ملتقى أهل العلم - التسامح لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز

السلام عليكم ورحمه الله

التسامح لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز

التسامح لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز :-
كلمات نسمعها كثيراً خصوصاً في وسائل المواصلات وفي أغلب الأحيان تؤدي إلي شجار وقد تنتهي بتشابك الأيدي هذا يحدث بين عامة الناس فما بالنا لو قالها واحد من العامة لأمير المؤمنين ....؟
إن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز كان يسير ذات مرة في المسجد ليلاً فتعثر في رجل نائم في المسجد فاستيقظ الرجل من نومه فزعاً وأمسك بثوب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وقال له : إن أعمي .؟ فقال عمر : لا ، فأخرج خادم عمر الذي كان يسير معه سيفه وقال
: دعني يا أمير المؤمنين أضرب عنقه .. قال عمر : ولم .؟ قال : لأنه سبك وأنت أمير المؤمنين .. قال عمر : إن الرجل سألني سؤالاً : أنت أعمي .؟ فقلت : لا
وهذه القصة تظهر لنا مساحة التسامح التبي تحلي بها أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز فهو يعلم جيداً معني الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وهو بذلك يعرج نحو سماء المحسنين والنبي صلي الله عليه وسلم حين يوجه أتباعه بقوله " لينوا في أيدي إخوان " فهو يريد أن يوطن النفوس علي سعة الصدر وعلي تحمل الآخرين حتي وإن صدر منهم ما يسمي بالعثرات أو الهفوات ويجب علي كل منا أن يكون متحلياً بشئ من الحلم الذي يجعله يمتص غضب من أمامه ليدرك الطرف الذي بدرت منه هذه الألفاظ أنه ربما أخطأ ولذا سيعيد حساباته وغالباً ما ينتهي الأمر باعتذاره أما لو أخذ الطرف الثاني الأمر علي محملة من ضيق الصدر وانقباض النفس وتغير المزاج فإن ثورة الغضب ستشتعل ويرد الصاع صاعين وسوف يشتد التلاسن ويفضي الامر إلي ما لا تحمد عقباه وهذا مانراه ونطالعه كثيراً وصاحب الخلق الكريم هو من يعالج الأمر بحكمة واتزان وأن ينتهج النهج النبوي القائل :"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر علي أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر علي أذاهم "
وتذكروا حديث النبي صلي الله عليه وسلم : " ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله عزاً "