![]() |
عوامل انتقال العلمانية إلى العالم الإسلامي د. محمد أحمد عبدالغني عوامل انتقال العلمانية إلى العالم الإسلامي لقد دخلت العلمانية بلاد المسلمين لأسباب عديدة، يمكن إيجازها فيما يلي: 1- الاحتلال العسكري الاستعماري: فقد وفدت العلمانية إلى الشرق في ظلال العسكرية، وعبر فوهات المدافع والبوارج البحرية، وبذرت بذور العلمانية على المستوى الرسمي قبل جلاء جيوش الاستعمار عن البلاد التي ابتليت بها. 2- الابتعاث وما جرَّه من ويلات على المسلمين؛ حيث يذهب المسلم إلى الخارج وهو خاوي الوفاض من دينه، فيعود حربًا على أمته ودينه، وما "طه حسين" و"رفاعة الطهطاوي" إلا أمثلة خَجْلَى أمام غيرهم من الأمثلة الصارخة الفاقعة اللون، مثل: "زكي نجيب محمود"، و"محمود أمين العالم"، و"فؤاد زكريا"، و"عبدالرحمن بدوي"، وغيرهم كثيرون. 3- البعثات التبشيرية: فالمنظمات التبشيرية النصرانية التي جابت العالم الإسلامي شرقًا وغربًا من شتى الفرق والمذاهب النصرانية - جعَلت هدفها الأول زعزعة ثقة المسلمين في دينهم، وإخراجهم منه، وتشكيكهم فيه، حتى وإن لم يعتنقوا النصرانية. وهؤلاء المبشرون: إما من الغربيين، مثل: "زويمر" و"دنلوب"، وإما من نصارى العرب، مثل: "أديب إسحاق"، و"شلبي شميل"، و"سلامة موسى"، و"جرجي زيدان"، وأضرابهم، ومنهم من كان يعلن هويته التبشيرية ويمارس علمنة أبناء المسلمين؛ "كزويمر"، ومنهم من كان يعلن علمانيَّته فقط، ويبذل جهده في ذلك؛ "كسلامة موسى"، و"شلبي شميل". 4- المدارس والجامعات الأجنبية؛ ففي أواخر الدولة العثمانية وحين سيطر الماسونيون العلمانيون على مقاليد الأمر، سُمِحَ للبعثات التبشيرية والسفارات الغربية بإنشاء المدارس والكليات، وانتشرت في بلاد الشام والأناضول انتشار النار في الهشيم، وخرجت أجيال من أبناء وبنات المسلمين أصبحوا بعد ذلك قادة الفكر والثقافة، ودعاة التحرير والانحلال، ومن الأمثلة على ذلك: الجامعة الأمريكية في بيروت، والتي في أحضانها نشأت العديد من الحركات والجمعيات العلمانية، وقد سَرَت العدوى بعد ذلك إلى كثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية الرسمية في العديد من البلاد العربية والإسلامية. 5- الجمعيات والمنظمات والأحزاب العلمانية: التي انتشرت في الأقطار العربية والإسلامية، ما بين يسارية، وليبرالية، وقومية، وأمميَّة، وسياسية، واجتماعية، وثقافية، وأدبية، بجميع الألوان والأطياف، وفي جميع البلدان؛ حيث إن النخب الثقافية - في غالب الأحيان - كانوا إما من خريجي الجامعات الغربية، أو الجامعات السائرة على النهج ذاته في الشرق، وبعد أن تكاثروا في المجتمع عمدوا إلى إنشاء الأحزاب القومية أو الشيوعية أو الليبرالية، وجميعها تتفق في الطرح العلماني، ومن الأمور اللافتة للنظر أن أشهر الأحزاب العلمانية القومية العربية إنما أسسها نصارى! بعضُهم ليسوا من أصول عربية، أمثال: "ميشيل عفلق"، والكثرة الساحقة من الأحزاب الشيوعية العلمانية إنما أسسها يهود مليونيرات، أمثال: "كوريل". 6- البعثات الدبلوماسية: سواء كانت بعثات للدول الغربية في الشرق، أو للدول الشرقية في الغرب، فقد أصبحت - في الأعم الأغلب - جسورًا تمرُّ خلالها علمانية الغرب الأقوى إلى الشرق الأضعف من خلال الإيفاد، ومن خلال المنح الدراسية، وحلقات البحث العلمي، والتواصل الاجتماعي، والمناسبات والحفلات، ومن خلال الضغوط الدبلوماسية، والابتزاز الاقتصادي. 7- وسائل الإعلام المختلفة: من مسموعة أو مرئية أو مقروءة؛ لأن هذه الوسائل كانت من الناحية الشكلية من منتجات الحضارة الغربية - صحافة أو إذاعة أو تلفزة - فاستقبلها الشرق، واستقبل معها فلسفتها ومضمون رسالتها، وكان الرواد في تسويق هذه الرسائل وتشغيلها والاستفادة منها إما من النصارى، أو من العلمانيين من أبناء المسلمين، فكان لها الدور الأكبر في الوصول لجميع طبقات الأمة، ونشر مبادئ وأفكار وقِيم العلمانية، وبالذات من خلال الفن، وفي الجانب الاجتماعي بصورة أكبر. 8- التأليف والنشر في فنون شتَّى من العلوم، وبالأخص في الفكر والأدب، ومثل ذلك في الدراسات الفكرية المختلفة في علوم الاجتماع، والنفس، والعلوم الإنسانية المختلفة، حيث قدمت لنا نتائج كبار ملاحدة الغرب وعلمانيِّيه على أنها الحق المطلق، بل العلم الأوحد، ولا علم سواه في هذه الفنون، ومما يؤسف له أن تلك العلوم تدرس لطلابنا في المرحلة الثانوية في لبنان |
رد: عوامل انتقال العلمانية إلى العالم الإسلامي د. محمد أحمد عبدالغني |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي