ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   موت الفجأة هل خطر على بالك (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=17998)

ابو قاسم الكبيسي 18 / 05 / 2009 37 : 11 AM

موت الفجأة هل خطر على بالك
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موت الفجأة
هل خطر على بالك

الحمد لله الذي تفرد بالبقاء ، والعظمة والكبرياء ، وسع خلقه رحمة وحلما ، وأحاطهم معرفة وعلما ، وأشهد ألا إله إلا الله ، كاشف الكرب ، ومزيل الهم ، ومثبت الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة بالقول الثابت ،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أنذر وبشر ، ونصح وجاهد ، حتى ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا .
( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ).

كم يسعى الإنسان ويجهد في هذه الحياة الدنيا ، قد ملأ قلبه بالطموحات ، وغره طول الأمل ، وغفل عن كثرة العلل ، فانطلق كالسهم يركض خلف مبتغاه ، يعرق ليجمع ، ويجمع لينفق أو ليبخل ، قد أطغاه حب الجاه ، وأرهقه التطلع للمنصب ، وأشغله هم الأولاد ، وقصم ظهره اللهث وراء الأموال ، فيفلح حينًا ، ويعثر حينًا آخر ، وينهض مرة أخرى لا يبالي بتعب ، ولا يفكر في جهد ،
فقط أن يصل ما وصل غيره بل يزيد على ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلا ،
ومن أصدق من الله قيلا :
( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) .
يالله كم للدنيا من فتن مغرية تأخذ بلب المرء وقلبه ، وتهد من جسده وقوته ، يظن أنه سيبلغ غايته ، وينال مبتغاه ، وفي لحظة من اللحظات لم يحسب لها حسابًا ، قد انغمس في عمله ، يدقق حساباته الدنيوية غافلاً عن حساب الآخرة الشديد ،
وفي لحظة من اللحظات وهو في غمرة السعادة بين أهله وذويه ، أو بين أصحابه وأحبابه ، وفي لحظة من اللحظات يعيش نشوة الأموال ، وكثرة الأولاد ، واستقرار الصحة والجسد ،
في تلك اللحظة التي يبصر بها من حوله ، ويسمع من يحدثه ، ويحدث من يسمعه ، ويحرك فيها جسده ، لا مرضًا يشكو ، ولا علة يعالج ، ولا طبيبًا يزور ، قوة في جسمه تركب فوق قوة ، ونشاطًا في عقله تختصم فيه الأفكار بالأفكار ،
لحظة رهيبة ، ومفاجأة غريبة ، فيها توقف كل شيء ، ماذا جرى لجسم الصحيح ، ماذا حصل للعقل المدبر ، ماذا وقع لصاحب الأموال والمنصب والجاه ، ما هذه الصفرة التي سرت في جسده ، أين سافرت نضرة هذا الجسم المترف ،
عجبًا أرى :
عينين كانتا جميلتان بالبصر ، مالهما قد زاغتا لا لفت أو نظر ، قم يا رجل ، انهض ، فوراءك حياة مليئة بالعمل ، أتترك أعمالك ، أموالك ، جاهك و منصبك ، تحرك !!
لقد ارتخى اللسان السليط ، وخفت الصوت الصارخ ، فلا حس أو خبر .
حينها تنادى الأحباب ، وتعالت الأصوات ، أحضروا الطبيب ، حركوا الأموال ، اتصلوا بأصدقاء الجاه والمراتب العالية ، أخبروهم بالمفاجأة ، علهم يجدوا الخلاص ، والنجاة من المصيبة .

لقد انتهى كل شيء ، وجاء الوعد الحق ، لتنسل به الروح من الجسد ، وتقلع منه حثيثا
، ومن أصدق الله حديثا :
(( يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ .))
يالها من مفاجأة يباغت فيها الإنسان ، فيأخذ على غرة ، تعددت أسبابها ، وتلونت أشكالها ، واختلفت أعمارها ، وتنقلت أوقاتها ، لا تميز بين الطفل والشاب والشيخ ، كل له أجله المكتوب ، وعمره المحسوب ، عند رب رحيم حليم .
غير أنها الغفلة التي تقتل القلوب عن هذه الساعة المملوءة بالفاجعة ،
المقرونة بالبكاء والصراخ ، الممزوجة بالدموع ، المتلونة بالحسرة واللوعة ،
على من .. علي أنا وأنت وكل مولود كبير أو صغير .


يا غافلاً عن ساعة مقرونة ***بنوادب وصوارخ وثواكل
قدِّم لنفسك قبل موتك صالحًا *** فالموت أسرع من نزول الهاطل
حتّام سمعُك لا يعي لمذكر ***وصميم قلبك لا يلين لعاذل
تبغي من الدنيا الكثيرَ وإنما ***يكفيك من دنياك زاد الراحل
آي الكتاب تهزُّ سمعك دائمًا*** وتصم عنها معرضًا كالغافل
كم للإله عليك من نعم ترى*** ومواهب وفوائد وفواضل
كم قد أنالك من موانح طوله*** فاسأله عفوًا فهو غوث السائل


اعلموا رعاكم الله
أن من علامات الساعة الصغرى كثرة موت الفجأة ،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة )
رواه الطبراني وحسنه الألباني .
وإن المتابع لأخبار الزمان اليوم ليجد عجبًا عجابًا من كثرة ما يقع من موت الفجأة ، وهو ما يسمى اليوم بالسكتة القلبية ، ومع هذه الكثرة إلا أن جملة منا في عفلة ، وكأن ما أتى غيرنا لا يأتينا ولا يقرب من دارنا .

عجبًا لنا :
كيف نجرأ على الله فنرتكب معاصيه ، وأوراحنا بيده ، وكيف نستغفل رقابته ، والموت بأمره يأتي فجأة ،
أما سأل أحدنا نفسه :
لماذا لا يستطيع أحد أن يعلم متى سيموت ، إنها حكمة بالغة ،
ليبقى المؤمن طوال حياته مترقبًا وداع الدنيا ، مستعدًا للقاء ربه .
روي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال :
(( من أنت ؟ فقال ملك الموت :
أنا من لا يهاب الملوك ، ولا تمنع منه القصور ، ولا يقبل الرشوة ،
قال : فإذًا أنت ملك الموت ،
قال : نعم ،
قال : أتيتني ولم أستعد بعد !
قال : يا داود أين فلان قريبك ؟
أين فلان جارك ؟
قال : مات ،
قال : أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد ؟!

يا حسرتنا ـ يا عباد الله ـ
على غفلة قد طمت ، ومهلة قد ذهبت ، أضعناها في المغريات ، وقتلناها بالشهوات ، وأهدرناها في التفاهات ، نسير كأن أحدنا سيعمر ألف سنة ، ونغفل كأن بيننا وبين الموت ميعاد مؤجل ، كم قريب دفنا ، وكم حبيب ودعنا ، نفضة غبار القبور من أيدينا أنستنا هول ما رأوا ، وعظم ما شاهدوا ، وعدنا من دور اللحود وعادت معنا الدنيا ، لنغرق في ملذاتها ،
أين العيون الباكية من خشية الله ،
أين القلوب الوجلة من لقاء الله ،
ألا نعود أنفسنا على توديع هذه الدنيا كل يوم ، فنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبها الله ، ألا نعزم على مضاعفة الأعمال الصالحة من صلاة واستغفار وذكر وبر وصلة ،
ألا نفكر بجدية مقرونة بعمل أن نقلع من معاصينا ، ونتوب من تقصيرنا في حق الله تعالى،
ألا نجعل ساعة الموت هذه واعظًا لنا في هذه الدنيا الفانية من الغفلة عن الله تعالى ؟

((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ .))

أللهم إرحم ضعفنا ، وآنس وحشتنا ، وذكرنا بك ما حيينا ،
وأللهم التوبة النصوح قبل الممات يا رب العالمين ،
إستغفروا الله وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.


لاإله الأ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين0

ابو الوليد البتار 18 / 05 / 2009 14 : 04 PM


ابو قاسم الكبيسي 18 / 05 / 2009 36 : 10 PM

جزاك الله خيرا واثابك الجنة

ابو علي الكبيسي 19 / 05 / 2009 48 : 07 PM

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

ابو قاسم الكبيسي 20 / 05 / 2009 42 : 11 AM

جزاك الله خيرا واثابك الجنة

محمد نصر 28 / 04 / 2010 58 : 01 AM

رد: موت الفجأة هل خطر على بالك
 
بارك الله فيكم اخي ****** ابو قاسم

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

ابو قاسم الكبيسي 28 / 04 / 2010 11 : 05 AM

رد: موت الفجأة هل خطر على بالك
 

ثائر الكبيسي 03 / 05 / 2010 17 : 11 AM

رد: موت الفجأة هل خطر على بالك
 
بارك الله فيك اخي ****** ابو قاسم


اكرمك الله وجزاك الله خيرا

شريف حمدان 04 / 06 / 2010 10 : 09 PM

رد: موت الفجأة هل خطر على بالك
 
جزاكم الله خيرا...
وجعله في ميزان حسناتكم
يارب العالمين ،
وفقكم الله الى صالح الأعمال ،
ووفقكم الى ما يحبه ويرضاه ،
وجمعنا وإياكم بجنة الخلد
يارب العالمين

ابو قاسم الكبيسي 02 / 07 / 2010 35 : 02 AM

رد: موت الفجأة هل خطر على بالك
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثائر الكبيسي (المشاركة 170666)
بارك الله فيك اخي ****** ابو قاسم




اكرمك الله وجزاك الله خيرا



((أللهم بلغنا رمضان وأجعل أيامه علينا من خير ألأيام))

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
أللـهـم إغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..
وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس ألأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. .

ابو قاسم الكبيسي 02 / 07 / 2010 36 : 02 AM

رد: موت الفجأة هل خطر على بالك
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف حمدان (المشاركة 175860)
جزاكم الله خيرا...
وجعله في ميزان حسناتكم
يارب العالمين ،
وفقكم الله الى صالح الأعمال ،
ووفقكم الى ما يحبه ويرضاه ،
وجمعنا وإياكم بجنة الخلد
يارب العالمين



((أللهم بلغنا رمضان وأجعل أيامه علينا من خير ألأيام))

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
أللـهـم إغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر..
وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار..
و أدخـلـهـم الـفـردوس ألأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن ..
وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة ..
ووالدينا ومن له حق علينا
ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. .


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط