( كثرة أهل الباطل)
 

( كثرة أهل الباطل)

إذا كان أهل الحق قلة وأهل الباطل كثرة فهل نوقف العمران الحقيقي بحجة انه لا جدوى منه ولا نفع أمام كثرة اهل الباطل ؟!

فعلى سبيل المثال إذا كان الإعلام العالمي يتم توجيهه من قبل الكثرة غير المؤمنة لأهدافهم التي تتعارض مع قيمنا وديننا، فهل نتوقف عن العمران في هذا المجال المؤثر لأننا قلة وماذا سنغير؟!

الله سبحانه وتعالى يوجهنا بأن حسم المسائل لا علاقة له بالعدد والكثرة سواء كانت في الولد أو المال، فهي لاتغني عن الكافر من الله شيئا ، وبين الله عز وجل لنا مثل ءال فرعون الذين أخذهم الله بذنوبهم على الرغم من كثرتهم وقوتهم وأموالهم ، فمصير الذين كفروا أنهم سيُغلبون كما أخبر الله عز وجل.

(إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ وَقُودُ ٱلنَّارِ ١٠ كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ١١ قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ١٢)

يبين الله عز وجل لنا أن الحياة لا تسير بمعادلة واحد زائد واحد يساوي اثنين وإنما هناك دوما حسابات أخرى ينبغي للمؤمن أن يدركها ، كتأييد النصر من عند الله عز وجل بما يشاء لمن يشاء، واللطف الخفي ، والتوفيق ، وغيره من صفات الله عز وجل التي ينصر بها المؤمن .

قال تعالى: ( قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ ١٣)

الخلاصة

لا تتوقف يوما عن العمران في أي مجال من المجالات بالطريقة التي ترضي الله عز وجل كما شرعها لنا، واعلم انه مهما كثر الباطل فإن الله يؤيد بنصره من يشاء ، وتذكر دوما قول الله تعالى في أكثر الناس:

ولكن أكثر الناس لا يشكرون(243)البقرة.

ولكن أكثر الناس لايعلمون(187)الأعراف.

ولكن أكثر الناس لايؤمنون(17)هود.

فأبى أكثر الناس إلا كفورا(89)الإسراء.

وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين (103)يوسف.

لذلك فلا تغرنك الكثرة وإنما أخلص النية واسعى وخذ بالأسباب وتوكل على الله وكن من أولي الأبصار الذين يعتبرون بآيات الله عز وجل.