![]() |
شاردة: أيها المظلوم، من الظالم ؟ شاردة: أيها المظلوم، من الظالم ؟ شاردة : عجباً لهذا الإنسان.. يصيح ويشكو من ظلم العباد له .. وهو أوّل من يظلم نفسه.. يقترف من الذنوب في الليل والنهار ما يكون به ظالماً لنفسه .. باغياً عليها .. ثم يعجب إذا ظلمه غيره من النّاس.. فكيف تشكو من ظلم الناس لك وأنت - أقرب الناس لنفسك - ظالم لها ؟ ولولا ظلم العباد لأنفسهم ما أبقى الله على ظالم لغيره.. ولكن الله يقتص للعباد من العباد .. ولهم من أنفسهم .. قال ابن القيّم – رحِمَه الله - : "وهذا من حكمته – سبحانه - أن يسلط الضعيف من خلقه الذي لا مؤنة له على القوي ، فينتقم به منه ، وينزل به ما كان يحذره منه ، حتى لا يستطيع لذلك ردا ولا صرفا قال تعالى: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}.. فواحسرتاه على استقامة مع الله وإيثار لمرضاته في كل حال يمكّن به الضعيف المستضعف حتى يرى من استضعفه أنه أولى بالله ورسوله منه . ولكن اقتضت حكمة الله العزيز الحكيم أن يأكل الظالم الباغي ويتمتع في خفارة ذنوب المظلوم المبغي عليه ، فذنوبه من أعظم أسباب ا لرحمة في حق ظالمه . كما أن المسؤول إذا ردّ السائل فهو في خفارة كذبه ، ولو صدق السائل لما أ فلح من ردّه . وكذلك السارق وقاطع الطريق في خفارة منع أصحاب الأموال حقوق الله فيها ، ولو أرادوا ما الله عليهم فيها لحفظها الله عليهم. وهذا أيضا باب عظيم من حكمة الله يطّلع الناظر فيه على أسرار من أسرار التقدير وتسليط العالم بعضهم على بعض ، وتمكين الجناة والبغاة ، فسبحان من له في كل شيء حكمة بالغة وآية باهرة ، حتى أن الحيوانات العادِيَة على الناس في أموالهم وأرزاقهم وأبدانهم تعيش في خفارة ما كسبت أيديهم ، ولولا ذلك لم يسلط عليهم منها شيء. ويحكى أن بعض أصحاب الماشية كان يشوب اللبن ويبيعه على أنه خالص ، فأرسل الله عليه سيلا فذهب بالغنم فجعل يعجب ، فأُتِى في منامه فقيل له : أتعجب من أخذ االسيل غنمك ؟! إنه تلك القطرات التي شبت بها اللبن اجتمعت وصارت سيلاً . فَقِس على هذه الحكاية ما تراه في نفسك وفي غيرك تعلم حينئذ أن الله قائم بالقسط وأنه قائم على كل نفس بما كسبت وأنه لا يظلم مثقال ذرة » [مفتاح دار السّعادة 1/361] |
جزاك الله خير شيخ ابو الوليد ابعدنا الله عن الظلم والظالمين |
اللهم امين جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة مزنة على حرصك ومرورك الكريم وفقكم الله لكل خير |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي