![]() |
لماذا الحَزَن ؟ لماذا الحَزَن ؟ لماذا نحن في حياتنا لدينا المهارة الكبرى على خلق الحزن وأسبابه ، وليس لدينا المهارة فيها على خلق الفرح وأسبابه ؟ ففي مشاهير علماء الأمصار لابن حبان (1/32) في ترجمة : سهل بن سعد بن مالك أبو العباس الساعدي ، وكان اسمه حزن فسماه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ سهلا " .إذا حدث في حياتنا ما يستوجب الحزن أفرطنا فيه ، وبالغنا في الحزن على أي شيء يحصل لنا . كثير منا إذا لم يجد سبباً من أسباب الحزن أو الاكتئاب أوجده ، بدلاً من أن يسعى في إيجاد أسباب الفرح ، كأن الفرح عليه حرام . ينازع في الشيء التافه والحقير فيحزن من أجل ذلك فيجعل من الشيء الصغير كبيراً. والبعض ولو فرح بالحياة وابتهج فيها أو بها ، فابتهاج قليل يعقبه حزن طويل .. الإنسان المسلم قائم بواجباته تجاه ربه ، مبتعدٌ عما حرم الله عليه ، فلماذا يحزن ، لماذا ي*** الحزن على نفسه وعلى من حوله ؟ بعض الناس يظن أن أسباب الفرح والسعادة كلها في الظروف الخارجية . وهذا ليس بصحيح ، فالسعادة تعتمد على النفس أكثر مما تعتمد على الظروف ، وفي الناس من يشقى في النعيم ، ومنهم من ينعم في الشقاء .. كما قال الشاعر : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ومن الناس من لا يستطيع أن يشتري ساعة واحدة سعيدة ضاحكة مستبشرة يعيشها في حياته بأغلى الأثمان ، ومنهم من يستطيع أن يشتريها بأتفه الأثمان . يشتريها بلا شيْ . من الناس من لا يستطيع أن يضحك ضحكة عميقة من قلبه . ولو ضحك تفاءل شراً وقال لنفسه ولمن حوله : نعوذ بالله من شر هذا الضحك . يتوقع أن شراً سوف يحصل بعد هذا الضحك وهذه السعادة ، فيعود إلى حزنه ، كأن الأصل فيه الحزن والهم . هَمٌ ، واستسلام للحزن ، و خوف من توقع المكروه ، وإفراط في تقدير الآلام ، وتهويل الصغائر ، وجزع من توافه الأمور . والنتيجة : ضعف في الحياة ، ضعف في الإنتاجية ، كآبة وبؤس وعدم فأل ، وتأفف ، وأمراض نفسية ، وغير نفسية . في النهاية عدم إنتاجية .. وحُرقةٍ أورثَتْها فُرقةٌ دَنفاً *** حَيرانَ لا يهتدي إلاّ إلـى الـحَزَنِ فـي جسمه شُغُلٌ عن قلبه وله *** فـي قلبه شغلٌ عن سائر البدنِ فديننا عظيم ، والحياة فيه سعيدة ، بل هي والله من أجمل الحياة . الرضا والفرح والسرور بالله سبحانه من أعظم أنواع الفرح والسرور في الدنيا والآخرة . قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْأُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) ( النحل97 ) فهذا في الدنيا ، ثم قال : ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ َعْمَلُونَ ) ( النحل97 ) فهذا في البرزخ والآخرة . حكاه ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الوابل الصيب ( ص 94 ، 95) . فالمحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه . ذكره ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الوابل الصيب ( ص 96) . والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعوذ بالله من الهم والحزن . كما في حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ في الصحيحين . وغيّر أسماء بعض الصحابة من الحزن إلى السهل .. وجاء في التاريخ الكبير للإمام البخاري ـ رحمه الله ـ ( 3/111) في ترجمة : حزن بن عمرو بن عائذ المخزومي القرشي . كتبه" قال علي ومحمود ، حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبيه ، عن جده ؛ أنه أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : " ما اسمك " ؟ قال : حزن . قال : " بل أنت سهل " . قال : لا أغير اسماً سمانيه أبي . قال ابن المسيب : فما زالت الحزونة فينا بعد . " أهـ فاسعد مادامت أسباب الحزن والهم بعيدة عنك ، فإذا وقعت وقدرها الله فقابلها بالرضا عن الله ، والصبر ، والاحتساب ، وادفعها بأسبابها بشجاعة ، واعتدال ، وتوكل على الله تعالى : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) ( الشرح 5 ، 6) وافرح واحمد الله على ذهابها : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) (فاطر34) . فالحياة مرحلة عابرة لا تستحق أن يقضيها الإنسان بكثرة الهموم والغموم المتعلقة بها إذا بليت فثق بالله وارضَ به *** إن الذي يكشف البلوى هو الله أما هم الآخرة والعمل لذلك فليس بهم ينغص على الإنسان حياته ، بل هو سبب سعادته ورضاه في الدنيا والآخرة . فلماذا نحزن ؟ ضيدان بن عبد الرحمان اليامي |
رد: لماذا الحَزَن ؟ جزاك الله خيرا اخي ****** |
رد: لماذا الحَزَن ؟ بارك الله فيكم اخي ****** علي هذا الموضوع الطييب اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا |
رد: لماذا الحَزَن ؟ بارك ألله فيك و جزاك الله خيرا أخي ****** طويلب علم أللـهـم اغـفـر لـه ولـوالـديـه مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر.. وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار.. و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن .. وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة .. ووالدينا ومن له حق علينا ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. . |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي