ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=119112)

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 08 / 12 / 2017 08 : 12 AM

كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
** ** ** ** ** ** **


محاولةٌ مني لإعادة قراءة النصوص الشرعية وإنزال الأحداث التي استجدت لفهم الواقع الجديد؛ خاصة وقد غابت القدوة الحسنة والمثال الصحيح الذي يحتذى به .. وصار لاعب كرة القدم -مع إحترامي الكامل لشخصه وإنسانيته وطموحه وقدراته- صار هو والمطرب أو الممثل مَن يلقى استحساناً في المجتمع عند الكثير.. لنراجع الفضائيات العربية وما تقدمه لجمهور عريض .. ونراقب منصات التواصل الإجتماعي وما تبثه ليل نهار .. لا أبحث هنا عن فائدة أو ضرر بقدر ما أبحث لماذا وصل حال أمة تعدادها مليار ونصف المليار من البشر إلى ما وصلت إليه .. لذا ينبغي بل يجب عليَّ أن أضع مقياسا ثابتا صحيحا مقبولا من كافة الأطراف ونحدده لنقيس به مجريات الأمور فبغياب المقياس تضيع الحقوق .. بمعنى أن الكل يكره الظلم ويعارضه ولكن إذا وقع فما التصرف!!؟... وإذا ساد الكذب والنفاق فكيف سيكون رد الفعل!!؟ ..
**
وفي قصص الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم أجمعين وسلامه وبركاته الملجأ الآمن لوضع الخط المستقيم بجوار الخط المعوج لتصلح الحياة ... فلنبدء ,,
**
تفضلوا في صالون الضيافة لنتعرف عن قرب لمن يصلح أن يكون القدوة الحسنة والمثال الصالح..



**
محمد فخر الدين بن إبراهيم آل الرمادي
19 ربيع الأول 1439 هـ ~ 07 ديسمبر 2017م

شريف حمدان 08 / 12 / 2017 43 : 12 AM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif



واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 08 / 12 / 2017 05 : 02 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
مبدأ «الإصطفاء» ونظرية «الإجتباء» :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 01 / 03 / 2018 26 : 11 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
[ ١. ]الْبَحْثُ الْأَوَّلُ :

مدخل للموضوع :

مبدأ «الإصطفاء»
و
نظرية «الإجتباء» :
الِاصْطِفَاءُ.. وَالِاجْتِبَاءُ .. وَالِارْتِضَاءُ : ألفاظٌ مُتَقَارِبةُ الْمَعْنَى .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالق الكون والحياة والإنسان وموجدهم؛ ومالك كل شئ، ولحكمةٍ نسعى لإدراكها خص الإنسان عن بقية المخلوقات بخاصية العقل والإدراك والفهم، فقال الإمام الرازي:" اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْبَشَرَ أَفْضَلُ مِنَ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ، وَ

اخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الْبَشَرَ أَفْضَلُ أَمِ الْمَلَائِكَةَ "
قلتُ؛ الرمادي : سأبحث المسألة بمزيد تفصيل عند تأويل الآية الكريمة 34 من سورة البقرة عند قوله تعالى :

«اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا » .
[آية ٣٤؛ سورة الْبَقَرَةِ :٢]؛
وذلك في يحث التأويل والتفسير لآيات الذكر الحكيم.
ونحن نميل إلى الرأي الذي يقول بأن الإنسان أفضل من الملاك؛ ومع هذه الأفضلية تأتي مسألة الإصطفاء والإجتباء:
قال مَن تعالى في سماه وتقدست اسماه :
« إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ

« آدَمَ »
وَ
« نُوحًا »
وَ
« آلَ إِبْرَاهِيمَ »
وَ
« آلَ عِمْرَان َ» عَلَى الْعَالَمِينَ
[آية:٣٣؛ سورة آل عمران:٣]؛
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »
[آية ٣٤؛ سورة آل عمران: 3] .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 01 / 03 / 2018 33 : 11 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
قال ابن كثير :
" يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ اخْتَارَ هَذِهِ الْبُيُوتَ عَلَى سَائِرِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَاصْطَفَى آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ،
1.] خَلَقَهُ بِيَدِهِ، وَ
2.] نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَ
3.] أَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ، وَ
4.] عَلَّمَهُ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَ
5.] أَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ..
ثُمَّ أَهْبَطَهُ مِنْهَا، لِمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ".
[ راجع : ابن كثير التفسير].

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 01 / 03 / 2018 42 : 11 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
من المسائل الهامة والتي من شأنه هو سبحانه وتعالى دون سواه وتخصه دون منازع ؛ مسألة : الإصطفاء :
يذكر سبحانه وتعالى أنه اصطفى آدم عليه السلام ؛ ثم اصطفى خالقنا ورازقنا نوحاً ؛ وهو يسمى عند بعض العلماء بـ آدم الثاني " ؛ والخُلَّص من ذريته المتبعين شرعه الملازمين طاعته ، ثم خصَّ صاحب الأمر والنهي فقال:
«وَ آلَ إِبْرَاهِيمَ»
فدخل فيهم بنو إسماعيل؛ وبنو إسحاق، ثم ذكر فضل هذا البيت الطاهر الطيب؛ وهم «آل عمران» ، فقال صاحب المنار :" وَكَانَ أَرْفَعُهُمْ قَدْرًا وَأَنْبَهُهُمْ ذِكْرًا «آلُ عِمْرَانَ » قَبْلَ أَنْ تُخْتَمَ النُّبُوَّةُ بِوَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ".
[رضا؛ محمد رشيد، تفسير المنار، عند تفسيره لـ آية رقم 33 من سورة آل عمران، الهيئة المصرية للكتاب، دون ذكر سنة النشر] .

شريف حمدان 01 / 03 / 2018 54 : 11 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/43e59596.gif




واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز

شريف حمدان 01 / 03 / 2018 57 : 11 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/wDo49167.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 04 / 03 / 2018 11 : 06 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
قال مَن تعالى في سماه وتقدست اسماه :
« إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ « آدَمَ » وَ « نُوحًا » وَ « آلَ إِبْرَاهِيمَ » وَ «آلَ عِمْرَانَ » عَلَى الْعَالَمِينَ
[آية:٣٣؛ سورة آل عمران:٣] ؛ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »
[آية ٣٤؛ سورة آل عمران: 3]

أما عن سبب نزول الآية الكريمة فقد قال ابن الأثير؛ الأندلسي في البحر المحيط :
" ذَكَرَ الْمُصْطَفَيْنَ الَّذِينَ يُحِبُّ اتِّبَاعَهُمْ ، فَبَدَأَ
أَوَّلًا: بِأَوَّلِهِمْ وُجُودًا وَأَصْلِهِمْ ،
وَ
ثَنَى بِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ هُوَ آدَمُ الْأَصْغَرُ لَيْسَ أَحَدٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَّا مِنْ نَسْلِهِ ،
ثُمَّ أَتَى
ثَالِثًا: بِـ آلِ إِبْرَاهِيمَ ، فَانْدَرَجَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَأْمُورُ بِاتِّبَاعِهِ وَطَاعَتِهِ ، وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
ثُمَّ أَتَى
رَابِعًا: بِـ آلِ عِمْرَانَ ، فَانْدَرَجَ فِي آلِهِ مَرْيَمُ وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، وَنَصَّ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ لِخُصُوصِيَّةِ الْيَهُودِ بِهِمْ ، وَعَلَى آلِ عِمْرَان لِخُصُوصِيَّةِ النَّصَارَى بِهِمْ ، فَذَكَرَ تَعَالَى جَعْلَ هَؤُلَاءِ صَفْوَةً أَيْ : مُخْتَارِينَ نَقَاوَةً .
وَالْمَعْنَى أَنَّهُ نَقَّاهُمْ مِنَ الْكَدَرِ .
وَهَذَا مِنْ تَمْثِيلِ الْمَعْلُومِ بِالْمَحْسُوسِ .
قلتُ؛ الرمادي :
هذا هو القول الأول عند الأندلسي .

ـــ

[أثير الدين أبو عبدالله محمد بن يوسف الأندلسي؛ التفسيرالكبير؛ المسمى " البحرالمحيط "، دار إحياء التراث العربي؛ دون ذكر سنة النشر]
أما
[ 2. ] القول الثاني :
من أسباب نزول هذه الآية الكريمة عند أثير الدين أبو عبدالله محمد بن يوسف الأندلسي؛ في التفسيرالكبير ؛ المسمى " البحرالمحيط " :
وَقِيلَ : فِي نَصَارَى نَجْرَانَ لَمَّا غَلَوْا فِي عِيسَى، وَجَعَلُوهُ ابْنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَاتَّخَذُوهُ إِلَهًا ، نَزَلَتْ رَدًّا عَلَيْهِمْ ، وَإِعْلَامًا أَنَّ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ الْبَشَرِ الْمُتَنَقِّلِينَ فِي الْأَطْوَارِ الْمُسْتَحِيلَةِ عَلَى الْإِلَهِ ، وَاسْتَطْرَدَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى وِلَادَةِ أُمِّهِ ، ثُمَّ إِلَى وِلَادَتِهِ هُوَ ، وَهَذِهِ مُنَاسَبَةُ هَذِهِ الْآيَاتِ لِمَا قَبْلَهَا .
ـــ
[أثير الدين أبو عبدالله محمد بن يوسف الأندلسي؛ التفسير الكبير؛ المسمى " البحر المحيط "، دار إحياء التراث العربي؛ دون ذكر سنة النشر. ]
**
أما عن سبب نزول الآية الكريمة ؛ فيأتي :
[ 3. ] القول الثالث :
من أسباب نزولها : فقد نقل أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي؛ صاحب التفسير الكبير ؛ المسمى " البحرالمحيط " مـقَالَة ابْنِ عَبَّاسٍ:

قَالَتِ الْيَهُودُ : نَحْنُ أَبْنَاءُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْحَاقَ، وَيَعْقُوبَ. وَنَحْنُ عَلَى دِينِهِمْ ...". [1.]
يكمل البغوي الفكرة فكأنه يقول على لسانهم ؛ بعد أن نقل لنا مقالة ابن عباس :" وَنَحْنُ عَلَى دِينِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ ..
يَعْنِي : إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى هَؤُلَاءِ بِالْإِسْلَامِ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ . [2 ]
**
هَذِهِ المسألة ؛ مسألة دِينِ الْإِسْلَامِ هي رسالة كل الأنبياء والمرسلين ؛ من لدن آدم إلى نهاية الوحي وانقطاعه ؛ و هنا الرسالة العامة وليست خصوصية رسالة أخر الأنبياء وخاتم المسلمين ؛ وقد تحتاج منا إلى توضيح وتبيان في مستقبل الأيام ، حتى لا يتم الخلط وسوء الفهم ؛ لذا فقد وجب عليَّ التنبيه .
ــــــــــــــــــــــــــ
[1. ] أثير الدين أبو عبدالله محمد بن يوسف الأندلسي؛ التفسير الكبير ؛ المسمى " البحرالمحيط " ، دار إحياء التراث العربي ؛ دون ذكرسنة النشر .
[2. ] البغوي؛ الحسين بن مسعود ؛ تفسير البغوي؛ دار طيبة؛ دون ذكر سنة النشر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
«سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والإعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء » :
«مبدأ «الإصطفاء» ونظرية«الإجتباء»
بحوث :قصص الأنبياء-عليهم جميعاً سلام الله تعالى وصواته وبركاته
ـــــــــــــــ
أعد هذا الملف:
محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي


شريف حمدان 04 / 03 / 2018 14 : 06 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/g1K33816.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 04 / 03 / 2018 47 : 06 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
أقوال العلماء في مسألة الأصطفاء
************************

[ ١. ] القول الأول

قال الرازي :" ( اصْطَفَى ) فِي اللُّغَةِ « اخْتَار »، وَ
يُقَالُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ :
[ أ. ] صَفْوَةٌ ،
وَ
[ ب. ] صُفْوَةٌ ؛
وَ
[ ج. ] صِفْوَةٌ ".

[الرازي؛ الإمام فخرالدين؛ أبوعبدالله محمد بن عمر بن حسين القرشي ؛ الطبرستاني الأصل، التفسير الكبير؛ مفاتيح الغيب، عند تفسيره لـ آية 33؛ من سورة آل عمران، طبعة دار الكتب العلمية بــ بيروت ، 2004م ~ 1425هـ].
ــــــــــــــــــــــــــ
[٢. ] القول الثاني :

قال صاحب لسان العرب :" الصِّفْوَةُ ، بِالْكَسْرِ : « خِيَارُ الشَّيْءِ وَخُلَاصَتُهُ »، وَمَا صَفَا مِنْهُ ؛
وَ « الصَّفِيُّ » الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ .

اسْتَصْفَى الشَّيْءَ ؛ وَاصْطَفَاهُ : اخْتَارَهُ ."
ثم
قال ابن منظور :" وَالِاصْطِفَاءُ : الِاخْتِيَارُ ، افْتِعَالٌ مِنَ الصَّفْوَةِ . وَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَمُصْطَفَاهُ.
وَ
الْأَنْبِيَاءُ : الْمُصْطَفَوْنَ ، وَهُمْ مِنَ الْمُصْطَفَيْنَ : إِذَا اخْتِيرُوا ، وَهُمُ الْمُصْطَفُونَ: إِذَا اخْتَارُوا ، وَهَذَا بِضَمِّ الْفَاءِ ." وَ
صَفِيُّ الْإِنْسَانِ : أَخُوهُ الَّذِي يُصَافِيهِ الْإِخَاءَ " .
وَ
اسْتَصْفَيْتُ الشَّيْءَ : إِذَا اسْتَخْلَصْتَهُ .
وَ
مَنْ قَرَأَ : ( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافِيَ ) بــ(ِالْيَاءِ) فَتَفْسِيرُهُ أَنَّهَا خَالِصَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى يَذْهَبُ بِهَا إِلَى جَمْعِ صَافِيَةٍ ؛ وَ
مِنْهُ قِيلَ لِلضِّيَاعِ الَّتِي يَسْتَخْلِصُهَا السُّلْطَانُ لِخَاصَّتِهِ : الصَّوَافِي .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

قَالَ الشَّعْبِيُّ : الصَّفِيُّ عِلْقٌ تَخَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله مِنَ الْمَغْنَمِ كَانَ مِنْهُ [أم المؤمنين؛ زوج النبي المصطفى] صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ؛ وَ
مِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعن أبيها : كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفَايَا .. تَعْنِي صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ [1] كَانَتْ مِنْ غَنِيمَةِ خَيْبَرَ .
ــــــ
[ابن منظور"؛ أبوالفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب؛ دار صادر؛ 2003م .]

[1] والسيدة صفية؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ؛ صارت من أمهات المسلمين وأمهات المؤمنين؛ بعد أن أمنت برسول الله محمد بن عبدالله.. وتزوجت بالنبي المصطفى والرسول المجتبى؛
[ولي بحثٌ عنها؛ رضي الله عنها ضمن سلسلة :" التربية والتصفية " ؛ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة.]

وقال ابن الأثير : حَدِيثُ عَائِشَةَ :" كَانَتْ صَفِيَّةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مِنَ الصَّفِيِّ " ؛ تَعْنِي صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَىٍّ، كَانَتْ مِمَّنِ اصْطَفَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله مِنْ غَنِيمَةِ خَيْبَرَ.
[ابن الأثير " ؛ مجدالدين أبي السعادات المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر؛ حرف الصاد، المكتبة العلمية؛ دون ذكر سنة النشر ] .

ـــــــــــــــــــــــــــــ
[ ٣.] القول الثالث :

قال ابن عاشور :" وَمَعْنَى اصْطِفَاءِ هَؤُلَاءِ عَلَى الْعَالَمِينَ اصْطِفَاءُ الْمَجْمُوعِ عَلَى غَيْرِهِمْ، أَوِ اصْطِفَاءُ كُلِّ فَاضِلٍ مِنْهُمْ عَلَى أَهْلِ زَمَانِهِ .".
ـــــ

[ابن عاشور؛ محمد الطاهر، " تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد" ؛ واختصر هذا الاسم باسم " التحرير والتنوير من التفسير، عند تفسيره لـ آية رقم 33 من سورة آل عمران، دار سحنون، دون ذكر سنة النشر ].

ــــــــــــــــــــــــ
[ ٤. ] القول الرابع :
قال الشيخ محمد رشيد رضا؛ تلميذ الأستاذ الإمام محمد عبده :" أَيِ اخْتَارَهُمْ وَجَعَلَهُمْ صَفْوَةَ الْعَالَمِينَ وَخِيَارَهُمْ بِجَعْلِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ فِيهِمْ" .
[رضا؛ محمد رشيد، تفسير المنار، عند تفسيره لـ آية رقم 33 من سورة آل عمران، الهيئة المصرية للكتاب، دون ذكر سنة النشر] .
و
بقول السادة العلماء يتبين لنا معنى الإصطفاء المقصود في الآية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعند ابن عاشور؛ كَمَا قَالَ فِي سُورَةِ آل عمران:
" وَالْغَرَضُ مِنْ ذِكْرِ هَؤُلَاءِ تَذْكِيرُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى بِشِدَّةِ انْتِسَابِ أَنْبِيَائِهِمْ إِلَى النَّبِيءِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَجْعَلُوا مُوجِبَ الْقَرَابَةِ مُوجِبَ عَدَاوَةٍ وَتَفْرِيقٍ .
وَ
مِنْ هُنَا ظَهَرَ مَوْقِعُ قَوْلِهِ :" وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "...
أَيْ سَمِيعٌ بِأَقْوَالِ بَعْضِكُمْ فِي بَعْضِ هَذِهِ الذُّرِّيَّةِ : كَــ
قَوْلِ الْيَهُودِ فِي عِيسَى وَأُمِّهِ، وَتَكْذِيبِهِمْ وَتَكْذِيبِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
[ابن عاشور؛ تفسيره لـ سُورَةِ آل عمران؛ مصدر سابق]

ويتبقى لي مسألة:
و هي تخصنا نحن ؛ مَن أمن بالرسول الخاتم وبالنبي المعصوم آخر الرسل ومتمم المبتعثين محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ هل لنا نصيب من الإختيار ...
الحقيقة الكونية تبين أنه سبحانه وتعالى أختارنا لهذا الزمن.. إذ أن أمره بين الكاف والنون.. والإختيار لنا أن نكون من أهل هذا الزمان .. كأن الله تعالى ناظر لنا -وهو السميع البصير العليم- ماذا سنفعل بكتابه الكريم القرآن العظيم .. هل سنطبقه ونترجمه لسلوك يومي!!!!
وهل سنترجم سنة نبيه العطرة إلى تصرفات وأقوال وأعمال كما بيّناها لنا !!!
أم نتقاعس.. !!
والعياذ بالله ونسأله سبحانه السلامة والعافية!!
وحال الأمة الإسلامية ظاهر اليوم على كف اليد .. لا يحتاج لمزيد إخبار أو توضيح ....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
محمد فخر الدين بن إبراهيم الرمادي

طويلب علم مبتدئ 04 / 03 / 2018 43 : 09 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
مجرد تنبيه لما في اخر كلامكم أخي الكريم جاء في " لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثمين رحمه الله " ( 186 )

قال تعالى: وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ [القمر:50] أي: ما أمرنا فيما نريد أن يكون (إلا واحدة) أي: مرة واحدة بدون تكرار كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [القمر:50] بدون تأخر، سبحان الله! أمر الله عز وجل واحد لا تكرار، وبسرعة فورية أسرع ما يمكن أن يكون كلمحٍ بالبصر (كن فيكون) .
واشتهر بين العوام أنهم يقولون: (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا خطأ، ليس أمر الله بين الكاف والنون، بل بعد الكاف والنون؛ لأن الله قال: كُنْ فَيَكُونُ [البقرة:117] متى؟ بعد كن، فقولهم: بين الكاف والنون خطأ، يعني: ما تم الأمر بين الكاف والنون، لا يتم الأمر إلا بالكاف والنون، لكنه بعد الكاف والنون فوراً كلمحٍ بالبصر .
وإن شئت أن ترى عجائب ذلك فانظر إلى الزلازل تصيب مئات القرى، أو آلاف القرى وبلحظةٍ واحدة تعدمها، ولو جاءت المعاول و(الدركترات) والقنابل ما فعلت مثل فعل لحظة واحدة من أمر الله عز وجل، واسأل الخبراء بالزلازل تجد الجواب.
انظر إلى ما هو أعظم من ذلك، الموتى في قبورهم والحشرات والحيوانات، وكل الأشياء، تبعث يوم القيامة بكلمةٍ واحدة كما قال جل وعلا: إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ [يس:53] أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يحضر إلى الخير (صيحة واحدة) فقط (فإذا هم جميعٌ كلهم لدينا) أي: عندنا (محضرون) فصدق الله عز وجل وعده، وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [القمر:50] مثل لمح البصر. ثم قال عز وجل: وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:51] نقف على هذه الآيات الكريمة ونسأل الله تعالى أن يجعل القرآن لنا ولكم شافعاً عنده يوم القيامة، وأن يكون قائدنا إلى جناته إنه على كل شيءٍ قدير. الله.. الله.. أيها الإخوة! بالقرآن العظيم، لتَفَهُّم معناه والعمل به، فإنه الشفاء لما في الصدور، والموعظة للمؤمنين، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57].
مجرد

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 15 / 03 / 2018 19 : 12 AM

رد: مراجعة لما بدر مني من قول!!
 
القول :" بين الكاف والنون "

وأشكر الأخ الكريم صاحب المداخلة
** **

راجعتُ ما قيل حول هذه المسألة: فقد جاء :" في عيون الأخبار لـ ابن قتيبة (3 /211):
وقال الشاعر:

لا تضرعنّ لمخلوق على طمع ... فإنّ ذلك وهن منك بالدّين
واسترزق الله رزقا من خزائنه ... فإنّما هو بين الكاف والنون
[انتهى النقل]

ونُسبَ لغير واحد من المتقدمين، منهم :
1.] الحسين -رضي الله عنه-، و
2.] أبو العتاهية و
3.] ابن المبارك.
وقد وقع هذا التعبير في كلام غير واحد من العلماء، فليس هو من كلام العوام ... والله أعلم.
و القول هذا ليس احتجاجا، بل بيانا. "

و سئل صالح الفوزان : هل يجوز قول هذا الدعاء :
" يا من أمره بين الكاف والنون.. أصلح لي الدنياوالآخرة !!
فرد : فضيلة الشيخ الفوزان : نعم .. هذا مأخوذ من قوله " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن " ،
" كن " .. هذه الكاف والنون "كن" حرفان ... نعم .".
**
وبمراجعة المسألة المطروحة وجدت أنه في أكتوبر من عام : 2008: " جاء عند المنجد جواب سؤال تحت بحوث - الآداب والأخلاق والرقائق؛ الآداب ؛ المناهي اللفظية.
سؤال رقم 112157: حكم قول : ( يا من أمره بين الكاف والنون )

السؤال:
نرجو معرفة حكم قول : ( يا من أمره بين الكاف والنون ) ؟
وخاصة أنها كَـثُـرت على ألسنة الدعاة ، فما حكمها ؟
فكان الجواب: الحمد لله


هذا القول قد انتشر على ألسنة بعض الخطباء ، وهم يريدون بذلك أن ما أمر الله به يقع فوراً ، ولا يتأخر وقوعه ، وهو معنى صحيح بلا شك ، قال الله تعالى : " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ" [القمر/50] .

ثم استدرك المنجد في جوابه فقال :"
ولكن هذا اللفظ عند التأمل نجده غير صحيح ،ومخالفاً لما دل عليه القرآن .
ولعل هذه العبارة مقتبسة من أبيات لأبي محمد التيمي ، وهي قوله :
لا تخضعنّ لمخلوق علي طمعٍ * فإن ذلك مُضرّ منك في الدينِ
واسترزقِ الله مما في خزائنه * فإنما الأمر بين الكاف والنون
إن الذي أنت ترجـوه وتأمله * من البرية مسكينُ ابن مسكين
[رسائل الثعالبي: (ص: 29) ،"الأغاني" (20 /70).

وأضيف من عندي :
الأقرب قول الشاعر:
رُمنا شُكُور الذي بالكاف والنون * ماشاء يفعل من باد ومكنون
يكمل المنجد :
قال الله عز وجل: " بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " . [البقرة/117 ].
وقال تعالى :" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَاللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" [آل عمران/59 ] .
وقال سبحانه : " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" [النحل/40]
وهذا يعني أن الأمر لا يتم إلا بعد قوله تعالى : " كن " ، أما قبل النون فلم يتم الأمر من الله للشيء ، فلا يكون حتى يأمره الله .
قال الشيخ العثيمين :" اشتهر بين العوام أنهم يقولون : " يا من أمره بين الكاف والنون "... وهذا خطأ ، ليس أمر الله بين الكاف والنون ، بل بعد الكاف والنون ؛ لأن الله قال : " كُنْ فَيَكُونُ" [البقرة/117].
ويتساءل محمد بن العثيمين :
" متى؟ "...
فيقول :" بعد " كن " ...
فــ قولهم :" بين الكاف والنون " خطأ ، يعني : ما تم الأمر بين الكاف والنون ، لا يتم الأمر إلا بالكاف والنون ، لكنه بعد الكاف والنون فوراً كلمحٍ بالبصر ".
[انتهى : "الباب المفتوح" (186/10) ].
وقال أيضاً في "شرح الأربعين النووية" (ص :65) :
" أود أن أنبه على كلمة دارجة بين العوام :" يا من أمره بين الكاف والنون " ، و
هذا غلط عظيم ،
الصواب : " يا من أمره - مأموره - بعد الكاف والنون " ، لـ
أن ما بين الكاف والنون ليس أمراً ، الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون ، لأن الكاف المضمومة ليس أمراً ، والنون كذلك ، لكن باجتماعهما تكون أمراً .
فالصواب أن تقول : " يا من أمره - مأموره - بعد الكاف والنون " [انتهى .]
فــ
الصواب أن تقول :" يا من أمره - أي مأموره - بعد الكاف والنون " ..
كما قال تعالى :" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " [يس 82-83]
فالذي ينبغي للخطباء والدعاة ألا يتعجلوا فيقول شيء حتى يتأكدوا من صوابه ، إما بالبحث بأنفسهم ، وإما بسؤال أهل العلم .
والله أعلم .".
**
وسئل الشيخ عبد المحسن العباد
هل يجوز أن يقال هذه الكلمة :" أمر الله بين الكاف والنون "؟
فأجاب: هذه تقال يعني معناها إذا قال الله كن حصل المقصود أو حصل الشيء الذي شاء الله أن يكون :" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" ... يعنى عندما يقول :" كن "... يكون ذلك الشيء....
يعنى الكاف والنون كلمتين متصلتين بعضهم ببعض وإذا أُوتِيَ بهما يؤتى بهما مع بعض.... ما يأتي بالكاف وحدها والنون وحدها وإنما يأتي بــــ:" كن".
[شرح سنن الترمذي ؛ شريط رقم: 264].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
أقول (الرمادي) : هذا ما توصلت إليه من بحث المسألة... إذ أنني يجب أن أتكلم عن علم؛ وأن أتحقق من صحة ما اتلفظ به.. وأن اعتمد ما يوافق الصواب.. وليس مجرد ما يشاع من البعض..
محمد فخر الدين الرمادي
26 جماد الآخر 1439هـ ~ 14. 03. 2018م

شريف حمدان 15 / 03 / 2018 48 : 12 AM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/KRv01523.gif

واصل ولا تحرمنـا من جديـدك المميـز

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 04 / 2018 39 : 01 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
الإيمان بالرسل
﴿المقدمة الأولى

[١] اعْلَمْ أَنَّ حَاجَةَ الْخَلْقِ إِلَى إِرْسَالِ الرُّسُلِ وَبَعْثَةِ الْأَنْبِيَاءِ -عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- ضَرُورِيَّةٌ ، لَا يَنْتَظِمُ لَهُمْ حَالٌ ، وَلَا يَصْلُحُ لَهُمْ دِينٌ وَلَا بَالٌ إِلَّا بِذَلِكَ .
فنطق القرآن الكريم والذكر الحكيم فقال مخبراً :

﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا
[آيَةُ١٥؛ مِن سُّورَةِ الإسراء: ورقمها ١٧]
[٢] أَرْكَانِ الْإِيمَانِ :"وَنُؤْمِنُ بِـ
[٢. ١.] الْمَلَائِكَةِ ؛
وَ
[٢. ٢. ] النَّبِيِّينَ ،
وَ
[٢ . ٣. ] الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَنَشْهَدُ أَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ " .
تحقيق المسألة :

هَذِهِ الْأُمُورُ مِنْ أَرْكَانِ الْإِيمَانِ :
وسنأتي بالأدلة :
[١] الدليل الأول من الكتاب الكريم والقرآن المجيد :
قَالَ تَعَالَى:

﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ
بِـ
[١.] اللَّهِ
وَ
[٢. ] مَلَائِكَتِهِ
وَ
[٣. ] كُتُبِهِ
وَ
[٤. ] رُسُلِهِ

[آيَةُ: ٢٨٥؛ مِن سُّورَةِ: الْبَقَرَة ِ: ورقمها : ٢] الْآيَاتِ.
**
[٢] الدليل الثاني من المصحف الشريف والوحي المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين :
وَقَالَ تَعَالَى:

﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِـ
[١. ] اللَّهِ

وَ
[٢. ] الْيَوْمِ الْآخِرِ

وَ
[٣. ] الْمَلَائِكَةِ

وَ
[٤. ] الْكِتَابِ

وَ
[٥] النَّبِيِّينَ

[آيَةُ: ١٧٧ ؛ مِن سُّورَةِ الْبَقَرَة ِ: رقمها : ٢] الْآيَةَ .
فَجَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْإِيمَانَ هُوَ الْإِيمَانَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ ، وَسَمَّى مَنْ آمَنَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ :

" مُؤْمِنِينَ " .
كَمَا جَعَلَ الْكَافِرِينَ مَنْ كَفَرَ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ ، بِقَوْلِهِ :

﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِـ
[١. ] اللَّهِ

وَ
[٢. ] مَلَائِكَتِهِ

وَ
[٣. ] كُتُبِهِ

وَ
[٤. ] رُسُلِهِ

وَ
[٥. ] الْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا

[آيَةُ : ١٣٦ ؛ مِن سُّورَةِ: النِّسَاءِ: ورقمها : 4] .
[١] الدليل الثالث من السنة النبوية المطهرة : وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- ، فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِهِ ، حَدِيثِ جِبْرِيلَ وَسُؤَالِهِ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه ِوَآلِهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْإِيمَانِ ، فَقَالَ « أَنْ تُؤْمِنَ

بِـ
[١. ] اللّ
َهِ
وَ
[٢. ] مَلَائِكَتِهِ

وَ
[٣. ] كُتُبِهِ

وَ
[٤. ] رُسُلِهِ

وَ
[٥. ] الْيَوْمِ الْآخِرِ ،

وَ
تُؤْمِنَ
بِـ
[٦. ] الْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ »

[الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِهِ]؛
فَـ
هَذِهِ الْأُصُولُ الَّتِي اتَّفَقَتْ عَلَيْهَا الْأَنْبِيَاءُ وَالرُّسُلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَامُهُ ، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِهَا حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ إِلَّا أَتْبَاعُ الرُّسُلِ. "

[المصدر : بحوث العقيدة؛ شرح العقيدة الطحاوية؛ علي بن علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي؛ مؤسسة الرسالة؛ 1417هـ / 1997م ](1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[٣. ] أُصُولُ الدِّينِ الْخَمْسَةُ:
إِيمَانٌ

بِـ
[١. ] اللَّهِ ؛

وَ
[٢. ] مَلَائِكَتِهِ ؛

وَ
[٣. ] كُتُبِهِ ؛

وَ
[٤. ] رُسُلِهِ ؛

وَ
[٥. ] الْيَوْمِ الْآخِرِ .

وَهَذِهِ هِيَ أُصُولُ الدِّينِ الْخَمْسَةُ ."
[المصدر السابق](1)

[٤. ] وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ:

" أَرْكَانُ الْإِيمَانِ سَبْعَةٌ [٧] ، يَعْنِي هَذِهِ الْخَمْسَةَ [٥] ،
وَ
[٦. ] الْإِيمَانُ بِـ الْقَدَرِ

وَ
[٧. ] الْإِيمَانُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ.

وَهَذَا حَقٌّ ، وَالْأَدِلَّةُ عَلَيْهِ ثَابِتَةٌ مُحْكَمَةٌ قَطْعِيَّةٌ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الركن الأول : الإيمان بالله -عز وجل-


اقول (الرمادي) الأصل أن ابدأ الحديث عن الإيمان بالله -تعالى في سماه وتقدست اسماه- ؛ إذ هو الأساس المتين والركن المكين في عقيدة الإنسان وإيمانه، ومن ثم تبنى على عقيدته وتؤسس على إيمانه: بقية تصرفاته وكافة أعماله في الحياة الدنيا يرافق ذلك أقواله وحركاته وسكناته ومجيئه وذهابه ، حتى هندامه وشكله الخارجي وطعامه وما طاب منه وكيفية تناوله شرابه وما يتذوقه ... أي كل تصرفاته سواء مع نفسه أو مع غيره من البشر أو الحيوان والنبات والجماد ...

وبما أن القرآن العظيم والذكر الحكيم يمكن أن نقسمه إلى ثلاث اثلاث فأول الأثلاث عقيدة وإيمان؛ وثانيها الأحكام العملية الشرعية التكليفية؛ وثالثها قصص الأنبياء وأخبار مَن سبقنا من الأمم ... وفي خطة البحث احضر لهذه القضية الهامة والخطيرة ؛ أقصد الإيمان بإله واحد أحد فرد صمد لا صاحبة له ولا ولد ولا معين ولا مشير ولا وزير ولا سمير ... والله -عز وجل- هو وحده الميسر لما أقوم به وافعله ومنه تعالى العون وعليه التوكل ... وساكتفي في كتابي هذا بمسألة :
"الإيمان بالرسل" وقصصهم .
علمنا :

" أَنَّ جَمِيعَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى خَاتَمِهِمْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ (صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر الذي سلم عليه الحجر وناداه الشجر الشفيع المشفع يوم المحشر ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا [١٢٤٠٠٠] ، وَ
أَنَّ الرُّسُلَ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ [٣١٣]".
فهل من دليل على صحة ماعلمنا !!!؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال بهذا وكتبه:
د. محمد فخرالدين بن إبراهيم الرمادي
27 رجب 1439هـ ~ 12 أبريل 2018م.


1






شريف حمدان 13 / 04 / 2018 48 : 01 AM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 08 / 2018 37 : 04 PM

بحث :" عدد الأنبياء والمرسلين!!؟.. ".
 
هل من دليلٍ على صحة مانقول!!!؟.
عدد الأنبياء والمرسلين تجده عند :
[ 1.] محمد السفاريني الحنبلي؛ وَقاله في كتابه ؛ الذي سماه بِــ : لَوَامِعِ الْأَنْوَارِ الْبَهِيَّةِ ، وَسَوَاطِعِ الْأَسْرَارِ الْأَثَرِيَّةِ، لِشَرْحِ الدُّرَّةِ الْمُضِيَّةِ فِي عِقْدِ
الْفِرْقَةِ الْمَرْضِيَّةِ؛ الباب الخامس .
كما تجد حديث :
" عدد الأنبياء والمرسلين " ؛ عند
[ 2. ] ابن حبان في صحيحه ؛ ومن رواية أبي ذر.
واستشهد به الحافظ :
[ 3. ] ابن كثير في البداية والنهاية عندما ذكر قصة ابني آدم :

قابيل وهابيل .
فيكون لدينا ثلاثة مراجع .


وكتبه محمدفخر الدين
الأحد: 01 ذو الحجة 1439

علمنا :
" أَنَّ جَمِيعَ الْأَنْبِيَاءِ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى خَاتَمِهِمْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا
[١٢٤٠٠٠]، وَ
أَنَّ الرُّسُلَ مِنْهُمْ:
ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ [٣١٣] "
فهل من دليلٍ على صحة ما نقول !!!؟.
عند المراجعة على الطبقات الكبرى~ ابن سعد الزهري؛ وجدتُ رواية آخرى تقول
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ :

" أَيُّ الأَنْبِيَاءِ أَوَّلُ ؟ " ؛
قَالَ : « آدَمُ »،
قُلْتُ:" أَوَ نَبِيًّا كَانَ ؟ " ؛
قَالَ : « نَعَمْ.. نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ » ،
قَالَ : قُلْتُ : " فَكَمِ الْمُرْسَلُونَ ؟ " ؛
قَالَ : « ثَلاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا » .
وبهذا المصدر تصل المراجع إلى أربعة.
[ترقيم خاص بي؛ مكتبة آل الرمادي : ( 30 ؛ رقم الحديث: 57؛ حديث مرفوع) . ]


دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 08 / 2018 03 : 05 PM

استدراك : مسألة عدد الأنبياء والمرسلين!!
 
﴿ استدراك :


من نافلة القول.. أن نذكر ان القرآن الكريم والذكر الحكيم لا يصح أن نطلق عليه كتاب :" تاريخ " .. أو " طب " أو " هندسة ".. إذ هو كتاب تشريع ومنهاج وطريقة معينة في الحياة.. ويبين الطراز الخاص الذي يجب أن يعيش فيه الإنسان..
فنجد أن الذكر الحكيم ذكر لنا اسماء أنبياء ولم يذكر بقيتهم.. إذ أنه ليس بكتاب :" تاريخ "..
وَقَوْلُهُ تعالى في محكم التنزيل آية تخبرنا فنطق القرآن يقول :
﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ .. وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ
أَيْ : مِنْ قَبْلِ هَذِهِ الْآيَةِ ، يَعْنِي : فِي السُّوَرِ الْمَكِّيَّةِ وَغَيْرِهَا .


وَهَذِهِ تَسْمِيَةُ الْأَنْبِيَاءِالَّذِينَ نُصَّ عَلَى أَسْمَائِهِمْ فِي الْقُرْآنِ ، وَهُمْ :


﴿ ١ آدَمُ وَ


﴿ ٢ إِدْرِيسُ ، وَ


﴿ ٣ نُوحٌ، وَ


﴿ ٤ هُودٌ ، وَ


﴿ ٥ صَالِحٌ، وَ


﴿ ٦ إِبْرَاهِيمُ ، وَ


﴿ ٧ لُوطٌ ، وَ


﴿ ٨ إِسْمَاعِيلُ، وَ


﴿ ٩ إِسْحَاقُ، وَ


﴿ ١٠ يَعْقُوبُ ، وَ


﴿ ١١ يُوسُفُ ، وَ


﴿ ١٢ أَيُّوبُ ، وَ


﴿ ١٣ شُعَيْبٌ ، وَ


﴿ ١٤ مُوسَى ، وَ


﴿ ١٥ هَارُونُ ، وَ


﴿ ١٦ يُونُسُ ، وَ


﴿ ١٧ دَاوُدُ، وَ


﴿ ١٨ سُلَيْمَانُ ، وَ


﴿ ١٩ إِلْيَاسُ ، وَ


﴿ ٢٠ الْيَسَعُ ، وَ


﴿ ٢١ زَكَرِيَّا ، وَ


﴿ ٢٢ يَحْيَى ، وَ


﴿ ٢٣ عِيسَى ابن مريم؛ العذراء البتول (*)
[عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ]


وَكَذَا


﴿ ٢٤ ذُو الْكِفْلِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ ، وَ




سَيِّدُهُمْ


﴿ ٢٥ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ .


وَقَوْلُهُ -تعالى في سماه وتقدست اسماه- :
﴿ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ
أَيْ : خَلْقًا آخَرِينَ لَمْ يُذْكَرُوا فِي الْقُرْآنِ ، وَقَدِ
اخْتُلِفَ فِي
عِدَّةِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ..


وَالْمَشْهُورُ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الطَّوِيلُ ، وَذَلِكَ فِيمَا رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ -رَحِمَهُ اللَّهُ- ، فِي تَفْسِيرِهِ ، حَيْثُ قَالَ : عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قُلْتُ :
" يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَمِ الْأَنْبِيَاءُ ؟ ".
قَالَ : « مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا » .
قُلْتُ :
" يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَمِ الرُّسُلُ مِنْهُمْ ؟ ".
قَالَ: « ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمٌّ غَفِيرٌ » .
قُلْتُ :
" يَارَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ كَانَ أَوَّلَهُمْ ؟ ".
قَالَ : « آدَمُ » .
قُلْتُ :
" يَارَسُولَ اللَّهِ ، نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ؟ ".
قَالَ : « نَعَمْ ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، ثُمَّ سَوَّاهُ قَبْلًا » .
ثُمَّ
قَالَ :
« يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَرْبَعَةٌ سُرْيَانِيُّونَ :
آدَمُ، وَ
شِيثٌ ، وَ
نُوحٌ ، وَ
خَنُوخُ - وَهُوَ إِدْرِيسُ -، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِقَلَمٍ -
وَ
أَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ :
هُودٌ ، وَ
صَالِحٌ ، وَ
شُعَيْبٌ ، وَنَبِيُّكَ يَا أَبَا ذَرٍّ ،
وَ
أَوَّلُ نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ:
مُوسَى ،
وَ
آخِرُهُمْ:
عِيسَى.
وَ
أَوَّلُ
النَّبِيِّينَ:
آدَمُ ،
وَ
آخِرُهُمْ:
نَبِيُّكَ » .


قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ الْحَافِظُ أَبُو حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ الْبُسْتِيُّ فِي كِتَابِهِ :" الْأَنْوَاعُ وَالتَّقَاسِيمُ " وَقَدْ وَسَمَهُ بِـ : " الصِّحَّةِ " ،
وَ
خَالَفَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ ،
فَـ
ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِهِ " الْمَوْضُوعَاتِ " ،
وَ
اتَّهَمَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هِشَامٍ هَذَا ،
وَلَا شَكَّ أَنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ مِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ .



وَقَدْ رُوِيَ الْحَدِيثُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ صَحَابِيٍّ آخَرَ ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ:
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ:
" قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ،كَمِ الْأَنْبِيَاءُ ؟".



قَالَ : « مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا ، مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا».
ومن رجال سلسلة هذا السند :
" مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلَامِيُّ [وهو] ضَعِيفٌ ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ : ضَعِيفٌ ، وَالْقَاسِمُ أَبُوعَبْدِالرَّحْمَنِ ضَعِيفٌ أَيْضًا . ".


وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« بَعَثَ اللَّهُ ثَمَانِيَةَ آلَافِ نَبِيٍّ ، أَرْبَعَةُ آلَافٍ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَأَرْبَعَةُ آلَافٍ إِلَى سَائِرِ النَّاسِ. ».
وَهَذَا أَيْضًا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ فِيهِ الرَّبَذِيُّ ضَعِيفٌ ، وَشَيْخُهُ الرَّقَاشِيُّ أَضْعَفُ مِنْهُ أَيْضًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ .


:" وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« كَانَ فِيمَنْ خَلَا مِنْ إِخْوَانِي مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ نَبِيٍّ، ثُمَّ كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ كُنْتُ أَنَا » .
وَقَدْ رُوِّي ابن كثير الدمشقي عَنْ أَنَسٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، فَأَخْبَرَه الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِاللَّهِ الذَّهَبِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
« بُعِثْتُ عَلَى إِثْرِ مِنْ ثَلَاثَةِ آلَافِ نَبِيٍّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ».
فعلق ابن كثير بالقول: " وَهَذَا غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِسْنَادُهُ لَا بَأْسَ بِهِ، رِجَالُهُ كُلُّهُمْ مَعْرُوفُونَ إِلَّا أَحْمَدَ بْنَ طَارِقٍ هَذَا ، فَإِنِّي -الكلام مازال لأبن كثير الدمشقي- لَا أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(*) يصادف يوم الأربعاء القادم (15 أغسطس) عند الروم الكاثوليك في الغرب والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية عيدا يسمى :
" صعود مريم بالجسد والروح إلى السماء ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 12 / 08 / 2018 25 : 05 PM

﴿ «استدرك» «٢»﴾: مسألة : «الإيمان بالرسل »
 
﴿ « استدرك » «٢» ﴾:
متعلق بـ مسألة :
«الإيمان بالرسل»

...الْأَنْبِيَاءُ وَ الْمُرْسَلُونَ:
عَلَيْنَا الْإِيمَانُ بِمَنْ سَمَّى اللَّهُ -تَعَالَى- فِي كِتَابِهِ العزيز مِنْ رُسُلِهِ ،
وَالْإِيمَانُ بِأَنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- أَرْسَلَ رُسُلًا سِوَاهُمْ وَأَنْبِيَاءَ ، لَا يَعْلَمُ أَسْمَاءَهُمْ وَعَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى الَّذِي أَرْسَلَهُمْ .


فَعَلَيْنَا الْإِيمَانُ بِهِمْ جُمْلَةً لِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِ فِي عَدَدِهِمْ نَصٌّ .
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْنَ قْصُصْهُمْ عَلَيْكَ :
[آيَةُ: 164؛ مِن سُّورَةِ النِّسَاءِ: ورقمها (4)].
وَ


قَالَ تَعَالَى:

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ
[آيَةُ: 78؛ مِن سُّورَةِ غَافِرٍ: ورقمها : (40)]


والحمد لله رب العالمين المنعم على عباده والذي وفقني لما وصلتُ إليه.
د. محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
الأحد: 01 ذو الحجة 1439 هـ ~ 12 أغسطس 2018م.

شريف حمدان 13 / 08 / 2018 01 : 03 AM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 15 / 08 / 2018 14 : 09 PM

« ما قبل خلق آدم »
 
١ . ] المشهد الأول :





« ما قبل خلق آدم »

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 15 / 08 / 2018 18 : 11 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[ آية 30؛ سورة النملÖ 27]


١ . ] المشهد الأول :
« ما قبل خلق آدم -عليه السلام - »


[١ . ١. ] هناك العديد من المشاهد قبل خلق آدم -عليه السلام- فينبغي أن نذكرها..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 15 / 08 / 2018 49 : 11 PM

1. مخلوق قبل آدم: "الملآئكة"..
 
من النص القرآني الكريم نتعرف بـ يقين على وجود الآتي قبل خلق ووجود آدم-عليه السلام-:


وجود مخلوقات قبل آدم ـ الإنسان الأول ـ :


[ ١ .. ١. ] ملآئكة :
بدليل قوله تعالى في سماه وتقدست اسماه:
„ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ
فالخالق سبحانه وتعالى حين أراد خلق آدم فأخبرنا في كتابه المجيد بقوله إلى مخلوق موجود بالفعل..
(آية : 30؛ سورة البقرة: ورقمها : 2)
فنعرف بيقين وجود ملآئكة قبل خلق الإنسان الأول ..

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 16 / 08 / 2018 56 : 01 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
استدراك : المشاركة رقم 15
وسأكتفي في كتابي هذا بمسألة :" الإيمان بالرسل" وقصصهم .

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 16 / 08 / 2018 04 : 02 PM

ظهور الأنبياء في سماء التوحيد!
 
﴿ « ١ »
الترقيم حسب ظهور أنبياء الله -تعالى-؛ صلوات الله عليهم وسلامه وبركاته-
في
سماء
دعوة التوحيد؛ و
تبيان المنهج :

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 16 / 08 / 2018 06 : 02 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
﴿ « نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ »
[آية : سُورَةُ يُوسُفَ؛ ورقمها : 12]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 16 / 08 / 2018 35 : 03 PM

مخلوقات قبل آدم
 
[١. ] المشهد الأول:
» ما قبل خلق آدم«
مدخل : لـ
وجود مخلوقات قبل آدم ـ أي قبل وجود الإنسان الأول ـ
ويحق لــ سائل أن يقول فيستفسر :
هل كان قبل آدم -عليه السلام- على الأرض أحد ؟.
وليسأل آخر : هل كان يوجد قوم قبل آدم -عليه السلام- اسمهم ( جن ) وقوم اسمهم ( حن ) ؟.
وليسأل ثالث : ما الفائدة من بحث مثل هذه الأمور!؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نستعين بالله تعالى وندعوه التوفيق والسداد؛ إذ أن المسائل الغيبية يحلو لكثير البحث فيها وعنها واستجلاب عجائبها ... خاصة ونحن جميعاً في زمن الفراغ الفكري؛ ووصول ضعاف العقول لسدة الحكم والرئاسة كما قال أحد فلاسفة كندا-لا أذكر اسمه الأن -
وما دعاني للبحث في هذه الجزئية قبل الحديث عن خلق سيدنا آدم؛ تلك الإشارة اللطيفة التي جاءت في محكم الذكر الحكيم ألا وهي مقولة الملآئكة /:
"أتجعل فيها مَن يفسد فيها ويسفك الدماء" ..
فهذا أخبار عن رؤية لا يعلمها إلا خالق الملآئكة..


[ .١. .١. ] :« لم يأت في الكتاب الكريم-المحفوظ بعناية الله -تعالىٰ-؛ولا في أحاديث السنة النبوية العطرة -علىٰ صاحبها أفضل السلام وأعطر التحية-: شيء يدل علىٰ أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم -عليه السلام- ..
وعليه:
فلا أعلم دليلاً -اطمئن إليه- من الكتاب أو السنة يدل علىٰ أن الأرض كانت مسكونة قبل آدم -عليه السلام- ...
[ ١ . ٢. ] : « وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين، -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- أي ما جـاء عن بعـض السلف .. » .
ويصح لي أن أعتبره من مِلَح التفسير وليس من متين العلم...


[ ١ . ٣. ] : « أما أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ؛ فـ من ذلك :


[ ١. ٣. ١ ] : « القول الأول : أن الأرض كان يسكنها الجن ( بالجيم المعجمة )، وهم الذين خلقهم الله -تعالىٰ- من النار، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير.


روى الطبري في تفسيره (1 /232) عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال :
" أول من سكن الأرض الجن، فأفسدوا فيها، وسفكوا فيها الدماء، وقتل بعضهم بعضا " .


وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال :" إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجن يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة، فكفر قوم من الجن، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، فكانت الدماء، وكان الفساد في الأرض " .
وهذا القول عن أنس أجد فيها وجاهة في إكمال البحث.. إذ كأنه تأويل لجزء من آية البقرة التي نحن بصدد فهمها.. أول قل إن شئت تفسيرها..


[ ١ . ٣. ٢. ] : « القول الثاني : لم يكن علىٰ الأرض قبل آدم -عليه السلام- أحد لا من ( الجن ) ولا منغيرهم.
وهذا القول رواه الطبري في تفسيره أيضاً (1 /232 ) عن عبدالرحمن بن زيد قال :" قال الله -تعالىٰ ذكره وجلَّ قدره- للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا، وأجعل فيها خليفة.. وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة، والأرض ليس فيها خلق" .
يقول الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1 /228):
" تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات، بذكر إرادته -تعالىٰ- جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال علىٰ الأرض بعد خلقها، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل، فالخليفة آدم، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله -تعالىٰ- من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي، وتلقين ذريته مراد الله -تعالىٰ- من هذا العالم الأرضي" انتهى .


أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين، أن قوما اسمهم الحن ( بالحاء المهملة ) كانوا يسكنون الأرض، فجاء الجن ( بالجيم المعجمة ) فقتلوهم وسكنوا مكانهم، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلىٰ أي سند صحيح.


يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (1 /55) :
" قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام، وكان قبلهم في الأرض (الحِنُّ ) و ( البِنُّ)، فسلط اللهُ الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم " انتهى .


قال الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1 /228) :
" إذاصح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات يسمون ( الحِنُّ ) و ( البِنُّ ) [بحاء مهملة مكسورة ونون في الأول، وبموحدة مكسورة ونون في الثاني] ، وقيل : اسمهم ( الطَّمُّ ) و ( الرَّمُّ ) بفتح أولهما، وأحسبه من المزاعم، وأن وضع هذين الاسمين من باب قول الناس ( هيّان بن بيّان ) إشارة إلىٰ غير موجود أو غير معروف، ولعل هذا انجَرَّ لأهل القصص من خرافات الفرس أو اليونان ، فإن:
الفرس زعموا أنه كان قبل الإنسان في الأرض جنس اسمه ( الطم ) و ( الرم ) ..
و
كان اليونان يعتقدون أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات تدعى ٰ(التيتان) وأن ( زفس ) وهو ( المشتري ) كبير الأرباب في اعتقادهم جلاهم من الأرض لفسادهم" انتهى.




(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)


**

شريف حمدان 16 / 08 / 2018 48 : 07 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo2/rsP01523.gif

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 03 / 03 / 2019 20 : 07 PM

بُحُوثُ الأنبياء و المرسلين ..!
 


(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
« وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ »
﴿سنن الأنبياء ؛ و سبل العلماء ؛ وبساتين البلغاء ؛ و الأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء
-*-*-*-*-*-*-*-*-*
-*-*-*-*-*-*-*
-*-*-*-*-*
-*-*-*-*
-*-*-*
-*-*
-*
*
بحوث :
﴿ « سنن الأنبياء؛ و سبل العلماء؛ و بساتين البلغاء؛ و الأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل [([1])] نصوص الوحي وآيات الذكر الحكيم المنزل من السماء »





بُحُوثُ الأنبياء و المرسلين - عليهم أفضل الصلوات وأتم السلامات وكامل البركات وعظيم الرحمات -
**
أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة.. ذات حضارة
[أ. ] السلسلة الأولى: سلسلة بحوث العقيدة:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

([1]) مرجع: "مقدمة الطبري"




دكتور محمد فخر الدين الرمادي 03 / 03 / 2019 23 : 08 PM

مقدمة..!
 
أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة..ذات حضارة
[أ. ] السلسلة الأولى :

سلسلة بحوث العقيدة :
الحمد لله الذي خلقنا من نسل من سجدت[.([1]).] له الملآئكة تكريما لعقله وتقديرا لعلمه[.(2).].. ثم الحمد لله على نعمة الخلق والإيجاد.. ثم الحمد لله على نعمة التصوير والإبداع.. ثم الحمد لله على العقل والإدراك.. ثم الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان[.([3]).].. ثم الحمد على نعمة الهداية والتوفيق.. فالحمد لله وحده على كل حال وفي كل زمان وبكل لسان..
وأشهد أنه الرب وحده لا شريك له ولا ند ولا مثيل ولا شبيه ولا وزير ولا معين له.. وأشهدأن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله اصطفاه من الخلق أجمعين ليكون هاديا للمسلمين وبشيرا للمؤمنين وسراجاً منيرا للطائعين ونذيرا للكافرين والعاصين والمنافقين.
أما بعد!.
وددت أن اقرأ لنفسي قَصص الأنبياء وحكايات المرسلين... تاريخ السادة النجباء.. الرسل المبتعثين والأنبياء المرسلين المهدين... فقررت أن اسجل في قصوصات أوراق ما أحصله من علم نافع.. ثم جاءت تكنولوجيا الغرب الحديثة فساعدت في الاحتفاظ بما أسجله في ملفات... ثم نصحني اساتذة لي بمشاركة الآخرين فيما أكتب... فترددت كثيرا وتوقفت لأسباب عديدة... وإثناء محاضرة لي نبهني استاذي الفاضل بما ذكرني به منذ شهور فاستعنت بالله تعالى ذكره وأعود -ولعل العود حميد - فاشارك مَن هم اعلم مني.. واتجرأ بنشر ما هم به أدرى عني... وبعد مراجعة الأستاذ الجليل نبهني إنه يفضل أن يقرأ لي - تفضلا منه وكرما عليّ - قصة المعجزة في الخلق.. والمنفرد في الإبداع... كلمة الله وروح منه النبي الرسول عيسى ابن مريم العذراء الزهراء البتول -عليهما السلام- فاذعنت لطلبه ووافقت على التو في تلبية طلبه...

فاستعين بصاحب العون والمقدرة واسترحمه بمنه وعطفه أن يوفقني فيما أكتب ويرشدني لما يصلح أن أنشر ويعصمني من الزلل والخطأ... فهو على كل شئ قدير ... والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين ...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
محمدفخرالدين بن إبراهيم الرمادي
٢٦جماد آخر ١٤٤٠ هـ ~ ٣ مارس ٢٠١٩م


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ




دكتور محمد فخر الدين الرمادي 04 / 03 / 2019 26 : 07 PM

التدين...!!
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
مقدمة المقدمات:
التدين


تمهيد:


التدينُ - كـ قضية تشغل بال الناس - فِطريٌّ عند الإنسان ، وهذه الفطرة - أو خلقته الأصلية - تدفعه لأن يتساءل عن موجد هذا الكون ومبدع هذا الإنسان... ومصوره وخالق هذه الحياة وواجدها ... ثم يعود ليتساءل عن مصيره بعد الموت... وقد قاده هذا التدين الفطري إلى الإيمان بوجود خالق لهذا الوجود ... وينبغي أن يكون واجب الوجود... فليس قبله شئ وليس بعده شئ ولا يستند إلى شيء ... وهو ليس بمخلوق وإلا نبدء في البحث من جديد ....
ولكن الإنسان - في أغلب الأحيان كان يخطئ - ومازال عند البعض... حتى اليوم - في إدراك حقيقة هذا الخالق وكنهه... إذ هو - الخالق المبدع المصور - فوق الحواس التي يمتلكها الإنسان ويدرك بها الموجودات ، فكان يتصوره أنه الشمس أو النار أو الصنم أو مخلوق آخر ، ومنعا لهذه التيه بعث الله - الخالق المبدع المصور - الرسل ليرشدوا الإنسان إلى حقيقة الخالق الحق الذي ليس كمثله شئ، وتستند المخلوقات جميعها في وجودها إليه[. ([i]).]. وعزز بعثات الرسل بإرسال أنبياء... فكانوا سلام الله تعالى عليهم أجمعين مبشرين ومنذرين...


... ونتساءل ماهي الفطرة !!؟.
فنجد الإجابة :


([i]) انظر :" محمد حسين عبدالله؛ دراسات في الفكر الإسلامي؛ ص35؛ الطبعة الأولى 1411هـ-1990م .... بتصرف ... وإضافات يستلزمها السياق!!.

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 17 / 11 / 2019 44 : 06 PM

ما هي الفطرة !!؟.
 
... ونتساءل ما هي الفطرة !!؟.
فنجد الإجابة : " الْفِطْرَةُ بِكَسْرِ الْفَاءِ بِمَعْنَى الْخِلْقَةِ وَالْمُرَادُ هَاهُنَا السُّنَّةُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي اخْتَارَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِلْأَنْبِيَاءِ فَكَأَنَّهَا أَمْرٌ جِبِلِّيٌّ فُطِرُوا عَلَيْهَا[(1)]] ".
وقبل أن أكمل عليّ أن أحدد أنني ابحث في حديث نبوي :

قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: عنه وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ[(2)] وَمُسْلِمٌ[(3)] وَالنَّسَائِيُّ[(4)] وَابْنُ مَاجَهْ[(5)] ، و
هو حديث :
"عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ [(6)] عَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ [(7)]عَنْ عَائِشَةَ [(8)] قَالَتْ -رضي الله تعالى عنها وعن أمها وأبيها وأخيها وأختها- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ:
قَصُّ الشَّارِبِ وَ
إِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَ
السِّوَاكُ وَ
الِاسْتِنْشَاقُ بِالْمَاءِ وَ
قَصُّ الْأَظْفَار ِوَ
غَسْلُ الْبَرَاجِمِ وَ
نَتْفُ الْإِبِطِ وَ
حَلْقُ الْعَانَةِ وَ
انْتِقَاصُ الْمَاءِ -يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ بِالْمَاءِ -﴾[(9)]
قَالَ زَكَرِيَّا قَالَ مُصْعَبٌ :" وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ؛ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ ".
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ [(10)]وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [(11)] عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ[(12)] عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ مُوسَى [(13)] عَنْ أَبِيهِ وقَالَ دَاوُدُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ [(14)] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ :
إِنَّ مِنْ الْفِطْرَةِ :
الْمَضْمَضَةَ وَ
الِاسْتِنْشَاقَ ...
فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ :" إِعْفَاءَ اللِّحْيَةِ "... وَ
زَادَ :" وَالْخِتَانَ"..
قَالَ :" وَالِانْتِضَاحَ "... وَ
لَمْ يَذْكُرْ انْتِقَاصَ الْمَاءِ -يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ-
قَالَ أَبُو دَاوُد وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ [(15)] وَقَالَ خَمْسٌ كُلُّهَا فِي الرَّأْسِ وَذَكَرَ فِيهَا :" الْفَرْقَ "... وَلَمْ يَذْكُرْ :" إِعْفَاءَ اللِّحْيَةِ".
قَالَ أَبُودَاوُد وَرُوِيَ نَحْوُ حَدِيثِ حَمَّادٍ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ [(16)]وَمُجَاهِدٍ[(7)]وَعَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الْمُزَنِيِّ [(18)]قَوْلُهُمْ وَلَمْ يَذْكُرُوا :" إِعْفَاءَاللِّحْيَةِ "... وَ
فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِعَبْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [(19)] [. ([xix]).]. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [(20)] [. ([xx]).]. عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيهِ:" وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ |.. وَ
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ[(21)]نَحْوُهُ وَذَكَرَ:" إِعْفَاءَ اللِّحْيَةِ"... وَ:" الْخِتَانَ ".


الْفِطْرَةِ: الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَلَيْهَا وَحَثَّهُمْ عَلَيْهَا وَاسْتَحَبَّهَا لَهُمْ لِيَكُونُواعَلَى أَكْمَلِ الصِّفَاتِ وَأَشْرَفِهَا صُورَةً[(22)] وَقَدْ
رَدَّ الْبَيْضَاوِيُّ[(23)]الْفِطْرَةَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ إلَى مَجْمُوعِ مَا وَرَدَ فِي مَعْنَاهُ مِمَّا تَقَدَّمَ فَقَالَ : هِيَ السُّنَّةُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي اخْتَارَهَا الْأَنْبِيَاءُ وَاتَّفَقَتْ عَلَيْهَا الشَّرَائِعُ فَكَأَنَّهَا أَمْرٌ جِبِلِّيٍّ يَنْطَوُونَ عَلَيْهَا [(24)]

وينبهنا الإمام النووي لمسألة كدنا ننزلق فيها إذ ليس البحث على إطلاقه فيقول :

"وَأَمَّا الْفِطْرَةُ ؛ فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِهَا هُنَا ؛ فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ: ذَهَبَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّهَا السُّنَّةُ ، وَكَذَا ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌغَيْرَ الْخَطَّابِيِّ قَالُوا: وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا مِنْ سُنَنِ الْأَنْبِيَاءِ -صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ- ، وَ
قِيلَ : هِيَ الدِّينُ ،
ثُمَّ إِنَّ
مُعْظَمَ هَذِهِ الْخِصَالِ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ عَنْدَ الْعُلَمَاءِ ، وَفِي بَعْضِهَا خِلَافٌ فِي وُجُوبِهِ كَـــــــ" الْخِتَانِ ""
وَ
" الْمَضْمَضَةِ "...
وَ
" الِاسْتِنْشَاقِ "، وَلَا يَمْتَنِعُ قَرْنُ الْوَاجِبِ بِغَيْرِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِإِ ذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ [(25)]
وَ
الْإِيتَاءُ وَاجِبٌ،
وَ
الْأَكْلُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . [(26)] .
يوافق صاحب عون المعبود؛ محمد شمس الحق العظيم آبادي ما قاله صاحب شرح صحيح مسلم فيما ذهب إليه فقال :" : قَالَ الْحَافِظُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ: فَسَّرَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ الْفِطْرَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِالسُّنَّةِ وَتَأْوِيلُهُ أَنَّ هَذِهِ الْخِصَالَ مِنْ سُنَنِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ أُمِرْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه ِ[(27)] ؛ و

لكن عنده لطيفة فيها فائدة فقد قال :" وَأَوَّلُ مَنْ أُمِرَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-َ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [(28)] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَهُ بِعَشْرِ خِصَالٍ ثُمَّ عَدَّدَهُنَّ فَلَمَّا فَعَلَهُنَّ قَالَ ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا [(29)]لِيُقْتَدَى بِكَ وَيُسْتَنَّ بِسُنَّتِكَ ، وَقَدْ أُمِرَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِمُتَابَعَتِهِ خُصُوصًا ، وَبَيَانُ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ : ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا [(30)]وَ
يُقَالُ كَانَتْ عَلَيْهِ فَرْضًا ..... وَ
هُنَّ لَنَا سُنَّةٌ [(31)]
ثم يخبرنا صاحب الأحوذي[(32)] شارح سنن الترمذي محدداً بقول :

" قَوْلُهُ :
(خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ : أَيْ مِنَ السُّنَّةِ ، يَعْنِي سُنَنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ الَّتِي أُمِرْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِمْ ، وَقَالَ فِي مَجْمَعِ الْبِحَارِ : أَيْ مِنَ السُّنَّةِ الْقَدِيمَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الْأَنْبِيَاءُ -عَلَيْهِمِ السَّلَامُ- وَاتَّفَقَتْ عَلَيْهَا الشَّرَائِعُ فَكَأَنَّهَا أَمْرٌ جِبِلِّيٌّ فُطِرُوا عَلَيْهِ "[(33)]

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ [(34)]" : أَيْ : عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ سُنَّةِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ أُمِرْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِمْ ، فَكَأَنَّا فُطِرْنَا عَلَيْهَا كَذَا نُقِلَ عَنْ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ ، وَهَذِهِ هِيَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ}.[(35)] وَ
قَالَ بَعْضُهُمْ : هِيَ السُّنَّةُ الَّتِي فُطِرَ إِبْرَاهِيمُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى التَّدَيُّنِ بِهَا ،
أَوْ
فُطِرَ النَّاسُ عَلَيْهَا وَرُكِّبَ فِي عُقُولِهِمُ اسْتِحْسَانُهَا ، وَهَذَا أَظْهَرُ
أَوْ
مِنْ تَوَابِعِ الدِّينِ، وَ
الْفِطْرَةُ الدِّينُ ، وَالْمُضَافُ مَحْذُوفٌ ،
قِيلَ : وَهَذَا أَوْجَهُ ،قَالَ تَعَالَى{ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } [(36)] أَيْ: دِينُ اللَّهِ الَّذِي اخْتَارَهُ لِأَوَّلِ مَفْطُورٍ مِنَ الْبَشَرِ [(37)]...
وعند :" العسقلاني في شرحه على البخاري :" وَذَكَرَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ[(38)]أَنَّ خِصَالَ الْفِطْرَةِ تَبْلُغُ ثَلَاثِينَ ([ 30]) خَصْلَةً ، فَإِذَاأَرَادَ خُصُوصَ مَا وَرَدَ بِلَفْظِ الْفِطْرَةِ فَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَإِنْ أَرَادَ أَعَمَّ مِنْ ذَلِكَ فَلَا تَنْحَصِرُ فِي الثَّلَاثِينَ بَلْ تَزِيدُ كَثِيرًا ، وَأَقَلُّ مَا وَرَدَ فِي خِصَالِ الْفِطْرَةِ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ الْمَذْكُورُ قَبْلُ فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ إِلَّا ثَلَاثًا [(39)]
و

يكمل العسقلاني شرحه على صحيح البخاري و
هنا نبدء في بحث المسألة :
" قَالَ الرَّاغِبُ أَصْلُ الْفَطْرِ بِفَتْحِ الْفَاءِ الشَّقُّ طُولًا .وَيُطْلَقُ عَلَى ::
الْوَهْيِ وَ
عَلَى الِاخْتِرَاعِ وَ
عَلَى الْإِيجَادِ ،وَ
الْفِطْرَةُ الْإِيجَادُ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ . وَ
قَالَ أَبُو شَامَةَ ، أَصْلُ الْفِطْرَةِ الْخِلْقَةُ الْمُبْتَدَأَةُ ، وَ مِنْهُ { فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أَيِ الْمُبْتَدِئُ خَلْقَهُنَّ ، وَ
قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَكُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ [(40)] أَيْ عَلَى مَا ابْتَدَأَ اللَّهُ خَلْقَهُ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى - : { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [(41)] وَالْمَعْنَى أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَوْ تُرِكَ مِنْ وَقْتِ وِلَادَتِهِ وَمَا يُؤَدِّيهِ إِلَيْهِ نَظَرُهُ لَأَدَّاهُ إِلَى الدِّينِ الْحَقِّ وَهُوَ التَّوْحِيدُ ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى - قَبْلَهَا { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ} [(42)] وَإِلَيْهِ يُشِيرُ فِي بَقِيَّةِ الْحَدِيثِ حَيْثُ عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِفَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ [(43)] وَالْمُرَادُ بِـــالْفِطْرَةِ فِي حَدِيثِ الْبَابِ أَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ إِذَا فُعِلَتِ اتَّصَفَ فَاعِلُهَا بِالْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ عَلَيْهَا وَحَثَّهُمْ عَلَيْهَا وَاسْتَحَبَّهَا لَهُمْ لِيَكُونُوا عَلَى أَكْمَلِ الصِّفَاتِ وَأَشْرَفِهَا صُورَةً [ا ه] [(44)] .

شريف حمدان 07 / 11 / 2020 45 : 11 AM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
جزاك الله خيرا

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 28 / 09 / 2021 30 : 07 PM

والفاطر : الخالق!
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [سورة فاطر]
-:" و الفاطر » : الخالق. ".
:" والفطر: الابتداء والاختراع... كما ذكرتُ آنفاً ..
ونأتي بما قاله ترجمان القرآن .. فقد
قال ابن عباس :„ كنت لا أدري ما : { فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ؛ حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما :„ أنا فطرتها ”؛ أي :„ أنا ابتدأتها. ". هذا ما جاء عند القرطبي في تفسيره.
وجاء عند ابن كثير في تفسيره :"وقال ابن عباس: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } : أي بديع السماوات والأرض، و
قال الضحاك: كل شيء في القرآن { فاطر السماوات والأرض } : فهو خالق السماوات والأرض ".

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 28 / 09 / 2021 24 : 09 PM

قال البخاري: الفطرة: الإسلام!
 
أوجدَ اللهُ -تبارك وتعالى- الخلقَ من بني آدم على ظهر هذه البسيطة - بحكمته البالغة - ليبلوهم أيهم أحسن عملاً؟
و
اقتضت حكمته -سبحانه- أن يجعل فطرتهم الاستقامة والصلاة والميل عن الشرك إلى التوحيد.
فأوجد البشرَ - أول ما أوجدهم على الحنيفية،
قال -تعالى-: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً }
[ البقرة؛ آية: ( 213. ) ] .
وقال: { ومَا كَانَ النَّاسُ إلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا } [ يونس آية: ( 19. ) . ] .
وقال -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل-:«كل مالٍ نحلته [1] عبداً حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين، اجتالتهم [2] عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل سلطاناً ... »[3] الحديث.
وجعلهم -سبحانه- يولدون حين يولدون على فطرة الإسلام السليمة المستقيمة، كما قال -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه -: «ما من مولودإلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟» ، ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم: { فِطْرَتَ اللهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ }
[4] .
قال الإمام البخاري - رحمه الله -: الفطرة: الإسلام) [5] .
ويشهد لذلك أن في بعض ألفاظ الحديث:« ما من مولود إلا على هذه الملة، حتى يبين عنه لسانه» [6] . ولأن الله -تعالى- أراد ابتلاء البشر وامتحانهم ليتحقق في واقع الحياة ما علمه عنهم بسابق علمه -سبحانه-؛ فقد جعلهم قابلين لسلوك كلا الطريقين:
- الخير
أو
- الشر، فــ
في مقدورهم الاستمرار علي الفطرة الأولى،
و
في مقدورهم الانحراف عنها والميل إلى طريق الضلال.
وزودهم بالوسائل والمدارج التي يتمكنون باستعمالها من معرفة الحق وإدراكه - في الجملة - ويسَّر لهم من الدلائل والبينات في الآفاق وفي أنفسهم ما يقوي عنصر الخير و يمكنه.
وبعث لهم الأنبياء والرسل -عليهم صلوات الله وسلامه- مبشرين ومنذرين بحيث لم يعد للناس على الله تعالى حجة.
كما ابتلاهم - سبحانه- بحكمته - بالشهوات والشبهات لتكون محكاً حقيقياً يكشف عن توجه الإنسان ومقصده، والشياطين تزكي هذه وتلك وتؤز الإنسان للشر والمنكر أزاً.
وهكذا يبدأ الصراع بين الحق والباطل:
- داخل النفس البشرية بين قوة الخير، تؤيدها الرسالات السماوية وتشهد لها الأدلة الكونية والعقلية، وقوة الشر، تؤججها الشياطين المسلطة على ابن آدم.
- ثم في مجال الحياة البشرية - بشكل أوسع - حيث يتميز المؤمنون أتباع الرسل، عن المجرمين أتباع الشياطين.. ثم تتصارع هاتان الفئتان للسيطرة على الحياة البشرية وتوجيهها وقيادتها.
ولقد تعاهد الله -تعالى- البشرية بالمرسلين - عليهم الصلاة والسلام -، الذين كانوا يقودون خطاهم إلى السعادة في الدنيا والآخرة، فكان منهم من يأتي بشريعةٍ إلهيةٍ جديدةٍ، ومنهم من يأتي لتجديد ما اندرس من شريعة نبي قبله، حتى ختم الله الرسالات برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وانقطع بموته - عليه الصلاة والسلام - الوحي الذي كان يتنزل من قبل على الأنبياء والمرسلين.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] نحلته : أعطيته.
[2] اجتالتهم : صرفتهم عن هداهم إلى ضلالتها وأخذتهم بأن يجولوا معها واختارتهم لأنفسها (انظر : أساس البلاغة)
[3] رواه مسلم في : 51 - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، 16 - باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، حديث رقم : ( 63 ) ، الرقم العام : ( 2865 ) ، ج: ( 4 ( ؛ ص: ( 2197 ) ، ط: عبدالباقي، رواه أحمد في (المسند) ج: ( 4 ( ، ص : ( 162 ) ... ضمن حديث عياض بن حمار المجاشعي - رضي الله عنه -. ) .
[4] الآية من سورة الروم، رقم الآية 30، و الحديث رواه البخاري في: 23 - كتاب الجنائز، 92 - باب ما قيل في أولاد المشركين، حديث : ( 1385 ) ، الفتح : ج: ( 3 ) ؛ ص: ( 245 ) - 246 ورواه أيضاً في: 65 - كتاب التفسير، باب لا تبديل لخلق الله، رقم: ( 4775 ) ، ج : ( 8 ) ، ص: ( 12 ) ، ورواه أيضاً في 82 - كتاب القدر، 3 -باب: الله أعلم بما كانوا عاملين، رقم : ( 6599 ) ، ج: ( 11 ) ، ص : ( 93 ) و
أيضا ً رواه مسلم في: 46 - كتاب القدر، 6 - باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة، رقم: ( 2658 ) ، ج: ( 4 ) ، ص : ( 47 ) ، ورواه أحمد في مواضع: ( 2 /315، 346 - 347، 275. )
[5] في الموضع السابق من كتاب التفسير : ج: ( 8 ( ؛ ص : ( 512 ) .
[6] هذا أحد ألفاظ مسلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتصرف يسير من مجلة البيان..

حياة العرب 30 / 09 / 2021 33 : 07 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 18 / 10 / 2021 53 : 10 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
:" حين نتحدث عن نبي لقوم أو عن أنبياء -وهذا هو الموضوع الأساسي لهذا الكتاب- فهذا يستلزم وجود مَن أنبأه..
وحين نتحدث عن رسول فهذا يلزم وجود مَن أرسله..
وحين يكون الحديث عن رسل وأنبياء يستلزم وجود رسالة.. كما يستلزم وجود نبوة..
وعقلاً يجب أن يكون من ارسل الرسل ونبئ الأنبياء يتميز بصفات وقدرات تختلف تماماً عن الأنبياء وهؤلاء الرسل؛ فلا يكون مثلهم أو شبيه بهم.. فإذا تساوى -المرسل والرسول-إذاً لا يوجد فرق بين الرسول والمرسل.
والإنسان يحتاج مَن يسير له حياته وينظم له أموره؛ فهو يحتاج لمن يعلمه ويثقفه.. ويحتاج لمن يطببه ويداويه ويعالجه.. فهو يحتاج لغيره.. وتجد في العصر الحديث كراسة سنوية تذكره بما يجب عليه أن يقوم به وحتى ترتيب المواعيد والمقابلات؛ وهكذا الشركات الكبيرة والمصانع الضخمة تحتاج لمنظم أوقات يرتب العطلات وأوقات العمل؛ وإرسال الشحنات والمنتجات وكميتها وتحديد الجهة وكيفية التسليم.. وفي فصول المدارس وقاعات الجامعة يوجد جدول دراسي يحدد المادة ومتى تبدء ومتى تنتهي -وقتها- واسم المحاضر أو المعلم..

كما أن الشوارع والطرقات تحتاج لمن ينظمها ويرتبها.. فتجد لوحة ضوئية تبين لمن يسير بسيارة السماح له بالمرور فتتوقف المارة سيرا على الأقدام أو العكس.. ":.
:" فهذا الكون كله بنظامه ودقته شاهد على وجود خالق واجد مبدع مصور مبدع.. بل الإنسان نفسه أكبر دليل على وجود خالقه لأن الله -تعالى- أوجده فخلقه من العدم، ومرَّ بمراحل وأطوار متعددة في رحم أمه حتى خرج -بعد تمام تكوينه- إلى هذا العالم، ويعيش أطوار حياته، فيتم كل ذلك وفقًا لسنن كونية ثابتة لا تتغير، ولا تتبدل، ومن هنا جاء التنبيه القرآني: { وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } [الذاريات:21]، [(1)] :" فالتطلع إلى معرفة الخالق -سبحانه وتعالى- أمر مركوز في فطرة كل إنسان، والعاقل المتأمل في نفسه وفي الكون من حوله يعلم حقيقةً أن لهذا الكون خالقاً موجدا صانعاً متصفاً بكل كمال، منزها عن كل نقص، هذا من جانب.
ومن جانب آخر؛ فإنه.. يستحيل عقلًا أن يوجد شيء من تلقاء نفسه، دون موجِد له، ولينظر المرء إلى أبسط المخترعات الحديثة، المصباح الكهربائي -مثلًا- فهل من الممكن أن نتصور تجمع مادته بنفسها صدفة؛ ليتكون منها هذا الجهاز البسيط!؟

إذا كان هذا مستحيلًا، فكيف يعقل إذن أن نتصور وجود هذا العالم بكل هذه الدقة والنظام دون أن يكون له خالق، له المنتهى في صفات الكمال؟!. ". [(2)] .
وهذا أبسط مثال وتتعقد التنظيمات بكبر الهيئة أو المؤسسة!
وقس على هذا بقية مسائل الحياة!
وهنا نتساءل: فما بالك بالكون.. والإنسان.. والحياة!
أليس له منظم ومرتب ومسير!؟
فبالقطع تحتاج لمن ينظمها ويرتبها!
وهي -الكون والحياة والإنسان- لن ترتب نفسها بنفسها ولن تنظم حالها بحالها؛ فتحتاج لمن ينظمها ويرتبها ويسيرها!
فعقلاً لزم وجود مدبر ومنظم ومرتب ومسير لهذا الكون!
فإن وجود خالق مبدع منشئ من عدم وعلى غير مثال سابق يحتذى به أمر فطري تشهد به الآيات الكونية والعلامات الوجودية والأدلة الحياتية؛ فــ :"وجود الله -جل جلاله- أمر فطري تشهد به الآيات الشرعية والآيات الكونية ويقر به العقل السليم، ولا يصح إيمان أحد حتى يجزم بوجود الله -جل جلاله-، وأنه خالق الكون ومدبره، وأنه الإله الحق الذي لا يعبد غيره -سبحانه وتعالى-"[(3)
و

أزيد المسألة وضوحاً:
فــ أدلة وجود الله فهي واضحة لمن تأملها ولا تحتاج لكثرة بحث وطول نظر، وعند التأمل نجد أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع :

- الأدلةالفطرية ، و
- الأدلة الحسية ، و
- الأدلة الشرعية[(4)]
فيوجد:"

· دلالة الفطرة.
· دلالة الحس.
· دلالة الشرع. ".[(5)]
الدليل على وجود خالق مبدع منشئ مصور مسير = الله -عزوجل- نختصره إلى أمرين:
أحدهما: مقروء، والآخر: مرئي:
فالمرئي : هو نتيجة إعمال النظر، ومحصلة دقة الاعتبار، وخلاصة حسن التفكر في هذا الكون الفسيح، والسير في أرجائه؛ لأخذ العبرة منه:.. ويساعدنا الخالق المنشئ المبدع في سهوله فهم هذه المسألة بقوله: { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [العنكبوت:20]، وقال تعالى:{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [فصلت:53].
.. ثم يوضح أكثر :" فقد حث الله -تعالى- الخلق على تدبر هذا الكون، ومعرفة أسراره؛ ليستفيدوا من ذلك الإيمان بخالقهم -سبحانه-، قال -تعالى-: { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ* وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ } [الذريات:20-21]، وقال -تعالى- في معرض الحديث عن الدلائل على وجود الخالق؛ ليقر العباد بطريق الإلزام بربهم -سبحانه وتعالى-، فيعبدوه وحده لا شريك له: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ* أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ [الطور:35-37]، فالله -عزوجل- يقول لهؤلاء المنكرين خالقهم: أنتم -أيها البشر- موجودون، وهذه حقيقة لا تنكرونها، وكذلك السماوات والأرض موجودتان، ولا شك في ذلك، وقد تقرر في العقول أن الموجود، لا بدّ له من سبب لوجوده، وهذا يدركه راعي الإبل في الصحراء، فيقول: إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدل على العليم الخبير!؟ فكيف لو قال شخص: إن السماوات والأرض، أو هو نفسه قد وجد دون خالق مدبر حكيم عليم، بيده مقاليد كل شيء؟! قال تعالى: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ* قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ* قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [المؤمنون:84-89]. [(6)] .
وأما

:" المقروء: فهو ما أنزله الله من الآيات البينات في كتابه العزيز، قال -تعالى-: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[آل عمران:18]، وقال -تعالى-:وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ[الأنعام:3]،وقال -تعالى-:أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا [الأنبياء:43]، فقد شهد الباري -عزّوجل- بوجوده، وأنه إله الكون، وخالقه، وكفى بالله شهيدًا، قال -تعالى-:أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت:53]. ".
و

أفصل المسألة:
- أولاً :
الأدلة الفطرية : دلالة الفطرة على وجود الله أقوى من كل دليل لمن لم تجتله الشياطين ، ولهذا قال الله -تعالى- { فطرت الله التيفطر الناس عليها } [الروم/30] ، بعد قوله : { فأقم وجهك للدين حنيفاً } فالفطرةالسليمة تشهد بوجود الله ولا يمكن أن يعدل عن هذه الفطرة إلا من اجتالته الشياطين،ومن اجتالته الشياطين فقد يمنع هذا الدليل ". [(7)]



ثانياً : الأدلة الحسية :
وجود الحوادث الكونية، وذلك أن العالم من حولنا لابد وأن تحصل فيه حوادث فمن أول تلك الحوادث حادثة الخلق، خلق الأشياء وإيجادها، كل الأشياء من شجر وحجر وأرض وسماء وبحار وأنهار.. إنسان..
فإن قيل هذه الحوادث وغيرها كثير من الذي أوجدها وقام عليها ؟
فالجواب إما أن تكون :

- وجدت هكذا صدفة من غير سبب يدعو لذلك فيكون حينها لا أحد يعلم كيف وجدت هذه الأشياء هذا احتمال،
و
هناك احتمال آخر وهو أن تكون هذه الأشياء أوجدت نفسها وقامت بشؤونها،
و
هناك احتمال ثالث وهو أن لها موجداً أوجدها وخالقاً خلقها،
و
عند النظر في هذه الاحتمالات الثلاث نجد أنه يتعذر ويستحيل الأول والثاني فإذا تعذر الأول والثاني لزم أن يكون الثالث هو الصحيح الواضح وهو أن لها خالقاً خلقها وهو الله،"
فكل مخلوق لا بد له من خالق، لأن المخلوق لا يمكن أن يخلق نفسه ولا أن يخلق غيره، فلا بد له إذن من خالق موجد له وهو الله -جل جلاله- وهذا ما جاء ذكره في القرآن الكريم قال الله -تعالى-:{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ } [الطور:35-36].".[(8)] .
:" انتظام سير السفينة والسيارة وغيرهما لا يكون إلا بمدبر لها، فهذا الكون المنظم بشمسه وقمره لا يكون إلا بمدبر له، ولا أحد يستطيع أن يقول إنه هو المدبر له، ولذلك لما ناظر نبي الله إبراهيم الخليل النمرود قال له:{ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة:258] .
ويحكى عن أبي حنيفة -رحمه الله تعالى-: أن قوماً من أهل الكلام أرادوا البحث معه في تقرير توحيد الربوبية، فقال لهم: أخبروني قبل أن نتكلم في هذه المسألة عن سفينة في دجلة تذهب فتمتلئ من الطعام والمتاع وغيره بنفسها وتعود بنفسها فترسي بنفسها وتفرغ وترجع كل ذلك من غير أن يدبرها أحد، فقالوا هذا محال لا يمكن أبداً، فقال لهم إذا كان هذا محالاً في سفينة فكيف في هذا العالم كله علوه وسفله.

وتحكى هذه الحكاية أيضاً عن غير أبي حنيفة رحمه الله.
وتروى بإسلوب آخر إذ :" يقال: إن طائفة من السمنية جاءوا إلى أبي حنيفة رحمه الله، وهم من أهل الهند،فناظروه في إثبات الخالق عز وجل، وكان أبوحنيفة من أذكى العلماء فوعدهم أن يأتوا بعد يوم أو يومين، فجاءوا، قالوا: ماذا قلت؟ قال أنا أفكر في سفينة مملوءة من البضائع والأرزاق جاءت تشق عباب الماء حتى أرست في الميناء ونزلت الحمولة وذهبت، وليس فيها قائد ولا حمالون قالوا: تفكر بهذا؟! قال: نعم قالوا: إذاً ليس لك عقل! هل يعقل أن سفينة تأتي بدون قائد وتنزل وتنصرف؟! هذا ليس معقول! قال: كيف لا تعقلون هذا، وتعقلون أن هذه السماوات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس كلها بدون صانع؟ فعرفوا أن الرجل خاطبهم بعقولهم، وعجزوا عن جوابه هذا ". [(9)] ".
وفي القرآن الكريم: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت:53]،

و
سأل الأصمعي أعرابياً قائلاً: بم عرفت ربك؟ فأجاب بقوله: البعرة تدل على البعير، وآثار الأقدام على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على اللطيف الخبير.". [(10)][(11)] وتوجد زيادة:" وبحار ذات أمواج، ألا تدل على السميع البصير؟ ولهذا قال الله -عز وجل-: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } [الطور:35] فحينئذ يكون العقل دالاً دلالة قطعية على وجود الله "[(12)][(13)] .



ثالثاً : الأدلة الشرعية :
وجود الشرائع: جميع الشرائع دالة على وجود الخالق وعلى كمال علمه وحكمته ورحمته لأن هذه الشرائع لابد لها من مشرع والمشرع هو الله -عز وجل- . [(14)].

وهذا أبسط تعبير كمدخل في هذه المسألة!
وقد تحدثتُ عن مسألة الفطرة في الصفحات السابقات..

فإذا ثبت وجود رسول ونبي .. وثبت وجود رسالة ونبوة..
فيثبت وجود مَن أرسل هذا النبي ومن أرسل هذه الرسالة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن هنا أبدءُ في الحديث عن الأنبياء!
-من بعد إذنه (تعالى في سماه) وتوفيق (مَن تقدست اسماه) وعناية ورعاية (من رفع السموات بغير عمد تراها)؛ والحمد لله (عز وجل) على كرمه ومنه وعطاءه-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الإثنين‏، 12 ‏ربيع الأول‏، 1443هــ ~ 18 أكتوبر‏، 2021م

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 18 / 10 / 2021 04 : 11 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 
[ ١.] آدَمُ ».. أَبُو الْبَشَرِ



سلسلة بحوث
تحت
عنوان
« سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والإعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم وتفسير الوحي المنزل من السماء؛ وفهم أحاديث متمم المرسلين وآخر المبتعثين سيد الأنبياء »

أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة


[ 1.]

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 20 / 10 / 2021 20 : 02 PM

رد: كِتَابُ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ
 

دكتور محمد فخر الدين الرمادي 20 / 10 / 2021 52 : 05 PM

[١١] الْكِتَابُ الْحَادِيَ عَشَرَ!
 
-*-*-*-
سلسلة بحوث:
»سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وتفسير آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء«(*)
أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة .. ذات حضارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(*) الحمد لله - تعالى في سماه وتقدست اسماه وتبارك في علاه-؛ فقد فتح الله العلي القدير عليَّ؛ وأنا العبد الفقير: محمدفخرالدين بن إبراهيم آل الــ ــرمادي بهذا العنوان العريض قبيل صلاة المغرب من شهر القرآن المبارك؛ شهر الصيام؛ مجاوراً لبيته العتيق؛ ناظراً وداعياً ومتوسلاً بأن يفقهني في الدين ويعلمني التأويل؛ كما دعا الــحبــيــب المصطفى والنبي المجتبى والرسول المرتضى والخليل المحتبى - صلوات الله وسلامه عليه وآله - لابن عمه "عبدالله" بن عباس - رضي الله تعالى عنه -..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

[١١] الْكِتَابُ الْحَادِيَ عَشَرَ

كِتَابُ « قَصَصِ » « أَحَادِيثِ » الْأَنْبِيَاءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط