ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   حديث الجمعة {{التفكر في الموت}}...!!! (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=1654)

محب الرسول 21 / 02 / 2008 58 : 08 PM

حديث الجمعة {{التفكر في الموت}}...!!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله علام الغيوب ،حدد الآجال بزمن مضروب فتنبه لها العاقل وغفل عنها اللعوب،أحمده سبحانه وأشكره على جزيل عطائه وبذله الموهوب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له لايؤمل سواه في هول الخطوب ولا يرتجى غيره لتفريج الكروب وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله سعى في تبليغ دعوة ربه بجهد دؤوب ، ففتح به الله الأعين والآذان ونور بدعوته القلوب ،فصلي اللهم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد احبتي في الله : كما أن الحياة آية من آيات الله فالموت كذلك آية أخرى تضاد الحياة ، ولكنها لا تقل عنها عجباً ، ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [ البقرة : 28 ] . والتفكر في هذه الآية تفكر في خلق من خلق الله وعجائبه الدالة على عظيم قدرة الله، وعجيب أمره ، يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له ، فخر ميتاً ، فنزل الأعرابي عنه ، وجعل يطوف به ، ويتفكر فيه ، ويقول : مالك لا تقوم ؟ مالك لا تنبعث ؟ هذه أعضاؤك كاملة ، وجوارحك سالمة . ما شأنك ؟ ما الذي كان يحملك ؟ ما الذي كان يبعثك ؟ ما الذي صرعك ؟ ما الذي عن الحركة منعك ؟ ثم انصرف متفكراً في شأنه ، متعجباً من أمره . وقد وعظ الله رسوله بالموت فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) [ الزمر : 30 ] ، وفي الحديث الذي يرويه الطبراني في الأوسط ، وأبو نعيم في الحلية ، والحاكم في مستدركه ، وغيرهم عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، عش ما شئت ، فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس " . وقد كان هذا دأب الصالحين يعظون أنفسهم بالموت ، ويعظون الناس به ، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل " رواه البخاري في ترجمة باب : الأمل وطوله (6) . ومن عظات العلماء ما جاء في تذكرة القرطبي : " تفكر يا مغرور في الموت وسكرته ، وصعوبة كأسه ومرارته ، فيا للموت من وعد ما أصدقه ، ومن حاكم ما أعدله ، كفى بالموت مفزعاً للقلوب ، ومبكياً للعيون ، ومفرقاً للجماعات ، وهادماً للذات ، وقاطعاً للأمنيات . فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك ، وانتقالك من موضعك ، إذا نقلت من سعة إلى ضيق ، وخانك الصاحب والرفيق ، وهجرك الأخ والصديق ، وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر ، وغطوك من بعد لين لحافها بتراب ومدر ، فيا جامع المال ، والمجتهد في البنيان ، ليس لك من مالك والله إلا الأكفان ، بل هي للخراب والذهاب ، وجسمك للترائب والمئاب . فأين الذي جمعته من المال ؟ فهل أنقذك من الأهوال ، كلا بل تركته لمن لا يحمدك ، وقدم بأوزارك على من لا يعذرك " . ونقل القرطبي رحمه الله عن يزيد الرقاشي أنه كان يقول لنفسه : " ويحك يا زيد من ذا يصلي عنك بعد الموت ؟ من ذا يصوم عند بعد الموت ؟ من ذا يرضي عنك ربك بعد الموت ؟ " . ثم يقول : " يا أيها الناس ، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم ؟ من القبر طالبه ، والقبر بيته ، والتراب فراشه ، والدود أنيسه ، وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر ، كيف يكون حاله ؟ "
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته
يبقى الإله ويفنى المال والولد
لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه
والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له
والإنس والجن فيما بينها ترد
أين الملوك التي كانت لعزتها
من كل أوب إليها وافد يفد
حوض هنالك مورود بلا كذب
لا بد من ورده يوماً كما وردوا

أيها الأحبة في الله لنكن صرحاء مع أنفسنا كم مرة في اليوم نذكر الموت أم أنه لا يخطر لنا على بال ؟ كم مرة نزر المقابر للاعتبار؟ أم أنا نزورها فقط إذا كانت هناك جنازة قريب أو صديق لتأدية الواجب، هل ربينا أنفسنا وأزواجنا وأولادنا على الاستعداد لتلك اللحظات،أيها الأحبة في الله إني أناديكم من هذا المكان المبارك وفي هذا الزمان المبارك أن نتوب إلى الله وأن ننخلع من جميع ما مضى من ذنوب وعصيان وأن نفتح صفحة جديدة نملؤها بإذن الله طاعة وتقوى فهيا بنا قبل أن تبرد منا القدمان وتيبس اليدان وينعقد اللسان وتجحض العينان و يغلق باب التوبة فنصيح ونتألم ونندم ولكن وقتها لا ينفع الندم.اللهم انا نسألك حسن الخاتمة اللهم ثبتنا عند سكرات الموت بقول لا اله الا الله محمد رسول الله سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وحتى نتلتقي في الجمعة القادمة استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


محب الرسول صلى الله عليه وسلم

ابراهيم عبدالله 21 / 02 / 2008 58 : 10 PM

جزاك الله خيرا اخى الكريم محب الرسول
على هذه الموضوعات الطيبة جعلها الله
فى مثقلات موازين حسناتك

شريف2008 22 / 02 / 2008 46 : 03 AM

جزاك الله خيرا اخى الفاضل
محب الرسول


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط