ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   الإسقاطات العَلمانية. (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=28395)

أبو عادل 11 / 04 / 2010 07 : 11 PM

الإسقاطات العَلمانية.
 
http://slaw.unblog.fr/files/2008/06/salam.gif






أوقف السائق سيارته في الطريق العام لأداء الصلاة فقال العَلماني (بفتح العين): هذا هو الإسلام، والنتيجة الحتمية للأخذ بالدين، والحل في رأيه تهميش الدين أو القضاء عليه ، فلا للدين ونعم للعَلمانية (بفتح العين)، هذا ما قاله أحد العَلمانيين في أخبار الخليج يوم السبت 20/3/2010م وقال (إن هذا السائق وما قام به هو خير مثال على مدى اهتمام الفرد المسلم بالآخرة وإعطائها الأولوية القصوى مقارنة بالعالم الواقعي) ثم قال: (وبالطبع هناك الكثيرون من المسلمين يؤيدون هذا الفرد الذي يقوم بواجبه خير قيام، هذا هو المطلوب من كل متدين حقيقي في نظرهم وهم يستشهدون بالآيات القرآنية (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى{17}) (الأعلى 17) (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{4}) (الضحى 4) (وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{32}) (الأنعام 32)، (انتهى).
هكذا اتخذ هذا العَلماني من هذا السلوك الفردي الخاطئ مناسبة لبيان عدم صلاحية الدين للحياة، وادعى من دون بينة أو دراسة علمية، أو استطلاع رأي أن هناك الكثيرين من المسلمين يؤيدون هذا السلوك الخاطئ، ويفترض أنهم سيقولون (هذا هو المطلوب من كل متدين حقيقي في نظرهم).
وكان الأجدر بهذا الكاتب أن يقول: أن هذا السائق خالف تعاليم الإسلام، والهدي النبوي في حقوق الطريق، فإماطة الأذى عن الطريق صدقة كما بين المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح , ومن هديه صلى الله عليه وسلم)اعطاء الطريق حقه) , وأن الرجل رفع غصن شوك من الطريق فشكر الله له، وأن آخر قطع شجرة له كانت تعوق حركة الطريق فغفر الله له , ولكن الكاتب أغفل كل هذا واسقط ما في نفسه وكال التهم للدين والمتدينين، ودعا إلى العَلمانية (بفتح العين) الداعية إلى حبس الدين في الزوايا والتكايا ومساجد العجزة والمقهورين والمهمشين في الحياة.
كما اتخذ الكاتب من سلوك بعض الموظفين الذين يعملون في الدوائر الحكومية أو حتى غير الحكومية، والذين ما أن يحين وقت الصلاة إلا وتوقفوا عن العمل وغادروا مكاتبهم متجهين للصلاة، وهم في دوام عملهم الرسمي، تاركين وراءهم الأشخاص الواقفين في الطابور ينتظرون دورهم لتخليص معاملاتهم، (انتهى بتصرف.(
وبدلا من أن يقول الكاتب إن صلاة الظهر تحين بعد أربع أو خمس ساعات من بداية الدوام، وان في الدولة العَلمانية يعطون العامل والموظف فترة استراحة مدة نصف ساعة يشرب فيها الشاي ويتناول البسكويت ليعود للعمل نشيطا، وعلينا أن نعطي الموظفين في ديارنا نصف ساعة للراحة يعلن فيها وقت أذان الظهر ويعود الموظف والمراجع لعمله ومراجعته، وإن كان غير مسلم فعليه إتباع أوقات الراحة وحسابها في تخليص معاملته، حلال على الغربيين الاستراحة وحرام على المسلمين والعرب هذه الاستراحة، إنه لأمر عجاب!

يقول الكاتب: (هل يتقبل أي فرد من مواطني الدول العَلمانية، بريطانيا كان أو أمريكيا أو يابانيا، مثل هذا السلوك أو مثل هذه الظاهرة المتفشية لدينا؟ أليس هذا السلوك ابتعادا عن الحضارة، بل أليس هذا احتضارا للتمدن في بلدنا؟ أليس هذا الركض وراء الآخرة - بصورة مبالغ فيها - وبشتى الطرق هو الذي يعوق تطورنا، وتطور عالمنا الواقعي الذي نعيش فيه نحو الأفضل؟ وهل صحيح أن ديننا يصلح لكل زمان ومكان؟).
ونسي هذا العَلماني أنهم توصلوا في اليابان إلى أن إعطاء الموظف فترة للنوم على مكتبه أثناء الدوام يؤدي إلى تجديد نشاطه وزيادة إنتاجه وتركيزه، هذا عندهم يؤدي إلى التقدم وعندنا يؤدي إلى التخلف كما يزعم الكاتب، التخلف يكمن في النفسية والعقلية اللتين تفسران الأحداث تفسيرا مَرَضيا (بفتح الميم والراء)، وتريان كل سلوك من المسلم يؤدي حتما للتخلف، وان ديننا هو سبب تخلفنا، ولذلك لم ير هذا العَلماني (بفتح العين) حوادث المرور القاتلة للمخمورين من السائقين في أوروبا، ولم ير حمل المراهقات ووضعهن أطفالهن في دورات مياه المدارس والمصانع والمصالح الحكومية، ولكنه رأى السائق المسلم والموظف المسلم إن أخطآ فدينهما سبب التخلف.
ويسأل الكاتب هل صحيح أن ديننا يصلح لكل زمان و مكان؟
نقول للكاتب لا ينكر أن ديننا صالح لكل زمان ومكان إلا جاهل بالدين والفهم المقاصدي للدين، أما من يؤمن بأن الدين من عند العليم الخبير القائل: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) (المائدة/3) فهو يؤمن بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وإلا ما جعله الله الدين الخاتم الكامل كما قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً...) (المائدة/3).
الخلل يقع في عقيدة الكاتب تجاه الدين والمهاجم لكل ما جاء به والمصرح بذلك في الكثير من مقالاته.
والعقلية نفسها جعلت من إعلان الأذان تلوثا بيئيا ضوضائيا، وكل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويقيم الصلاة يجد في الأذان راحة نفسية، وتكرار الأذان خمس مرات يشجيه ويريحه كما يؤذي الأذان العَلمانيين والشياطين خمس مرات في اليوم.
يقول الكاتب : (والحق أننا نخدع أنفسنا كثيرا عندما نقلل من التطور العلمي والتقدم الحضاري والتنوير الاجتماعي في الدول العَلمانية ونبالغ في وصفها جزافا بأمور سلبية كالتفسخ الاجتماعي والانحلال الأخلاقي والانحطاط التربوي وهي أمور نسبية بالطبع ونغض النظر عن هذه الأمور المتفشية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية مستخدمين في ذلك سياسة النعامة) انتهى.
وأنا أسال الكاتب: ماذا تقول عن الصداقة والمخادنة بين الرجل والمرأة في الغرب والإنجاب قبل الزواج؟
ماذا تقول في الإحصاءات التي أثبتت أن (50%) من الفرنسيين لا يعرفون آباءهم؟
ماذا تقول في تفشي الزنى وغياب الأمن الاجتماعي في أمريكا وانجلترا وفرنسا؟
ماذا تقول عن تآكل عدد المواليد في تلك البلاد؟
إنها من النتائج الحتمية لغياب التربية الخلقية الربانية، وترك العنان للشهوات والملذات وزواج المثليين وغياب الإيمان باليوم الآخر والبعث والحساب، واعتقادهم أنها أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكهم إلا الدهر، والبقاء عندهم للأقوى بطريقة البندقية (كما حدث مع الهنود الحمر)، والمدفع (كما يحدث الآن في أفغانستان)، وللقنابل الذرية (كما حدث في ناجازاكي وهيروشيما)، والعامل الكيماوي الهرموني الأصغر المسرطن (كما حدث في فيتنام)، والتعذيب والدمار (كما حدث في العراق وأبي غريب وجوانتنامو وغيرها من دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والبلقان ).
إذا كانت عين الكاتب عميت عن ذلك فأعيننا تراها، ونحن نقدر التقدم العلمي والتقني الغربي ونرفض الشذوذ الجنسي وزواج المثليين، والتدمير الغربي للإفريقيين والآسيويين والعرب والمسلمين وغيرهم.
إن الأخطاء التي يقع فيها المسلمون ناتجة عن عدم فهمهم للدين، والجهل به نتيجة للتربية الغربية، والدول العربية العَلمانية التي همشت الدين في المدارس والإعلام، وقضت على الوقف التعليمي الإسلامي، لكن عندما فهم المسلمون دينهم علموا وطبقوا مبدأ (إماطة الأذى عن الطريق صدقة) ومساعدة الفقير وذي الحاجة صدقة، وتحصيل العلم النافع وتطبيقه عبادة وصدقة جارية، وان على المسلم تعمير الكون بنواميس الله في الخلق، وان التمكين العلمي الخلقي من الواجبات الإسلامية، والحضارة الإسلامية شاهدة على هذا , وما نحن فيه من تخلف هو ناتج عن السياسة الدنلوبية في تدريس الدين والعلوم الكونية، وفصل الدين عن الحياة في مناهجنا الدراسية وفق هذه السياسة الدنلوبية الاستعمارية التي مازالت قابعة في مناهجنا الدراسية ويحميها العَلمانيون (بفتح العين) من الحكام والمتنفذين والكتاب.
علينا أن نعلم أن كل ابن ادم خطاء وان كل يؤخذ منه ويرد إلا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والذين يتصيدون الأخطاء الفردية لينسجوا منها المقالات يريدون بشرا لا يخطئون، وهذا يصادم طبيعة الأشياء وخصائص الإنسان البشرية.
علينا أن نحاكم التعاليم الشرعية الصحيحة والفهم الصحيح لها وفق ما أمر الله , ولا نسقط عليها الأخطاء البشرية, فمن الهدي النبوي أن كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون وهذا من رحمة الله بعباده ومن يسر الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان وهذا ما جهله العَلمانيون أو تعمدوا إغفاله.

أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى
www.nazme.net
أخبار الخليج – الملحق الإسلامي – الجمعة 17 ربيع الآخر 1431هـ - 2 ابريل 2010م.




عمرو القوصي 12 / 04 / 2010 30 : 02 AM

رد: الإسقاطات العَلمانية.
 
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/572-Thansk.gif

الفارس الاسلامي 12 / 04 / 2010 02 : 03 PM

رد: الإسقاطات العَلمانية.
 
بوركت اخي في هذا النشر الطيب

محمد نصر 29 / 04 / 2010 59 : 03 PM

رد: الإسقاطات العَلمانية.
 
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بوركتم اخي ****** ابو عادل

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

أبو عادل 29 / 04 / 2010 12 : 05 PM

رد: الإسقاطات العَلمانية.
 

جزاني وإياكم على مروركم الكريم.
اللهم ارزقنا الإخلاص في العمل.


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط