ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أحْكامُ بناتِ آدمَ (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=130442)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 08 / 2018 50 : 10 PM

أحْكامُ بناتِ آدمَ
 

الجَامعُ لأحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ..
سلسلة بُحُوث
:
« سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وآيات الذكر الحكيم المنزل من السماء » (*)
أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. ذات حضارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
(*) الحمد لله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- أن فتح الله العلي القدير صاحب الخير الوفير عليَّ؛ وأنا العبد الفقير: فخرالدين؛ محمد بنإبراهيم آل الــ ــرمادي بهذا العنوان العريض قبيل صلاة المغرب من شهر القرآن المبارك؛ شهر الصيام؛ مجاوراً لبيته العتيق؛ ناظراً إليه وداعياً ومتوسلاً بأن يفقهني في الدين ويعلمني التأويل؛ كما دعا حبــيــبــه المصطفى والرسول المجتبى والرسول المرتضى والخليل المحتبى صلوات الله وسلامه عليه وآله لابن عمه "عبدالله" بن عباس..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
إعداد وتأليف:
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
١٥ ذو الحجة ١٤٣٩ ~ ٢٦ أغسطس ٢٠١٨م

شريف حمدان 26 / 08 / 2018 41 : 12 AM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/R0233321.gif

شريف حمدان 26 / 08 / 2018 43 : 12 AM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/wDo49167.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 26 / 08 / 2018 45 : 03 PM

تمهيد
 
تمهيد :
يقول الله –تعالى في سماه وتقدست اسماه-
[ ١ ] ﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

[آية رقم : (١)؛ من سورة النساء؛ ورقمها : (٤) ] .
[ ٢ ] ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ

[ آية رقم : (١٨٩)؛ من سورة الأعراف ؛ ورقمها : (٧) ] .
[ ٣ ] ﴿ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ

[ آية رقم : (٧٢)؛ من سورة النحل؛ ورقمها : (١٦) ] .
[ ٤ ] ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

[ آية رقم : (٢١) ؛ من سورة الروم؛ ورقمها : (٣٠) ].
[ ٥ ] ﴿ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ... يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ

[ آية رقم: (٦) من سورة الزمر؛ ورقمها : (٣٩) ] .
[ ٦ ] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

[ آية رقم : (١٣)؛ من سورة الحجرات؛ ورقمها : (٤٩) ] .
[ ٧ ] ﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى

[ آية رقم : (٤٥) من سورة النجم؛ ورقمها : (٥٣) ] .
[ ٨ ] ﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً

[ آية رقم : (٨) من سورة النبأ؛ ورقمها : (٧٨) ] .
[ ٩ ] ﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧)

[ ارقام الآيات من (٥) إلى رقم (٧) من سورة الطارق؛ ورقمها : (٨٦) ] .
[ ١٠ ] ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى

[ آية رقم : (٣) من سورة الليل؛ ورقمها : (٩٢) ] .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 29 / 08 / 2018 07 : 08 PM

[تمهيد للتمهيد]
 
[تمهيدٌ للتمهيدِ]


[ ١ . ] غرد الغرب باجهزة إعلامه وطرب.. وتراشقت كاسات النخب فشرب وانتشى في نهاية يونيو الماضي بسبب تمكن المرأة السعودية من الجلوس خلف قيادة السيارة.. ثم عاد اليوم قبل أن ينتهي العام ١٤٣٩ الهجري.. نهاية أغسطس من العام ٢٠١٨ ليزف للعالم أجمع السماح لخمس سعوديات بالجلوس خلف قيادة الطائرة..


فهل نحن نتحدث بالفعل عن إنجاز ضخم يستحق من آلة الغرب الإعلامية هذه الزفة وتلك الفرحة..


والمدقق في تاريخ الفتاة العربية على وجه الخصوص مقارنة بالفتاة الغربية يجد امرأة
كـ
خديجة بنت خويلد[.([1]).]
منذ أكثر من ١٥٠٠ عام كانت من أكبر المستثمرين في المال ومن أكبر تجار زمنها.. -رضي الله تعالى عنها وأرضاها-.. ومثيلاتها كثير .. عليك.. أن تبحث عن الغربية في ذاك الزمن أين تجدها ...!!



([1]) المصادر والمراجع تجدها في نهاية البحوث.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 29 / 08 / 2018 30 : 08 PM

أنثوية اللُغة..
 
[ ٢] لا يمكننا أن نتحدث عن الفقه ومسائله وأبحاثه وكأننا نعيش في مجتمع ذكوري فقط.. فنهمل الجانب الأنثوي القوي والضخم في وجوده العام وتأثيره الظاهر.. والعالم من حولنا حسب لغتنا الجميلة أنثوي الطابع أنثوي المزاج.. فالشمس حسب لغة العرب مؤنثة.. وتشرق على الأرض وهي ايضاً مؤنثة..
قال شوقي في برقية يهنئ الأميرة المِصرية فتحية :
مولايّ إنّ الشمسَ في عليائها * أنثى ، وكلُّ الطيباتِ بناتُ !
.. والقمر يبخل بطلتّه وهو ذكر..
فقال فيهما المتنبي[.(
[1]).] :
وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِعَيبٌ * ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ
ثم أكملُ الخوص في دهاليس اللُغة العربية فتجد أن :
الحرف بمحدوديته ذكر
وأما اللغةبشموليتها أنثى
الحب بضيق مساحته وأنانيته ذكر
و المحبة بسموها أنثى
السجن بضيق مساحته ذكر
و الحرية بسعة أفقها أنثى
الخبث بدهائه ذكر
و البراءة بشفافيتها أنثى
البرد بلدغته ولسعته ذكر
و الحرارة بدفئها انثى
الجهل بكل خيباته ذكر
و المعرفة بعمقها وأفق رحابتها انثى
الضعف بهشاشته ذكر
و القوة بجيروتها أنثى
الجفاف بقساوته ذكر
و الخصوبة بعطائها أنثى
والجسد بماديته ذكر
و الروح بسموها أنثى
الجشع بنهمه ذكر
و العفةبكبريائها أنثى
النسيان بإهماله ذكر
و الذاكرة بحضورها أثنى
الجبن يخسته ذكر
و الجرأة بفصاحتها أنثى
الفقر بكل معاناته ذكر
و الرفاهية بدلالها أنثى
الجحيم بناره ذكر
و الجنه بنعيمها أنثى
القلق بتوتره ذكر
و الطمأنينة براحتها أنثى
الظلم بوحشيته ذكر
و العدالة بميزاتها أنثى
التخلف برجعيته ذكر
و الحضارة برقيّها أنثى.. والمدنية أنثى
المرض بذله ذكر
و الصحة بعافيتها أنثى
الضجيج بصخبه ذكر
و الموسيقى بروعتها أنثى
الموت بحقيقته ذكر
و الحياةبألوانها أنثى
الغضب بتهوره ذكر
و الحقيقة بوضوحها أنثى
الشك بقلقه ذكر
و الثقة برسوخها أنثى
الطمع بجوعه ذكر
و القناعة باكتفائها أنثى

في المحصلة الدنيا والآخرة أنثى

وفي سجلات المحاكم يُسأل دائماً عن اسم الأم ويقال : ابن فلانة.. وليس ابن فلان..
الإستسلام ذكر
و المقاومة و الثورة و الإنتفاضةأنثى..
الوجع واليأس والحزن كلها ذكر.. بينما الفضيلة و المرؤة
و الشهامة
و الأمانة
و السعادةأنثى
العيد ذكر
و الفرحة أنثى
بيد أن اللُغة هي التي أرادت ذلك.. وقضية وضع اللفظ لمعنى في الذهن قضية أو مسألة آخرى اضعها في مكانها من البحث..
وقد يقول قائل بأن الستر ذكر
و الفضيحة أنثى..
فأتوقف هنا فليس قصدي من سرد أو جرد لُغوي أن انحاز إلى فريق ولكنها خاطرة أردت بها مداخلة لموضوع أبحث فيه وأكتب عنه[.(
[2]).]
ومعظم الدول القوية المتقدمة لها أسماء مؤنثة، فـ أميركا أنثى
و بريطانيا أنثى
و فرنسا و ألمانيا
و روسيا،
كما أن الدول العربية الكبرى أيضا لها أسماء مؤنثة، مثل:

السعودية
و مِصرو سوريا ‟..
حديثي لم أقصد منه تحدي الذكورة فأنا أندرج تحت هذا المسمى.. وافتخر برجولتي.. كما افتخر أكثر بأن الأولى التي ربتني جدتي لأبي..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 29 / 08 / 2018 35 : 08 PM

قضية المرأة..
 
[ ٣. ] من أهم القضايا التي تشغل بال الناس جميعاً؛ وخاصة الساسة؛ وأهل العلم التجريبي والشرعي.. وأهل الملاحظة والمتابعة كمن يطلق عليهم علماء الإجتماع أو النفس أو من يهتم بالقضايا الإجتماعية.. وأهل السينما والمسرح والتليفزيون.. ومن يعمل في مجال الدعاية لمنتج تسويقي [بضاعة] جديدة.. وأهل الإعلام..


أقول " مِن أهم القضايا التي تشغل بال الناس:
قضية المرأة.. وما يتعلق بها من مسائل وأمور وأحكام.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 29 / 08 / 2018 39 : 08 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
[ ٤. ] وازعم أننا أهل الشرق(!) نحسن التقليد ونتفنن في المحاكاة.. خاصة عند غياب القدوة الحسنة.. وفقدان الاسوة الطيبة.. فنحسن تمثيل أدوار أهل الغرب سواء في الأعياد كعيد بداية السنة الميلادية أو الهجرية.. والموالد .. أو التقليعات والتسريحات للشعر ..


واسمح لنفسي بالقول بأن المرأة -الغربية قبل الشرقية- مستهدفة وأحيانا كثيرة تجر جرا لما يراد لها..


وفي العصر الحديث عُقدت مؤتمرات لها .. فعقد في عام 1975م بوصفه السنة الدولية للمرأة ونُظم المؤتمر العالمي الأول المعني بالمرأة، الذي عقد في المكسيك. ثم في بكين .. فـالقاهرة..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 29 / 08 / 2018 42 : 08 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
[ ٥. ] ولي الحق أن أتساءل:
هل تمكنت المرأة المسلمة تجاورها العربية من طرح أجندة أفكار تخصها كأمراة حية مؤثرة في الأحداث ومتواجدة على خريطة العالم!!؟.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 29 / 08 / 2018 29 : 09 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
بـ كلماتٍ رثى المتنبّي شاعرُ البلاط الأميري إحدى قريباتِ سيفِ الدّولة الحمَداني، فهل كانَ رّثاءُ يعكسُ حقيقةَ المرأةِ وتقديرَها آنذاك؟..
حين قال:

« ولو كُنَّ النّساءُ كمَنْ فقدْنا * لفضّلتُ النّساءَ على الرِّجَال
فما التّأنيثُ لاسْمِ الشّمسِ عيْبًا * ولا التّذكيرُ فخْرًا للهلالِ »


ولنتجول في أقوال مشاهير بقية الأمم فيصل لمسمعنا ما يقوله وليم شكسبير :
« المرأةُ كوكبٌ يَستنيرُ به الرّجُلُ، ومِنْ غيرِها يَبيتُ الرّجلُ في الظّلام »!


فتعلق آحدى شاعرات فلسطين بالقول:" لقد نظرَ المتنبّي الشّرقيّ .. وشكسبير الغربيّ بانفتاحٍ لمكانةِ المرأة وتعزيزها، فليستْ تاءُ التّأنيثِ وصمةَ عارٍ أو شارةَ انتقاصٍ، بل تزيدُها وقارًا وقدْرًا، فكما أنَّ الشّمسَ أمُّ الضّوءِ، وقاهرةُ العتمةِ وآيةٌ لحياتِنا وأرزاقِنا، وكما تعكسُ نورَها على الهلالِ فيبدو مضيئّا، كذلك المرأةُ هي شمسُ البشريّةِ والوجودِ، إذ تُضفي لمسةَ جمالٍ للطّبيعةِ البشريّةِ والكونيّة، بحنانِها وضوئِها ودفئِها، وتكتملُ دورةُ الحياةِ بشروقِها وغروبِها، فـ


يقولُ الموسيقار بتهوفن: « أيّتُها المرأةُ، إنّي لا أحسُّ بجَمالِ وروعةِ الطّبيعة، إلاّ عندما تلمَسينَ أزهارَها بأناملِكِ الجميلة! ».


فهل قصدَ بتهوفن الطّبيعةَ بتضاريسِها، أم شخصَهُ وطبيعةَ الجسدِ، ليؤكّدَ بذلك مقولة أخرى، بأنّ « الرّجلَ جذعُ الشّجرةِ وساقُها وأوراقُها »... أمّا المرأةُ فهي ثمارُها ».؟ وإن كان صِدْقًا « مِن ثمارِهِم تعرفونَهم »؛ فهل عرفنا عن المرأةِ إلاّ ما يوجِبُ أن نفخرَ بها ونُمجّدَها ونُكرّمَها، تلكَ مَن سمَتْ بأنوثتِها حُبًّا وعطاءً، وعَلتْ بأمومتِها حنانًا وتضحية؟!


المرأةُ؛ هذا المخلوقُ اللّينُ، أمكنَها أن تتكيّفَ وبيئتَها بكلِّ أناةٍ وجلَدٍ، وقد وهبَها الباري قدرةً فائقةً على تحمّلِ الظّروفِ البيئيّةِ الصّعبةِ كي تتأقلمَ معها، ليسَ مِن منطلقِ ضعْفِها أو رضاها بمهانتِها، وإنّما محاولةً منها بصبْرها وحِكمتِها، أن تُوازنَ كلّ خللٍ قد يودي بالأسْرةِ والمجتمع، فتتحمّلُ بتضحيتِها مِن أجل الآخرين، لأنّها لا تجدُ مَن يُنصِفُها في مجتمعٍ أدمنَ على قهرِها وإذلالِها، ولا شكّ أنّها دوْمًا تحلُ مُرغمَ كلِّ المآسي العاصفةِ بها، أنّها ستحظى بواحةِ الأمان فلا تنكسر، كما يقول الفيلسوف زواتلى: « المرأةُ كالغصنِ الرّطبِ، تميلُ إلى كلِّ جانبٍ مع الرّياح، ولكنّها لا تنكسرُ في العاصفة »!.


فهل المرأةُ شجرةٌ أم فننٌ أم ثمرُ، أم هديّةٌ ربّانيّةٌ كرّمها الله فجعلَ منها أمَّ البشريّةَ، كما يقول الفيلسوف سقراط: « المرأةُ أحلى هديّةٍ قدّمَها اللهُ إلى الإنسان »؟.


وسعيد فريحة يصرّحُ بملءِ كبريائِهِ: « المرأةُ في نظري هي الّتي تجعلُني أحسُّ بكياني كرجُل »!.


فهل واهبةُ الحنانِ والعاطفةِ، وزارعةُ حقول الحياةِ بابتساماتِها الورديّة، يمكنها أن تعطّرَ القلوبَ المتعبةَ بأريج السّعادةِ والطّمأنينةِ دائمًا؟ وإنْ كانت هي منبعُ البهجةُ والسّعادة، كما يقول كونفوشيوس: « المرأةُ أبهجُ شيءٍ في الحياة »، فهل يؤمنُ الرّجلُ الشّرقيُّ أنّ المرأةَ ليستْ مِن سقط المتاع والميراث، ولا تخضعُ شرعًا للضّربِ والهجرِ والحرمانِ والتّهديد والوعيد، كما لا يمكنُ الاستغناء عنها؟


بلزاك يؤكّدُ: « المرأةُ مخلوقٌ بينَ الملائكةِ والبَشر، وأقربُ الكائناتِ للكمالِ »!..
فهل نقرُّ أنّ لها حقًّا في إنسانيّتها، إضافة إلى واجباتها، وأنّها قد تفوقُ الرّجلَ علمًا وصلاحًا وجدوى؟
نعم، مدرسةُ الأجيال هي، كما أشادَتْ بها الرّسالاتُ السّماويّة، وكما بَجّلها فلاسفةُ الأرضِ وشعراؤُها وأدباؤُها،
فــها رديارد كبلنج قال: « المرأةُ وحدَها الّتي علّمتْني ما هي المرأة »!.


وأناتول فرانس قال: « المرأةُ هي أكبرُ مربّيةٍ للرّجل، فهي تعلّمُهُ الفضائلَ الجميلةَ، وأدبَ السّلوكِ ورقّةَ الشّعور »!..!


وشاعرُ النّيل حافظ إبراهيم يُجْمِلُ إيمانَهُ:


« الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتَها * أعددْ تَشعبًا طيّبَ الأعراقِ »!


هذا الكيانُ المدعو «امرأةً»، قد يشكّلُ نصفَ المجتمع والأمّةِ إنْ لم يكنْ أكثر، فيَقرعُ النّاقوسَ منبِّهًا جمالُ الدّين الأفغاني:
يا بني أمّي، «لا أمّةَ بدونِ أخلاق، ولا أخلاقَ بدونِ عقيدةٍ، ولا عقيدةَ بدون فهم»!


نقطةٌ مركّبةُ الأبعادِ والاتّجاهات انبثقتْ مُجلجلةً، فهل حقًّا نفتقر إلى العقيدة، أم أنّها مُتواجدةٌ مُغيَّبةٌ، لكنّنا نفتقرُ إلى فهمِها والتحلّي بها، فنزدانُ بفضائلِها حينَ نتخلّقُ بها؟


هل يمكنُنا أن نصحّحَ اعوجاجَ مجتمعاتِنا فكريًّا،
لنخرجَ عن عاداتِنا المتوارثةِ البالية بشأن المرأة، و
نُحْسِنُ التّعامل معَها كإنسانٍ وكيانٍ؟
كيفَ يتأتّى لنا الصّلاحُ والإصلاح؟


أسوقُ [الحديث ما زال على لسان الشاعرة الفلسطينية] قصّةً طريفةً شاعتْ بينَ مجالس المتأدّبين، مِن كتاب « محاضرة الأدباء ». لمحيي الدّين بن عربي، حولَ أثر البيئةِ على تركيبةِ البشر تقول:


أنّ عليَّ بن الجهم عاشَ في شبابِهِ في بيئةٍ صحراويّةٍ قاسية، وعلى الرّغم مِن رشاقةِ المعاني والشّاعريّة الفذّة الّتي تأجّجتْ في صدرِهِ، إلاّ أنّ البيئةَ الصّحراويّةَ كان لها أثرٌ في بناءِ شخصيّتِهِ ومفرداتِهِ وألفاظِه الشّعريّة، فجعلتهُ جافًّا قاسيًا، وحينَ أنشدَ المتوكّل قال:


« أنتَ كالكلبِ في حِفاظِكَ للوُدِّ * وكالتّيسِ في قراعِ الخُطوبِ
أنتَ كالدّلوِ لا عدمْناكَ دلوًا * مِن كبارِ الدّلا كثير الذّنوبِ ».


أجمعَ الحضورُ على ضرْبِهِ، لكنّ المتوكّلَ أدركَ بنباهتِهِ حُكمَ البيئة في تشكيل شعريّتِهِ، فأصدر أمرًا بأن يتمّ منْحَهُ بيتًا في بستانٍ قريبٍ مِن الرّصافة، في حيٍّ أخضر يانع، يُطلُّ على النّاس والسّوق والنّضرة والجَمال، وحينَ دُعيَ عليّ بنُ الجهمِ بعد فترةٍ، أنشدَ شِعرًا متميِّزًا:


« عيونُ المها بينَ الرّصافةِ والجسر * جـلـبنا الهوى مِن حيثُ أدري ولا أدري ».


أصيبَ الجمعُ بالدّهشةِ لهذا الانقلابُ في التعبير، فقال أميرُ المؤمنين: «إنّي أخشى عليه أنْ يذوبَ رِقّة»!
وعسى أن نذوبَ رقّةً وصَلاحًا في إدراكِ العِبرة، وما يرمي إليهِ قوْلُ مُترجم كتاب « كليلة ودمنة » عبدالله بن المقفع: « المرأةُ الصّالحةُ لا يَعدلُها شيء، لأنّها عونٌ على أمرِ الدّنيا والآخرة! » [.([4]).] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ



دكتور محمد فخر الدين الرمادي 29 / 08 / 2018 30 : 09 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
وأترك هؤلاء السادة.. وأذهب مسرعاً لسيد البشرية وقائد الأمة المصطفوية وقدوة الأمة المنجية واسوة الجماعة التي تسير خلف الشريعة المحمدية..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 29 / 08 / 2018 34 : 09 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
[ ٦.] .. حين نقرأ آيات الذكر الحكيم.. ونرتل آيات القرآن الكريم.. ونتذاكر أحاديث المصطفى الهادي واقوال المجتبى المحتبى المرتضى نجد :
إما أنها تقرر أمر معجز لم يسبقه أحد من الأنبياء إليه
أو
أنها تقرر حقيقة علمية توصل إليها بعد آلاف السنين بالعلم الحديث ووجود إمكانيات مادية هائلة لتثبت ما قد قاله منذ أن بداية البعثة وصدر النبوة المحمدية وما تلاها من سنين؛
وإما
تقرر حقيقة كونية قد يثبتها العلم بالأجهزة الجبارة المتقدمة.. وقد تخرج عن حدود نطاقه.. فليزمه البرهان وكيف يبرهن العقل على معجزة دون إعجاز .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 05 / 09 / 2018 22 : 09 AM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
[ ٧.] وبما أن الحديث عن المرأة.. أجد أمامي ما :
1.] اتفق عليه الشيخان و
2.] ذكره النسائي في سننه و
3.] جاء في مسند أحمد و
4.] موسوعات الفقه على المذاهب الأربعة..
قوله -عليه السلام- مخبرا عن أمرٍ
ومنبهاً لشئٍ يلازم الكائن الأنثوي منذ بلوغه سن التكليف
ويصل به هذا الكائن الأنثوي إلى بداية النضح الذهني والفهم العقلي والقدرة البدنية والجسدية لتحمل أعباء إعمار الكون :
" هذا شئٌ كتبهُ اللهُ على بناتِ آدمَ".[(5)]
ـــــــــــــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 05 / 09 / 2018 17 : 10 AM

الإنسان بنوعيه..
 
[ ٨ . ] ولكي لا تفهم المسألة على غير حقيقتها.. أنبه على قضايا هامة:


[ ٨ . ١ . ] " الأولى ":
الذكر والأنثى ... الرجل والمرأة أمام قضية الإيمان والعقيدة سواء.. فالمطلوب منهما إيمان جازم بما جاءت به رسالة السماء على لسان الأنبياء وكما أخبرنا أصحاب الرسالات من المرسلين.. دون أدنى تفريق بينهما في هذا الطلب..
وهذا من حيث العموم..
أما من حيث الخصوص..
فبمجئ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين صار إسلامه [الوحي الذي جاء به: قرآنا وسنة] -عليه السلام- هو المصدر الوحيد والمنبع الصفي الفريد..


[ ٨ .٢ . ] "أما الثانية":
التكاليف الشرعية المتعلقة بالحياة اليومية.. للذكر والأنثى من حيث فعل الأمر والقيام به؛ وفعل النهي والإمتناع عنه أو قوله أو التصرف فيه؛ والأفعال الحلال والأفعال الحرام وما يلحق بهما من ندب وكراهية وإباحة.. أو ما نسميه مندوب أو نافلة أو سنة.. الأصل فيها جميعاً أنه لا تفريق ولا فرق إلا في المسائل الخاصة بنوع الإنسان: اي أنه ذكر أو أنها أنثى..


[ ٨ .٢ . ] الطاعات جميعاً من قِبل تشريعها من الخالق -سبحانه- ومنهجها من حيث كيف فعلها رسوله الكريم -عليه السلام- لا تفرق بين ذكر أو أنثى.. فـ
- الصلاة و
- الزكاة و
- الصدقات و
- الحج و
- العمرة.. وكل ما يحبه الله -تعالى ذكره- ويرضاه لم تفرق بينهما من حيث الطلب أو الوجوب..


[ ٨ . ٣ . ] تتبقى المسائل الخاصة بنوع الإنسان:
أي أنها أنثى [امرأة]؛
أو
أنه ذكر [رجل].. و
هي متعلقة بكينونته [اي الإنسان] التكوينية من حيث خلقته الأصلية ومن حيث البنية الجسدية ووظائف الأعضاء المثبتة خصوصيته والمظهرة شخصيته والمبينة مهامه في الحياة الدنيا ودوره في المجتمع..
وهذه.. المسائل الخاصة بنوعه..هي ما اسعى -بعون منه سبحانه؛ وتوفيق وهداية وصلاح وفلاح- في قراءتها من مصادرها الأصلية .. ومراجعتها من أصولها العلمية والفقهية وبحثها بعقل مستنير وكتابتها بصحيح عبارة وحسن فهم وكامل إدراك.. -والله تعالى المستعان به وتوكلي عليه- فإن أحسنت فما توفيقي إلا برعايته وإن كانت الآخرى فما أتيتُ من العلم إلا قليلا(*)..



وارجو من السادة القراء العلماء تصحيح أعوجاجي والتنبيه على خطئي


محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
25 ذو الحجة 1439هـ ~ 05 سبتمبر 2018م



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(*) " وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ".
﴿الإسراء: ٨٥﴾


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 05 / 09 / 2018 03 : 01 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 

يتبع بإذنه تعالى






دكتور محمد فخر الدين الرمادي 05 / 09 / 2018 12 : 01 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
﴿ [ ٨ . ٤ . ]


﴿ النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ

شريف حمدان 06 / 09 / 2018 06 : 12 AM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 09 / 2018 13 : 09 PM

مقدمات شرعية..
 
صفحة رقم: ٤ من بحوث
الجَامعِ لأحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ..
[ ٨ . ٤. ]
يبدو لي.. كي اتمكن من تحقيق الغرض من الكتابة في مباحث مسائل المرأة والتعرض لـأحكامها.. والوصول إلى هدف منشود حين التكلم عن أمورها.. عموماً.. أن تكون هناك مقدمات شرعية مستنبطة من الكتاب الكريم؛ ومدركة بفهم صحيح من الذكر الحكيم.. وأن تكون السنة النبوية -على صاحبها الصلاة والسلام- خاصةً العملية والمتعلقة بمسائل النساء وكيفية معاملته -عليه السلام- لهن.. واعتقادي الجازم بأن ما وصلت إليه الأمة الإسلامية بمجموعها اليوم يعود إلى «الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الإسلام» ويصلح لي أن أكمل بأن ما نحن فيه اليوم يعود ايضاً إلى قضية «اختصار الدين كلياً إلى بعض الشعائر وقلة من المشاعر مع التذكير -أحيانا-عن بعض المناسبات.. والتي يطلق عليها مناسبات دينية».. أو «خروج الدين من معترك الحياة.. ويتبقى النصح والوعظ والإرشاد .. والحديث عن مفردات الأخلاق والتحلي بها دون تفعيلها».. و «عدم صلاحية الخطاب الديني –الحالي؛ بل ومنذ سنوات طوال-الذي يصل إلى مسامعنا.. سواء من خلال قنوات المؤسسة الدينية -وفق المفهوم الغربي-أو افراد تلك المؤسسة من خلال منابر المساجد أو قنوات فضائية» .. وأخيرا وليس آخرا «فساد الأنموذج المقدم للمرأة المسلمة ومنها العربية؛ أو بتعبير ألطف عدم موافقته -الأنموذج الغربي- لكائن مسلم -المرأة- يحمل عقل يتمكن من خلاله التفكير به وله إدراك وفهم وإحساس وشعور؛ وهناك فارق بين العلم التجريبي والتقدم التكنولوجي والإجهزة الحديثة والتفوق العلمي وبين طبيعة حياة المرأة الغربية وكيفية مزاولتها لشؤونها العامة وكيفية تصرفها في أمورها الخاصة وفق وجهة نظرها أو وفق مبدأ يخالف المبدأ الإسلامي في أساسه وتفصيلاته وأحكامه»..

اقول لابد من مقدمات شرعية عن :" أحْكامِ وأمور وأحْوالِ بناتِ آدمَ.. وكيفية عيشها وتعلم فن معاملة النساء"(*)..
لابد من عرض مقدمات شرعية وليس مقدمات عقلية أو فلسفية منطقية أو مباحث إنسانية حقوقية.. فإني أعتقد اعتقادا جازماً أن غياب تصور ذهني شرعي صحيح صالح لبنات اليوم أوقع الرجل في مأزق أنه حبيس تاريخ لا يتمكن من ترجمته في واقع حياة معاصرة.. أو قراءة في مراجع أو مصادر لها زمنها وفق رؤية شرعية لعلماء ذاك الزمان وتغيب عن ذهنه أو مداركه النصوص الشرعية والسيرة العملية لنبي الإسلام محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم-
باجتهاد صحيح لعالم اليوم وفق المستجدات..

وعليه سيكون حديثي القادم"
﴿النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ
[حديث شريف]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(*) في كتب الفقه المعتبرة تجده تحت عنوان :
" عشرة النساء "..
وبعض السادة العلماء المعاصرين تكلموا عن :
" مدرسة الأزواج "..
وبعضهم تكلم عن :
" الكشف الطبي العام قبل الإقدام على الزواج "..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 09 / 2018 08 : 10 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
﴿النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ[(٧)]


[حديث شريف]


ابدء بمسالة التخريج واعتماد الحديث كدليل شرعي:


"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
[(٧)] حَدِيثٌ صَرِيحٌ خَرَّجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، وَأَبُودَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ (!)، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِاللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
[أ.] سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا،


قَالَ : « يَغْتَسِلُ » .


وَ
سُئِلَ


[ب.]عَنِ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدِ احْتَلَمَ ، وَلَمْ يَجِدْ بَلَلًا،
قَالَ : « لَا غُسْلَ عَلَيْهِ » .


[ج.] قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ غُسْلٌ ؟‟.


قَالَ : نَعَمْ، « إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ»
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأقوال في التخريج:


وَلَيْسَ عِنْدَ ابْنِ مَاجَه ْ( قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ .. ) إِلَى آخِرِهِ .


وَقَدِ اسْتَنْكَرَ أَحْمَدُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي رِوَايَةِ مُهَنَّا، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ الْفَضْلِ بْنِ زِيَادٍ: أَذْهَبُ إِلَيْهِ .


قَالَ التِّرْمِذِيُّ: إِنَّمَا رَوَى هَذَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ(!)، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى الْقَطَّانُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ .


المراجع والتعليقات :


موضوع البحث وإن كان في مسألة «احتلام المرأة» لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ وهذه قاعدة معروفة عند العلماء .


« النساء شقائق الرجال »


[1.] حكم الشوكاني عليه بالصحة في الفتح الرباني [ 10 /4775]


[2.] وابن باز ، في مجموع فتاويه [ 25 /373 ]


[3. 1.] والألباني في السلسلة الصحيحة [ 2863]
و


[3. 2.] أيضا في سلسلته الصحيحة [ 5 /219]


[3. 3.] وأيضا عنده في صحيح الجامع [ 2333 ]


[3. 4.] وأيضا في المصدر السابق [ 1983]


*****


بيْد أن


[1.] عبدالحق الإشبيلي في الأحكام الشرعية الكبرى [ 1 /498] اعتبر
« إنما هن شقائق الرجال » "
أن في السند : العُمري(!) وهو ضعيف


وبذلك قال أيضا


[2.] ابن القطان في الوهم والإيهام [ 4 /198] و
قال :" العُمري(!) ومتروك آخر لا خلاف فيه "،


وقال


[3.] ابن كثير في إرشاد الفقيه [ 61/1 ] :
"من حديث عبدالله بن عمر العُمري(!)؛ وفي حديثه ضعف" ،


وفي


[4.] سنن الترمذي [ 113] أنه قال :
" فيه عبدالله بن عمر العُمري(!) ضعفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه ".


قال


[5.] الضياء المقدسي في السنن والأحكام [ 1 /163] :
" فيه عبدالله بن عمر -يعني العُمري(!)-، ضعفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 09 / 2018 33 : 10 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
:" عن عائشة رضي الله عنها سُئلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاماً قال :"يغتسل " ، وعن الرجل يرى أن قد احتلم ولا يجد البلل قال :" لا غسل عليه"، فقالت أم سُليم :" المرأة ترى ذلك!، أعليها غسل؟ "، قال :" نعم إنما النساء شقائق الرجال ".



[6.] - قال العظيم آبادي في غاية المقصود[ 2 /307] :
" فيه عبدالله العُمري(!)، قال يعقوب بن شيبة :" صدوق ثقة في حديثه اضطراب "، و
قال ابن عدي :" لا بأس به"، و
ضعفه النسائي، و يحيى بن سعيد .
********-
[7.] - قال الرباعي في فتح الغفار [ 142/1] :
" فيه عبدالله بن عمر العُمري(!) ".
و
[8.] - قال الشوكاني في نيل الأوطار [ 1 /281] :
" الحديث معلول بعلتين :
[1.] - العُمري(!)؛ و
[2.] - التفرد وعدم المتابعة، فقصر عن درجة الحسن والصحة ".
و
[9.] - عند الخطابي في معالم السنن [ 1 /68] :
فيه عبدالله بن عمر العُمري (!)، ليس بالقوي عند أهل الحديث .
[10.] - قال الألباني في السلسلة الصحيحة، حديث رقم 2863 : المجلد 6 /860 ـ 863 :
" فيه عبدالله بن عمر(!) يخشى من سوء حفظه؛ ولكنه توبع
[يراجع موسوعة سلسلة الأحاديث الصحيحة؛ وشئ من فقهها وفوائدها ، محمد ناصرالدين الألباني، الطبعة الأولى؛ 1417هـ ~ 1996م، المجلد السادس ؛ القسم الثاني ( 2801ـ 3000)، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع؛ لصاحبها سعد بن عبدالرحمن الراشد، الرياض، المملكة العربية السعودية ]
*
أحاديث روتها أم المؤمنين عائشة- رضي الله تعالى عنها وعن أبيها-
« إنما النساء شقائق الرجال »
عن :
[1.] - عائشة
و
[2.] - أنس بن مالك
[11.] - عند السيوطي في الجامع الصغير [ 2560] وقال حديث صحيح
*
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إنما النساء شقائق الرجال "

[12.] - سنن أبي داود [ 236]، الحديث سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح ".
[12.] - قال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح [ 419] :"صحيح " .
و
[13.] - قال الألباني في ضعيف أبي داود [ 236] :" حسن ،
إلا قول أم سليم :" المرأة ترى..".
و
[14.] - قال الألباني ذلك؛ في صحيح أبي داود [ 236] :"حسن
إلا قول أم سليم "المرأة ترى.." "

*
" نفس المتن " عند
[15.] - ابن عبدالبر في الاستذكار [ 1/337] :" مرفوع من رواية الآحاد العدول " .
[16.] - قال الألباني في صحيح الترمذي [ 113] " صحيح " .
أما
[17.] - ابن العربي في عارضة الأحوذي [ 1 /154] فقال :"ضعيف "

قال
[18.] - ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح [ 1 /233] :"حسن؛ كما قال في المقدمة "
[19.] - قال ابن حجر العسقلاني في موافقة الخبر الخبر [ 2 /26] :" حسن من هذا الوجه، غريب بهذا اللفظ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 09 / 2018 36 : 10 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
[20.] - ابن رجب في فتح الباري؛ لابن رجب [ 1 /343] قال :" روي معناه من حديث كعب بن مالك. خرجه أبو نعيم في (تاريخ أصبهان)، وإسناده لا يصح " .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 09 / 2018 02 : 11 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
أحاديث رواها إسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة الأنصاري عن جدته أم سليم


عن أنس بن مالك جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :
" يا رسول الله! .. المرأة ترى ما يرى الرجل في المنام " ، فـ
قالت أم سلمة :
" فضحت النساء! .. يا أم سليم
فــ
قال : " إذا رأت ذلك فلتغتسل " .
فــ
قالت أم سلمة:
" وهل للنساء من ماء!،
قال : " نعم،
إنما هنَّ شقائق الرجال"


قال البزار في الأحكام الشرعية الكبرى [ 14 /498 ] :
" رواه جماعة عن أنس ولا نعلم أحداً جاء بلفظ إسحاق"


*

عن أم سليم قالت كنت مجاورة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فـ
قالت أم سليم :
"يا رسول الله!؛ أرأيتَ إذا رأتْ المرأة أن زوجها جامعها في المنام، أتغتسل!؟، فـ
قالت أم سلمة :
" تربت يداك أم سليم
فضحت النساء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، فـ
قالت أم سليم :" إن الله لا يستحي من الحق ،
و
لنا أن نسأل النبي صلى الله عليه وسلم عما أشكل علينا
[ أو :" عمَّا علينا : رواية العظيم آبادي ]
خير من أن نكون منه على عمياء" ، فـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم :" [ بل أنت ] تربت يداك يا أم سليم
عليها الغسل إذا وجدت الماء " ، فـ
قالت أم سلمة :
" يا رسول الله! ، وهل للمرأة ماء " ، فـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" فأنى يشبهها ولدها؛
هنَّ شقائق الرجال "


قال الهيثمي في مجمع الزوائد [ 1 /170] :
" في إسناده انقطاع
[يعلق الألباني بقوله :" رواه مسلم "؛
فـ
زالت شبهة الإنقطاع، راجع الصحيحة، كما أشرتُ سابقاً]


قال العظيم آبادي في غاية المقصود [ 2 /309] :
" فيه إسحاق قال الهيثمي لم يسمع من أم سليم ، راجع الصحيحة، ص 862، المجلد السادس ]


*


قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" فأنى يشبهها ولدها!؟، هن شقائق الرجال" .
عند الألباني في موسوعته : السلسلة الصحيحة – حديث رقم: 2863 ، المجلد 6 /860 ـ 863، وقال :" سنده رجاله كلهم ثقات رجال الستة ".


راوية الهيثمي في مجمع الزوائد [ 1 /273] وقال:
" فيه إسحاق لم يسمع من أم سليم‏‏، وعلق الألباني على قوله ؛ رحمهما الله "


*


عن أنس بن مالك قال :" دَخلتْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم ، وعنده أم سلمة فـ
قالت :" المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فـ
قالت أم سلمة :"تربت يداك يا أم سليم .. فضحت النساء؟
فــ
قال النبي صلى الله عليه وسلم منتصرا لأم سليم:
[أ.] " بل أنت تربت يداك،
[ب.] إن خيركنَّ التي تسأل عما يعنيها ،
[ج.] إذا رأت الماء فلتغتسل " .
قالت أم سلمة :
" وللنساء ماء يا رسول الله! ، قال :

"نعم، فأين يشبههن الولد ! إنما هن شقائق الرجال".


قال الألباني في السلسلة الصحيحة، حديث رقم 2863 المجلد 6 /860 ـ 863 ، " إسناده رجاله ثقات : رجال الستة ، غير محمد بن كثير وهو صدوق كثير الغلط "
قال ابن حجر العسقلاني في موافقة الخبر الخبر [ 2 /28] :" حسن غريب


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 09 / 2018 20 : 11 PM

نستخلص..
 
نستخلص من هذا السرد أن الْمَعْنَى:
أَنَّ النِّسَاءَ :
" نَظَائِرُ الرِّجَالِ وَ
" أَمْثَالُهُمْ فِي الْأَخْلَاقِ وَ
" الطِّبَاعِ ، كَـ
" أَنَّهُنَّ شُقِقْنَ مِنْهُنَّ، وَ
" حَوَّاءُ خُلِقَتْ مِنْ آدَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، وَ
الشَّقَائِقُ جَمْعُ شَقِيقَةٍ ، وَ
مِنْهُ شَقِيقُ الرَّجُلِ وَهُوَ أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 11 / 09 / 2018 23 : 11 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
وجاء في فيض القدير:"قَوْلُ بَعْضِ الْعَارِفِينَ:
إِنَّمَا كُنَّ شَقَائِقَ الرِّجَالِ لِأَنَّ :
- حَوَّاءَ خُلِقَتْ مِنْ آدَمَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَ
- خُلِقَتْ كُلُّ أُنْثَى مِنْ بَنِيهِ مِنْ سَبْقِ مَائِهَا وَعُلُّوِهِ عَلَى مَاءِ الرَّجُلِ وَ
- كُلُّ ذَكَرٍ مِنْ سَبْقِ مَاءِ الرَّجُلِ وَعُلُّوِهِ عَلَى مَاءِ الْمَرْأَةِ وَ
- كُلُّ خُنْثَى فَمِنْ مُسَاوَاةِ الْمَاءَيْنِ فِي الْأَخْلَاقِ وَالطَّبَائِعِ كَأَنَّهُنَّ شُقِقْنَ مِنْهُمْ".

شريف حمدان 11 / 09 / 2018 46 : 11 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/ml284590.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 20 / 02 / 2019 54 : 06 PM

21 .] المراجعات
 
بسم الله الرحمن الرحيم؛ والحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..


أما بعد :


فإن هذه المراجعات الشرعية الفقهية والعلمية في مسألة من أهم ... بل هي على أعلى قمة قضية حياة كائن انتقل من دور الطفولة البريئة الطاهرة النقية إلى دور التكليف .. وزمن الاستطاعة الشرعية .. ومرحلة الاخصاب فيتكون في منتصف كيانه البشري الجسدي وبين احشاء هذا الكائن فيلتصق أعلى الرحم؛ بين القلب وبين الفؤاد يتكون مخلوق جديد بأمر ربه وبعد إذن مبدعه..
أو لعله ولحكمته سبحانه وتعالى يجعل بعض الرجال أو النساء غير قادرات على الاخصاب والإنجاب .. عقم الذكر أو عقم الأنثى.. وهذا يحتاج لمراجعة الطبيب المختص لوضع العلاج المناسب.. وليس الالتجاء كما أخبرتني آحداهن الذهاب إلى الأضرحة ومقابر الموتى؛ والذي لا يملك لنفسه نفعاً.. للتوسل والدعاء وغاب النص الشريف والذكر الحكيم حين يقول :

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُدَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِيلَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون}
[البقرة:186]
أو قوله



{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}
[غافر:60]




وكانت هذه المراجعات إثناء موقف في بداية حياتي العملية بعد تخرجي بزمن يسير وبداية مزاولة الجانب العملي من مهنتي.. فقد اخجلني جهلي وتصببتُ عرقاً لضحالة فهمي وأدراكي.. فكانت بذرة هذه المراجعات .. وهي تبين وتظهر وتكشف وبجلاء كل ما يختـص بشقائق الرجال .. صبايا المستقبل .. ونساء الغد في القرآن الكريم من أحوالهن في الذكر الحكيم وأحكامهن في السنة النبوية المحمدية العطرة ..
وقمت بجمعها وترتيبها والشرح عليها ... وذلك لكل حال من أحـوالهن أو حكـم من أحــكامهن .. عسى الله أن ينفع بها..
وحقيقة الأمر أنها -هذه الأحوال أو الأحكام- لا تخص فقط النساء.. بل أيضا يجب مراجعتها وفهمها للرجال.. الأباء .. الأزواج..(!!)


واتمنى من القارئ الكريم !
والقارئة العزيزة مراجعتي !


والله الموفق لما يحبه ويرضاه فيسهل علينا أمرنا ويرشدنا لما فيه صلاح حالنا ويسدد خطانا ويحفظنا جميعاً من الزلل والخطأ..








ينير لنا الطريق المستقيم صاحب الهدي العظيم سيدنا ورسولنا محمد بن عبدالله النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله :
«.. فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ »[(1)]"
وننبه إلى أدبه عليه السلام فلم يقل شفاء الجاهل .. بل قال شفاء الجهل..
وهذا من الأدب النبوي الرفيع ولعلها من سننه الغائبة عن حياتنا العملية اليومية؛
فــ
العي هو:" التَّحَيُّرُ فِي الْكَلَامِ وَعَدَمُ الضَّبْطِ [(2)]"...
وبالعودة إلى متن الحديث الذي رواه أبو داوود في سننه نجد أنه جاء برواية :
" فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ "..
وهذا جزء من حديث..
ورواية ثانية تقول :"أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءُالْعِيِّ السُّؤَالَ ".
وَالْمَعْنَى أَنَّ الْجَهْلَ دَاءٌ وَشِفَاءَهَا السُّؤَالُ وَالتَّعَلُّمُ[(2)] ...
محمدفخر الدين بن إبراهيم الرمادي

15 جماد آخر 1440 هـ ~ 20فبراير 2019م
صفحة [21]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 20 / 02 / 2019 31 : 08 PM

«أحكام الـ “ دماء “ الخارجة من رحم المرأة»
 
مقدمة وتمهيد
كتاب :
« أحكام الـ دماء الخارجة من رحم المرأة »


تـمـهـيـد

تعيشُ المرأةُ في شهرها أوقاتاً معلومة في عالم خاص بها دون الرجل ، فلها أيام تخصها -هي- دون الشاب ؛ الذي في سنها ، فلها أحوال لا يطلع عليها إلا المقربات منها ، ولها ظروف لا تحكيها إلا لأهل الثقة عندها ..
فقد يبدأ جسدها يستعد للقيام بدور هام سيلقىٰ علىٰ عاتقها دون الشاب ، وهو دور الحمل والولادة والرضاعة ،
فتعيشُ بمفردها هذه التحولات ، ولوحدها تلك التغيرات ... إن لم يشاطرها زوجها بود وحنان ويرافقها برحمة وعطف خلال رحلة شهورية ملزمة لا مفر من ان تستوعب هي وحدها تغيراتها ، ثم بعد سنوات طوال تستريح من هذا كله ...

فـبعد أن تعي الدنيا والعالم من حولها تفاجأ - وإن وجدت بعض المقدمات والظواهر بين جنبات جسدها - تفاجأ غالباً بما يسيل من تحتها ، ولسان حالها يقول....

" دم ... يا إلهي ... ما أصابني!!! "



فإن لم تتهيأ من قبل هذ اللحظة الفاصلة بين الطفولة والأنوثة وبين مرحلة من عمرها وآخرى .. بشكل شرعي .. فقهي .. علمي.. صحيح أو علمي سليم بتركيبتها الأنثوية ووظيفة أعضائها ذات العلاقة ، فقد يحدث لها بعض الاضطرابات النفسية أو المشاكل الجسدية أو مخالفات شرعية ؛ قد تحاسب عليها لتقصيرها في معرفة الحكم الشرعي المتعلق بهذه الأحوال وتلك الظروف.




فــ
المرأةُ غير الرجل : لها أيام حيض، ثم زمن حمل ، فـ فترة نفاس ... فإذا أراد الخالق الرازق الواجد الصانع المبدع - تعالىٰ ذكره - أن يوجد بعد لذة عاشتها - بـنكاح صحيح أو سفاح - قد لا تدرك احياناً ، إن لم تتسلح بالعلم الشرعي والدنيوي العلمي ، إذا أراد سبحانه تخليق وإيجاد وتكوين كائن جديد مثلها في أحشائها ، فتصبح أماً ترعىٰ وليدها ومربية أجيال وحاضنة لمستقبل البشرية .....
ومع أن هذا حالها ـ أدعي أن بعضهن وازعم ـ قد لا يدركنّ الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بـ أحكام الحيض والنفاس والطهارة ( إذ أن النظافة في الدين الحنيف تختلف عن أحكام الطهارة) ؛ بشكل صحيح وبصورة واضحة وفق الشرع الحنيف كي يتسنىٰ لهن القيام بالتكاليف والواجبات وفق الكتاب الكريم والسنة النبوية العملية .

وإثناء تحضيري ومراجعتي للموضوع ؛ وجدتُ أن آحداهن سألت فقد قرأت في أحد الكتب الفقهية : " أن البنت إذا بلغت لأول مرة تترك الصلاة لمدة يوم وليلة ، ثم تغتسل وتصلي حتى لو كان الدم باقيًا ، وتستمر على هذه الحالة لمدة ثلاثة أشهر ، حتى تستقر مدة حيضتها !!!" .
وهذا قول بعض أهل العلم ، ولكنه ليس بصحيح .
والصواب : أنها لا تصلي لمدة الأيام التي ترى فيها الدم ، يومين ، أو ثلاثًا ، أو أربعًا ، أو خمسًا ، أو ستًا ، أو سبعًا إلى خمسة عشر.. لا بأس ، وهكذا كلما جاءت الدورة تجلس ، لا تصلي ، ولا تصوم ، وليس لها حد يوم أو يومين ، لكن نهايتها وآخرها عند أكثر أهل العلم خمسة عشر [15] يومًا ، فإذا زادت صارت استحاضة ، تعتبر دمًا فاسدًا ، وهذه الحالة ترجع إلى عادة النساء ، أما إذا كانت تنقطع لـ ست ، أو سبع ، أو ثمان ، أو عشر فالحمد لله ، هي عادتها ، ولا تصلي ، ولا تصوم . [(3)]

ولعل الجيل الثاني من بناتنا يحتاج لمعرفة هذه الأحكام الشرعية، حيث أن قرينتهن غير المسلمات المجاورات لهن والمتعايشات معهن ، ليس لديهن - عموماً- هذا الجزء الهام من أحكام الطهارة ، وإن كان لديهن أمور أخرىٰ يطلق عليه النظافة الشخصية / العامة .






قَالَتْ أم المؤمنين عَائِشَةُ رضي الله تعالى عنها وعن أبيها :
" إِذَا بَلَغَتِ الْجَارِيَةُ تِسْعَ [(4)] سِنِينَ فَهِيَ امْرَأَةٌ " [(5)] .
كَأَنَّ أمنا عَائِشَةَ ؛ رضي الله تعالىٰ عنها ، كأنها أَرَادَتْ : أَنَّ الْجَارِيَةَ إِذَا بَلَغَتْ تِسْعَ سِنِينَ فَهِيَ فِي حُكْمِ الْمَرْأَةِ الْبَالِغَةِ ؛ لِأَنَّهُ يَحْصُلُ لَهَا حِينَئِذٍ مَا يُعْرَفُ بِهِ نَفْعُهَا وَضَرَرُهَا : مِنَ الشُّعُورِ وَالتَّمْيِيزِ ، واللَّهُ تَعَالَىٰ أَعْلَمُ .




يقول كاتب هذه السطور : وهذا بالطبع يتوقف على طريقة التربية في البيت وأسلوب التربية وكيفية الحديث معها وعنها من أبيها أو أمها ... و
سوف أبحث هذه المسألة بالتفصيل مع ذكر اقوال السادة العلماء في موضعها تحت بحث :
" السن الذي يأتي فيه الحيض "

ولعله معلوم لدينا أن هناك فارق كبير بين الطهارة والنظافة ، فمثلاً أنتِ - أختي المسلمة - نظيفة ؛ وقت الحيض أو النفاس ، ومع ذلك لست طاهرة لأداء الصلاة ، أو الصيام ...


وقد علم بالأدلة الكثيرة - من الكتاب والسنة وبإجماع العلماء - أن الله سبحانه حكيم عليم في كل ما شرعه لعباده، كما أنه حكيم عليم في كل ما قضاه وقدره علينا ، ولذلك أكثر في كتابه العزيز من ذكر حكمته وعلمه ليعلم العقلاء من عباده أنه سبحانه عليم حكيم في كل ما قدر وشرع ، فتطمئن قلوبهم للإيمان بذلك وتنشرح صدورهم للعمل بشريعته وحكمه .







قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ:
" أَنَّ كُلَّ عُضْوٍ مِنْهَا لَيْسَ فِيهِ الْحَيْضَةُ ففِيه الطَّهَارَةِ، يَعْنِي مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلُ، غَيْرَ مَوْضِعِ الْحَيْضِ وَحْدَهُ" ،
أي :
" أَنَّ الْحَيْضَ لَيْسَ يُغَيِّرُ شَيْئًا مِنَ الْمَرْأَةِ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلُ "[(6)].

لذلك رأيتُ أن نقدم لنسائنا المسلمات و غير المسلمات ، وأخواتنا وبناتنا ، هذا البحث الفقهي ؛ فالدماء التي تصيب المرأة وهي الحيض والاستحاضة والنفاس من الأمور الهامة التي تدعو الحاجة إلىٰ بيانها ومعرفة أحكامها .
قال ابن عابدين:
" مَعْرِفَةُ مَسَائِلِهِ مِنْ أَعْظَمِ الْمُهِمَّاتِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مَا لَا يُحْصَى مِنْ الْأَحْكَامِ: كَــــ
- الطَّهَارَةِ،
وَ
- الصَّلَاةِ،
وَ
- الْقِرَاءَةِ،
وَ
الصَّوْمِ وَ
الِاعْتِكَافِ، وَ
الْحَجِّ، وَ
الْبُلُوغِ، وَ
الْوَطْءِ، وَ
الطَّلَاقِ، وَ
الْعِدَّةِ، وَ
الِاسْتِبْرَاءِ..... وَغَيْرِ ذَلِكَ... [ من الأحكام الشرعية والمسائل الحياتية] ".[(7)] .

ثم يقول رحمه الله :
" وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ؛ لِأَنَّ عِظَمَ مَنْزِلَةِ الْعِلْمِ بِالشَّيْءِ بِحَسَبِ مَنْزِلَةِ ضَرَرِ الْجَهْلِ بِهِ ، وَضَرَرُ الْجَهْلِ بِمَسَائِلِ الْحَيْضِ أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِ الْجَهْلِ بِغَيْرِهَا ، فَيَجِبُ الِاعْتِنَاءُ بِمَعْرِفَتِهَا وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ فِيهَا طَوِيلًا ".
إذ أن بــ بلوغ الصبية سن الحيض يلزمها التَّكْلِيفَ،
فـــ
قال صاحب المبدع ؛ أبو إسحاق إذ :
" أَن َّأَحْكَام َالْبُلُوغِ تَثْبُتُ بِابْتِدَائِهِ "[(8)].

***

هذا البحثُ ؛ « أحكام الـ دماء الخارجة من رحم المرأة » قائمٌ علىٰ الشرع الإسلامي بمصدريه القرآن الكريم ؛ تنزيل الخبير العليم ، والسنة الطاهرة العطرة علىٰ صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ، والمبني علىٰ ارآء وأقوال أم المؤمنين السيدة عائشة [(9)] رضي الله تعالىٰ عنها وعن أبيها ، وأقوال وبحوث من علماء المسلمين من السلف والتابعين وعلماء العصر الحديث ، كما وأستشهدنا بـ العهد العتيق والجديد كـ نصوص مقدسة يعتمدها أهل الكتاب وأقوال العلماء الأحبار وأهل العلم من علماء النصارى والكتب المعتمدة والمراجع عند أهل الديانة اليهودية والمسيحية ، وأصحاب المذاهب المعتبرين والسادة الأطباء وأصحاب التخصص عن أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة .......










وبما أن للمرأة المسلمة شخصيتها المتميزة التي تسمو بها علىٰ غيرها من نساء العالمين؛ فهي بحق طراز خاص من النساء ، وما ذاك إلا لإنها تنهل من معين رباني من حزمة متكاملة من السلوكيات والقيم والمفاهيم والمبادئ لا مثيل لها، فتجعل منها جوهرةً ثمينةً، ودرَّةً مصونةً كريمة تشع من نور لألائها لتضيء جنبات المجتمع والعالم أجمع .....
كيف لا ولنا في التاريخ الإسلامي خير شاهد علىٰ عَبَق سِيرَ وعظيم أثرَ أمهات المؤمنين وأريج عطر التقوى من الصالحات العابدات العالمات المجاهدات المربيات من بنات المسلمين .
فاستنطقوا التاريخ ليعبر بكم بأروع أمثلة وأفصح لسانٍ عمّن تَشَرَّبْنَ روح الإسلام عقيدة وسلوكاً، فكراً ومنهجاً، قولاً وعملاً، فضرَبْنَ أمثلة تحتذىٰ للمرأة وللفتاة في شتىٰ مجالات الحياة [(10)].

و










النساءُ ثلاث :
مبتدأةٌ و
معتادةٌ و
مستحاضة ، ويزيد بعض أهل العلم من فقهاء المالكية والشافعية دون الحنابلة والحنفية رابعة وهي :
الحامل ، و
لكل منهن حكمها ، وهذا ما سنتعرض إليه في الصفحات القادمات .

وسوف نصدر هذا البحث علىٰ حلقات .
فمنه سبحانه وتعالى العون والسداد والتوفيق والنجاح ....

يتبع بإذنه تبارك وتعالىٰ ...
محمدفخر الدين بن إبراهيم الرمادي
15 جماد آخر 1440 هـ ~ 20فبراير 2019م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 20 / 02 / 2019 41 : 08 PM

الصفحة السابقة [ ٢٢. ] :
 
الصفحة السابقة [ ٢٢. ] :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 21 / 02 / 2019 23 : 11 AM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 21 / 02 / 2019 39 : 01 PM

أول امرأة في تاريخ البشرية!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم

.. مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ..


كتاب" أحكام الدماء الخارجة من رحم المرأة "

مقدمة
ونحن نتحدث عن مسألة الحيض يجب علينا أن نذكر أول امرأة(*) في تاريخ البشرية...
ــــــــــــــــــ
(*) كانت الخطة -في تصوري- أن أتحدث عن زوج آدم -عليهما السلام - في بحوث نساء الأنبياء.. بعد الإنتهاء من مراجعتي لبحوث أمهات المؤمنين (زوجات النبي المصطفى والرسول المجتبى) رضوان الله علهين ... وعليه الصلاة والسلام ... ولكن من مستلزمات هذا البحث أن ابدء بها (زوج آدم) واتعرض لما قيل بخصوص -فقط- هذه المسألة .. وأكمل - بإذنه تعالى وتوفيقه - عنها في ملف مستقل ...
ارجو من السميع العليم أن يمكنني من اتمامه ومن ثم عرضه على السادة علماء الموقع - موقع أهل العلم - وأهل الفضل القراء.. وأهل العلم القارئات العزيزات


وكتبه:
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
16 جماد آخر 1440 هــ ~ 21 فبراير 2019م.

شريف حمدان 21 / 02 / 2019 58 : 06 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 02 / 2019 43 : 01 PM

( ٢ ) مقدمة !
 
( ٢ ) مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
.. مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ [(11)]..


ونحن نتحدث عن مسألة الحيض يجب علينا أن نذكر أول امرأة في تاريخ البشرية ؛ بيد أنه يظهر لنا أنه لم يذكر الذكر الحكيم والهدي العظيم؛ القرآن الكريم اسمها.. وليس هذا من باب ستر أحوال النساء؛ ونزلت آيات كريمات شريفات تتحدث عما يجب أن تستره المرأة وما يجب أن يستر من بدن الأنثى التي بلغت مبلغ النساء وتحدد لعموم المسلمين ما الذي يجب أن يستر؛ مع ملاحظة أن ما يجب أن يستره المرء منا - الأنثى البالغة - جاء في النص القرآني الكريم.. القطعي الثبوت أنه وحي مِن مَن رفع السموات بغير عمد نراها -سبحانه وتعالى- وقطعي الدلالة أنه لا يحتمل معنى زائد عما جاء في النص الكريم.. أو بينته سنة السيد النبيل والرسول الأمين مِن هدي الرسول المبلغ عليه الصلاة السلام ؛ إذ على الأنثى البالغة مبلغ النساء أن ترتدي اللباس الشرعي الكامل المحتشم الذي يستر كل ما هو موضع للزينة إلا ما ظهر منها.. ثم عليهن أن يدنين عليهن ثيابهن فيتسترن به تطبيقا لأمره تعالى في سماه وتقدست اسماه...
ويوجد فهم عن بعض السادة بأن اسمها يدخل ضمن الأمور التي يجب أن تستر.. وهذا رأي أو فهم يحترم ولا يجوز أن يعمم على الآخرين الذين - وفق أدلة شرعية - يرون خلافه.. طالما ن المسألة اجتهادية وفيها سعة ..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 02 / 2019 51 : 01 PM

اللباس الشرعي الكامل للمرأة البالغة!!
 
... نطق القرآن الكريم موضحاً اللباس الشرعي الكامل للمرأة البالغة فيقول سبحانه وتعالى :

{... وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ....} [(12)]




و
لقوله تعالى :"



{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ }[(13)]



يفهم من هذا أن إظهار شعرة وحيدة من رأسها يعتبر مخالفة شرعية... كما نرى عند بعض سيدات المجتمع وخاصة طبقة نساء الأعمال أو من شابههن...



وفي قابل الصفحات قد نتعرض لهذه المسألة بالتفصيل لأنه مما ابتليت به نساء الأمة (الإسلامية)... إما التبرج وإما التعسف..




دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 02 / 2019 58 : 01 PM

أول امرأة في تاريخ البشرية !
 
أولُ امرأةٍ في تاريخ البشرية لم يذكر القرآن العظيم أسمها .... بل نقرأ في كل من سورة البقرة... والأعراف... وطه أنها :" زوج آدم " دون ذكر اسمها ...
فنقرأ من الذكر الحكيم :" ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ[(14)]..
وقوله تعالى : ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ..[(15)]
وقوله تعالى : ﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ..[(16)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
فلم يذكر القرآن الكريم اسم :" زوج آدم " ليس سترا لحالها بل لحكمة .. ويجوز لأهل العلم البحث عنها والتكلم بشأنها ..
ماعدا امرأة واحدة وحيدة ذكرت بتصريح أسمها وهي العذراء الزهراء البتول...إذ أنها حالة خاصة لن تتكرر وحالة تثبت وجوب وجود خالق للكون والإنسان والحياة.. وسوف نبحثها بعد إذنه تعالى في بحوث نساء الأنبياء... فلننتظر قليلاً...

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 02 / 2019 24 : 05 PM

اسمها..!
 
قلتُ : ونحن نتحدث عن مسألة الحيض يجب علينا أن نذكر أول امرأة في تاريخ البشرية...
*. ] اسمها : " وَزَوْجُ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- هِيَ حَوَّاءُ[(17)] -عَلَيْهَا السَّلَامُ- "...

ابراهيم عبدالله 25 / 02 / 2019 58 : 05 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
جزاكم الله خيرا واثابكم الجنة

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 02 / 2019 42 : 06 PM

تفصيل اسم المرأة الأولى... أم البشرية...!
 
*. ] تفصيل : ﴿« اسم المرأة الأولى... أم البشرية » :
... َهُوَ- آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَوَّلُ مَنْ سَمَّاهَا بِذَلِكَ حِينَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِهِ[(18)] مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحِسَّ(!!!) آدَمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِذَلِكَ ......
وَلَوْ أَلِمَ بِذَلِكَ لَمْ يَعْطِفْ رَجُلٌ عَلَى امْرَأَتِهِ(!!!) ، فَلَمَّا انْتَبَهَ .....
قِيلَ لَهُ [ " قَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ لِيَنْظُرُوا مَبْلَغَ عِلْمِهِ " ][(19)]) :" مَنْ هَذِهِ ؟ " ....
قَالَ :" امْرَأَةٌ "....
قِيلَ :" وَمَا اسْمُهَا ؟ "...
قَالَ :" حَوَّاءُ ".... ،
قِيلَ [ قَالُوا؛ أي الملآئكة ][(19)]: " وَلِمَ سُمِّيَتِ امْرَأَةً ؟ :"...
قَالَ :" لِأَنَّهَا مِنَ الْمَرْءِ أُخِذَتْ ".... ،
قِيلَ:" وَلِمَ سُمِّيَتْ حَوَّاءَ ؟ " ....
قَالَ :" لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ حَيٍّ " .[(20)].


:" رُوِيَ[(21)] أَنَّ الْمَلَائِكَةَ سَأَلَتْهُ عَنْ ذَلِكَ لِتُجَرِّبَ عِلْمَهُ ، وَ
أَنَّهُمْ قَالُوا لَهُ :" أَتُحِبُّهَا يَا آدَمُ ؟"...
قَالَ :" نَعَمْ "..... ،
قَالُوا لِحَوَّاءَ :" أَتُحِبِّينَهُ يَا حَوَّاءُ ؟ "....
قَالَتْ :" لَا ".... ،
وَ
فِي قَلْبِهَا أَضْعَافُ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ حُبِّهِ .
قَالُوا :" فَلَوْ صَدَقَتِ (!!!) امْرَأَةٌ فِي حُبِّهَا لِزَوْجِهَا لَصَدَقَتْ حَوَّاءُ. [(22)] .


ظهر من البحث أن القول المذكور نسب لحَبر هذه الأمة وإلى أكبر عالم من علماءها وهما :
".... وَقَالَ [عبدالله] ابْنُ مَسْعُودٍ و [عبدالله] َابْنُ عَبَّاسٍ :" لَمَّا أُسْكِنَ آدَمُ الْجَنَّةَ مَشَى فِيهَا مُسْتَوْحِشًا[(23)] " .....
فـ [ " كَانَ يَمْشِي فِيهَا فَرْدًا لَيْسَ لَهُ زَوْجٌ يَسْكُنُ إِلَيْهَا[(24)]]".....



ثم
يظهر لي رواية آخرى ..
و
هي : [( رواية ابن إسحاق )] ....
:" وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِيمَا بَلَغَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِمْ ، مِنْهُمْ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ :" أَلْقَى اللَّهُ -تَعَالَى- عَلَى آدَمَ النَّوْمَ "[(25)]...... ،
فَلَمَّا نَامَ[(26)] [ " نَوْمَةً وَاسْتَيْقَظَ فَإِذَا عِنْدَ رَأْسِهِ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلَقَهَا اللَّهُ مِنْ ضِلْعِهِ[(27)]،.....
" خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلَعِهِ الْقُصْرَى مِنْ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ ...
رواية ابن إسحاق:" أَخَذَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ مِنْ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ وَ لَأَمَ مَكَانَهُ لَحْمًا وَخَلَقَ مِنْهُ حَوَّاءَ وَآدَمُ نَائِمٌ ،[(28)][(+)]".....
. ... " ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِهِ الْأَقْصَرِ الْأَيْسَرِ وَهُوَ نَائِمٌ ، وَلَأَمَ مَكَانَهُ لَحْمًا . وَمِصْدَاقُ (!!!) هَذَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ «نَفْسٍ» «وَاحِدَةٍ» وَخَلَقَ «مِنْهَا » زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً [النَّسَاءِ: 1 ] . الْآيَةَ ،
وَ
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ «نَفْسٍ وَاحِدَةٍ» وَجَعَلَ «مِنْهَا زَوْجَهَا» لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ [ الْأَعْرَافِ: 189 ]"[(29)].....
لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا وَيَأْنَسَ بِهَا ، فَــــــــــ
لَمَّا انْتَبَهَ ... [ " فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ رَآهَا إِلَى جَنْبِهِ ".[(30)]......
رَآهَا [ " فَقَالَ: لَحْمِي ، وَدَمِي ، وَرُوحِي ، فَسَكَنَ إِلَيْهَا ، فَلَمَّا زَوَّجَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَجَعَلَ لَهُ سَكَنًا مِنْ نَفْسِهِ ، قَالَ لَهُ :﴿ يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ. وَعَنْ مُجَاهِدٍ ، وَقَتَادَةَ مِثْلَهُ. "[(31)] .......
[ " فَسَأَلَهَا [(32)]".] ....
" فَقَالَ :" مَنْ أَنْتِ؟ "....
قَالَتِ :" امْرَأَةٌ ".... " خُلِقْتُ مِنْ ضِلَعِكَ ".... " لِتَسْكُنَ إِلَيَّ ".......
[ " قَالَ :" وَلِمَ خُلِقْتِ ؟ ".... قَالَتْ :" لِتَسْكُنَ إِلَيَّ " . [(33)]... "...... ،
وَ
هُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ «نَفْسٍ وَاحِدَةٍ» وَجَعَلَ « مِنْهَا» زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا [(34)]. ".


ويتبادر إلى الذهن سؤال وهو : " ما قَالَه ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ !!!....."
أسُمعَ من فم الصادق المصدوق مباشرة (!!) عليه الصلاة والسلام ....
أم
أنه من مصدر آخر!!؟.
وما هو هذا المصدر الآخر


ثم تأتي محصلة يكاد تربى عليها ابناء أجيال وأجيال وأجيال حتى يومنا هذا ..
وثبتت في الأذهان وتُعامل على أساسها المرأة بصفة خاصة الزوجة وبصفة عامة الآخريات (!!!)....
و
هو القول :
" قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَلِهَذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ عَوْجَاءَ، لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ أَعْوَجَ وَهُوَ الضِّلَعُ [(35)].


ويستشهدون بما جاء في الصحيح :
" فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ»
- فِي رِوَايَةٍ : « وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ - » .. « لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا». [(36)]


وكما جاء فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ زَائِدَةَ ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْأَشْجَعِيِّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا » .... «فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلْعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ »، فَــ «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا». لَفْظُ الْبُخَارِيِّ. ".[(37)]


وَقَالَ الشَّاعِرُ [(*)]:


هِيَ الضِّلَعُ الْعَوْجَاءُ لَيْسَتْ تُقِيمُهَا * أَلَا إِنَّ تَقْوِيمَ الضُّلُوعِ انْكِسَارُهَا


أَتَجْمَعُ ضَعْفًا وَاقْتِدَارًا عَلَى الْفَتَى * أَلَيْسَ عَجِيبًا ضَعْفُهَا وَاقْتِدَارُهَا [(38)].


قلتُ( الرمادي):" وهذه النقول والأقوال وتخريج منها الأحكام تحتاج إلى إعادة نظر ... ومراجعة ... كما تحتا ج إلى تدقيق و تحقيق و تخريج... و
كاتب هذه السطور يبني بحوثه على أقوال ومستخلصات كبار سادة علماء هذه الأمة ..


قلتُ( الرمادي):" تبادر إلى الذهن سؤال وهو : ما " قَالَه ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ !!!.
أسُمع من فم الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام .... أم أنه من مصدر آخر!!؟.


تأتي الإجابة سريعاً : " وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِيمَا بَلَغَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَغَيْرِهِمْ ، مِنْهُمْ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ "[(39)])
ثم تأتي إجابة توضيحية من ابن كثير الدمشقي في بدايته فيقول :" تحت باب : ما ورد في خلق آدم عليه السلام : " . حَكَى السُّدِّيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، وَأَبِي مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ نَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ قَالُوا[(40)]ما ورد في خلق آدم عليه السلام".


بيد أن صاحب المنار ؛ تلميذ الإمام محمد عبده يفيدنا بالقول :
" وَ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِثْلُ مَا فِي التَّوْرَاةِ مِنْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَلْقَى عَلَى آدَمَ سُبَاتًا انْتَزَعَ فِي أَثْنَائِهِ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَخَلَقَ لَهُ مِنْهُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ " .....
:" وَأَنَّهَا سُمِّيَتِ امْرَأَةً " لِأَنَّهَا مِنِ امْرِئٍ أُخِذَتْ "....
ويأتي ما أريد التأكيد عليه في منار الــ:" رشيد " :
" وَ مَا رُوِيَ فِي هَذَا الْمَعْنَى فَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ" [(41)].


إذاً يتضح المصدر أنه من أقوال :" أَهْلِ الْكِتَابِ ". وهو ما يسمى بــ الإسرائيليات.. و
قلتُ: هذه المسألة بحث آخر أضعه في مكانه من سلسلة البحوث... فصبر جميل...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
يتبقى القول الآخير بأن ما ذكره السادة العلماء -رحمهم الله تعالى؛ وعليهم جميعا غفرانه ورضوانه- ؛ ولعلها مسألة اتفقوا عليها بأنه إذا لم يأت من صاحب الهدي النبي الصادق محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما يفيد من تفسير أو تأويل الآية أو شرح أو بيان ... ذهبوا إلى أهل الكتاب؛ أقوال أهل الكتاب ... الإسرائيليات ...لتوضيح أو كشف ما جاء في الآية من كلمات ... بعد السماح الذي ورد في صحيح البخاري :" حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج[(*)]....!!! "
فيتبقى القول بأن ما قيل يعتبر من مِلح التفسير وليس من مَتين العلم .... ومازال -عندي- البحث مفتوحاً....... ومثل تلك الملفات لم تغلق بعد......


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
نال شرف قراءة ومراجعة وكتابة هذا البحث .. وارجو أن أكون وفقت فيه /
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
20 جماد آخر 1440 هـ ~ 25 فبراير 2019م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 25 / 02 / 2019 15 : 07 PM

حيض أمنا حواء!!!!
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ


(آية 30 ؛ سورة النمل 27)


* . ] « حيض » أمنا « حواء » -عليها السلام-


« الحيض عند أمنا حواء »


قد لا نستفيد كثيراً من بحث هذه الجزيئة ؛
أي هل اصاب أمنا حواء ما يصيب بناتها!!؟


بمعنى هل أمنا حواء اصابها دم الحيض في وقت معلوم !!؟


لكن


الإجابة ينبغي ان تنقسم إلى جزئين في البحث


الجزء الأول : وقت مكوث أمنا حواء في الجنة ؛


والجزء الثاني : زمن بقاءها على الأرض إلى وقت وفاتها....

شريف حمدان 28 / 02 / 2019 51 : 07 AM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/wvs33459.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 27 / 03 / 2019 15 : 08 PM

رد: أحْكامُ بناتِ آدمَ
 
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰن ِالرَّحِيمِ




« مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ »




أفضلية« حواء » :

لم يرد نص نقلي من كتاب أو سنة بأفضلية أم البشر أجمعين السيدة؛ زوج آدم عليهما السلام: « حواء » وهكذا سميت كما نقل الجميع من الإسرائيليات؛ فــ




- قد رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ :
مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ ؛ وَ
آسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ (آسية بنت مزاحم) ، وَ
إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ».



و
الْكَمَالُ هُوَ التَّنَاهِي وَالتَّمَامُ ؛ كما قال السادة العلماء ، وَ
الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ إِنَّمَا هُوَ لِلَّهِ تَعَالَى ذكره خَاصَّةً ، وَ
- رُوِيَ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ :
« خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ :
مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ؛ وَ
آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ؛ وَ
خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ؛ وَ
فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ».
فيصير مجموع السيدات الكريمات [(5)] خمس نسوة ....


وَ


مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال :« أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ :
خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ؛ وَ
فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ؛ وَ
مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ؛ وَ
آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ». وَ
فِي طَرِيقٍ آخَرَ عَنْهُ:
« سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ
مَرْيَمَ
فَاطِمَةُ وَ
خَدِيجَةُ »
فلم يأتي ذكر في هذه النصوص لأمنا « حواء » .

وهذا لا يضر بشئ ما (!!)..
فالمسألة :
إخبار بوحي لنبي يبلغ -عليه السلام-
وهذا يتطلب من أناء البنات وامهاتهن :
أن يتعلمن سيرة تلك الفاضلات ليحسن الجميع تربية الإناث.... خاصة بعد أن فتحت سماء كل العواصم والقرى والنجوع بواسطة الشبكة العنكبوتية
....

ويرى القرطبي أن :" ظَاهِرُ الْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ يَقْتَضِي أَنَّ مَرْيَمَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ نِسَاءِ الْعَالَمِ مِنْ حَوَّاءَ إِلَى آخِرِ امْرَأَةٍ تَقُومُ عَلَيْهَا السَّاعَةُ؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ بَلَّغَتْهَا الْوَحْيَ عَنِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- بِــ

- التَّكْلِيفِ وَ
- الْإِخْبَارِ وَ
- الْبِشَارَةِ كَمَا بَلَّغَتْ سَائِرَ الْأَنْبِيَاءِ ؛ وَلَا شَكَ أَنَّ أَكْمَلَ نَوْعِ الْإِنْسَانِ :
- الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ يَلِيهِمُ
- الْأَوْلِيَاءُ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ." و
يكمل القرطبي القول :
" وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا فَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْكَمَالَ الْمَذْكُورَ فِي الْحَدِيثِ يَعْنِي بِهِ النُّبُوَّةَ فَيَلْزَمُ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونَ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَ
آسِيَةُ نَبِيَّتَيْنِ ، وَقَدْ قِيلَ بِذَلِكَ . وَالصَّحِيحُ [ عند القرطبي كما قال في تفسيره هذا بخلاف الطبري] أَنَّ
مَرْيَمَ نَبِيَّةٌ ؛
لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَيْهَا بِوَاسِطَةِ الْمَلَكِ كَمَا أَوْحَى إِلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ حَسْبَ مَا تَقَدَّمَ وَيَأْتِي بَيَانُهُ أَيْضًا فِي مَرْيَمَ ، وَ
أَمَّا آسِيَةُ فَلَمْ يَرِدْ مَا يَدُلُّ عَلَى نُبُوَّتِهَا دِلَالَةً وَاضِحَةً بَلْ عَلَى :
صِدِّيقِيَّتِهَا وَفَضْلِهَا ، فَــ
هِيَ [ أي مريم ] إِذًا نَبِيَّةٌ وَ
النَّبِيُّ أَفْضَلُ مِنَ الْوَلِيِّ فَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ النِّسَاءِ : الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مُطْلَقًا .
ثُمَّ بَعْدَهَا فِي الْفَضِيلَةِ :
- فَاطِمَةُ ثُمَّ
- خَدِيجَةُ ثُمَّ
- آسِيَةُ . وَ
كَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ :
- مَرْيَمُ ؛
ثُمَّ
- فَاطِمَةُ ؛
ثُمَّ
- خَدِيجَةُ
ثُمَّ
- آسِيَةُ » ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ يَرْفَعُ الْإِشْكَالَ ".
قلت(الرمادي):" وهذا يلزم السادة أهل العلم تتبع سيرة تلك النساء الفاضلات وتقديم سيرتهن العطرة للأجيال ... خاصة جيل الألفية هذه ....
ثم

يزيد القرطبي الأمر وضوحاً فيقول :
" وَقَدْ خَصَّ اللَّهُ مَرْيَمَ بِمَا لَمْ يُؤْتِهِ أَحَدًا مِنَ النِّسَاءِ " ؛ وهذا الأمر لم يحدث مع أم المبشر أجمعين « حواء » و
الأمر انحصر فقط مع مريم إذَ :
" أَنَّ رُوحَ الْقُدُسِ كَلَّمَهَا وَظَهَرَ لَهَا وَنَفَخَ فِي دِرْعِهَا وَدَنَا مِنْهَا لِلنَّفْخَةِ ؛ فَلَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ . وَ
صَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَ
لَمْ تَسْأَلْ آيَةً عِنْدَمَا بُشِّرَتْ كَمَا سَأَلَ زَكَرِيَّا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْآيَةِ ؛ وَ
لِذَلِكَ سَمَّاهَا اللَّهُ فِي تَنْزِيلِهِ صِدِّيقَةً فَقَالَ :
« وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ » وَ
قَالَ :
« وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ » فَــ
شَهِدَ لَهَا بِالصِّدِّيقِيَّةِ وَ
شَهِدَ لَهَا بِالتَّصْدِيقِ لِكَلِمَاتِ الْبُشْرَى وَ
شَهِدَ لَهَا بِالْقُنُوتِ . وَ
إِنَّمَا بُشِّرَ زَكَرِيَّا بِغُلَامٍ فَــ
لَحَظَ إِلَى كِبَرِ سِنِّهِ وَ
عَقَامَةِ رَحِمِ امْرَأَتِهِ فَقَالَ :
« أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامَ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ »، فــَ
سَأَلَ آيَةً .
وَ
بُشِّرَتْ مَرْيَمُ بِالْغُلَامِ فَلَحَظَتْ أَنَّهَا بِكْرٌ وَلَمْ يَمْسَسْهَا بَشَرٌ فَقِيلَ لَهَا :
« كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ » فَاقْتَصَرَتْ عَلَى ذَلِكَ ، وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَلَمْ تَسْأَلْ آيَةً مِمَّنْ يَعْلَمُ كُنْهَ هَذَا الْأَمْرِ ، وَمَنْ لِامْرَأَةٍ فِي جَمِيعِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ مَا لَهَا مِنْ هَذِهِ الْمَنَاقِبِ . وَ
لِذَلِكَ رُوِيَ أَنَّهَا سَبَقَتِ السَّابِقِينَ مَعَ الرُّسُلِ إِلَى الْجَنَّةِ؛
جَاءَ فِي الْخَبَرِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« لَوْ أَقْسَمْتُ لَبَرَرْتُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَابِقِي أُمَّتِي إِلَّا بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ :
إِبْرَاهِيمُ وَ
إِسْمَاعِيلُ وَ
إِسْحَاقُ وَ
يَعْقُوبُ وَ
الْأَسْبَاطُ وَ
مُوسَى وَ
عِيسَى وَ
مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ . »
*****


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط