![]() |
قصة الذبيح من ولد الخليل! مَن هو المأمور بذبحه ! |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! .. نستهل هذا البحث بالنص القرآني العظيم فـ قال الله سبحانه وتعالى شأنه عن عبده وخليله إبراهيم عليه السلام : ( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! استدل أهل العلم بسياق هذه القصة في كتاب الله على أن الذبيح هو إسماعيل ، وليس إسحاق عليهما الصلاة والسلام والتكريم والانعام ، فإنه لما قص قصة الذبيح .. وفرغ منها .. عطف بذكر النبي إسحاق فقال : ﴿ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ ، فــ دل ذلك على أن الذبيح غيره ، وهو النبي الرسول إسماعيل. . |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! .. نستنشق في هذه الأيام المباركات عَبَق الاستعدادِ لـ أداء مناسكِ الحجِّ لبيت الله الحرام والعمرة فبعد سويعات سيتوجه وفدُ الله إلى منى ، محرمين ملبين ، متوكلين على الرحمن ، يحدوهم الإخلاصُ ويملؤهم الإيمان ، مستجيبين لـ نداءِ إبراهيمَ خليلِ الرحمن عليه السلام ، الذي نادى قبلَ آلاف الأعوام ، فـ أسمعَ مَن في الأصلاب والأرحام ، فنطق القرآن فـ قال سبحانه وتعالى شأنه : ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج:27] ، "نَادِ فِي النَّاسِ دَاعِيًا لَهُمُ إِلَى الْحَجِّ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ [(العتيق)] ، الَّذِي أَمَرْنَاكَ بِبِنَائِهِ . فَــ ذُكر أَنَّهُ قَالَ: "يَا رَبِّ! وَكَيْفَ أُبْلِغُ النَّاسَ وَصَوْتِي لَا يَنْفُذُهُمْ؟" فَقِيلَ: "نَادِ وَعَلَيْنَا الْبَلَاغُ" .. فَقَامَ عَلَى مَقَامِهِ... وَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنْ رَبَّكُمْ قَدِ اتَّخَذَ بَيْتًا فَحُجُّوهُ"، فَيُقَالُ: إِنَّ الْجِبَالَ تَوَاضَعَتْ حَتَّى بَلَغَ الصَّوْتُ أَرْجَاءَ الْأَرْضِ ، وأسمَعَ مَن فِي الْأَرْحَامِ وَالْأَصْلَابِ، وَأَجَابَهُ كُلُّ شَيْءٍ سَمِعَهُ مِنْ حَجَر ومَدَر وَشَجَرٍ، وَمَنْ كَتَبَ اللَّهُ أَنَّهُ يَحُجُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ" .. |
رد: مسألة مَن هو الذبيح! والقصص القرآني بلغَ ثلث القرآن المجيد .. واشتمل على كيفية تبليغ دعوة الحق ورسالة الإيمان وتجارب الأنبياء وصبرهم مع أقوامهم والمرسلين وسُنَّة الله في خلقه ، وما يمكن للمرءِ أن يستفيد وينتفع منه .. والقصص القرآني تشريع ومنهاج وطريقة حياة للأنبياء والرسل والمرسلين والصالحين وليس سرد أقوال خالية من العظة والعبر والدرس والتعليم .. فيستلزم منا عند قراءة القصة الواحدة وتتبعها في موضعها مِن القرآن أو ما قاله سيد المرسلين وخاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين .. يستلزم أخذها إما من باب العقيدة والإيمان والبلاء والاختبار أو من جهة التشريع والمنهاج والأحكام بناءً على القاعدة الشرعية التي تقول :" شرعُ مَن قبلنا شرع لنا ما لم يرد دليل التخصيص " .. ومسألة مَن هو الذبيح ما زالت تثار وأن وضحت من السادة العلماء .. وأذكر صحيح الأقوال مستشهداً بـ نصوص من القرآن المجيد والعهد العتيق .. وهي تصلح لمناقشة الآخر وتوضيح صحيح القول لـ غير المسلمين ودعوتهم .. خاصةً والناس جميعاً تعيش في شبة قرية كونية من خلال الشبكة العنكبوتية ووجود هيئات رسمية وتجمعات أهلية في القارة الأوربية يزيد تعداد المسلمين هناك على أكثر من 60 مليون مسلم أضف الأمريكيتين وكندا واستراليا والقارة الاسيوية مع توضح من الناحية الشرعية كيفية معاملة الآخر : مَن لا يدين بالإسلام فـ تصله معلومات خاطئة عنه .. وأجمل هذه الأقوال الصحيحة في فقرات فاستعين بالله تعالى وحسن توفيقه وتمام رعايته وأقول: |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! 1. ) . قال الله تعالى سبحانه وتعالى شأنه عن خليله إبراهيم عليه السلام :﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ * ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ * ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾* ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ﴾ *﴿قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ * ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ﴾ * ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ * ﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ﴾ * ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ * ﴿كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾* ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ * ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [ سورة الصافات ؛ الآيات: 101- 112 ]. استدل أهل العلم بسياق هذه القصة في كتاب الله على أن الذبيح هو إسماعيل ، وليس إسحاق عليهما الصلاة والسلام والتكريم والانعام ، فإنه لما قص قصة الذبيح .. وفرغ منها .. عطف بذكر النبي إسحاق فقال : ﴿ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ ، فــ دل ذلك على أن الذبيح غيره ، وهو النبي الرسول إسماعيل. . |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! 2. ) ذكر ابن كثير :" قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾ وَهَذَا الْغُلَامُ هُوَ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِنَّهُ أولُ وَلَدٍ بُشِّرَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ إِسْحَاقَ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ، بَلْ فِي نَصِّ كِتَابِهِمْ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ وُلِدَ وَلِإِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سِتٌّ وَثَمَانُونَ سَنَةً، وَوُلِدَ إِسْحَاقُ وعمْر إِبْرَاهِيمَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ(!) سَنَةً. وَعِنْدَهُمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ وَحِيدَهُ، وَفِي نُسْخَةٍ: بكْره، ". ، وهذا لا خلاف فيه بين أهل الملل ( أنّ إسماعيل كان ) أول ولده وبكره . |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! 3 . ) ثم اختلفت الأفهام عند أهل العلم .. فـ قال بعضهم لـ فهم فهمه من آيات القرآن ، كما حصل للإمام الطبري رحمه الله تعالى.. وقد اقحم فريق من أهل الكتاب "إِسْحَاقَ" ، وَلَا يَجُوزُ هَذَا لِأَنَّهُ مُخَالِفٌ لِنَصِّ كِتَابِهِمْ ، وَإِنَّمَا أَقْحَمُوا "إِسْحَاقَ" لِأَنَّهُ أَبُوهُمْ ، وَإِسْمَاعِيلُ أَبُو الْعَرَبِ ، فَحَسَدُوهُمْ ، فَزَادُوا ذَلِكَ وحَرّفوا وَحِيدَكَ ، بِمَعْنَى الَّذِي لَيْسَ عِنْدَكَ غَيْرُهُ ، فَإِنَّ إِسْمَاعِيلَ كَانَ ذَهَبَ بِهِ وَبِأُمِّهِ إِلَى جَنْبِ(حيث) مَكَّةَ وَهَذَا تَأْوِيلٌ وَتَحْرِيفٌ بَاطِلٌ ، فَإِنَّهُ لَا يُقَالُ: "وَحِيدٌ" إِلَّا لِمَنْ لَيْسَ لَهُ غَيْرُهُ ، وَأَيْضًا فَإِنَّ أَوَّلَ وَلَدٍ لَهُ مَعَزَّةٌ مَا لَيْسَ لِمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْأَوْلَادِ ، فَالْأَمْرُ بِذَبْحِهِ أَبْلَغُ فِي الِابْتِلَاءِ وَالِاخْتِبَارِ .. .. .. " أن روايات الأناجيل [(العهد العتيق)] عن الذبيح مضطربة ، وهذا الاضطراب يظهر في عدة أمور نقتصر على ذكر أمرين هامين. أ . ) : الأمر الأول : كتب النصارى ؛ القسم الأول منها ؛ خاصة سِفر التكوين ؛ من ناحية اسم الذبيح ؛ نجدها قد ذكرت أنه إسحاق عليه السلام ، لكن من ناحية الصفة والنعت نراها قد ذكرت صفة لا تنطبق إلا على وصف إسماعيل ونعته عليه السلام .. فقد وصفت كتبهم [(سِفر التكوين)] الذبيح بأنه وحيد إبراهيم عليه السلام أي ابنه البكر ؛ وهذ تم جراء : 1. امتحان الله لإبراهيم: 1 وَحَدَثَ .. أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». )]. .. (فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ ، [(.. إِسْحَاقَ )] ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا ، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ»." [ تك 22: 2. ] . [ انتهى من " سفر التكوين " ( 22 – 2 )] .. ففي هذا السِفر : أن الذبيح هو الابن الوحيد لإبراهيم عليه السلام .. وقد ذكر هذا السِفر كذلك ، في موضع آخر ، أن إسماعيل عليه السلام وُلِدَ لما كان إبراهيم عليه السلام ابن ست وثمانين سنة : [ سفر التكوين 16: 16 ] : « كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ ».. [ انتهى من " سِفر التكوين " ( 16 – 16 )].. بيد أن هذا السِفر نفسه ، قد ذكر أيضا : أن إسحاق عليه السلام وُلِدَ لما كان إبراهيم عليه السلام ابن مائة سنة .. وولدت سارة إبنها إسحاق وأبوه عمره 100 عام: [ سفر التكوين 21: 5 ] : « وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ ».. [ انتهى من " سِفر التكوين "(21 – 5 )]. فيكون الحاصل أن إسماعيل عليه السلام هو الابن البكر ، وهو الذي يمكن وصفه بالابن الوحيد قبل ولادة إسحاق عليه السلام. قال ابن تيمية :" وهو - أي أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام - الذي تدل عليه التوراة التي بأيدي أهل الكتاب .. وأيضا : فإن فيها أنه قال لإبراهيم: اذبح ابنك " وحيدك " ، وفي ترجمة أخرى : " بكرك " ، وإسماعيل هو الذي كان وحيده وبكره ، باتفاق المسلمين وأهل الكتاب ، لكن أهل الكتاب حرفوا فزادوا إسحاق ، فتلقى ذلك عنهم من تلقاه ، وشاع عند بعض المسلمين أنه إسحاق ، وأصله من تحريف أهل الكتاب " [انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 4 / 331 - 332 )] |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! فــ يعلق القمص تادرس يعقوب في تفسيره بقوله :" إبراهيم قد دخل ليجرب أقسى تجربة يمكن أن يجتازها إنسان شيخ وهي تقديم الابن الوحيد المحبوب محرقة بيديه ".. أما [(أَرْضُ الْمُرِيَّا )] ... فعند البحث عنها:" اسم سامي ربما كان معناه "رؤيا" وهو اسم: أرض أوصى إبراهيم أن يصعد إليها وقدم إسحاق ابنه على أكمة منها [ تك: 22: 2]. وهي منطقة في أورشليم. ". فـ ينكشف أنه لا وجود لها ، لأنها غير معروفة حيث ذكر الموقع المسيحي .. لا يوجد في المخطوطات القديمة ما يبيّن المكان المضبوط لتلك البقعة ولا حتى للجبل نفسه .. بيد أنه كتب القمص تادرس:" طُلِبَ إليه أن يقدمه محرقة على أرض المُريا في الموضع الذي يظهره له(!) ... ويرى البعض(!) أن الجبل الذي أقام فيه إبراهيم المذبح ليقدم عليه ابنه هو بيدر أرونه اليبوسي (2 صم 24: 24؛1 ؛ أي 21: 24)، أي في المكان الذي بُني عليه الهيكل حيث كانت الذبائح تقدم بلا انقطاع تنتظر مجيء الذبيحة الفريدة التي لحمل الله ربنا يسوع المسيح. وفي التقليد السامري أن أرض المُريا في منطقة جبل جرزيم شمال أورشليم. ويقول الأب قيصريوس أسقف Arles أن جيروم الكاهن يؤكد خلال لقاءاته مع شيوخ اليهود أن السيد صُلب في ذات الموقع الذي فيه قُدم إسحق محرقة(316). يكمل تادرس : تفسيره بالقول: أما كلمة "مُريا" فتعني (الرب راء أو معد)، حيث أعد الرب كبش المحرقة؛ وربما تعني (الرب معلم)... فقد علمنا عن الحب العملي خلال ذبيحة ابنه الوحيد! ". . |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! .ب . ) : الأمر الثاني :كتبهم تذكر أن الله تعالى أخبر إبراهيم عليه السلام أنه سيولد له إسحاق ، وتكون له ذرية .. سفر التكوين 17 : 4 : "... وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ، 5 : فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ. ". [ تك 17: 15] :" 15: وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ، بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16 : وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضًا مِنْهَا ابْنًا . أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَمًا ، وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ». 17 : فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ، وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟»" [انتهى من " سفر التكوين " ( 17 / 15 – 17 )]" . .فكيف يخبره الله تعالى بأن إسحاق عليه السلام سيعيش حتى تكون له ذرية ، ثم يمتحنه بذبحه وهو صغير ؟! . وقد جاء في القرآن الكريم ما يثبت هذا التبشير لإبراهيم عليه السلام بإسحاق وذريته .قال الله تعالى :﴿ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ [ هود /71 ] إكمال وإتمام البحث في قصة : مَن هو الذبيح عند علماء الإسلام : |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! 4 . ) ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى أَنَّ الذَّبِيحَ هُوَ إِسْحَاقُ، وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنَ السَّلَفِ، حَتَّى نُقِلَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ أَيْضًا، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ، وَمَا أَظُنُّ [(ابن كثير في تفسيره)] ذَلِكَ تُلقى إِلَّا عَنْ أَحْبَارِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَأُخِذَ ذَلِكَ مُسَلَّمًا مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ. وَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ شَاهِدٌ وَمُرْشِدٌ إِلَى أَنَّهُ إِسْمَاعِيلُ، فَإِنَّهُ ذَكَرَ الْبِشَارَةَ بِالْغُلَامِ الْحَلِيمِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ الذَّبِيحُ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ . وَلَمَّا بَشَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْحَاقَ قَالُوا: ﴿إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ﴾ [الْحِجْرِ:٥٣] . وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ [هُودٍ:٧١] ، أَيْ: يُولَدُ لَهُ فِي حَيَاتِهِمَا وَلَدٌ يُسَمَّى يَعْقُوبُ، فَيَكُونُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ عَقِبٌ وَنَسْلٌ. وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ بَعْدَ هَذَا أَنْ يُؤْمَرَ بِذَبْحِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ [تَعَالَى] قَدْ وَعَدَهُمَا بِأَنَّهُ سَيُعْقَب ُ، وَيَكُونُ لَهُ نَسَلٌ ، فَكَيْفَ يُمْكِنُ بُعْدَ هَذَا أَنْ يُؤْمَرَ بِذَبْحِهِ صَغِيرًا ، وَإِسْمَاعِيلُ وُصِفَ هَاهُنَا بِالْحَلِيمِ ؛ لِأَنَّهُ مُنَاسِبٌ لِهَذَا الْمَقَامِ. .. |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! 5. ) قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْي ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ قَالَ یَـٰبُنَیَّ إِنِّیۤ أَرَىٰ فِی ٱلۡمَنَامِ أَنِّیۤ أَذۡبَحُكَ ﴾ .. وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ فِي الْمَنَامِ وَحْي" لَيْسَ هُوَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ السِّتَّةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.. ورواه الطبراني في المعجم الكبير (١٢/٦) من وجه آخر .. |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! 6. ) الْآثَارِ الْوَارِدَةِ عَنِ السَّلَفِ فِي أَنَّ الذَّبِيحَ هُوَ إِسْحَاقُ [عَلَيْهِ السَّلَامُ]. . سبب قول بعض السلف بأن الذبيح هو إسحاق عليه السلام ومن رجح من السلف أنه إسحاق عليه السلام، يحتمل أنه رأى أنّ المسألة مسكوت عنها في شرعنا ، ووصلته أقوال من أهل الكتاب فاستأنس بها ؛ لأنه قد ورد الإذن عن النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث عنهم بما لا يخالف شرعنا . .. .. والذين رجحوا أنه إسحاق عليه السلام ، لم يصلنا أن معهم نصا صحيحاً من السنة ، فالأحاديث التي جاءت في هذا كلها ضعيفة . .. :وَ الْأَقْوَالُ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ-كُلُّهَا مَأْخُوذَةٌ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ ، فَإِنَّهُ لَمَّا أَسْلَمَ فِي الدَّوْلَةِ الْعُمَرِيَّةِ جَعَلَ يُحَدِّثُ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ كُتُبِهِ ، فَرُبَّمَا اسْتَمَعَ لَهُ عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَتَرَخَّصَ النَّاسُ فِي اسْتِمَاعِ مَا عِنْدَهُ ، وَنَقَلُوا عَنْهُ غَثَّهَا وَسَمِينَهَا ، وَلَيْسَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ -والله أعلم-حاجة إلى حرف وَاحِدٍ مِمَّا عِنْدَهُ. وَقَدْ حَكَى الْبَغَوَيُّ هَذَا الْقَوْلَ بِأَنَّهُ إِسْحَاقُ عَنْ عُمَرَ، وَعْلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْعَبَّاسِ، وَمِنَ التَّابِعَيْنِ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقَتَادَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُقَاتِلٍ، وَعَطَاءٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَالسُّدِّيُّ -قَالَ: وَهُوَ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ -لَوْ ثَبَتَ لَقُلْنَا [(ابن كثير في تفسيره)] بِهِ عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ، وَلَكِنْ لَمْ يَصِحَّ سَنَدُهُ-قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عبدالْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ قَالَ: هُوَ إِسْحَاقُ . .. وقال الألباني :" وقد جاءت أحاديث في أن إسحاق هو الذبيح ؛ ولكنها كلها ضعيفة " .. |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! 7. ) : ذِكْرُ الْآثَارِ الْوَارِدَةِ بِأَنَّهُ إِسْمَاعِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-وَهُوَ الصَّحِيحُ الْمَقْطُوعُ بِهِ . تَوجد رِّوَايَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ إِسْحَاقُ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، هُوَ إِسْمَاعِيلُ عليه السلام. .. فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَسْمِيَةِ الذَّبِيحِ رِوَايَتَانِ ، وَالْأَظْهَرُ عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ .. وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: الْمُفْدَى إِسْمَاعِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَزَعَمَتِ الْيَهُودُ أَنَّهُ إِسْحَاقُ، وَكَذَبَتِ الْيَهُودُ . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: الذَّبِيحُ إِسْمَاعِيلُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: هُوَ إِسْمَاعِيلُ. وَكَذَا قَالَ يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: هُوَ إِسْمَاعِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَدْ رَأَيْتُ قَرْنَيِ الْكَبْشِ فِي الْكَعْبَةِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، وَعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَشُكُّ فِي ذَلِكَ: أَنَّ الَّذِي أُمِرَ بِذَبْحِهِ مِنِ ابْنَيْ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ بذبحه مِنِ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلُ. وَإِنَّا لَنَجِدُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ حِينَ فَرَغَ مِنْ قِصَّةِ الْمَذْبُوحِ مِنِ ابْنَيْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ . يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ ، يَقُولُ بِابْنٍ وَابْنِ ابْنٍ، فَلَمْ يَكُنْ لِيَأْمُرَهُ بِذَبْحِ إِسْحَاقَ وَلَهُ فِيهِ مِنَ [اللَّهِ] الْمَوْعِدُ بِمَا وَعَدَهُ ، وَمَا الَّذِي أَمَرَ بِذَبْحِهِ إِلَّا إِسْمَاعِيلَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ بِرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ؛ أَنَّهُ ذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ إِذْ كَانَ مَعَهُ بِالشَّامِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا كُنْتُ أَنْظُرُ فِيهِ، وَإِنِّي لَأَرَاهُ كَمَا قُلْتَ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ كَانَ عِنْدَهُ بِالشَّامِ، كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَكَانَ يَرَى أَنَّهُ مِنْ عُلَمَائِهِمْ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ ذَلِكَ -قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: وَأَنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ-فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أيُّ ابْنَيْ إِبْرَاهِيمَ أُمِر بِذَبْحِهِ؟ فَقَالَ: إِسْمَاعِيلُ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ يَهُودَ لَتَعْلَمُ بِذَلِكَ، وَلَكِنَّهُمْ يَحْسُدُونَكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ، عَلَى أَنْ يَكُونَ أَبَاكُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ فِيهِ، وَالْفَضْلُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ مِنْهُ لِصَبْرِهِ لِمَا أُمِرَ بِهِ، فَهُمْ يَجْحَدُونَ ذَلِكَ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ إِسْحَاقُ، بِكَوْنِ إِسْحَاقَ أَبُوهُمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا كَانَ، وَكُلٌّ قَدْ كَانَ طَاهِرًا طَيِّبًا مُطِيعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ: سَأَلْتُ أَبِي عَنِ الذَّبِيحِ، مَنْ هُوَ؟ إِسْمَاعِيلُ أَوْ إِسْحَاقُ؟ فَقَالَ: إِسْمَاعِيلُ. ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحِيحُ أَنَّ الذَّبِيحَ إِسْمَاعِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الطُّفَيْلِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنِ، وَمُجَاهِدٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَبِي صَالِحٍ أَنَّهُمْ قَالُوا: الذَّبِيحُ إِسْمَاعِيلُ. وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: وَإِلَيْهِ ذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبَ، وَالسُّدِّيُّ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَمُجَاهِدٌ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَالْكَلْبِيُّ، وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَكَاهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ . وَقَدْ رَوَى ابْنُ جَرِيرٍ فِي ذَلِكَ حَدِيثًا غَرِيبًا فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْخَطَّابِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن محمد العتبي -من ولد عتبة بْنِ أَبِي سُفْيَانَ-عَنْ أَبِيهِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: كُنَّا عند معاوية بن أَبِي سُفْيَانَ، فَذَكَرُوا الذَّبِيحَ: إِسْمَاعِيلُ أَوْ إِسْحَاقُ؟ فَقَالَ عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتُمْ، كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عُدْ عَلَيَّ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الذَّبِيحَيْنِ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا الذَّبِيحَانِ؟ فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ لَمَّا أُمِرَ بِحَفْرِ زَمْزَمَ نَذَرَ لِلَّهِ إِنَّ سَهَّلَ اللَّهُ أَمْرَهَا عَلَيْهِ، لَيَذْبَحَنَ أَحَدَ وَلَدِهِ، قَالَ: فَخَرَجَ السَّهْمُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَمَنَعَهُ أَخْوَالُهُ وَقَالُوا: افْدِ ابْنَكَ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ. فَفَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ، وَإِسْمَاعِيلُ الثَّانِي . وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا. وَقَدْ رَوَاهُ الْأُمَوِيُّ فِي مَغَازِيهِ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد العتبي -من ولد عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ-حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الصُّنَابِحِيُّ قَالَ: حَضَرْنَا مَجْلِسَ مُعَاوِيَةَ، فَتَذَاكَرَ الْقَوْمُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ، وَذَكَرَهُ. كَذَا كَتَبْتُهُ مِنْ نُسْخَةٍ مَغْلُوطَةٍ. |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! وَإِنَّمَا عَوَّلَ ابْنُ جَرِيرٍ فِي اخْتِيَارِهِ أَنَّ الذَّبِيحَ إِسْحَاقُ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:: ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ﴾ ، فَجَعَلَ هَذِهِ الْبِشَارَةَ هِيَ الْبِشَارَةُ بِإِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ﴾ [الذَّارِيَاتِ:٢٨] . وَأَجَابَ عَنِ الْبِشَارَةِ بِيَعْقُوبَ بِأَنَّهُ قَدْ كَانَ بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ، أَيِ الْعَمَلَ. وَمِنَ الْمُمْكِنِ أَنَّهُ قَدْ كَانَ وُلِدَ لَهُ أَوْلَادٌ مَعَ يَعْقُوبَ أَيْضًا. قَالَ: وَأَمَّا الْقَرْنَانِ اللَّذَانِ كَانَا مُعَلَّقَيْنِ بِالْكَعْبَةِ فَمِنَ الْجَائِزِ أَنَّهُمَا نُقِلَا مِنْ بِلَادِ الشَّامِ. قَالَ: وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ مِنَ النَّاسِ مِنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ ذَبَحَ إِسْحَاقَ هُنَاكَ. هَذَا مَا اعْتَمَدَ عَلَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ، وَلَيْسَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بِمَذْهَبٍ وَلَا لَازِمٍ، بَلْ هُوَ بَعِيدٌ جِدًّا، وَالَّذِي اسْتَدَلَّ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ عَلَى أَنَّهُ إِسْمَاعِيلُ أَثْبَتُ وَأَصَحُّ وَأَقْوَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل!
|
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! 9. ) وَقَوْلُهُ: ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ ، لَمَّا تَقَدَّمَتِ الْبِشَارَةُ بِالذَّبِيحِ -وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ-عَطَفَ بِذِكْرِ الْبِشَارَةِ بِأَخِيهِ إِسْحَاقَ،.. |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل!
|
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل! 12. ) قال ابن القيم:" وإسماعيل: هو الذبيح، على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وأما القول بأنه إسحاق: فباطل بأكثر من عشرين ⓿❷وجها، وسمعتُ[(ابن القيم)] ابن تيمية يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب ، مع أنه باطل بنص كتابهم، فإن فيه: إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره، وفي لفظ: وحيده، ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده ".. 13. ) وقال العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، رحمه الله: " اعلم، وفقني الله وإياك، أن القرآن العظيم قد دل في موضعين، على أن الذبيح هو إسماعيل لا إسحاق. أحدهما في الصافات ، والثاني في هود .: أما دلالة آيات الصافات على ذلك، فهي واضحة جدا من سياق الآيات. وإيضاح ذلك: أنه تعالى [لما] قال عن نبيه إبراهيم : ( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) = قال بعد ذلك، عاطفا على البشارة الأولى: ( وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ) ؛ فدل ذلك على أن البشارة الأولى : شيء ، غير المبشر به في الثانية ؛ لأنه لا يجوز حمل كتاب الله على أن معناه: فبشرناه بإسحاق، ثم بعد انتهاء قصة ذبحه يقول أيضا: وبشرناه بإسحاق، فهو تكرار لا فائدة فيه، ينزه عنه كلام الله، وهو واضح في أن الغلام المبشر به أولا، الذي فدي بالذبح العظيم، هو إسماعيل، وأن البشارة بإسحاق نص الله عليها مستقلة بعد ذلك. وقد أوضحنا في سورة النحل، في الكلام على قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل/97]: أن المقرر في الأصول: أن النص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إذا احتمل التأسيس والتأكيد معا: وجب حمله على التأسيس، ولا يجوز حمله على التأكيد، إلا لدليل يجب الرجوع إليه. ومعلوم في اللغة العربية، أن العطف يقتضي المغايرة، فآية الصافات هذه، دليل واضح للمنصف على أن الذبيح إسماعيل لا إسحاق. ويستأنس لهذا بأن المواضع التي ذكر فيها إسحاق يقينا، عبر عنه في كلها بالعلم، لا الحلم، وهذا الغلام الذبيح: وصفه بالحلم، لا العلم. وأما ﴿ 2 ﴾الموضع الثاني الدال على ذلك، الذي ذكرنا أنه في سورة هود، فهو قوله تعالى: ﴿ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ [هود/71]؛ لأن رسل الله من الملائكة بشرتها بإسحاق، وأن إسحاق يلد يعقوب؛ فكيف يعقل أن يؤمر إبراهيم بذبحه، وهو صغير، وهو عنده علم يقين بأنه يعيش حتى يلد يعقوب؟! فهذه الآية أيضا دليل واضح على ما ذكرنا، فلا ينبغي للمنصف الخلاف في ذلك بعد دلالة هذه الأدلة القرآنية على ذلك، والعلم عند الله تعالى. " .. |
رد: قصة الذبيح من ولد الخليل!
|
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي