ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   القسوة والغلظة في التعامل (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=116983)

طويلب علم مبتدئ 27 / 09 / 2017 42 : 02 PM

القسوة والغلظة في التعامل
 
القسوة والغلظة في التعامل

إن أسلوب القسوة والغلظة في التعامل في أي ميدان من ميادين الحياة - سواء في الأسرة، أو المدرسة، أو المؤسسات الحكومية، أو الخاصة، أو في الشارع - له سلبيات كثيرة، وفي الغالب يفرز فئتين من الناس خطرهما شديد، إما فئة على شكل وحوش كاسرة وشر مستطير، يسعون إلى الانتقام والاعتداء على الآخرين، وهؤلاء ضررهم وخطرهم كبير جداً، وإما فئة لديهم خوف وهلع وجبن، وكلا الصنفين تأثيرهما سلبي في التقدم والإبداع والرقي بالأمة.
إن الإنسان مجموعة من العواطف والمشاعر والأحاسيس، فهو في الغالب الأعم بحاجة إلى الرفق واللين وحسن التعامل لكي يبدع ويبتكر، ولا يعنى إهمال جانب الشدة في بعض الأحيان إذا تطلب الأمر، لكن يجب أن لا يكون هو الأسلوب الحاكم والطاغي في كل شيء، بل وفي أضيق الحدود.

إن التوجيهات الشرعية في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تؤكد أهمية الرحمة والشفقة والرفق واللين في كل شيء، فَعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ "[1].
وَعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ "[2].
وعَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَـالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُحْرَمُ الرِّفْقَ يُحْرَمُ الْخَيْرَ كُلَّهُ "[3].

[1] مسلم، صحيح مسلم،كتاب: البر والصلة والآداب، باب: فضل الرفق، حديث رقم: 4698.
[2] مسلم، صحيح مسلم، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: فضل الرفق، حديث رقم: 4697.
[3] أبو داود، سنن أبي داود، كتاب: الأدب، باب: في الرفق، حديث رقم: 4175، صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود، حديث رقم : 4809.


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط