ملتقى أهل العلم

ملتقى أهل العلم (https://www.ahlalalm.org/vb/index.php)
-   الملتقى العام (https://www.ahlalalm.org/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ (https://www.ahlalalm.org/vb/showthread.php?t=55393)

طويلب علم مبتدئ 16 / 06 / 2012 47 : 05 PM

رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ
 
قالت أم العلاء هنيئاً لك يا أبا السائب ..... فقال صلى الله عليه وسلم وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
وبعد فهذا حديث في صحيح البخاري له أثرٌ كبيرٌ على قلبي وعظة عظيمة فأحببت أن أذكر به نفسي أولاً وأخواني ثانياً عسى الله أن ينفعنا به .

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ : أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ أُمَّ العَلاَءِ، امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ : " أَنَّهُ اقْتُسِمَ المُهَاجِرُونَ قُرْعَةً فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَأَنْزَلْنَاهُ فِي أَبْيَاتِنَا، فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَقُلْتُ :
رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ : لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ » .
فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : « أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ اليَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي، وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ، مَا يُفْعَلُ بِي» قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لاَ أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا " .

وقال في موضع آخر : حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ العَلاَءِ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ، بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ : " طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى، حِينَ اقْتَرَعَتْ الأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى المُهَاجِرِينَ، فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ :
رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، قَالَ : « وَمَا يُدْرِيكِ ؟ » قُلْتُ : لاَ أَدْرِي وَاللَّهِ قَالَ : « أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ اليَقِينُ، إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الخَيْرَ مِنَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي - وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ - مَا يُفْعَلُ بِي[1]وَلاَ بِكُمْ » .

قَالَتْ أُمُّ العَلاَءِ : فَوَاللَّهِ لاَ أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ .
قَالَتْ :
وَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ : « ذَاكِ عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ »[2] .

و قال الدولابي : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قَالَ:، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: " لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ :
هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةُ "[3] .
وقال أبو نعيم الاصبهاني : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، ثَنَا هَارُونُ الْفَرْوِيُّ، ثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : هَلَكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ،
فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَهَازِهِ، فَلَمَّا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ قَالَتِ امْرَأَتُهُ : هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « وَمَا عِلْمُكِ بِذَلِكَ؟» .
قَالَتْ :
كَانَ يَا رَسُولَ اللهِ يَصُومُ النَّهَارَ وَيُصَلِّي اللَّيْلَ، قَالَ : « بِحَسْبِكِ لَوْ قُلْتِ كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ» [4] .

قال ابن بطال : "
وقد روى عبد الرزاق عن الثورى، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم ابن محمد، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخل على عثمان بن مظعون فأكب عليه فقبله، ثم بكى، حتى رأيت الدموع تسيل على وجنتيه " .

قلت : فماذا نقول نحنُ ؟! وهذا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهد معه وكان صواماً قواماً بكاه النبي صلى الله عليه وسلم وقبله وسالت دموعه عليه .
اللهم رحماك بنا إذا انقطع عنا العمل وصرنا تحت التراب .

[1] قال الحافظ في الفتح : (ج3_ ص149) " وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ مُوَافَقَةً لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَحْقَافِ ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يفعل بِي وَلَا بكم) . وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخّر) . لِأَنَّ الْأَحْقَافَ مَكِّيَّةٌ وَسُورَةُ الْفَتْحِ مَدَنِيَّةٌ بِلَا خِلَافٍ فِيهِمَا وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ " وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَخْبَارِ الصَّرِيحَةِ فِي مَعْنَاهُ .
فَيَحْتَمِلُ أَنْ يُحْمَلَ الْإِثْبَاتُ فِي ذَلِكَ عَلَى الْعِلْمِ الْمُجْمَلِ وَالنَّفْيُ عَلَى الْإِحَاطَةِ مِنْ حَيْثُ التَّفْصِيلِ " .

[2] رواه البخاري : (1243 ) باب _ الدخول على الميت بعد الموت إذا أُدرج في أكفانه _كتاب الجنائز و(2687) باب _ القرعة في المشكلات _ و (3929 ) باب_ مقدم النبي صلى الله عليه وسلم _ و ( 7003) باب _ رؤيا النساء _ و (7018) باب _ العين الجارية في المنام _ كتاب التعبير .
[3] الكنى والأسماء رقم : (394) .
[4] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء .

شريف حمدان 16 / 06 / 2012 15 : 10 PM

رد: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ
 
http://up.ahlalalm.info/photo1/yvo59466.gif


For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي

اختصار الروابط