ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   نظرة في سورة الهُمَزةِ (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=53220)

شريف حمدان 24 / 04 / 2012 36 : 05 PM

نظرة في سورة الهُمَزةِ
 
السلام عليكم ورحمه الله

نظرة في سورة الهُمَزةِ

الدكتور عثمان قدري مكانسي



قال العلماء : الويل وادٍ في النار يسيل من صديد أهلها وقيحهم ، وهو – بمعنى عام – العذاب الشديد – نعوذ بالله تعالى منه أياً كان ولا أحِبُّ أن أتصوره فليس لنا به طاقة. فهو العذاب بعينه وقد قيل إن حجارته تتعوّذ منه. نسأل الله العفو والعافية .
ولكنْ لِمَنْ أُعِدّ هذا الوادي أو هذا العذاب ؟
يقول تعالى : إنه أُعِدّ للهمّاز اللمّاز { ويل لكل هُمَزة لُمَزة }.
اختلف المفسّسرون في تعريف الهُمزة اللمَزة ‘ فقال بعضهم :
الهُمَزة : من يأكل لحوم الناس بالغِيبة والنميمة ومن يطعنهم باليد وباللسان .
اللُّمزة : من يحرك عينه مشيراً بتهكم أو يطعن أنسابهم بلسانه .

وأظنّ الهُمَزة واللمَزة يتعاوران ما ذكرَ المفسرون من إيذاء باللسان والعين فقط ، بينما أخواتهما من ( الوكز واللكز والنكز ..) إيذاء باليد والعصا وغيرهما ، يضاف إليها (اللكم واللطم واللخم..).
من صفات الهُمَزة اللُمَزة الذميمة التي أدت إلى الويل والعذاب جمعُ المال بكل الوجوه حلالِها وحرامِها ، سلبِها ونهبها ، بيعها وشرائها ، أتاواتها ومكوسِها. فالمُهمُّ عند صاحبها الجمعُ كيفما كان وحيثما اتفق.
يضاف إلى ذلك البخلُ والشح ، ومَن جمَعَ المالَ بكل الطرق لا ينوي صرفه فيما يريد الله تعالى بل يتلذذ بِعدّهِ والاحتفاظ به ، لهذا قال تعالى { الذي جمع مالاً وعدّده } وهذا يذكرنا بقوله سبحانه : { جمع فأوعى } والمعنى هنا وهناك مؤداه واحد، من تكديس الأموال والتمتع باحتوائها وتكثيرها. ويحضُرنا قوله صلى الله عليه وسلم في النعي على أمثال هؤلاء :
" ما من يوم طلعت شمسه إلا وبجنبيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غيرَ الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم إنّ ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ولا آبت الشمس إلا وكان بجنبيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلقُ الله كلهم غيرَ الثقلين : اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا ".
رواه المنذري في الترغيب والترهيب.

ومن صفات الهُمَزة اللُّمَزة أنه ينشغل بجمع المال عن الموت والدار الآخرة ، فيحسب أنه خالد في الدنيا ، فيعمل لها غافلاً عن النهاية التي تسرع إليه كما غَيَّبتْ أسلافه وستغيِّب أخلافه.لكنه الحرصُ على الدنيا والانشغالُ بها يَعمي القلوب ويَذهب بالأبصار.
ثم تأتي كلمة ( كلا ) التي تقرع الأسماع وتتهز القلوب خوفاً وفزعاً لتنبه بقوة وإلحاح إلى الحقيقة التي يتناساها الغالبية البشرية عماية وجهلاً :
{ إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى * إنّ إلى ربك الرجعى } .
فماذا بعد { كلا }؟ إنها الجملة التي تعصف بالالباب :
{ ليُنْبَذنّ في الحُطمة } .
إن ( النبذ) إلقاءُ المرء محتقراً منبوذاً في مجاهل النار المحرقة التي تَحْطِم الضلوع وتأكل العيون والآذان والأيدي والرؤوس ، وتذيب الصخر والجماد. وما سميت { الحُطَمة } إلا لأنها تكسر كل ما يلقى فيها وتحطمه وتهشّمه .
فما هذه النهاية المخيفة التي يتناساها الناس ويغفلون عنها ؟!
إنها والله لَنهاية بئيسة مرعبة ومفزعة.

وتزداد وتيرة الخوف والهلع بصيغة الاستفهام { وما أدراك ما الحُطمة }؟ وهذا الأسلوب الاستفهامي يتكرر في كثير من سور القرآن لبيان فداحة الأمر وشدة كربه: { وما أدراك ما الحاقة }، { وما أدراك ما يوم الدين } .. ويجيب القرآن بأسلوب مَهُولٍ تقشعر له الأبدان وتهتز له النفوس : { نار الله الموقدة } لم يوقدها بشر ولا ملَك ولا مخلوق مهما جل شانه وعظُمت مكانته ،ولا تنتسب إلى ناقص وضعيف إنها نار الله الموقدة . وقد تخف النار وتضعف إلا نارَ الله تعالى التي تأكل الأجساد وتصل إلى القلوب فلا تأكلها بل تعود الأجساد كما كانت ليبدأ العذاب من جديد . أتدرون السبب ؟ إن القلب إذا أكلته النار مات صاحبه وارتاح من العذاب ، والكفرة أصحاب النار خالدون فيها لا يُفَتّر عنهم العذاب .
ولا مهرب من جهنم ولا خلاص لأعداء الله منها . وأين الهروب ؟ { إنها عليهم مؤصدة } وإيصاد الباب دون فروج ولا منافذ . لا هواء بارداً يخفف عنهم حرها مغلقةٌ إغلاقاً محكماً يزيد في الكمد والحزن المتنامي .. قد سُدّ عليهم كلُّ أمل في النجاة { مؤصدةٌ في عَمَد ممددةٍ } .

يذكر القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية، فيقول:
في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ثم إن الله يبعث إليهم ملائكة بأطباق من نار , ومسامير من نار وعمد من نار , فتطبق عليهم بتلك الأطباق , وتشد عليهم بتلك المسامير , وتمد بتلك العمد , فلا يبقى فيها خلل يدخل فيه روح , ولا يخرج منه غم , وينساهم الرحمن على عرشه , ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم , ولا يستغيثون بعدها أبدا , وينقطع الكلام , فيكون كلامهم زفيرا وشهيقا ; فذلك قوله تعالى : { إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممددة }) .

وقال قتادة : { عمد } يعذبون بها . واختاره الطبري . وقال ابن عباس : إن العمد الممددة أغلال في أعناقهم . وقيل : قيود في أرجلهم ; قاله أبو صالح . وقال القشيري : والمعظم على أن العمد أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار . وتشد تلك الأطباق بالأوتاد , حتى يرجع عليهم غمها وحرها , فلا يدخل عليهم روح .
وقيل : أبواب النار مطبقة عليهم وهم في عمد ; أي في سلاسل وأغلال مطولة , وهي أحكم وأرسخ من القصيرة . وقيل : هم في عمد ممددة ; أي في عذابها وآلامها يضربون بها . وقيل : المعنى في دهر ممدود ; أي لا انقطاع له .]

{ فهل من مُدّكر }؟
م،ن
نسأل الله الجنه ونعيمها من غير حساب اللهم آمين

محمد منير 24 / 04 / 2012 48 : 08 PM

رد: نظرة في سورة الهُمَزةِ
 
جزاك الله الجنة

عمى ****** عبد الجواد

تسلم يمينك

محمد نصر 27 / 04 / 2012 10 : 11 AM

رد: نظرة في سورة الهُمَزةِ
 
http://www.mooode.com/data/media/188...1558080022.gif

احمد عبد الرشيد احمد 27 / 04 / 2012 18 : 11 AM

رد: نظرة في سورة الهُمَزةِ
 
بارك الله فيك وجزاك خيرا

عمر عبدالجواد 27 / 04 / 2012 06 : 03 PM

رد: نظرة في سورة الهُمَزةِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/R0233321.gif

شريف حمدان 28 / 04 / 2012 55 : 05 AM

رد: نظرة في سورة الهُمَزةِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد منير (المشاركة 284022)
جزاك الله الجنة

عمى ****** عبد الجواد

تسلم يمينك

http://up.ahlalalm.info/photo2/BXU40788.jpg

شريف حمدان 28 / 04 / 2012 56 : 05 AM

رد: نظرة في سورة الهُمَزةِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد نصر (المشاركة 284729)

http://up.ahlalalm.info/photo2/BXU40788.jpg

شريف حمدان 28 / 04 / 2012 58 : 05 AM

رد: نظرة في سورة الهُمَزةِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد عبد الرشيد احمد (المشاركة 284742)
بارك الله فيك وجزاك خيرا

http://up.ahlalalm.info/photo2/BXU40788.jpg

شريف حمدان 28 / 04 / 2012 59 : 05 AM

رد: نظرة في سورة الهُمَزةِ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر عبدالجواد (المشاركة 284756)

http://up.ahlalalm.info/photo2/BXU40788.jpg


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط