ملتقى أهل العلم - وظيفة خالية في مؤسسة إبليس.

السلام عليكم ورحمه لله

وظيفة خالية في مؤسسة إبليس.

احبتي في الله

لعلكم جميعا بخير
ربنا يحفظكم ويصون دينكم ويجعلنا خدما لدينه حربا على أعدائه سلما على أوليائه .
اليوم أحببت بفضل ربي أ أتدارس معكم أمرا هاما جدا .
لعلنا نتفق جميعا أننا لسنا معصومين وكلنا له أخطاؤه ومهما كان العبد نشيطا في العبادة سباقا للخير فإن له يوما زلة قدم في معصية ما . وهذا لطبيعة بشريته وأن العصمة ماتت يوم دفن النبي صلى الله عليه وسلم . ولكن ستر الله علينا وفضله كبير ولله الحمد .
أليس كذلك ؟
طيب جميل .
ولعلنا إن فتشنا في داخلنا للحظة ربما وجدنا أن سر إقبالنا على بعض المعاصي هو تلك اللذة التي نستشعرها بارتكاب تلك المعصية حتى وإن كانت لذة مؤقتة يعقبها مرارة في القلب . لكن بالنهاية أحيانا يستسلم المرء منا لتلك المتعة الزائلة فتهون المعصية في عينه أو ربما أسرته ببريقها الزائف .
لكن الذي أحتاج لشرح مفصل فيه هو :
ما المتعة التي يجدها بعض العصاة في نشره لمعصيته بين الناس ؟
فهذا فلان المدخن قد تزينت له السجائر فصار يرى في دخانها نشوة له وصار يعتبر فراق سيجارته دربا من المحال فمتعته صارت مع أنفاس يأخذها ودخان يملأ صدره .
أسأل الله أن يتوب على كل مدخن .
ولكن أخي لماذا تحرص على أن تشجع غير المدخن على التدخين أو ربما دفعت المبتدئ لأن يكون مدخنا شرها ؟
ما متعتك في هذا ؟
ماذا تستفيد ؟
أي نشوة في هذا ؟
آه يا أخي لو عرفت بأنك لو لم تدخن إلا سيجارة من أصل عشرين هي محصلة علبة كاملة ثم وزعت بقيتها على الأصحاب والمعارف لحملت وزر العشرين كاملة مع أنك لم تشرب سوى واحدة .
فماذا استفدت من هذا غير الوزر الكبير وربما الندم ؟
اسمع ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث :
"ما من داع يدعو إلى هدى إلا كان له مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا وما من داع يدعو إلى ضلالة إلا كان عليه مثل أوزارهم لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا" .
أرأيت يا أخي ؟
استمتعت بمعصية واحدة لكنك تأتي يوم القيامة وفي عنقك كل من اقتدى بك .
وهذا يرى متعته في رؤية صورا لا ترضي الله لكنه ذهب ينشرها بين أصحابه متفاخرا ومباهيا .
انتبه يا أخي فما المتعة في ذلك ؟
أهذا يزيد نشوتك ؟
أم يحرك شهوتك ؟
أم يعود عليك بأي لذة ؟
وهذه كرهت حجاب العفة والطهر ورأت اللذة في عرض مفاتنها على القريب والغريب .
لكن يا أختاه انتبهي فلماذا تحرصين على إقناع من حولك أن تخلع حجابها ؟
لماذا تحرصين على تشويه لحجاب في عينها ؟
لماذا تعينين الشيطان على أخواتك ؟
أيزيدك خلعها للحجاب جمالا ؟
أيعلي تركها للحجاب من أناقتك ؟
ماذا تستفيدين يا أختاه ؟
اسمعوا قول ربنا في كتابه .
لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ.
ما أثقل حملك يا من حرصك على نشرك معاصيك بين خلق الله.
ما أعظم مصيبتك يا من رضيت بانتشار رذائلك بين عباد الله .
انتبه .
كن فطنا .
إذا ابتليت بمعصية فاستر على نفسك ولتلقى الله بذنبك وحدك عسى الله أن يغفره له بل وربما تاب عليك منه قبل موتك.
لكن ماذا عساك تقول له وقد جئت وفي عنقك عشرات الشباب والفتيات ممن فعلوا فعلك وكنت أنت لهم مشجعا ومعينا ؟
أخشى عليك وعليكِ أن تكونوا ممن قبل الوظيفة الخالية في مؤسسة إبليس .
نعم لا تعجبوا .
فإن إبليس قديما لما تكبر وأبى أن يسجد كما أمره الله لم يكتفِ بمصيبته بل أخذ على نفسه العهد أن يضل بني آدم أجمعين إلا من رحم الله.
اسمع هذه الآية تروي لنا ماذا قال إبليس اللعين .
قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ .
أرأيتم أسرتي
هذا الشيطان لما طرده الله من رحمته لم يتب إلى الله ولم يستغفر .
بل قطع على نفسه عهدا أن يغوي الناس إلا من عصم ربي وهم المخلصين كما قال ربنا .
فاحذروا يا عباد الله من أن تكون لكم نفس وظيفة إبليس فتزل أقدامكم فبدلا من أن تتوبوا وتنيبوا لله . وبدلا من التستر والتواري بالمعصية . ذهبتم تشجعون هذا وهذه وهؤلاء على المعصية .
رفقا بصحيفتكم ورفقا بموقفكم أمام الملك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
ولنقرأ جميعا قول ربنا في الختام :
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ .
فاعتبروا يا أولي الألباب