![]() |
النداء العاشر :( الدعوة بالحجة والبرهان لعبادة الله تعالى ) النداء العاشر : ] الدعوة بالحجة والبرهان لعبادة الله تعالى[ ]قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[{يونس 104}. يوجه الحق سبحانه رسوله r ليرد على تشكيك المضلِّين،من كفار قريش،وكان ذلك في بداية الدعوة،حيث كالت قريش للنبي r التهم،مرة أنه شاعر،وتارة أنه كاهن،وحينا بأنه مجنون ] بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ [ {ق5}.مع أنهم كانوا يلقبونه بالصادق الأمين،واستمروا في حفظ أموالهم عنده بعد النبوة.ولما تتابعت المعجزات ورأوا ثبات النبي r على دينه،وازدياد عدد المسلمين،بدأوا يقدموا التنازلات،فعرضوا أن يعبدوا الله تعالى عاما،ويعبدوا الأصنام عاما،واشترطوا إن أسلموا أن لا يجمعهم مع الفقراء والعبيد.كلُّ ذلك من كِبرهم الذي أعماهم عن نور النبوة،وبقوا ينظروا إلى الرسول r أنه يتيم أبي طالب. وفي هذا النداء يلقن الحق سيد الخلق r حجته في مواجهة مكائد المشركين،فإن قيل: لم قدم النفي على الإثبات؟ أجاب الفخر الرازي:(إنما وجب تقديم هذا النفي لما ذكرنا،أن إزالة النقوش الفاسدة على اللوح،لا بدَّ أن تكون مقدمة على إثبات النقوش الصحيحة في ذلك اللوح،وإنما وجب هذا النفي ،لأن العبادة غاية التعظيم،وهي لا تليق إلا بمن حصلت له غاية الجلال والإكرام ،وأما الأوثان فإنها أحجار،والإنسان أشرف حالا منها،وكيف يليق بالأشرف أن يشتغل بعبادة الأخس)[1]. قوله تعالى :]قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ [ عند موتكم،وهذه من صفات الأفعال،فهو المحيي والمميت،والخالق الرازق. وإذا قيل:لم خصَّ الحق صفة التوفي دون غيرها؟.الجواب:أن هذا يتضمن تهديدهم ،لأن ميعاد عذابهم الوفاة[2]. قوله تعالى : ]مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[ المصدقين بآياته،وأن يطابق عمل الجوارح تصديق القلب،قال الرازي:(اعلم أنه لما ذكر العبادة،وهي من جنس أعمال الجوارح،انتقل منها إلى الإيمان والمعرفة،وهذا يدل على أنه ما لم يصر الظاهر مزيناً بالأعمال الصالحة،فإنه لا يحصل في القلب نور الإيمان والمعرفة)[3]. وهذه قاعدة أهل السنَّة ،أن الإيمان قول وعمل.فالعمل بلا تصديق خواء لا خير فيه،وهو صورة بدون حقيقة،وأما إيمان بدون عمل فهو ادعاء كاذب،وشجرة بلا ثمرة،ولذا تجد الإيمان مقرونا بالعمل الصالح في الكتاب العزيز. http://www.alhodaway.com/fckeditor/e...ges/spacer.gif1) التفسير الكبير 17/308 http://www.alhodaway.com/fckeditor/e...ges/spacer.gif2) زاد المسير 4/70 http://www.alhodaway.com/fckeditor/e...ges/spacer.gif3) التفسير الكبير 17/308 |
رد: النداء العاشر :( الدعوة بالحجة والبرهان لعبادة الله تعالى ) |
رد: النداء العاشر :( الدعوة بالحجة والبرهان لعبادة الله تعالى ) |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي