عين البصر وعين البصيرة
 

عين البصر وعين البصيرة
ما يحصل في العالم عموماً وفي بلاد المسلمين خصوصاً من أحداث متسارعة تملأ المجالس بالحديث عن بعضها لا كلها ، بل إن حدثاً واحداً من تلك الأحداث يكفي أن يكون فاكهة لوسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ، ناهيكم عن وسائل التقنية الإلكترونية الأخرى.فكيف إذن بتلك الأحداث مجتمعة؟وليس الشأن هنا في الكلام عنها والتحليل لمضامينها,وإنما الشأن أن ينظر إليها العاقل بنظرة البصيرة لا بنظر البصر المجرد فحسب،والمستقرئ لما تبثه وسائل الإعلام المتنوعة من أخبار يجد أن النسبة الكبرى من تلك الأخبار يُتعامل معها من خلال النظر إليها بالعين الباصرة دون غيرها.فيدخل فيها الكذب والمبالغة والرجم بالغيب ، بل أحياناً التألي على الله تعالى،لكن أولئك العقلاء الذين يعاملون تلك الأحداث بنظرة البصيرة والتعقل ، نجد أن ما يطرحونه من مشاركات قولية أو كتابية فيها عدلُ القول وبعدُ النظر وربطُ النتائج بالمقدمات.وبكل حال يقال ها هنا:إن كل ما يحدث في هذا الكون لا يكون إلا بتقدير من الله العزيز الحكيم.- إن أفعال الله تعالى لا تكون إلا لحكمة (( إن ربك حكيم عليم )).- قد تظهر حكمة الله تعالى – أو بعضها – لقوم وتخفى على آخرين .- إن من كمال نظرة البصيرة أن تربط الأسباب بالمسببات ، فهذه الأحداث نتائج لمقدمات .- والمتصفح في دواوين التاريخ سيجد أخباراً عن نوازل عظيمة حلت بالعباد والبلاد، بل إن بعضها غيّر مجرى التاريخ وخارطة الجغرافيا ، وبكل حال فينبغي أن تكون تلك الأحداث العابرة ماثلة في أذهان المسلمين في حياتهم المعاصرة ليُعرف خيرُها فيُلزم ، ويُعرف شرها فيُجتنب .وأولى الناس بالنظر في هذا أولوا الأمر من الحكام والعلماء . وفق الله مجتمعات المسلمين ، وجمع كلمتهم ، وأصلح شأنهموالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات