ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=51)
-   -   أوقاتنا الغالية (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=117187)

طويلب علم مبتدئ 30 / 09 / 2017 38 : 01 PM

أوقاتنا الغالية
 
أوقاتنا الغالية

تمضي بنا الأيامُ والشهورُ والأعوامُ، ويجري العمرُ وتنقضي أيامُه، فلا نُحِسُّ كيف صرنا بعدُ كبارًا، أين لعب الصبا وبراءته؟ وأين مرح الطفولة وروعته؟ وأين نشاط الشباب وطموحه؟ أين أحبابك وخِلَّانُك ورفاقك؟ فَرَّقت جمعَكم الأيامُ، وأبعدتكم الأقدار! قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 70]، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54].

في رحلة العمر - طويلةً كانت أم قصيرة - كيفما كتب الله لك ذلك؛ من نطفة إلى عَلَقَةٍ إلى مضغة إلى عظام، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 12 - 14]، تسعة أشهر تطعم فيها وتسقى في رحم أمك، لا تدري عن رزقك شيئًا، ثم تخرج للدنيا صغيرًا ضعيفًا، لا حول لك ولا قوة إلا بالله تعالى، فالآية 15 من سورة الأحقاف توضح ذلك: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15]، [والآية 14 من سورة لقمان]: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].

فَيُؤَذَّنُ للمولود في الأذن اليمنى، ويُقَامُ في اليسرى؛ ليكون أولَ ما تستقبل من أمر دنياك - أولُ أركان الإسلام: الشهادتان؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وكلُّ مولود يولد على الفطرة، كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:((كلُّ مولودٍ يولدُ على الفطرةِ، فأبواه يهوِّدانِه أو يمجِّسَانِه أو ينصِّرَانِه)).

فتلقى الرعاية والاهتمام، ترضعك أمُّك عامينِ كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة؛ قال تعالى في الآية 233 من سورة البقرة: ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 233]، ثم يسعى والدك في تكاليف المعيشة وقوامة البيت، فهل شكرت والديك، وقبلهما الواهب سبحانه وتعالى، من لهما أعطاك وخلقك وسوَّاك؟ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].

فانتبه: يا غافلًا والموتُ يطلبه، ولا تضيِّع العمر فيمضي سبهللًا؛ فالوقت هو الحياة، فاغتنمه تسعد في الدارين، ولنستثمر أوقاتنا، فنشكر ربَّنا عزَّ وجل، بتوحيده وعبادته، وإخلاص العمل له سبحانه وتعالى، باتباع سنة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12]، وفي الصحيحة للعلامة الألباني، قال: أخرج الترمذي، وابن السني، وأحمد، والطبراني وغيرهم، عن أبي هريرة مرفوعًا: ((ما جلسَ قومٌ مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلُّوا على نبيِّهم، إلا كان عليهم تِرَةً، فإنْ شَاءَ عذَّبَهم، وإن شاءَ غَفَرَ لهم)).
ورحم اللهُ الوزيرَ ابن هبيرة القائل:
والوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ ♦♦♦ وَأَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيعُ!

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مَغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ، والفراغ))؛ رواه البخاري.

وعن أبي عمرو سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه، قال: قلت: "يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك"، قال: ((قل: آمنتُ بالله، ثم استقم))؛ رواه مسلم في صحيحه.


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط