ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   رسالتى ... رسالة من المنفى (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=15758)

فتى الأندلس 25 / 03 / 2009 35 : 06 PM

رسالتى ... رسالة من المنفى
 


تحيةً.. وقبلةً

وليسَ عندي ما أقولُ بعدْ

من أينَ أبتدي؟ وأينَ أنتهي؟..

ودورةُ الزمانِ دونَ حدّ

وكلُّ ما في غربتي

زوّادةٌ، فيها رغيفٌ يابسٌ، ووَجدْ

ودفترٌ يحملُ عنّي بعضَ ما حملتْ

بصقتُ في صفحاتهِ ما ضاقَ بي من حقدْ

من أينَ أبتدي؟

وكلُّ ما قيلَ وما يقالْ بعدَ غدْ

لا ينتهي بضمّةٍ.. أو لمسةٍ من يدْ

لا يُرجعُ الغريبَ للديار

لا يُنزلُ الأمطار

لا يُنبتُ الريشَ على

جناحِ طيرٍ ضائعٍ.. منهدّ

من أينَ أبتدي؟

تحيةً.. وقبلةً.. وبعدْ..



فتى الأندلس 25 / 03 / 2009 36 : 06 PM

أقولُ للمذياع.. قلْ لها أنا بخيرْ

أقولُ للعصفورِ

إن صادفتَها يا طيرْ

لا تنسني، وقلْ بخيرْ

أنا بخيرْ

أنا بخيرْ

ما زال في عينيَّ بصرْ!

ما زالَ في السّما قمرْ!

وثوبي العتيق، حتى الآنَ، ما اندثرْ

تمزقت أطرافهُ

لكنني رتقتهُ.. ولم يزلْ بخيرْ

وصرتُ شاباً جاوزَ العشرين

تصوريني.. صرتُ في العشرينْ

وصرتُ كالشبابِ يا أمّاه

أواجهُ الحياه

وأحملُ العبءَ كما الرجالُ يحملونْ

وأشتغل

في مطعمٍ.. وأغسلُ الصحون.

وأصنعُ القهوةَ للزبونْ

وألصقُ البسماتِ فوق وجهيَ الحزينْ

ليفرحَ الزبونْ

فتى الأندلس 25 / 03 / 2009 36 : 06 PM

أنا بخيرْ

قد صرتُ في العشرينْ

وصرتُ كالشباب يا أمّاه

:rolleyes: ، وأتّكي على الجدارْ

أقولُ للحلوةِ: آه

كما يقولُ الآخرونْ

« يا إخوتي، ما أطيبَ البنات،

تصوروا كم مُرَّةٌ هيَ الحياة

بدونهنَّ.. مُرّة هي الحياة »

وقالَ صاحبي: « هل عندكم رغيف؟

يا إخوتي؛ ما قيمةُ الإنسانْ

إن نامَ كلَّ ليلةٍ.. جوعانْ؟ »

أنا بخيرْ

أنا بخيرْ

عندي رغيفٌ أسمر

وسلّةٌ صغيرةٌ من الخضار

فتى الأندلس 25 / 03 / 2009 37 : 06 PM

سمعتُ في المذياعْ

تحيةَ المشرّدينَ.. للمشرّدينْ

قالَ الجميعُ: كلّنا بخيرْ

لا أحدٌ حزينْ ؛

فكيفَ حالُ والدي؟

ألمْ يزَلْ كعهدهِ، يحبُّ ذكرَ الله

والأبناءَ.. والترابَ.. والزيتون؟

وكيفَ حالُ إخوتي

هل أصبحوا موظفين؟

سمعتُ يوماً والدي يقولْ:

سيصبحونَ كلهم معلمين…

سمعتهُ يقول:

(أجوعُ حتى أشتري لهم كتاب)

لا أحد في قريتي يفكُّ حرفاً في خطاب

وكيفَ حالُ أختنا

هل كبرتْ.. وجاءها خُطّاب؟

وكيفَ حالُ جدّتي

ألم تزلْ كعهدها تقعدُ عندَ البابْ؟

تدعو لنا…

بالخيرِ.. والشبابِ.. والثوابْ!

وكيفَ حالُ بيتنا

والعتبةِ الملساء.. والوجاقِ.. والأبوابْ؟

سمعتُ في المذياعْ

رسائل المشرّدينَ.. للمشردينْ

جميعهم بخيرْ!

لكنني حزينْ..

تكادُ أن تأكلَني الظنونْ

لم يحملِ المذياعُ عنكم خبراً..

ولو حزينْ

ولو حزينْ

====



الليلُ – يا أمّاهُ – ذئبٌ جائعٌ سفّاحْ

يطاردُ الغريبَ أينما مضى..

ويفتحُ الآفاقَ للأشباحْ

وغابةُ الصفصافِ لم تزلْ تعانقُ الرياحْ

ماذا جنينا نحنُ يا أماهْ؟

حتّى نموتَ مرّتين

فمرّةً نموتُ في الحياة

ومرةً نموتُ عندَ الموتْ!

هل تعلمينَ ما الذي يملأني بكاء؟

هَبي مرضتُ ليلةً.. وهدَّ جسمي الداء!

هل يذكرُ المساءْ

مهاجراً أتى هنا.. ولم يعدْ إلى الوطن؟

هل يذكر المساءْ

مهاجراً ماتَ بلا كفنْ؟

يا غابةَ الصفصاف! هل ستذكرين

أن الذي رَموْه تحتَ ظلّكِ الحزينْ

-كأيِّ شيءٍ ميّتٍ – إنسانْ؟

هل تذكرينَ أنني إنسانْ

وتفظينَ جثتي من سطوةِ الغربانْ؟

أمّاهُ يا أماه.

لمن كتبتُ هذهِ الأوراق

أيُّ بريدٍ ذاهبٍ يحملها؟

سُدَّت طريقُ البرِّ والبحارِ والآفاقْ..

وأنتِ يا أمّاه

ووالدي، وإخوتي، والأهلُ، والرفاقْ..

لعلّكم أحياءْ

لعلّكم أمواتْ

لعلّكم مثلي بلا عنوانْ

ما قيمةُ الإنسان

بلا وطن

بلا علَمْ

ودونما عنوانْ

ما قيمةُ الإنسانْ؟



الشاعر/ محمود درويش



رقيه 25 / 03 / 2009 11 : 08 PM

كلمات رائعة ومؤثرة

بارك الله فيك اخي على الموضوع الجميل المؤثر

فتى الأندلس 25 / 03 / 2009 19 : 11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقيه (المشاركة 94038)
كلمات رائعة ومؤثرة

بارك الله فيك اخي على الموضوع الجميل المؤثر

بارك الله فيكم على المرور الكريم

واستأذنكم العودة وتكملة الموضوع

فقد اضفت له الخاتمة



الفهد 25 / 03 / 2009 31 : 11 PM

ما أجمل الكلمات

فعلا مؤثرة ورائعة

مشكور على نقلها لنا

فتى الأندلس 27 / 03 / 2009 39 : 02 PM

أكرمكم الله أخى الكريم

وشكرا لكم لمروركم الطيب


======

أقولُ للمذياع.. قلْ لها أنا بخيرْ

أقولُ للعصفورِ

إن صادفتَها يا طيرْ

لا تنسني، وقلْ بخيرْ

أنا بخيرْ

أنا بخيرْ

ما زال في عينيَّ بصرْ!

ما زالَ في السّما قمرْ!

وثوبي العتيق، حتى الآنَ، ما اندثرْ

تمزقت أطرافهُ

لكنني رتقتهُ.. ولم يزلْ بخيرْ

وصرتُ شاباً جاوزَ العشرين

تصوريني.. صرتُ في العشرينْ

وصرتُ كالشبابِ يا أمّاه

أواجهُ الحياه

وأحملُ العبءَ كما الرجالُ يحملونْ

وأشتغل

بهاء الدين السماحي 27 / 03 / 2009 36 : 07 PM

جزاك الله خيرا

ابو الوليد البتار 27 / 03 / 2009 40 : 08 PM

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخي الفاضل فتى الاندلس


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط