخبراء القانونيين الدوليين لرفع دعوىٰ قضائية علىٰ صحيفة شارلي إيبدو، التي قامت بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة لنبيّ الرحمة وكذلك كلّ مَن يسيء للإسلام ورموزه المقدّسة". وتأتي هذه الأزمة بعد تأكيد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنّ بلاده لن تتخلّىٰ عن مبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، وهو وعد قطعه أثناء مراسم تكريم المدرس، صامويل باتي، الذي قتل في 16 أكتوبر بيد شاب شيشاني ولد في روسيا؛ وغادرها في السادسة من عمره إلىٰ فرنسا مع عائلته؛ وتحصل علىٰ الإقامة بها؛ وحين بلغ 18 عاماً ذبح أستاذ التاريخ لأنه عرض هذه الرسوم علىٰ تلامذته في المدرسة إثناء درس عن حرية التعبير. وأثارت تصريحات ماكرون موجة انتقادات في عدد مِن الدول الإسلامية، حيث خرجت تظاهرات مندّدة بها، كما أُطلقت حملة لمقاطعة السلع الفرنسية، في حين تضامن مع الرئيس الفرنسي العديد من نظرائه الأوروبيين. وفي بيانه، أعرب مجلس الحكماء "عن رفضه الشديد لاستخدام لافتة حرية التعبير في الإساءة لنبي الإسلام محمد ومقدّسات الدين الإسلامي". وشدّد المجلس علىٰ أنّ "حرية التعبير لا بدّ أن تأتي في إطار مِن المسؤولية الاجتماعية التي تحفظ حقوق الآخرين ولا تسمح بالمتاجرة بالأديان في أسواق السياسة والدعاية الانتخابية". (***) النادي المصري كواجهة في الحي الأول لمقاطعة النمسا الأولىٰ -فيينا- ومحاز لمقر البرلمان النمساوي وأمام التياترو الشعبي وأمامه الحديقة العريقة وبالقرب مِن المتحف الرسمي وبه قسم خاص للمصريات -الفراعونية- هذا النادي أخفق في الدور المنوط به؛ وفشل في تحقيق الهدف مِن انشائه كما فشل في كسب الجيل الثاني والثالث مِن أبناء التجمع -وليس الجالية المِصرية- الشابات والشباب- فتحول لمقهىٰ. (****) تلك الاتحادات فشلت في دورها وتحولت لمقاهي ثم سقطت.. الجدير بالذكر أنه وُجدَ في صيف عام 2005م ما أطلق عليه المجلس التنسيقي للمؤسسات والهيئات الإسلامية بآحدى الدول الغربية؛ والفكرة صاحبها مِن خارج القارة الأوروبية [سعودي الجنسية]؛ وبعد حين وبفعل فاعل أُريد لهذا المجلس الإخفاق والفشل؛ والواقع الفعلي ونحن في الربع الأخير مِن العام 2020م يوجد مئات المصليات للعرب؛ أضف مصليات لمَن هم مِن أصول تركية؛ ألبانية؛ شيشانية؛ أفغانية؛ إيرانية.. إذا عادت وهذا ميسور-إن توفرت الإرادة- إذا عادت تلك التجمعات وتجمعت بتنسيق فيما بينها تحت سقف عام يجمعها لشكلت قوة ضاغطة تراعىٰ عند اتخاذ قرار.. ومؤثرة عند الحديث عن المسلمين.. لذا وجود الراعي -ولعله المِصري عند الحديث عن الدبلوماسية الراقية؛ أو الدبلوماسية الناعمة لمَن يحمل جنسية غربية ومن اصول عربية- اقول وجود مثل هذا الراعي يمكنه أن يحقق الكثير! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اقول؛ وبناءً علىٰ تلك الوقائع المدرجة في ندائي هذا؛ فإن مسألة التنديد.. والشجب.. والرفض؛ والتذكير لا تكفي بل يجب اتخاذ خطوات إيجابية عملية على المستوى الرسمي أولاً؛ وأقصد في الغرب أي التحرك الدبلوماسي بشكل منظور؛ بتكليف رئاسي؛ خاصةً وأن جمعة المولد -12 ربيع أول- ستكون يوم 30 مِن أكتوبر الحالي؛ وقد يستثمرها البعض ضد مَن ذكرتهم -مع حفظ الألقاب- .. ويصح ايضا أستخدام الخطاب الشعبي؛ وهذا ثانياً مِن خلال العديد من المنصات الإعلامية واللقاءات! وهذا كله مما دعاني إلىٰ طرح هذه المبادرة مع تفعيلها من أهل الأختصاص والمسؤولية! والله -تعالى- من وراء القصد؛ والتوفيق والهداية منه -سبحانه وتعالى-. (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ ) الأربعاء 11 ربيع الأول 1442 هــ ~ 28/10/2020م |
رد: المناسبات جزاك الله خيرا |
رد: المناسبات وجزاكم الله تعالى عنا وعن جميع المسلمين الخير ووهبكم الصحة والعافية ! أستاذي الفاضل الكريم / شريف حمدان! |
المجاهد المهاجر! المصطلح المجاهد المهاجر بناءً علىٰ الضعف الشديد الذي طرأ علىٰ الأذهان عند المسلمين في فهم الإسلام.. وبناءً علىٰ التزاوج الفاسد بين مفاهيم بعينها ومفاهيم آخرىٰ تخالفها.. وبناءً علىٰ غياب كيان نموذجي صالح وفق نظرية البعض للحياة يعيش فيه أُناس فقدوا الأمل في غد مشرق وفق مجموعتهم الخاصة مِن الأفكار وحزمة المفاهيم وكتلة القناعات والقيم؛ وكلها -حالياً- نظريات سُطرت في بطون الكتب ودفنت في تراث الأجداد؛ والإخفاق المروع في إيجاد ما تصور في الذهن مِن قِبل فرق وجماعات علىٰ ارض الواقع المعاش دون الفهم الفقهي الصحيح والوعي السليم بسيرة القدوة الحسنة والقفز السريع فوق مراحل ومفاصل العهد المكي مِن السيرة العطرة.. يرافق هذا كله ضعف في استيعاب الحياة السياسية اليومية الحالية والقوى الفاعلة علىٰ الساحة الدولية وميزان القوى والسيطرة والهيمنة على الساحة العالمية -أو مايسمى بالمبدأ المسيطر والفاعل في السياسة العالمية- ووقوع الكثير مِن تلك الفرق والأفراد في تنفيذ مخطط الغير دون إدراك.. أو العمل معهم.. وبناءً علىٰ الفصل بين المؤسسة الدينية الرسمية -الكهنوتية- وبين قضايا الناس المصيرية وبين مسائل المجتمع الحياتية.. بناءً علىٰ هذه العوامل.. وهناك غيرها تأكلت مصطلحات إسلامية كانت تؤثر في الحياة اليومية زمن وجود كيان إسلامي نافذ وفاعل يحمي تلك المصطلحات؛ بعد تأصيلها وبنائها على قواعد متينة.. إذ كانت تلك المصطلحات نتيجة مفاهيم تؤثر علىٰ السلوك الإنساني الظاهر للعيان في منطقة جغرافية لهذا الكيان؛ وكانت تلك المصطلحات تنبثق مِن قيم تراعي الناحية البشرية إثناء المعاملات وفق وجهة نظر بعينها في الحياة؛ وكانت تلك المصطلحات تبنىٰ علىٰ قناعة عقلية توافق عقيدة صالحة للإنسان تُجيب علىٰ جميع أسئلته.. فتقنع العقل تطمئن القلب فترتاح النفس.. تحث صاحبها علىٰ اتخاذ خطواط عملية إيجابية بعينها إثناء نهاره مع الآخر؛ فحين غابت تلك المصطلحات عن الحياة لمن يعيشون داخل دائرة التدين الإسلامي(!) ولم يعد لها وجود حقيقي في ذهن المسلم ولا وجود مؤثر علىٰ ارض الواقع المعاش؛ وتلاشت مِن الاستخدام اليومي وغاب عنها معناها الفقهي الفهمي الاستيعابي التعاملي وبقي عند البعض استخدامها لفظياً؛ فما زال البعض هناك يعيشــون علىٰ أمجاد الماضي وما زال البعض يسترضع مِن التراث؛ يقابل ذلك عند البعض الآخر ما اطلق علىٰ هذا التراث مسمىٰ الكُتب الصفراء لقدمها.. وتسفيه المطلع عليها.. وقيام كيان وانحدار آخر ولعل هذا مِن سنن الحياة الآدمية: اي التغيير المستمر والدائم والتحول مِن شكل مدني إلىٰ آخر؛ ومِن وسيلة عفىٰ عليها الزمان لوسيلة آخرىٰ حديثة .. مثال المصطلحات في : 1.] المجال العقدي: صارت قضية تقسيم الناس إلىٰ أهل إيمان وأهل كفر.. والدار إلى دار إسلام ودار حرب لا تستخدم؛ فخرج مِن داخل الآزهر مَن يقول بأن :" كل مَن يؤمن بإله فهو مؤمن"؛ وخرج مِن تحت عباءة الأزهر آحدهم يدمر فكرة دولة الخلافة ودار أمير المؤمنين؛ ويقابله مَن يرفع شعار السيف والقرآن.. في زمن مَن يستخدم الصاروخ والطائرة النفاثة.. ثم صارت مصطلحات : مشرك.. كافر.. منافق.. زنديق.. عابد وثن.. مَن يقدس صنم.. مَن يقدس حيوان.. تلك المصطلحات غابت عن الحضور في إثناء الحديث اليومي.. بل طُلب أن تغير المناهج التعليمية لإلغاء هذه اللفاظ.. وزاد أن آحد الأئمة توقف عن الدعاء في ختم الصلوات على آحدى الفرق بعينها! وسقط مِن المعاملة فقه أحكام: أهل كتاب.. أهل ذمة.. الجزية.. فتكلم آحدهم مِن الأزهر حديثاً عن "المواطن" و "المواطنة" بدلا من تلك المصطلحات التي ليس لها وجود في الحياة العملية اليومية؛ ومع ذلك ما زال البعض هناك يتحدث عن كيفية معاملة الإماء والجواري وتقسيم أو بيع سبايا الحرب.. ثم طفح علىٰ السطح تقسيم مَن تحت خيمة الإسلام إلى أهل سنة وأهل شيعة؛ ثم تقسم أهل السنة إلىٰ فرق وطوائف ومذاهب؛ وكذا أهل الشيعة.. ثم جرت محاولات لتقريب المذاهب أو تقريب الفرق.. ثم ظهر تعبير فسطاط الإسلام وفسطاط الكفر.. ثم اريد إعادة جزئيات مِن الكل إلىٰ الظهور علىٰ الساحة الكلامية؛ فيتلقفها من يجهل حيثياتها وتسلسل مراحل وجودها وإحسان ربط مفاصلها.. سواء في الوطن الواحد فتكفير الحاكم ومَن يسانده مِن الجيش والشرطة وحل دمه.. أو المنطقة الإقليمية كحال سوريا والعراق وليبيا واليمن وكراباخ... أو العالمية كما يحدث في أمهات المدن الغربية.. مثال على ذلك : - قتل مَن يؤمن بالمسيحية وسَلب ماله لتمويل عمليات إرهابية.. كغنيمة؛ و - ضُربت السياحة وقُتل السياح -وإن جاءوا بعهد (فيزا) مضمون من دول تعيش على مدخول السياحة (مصر.. تونس .. تركيا)-؛ و - قتل عدة مئات مِن طريقة صوفية علىٰ آيدي السلفية الجهادية في مسجد الروضة بمرسىٰ مطروح.. مصر؛ لإختلاف العقيدة؛ بل وكيفية آداء الصلاة بينهما.. .. وهكذا تحول المشهد العام إلى مشهد عنف لتفريغ الطاقة المحبوسة والتي شحنت مِن خلال قراءات مبتورة مِن كُتب التراث؛ إذ أن علماء ذاك الزمان عاشوا في كيان ومناخ وبيئة وحال يختلف عن كيان الدولة اليوم ودستورها والقانون الأساسي فيها ونظامها والمناخ العام والبيئة.. 2.] المجال التعبدي: صارت قضية تارك الصلاة.. وعدم دفع الزكاة مسألة شخصية.. ففي المسألة الأولىٰ: تارك الصلاة.. جاحد الصلاة.. مَن تكاسل عن آداء الصلاة.. مَن ينكر الصلاة.. لا تبحث إلا في دروس ما بين العصر والمغرب في المصليات (وهو ما يسمى : فصل الفكرة عن طريقتها)؛ ولا يعاب عليه؛ وليس له تعزير.. وغاب بيت المال؛ وتحولت بعض المؤسسات الأهلية الرعوية دويلة داخل الدولة؛ ولذر الرماد في العيون تقدمت مؤسسات أهلية أخذت الطابع الديني الكهنوتي تدعي تطبيق مصارف الزكاة الثمانية؛ والحقيقة لم يتبق منها سوى "الفقير.." .. في آحدىٰ الدول الغربية كانت تؤخذ الزكاة وتصرف علىٰ تصليح دورة مياه المصلىٰ وتنظيف مكان الوضوء؛ والتبرعات التي تأتيها من بعض دول الخليج تصرف علىٰ المقربيين وليس علىٰ الطلبة كما أُعلن [تحت مسمى: اتحاد الطلبة المسلمين] ؛ و مثال آخر: كان يؤخذ لصرفها على أرامل وايتام منطقة ما.. يقوم القائم علىٰ تلك المؤسسة الرعوية الأهلية فيأخذ نصيبه مِن تلك الزكاة ومَن يعمل في تلك المؤسسة من باب ".. والعاملين عليها.."؛ ولهذه الحادثة مُنع مقال لكاتب هذه السطور في موقع ما بتلك الدولة.. ثم اصبحنا نسمع عن الحج السياحي والحج الممتاز؛ والحج السريع.. ناهيك عن مَن يقوم بتنظيم رحلة الحاج: أهو مرتزق؛ أم أنه يقدم خدمة مقابل آجر. 3.] المجال الإجتماعي : أو ما يسمىٰ علاقة الذكر بالأنثىٰ (وليس الرجل بالمرأة) وكيفية الإشباع خارج مؤسسة الأسرة؛ واستحدثت علاقات كزواج(!) المسيار والمصطاف؛ ونكاح الجهاد.. مع وجود علاقة قديمة سميت بـ"المتعة"(!)؛ وتفشي حالات الطلاق دون مسوغ وإفساد تقسيم الميراث!.. وعدم الدقة الفقهية في تحديد عورة الأنثىٰ البالغة.. أما مع الآخر فقد تبنت فرق بعينها إزدراء الآخر والإساءة إليه.. في الغرب تحت باب حرية الرأي والتعبير؛ وفي الشرق من منطلق فاسد ديني! 4.] المجال الاقتصادي : غاب عن الساحة الاقتصادية المعاملات الشرعية ولذر الرماد في العيون اطلق علىٰ مصرف ما أنه إسلامي؛ مع أن النظام القائم في العالم رأسمالي.. وتبرعت بعض المؤسسات الاهلية بمجهودها الخاص في سد هذه الثغرة مع أن النظام الاقتصادي في الإسلام ليس فقط معاملة الربا 5.] مجال الزجر لحماية المجتمع : توقفت وتعلقت الكثير من أحكام الزجر أو ما يسمىٰ في الفقه بــ : الحد.. العقوبة.. التعزير؛ فبناء على حرية المعتقد تعلقت عقوبة حد الردة؛ وبناء على الحرية الشخصية تعلقت عقوبة حد شارب الخمر؛ وتعلقت عقوبة حد الزنا إذا تم بالتراضي والموافقة.. وتعلقت عقوبة السارق.. ففي بلد الأزهر والكنيسة أنشأ آحدهم حساباً علىٰ الشبكة العنكبوتية يروج لتبادل الزوجات.. بشرط تقديم عقد زواج صحيح.. وحكم عليه بخمسة عشرة سنة سجناً؛ وزوجته جامعية مدرسة بالثانوي.. وشارك في المبادلة زوج وزوجته مِن الخليج.. وبالتالي تعلقت عقوبة التعزير لتارك الصلاة أو مانع الزكاة.. الحصاد المر؛ والمحصلة : نتيجة ذلك الضعف في تلك القوىٰ العاقلة.. وتلك الكميات الهائلة مِن التعليق والتوقيف والتعطيل؛ مع تواجد الكثير وتعايشهم في زمن الماضي واسترضاع التاريخ واستجلابه؛ والتباعد الكبير بين تراث الأجداد وفهم حال اليوم وإدراك واقعه.. وفهمه بوعي وعدم قدرتهم -افرادا أو فرق؛ وتدخل هنا كيانات أو دولة وأكثر- مِن إيجاد ما هو متصور في الذهن- والتناقض الظاهر في لعب الأدوار نشأ فكرٌ متطرفٌ عن الأصول الثابتة.. وانعزالي عن الواقع المعاش؛ فزرعت فكرة الجهاد في عقول أفراد في أفغانستان؛ والأصل أن تكون مِن خلال كيان قائم.. وبإنتهاء الحدث كان يجب إيجاد أرضية آخرىٰ جديدة موافقة ينطلق منها المجاهدون الجدد؛ لتبقىٰ الفكرة؛ وتعيش.. وساعد علىٰ ذلك الخطاب التحريضي والخطاب الشعبوي المقابل له داخل أماكن العبادة سواء المغلقة أو المفتوحة؛ أو الخطاب الجماهيري.. وتم هذا علىٰ أعين بصيرة مِن الجهاز الأمني والمخابرات المحلية والأجنبية؛ ولكن لأن جسم تلك الفرق هلامي واستعجال افراد غير مؤهلين واحباط في حياتهم الدنيا وليس لديهم العلم الأصولي الكاف ووجد خلل في الحصول علىٰ المعلومات الموثقة؛ يرافق هذا حالة إنتقام وتفريغ شحن سلبية.. فقد أوجد بديل كهدف لاستهدافه والقضاء عليه؛ سواء في الداخل كما حدث في مِصر والملكية السعودية أو تونس.. ليبيا.. اليمن.. أو ساحة بأكملها كــ سوريا والعراق؛ أو المحاولة الفاشلة في أقامة كيان منعزل عن العالم في شبة جزيرة سيناء المِصرية.. أو في الخارج كــــ "غزوة"(!) نيويورك أو ما حدث في بلجيكا: بروكسيل؛ فرنسا: باريس.. نيس.. أفينيون؛ ألمانيا؛ وأخيرا وليس آخراً النمسا: فيينا.. والفاعل.. الإرهابي.. المجرم.. الجاني.. المتأسلم كان معلوماً طوال الوقت لدى الجهاز الأمني.. ولكن مسألة تتبعه في نهاره ومنامه إثناء أحلامه صعبة للغاية بل تكاد تكون مستحيلة؛ وهو ما أطلق بــ "الذئب" المنفرد.. وأسميه المقاتل.. (المجاهد).. المهاجر؛ فهو طفا علىٰ نفسه صفات قدسية ويتسربل بنعوت دينية.. فشل في دنيا فتأمل في حياة الآخرة.. ينبغي أن لا نغفل البيئة الحاضنة والمناخ المرضع؛ وغلق بعض المصليات في الغرب وترحيل بعض أصحاب صوت الكراهية والقتل لبلدانهم لا يكفي.. فعلى سبيل المثال نشرت مجلة بروفيل من خمس سنوات تقريباً لصحفية نمساوية مقالاً عن آحدهم يتحدث عن الآخر بعتباره "كافر" وأنهم "كافرون".. وموسم أعياد الميلاد في الغرب قادم.. على الأبواب.. وأظن أن أصحاب فكرة عدم مجاملة النصارى في أعيادهم سوف تخبو هذا العام!! واتساءل : فهل يعقل أن صحفية تعمل بجريدة لديها علم بهذا المصلىٰ وما قيل فيه.. ثم ذهبت إليه لزيارته والتحدث مع المتكلم في صلاة جمعة سابقة -وهو مازال حي يرزق- يأخذ راتباً مِن دافعي الضرائب.. وما تتحرك جهات حفظ الأمن للإنسان العادي الذي يسير في الطريق ليس له ذنب سوى أنه مر بطريق الإرهابي.. وصار سفك دمه هدفا أمام طلقات نارية اشتراها من متجر في دولة مجاورة.!؟.. الواقع الحالي المعاش.. وما كُتب في بطون التراث.. أمران مختلفان.. صاحب العلم هو المخول لتوضيح هذه المسألة! اضف البنية الفكرية والبناء الذهني والخواء النفسي والإخفاق في تحقيق هدف لأمثال هؤلاء يساعد على ترويج فكرة التخلص من الآخر؛ إذ أن الآخر هو العائق لتحقيق ما يريد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ ورقةٌ مِنْ كُراسة إِسْكَنْدَرِيَّات مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ؛ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ؛ بِـمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَىٰ- 08 نوفمبر 2020م ( د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ) |
احتفالات ميلاد السيد المسيح ! احتفالات ميلاد السيد المسيح -عليه وعلى أمه العذراء الزهراء البتول الصلاة والسلام والبركات- والسنة الميلادية الجديدة 2021 نحن والعالم أجمع نستعد لاحتفالات أعياد ميلاد السيد المسيح؛ وقد احتفلت الملكية السعودية بالعام الميلادي 2020؛ ولأول مرة في تاريخها بمدينة ملهم ... وإذا قلتُ: "نحن"؛ فكان قصدي غيرنا.. يعني النصارى؛ أو بما يحلو لهم تسمية أنفسهم :" المسيحيون". والمسألة تحتاج إلى إعادة نظر تاريخي وشرعي ؛ خاصة وأن أهل الخليج الأصلين -ليس العمال أو الوافدون- يحتفلون بهذا العيد كما يحدث في دول الغرب بالقارة المسيحية -أوروبا- والأمريكتين واستراليا وكندا .. وأيضا في لبنان ومِصر وبلاد المغرب العربي.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ ورقةٌ مِنْ كُراسة إِسْكَنْدَرِيَّات 1 ديسمبر 2020م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ (الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
رد: المناسبات فهل ولدَ حقا وصدقا وعدلا عيسى ابن مريم الزهراء العذراء في نهاية ديسمبر : نهار 24 ديسمبر ليل 25 منه! وهنا البحث يكون عن الجانب التاريخي؛ وليس الشرعي؛ وما تحت أيدينا جميعاً ليس لدينا ما نؤكد به مولده المعجز -عند المسلمين؛ الذيم يؤمنون بإله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد فلم تصح ان تكون له صاحبة ولا يجوز أن يكون له ولد- أو مولد المخلص من الخطيئة الأزلية -الخطيئة الوراثية- للبشر -عند مَن يومن به إما أنه-المسيح: - آله.. أو - ابن آله -تعالى الله في سماه وتقدست اسماه عن هذا الإفك المبين- وبما أننا نعيش جميعاً على نفس الأرض وصار الأرض التي نسكنها قرية صغيرة .. وجب عليَّ أن ابحث هذه المسألة... ــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد 05 ديسمبر2020م |
رد: المناسبات جزاك الله خيرا |
تحديد وقت ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم! مسألة : « „ تحديد وقت ميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم‟ » -عليه السلام- عليها تنبيهات : |
مسألة المسيح عيسى ابن مريم! مسألة المسيح عيسى ابن مريم: عليها تنبيهات : حقيقةُ الأمرِ أنَّ مسألةَ حكاية المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- يعتريها الكثير مِن نقاط التساؤل والاستفسار؛ كما يملؤها الكثير مِن المبهمات وما يصل إلىٰ حد الغموض والألغاز.. وعند حديثي عن حكايته أقصد كما يرويها مَن أتبعه مِن بعد رفعه -عندنا- أو مِن بعد صلبه -عندهم- ومَن جاؤوا بسنوات طوال مِن بعده؛ وليس كلامي عن إثبات نبوته أو تحقيق أنه نبي بُعث أو رسول مبعث وأرسل خاصة بني إسرائيل؛ أو من بعد صلبه كما يحكي القديس بولس الرسول للعالم أجمع(!) -وهنا سيكون الحديث عن بشريته وآدميته وإنسانيته؛ فلا نقحم اللاهوت بالناسوت؛ فتغيب مسألة تجسد الآله -الخالق- في رحم امرأة -مخلوقه لهذا الخالق-؛ وهي مِن المسائل التي لا يستطيع العقل البشري أن يفهمها ناهيك عن تصورها؛ وبالتالي صارت مِن المسكوت عنه في شرح وتبيان عقيدة المسيحية الحديثة- .. إذاً حديثي عن مَن جاء قبل آخر الرسل وبُعث قبل متمم المبتعثين وأرسل قبل خاتم الأنبياء والمرسلين؛ وما يُحكىٰ عنه -عليه السلام- مِن أتباعه يحتاج إلى ٰتوثيق كي يصل الخبر إلىٰ يقين.. أو شبة يقين.. أو نميل إلىٰ ترجيح.. خاصةً وأن المسألة المبحوثة مسألة عقيدة وإيمان أولاً.. ثم.. ما يُبنىٰ علىٰ هذه العقيدة الصحيحة الراسخة والإيمان اليقيني بنبوته والتحقق من رسالته ما يبنى عليها لـــ تفعيل شريعته مِن خلال الكتاب المنزل على قلبه -عليه السلام- وبالتالي أخذ أقواله وأفعاله؛ ويبنىٰ علىٰ هذا الإيمان القوي أحكام عملية للحياة الدنيا لتشكل وجهة نظر بعينها عن الكون والحياة والإنسان كما توجد طراز خاص من العيش وكيفية حياتية لمن أعتقد بهذه العقيدة ولمن أمن بها.. أو تصير المسألة تصورات في خيال الإنسان تسحوذ علىٰ ذهنه دون إثبات برهان أو وجود حجة.. وأقوال مرسلة من الدليل وتكهنات وافتراضات .. ثم رمز أو رموز للفظة أو مقطع من جملة .. وهنا يظهر على سطح المسيحية الحديثة قضية : - التعديل و - التبديل و - التغيير و - التحريف.. ويزاد على السابق ما يراه رئيس الكنيسة -بابا الفاتيكان/روما أو بابا الكنيسة المرقسية/مِصر/الإسكندرية- مِن أقوال تصلح أن تكون ديناً أو عيداً.. وهذه قضية برمتها تحتاج إلىٰ دراسة تفصيلية.. ومثل هذا سرعان ما تتساقط أفكارها كورق الشجر بهبوب نسيم ريح الحقيقة -وحدث عدة مرات مِن خلال رجال الكنيسة أنفسهم أو المؤتمرات والندوات في الغرب دون الشرق- أو قدوم خريف عمر الكنيسة.. ولعل ما حدث زمن التنوير في أوروبا ينير لنا الطريق بضوء شمعة فسرعان ما تم الفصل في البلدان المسيحية بين ما يسمىٰ دين المسيح -تعاليم- وبين الحياة العامة.. أو بين الدين -تعاليم المسيح- وبين الدولة.. لذا وجب إلقاء أضواء على ما حدث في عصر التنوير في أوروبا؛ وهذه أيضا قضية آخرى تحتاج إلىٰ دراسة تفصيلية.. وهذا ما يثبت وجود فارق بين السماء والأرض بين تعاليم المسيح في مسيحيتهم الحديثة ومصدرها مِن خلال العهد الجديد الإنجيل الحالي وبين الإسلام؛ بمصدريه العهد الحديث -القرآن الكريم ؛ الذكر الحكيم والسنة النبوية الرسولية المحمدية-.. وعليه لاتصلح تجربة أوربا أن نطبقها بحرفيتها أو بتفاصيلها على ما يتوهم البعض بتسميته تعاليم الإسلام للفارق الكبير بينهما.. ومن ينادي بذلك فهو جاهل بالمسيحية الحديثة -أقصد بعد رفع المسيح وليس صلبه- كما يجهل الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين -عليه الصلاة والسلام-.. ولم يكن هناك اي إشكال في الفصل بين مَن يؤمن بمسيحية لا تفهم ولا تدرك ولا تستوعب من خلال قوى الإنسان العاقلة وبين حياته العامة -مع محاولات الكنيسة المستميت في الحفاظ بمكاسبها-؛ بمعنى أن ما سميت وأطلق عليها تعاليم المسيح لم تكن هي في الحقيقة تعاليمه ولا تعاليم السماء.. فسهل الفصل كما سهل بعد ذلك الخروج مِن تحت سلطة الكنيسة سواء الغربية -الروم الكاثوليك وما يتبعها- أو الشرقية -الأرثوذوكس وما يتبعها-.. فصارت المسألة قضية فردية شخصية بحته وتاهت التعاليم بين بقية الأفكار.. وهذا ما يُلزم المرء مِن بحث حقيقة المسيحية الحديثة وأيضاً ما دور القديس بولس الرسول وبالتالي الاباء المؤسسين لها!.. -***- المخلوق الغائي: يجب أن تكون هناك غاية -معقولة مفهومة مدركة في الحس ملموسة بالعقل- مِن وجود الإنسان على سطح المعمورة؛ وبتلك القدرات العقلية الهائلة والتي يملكها دون سواه مِن بقية المخلوقات؛ فلا يصلح أن يكون وجوده لمجرد تناول مطعومات يجدها فوق الأشجار أو سقطت منها أو في باطن الأرض فيحفر فيها أو في داخل الأنهار أو بين موجات البحار والمحيطات أو تطير في الهواء؛ ويغلب علىٰ ظني أنه أخذ -الإنسان- وقتاً طويلاً حتىٰ توصل إلىٰ ما يستساغ فيؤكل وما لا يصلح فلا يؤكل.. من خلال تجاربه ومشاهدات غيرة من المخلوقات والموجودات.. ثم.. بعد تناوله ما يشبع جوعة معدته يحتاج إلىٰ راحة قليلة؛ لتتحول المواد الغذائية الصالحة المستخلصة لمواد فاعلة في جسده وبعدها يدب نشاط ما في بدنه.. ثم.. بعد حين يخرج فضلات لا يحتاجها جسده.. فلا يصح أن يكون وجود حياته على الأرض لتناول مطعومات تسد جوعة معدته.. ثم.. ينتهي به الأمر بالموت.. بيد أن هذه المطعومات -المواد الغذائية- تحتاج لعملية تخزين كي لا تفسد بمرور الزمان وأن يتملك شيئا يبقيه حياً.. فليس مِن المعقول أن تكون وظيفته فقط خلال فترة حياته على وجه الأرض في أي بقعة منها الإطعام والتملك والتخزين فيكون هو القصد مِن إيجاده.. ثم.. هذا الإنسان -ذكر أو أنثى- يحتاج إلىٰ إشباع مظهر مِن مظاهر غريزة البقاء؛ ألا وهو الميل الجنسي؛ فيحتاج إلىٰ إشباعه وليس بالضرورة ذلك الإشباع؛ فهو ليس كالهواء والماء والغذاء.. ومن هنا نفهم أن بعضهم لم يمارس هذا الإشباع [الميل الجنسي] لمشغوليات كثيرة تسيطر علىٰ ذهنه وتملأ وقته؛ وإن حدث في بعض التجمعات الذكورية/الأنوثة إشباع من خلال إفساد.. هو ما يسمى الإشباع الفاسد أو الشاذ.. دون الإشباع الصحيح السوي.. فكذلك ليس مَن المعقول أن يوجد الإنسان علىٰ ظهر الأرض ليتكاثر أناثا وذكرانا.. فيكون وجوده لمجرد إشباع جوعة معدة أو مظهر مِن مظاهر غرائزه واحتياجاته الضرورية للحياة.. أو إشباع ميل غريزي.. ولتثبيت حالة الإطعام وديمومتها وتواجد حالة إشباع من خلال الميل الجنسي يحتاج إلىٰ أمن وأمان؛ وكنت أتساءل كيف تتم حالة إخصاب لرحم امرأة في حرب (داعشية : مثلاً) أو مجاعات.. ولعل هذا ما يثبت القاعدة لا ينفيها وهي رغبة الإنسان في البقاء من خلال التكاثر وخاصةً في حالة القلق والخوف ليبقى نوعه. -****- خالق الكون والحياة والإنسان يخبرنا بواسطة إنسان مثلنا -نبي رسول؛ وليس فليسوف أو واعظ كهنوتي/مرشد متدين متأسلم- بما يريد أن يلزمنا به أو يريد أن يخيرنا به؛ أو ما يسمىٰ بالأحكام العملية الشرعية؛ وهذا يكون إما لحكمة يعلمها خالق الإنسان لا ندركها؛ فلا نبحث عنها؛ أو نجتهد في فهمها إذا تيسرت الأدوات.. أو علة تفهم مِن أقوال رسوله للإنسان.. فثبت بهذه المقدمة العقلية -دون الإتيان بالنصوص الشرعية [الدليل] من كتاب كريم وسنة طاهرة مطهرة؛ وهذا بحث قادم- .. ثبت وجود خالق رازق ينظم لنا شكل الحياة.. من خلال الشريعة والمنهاج.. أو ننظمها نحن كما نريد ونهوى.. من خلال دستور نضعه بأنفسنا لأنفسنا مع جهلنا بجوانب منها أو قوانين وضعية! -***- حكاية المسيح عيسىٰ ابن مريم قبل سردها .. عليها تنبيهات: ﴿ ١ . ﴾ مسألة الخلق والإيجاد مِن عدم -لمن يثبتها؛ فيعتقد ويؤمن بها- تؤكد وجود خالق قادر لا يشبه مخلوقاته ولا مخلوقاته تشبهه؛ وهذا الخالق الواجد المبدع المصور أوجدها مِن غير / وعلىٰ غير مثال سابق.. وعند مَن ينكر الخلق والايجاد مِن عدم يرجع المنظور ويؤول المشاهد لعوامل البيئة ومظاهر الطبيعة.. وعندالإثنين -مَن يثبت.. ومن ينكر- تحتاج المسألة إلىٰ بحث مفصل؛ ﴿ ٢ . ﴾ هذه المخلوقات -الموجودات- على اختلاف أشكالها وألوانهاوأحجامها ووظائفها تحتاج إلىٰ موجدها لينظم لها وجودها وحياتها؛ أي تحتاج لمَن يرزقها.. سواء أكان الرزق بمفهومه العام البقاء علىٰ حياتها بتوفير أسبابه أو تنظيم شكل هذه الحياة لكل كائن موجود؛ سواء من خلال غريزته وفطرته[كافة المخلوقات ما عدا الإنسان]؛ أو خلال مِن مداركه وعقله وفهمه [الإنسان]؛ ﴿ ٣ . ﴾ الكائن الوحيد الحي والذي يملك قوىٰ عاقلة هو الإنسان؛ إذ أن بقية الكائنات مجلوبة علىٰ فعل ليس بإرادتها. أما الإنسان -بغض النظر عن لون بشرته أو موضعه ومكانه علىٰ الأرض- هو المخلوق الوحيد الذي يملك قدرات ذهنية ومقومات فهمية وإمكانيات عقلية.. انظر لبقية الكائنات فاسلوب أو طريقة حياتها لم يتغير والذي يغيرها هو الإنسان نفسه؛ وليست هي برغبتها وإرادتها؛ ﴿ ٤ . ﴾ مِن هنا جاء التكليف ووقع علىٰ عاتق الإنسان وحده؛ يلاحظ أن هذه التكليف إما تكليف من الخالق للمخلوق -شريعة ومنهاج وطريقة حياة وطراز خاص من العيش وفق مجموعة مِن الأفكار وحزمة مِن القيم وكتلة مِن المقاييس والقناعات- بواسطة نبي ورسول.. أو .. تكليف مِن المخلوق للمخلوق -بواسطة دستور وقانون وبرلمان يشرع- ، ﴿ ٥ . ﴾ لا يصح لمن يدافع عن نصرانيته أن يطعن في الإسلام؛ كما لا يجوز لمن يريد اثبات صحة الإسلام أن يطعن في المسيحية؛ فالمسألة برهان ودليل وحجة وليس تطاول بالقول أو تسفيه؛ ﴿ ٦ . ﴾ حكاية عيسىٰ ابن مريم تسبقها عدة حكايات؛ منها : ﴿ ٦ . ١ . ﴾ حكاية آل عمران.. حكاية جدة عيسى المسيح؛ امرأة عمران؛ ﴿ ٦ . ٢ . ﴾ حكاية مريم بنت عمران؛ أم عيسى دون أن يقترب منها ذكر! ﴿ ٦ . ٣ . ﴾ حكاية زكريا وزوجه؛ ﴿ ٦ . ٤ . ﴾ حكاية يحيىٰ بن زكريا؛ ﴿ ٦ . ٥ . ﴾ حكاية المسيح عيسى ابن مريم ؛ ﴿ ٦ . ٦ . ﴾ حكاية تطور المسيحية عبر العصور.. .. ثم .. ﴿ ٦ . ٦ . ١ . ﴾ مسألة : « „تحديد وقت ميلاد المسيح عيسى ابن مريم‟ » -عليه السلام - ﴿ ٦ . ٦. ١ . ﴾ مسألة : « „ هل المسيح عيسى ابن مريم : آله؛ أم : ابن آله‟ » -***- ثبت عند الجميع أن عيسى ابن مريم العذراء الزهراء البتول ولدَ؛ إذاً فهو له بدايةً؛ وكل مَ، له بداية قطعا لابد أن تكون له نهاية.. وهذا هو المنظور والمشاهد .. ما عدا الخالق .. فهو الأول فليس قبله شيء -أيا كان هذا الشيئ .. لأنه سبحانه أوجد كل الأشياء- فالمسيح عيسى ابن مريم ولدَ كبقية البشر.. وخرج من نفس المخرج كبقية البشر.. وتلوث عند مخرجه وبعد خروجه بما هو معلوم عند عملية الولادة.. فأقلم الثدي سدا لجوعة معدته.. وهو مثل جميع بني آدم ماعدا أنه خلقه -سبحانه- مِن أنثى دون ذكر كما خلق آدم -دون أنثى ودون ذكر- وخلق زوج آدم [لا نعلم اسمها على وجه اليقين] -دون أنثى ودون ذكر- .. ولكنه -عيسى- وُلدَ وليس كما آدم فآدم غير مولود؛ ولم تحمله -آدم- أنثى في رحمها؛ فليس له أب أو أم ؛ وأيضا زوج آدم غير مولودة فليس لها أب أو أم.. -***- واستخفاف بعقول البشر مَن يدعي تلك الرُباعية الطفولية -وإن صلحت في جلسات الوعظ والإرشاد: بأن آدم دون أب وأم.. وأن زوجه بأب دون أم .. وعيسى مِن أم دون أب .. وبقية البشر مِن أب ومن أم - فهو -آدم- أول البشرية وليس قبله إنسان؛ بل مخلوق مِن عدم.. ولعل الأقرب أن يوصف آدم بأنَّ أباه هو الذي خلقه؛ وهذا لم يقل به أحد.. ولاختلاط الدين بالفلسفة -خاصة الفرعونية (مِصر القديمة) واليونانية والهندية والفارسية- لهذا الاختلاط تولدت عدة أفكار في المسيحية الحديثة منها : فكرة أن البشر :"عيال الله".. وهذا مِن حيث اللغة أي مِن باب الإعالة والانفاق والصرف فيعول الأب (البشري) أولاده (عياله) ويربيهم.. فإذا انحرف المعنى اللُغوي واصطدم بمعنى شرعي مُنع استخدام اللفظ.. فنحن (البشر) لسنا عيال الله ولا أبناء الله.. وإن كان المعنى اللُغوي صحيح دون المعنى الشرعي.. فهو -بحق- رازقنا ومطعمنا.. وهو الذي يحينا ويميتنا.. بيده الخير وهو على كل شيء قدير! « „الإثنين : 22 ربيع الثاني 1442 هــ ~ 07/12/2020م .. ‟ » (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) |
أمة غائبة! أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة؛ سلسلة " التصفية و التربية "؛ السلسلة الأولىٰ: الدين أعلمُ أنَّ عنوان [ مستقبل أمة غائبة ] هذه السلسلة مثيرٌ لمن يقرأه.. فيثير اهتمامه.. فيغضبه.. ويحركه للبحث والتقصي خلف ما أكتبه فإما أصاب بلعنات وشتائم أو يرفق بي البعض فيتابعني.. وهذا هو المقصود.. الواقع المعاش اليوم ونحن [المسلمون أو العرب] في بداية الربع الثاني من السنة الهجرية 1442 / نهاية عام 2020 الميلادي ليس لنا قائمة بين الشعوب في أي مجال علمي وليس لنا وزن بين الأمم عند تقرير مصير أو رأي في مسألة يسمع في ما يسمى بالأسرة الدولية أو ما يطلق عليه المجتمع الدولي.. وليس البحث هنا بفعل غيرنا أم بايدينا.. نحن نكره بعضنا بعضا فنحارب بعضنا بعضاً ونقاتل فنقتل بعضنا بعضنا.. فانظر إلى الأمس القريب وما فعله صدام العراق بشقيقته الصغرى الكــــويــت؛ ثم ما حدث في بر الشام.. اقصد سوريا ثم حال لبنان .. ثم نعود للعراق.. ثم نهبط إلى اليمن.. ثم نرتفع إلى ليبيا وما يجري في تونس فالجزائر وما ألم بمِصر ... أليس كل هذا بايدينا .. سواء أنتحدث عن القومية أم الإسلامية أم الانعزالبة... حديثي ليس عن السياسة وحالها ورجالها.. حديثي عن أمة غائبة عن دورها المنوط بها.. ولا أقصد بالتحديد الأمة العربية.. ولكن الأصل أن أتحدث عن الأمة الإسلامية.. وأيضا عن حالها وعن رجالها.. لذا سأعود إلى قصص الأنبياء.. فهم لنا القدوة والمثل الأعلى.. وبدءاً من هذه الأيام بدأت احتفالات العالم بمولد السيد المسيح بمفهومه النصراني؛ أو كما يحلو لهم بمفهومه المسيحي.. أي أحتفالات السيد عيسى :"يسوع" ابن الآله.. أو الآله .. أو المخلص من الخطيئة الأزلية الموروثة نتيجة ما فعلته حواء -وفق الرواية التوراتية؛ والتي تقبلتها المسيحية؛ ثم نقلها إلينا بعض الكُتاب المسلمين- ما فعلته زوج آدم من إغواء آدم بالأكل مِن الشجرة.. ثم الطرد! وهذا متعلق بــ تعبيري: أمة غائبة؛ وأما سلسلة " التصفية و التربية "؛ فالتصفية من الشؤائب الكثيرة التي ملئت عقولنا وإعادة كتابة بحوث بشكل جيد صحيح وبالتالي نحسن عملية التربية.. وأبدءُ بنفسي بالقطع! (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)-*****- بحث الأنبياء .. وهو[١١] الْكِتَابُ الْحَادِيَ عَشَرَ كِتَابُ «قَصَصِ» «أَحَادِيثِ»الْأَنْبِيَاءِ كنتُ قد قمتُ بكتابة وريقات عنه إثناء زمن دراستي في الغرب -المانيا/النمسا- ولم اراجعه بشكل جيد.. فهو وريقات مبعثرة قديمة أعيد ترتيبها وتنسيقها ؛ فارجو أن أوفق!!.. وارجو من القارئ المسامحة إن أخفقت ففشلت.. فأنا إنسان اسعى .. وأحاول! -***- الاثنين : 22 ربيع الثاني 1442 هــ ~ 07/12/2020م |
رد: المناسبات تمهيد : تتفقُ البشريّةُ علىٰ أصولٍ عدة؛ وتتقيد بقيّمٍ وقناعات؛ وتتقبلُ مفاهيم بعينها ولا تحيد عن مقاييس توضعها، ثم تتباين البشرية وتتعارض الإنسانية- عند تفعيلها أو تطبيقها أو إخراجها – كل علىٰ ما عنده منها داخل الحدود الجغرافية ووفق منظومته العقدية وتمشياً مع تراثه، فالجميع يتفق علىٰ أن الظلم مرفوض والعدل مقبول.. والعنصرية والعبودية نظام لا يصلح للإنسان بصفته الأصلية، والحرية في الإختيار هي أساس أصيل في كينونته الوجودية.. وهذا ينطبق علىٰ بقية مفردات سلسلة الأصول التي تعارفت عليها الإنسانية منذ بداية الخليقة ومجموعة القيم وحزمة المفاهيم والقناعات والمقاييس؛ بيد أن الإنسان نفسه هو الذي يجحف ويظلم ويتعدىٰ فيعطي لنفسه حق التعديل والتغيير بل تسول له نفسه حق إنهاء حياة إنسان آخر.. قد يغايره في العقيدة أو قد يتباين عنه في أركان الإيمان ومفرداته أو في كيفية رعاية الشؤون، والملفت للإنتباه أن الذي يشقىٰ هو الإنسان بالفعل سواء الخارج عن المنظومة المعترف بها أو هذا الذي داخل إطارها . وقصة السيد المسيح عيسىٰ -عليه السلام- ابن مريم الصديقة مثال صارخ لهذا الإعتداء علىٰ النفس البشرية ومحاولة تصفيتها [فهو لم يصلب ولكنه رُفع].. حين تتم المخالفة والمعارضة وترافقهما المناصحة؛ فـ فريق لا يقبل وفريق وقع عليه الظلم والإعتداء . قصة « آل عمران » هذه؛ محاولة مِن الكاتب لإعادة قراءة التاريخ مِن مصادره المتعددة وفق رؤية كل فريق؛ هذا جانب، والآخر -وهو الأهم- أيصلح تقديم تهنئة حارة بعيد الميلاد المجيد لقطاع كبير مِن أتباع السيد المسيح ابن العذراء الصديقة مريم البتول؛ أم أن هناك مَن سيعاند.. ويرفض واصفاً إياهم بأنهم غير مؤمنين بما نؤمن به.. والواقع يثبت أننا -العرب والمسلمون نعيش على بقايا مدنيتهم ونأخذ بأسباب حضارتهم.. فلما في جانب نقبل منهم ما يصدرونه لنا -اضف دولة الصين وما عندها من عقيدة- ومن جانب آخر نرفض ونشجب ونعترض.. !؟ |
رد: المناسبات توطئة: تتفق مراجع ومصادر اليهود والنصارى والمسلمين على أصل قصة آل عمران، ثم يأتي مِن بعد ذلك التفصيل، والبناء القصصي وفي إثناء العرض تأتي من علوٍ أنوارٌ لتسلط الضوء الساطع علىٰ مفاصل العقيدة في الدين لتؤكد علىٰ أسس الإيمان كـ القدرة المطلقة للآله مثل خاصية الخلق على غير مثال سابق والإيجاد من عدمٍ، فتسقط المقارنة/المقاربة بقدرة الإنسان في إيجاد ما يحتاج إليه في حياته الدنيا من أدوات وأشياء أو ما يظنه صالح بمقياس عقله وإدراكه لما ينفعه في حياته، تسقط المقارنة أو المقاربة البشرية أمام قدرات الخالق القادر، وهنا يأتي الإعجاز الملزم بالتصديق الجازم بوجود الخالق والتصديق الجازم بصفاته واسماءه. في هذا الجزء من بحثي" التصفية والتربية " و عماده مقارنـ(بـ)ـة الأديان؛ نتعرض لقصص الأنبياء ونخص هذه العائلة الكريمة بمزيد تفصيل، كي نأصل بعض القواعد ونؤكد على بعض الحقائق. ** |
رد: المناسبات من المسائل الهامة والتي مِن شأنه هو -سبحانه وتعالى- دون سواه وتخصه دون منازع ؛ مسألة : الإصطفاء يذكر -سبحانه وتعالى- أنه اصطفى آدم -عليه السلام- والخُلَّص من ذريته المتبعين شرعه الملازمين طاعته، ثم خصّ فقال : « وَآلَ إِبْرَاهِيمَ » فدخل فيهم بنو إسماعيل ، ثم ذكر فضل هذا البيت الطاهر الطيب ؛ وهم « آل عمران » ، والمراد بـ « عمران » هذا والد مريم الصديقة عليها السلام، فقال -من سما في علاه وتقدست اسماه- وهو أصدق القائلين : « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم » . |
أصل ميلاد مريم ! أصل ميلاد مريم : ثم بيَّن -سبحانه وتعالى- " أصل ميلاد مريم " [ابن كثير ،قصص الأنبياء، الجزء الثاني ]، فقال -تعالى في سماه وتقدست اسماه- : « إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم » [آل عمران: 35] وسطر ابن الأثير في موسوعته " الكامل " فكتب :" كَانَ عِمْرَانُ بْنُ مَاثَانَ مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، وَكَانَ آلُ مَاثَانَ رُءُوسَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَحْبَارَهُمْ ، وَكَانَ مُتَزَوِّجًا بِــــــــــــــــــــــ حَنَّةَ بَنْتِ فَاقُودَ ، وَكَانَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ بَرْخِيَّا مُتَزَوِّجًا بِــــــــــــــــ أُخْتِهَا : إِيشَاعَ ، وَ قِيلَ : كَانَتْ إِيشَاعُ أُخْتَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ " [ ابن الأثير؛ عزالدين أبوالحسن علي، الكامل في التاريخ، دار الكتاب العربي، 1417هـ / 1997م ] . و جاء في بداية ابن كثير ونهايته :" وَكَانَ زَكَرِيَّا نَبِيُّ ذَلِكَ الزَّمَانِ زَوْجَ أُخْتِ مَرْيَمَ أَشْيَاعَ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ ، وَ قِيلَ : زَوْجُ خَالَتِهَا أَشْيَاعَ ؛ فَاللَّهُ أَعْلَمُ ...." [ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي ؛ البداية والنهاية ، دار عالم الكتب، 1424هـ / 2003م ] . -****- .. هذا هو ما تحت أيدينا مِن مراجع ومصادر .. لا يوجد قول واحد في المسألة الواحدة بل يتأرجح القول بين وبين .. وكذلك رسم الاسم ونقله من أصله إلى اللُغة العربية .. وأي حرف عربي يستخدم مقابل الحرف المنقول من لغته [ الارامية .. مثلا] الاصلية وكيفية نطق الاسم.. ونسمع في نهاية النقل من المصادر والمراجع .. قول العلماء: والله أعلم.. .. وهذا سيرافقنا في العديد من المسائل والقصص خلال بحوثي القادمة.. و نجده في الكثير من مسائل التفسير والتأويل .. وهذا تجده أيــ(ــتــ)ــها القار(ئــ)ــة.. وهذا لا ضير فيه .. بيد أن المسألة والتي يريد وحي السماء تأكيدها تجد قولا واحداً فقط لا يتعداه.. كمسائل : - العقيدة و - أركان الإيمان .. أي المسائل القطعية كـــ : - "وحدانيته" -سبحانه وتعالى- وبالتالي : - "ربوبيته".. وبالتالي : - "آلوهيته".. فلا يتعدد الفهم فيها مهما حاول العقل البشري .. فهذه مسائل قطعية الثبوت من مصدرها وكذلك قطعية الدلالة في فهمها.. فنجد المسائل الخلافية فيها سعة؛ إذ هي مسائل اجتهادية.. إذ لا ضرر من تعدد الرأي الفهمي فيها.. طالما أن الاجتهاد معتمد على قواعد صحيحة وأركان سليمة.. وهذا -الاجتهاد- لأهل العلم فقط.! لا لغيرهم! |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي