![]() |
المِسْكُ الأَذْفَر من إجابات الدكتور عبد المحسن العسكر المِسْكُ الأَذْفَر من إجابات الدكتور عبد المحسن العسكر اللهم إنا نسألك جداً مقروناً بالتوفيق ، وعلماً بريئاً من الجهل ، وعملاً عرياً من الرياء ، وبعد : فهذه إجابات مفيدة على سؤالات متفرقة ؛ لأستاذنا الدكتور الشيخ عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر ، أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وإمام وخطيب جامع الأميرة نورة بنت عبد الله بالرياض.
|
|
|
|
|
|
السؤال : قال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ... ) ، قال علماء التفسير أن الله تعالى لم يبعث رسولا إلا وكان من أهل القرى استناداً على هذه الآية الكريمة , ولكن كيف نفسر الآية الأخرى وهي قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام : ( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ... ) , حيث يبدو ظاهر الآية أن يعقوب عليه السلام وبنيه كانوا من أهل البدو ؟ الجواب : صحيح ما ذكره السائل من أن الأنبياء كلهم كانوا من أهل المدن أو القرى وأنه لم يكن قط نبي من البادية، وهو مدلول الآية الكريمة التي ساقها السائل. وأما قوله تعالى حكاية عن يوسف ( وقد أحسن بي إذا أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ) فأحسن ما قيل في ذلك أن يعقوب عليه السلام كان نبياً من أهل الحضر ، ثم انتقل بعد ذلك إلى البادية طلبا للانتجاع والقطر ، لا على سبيل الإقامة الدائمة. وقد يقال أيضا: إن أهل القرى وبخاصة – القرى الصغيرة- فيهم شبه بأهل البادية في معيشتهم واعتمادهم على المواشي والرعي، ومجاورتهم إياهم، فربما سُمُّوا بدوا. والله أعلم. |
السؤال : متى تُكتب همزة الوصل في ( باسم الله ) ومتى تُحذف؟ الجواب :المعروف عند العلماء أن همزة الوصل – وتسمى أيضا : ألف الوصل – تحذف دائما في ( باسم الله ) على خلاف القياس ، وذلك لكثرة الاستعمال فكأنهم استغنوا عنها بباء الإلصاق (انظر تفسير القرطبي 1/ 99) ومنهم من قال بإطالة الباء رسما حينئذ تعويضا عن طرح الألف ( الكشاف للزمخشري 1/ 35 ). لكن حذف الألف من ( باسم الله ) مشروط بما إذا كانت البسملة مبدوء بها ، أي في أول الكلام ، فأما إذا سبقت ولو بكلمة فتثبت الألف نحو ( اقرأ باسم ربك ) - سورة العلق- ، وعلى هذا جرى الرسم القرآني ، قال ابن قتيبة رحمه الله : تكتب ( باسم الله ) إذا افتحت بها كتابا أو ابتدأت بها كلاما بغير ألف، لأنها كثرت في هذا الحال على الألسنة ، في كل كتاب يكتب ، وعند الفزع والجزع ، وعند الخبر يرد ، والطعام يؤكل، فحذفت الألف استخفافا (أي تخفيفها) فإذا تَوَسَّطَتْ كلاما ما أثبت الألف فيها ، نحو : ابدأ باسم الله ، وأختم باسم الله ، وقال الله عز وجل " اقرأ باسم ربك " (سورة العلق)، "فسبح باسم ربك العظيم" (الواقعة 74)، وكذلك كتبت في المصاحف في الحالتين، مبتدأة ومتوسطة. (أدب الكاتب 215،21، وينظر إيضاح إبداع حكمة الحكيم في بيان باسم الله الرحمن الرحيم ص 4 لأبي عبد الله عليش المصري ) |
<B>
|
|
السؤال : الرجاء تزويدى بتفسير آية النحل بين العلم والقرآن ؟ الجواب : يقول الله تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) هذا الكون الفسيح حافل بالآيات البينات الدالة على وجود الله تبارك وتعالى وإثبات ربوبيته ، ومن تلك الآيات العظيمة ما نراه في مملكة النحل من كمال التنظيم ، وعجيب العمل ، وبديع الإنتاج ، بما يعجز عنه عقلاء البشر. قيل لأعرابي: كيف عرفت ربك ؟ قال : عرفته بنحلة بأحد طرفيها تعسل، والآخر تلسع. النحل من قبيل الحشرات ، وقد أوحى الله إليها ، أي : ألهمها وجعل في غريزتها هذا التنظيم المنظم الذي تعمل بمقتضاه ، بدءا من سكنها في أكرم الأماكن من الجبال والشجر أو فيما يوضع لها من العرش والكروم ، متباعدة عن السفل ومواطن القذر ، إلى تقسيم العمل بينها في صورة جماعات تعاونية ، يرأس كل جماعة أكبرها ، ووجود عاملات في كل جماعة أو خلية ، ثم امتصاصها لرحيق الأزهار ، وورودها موارد المياه النظيفة غير الآسنة ولا المتغيرة ، وابتنائها البيوت المحكمة ذات الأشكال السداسية ، فتخزن في بعضها العسل ، وفي بعضها الآخر الشمع لتربية صغار النحل ، وإنما كانت سداسية الأضلاع لتكون كالقطعة الواحدة فلا يتخلل بينها فراغ تنساب منه الحشرات أو العسل . وهذا العسل الذي يخرج من بطون النحل بالألوان المختلفة مصفى لا يحتاج إلى عمل في تنقيته أو تكريره ، ولا إلى حلب الحالب ، عبرة من العبر ، ومنة من منن الله على خلقه ، وكذا قال سبحانه : ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ومع كون العسل غذاء محببا للنفوس ، فإنه نافع للأبدان ، كما أنه دواء يستطب به لكل الأمراض دون اشمئزاز ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصفه للمرضى ، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا : ( الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية نار ، وأنهى أمتي عن ا لكي ) وقد عرف الأطباء القدماء كجالينوس وغيره منافع العسل وخواصه الطيبة وما يقضي عليه من الأمراض ، وفصل ذلك ابن سينا في الحادي ، حتى إذا جاء المُحْدَثُون من أهل الطب بما توفر لهم من دقيق الأجهزة أفصحوا لنا عن مكنونات العسل الكيماوية ، وسبل التداوي به ، وكونه شفاء للناس ، على ما يرى في كتاب "الإسلام والطب الحديث" للطبيب الدكتور عبد العزيز إسماعيل. ذكروا أن التركيب الكميائي للعسل 25- 40 جلوكوز و30-45 ليفيلوز و 15-25 ماء ، ويعطي مقويا ومغذيا وضد التسمم من المواد السامة أو تسمم الأمراض كالتسمم البولي بسبب أمراض الكبد ، والاضطرابات المعدية والمعوية ، وتسمم الحميات ، والتهاب الرئة والسحايا والحصبة ، والذبحة الصدرية ، وحالات ضعف القلب ، واحتقان المخ والتهابات الكلى الحادة. |
السؤال : هل البسملة آية في سورة الفاتحة ، أم ليست آية منها؟ |
السؤال : ما هو الفرق بين النفس والروح ؟ الجواب : "الروح" و "النفس" جاءا في القرآن على معان مختلفة ، وقد حاول الدمغاني أن يستوعب ما ورد منهما في القرآن ذاكرا معانيهما في كتابه "الأشباه والنظائر"، ولكن في كثير مما قال مناقشة ونظر، ليس هذا موضع بسطه (الأشباه والنظائر لألفاظ الكتاب العزيز 1/363، 2/367) فمن معاني الروح في القرآن الوحي ، ومنه قوله تعالى : "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا" (الشورى 52) أي وحيا، وسماه روحا لأن به حياة الأمم، كما تحيا الأبدان بالأرواح. ويرد لفظ الروح مرادا به جبريل عليه السلام كما في قوله تعالى "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" (الشعراء). ويجيء الروح بأكثر من معنى ، كما في قوله تعالى "وأيدهم بروح منه" (المجادلة 22) أي بوحي منه وعون ومدد وإحسان وتوفيق. ومن معان النفس في القرآن : الإنسان، كما في قوله تعالى : "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس" (المائدة 45) أي الإنسان بالإنسان. وجاء لفظ "النفس" بمعنى الروح في قوله تعالى "والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم" (الأنعام 93) أي أرواحكم. وأما قوله سبحانه : "فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة" (النور 61) أي ليسلم بعضكم على بعض. |
السؤال : مارأيك في التفاؤل بالأسماء عند تسمية الطفل بعد ولادته ، حيث سبق أن جائني طفل قبل عامين وتوفي والآن ، والحمد لله رزقني الله بطفل وأسميته إبراهيم ولكنه مريض وأخبرني العديد من الناس أن أغير الاسم لأنه فأل شر علي وهو السبب ، فما هو رأيكم؟ الجواب : التفاؤل بالأسماء سائغ شائع في الناس ، وأمره واسع ، ألا ترى أن منهم من يسمي ابنه "حافظا" ليتصف الابن بالحفظ ، ومنهم من يسمي "صالحا" طلبا للصلاح ، ومنهم من يسمي بأسماء القادة أو الصحابة أو الأنبياء طلباً للتأسي والقدوة ، إلى غير ذلك . وأما ما أشار به عليك هؤلاء من تغيير اسم ابنك إبراهيم وقولهم : إن هذا الاسم فأل شر ، فكل ذلك باطل ، بل هو معدود في التشاؤم المنهي عنه ، قال صلى الله عليه وسلم " لا شؤم في الإسلام " وكيف يتشاءم بهذا الاسم الكريم وهو علم على أبي الأنبياء وخليل الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكره الله في مواضع كثيرة من القرآن في موارد الثناء والمدح : ألا فليبق اسم ابنك على ما كان عليه ، ولا تلتفت إلى هؤلاء فإنهم إما أن يكونوا مغرضين ، وإما أن يكونوا جهلة لا علم عندهم ، فإنك لو أجبتهم إلى ما قالوا وغيرت اسم ابنك ثم برئ من مرضه لموافقة قدر سابق لاستقر معنى التشاؤم في قلبك فتحسب أن هذا الشفاء إنما كان بسبب تغيير الاسم ، وفي ذلك خطورة على عقيدتك ، واعلم أن شفاء ابنك لا يكون بتغيير اسم ، بل باتخاذ الأسباب من دعاء الله عز وجل ، وتعاطي الأدوية النافعة المشروعة . حفظك الله ورعاك . |
لاتنسونا من صالح دعائكم . |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي